من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
نقلا عن الموسوعة القرآنية
بعد ان تعرضنا في البحث السابق إلى النحل والنمل وقلنا بان النحل ويعسوبهُ له صفات مشابه لصفات المؤمنين ويعسوبهم الإمام المهدي (عليه السلام) وان النمل وملكته له من الصفات ماهو مشابه لصفات الكفار وقائدهم إبليس عليه اللعنة وكما ذكرنا أيضاً بان الله تعالى لم يترك شيء من الاشياء لم يتحدث عنه في كتابه المنزل , فوبخ ومدح بعض الحيوانات في عدة مواضع في كتابه ولكن المقصود منها هو الانسان (المشابه سلوكه لذلك الحيوان ) وهو بذلك أما عاصياً لله ومخالفاً لأوامره أو عبداً قد رضي الله عنه .
بعد ان تبين لنا من النحل والنمل ما تبين ، سنتحدث الان عن مخلوق آخر يحاول التصنع ببعض صفات النحل التي فيه ولكن صفات النمل التي يحملها تمنعة من ذلك هذا المخلوق الذي ضل متذبذب بين مفارقات صفاته التي يحملها هو الذباب الذي يمثل المنافقين على حسب التأويل .
ان لفظ الذباب لغة ًجاء من الذب والتذبذب ، وقد قال صاحب مجمع البيان ذبذبته أي حركته فتحرك فهو كتحريك شيء معلق) فكون الشيء مذبذباً ان يتردد بين جانبين من غير تعلق بشيء منهما ، وهذه هي صفة المنافقين بعينها فهم يتذبذبون بين الإيمان والكفر فلاهم إلى المؤمنين ولا إلى الكافرين ، وبسبب تذبذبهم وترددهم بين الجانبين من غير تعلق بأحدهم فان الله تعالى أضلهم عن السبيل فلا سبيل لهم يرجونه ، و قال تعالى مشيراً إلى تذبذب المنافقين في كتابة الكريم قائلاً: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }( ).
وقد ذكر بعض المفسرين ان معنى مذبذبين أي مطرودين من هؤلاء ومن هؤلاء ، وهي من الذب والذب هو الطرد ، وقد نعتهم سبحانه بالحيرة في دينهم وانهم لا يرجعون إلى صحة نية لا مع المؤمنين على بصيرة ولا مع الكافرين على جهالة .
وقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حال المنافق قائلاً : (مثل المؤمن والمنافق والكافر كمثل رهط ثلاثة وقعوا إلى نهر ، فوقع المؤمن فقطع ، ثم وقع المنافق حتى إذا كاد ان يصل إلى المؤمن ناداه الكافر ان هلم إلي فاني أخشى عليك ، وناداه المؤمن ان هلم إلي فان عندي وعندي يحظى له ما عنده ، فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه أذى فغرقه ، وان المنافق لم يزل في شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك) ( ).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع )( ).
ومما تقدم يحصل لدينا ترابطاً واضحاً بين لفظ (الذباب) ووصف المنافقين بقوله مذبذبين) ، وهذا الترابط يكون بأفعال الذباب والمنافقين أيضاً ، فالذباب يحاول جاهداً ان يتمثل في النحل (المؤمنين) ظاهرا وذلك من خلال بعض صفات النحل التي يحملها ، وبهذا يشابه فعل المنافق الذي يمثل الإيمان ظاهراً وهو غير مؤمن اصلاً ، وان للذباب صفات مشابهة لصفات النمل (الكافرين) كما سيأتي بيانه ومن جهة أخرى .
ان للذباب صفات غير مشابهة للنحل ولا للنمل كما هو حال المنافقين فان الذي يحمل صفات مزدوجة لا بد وبمرور الوقت ان تتولد لديه صفات أخرى نتيجة أزدواجية تصرفاته .
وقبل ان نشرع في بيان نقاط المقارنة بين النحل والنمل من جهة والذباب من جهة أخرى يتوجب علينا دراسة حياة ومعيشة هذا المخلوق عن طريق معرفة ما قاله وما كتبه الباحثين المتخصصين في مجال الحشرات عند دراستهم لهذا المخلوق والتجارب التي اجريت عليه .
كُتب في الذباب بانه من المخلوقات الصغيرة التي تمتلك قدرات عجيبة تفتقدها الكثير من الحشرات ، وبذلك يقول الباحثين ان الذباب "يشابه في صفاته مخلوقات أخرى كالنمل والنحل"
ويذكر المختصين أيضاً بان هناك مائة ألف نوع من الذباب في العالم ، تعيش عشرة انواع منها فقط في المنازل ، كما ان الذباب يعيش حياة قصيرة لا تتعدى ستين يوماً.
لقد كشفت دراسة علمية مؤخراً ان الذباب يتميز بذكاء حاد ويخطط مسبقاً لتحركاته ، كما بينت دراسة جديدة نشرت في مجلة علمية متخصصة تثبت ذكاء هذا المخلوق.
وقد قام مجموعة من المختصين في معهد التكنولوجيا في جامعة كاليفورنيا "Caltech" بتجربة حيث قاموا بتصوير اختباراتهم التي استخدموا فيها ذباب ومضرب لمحاولة إصابتها واكتشفوا ان الذباب يقوم باحتساب موقع الخطر الذي يتهدده بسرعة فائقة ويضع لذلك خطة للإفلات.
وعلق المختصون على نتيجة تجربتهم هذه قائلين ان الذباب يحدد خلال 100 مليون جزء من الثانية موقع الخطر الذي يمثله المضرب ويمكنه بالتالي تحريك جسمه ويجعله في وضعية معينة تسمح له بانقاذه من الضربة الموجهة له.
وقال البروفسور مايكل ديكينسن كبير فريق العلماء الذي وضع الدراسة ان الإختبارات تظهر السرعة الفائقة التي يعمل بها دماغ الذباب عند تمرير المعلومات الحسية إليه.
وأضاف ديكينسن "ووجدنا أيضاً انه عندما تخطط الحشرة لنقلتها التالية قبل التحليق ، فانها تأخذ في الحسبان وضعيتها في اللحظة التي تشعر فيه بالخطر الذي يتهددها."
ومن صفات الذباب الاخرى هو ما أثبتته التجارب العلمية ان للذباب حساسات موجودة تحت الأجنحة والرأس تقوم بنقل معلومات الطيران إلى الدماغ ، فإذا صادفت الحشرة تياراً هوائياً جديداً أثناء طيرانها، تقوم هذه الحساسات بنقل المعلومات الجديدة في الحال إلى الدماغ ، وعلى أساسها تبدأ العضلات بتوجيه الأجنحة بالاتجاه الجديد وبسرعة مذهلة ، بهذه الطريقة تتمكن الذبابة من الكشف عن وجود أي شيء جديد أمامها أو خلفها على حداً سواء يكون خطرا عليها ويكون ذلك بتوليد تيار هوائي إضافي . والهرب إلى مكان آمن في الوقت المناسب وبطريقة بهلوانية عجيبة ان هروب الذباب هذا يذكرنا بمواقف عديدة لهروب المنافقين من المواقف الصعبة وأكثر من ذلك فهم يبتدعون أشياء تذهل عقول السامعين من عظيم مكرهم ودهائم ولا يسعنا المجال لذكر العديد من القصص الدالة على ذلك ولكن نختصر هذه القصص بقصة قد سمعها وقرأها أغلب المسلمين هذه القصة تخبرنا عن هروب ذبابة من صيادها وكان صيادها يعسوب النحل هذه الذبابة لم تكن ذبابة عادية بل كانت ذبابة بشرية قد هربت من يعسوب الدين في معركة سميت حينها معركة صفين ، قامت هذه الذبابة حين رأت اليعسوب يتجه إليها ليقتلها بسرعة وبدهاء مماثل لسرعة ودهاء الذباب قامت بنزع ملابسها وأبداء عورتها لسيد المتعففين لتجعل اليعسوب يغض نظرة عنها لانها _اي الذبابة_ تعلم بان اليعسوب متمسك بالوحي المنزل {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ان اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }( ) فنجت بفعلتها هذه من سيف اليعسوب ولقبت بعدها بداهية العرب وتناست قول اليعسوب (هيهات لولا التقى لكنت أدهى العرب)( ).
ان تقوى اليعسوب هذه ومخافته من الله جعلت الطامعين بأرثه كثر كطمع الذباب بعسل النحل قال الشاعر :
يتبع
نقلا عن الموسوعة القرآنية
بعد ان تعرضنا في البحث السابق إلى النحل والنمل وقلنا بان النحل ويعسوبهُ له صفات مشابه لصفات المؤمنين ويعسوبهم الإمام المهدي (عليه السلام) وان النمل وملكته له من الصفات ماهو مشابه لصفات الكفار وقائدهم إبليس عليه اللعنة وكما ذكرنا أيضاً بان الله تعالى لم يترك شيء من الاشياء لم يتحدث عنه في كتابه المنزل , فوبخ ومدح بعض الحيوانات في عدة مواضع في كتابه ولكن المقصود منها هو الانسان (المشابه سلوكه لذلك الحيوان ) وهو بذلك أما عاصياً لله ومخالفاً لأوامره أو عبداً قد رضي الله عنه .
بعد ان تبين لنا من النحل والنمل ما تبين ، سنتحدث الان عن مخلوق آخر يحاول التصنع ببعض صفات النحل التي فيه ولكن صفات النمل التي يحملها تمنعة من ذلك هذا المخلوق الذي ضل متذبذب بين مفارقات صفاته التي يحملها هو الذباب الذي يمثل المنافقين على حسب التأويل .
ان لفظ الذباب لغة ًجاء من الذب والتذبذب ، وقد قال صاحب مجمع البيان ذبذبته أي حركته فتحرك فهو كتحريك شيء معلق) فكون الشيء مذبذباً ان يتردد بين جانبين من غير تعلق بشيء منهما ، وهذه هي صفة المنافقين بعينها فهم يتذبذبون بين الإيمان والكفر فلاهم إلى المؤمنين ولا إلى الكافرين ، وبسبب تذبذبهم وترددهم بين الجانبين من غير تعلق بأحدهم فان الله تعالى أضلهم عن السبيل فلا سبيل لهم يرجونه ، و قال تعالى مشيراً إلى تذبذب المنافقين في كتابة الكريم قائلاً: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }( ).
وقد ذكر بعض المفسرين ان معنى مذبذبين أي مطرودين من هؤلاء ومن هؤلاء ، وهي من الذب والذب هو الطرد ، وقد نعتهم سبحانه بالحيرة في دينهم وانهم لا يرجعون إلى صحة نية لا مع المؤمنين على بصيرة ولا مع الكافرين على جهالة .
وقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حال المنافق قائلاً : (مثل المؤمن والمنافق والكافر كمثل رهط ثلاثة وقعوا إلى نهر ، فوقع المؤمن فقطع ، ثم وقع المنافق حتى إذا كاد ان يصل إلى المؤمن ناداه الكافر ان هلم إلي فاني أخشى عليك ، وناداه المؤمن ان هلم إلي فان عندي وعندي يحظى له ما عنده ، فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه أذى فغرقه ، وان المنافق لم يزل في شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك) ( ).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع )( ).
ومما تقدم يحصل لدينا ترابطاً واضحاً بين لفظ (الذباب) ووصف المنافقين بقوله مذبذبين) ، وهذا الترابط يكون بأفعال الذباب والمنافقين أيضاً ، فالذباب يحاول جاهداً ان يتمثل في النحل (المؤمنين) ظاهرا وذلك من خلال بعض صفات النحل التي يحملها ، وبهذا يشابه فعل المنافق الذي يمثل الإيمان ظاهراً وهو غير مؤمن اصلاً ، وان للذباب صفات مشابهة لصفات النمل (الكافرين) كما سيأتي بيانه ومن جهة أخرى .
ان للذباب صفات غير مشابهة للنحل ولا للنمل كما هو حال المنافقين فان الذي يحمل صفات مزدوجة لا بد وبمرور الوقت ان تتولد لديه صفات أخرى نتيجة أزدواجية تصرفاته .
وقبل ان نشرع في بيان نقاط المقارنة بين النحل والنمل من جهة والذباب من جهة أخرى يتوجب علينا دراسة حياة ومعيشة هذا المخلوق عن طريق معرفة ما قاله وما كتبه الباحثين المتخصصين في مجال الحشرات عند دراستهم لهذا المخلوق والتجارب التي اجريت عليه .
كُتب في الذباب بانه من المخلوقات الصغيرة التي تمتلك قدرات عجيبة تفتقدها الكثير من الحشرات ، وبذلك يقول الباحثين ان الذباب "يشابه في صفاته مخلوقات أخرى كالنمل والنحل"
ويذكر المختصين أيضاً بان هناك مائة ألف نوع من الذباب في العالم ، تعيش عشرة انواع منها فقط في المنازل ، كما ان الذباب يعيش حياة قصيرة لا تتعدى ستين يوماً.
لقد كشفت دراسة علمية مؤخراً ان الذباب يتميز بذكاء حاد ويخطط مسبقاً لتحركاته ، كما بينت دراسة جديدة نشرت في مجلة علمية متخصصة تثبت ذكاء هذا المخلوق.
وقد قام مجموعة من المختصين في معهد التكنولوجيا في جامعة كاليفورنيا "Caltech" بتجربة حيث قاموا بتصوير اختباراتهم التي استخدموا فيها ذباب ومضرب لمحاولة إصابتها واكتشفوا ان الذباب يقوم باحتساب موقع الخطر الذي يتهدده بسرعة فائقة ويضع لذلك خطة للإفلات.
وعلق المختصون على نتيجة تجربتهم هذه قائلين ان الذباب يحدد خلال 100 مليون جزء من الثانية موقع الخطر الذي يمثله المضرب ويمكنه بالتالي تحريك جسمه ويجعله في وضعية معينة تسمح له بانقاذه من الضربة الموجهة له.
وقال البروفسور مايكل ديكينسن كبير فريق العلماء الذي وضع الدراسة ان الإختبارات تظهر السرعة الفائقة التي يعمل بها دماغ الذباب عند تمرير المعلومات الحسية إليه.
وأضاف ديكينسن "ووجدنا أيضاً انه عندما تخطط الحشرة لنقلتها التالية قبل التحليق ، فانها تأخذ في الحسبان وضعيتها في اللحظة التي تشعر فيه بالخطر الذي يتهددها."
ومن صفات الذباب الاخرى هو ما أثبتته التجارب العلمية ان للذباب حساسات موجودة تحت الأجنحة والرأس تقوم بنقل معلومات الطيران إلى الدماغ ، فإذا صادفت الحشرة تياراً هوائياً جديداً أثناء طيرانها، تقوم هذه الحساسات بنقل المعلومات الجديدة في الحال إلى الدماغ ، وعلى أساسها تبدأ العضلات بتوجيه الأجنحة بالاتجاه الجديد وبسرعة مذهلة ، بهذه الطريقة تتمكن الذبابة من الكشف عن وجود أي شيء جديد أمامها أو خلفها على حداً سواء يكون خطرا عليها ويكون ذلك بتوليد تيار هوائي إضافي . والهرب إلى مكان آمن في الوقت المناسب وبطريقة بهلوانية عجيبة ان هروب الذباب هذا يذكرنا بمواقف عديدة لهروب المنافقين من المواقف الصعبة وأكثر من ذلك فهم يبتدعون أشياء تذهل عقول السامعين من عظيم مكرهم ودهائم ولا يسعنا المجال لذكر العديد من القصص الدالة على ذلك ولكن نختصر هذه القصص بقصة قد سمعها وقرأها أغلب المسلمين هذه القصة تخبرنا عن هروب ذبابة من صيادها وكان صيادها يعسوب النحل هذه الذبابة لم تكن ذبابة عادية بل كانت ذبابة بشرية قد هربت من يعسوب الدين في معركة سميت حينها معركة صفين ، قامت هذه الذبابة حين رأت اليعسوب يتجه إليها ليقتلها بسرعة وبدهاء مماثل لسرعة ودهاء الذباب قامت بنزع ملابسها وأبداء عورتها لسيد المتعففين لتجعل اليعسوب يغض نظرة عنها لانها _اي الذبابة_ تعلم بان اليعسوب متمسك بالوحي المنزل {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ان اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }( ) فنجت بفعلتها هذه من سيف اليعسوب ولقبت بعدها بداهية العرب وتناست قول اليعسوب (هيهات لولا التقى لكنت أدهى العرب)( ).
ان تقوى اليعسوب هذه ومخافته من الله جعلت الطامعين بأرثه كثر كطمع الذباب بعسل النحل قال الشاعر :
يتبع
تعليق