علماء السوء في آخر الزمان يهود امة محمد
جاءت روايات صريحة عن اهل البيت تؤكد على ان كل امة ولت عليها غير الذي امر الله عز وجل ان يضعوه لانه اعلمهم وافضلهم فأنهم بذلك يدخلو ن ويرجعون الى ملة بني اسرائيل الذي تركوا هارون عليه السلام وعكفوا على عبادة العجل وان هذه الامة مصداق لتلك الامم التي ستدخل في ملة اليهود لانها تركت ولاية الامام علي عليه السلام وطاعته بتولي خليفةً آخر غيره وهذا يعد دليلاً آخر على وجود اليهود في امة محمد صلى الله عليه واله وسلم من هذه الناحية والتي تتمثل بغصب الخلافة والراضين بفعلهم الى يوم القيامة ، من الذين يبغضون الامام علي عليه السلام والائمة المعصومين عليهم السلام من بعده ،فعن سليم بن قيس ان الامام الحسين عليه السلام خطب الناس بعد ان اجتمع أمرهم على معاوية فحمد الله واثنى عليه وقال (ايها الناس ان معاوية زعم اني رأيته للخلافة أهلاً ولم ار نفسي لها أهلاً وكذب معاوية ،انا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله فأقسم بالله لو ان الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والارض بركتها ولما طعتم فيها معاوية ولقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ماولت امة امرها رجلاً قط وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل امرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا الى ملة عبد العجل وقد ترك بنوا اسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون ان هارون خليفة موسى وقد تركت الامة علياً (عليه السلام )وقد سمعوا رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم )يقول لعلي انت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي ...)الاحتجاج ج2 ص288.ويفهم من خطبة الامام الحسن تلك ان جماعة تنصب لنفسها خليفة غير الشخص المنصب عليهم بأمر الله عز وجل طبعاً فأنه يرجع الى ملة بني اسرائيل أي انه يصبح يهودياً ،وهذا بطبيعة الحال لا ينسحب فقط على من غصب الخلافة من الامام علي عليه السلام يوم السقيفة فقط وان كان هم مصداقه بالدرجة الاساس بل ينسحب الى بقية الامة الاسلامية من بعدهم والذين تابعوهم وساروا بسيرتهم من حيث انهم نصبوا خلفاء وحكاماً لهم غير الائمة المعصومين عليهم السلام فهم أيضاً سيدخلون في ملة بني اسرائيل بحيث يصبح كل خليفة فيهم هو عجل السامري وهم اليهود من بني اسرائيل الذين نصبوه وعبدوه عبادة طاعة لا عبادة سجود وان كل امام من الائمة المعصومين عليهم السلام يمثل هارون عليه السلام فيهم والدليل على ذلك واضح من حيث معرض الخطبة ومناسبتها التي كانت مبايعة اغلبية الناس لمعاوية وتنصيبه خليفة عليهم وتركهم الخليفة الشرعي الذي نصبه الله عزوجل بكتابه وعلى لسان نبيه وهوالامام الحسن عليه السلام .وهذا الامر بطبيعة الحال سينطبق على آخر الزمان من حيث ان الناس وجرياً على سنن من قبلهم سيجحدون طاعة الامام المهدي عليه السلام ويكذبونه ويكذبون بدعوته التي تظهر قبل قيامه عليه السلام ويميلون الى اعدائه وينصبونهم عليهم حكاماً وذلك كبني العباس والسفياني من بني أمية بيد ان هذه المرة لايكون التكذيب محصوراً على المبغضين لأهل البيت عليهم السلام بشكل عام بل سيتمثل بكذابي الشيعة من الذين يدعون التشيع ظاهراً إلا أنهم سيظهرون بغضهم لهم فيما بعد حتى أنهم يقولون للإمام المهدي عليه السلام ارجع يا ابن فاطمة فليس لنا في آل محمد حاجة كما سيأتينا وبذلك سيكون أيضا مصداق ليهود الأمة الإسلامية إلى جانب النواصب المعاندين لاهل البيت عليهم السلام والخارجين عن طاعتهم .
هذا وقد وردت روايات أخرى تؤكد على ارتداد امة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد وفاته بعدم قبولهم بتنصيب الإمام علي عليه السلام إمام وخليفة عليهم وقاموا بتنصيب خليفة غيره وذلك كما فعل بني إسرائيل من قبل بتركهم هارون عليه السلام واتخاذهم العجل آلهاً يعبد .وبهذا يكونوا ساروا على سنتهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة فأصبحوا مثلهم ،حيث ورد عن الامام الصادق عليه السلام ان سلمان رضوان الله عليه خطب الناس بعد ان دفن النبي صلى الله عليه واله وسلم بثلاثة ايام فقال (ايها الناس اسمعوا عني حديثي ثم اعقلوه عني الا واني أوتيت علماً كثيراً فلو حدثتكم بكل ما اعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام فقالت طائفة منكم هو مجنون ...الاان لكم منايا تتبعها بلايا الا وان عند علي عليه السلام علم المنايا والبلايا وميراث الوصايا وعلم الخطاب وأصل الأنساب على منهاج هارون بن عمران من موسى عليه السلام اذ يقول له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انت وصيي في أهل بيتي وخليفتي في امتي بمنزلة هارون من موسى ولكنكم أخذتم سنة بني اسرائيل فأخطأتم الحق فانتم تعلمون ولا تعلمون اما والله لتركبن طبقاً عن طبق حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة اما والذي نفس سلمان بيده لو وليتموها علياً لأكلتم مما فوقكم ومن تحت اقدامكم ...عليكم بأمير المؤمنين عليه السلام فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية وأمرة المؤمنين مراراً جمة مع نبينا كل ذلك يأمر به ويؤكده علينا فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه وقد حسد قابيل هابيل فقتله وكفاراً قد ارتدت امة موسى بن عمران فأمر هذه الامة كأمر بني اسرائيل فأين يذهب بكم ايها الناس ويحكم ما لنا وابو فلان وفلان أجهلتم وتجاهلتم ام حسدتم ام تحاسدتم والله لترتدن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف ...)الاحتجاج ج1 ص 110 ـ111. كما جاء في رواية اخرى عن سليم بن قيس عن سلمان رضوان الله عليه انه قال (ان القوم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الامن عصمه الله بآل محمد ان الناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمنزلة هارون من موسى وعتيق في سنة السامري ومن تبعه وبمنزلة العجل ومن تبعه فعلي في سنة هارون وعتيق في سنة السامري وسمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ...)الاحتجاج ج1 ص86 ، ومن الواضح ان الذي نصبوا ابو بكر للخلافة فهو بمنزلة السامري الذي نصب العجل لبني اسرائيل ومن تبعه على ذلك كان سنة بني اسرائيل تلك . اما الامام علي عليه السلام فهوعلى سنة هارون عليهم السلام وبهذا يصدق ان يقول على المسلمين الذين آذوا الامام علي عليه السلام والائمة عليهم السلام من بعده وآخرهم الامام المهدي عليه السلام ونصبوا غيرهم لخلافة وحكم المسلمين بأنهم يهود الامة الاسلامية .
ثم اننا لو عدنا الى واقعة الطف نجد ان الامام الحسين عليه السلام قد وصف الجيش الذي خرج لاجل قتاله بأنهم شذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وهذه الصفات صفات اليهود لأنهم هم من نبذوا كتبهم وحرفوها لقوله تعالى فيهم (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة41) وقوله تعالى (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء46) .
تعليق