إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسئلة مهمة حول الإمام المهدي عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أولاً يجب علينا في حال خروج أي دعوة أو مدعي لمقام معين ان لأنقطع للوهلة الأولى ببطلانه أو صحة موقفه ولكن علينا أن نتأكد من هذه الدعوة ونبحث حولها وحول شخصية الداعي.
    وقد يقول احد إننا عاجزون عن التحقق من صحة هذه الدعوات لافتقارنا للمعلومات اللازمة لذلك.
    نعم إن معرفة صحة الادعاء له شروط فقد يقول احدنا إن الدليل هو أن يخبرنا صاحب الدعوة عن ما نضمره في أنفسنا وهذا غير صحيح لأن الذين يسخرون الجن وأصحاب الرياضات باستطاعتهم الإخبار عن هذه الأشياء وإذا قلنا إن الدليل هو المعجزة فهذا غير صحيح أيضا لأن الأعور الدجال عند خروجه يقوم بإحياء الموتى. إذن فهذه الأمور ليست هي الأدلة على صحة دعوة المدعي.
    إن مثل هذا الأمر المهم والجسيم الذي تبنى عليه قضية عظيمة وهي إقامة دولة العدل الإلهي لا يمكن أن يكون أهل البيت (عليهم السلام) قد سكتوا عن تبيين طريقة التعرف على الداعي إليها فإذا ما رجعنا إلى أقوالهم ( صلوات الله تعالى عليهم ) لبانت الحقيقة جلية لا غبار عليها.
    حيث ورد عن جابر قال: حدثني من رأى المسيب بن نجبة، قال: (وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له: ابن السوداء-إالى أن قال - أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقرا باقرا باقرا، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً)( ).
    وكذلك ورد عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يرجع في احديهما إلى أهله والأخرى يقال: هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)( ).
    فيتبين إن صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) لديه علم التأويل والباطن لأن بقر الحديث (شقه) هو استخراج ما بباطنه أي تأويله وكذلك باستطاعته الإجابة عن عظائم الأمور التي لا يستطيع الإجابة عليها إلا من هو متصل بالإمام (عليه السلام) ومن عظائم الأمور هي الرجعة فقد جاء في الرواية الشريفة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز وجل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
    إضافة إلى العلامات الجسمانية والنفسية والأخلاقية التي ذكرها أهل بيت العصمة في الأحاديث والروايات والتي يحملها ويتحلى بها الداعي.

    تعليق


    • س1/ ما معنى ألحتم والبداء في العلامات وما هي أنواعه ؟

      تعليق


      • ألحتم والبداء أربعة أنواع هي: (ألحتم ألزماني) و(البداء ألزماني) و(ألحتم الذاتي) و(البداء الذاتي).
        أما معنى ألحتم ألزماني: هو أن الشيء من المحتوم الذي لا يقع فيه البداء والتغيير والتبديل والمحو والإثبات في الزمان والذات.
        أما البداء ألزماني: وهو إن الشيء من المحتوم بالذات والذي يقع فيه البداء في الزمن ويسمونه (بداء التأجيل).
        حيث جاء عن ثابت قال: (سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الأمر في سنة السبعين، فلما قتل الحسين (عليه السلام) اشتد غضب الله فاخره إلى أربعين ومائة، فحدثناكم بذلك فأذعتم وكشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الأمر بعد ذلك أمرا عندنا {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قد كان ذلك)( )
        وكذلك ورد عن إسحاق بن عمار قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قد كان لهذا الأمر وقت وكان في سنة أربعين ومائة فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عز وجل)( ).
        ألحتم الذاتي: وهو أن الشيء لا يقع فيه البداء ذاتاً ولا زمانا حيث لا يمكن محوه ولا يمكن أن يؤجل.
        وأما البداء الذاتي أن يقع البداء في الشيء بذاته وان يمحى وان يقع في المحو الذاتي.

        تعليق


        • اشرح لي مع الأدلة البداء ألزماني والحتم ألزماني والبداء الذاتي والحتم الذاتي ؟

          تعليق


          • لقد عرفنا في السؤال السابق أنواع ألحتم والبداء ولتوضيح وشرح حالات ألحتم والبداء بالأدلة نقول قد جاء في الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) عندما سؤل هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: (نعم قلنا له فنخاف أن يبدوا لله في القائم فقال: القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد)( ).
            وشرح ذلك يكون ضمن السياق الأتي : حيث إن اليماني والسفياني لا يقع فيهما البداء الذاتي ولكنه يمكن أن يكون فيهما البداء ألزماني تحقيقا لرواية الإمام الصادق (عليه السلام) فهنا يكون البداء في المحتوم زمنيا فقط وبذلك يمكن تغيير زمان حدوث قيام اليماني والسفياني بتأجيله مثلا لعام أو أكثر حسب المصلحة في التخطيط الإلهي لقضية الإمام المهدي (عليه السلام) فبذلك نستطيع القول بإمكانية حدوث البداء ألزماني لا الذاتي ولكن لو تحققت علامتي اليماني والسفياني في القيام فهنا سيكون لزاما تحقق الصيحة في شهر رمضان وقتل النفس الزكية حيث تكون من ضمن ألحتم الزماني والذاتي ولا وجود للبداء فيها بسبب تحقق اليماني والسفياني فلأجله يكون التكامل في خطة ظهور الأمر المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) وقيامه في مكة.

            تعليق


            • ما ألحتم الموعود وألحتم غير الموعود ؟

              تعليق


              • المحتوم الموعود وهو الذي لا يقع فيه البداء ذاتا وزمانا وذلك لأنه من الميعاد كما جاء في الرواية السابقة الذكر عن الإمام الصادق(عليه السلام): (... قلنا له: فنخاف ان يبدو لله في القائم، فقال: القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد).
                لذلك إن القائم (عليه السلام) من المحتوم الموعود الذي ليس فيه البداء أبدا قال الله تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }( ).
                أما المحتوم غير الموعود فهو أيضا محتوم ولكنه ليس من الميعاد الذي وعد الله به فهو يتعرض إلى البداء ألزماني كالسفياني أو البداء في المصداق كدولة بني العباس ....الخ .

                تعليق


                • - ما هي العلامة ؟ ولماذا جعل الله تعالى لبعض الأشياء علامة ؟

                  تعليق


                  • ج/ العلامة هي الشيء الذي يدل على وقوع شيء آخر أو بعبارة أخرى هي الدال التي تدل على المدلول والعلاقة بينهما تسمى دلالة وهي علامة على وقوع الحدث وهي التي تسبق وقوع الحدث فتدل عليه .
                    اما العلة من وجود العلامات وذلك لأن بعض الأشياء هي من عالم الغيب التي لا ترى فجعل الله سبحانه وتعالى لها علامات تحكي أو تعبر عنها أو تنبأ بقرب وقوعها، فان الروح من عالم الغيب وقد جعل الله لها علامات دالة على وجودها ومعبرة عن ماهيتها مثال على ذلك :- جعل الله تعالى العواطف والتفكير والحزن معاني تدل على الروح وإلا فان الجسد ليس فيه شيء من هذه المعاني بل حتى الجوع والاحتياج إلى الطعام هو من توابع الروح لا الجسد ولذلك فان الجسد المادي لا يشتهي أو يجوع لأنه فاقد المعاني وقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ }( ).
                    وقد جعل الله للساعة علامات وللقيامة علامات تدل على قرب وقوعها، وكل ذلك حتى يتهيأ الناس ويتوبوا إلى الله تعالى فمن علاماتها ظهور المهدي والمسيح والدجال ودابة الأرض والدخان وإنما جعل الله لها علامات لأنها تعتبر من الغيب الذي لا يمكن معرفته أو رؤيته.
                    وكذلك الإمام (عليه السلام) باعتباره من عالم الغيب، قال تعالى: { الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}() .
                    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل ( {هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب} قال: من أقر بقيام القائم أنه حق)( ).
                    وكذلك وورد أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الساعة الصغرى ولقد علمنا أن للساعة علامات.
                    عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة) قال: هي ساعة القائم (عليه السلام) تأتيهم بغتة)( ).

                    تعليق


                    • هل لقضية الإمام (عليه السلام) علامات ولماذا؟

                      تعليق


                      • نعم لقضية الإمام علامات كما ذكرنا سابقا أما فائدة علاماته فهي:
                        لكي يتهيأ المؤمنون ويستبشرون بقرب ظهور الحجة بن الحسن (عليه السلام) فيتوبوا إلى الله ويقلعوا عن معاصيهم باعتبار أن الإمام المهدي (عليه السلام) إذا خرج لا يستتيب أحد.
                        فقد ورد عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر(عليه السلام): ( يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، لا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم)( ).
                        وبهذا سوف يتهيأ له أصحابه حيث يقومون بإعداد العدة وإتمام العدد له (عليه السلام) للقيام بأمر الله تعالى .
                        2- هي فرصة للكافر والمعاند بان يرجع إلى طريق الهداية قبل أن يأتي يوم لا مرد له ولا تنفع نفسا إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، فجعل الله العلامات حتى يتهيئوا ويعلموا أن الساعة آتية لا ريب فيها.
                        3- إنما جعلت العلامات من الله تعالى لفلسفة التدرج والظهور من عالم الغيب إلى عالم الشهادة فتبدأ العلامات بالتحقق تدريجياً، فمثلا :- ان الولادة بعد تسعة أشهر من الحمل، لكن قبل الولادة تبدأ عند الأم علامات للولادة وهي أي (العلامات) تدل وتخبر عن قرب ذلك الحدث وتبقى هكذا تباعاً حتى وقوع حدث الولادة ليظهر المولود الجديد وكذا في أي قضية كانت ومنها قضية الموعود التي لها علامات تخبر عنها وتدل عليها حتى حصول الظهور المقدس.

                        تعليق


                        • هي أنواع علامات قرب القيام للإمام المهدي (عليه السلام) ؟

                          تعليق


                          • / إن للإمام المهدي (عليه السلام) علامات كثيرة وهي على أنواع:-
                            1- المحتومة.
                            2- الغير المحتومة ومنها لابدية الوقوع.
                            إن معنى العلامات المحتومة هي العلامات التي لا تخضع لقانون البداء، والبداء كما هو معروف عند الإمامية لغة (هو الظهور فلا يمتنع أن يظهر لنا من أفعال الله تعالى ما كنا نظن خلافه سواء كنا نعلم شرطه أم لا، وتقول العرب بدا لي شخص في طريقي أي ظهر وقال الله عز وجل: { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }( ).
                            والمحتوم هو الذي لا يتبدل ولا يقع فيه البداء وأما العلامات الحتمية فهي خمسة حصرا كما جاء في الرواية عن عمر بن حنظلة قال سمعت أبا عبد الله يقول: ( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات، اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء)
                            اما العلامات الغير حتمية فهي العلامات التي يقع فيها البداء والقابلة للتغيير والتبدل.

                            تعليق


                            • ورد ان من العلامات الحتمية وقوع الصيحة فمتى تقع وكيف تحدث ؟

                              تعليق


                              • من الصعب الجزم في كيفية الصيحة ولكن بالرجوع إلى الأحاديث والروايات الواردة عن الأئمة الطاهرين (عليه السلام) وتحليلها ودراستها وفق مقتضيات العلم المعاصر.
                                نجد أن الصيحة جاء ذكرها في الكثير من الأحاديث والروايات الشريفة وقد عبر عنها في بعض الروايات بالنداء أو الصوت وهذه الأسماء في الواقع تتحدث عن معنى واحد، وهو الصيحة أو النداء أو الصوت الذي يكون عند السحر من ليلة الثالث والعشرين ( ليلة القدر ) من شهر رمضان الذي يسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام).
                                والذي يظهر من الروايات المعصومية الشريفة أن هناك أكثر من صيحة تقع قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فقد أجمعت الكثير من الروايات الشريفة أن الصيحة تكون عند السحر من ليلة القدر في شهر رمضان.
                                فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة جمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان )( ).
                                وعن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام) انه قال: ( يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا واطيعوا .....)( ).
                                إلا أن هناك أحاديث وأخبار أخرى تروي لنا أن الصيحة تكون في أشهر أخرى غير شهر رمضان ففي الحديث الشريف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) قال: ( تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقضان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، ثم يسلب الحاج في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون صوت في صفر، ثم تتنازع القبائل في ربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادي ورجب )( ).
                                فإن الذي يظهر من هذا الحديث الشريف أن هناك صوت آخر غير الصوت الذي يكون في شهر رمضان وهذا الصوت المشار إليه في الحديث السابق يكون في شهر صفر.
                                وعن الحسن بن محبوب قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ): ( انه يا حسن سيكون فتنة صماء - إلى أن قال - كأني بهم أيس ما كانوا قد نودوا نداءً يسمعه من بالبٌعد كما يسمعه من بالقرب، يكن رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، فقلت بأبي وأمي أنت وما ذلك النداء ؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب أولها: الا لعنة الله على الظالمين، والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يدأ بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم ) ( ).
                                وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: ( في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة الله (من خلقه) فلان فاسمعوا له وأطيعوه، في سنة الصوت المعمعة )( ).
                                فمن هذه الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة يظهر لنا واضحاً ان هناك أكثر من صوت وصيحة تكون في أوقات متعددة ومختلفة فصيحة تكون في شهر رمضان وأخرى في شهر صفر أضف إلى ذلك ثلاث صيحات في شهر رجب كما في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) وصيحة في شهر المحرم، إذن فلا يعقل أن تكون كل هذه الأصوات عن طريق الإعجاز بل المتوقع أن تكون تلك الصيحات عن طريق القنوات الفضائية التي باتت منتشرة في كل بقاع العالم كما هو معلوم والكل يمكنه سماعها.
                                أما كونها من السماء أما لأنها تمثل جانب الحق والدعوة إلى الله عز وجل فيعبر عنها بأنها من السماء أو لأن الفضائيات تستلم بثها من الأقمار الصناعية التي هي في الواقع منتشرة في السماء، أما بالنسبة لكونها من قبل جبرائيل (عليه السلام) فذلك لأنها من الله وإلى الله وجبرائيل هو الواسطة بين جناب المولى تبارك وتعالى وبين خلقه.
                                وإلا لو قلنا بأن صيحة الحق تكون من قبل جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة لاستلزم ذلك أنها تكون على نحو الإعجاز وكذلك صيحة الباطل من قبل إبليس ويسمعها كل الناس لكانت على نحو الإعجاز أيضا وهذا لا يمكن القول به فلا كرامة لإبليس (عليه اللعنة) ولا يمكن أن يجري الله على يديه المعجزات لأي سبب كان.
                                وإلا لما امتاز أهل الحق من أهل الباطل فما هي الحكمة والفائدة إذن من أن تكون صيحة الحق من قبل جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة إذا كانت لا تمتاز عن صيحة إبليس وكانت الصيحتان على نحو الإعجاز يا ترى؟ !
                                ثم إن المعجزات لا تكون إلا للأنبياء والرسل (عليهم السلام) ولربما يتسأل البعض إن لم تكن الصيحة من قبل جبرائيل (عليه السلام) وعلى نحو المعجزة فكيف ذكرت الروايات إن الصيحة يسمعها كل قوم بلغتهم ؟ والحقيقة إن هذا الأمر ليس بالصعب فكما نرى في الفضائيات وجود الترجمة الفورية بحيث إذا نقل خطاب لأحد الأشخاص بلغة ما عبر الفضائيات هناك من يترجم ذلك الخطاب فوريا وأثناء خطاب ذلك الشخص ولعدة لغات حسب الحاجة إليها.
                                ومما يؤيد ما ذهبنا إليه هو ما جاء في الروايات المعصومية الشريفة من وقوع الشك والارتياب في نفوس السامعين للصيحة الثانية بعدما أمنوا بالصيحة الأولى ((صيحة الحق)) فلو كانت الصيحة الأولى تمتاز عن الصيحة الثانية من ناحية الكيفية على فرض أنها من جبرائيل بالمباشرة وعن طريق الإعجاز فلماذا إذن وقع الشك والارتياب علماً إن الصيحة الثانية إذا قلنا انها من إبليس ومن الأرض فلا يمكن ان تكون كصيحة جبرائيل (عليه السلام) أطلاقاً.
                                فإن الذي يظهر من الرواية الشريفة المتقدمة ان الصيحة الثانية إذا وقعت يرتاب الناس.
                                وقد جاء أيضاً في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : (عجبت أصلحك الله واني لأعجب من القائم كيف يُقاتَل مع ما يرون من العجائب من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء من السماء ؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يوم العقبة )( ).
                                وعن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: ( ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)، قلت: خاص أم عام ؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم (عليه السلام) وقد نودي باسمه ؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل يشكك الناس )( ).
                                والروايات في هذا الصدد كثيرة، ولا يمكن أن تشك الناس وترتاب إذا كانت الصيحة من جبرائيل بالمباشرة وتكون على هذا الفرض مختلفة من ناحية الكيفية عن صيحة إبليس حتماً، إلا أن الروايات كما بينا تؤكد وقوع الشك والارتياب وهذا لا يكون إلا أن تكون الصيحتان متماثلتان من حيث الكيفية أي إنهما تكونان من الفضائيات.
                                كما إن الذي يظهر من الروايات الشريفة الواردة عنهم (عليهم السلام) ان هذه الصيحة ((صيحة الحق)) تكون معروفة من ناحية الكيفية وقد سمع بها البعض من الناس قبل أن تقع وهؤلاء هم الذين سوف لا يقع منهم الشك والارتياب لأنهم قد سمعوا بها وعرفوها وهذا أيضاً يلزم منه أن تكون هناك دعوة للإمام المهدي (عليه السلام) تكون موجودة قبل قيامه المقدس (عليه السلام) وهي التي تتبنى هذه الصيحة.
                                فقد جاء في الرواية الشريفة عن الجريري قال: قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام): (إن الناس يوبخونا ويقولون: من أين يُعرف المحق من المبطل إذا كانتا فقال: ما تردّون عليهم ؟ قلت: فما نرد عليهم شيئاً، قال فقال: قولوا لهم يصّدق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون، إن الله عز وجل يقول: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }( ).
                                فالذي يظهر من هذه الرواية ان الإمام الصادق (عليه السلام) قد أكد ان الذي يصدق بصيحة الحق هو المؤمن وليس كل مؤمن بل المؤمن بالصيحة وكيفيتها كما ان هذه الرواية تؤكد ما ذهبنا إليه من ان الصيحة لا تكون من جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة وليس عن طريق الإعجاز وإلا لو كان كذلك لكان الإمام (عليه السلام)، قد ذكر للسائل ان التصديق بها وتميزها عن الصيحة الثانية ((صيحة الباطل)) بأنها سوف يكون مصدرها من السماء ومن جبرائيل مباشرة وعلى نحو الإعجاز ولما لم يذكر ذلك، تبين أن الصيحتين تكونان متماثلتان من ناحية الكيفية بحيث لا تستطيع الناس التمييز بينهما ومعرفة الصيحة الحقة من الباطلة.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X