إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصفات المشتركة بين النحل والمؤمنين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصفات المشتركة بين النحل والمؤمنين

    الصفات المشتركة بين النحل والمؤمنين
    من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وزير الامام المهدي

    بعد أن تعرفنا على القليل من أسرار النحل في تعامله داخل الخلية وخارجها بقي لدينا سؤالين مهمين جداً ، وهو هل لهذا المخلوق مدد إلهي يضاهي ما يقوم به من أعمال وتصرفات عجيبة ؟ وهل هذه الأعمال والتصرفات لها شبه بالمؤمنين ؟
    الجواب يأتي من القرآن والعترة الطاهرة حيث أشار القرآن إلى النحل في سورة النحل بقوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ان اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}( النحل68).
    إن النحل يوحى إليه ليلاً ونهاراً ـ فهو لا يخطأ المسير ولا يظل الطريق ويسير بخطوط مستقيمة فهو لا يخالف إيحاء ربه بل يسير بهداه وهو مطيع ، واقتران ذلك بالمؤمنين في قول الله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ان آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِاننَا مُسْلِمُونَ }( المائدة111) .
    فالحوايون في أمة عيسى (عليه السلام) أما في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فهم أنصار محمد وآل محمد وبالأخص أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) الذين هم حزب الله الحقيقي قال تعالى: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَان وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْانهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا ان حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( - المجادلة22).
    هؤلاء الأنصار الذين سيقومون بنشر دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) التي يأتي بها وزيره السيد اليماني الموعود بعد مقتله وستكون على عاتقهم بعد غياب سيدهم مهمة نشر الدعوة بين الناس وستجري عليهم سنة حواري عيسى (عليه السلام) فالدعوة التي جاء به السيد المسيح لم ينشرها المسيح (عليه السلام) بنفسه بل قام بذلك تلامذته وحواريه ، فبعد أن كان المؤمنون بيسوع يعذبون ويقتلوا ولا يسمح لأحد أن يؤمن بهذا النبي قام الحواريون بتوجيه من اليسوع بنشر الدين بين الناس، وإذا بهذه الدعوة تنتشر وتأخذ مكانها بين الناس إلى أن صارت هذه الديانة صاحبة العدد الأكبر من ناحية المعتنقين لها، وكل ذلك يعود للمهمة التي قام بها حواري المسيح في ذلك الوقت ، فالحواريون وتلامذة المسيح ستجري سنتهم هذه على تلامذة السيد اليماني بعد مقتله.
    وقد سمي قائدنا وإمامنا الحجة بن الحسن بتسمية رئيس النحل وهو اليعسوب أي ( يعسوب الدين) وهي من التسميات المختصة بالأئمة الأطهار وخصوصاً أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والإمام المهدي(عليه السلام).
    وورد في الروايات أن المهدي (عليه السلام) تأوي إليه أصحابه كما تأوي النحل إلى يعسوبها كما في الرواية المروية عن الإمام علي (عليه السلام) في وصف أحداث الظهور المقدس والتحاق الأنصار بإمامهم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ( فإذا كان ذلك بعث الله يعسوب الدين ، فضرب بذنبه ، فيجتمعون إليه قزع الخريف، اني لأعلم اسم أميرهم ، ومتأخر رجالهم)(شرح الأخبار ص361 ).
    والروايات بهذا الصدد كثيرة نتركها مراعاة للاختصار .
    لقد ذكرنا أن للنحل من التصرفات والأفعال مشابهة لتصرفات المؤمنين وسنلخص بعض منها في النقاط التالية :-
    1- إن الانتفاع من النحل كثيراً جداً لأنه ينتج العسل وهو علاج لكثير من الأمراض وهو غذاء لا ضرر فيه ولا محذور منه قال تعالى: { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ ان فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}( - النحل69
    إن العسل في التأويل معناه الحكمة والموعظة الحسنة وهذا الشيء مشابه لأولياء الله العابدين المتمسكين بشرعه حيث تخرج منهم الحكمة والنصيحة الطيبة وهي مستودعة في بطونهم فهي تخرج من بطونهم إلى الناس كي تشفي قلوبهم مما فيها، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : (إن مثل المؤمن كمثل النحلة إن صاحبته نفعك وإن شاورته نفعك وإن جالسته نفعك وكل شأنه منافع وكذلك النحلة كل شأنها منافع)( - بحار الانوار ج 61 - ص 238).).
    2- إن النحل مشابهة للمؤمنين من حيث المحافظة على نظافة الشوارع والأماكن العامة في الخلية وهذا الشيء مشابه لما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المؤمنون في الحديث المشهور (النظافة من الإيمان).
    3- إن النحل لا يعرف التبذير في عمله ومعيشته من خلال ما توصل العلماء بتجاربهم التي أكدت على أن للنحل من المهارة بحيث أنه في عملية صنعه للعسل لم يبذر فيما تحويه النباتات والأوراد من خواص علاجية ، فالنحل ينقل تلك الخواص بالكامل ويجعلها في العسل.
    وقد صرح العلماء بكثير من تلك الخواص الوقائية والعلاجية والمقوية التي ينتقيها من النباتات ويجعلها في العسل، دون أن يخسر أي شيء مهم منها أثناء عملية صنعة للعسل، إن هذا العمل الذي يقوم به النحل لهي في صميم المؤمن الحق، فقد أكد القرآن على أن المبذرين أخوان الشياطين قال تعالى: {ان الْمُبَذِّرِينَ كَانواْ إِخْوَان الشَّيَاطِينِ وَكَان الشَّيْطَان لِرَبِّهِ كَفُوراً}( الإسراء27).
    كما ذم المولى أبي عبد الله (عليه السلام) الإسراف قائلاً : ( ان القصد أمر يحبه الله، وأن السرف أمر يبغضه الله، حتى طرحك النواة، فإنها تصلح لشيء، وحتى صبك فضل شرابك ) ( - عوائد الأيام - المحقق النراقي - ص 616 - 617
    4- إن لخلية النحل حارسات على باب الخلية يراقبن الداخلين والخارجين من وإلى الخلية .. يطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية , وهذا حال المؤمنين في دينهم يراقبون الأفكار الداخلة إلى سرائرهم ويطردون أي شيء يحاول العبث بأمن يقينهم بالله وقادتهم الائمة الأطهار (عليهم السلام) .
    5- تستطيع النحلة معرفة موقع الشمس في الأفق وتتذكره ، أي معرفة زاوية الميل التي يصنعها طريقها مع الشمس، فهي تميّز خط مسارها من الخلية إلى موارد الرحيق عن طريق موقع الشمس في الأفق وهذا حال المؤمنين المنتظرين للإمام المهدي (عليه السلام) أيضا فالإمام هو الذي يمثل الشمس في التأويل وأنصاره يعملون وينظرون له ويسمعون لأوامره ونواهيه وهم متمسكين به لأنه حبل الله الذي يؤدي بهم إلى الصراط المستقيم كتمسك النحل بالشمس لمعرفة طريقها .
    6- إن النحلة تقوّم غناء الرحيق وصلاحيته بتذوقها لتعرف مقدار حلاوته وتركيزه ، فهي لا تأخذ كل أنواع الرحيق بل لا بد أن تتوافر فيه الصفات التي تجعلها ميالة لامتصاصه ونقله للخلية.
    ولقد شَبَّهَ الرسول الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه المؤمن بالنحلة فقال : (مثل المؤمن كمثل النحلة، إن أكلت أكلت طيباً، وان وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره ) ( - ميزان الحكمة - ج 4 - ص 2825).
    7- إن للنحلة إحساساً مرهفاً بمرور الوقت يفوق في دقّته كلّ ما نتصور . . ولقد أُجريت في ذلك تجارب شتّى منها تجربةٌ لتقديم طعامٍ للنحل في لحظةٍ معينةٍ من لحظات النهار فلما ألِفت ذلك صارت تأتي طائرة في لحظتها تلك لا تتقدّم ولا تتأخّر ، وهذا الأمر أيضاً نشاهده عند المؤمنين الصالحين المتمسكين بتعاليم العترة الطاهرة فان الوقت له قيمة عندهم ، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها)( - الصلاة في الكتاب والسنة ص55).
    8- إن النحل عندما تشرق الشمس ينطلق لجمع الغذاء من الأزهار والورود ويقوم بفتح أوراق الزهرة ليصل إلى رحيقها العذب أما المؤمنين فزهرتهم الجنة ورحيقهم ريحها العذب وأوراق زهرتهم أبواب جنتهم التي يفوزون بها عند شروق شمسهم المتمثلة ببقية الله في أرضه وحجته على عبادة قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }( - الزمر73
    - (راجع تفسير هذه الاية في الجزء الاول تحت عنوان اشكالات قرانية)
    - شواهد التنزيل ج1 ص5)
    فأبواب الجنة مغلقة تنتظر من يفتحها أو تنتظر الأذن لفتحها كحال الزهرة التي تفتح النحلة أوراقها لتشرب من رحيقها.
    9- إن في النحل لمحات تجعل المرء يسرح في عالم آخر، ففيه يعسوب وشغالات وفيه نظام وانضباط وفيه دقة وإتقان للعمل المطلوب من كل فرد من أفراد الخلية .. وكلها مظاهر من عظمة الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالاً يحتذى به في التعاون والنظام .
    الكل يعمل حسب سنه ودوره والكل يعمل عمله بإتقان، المهندسات والبناءات يشيدنَ قرص النحل . والعاملات يقمنَ برحلات للكشف عن أماكن الرحيق . والكيميائيات يتأكدنَ من نضوج العسل وحفظه ، وهذا نجده بوضوح في صفات المؤمنين الذي أمرنا الرسول الكريم بأتباعها وترحم على من يتبع هذه الصفات كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المشهور (رحم الله أمرءٍ عمل عملاً فأتقنه)( ) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( قيمة المرئ ما يحسنه ) .
    10- إن للنحل نوعين من العيون فالنوع الأول هو العيون المركبة وهما اثنتان تقعان على جانبي رأس النحلة، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات البصرية وهي سداسية الأضلاع.
    وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون النحلة خارج الخلية ، ولها القدرة على تمييز ذات الألوان التي تميزها عين الإنسان باستثناء اللون الأحمر، أما النوع الثاني فهو العيون البسيطة وعددها ثلاث تحتل أعلى الرأس ،وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل الخلية .
    فليس لدى النحل عيون كعيون باقي الحيوانات والتي فيها القدرة على الرؤية البعيدة والقريبة ، ولكن الله خلق فيها نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة .
    قال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}( - لقمان11)
    وإذا نظرنا إلى صفات حاسة النظر في النحلة نجدها أيضاً موجودة في صفات المؤمنين بل هي من أهم صفاتهم فإن المؤمن يرى على طريقتين طريقة يرى بها الأشياء المادية ويستخدم فيها العينين اللتين يقعان في أعلى الرأس ، وعينين أخرى يستخدمها في رؤية الأشياء الغير مادية ويستخدم فيها البصيرة أو ما يعبر عنه النظر بالقلب .
    فقد جاء في قوله تعالى: {فَانهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }( - الحج46
    أو ما عبر عنه الإمام الصادق (عليه السلام) بعيني القلب قال (عليه السلام): (ألا من أجوَر الناس من رأى جوره عدلاً ، وعدل المهتدي جوراً ، ألا ان للعبد أربعة عيون ، عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ، ترك القلب بما فيه . ..........)( - بلاغة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) - جعفر عباس الحائري - ص 41).
    إن العينين اللتين يرى بها الإنسان الأمور المادية تقابل عيني النحلة التي ترى بها الأشياء القريبة أما البصيرة أو نظر بالقلب فإنه يقابل عيون النحلة التي ترى بها الأشياء البعيدة .
    11- يطرد النحل أي فرد في الخلية غير عامل أو يحاول التكاسل في أداء أعماله اليومية أو يعصي الأوامر أو يتمرد على من هو أعلى منه مرتبة وإن كانت هذه الحالة لا تكاد تُذكر لندرتها إلا أنها موجودة بالفعل في أمة النحل، إن هذه الصفة نجدها عند المرتدين والعصاة والعياذ بالله فإنهم يطردون من مصاحبة المعصوم التي تمثل مصاحبته الجنة عند المؤمن كما طُرِدَ إبليس لعنه الله من جنة الجبار العليم وقد قال حكيم لتلامذته : كونوا كالنحل في الخلايا ، قالوا : وكيف النحل ؟ قال : انها لا تترك عندها بطّالا إلا أبعدته وأقصته من الخلية لأنه يضيق المكان ويفني العسل ، ويعلم النشيط الكسل (مستدرك سفينة البحار -للشاهرودي - ج 10 - ص 8.
    12- إن النحل لا يدخل النار يوم الحساب فقد استثنى الرسول الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) هذا المخلوق عن سائر جنسه قائلاً الذباب كله في النار إلا النحل)( مستدرك سفينة البحار - للشاهرودي - ج 10 - ص 7
    إن هذا الاستثناء يذكرنا باستثناء المؤمنين من دخول النار وقوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }( - الزمر61).
    13- لقد نهى الرسول الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين عامة عن قتل النحل فقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه ( عليهم السلام ) - في حديث المناهي - قال : (ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) عن ضرب وجوه البهائم ، ونهى عن قتل النحل .....)( - الأمالي ص512).
    وبهذا التكريم قد حصل النحل على وسام يضاف الى أوسمته التي جناها بإخلاصه الدؤوب في عملهِ ومعيشته وبذلك قد تساوى النحل مع المسلم الذي نهى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سفك دمه في الحديث المشهور عند جمهور المسلمين : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) .
    14- النقطة الأخيرة والأهم هي أن مملكة النحل لا تتقبل أكثر من يعسوب واحد فإذا ما ولد يعسوب جديد فإن اليعسوب القديم يترك المملكة ويهاجر وهذا من أعظم الأمثال التي يضربها الله تعالى لنا في مخلوقاته فإن هذا واضح جداً في صفة يعسوب الدين وهو الإمام حيث لا يمكن في الشرع وجود إمامين أو حجتين في آن واحد ولو وجد أخر كان ساكتا وهو يتمثل بتتابع الحجج في الأرض واحداً تلو الآخر.
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

  • #2
    احسنتم
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تعليق

    يعمل...
    X