ان المتتبع لأحاديث النبي (ص) وروايات الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين الواردة في أمر الإمام المهدي (ع) يجد إن تلك الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة تتحدث في الكثير من عباراتها عن شخصياتها متعددة لها اثر واضح في أمر الإمام عليه السلام وقضيته سواء كان ذلك الأثر سلبياً أو ايجابياً إلا إن بعض تلك الشخصيات وخاصة التي لها دور ايجابي في قضية المهدي (ع) قد أحيطت بشيء من الرمزية والتحفظ والسرية وذلك لأسباب يأتي لكلام عنها في موضوع أخر إن شاء الله تعالى . إما بالنسبة للشخصيات التي يكون دورها سلبياً في أمره (ع) فأننا نجد أيضا بعض تلك الشخصيات خافية وغامضة وغير واضحة المعالم وان كان ذلك للوهلة الأولى إلا إن الباحث والمتأمل في تلك الروايات إذا ما أمعن النظر فأنه سيتوصل الى الحقيقة . ومن تلك الشخصيات والتي سنتناولها في موضوعنا هذا شخصية (( الشيصباني )) الذي ورد ذكره في الاخبار وتحدث عنه بعض الباحثين ولكن بشيء مختصر ومجمل غير مفصل . حيث سنحاول في هذه السطور الكشف عن هذه الشخصية ومحاولة معرفتها . وقبل الخوض في ذلك لابد لنا إن نعرف معنى كلمة شيصبان فقد ذكر صاحب كتاب شرح القاموس ان شيصبان اسم للشيطان ، ويستعلم او يطلق على كل من يفعل فعلة كأفعال الشيطان من حيث المكر والخبث والدهاء والشر وما الى ذلك من تلك الصفات الذميمة ، والذي يظهر من الروايات ان الشيصباني يظهر في العراق وبالاخص من الكوفة والنجف ويكون خروجه سابقاً لخروج السفياني كما ان الذي يظهر من الروايات ان أمر الشيصباني يبدأ بالتدرج شيئاً فشيئاً الى إن يأخذ بالانتشار والاتساع ليشمل مساحة أكثر واكبر فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سألت أبا جعفر (ع) عن السفياني فقال : ( وانى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان ، ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم ، فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم (ع) ) بحار الانوار ج52 ص250 - والذي يتبين لنا من هذه الرواية اضافة الى ما ذكرنا ان الشيصباني رجلاً شيعياً او بالاحرى والاصح انه متشيع يدعي الولاء لأهل البيت عليهم السلام لكن افعاله في الواقع مخالفة لأفعالهم ومشابهة لأفعال ابليس لان الكوفة كما هو معروف مدينة شيعية وليس فيها غير الشيعة الامامية ايدهم الله . ان الشيصباني هذا هو الحاكم العباسي الذي يحكم العراق في اخر الزمان حيث ستقوم الحكومة الثانية لبني العباس قبل قيام السفياني وخروجه كما جاء في الروايات فعن الحسن بن ابراهيم قال : ( قلت للرضا (ع) اصلحك الله انهم يتحدثون عن السفياني يقوم ، وقد ذهب سلطان بني العباس ؟ فقال : كذبوا انه ليقوم وان سلطانهم لقائم ) بحار الانوار ج52 ص251 - فان في هذه الرواية ما يدل وبوضوح على ان لبني العباس دولة ثانية تقوم في اخر الزمان تسبقث خروج السفياني وقيامه . كما انه قد دلت الروايات على ان نهاية حكم بني العباس في اخر الزمان يكون على يد الخراساني والسفياني فعن ابي بكر الحضرمي عن ابي جعفر (ع) قال : ( لابد ان يملك بني العباس ، فأذا ملكوا واختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان ، هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما ، اما انهما لا يبقون منهم احداً ابداً ) غيبة النعماني ص259.
وفي هذه الرواية دليل واضح على تجدد دولة بني العباس حيث ستكون نهايتها على يد الخراساني والسفياني اللذان يسبق خروجهما خروج الامام المهدي (ع) . ومما يؤكد كون الشيصباني هذا هو الحاكم العباسي ومن الدولة الثانية لبني العباس هو ما جاء في خطبة اللؤلؤة لمولانا امير المؤمنين وامام المتقين عليه السلام : ( الا واني ضاعن عن قريب ومنطلق للمغيب فأرتقبوا الفتنة الاموية والمملكة الكسروية ومنها فكم من ملاحم وبلاء متراكم تقبل مملكة بني العباس بالروع والبأس ، وتبنى لهم مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل الفرات ثم قال فتوالت فيها ملوك بني شيصبان اربعة وعشرون ملكاً .....) مناقب ال ابي طالب ج6 ص429 - ففي هذا الكلام على العباسي هو الشيصباني كما يظهر واضحاً . وقد اعتقد البعض من الباحثين والكتاب ومنهم الشيخ الكوراني في كتابه عصر الظهور بأن الشيصباني هو صدام لعنة الله عليه وهذا غير صحيح اطلاقاً فأن الطاغية صدام يمثل حكومة بني امية كما هو ثابت بالادلة والبراهين ومتعارف بين العلماء والباحثين والناس عامة حيث يذكرون ان حكومة صدام وزمرته تمثل حكومة بني امية كما ان صدام الملعون لم يخرج من الكوفة كما هو واضح والرواية تؤكد ان الشيصباني يخرج من ارض الكوفة ومما يدل على ان الطاغية صدام يمثل حكومة بني امية هو ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام الرضا (ع) عن ابائه عن امير المؤمنين (ع) انه قال : ( كأني بالقبور قد شيدت حول قبر الحسين وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة الى قبر الحسين ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار اليه من الافاق عند انقطاع ملك بني مروان ) بحار الانوار ج9 - فأن هذه الرواية كما هو واضح تتحدث عن سقوط الطاغية صدام الذي يمثل ملك بني مروان وهم كما لا يخفى بني امية وقد تحقق هذا المعنى عندما سقط حكم الطاغية حيث بدأ الناس بالسير مشياً على الاقدام لزيارة قبر المولى ابا عبد الله الحسين (ع) وقد قصد الزائرون قبره الشريف من كل الجهات من داخل العراق وخارجه وقد خرجت المحامل من النجف وهي عبارة عن المواكب التي تستقبل الزائرين وتقدم لهم الخدمات اللازمة ، وبذلك يتبين لنا بما لا يقبل الشك ان حكم الطاغية صدام يمثل حكومة بني امية وبهذا يتبين بالدليل اننا نعيش عصر الظهور الشريف للأمام المهدي (ع) حيث ستقوم دولة بني العباس الثانية لأنها بحسب التسلسل التأريخي تأتي بعد حكومة بني امية فأن نهاية بني امية كانت على يد بني العباس كما لا يخفى . فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير عن ابي جعفر الباقر (ع) قال : ( يقوم القائم في وتر من السنين - الى قاله - اذا اختلفت بنو امية وذهب ملكهم ثم يملك بني العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم ، فأذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف اهل المشرق واهل المغرب واهل القبلة ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي منادي من السماء فاذا نادى فالنفير النفير ، فوالله لكأني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء اما انه لا يرد راية له حتى يموت ) غيبة النعماني.
وبعد ان تبين لنا كل ذلك ان الشيصباني لا بد ان يحكم العراق وسيتخذ من بغداد مقراً لحكومته ويسكن فيها الا ان له اصلاً في النجف التي هي الكوفة حسب ما يعبر عنها بروايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ومن ذلك نفهم معنى انه ينبع كما ينبع الماء حيث يبدأ من النجف او ان له اصلاً في النجف ثم شيئاً فشيئاًَ حتى يستولي على بغداد ويحكم العراق كما ينبع الماء حيث للماء اصلاً وله مصباً اما ما ورد في الروية التي ذكرنا في بداية الموضوع من ان الشيصباني يقتل وفدكم ففي ذلك اشارة الى ان هذا الحاكم سيقتل بعض الرجال المعروفين والوجهاء من انصار الامام المهدي (ع) ويبدوا انه هو من يكون وراء مقتل النفس الزكية والسبعين من الصالحين الذين يقتلون في ظهر الكوفة فأن الكاف ضمير الخطاب في كلمة وفدكم تعني الانصار خاصة فأن الامام الباقر (ع) كان يخاطب الشيعة الحقيقيين وليس كل من تسمى بهذا الاسم والوفد هم وجهاء القوم وسادتهم واشرافهم او ان المراد بالوفد هم المرسلون الى الحكام في امر معين.
ان الشيصباني هذا الحاكم العباسي هو سيد بني العباس في اخر الزمان وكبيرهم الذي اليه يرجعون والذي سيواجه دعوة الامام المهدي عليه السلام وانصاره بشدة وقوة ويحاول بكل ما لديه من ايقاف حركتهم وتعطيل دعوتهم وتكذيبهم وردها بشتى الاساليب والظاهر انه هذا الشخص هو المسمى في الروايات بعبد الله ذو العين وقد ذكر بعض الباحثين ان السبب في هذه التسمية يعود لأحد ثلاث احتمالات:
الاول : ان يكون الحاكم العباسي المسمى عبد الله واسع العين.
الثاني : ان يكون في عينية شيء من الحول.
الثالث : ان هذا الحاكم يضع علي عينية العوينات سواء كانت طبية او شمسية والله
وفي هذه الرواية دليل واضح على تجدد دولة بني العباس حيث ستكون نهايتها على يد الخراساني والسفياني اللذان يسبق خروجهما خروج الامام المهدي (ع) . ومما يؤكد كون الشيصباني هذا هو الحاكم العباسي ومن الدولة الثانية لبني العباس هو ما جاء في خطبة اللؤلؤة لمولانا امير المؤمنين وامام المتقين عليه السلام : ( الا واني ضاعن عن قريب ومنطلق للمغيب فأرتقبوا الفتنة الاموية والمملكة الكسروية ومنها فكم من ملاحم وبلاء متراكم تقبل مملكة بني العباس بالروع والبأس ، وتبنى لهم مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل الفرات ثم قال فتوالت فيها ملوك بني شيصبان اربعة وعشرون ملكاً .....) مناقب ال ابي طالب ج6 ص429 - ففي هذا الكلام على العباسي هو الشيصباني كما يظهر واضحاً . وقد اعتقد البعض من الباحثين والكتاب ومنهم الشيخ الكوراني في كتابه عصر الظهور بأن الشيصباني هو صدام لعنة الله عليه وهذا غير صحيح اطلاقاً فأن الطاغية صدام يمثل حكومة بني امية كما هو ثابت بالادلة والبراهين ومتعارف بين العلماء والباحثين والناس عامة حيث يذكرون ان حكومة صدام وزمرته تمثل حكومة بني امية كما ان صدام الملعون لم يخرج من الكوفة كما هو واضح والرواية تؤكد ان الشيصباني يخرج من ارض الكوفة ومما يدل على ان الطاغية صدام يمثل حكومة بني امية هو ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام الرضا (ع) عن ابائه عن امير المؤمنين (ع) انه قال : ( كأني بالقبور قد شيدت حول قبر الحسين وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة الى قبر الحسين ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار اليه من الافاق عند انقطاع ملك بني مروان ) بحار الانوار ج9 - فأن هذه الرواية كما هو واضح تتحدث عن سقوط الطاغية صدام الذي يمثل ملك بني مروان وهم كما لا يخفى بني امية وقد تحقق هذا المعنى عندما سقط حكم الطاغية حيث بدأ الناس بالسير مشياً على الاقدام لزيارة قبر المولى ابا عبد الله الحسين (ع) وقد قصد الزائرون قبره الشريف من كل الجهات من داخل العراق وخارجه وقد خرجت المحامل من النجف وهي عبارة عن المواكب التي تستقبل الزائرين وتقدم لهم الخدمات اللازمة ، وبذلك يتبين لنا بما لا يقبل الشك ان حكم الطاغية صدام يمثل حكومة بني امية وبهذا يتبين بالدليل اننا نعيش عصر الظهور الشريف للأمام المهدي (ع) حيث ستقوم دولة بني العباس الثانية لأنها بحسب التسلسل التأريخي تأتي بعد حكومة بني امية فأن نهاية بني امية كانت على يد بني العباس كما لا يخفى . فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير عن ابي جعفر الباقر (ع) قال : ( يقوم القائم في وتر من السنين - الى قاله - اذا اختلفت بنو امية وذهب ملكهم ثم يملك بني العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم ، فأذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف اهل المشرق واهل المغرب واهل القبلة ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي منادي من السماء فاذا نادى فالنفير النفير ، فوالله لكأني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء اما انه لا يرد راية له حتى يموت ) غيبة النعماني.
وبعد ان تبين لنا كل ذلك ان الشيصباني لا بد ان يحكم العراق وسيتخذ من بغداد مقراً لحكومته ويسكن فيها الا ان له اصلاً في النجف التي هي الكوفة حسب ما يعبر عنها بروايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ومن ذلك نفهم معنى انه ينبع كما ينبع الماء حيث يبدأ من النجف او ان له اصلاً في النجف ثم شيئاً فشيئاًَ حتى يستولي على بغداد ويحكم العراق كما ينبع الماء حيث للماء اصلاً وله مصباً اما ما ورد في الروية التي ذكرنا في بداية الموضوع من ان الشيصباني يقتل وفدكم ففي ذلك اشارة الى ان هذا الحاكم سيقتل بعض الرجال المعروفين والوجهاء من انصار الامام المهدي (ع) ويبدوا انه هو من يكون وراء مقتل النفس الزكية والسبعين من الصالحين الذين يقتلون في ظهر الكوفة فأن الكاف ضمير الخطاب في كلمة وفدكم تعني الانصار خاصة فأن الامام الباقر (ع) كان يخاطب الشيعة الحقيقيين وليس كل من تسمى بهذا الاسم والوفد هم وجهاء القوم وسادتهم واشرافهم او ان المراد بالوفد هم المرسلون الى الحكام في امر معين.
ان الشيصباني هذا الحاكم العباسي هو سيد بني العباس في اخر الزمان وكبيرهم الذي اليه يرجعون والذي سيواجه دعوة الامام المهدي عليه السلام وانصاره بشدة وقوة ويحاول بكل ما لديه من ايقاف حركتهم وتعطيل دعوتهم وتكذيبهم وردها بشتى الاساليب والظاهر انه هذا الشخص هو المسمى في الروايات بعبد الله ذو العين وقد ذكر بعض الباحثين ان السبب في هذه التسمية يعود لأحد ثلاث احتمالات:
الاول : ان يكون الحاكم العباسي المسمى عبد الله واسع العين.
الثاني : ان يكون في عينية شيء من الحول.
الثالث : ان هذا الحاكم يضع علي عينية العوينات سواء كانت طبية او شمسية والله
تعليق