عصر عُرف بعصر الجاهلية مورست فيه الكثير من الأفعال التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة حيث لم يكن من يعيب تلك الأفعال والتقاليد أو يثور عليها أو يرفضها بل على العكس تماماً فإن من لا يقوم بفعلها يكون منبوذاً وشاذاً ويلحقه العار نتيجة رفضه لها أو عدم فعلها وقد برزت في ذلك العصر الذي وصفه المولى تبارك تعالى في كتابه الكريم بالجاهلية الأولى ، قال تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}الأحزاب 33.الكثير من الظواهر السلبية ومن أهم تلك الظواهر الظاهرة وَإد البنات التي كانت سائدة ومعروفة آنذاك فحينما تلد المرأة بنتاً تقوم قيامة الزوج ويستاء أيما إستياء ، ويصير ذلك اليوم يوم حزن ومصيبة فيبادر الى البيت ويأخذ البنت من أمها ويخرج خارج المدينة فيقوم بدفنها وهي حية ، وكان يتفاخر الرجال بهذا الفعل الخالي من أي شكل من أشكال الإنسانية والبعيد كل البعد عن الرحمة التي فطر الله تعالى عليها الخلق ، وأما من لا يفعل ذلك فيكون محتقراً بين عشيرته وقومه وهكذا هو الحال آنذاك حيث إنقلبت الموازين رأسا على عقب وقد ذم الله له عز وجل ذلك الفعل ونهى عنه بقوله {وَإِذَا الْمَْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }التكوير9 . كما إن رسول الله (ص) نهى عنه وحذر منه وحارب هذه الظاهرة والتقليد المتوارث بين الآباء والأجداد، وليس هو إلاإفراز من إفرازات الجاهلية الأولى والذي ما كان لينتهي ويختفي في ذلك العصر لولا أرادة الله عز وجل ومحاربة الرسول (ص) له ونهيه عنه ومعاقبة كل من يقوم به حتى أنتشر الإسلام المحمدي في ربوع الجزيرة فإختفت تلك الظاهرة ولله الحمد.
إلا إن الجاهلية قد عادت من جديد في عصرنا هذا وبدأت أفعالها تبرز وتظهر من جديد ، وهذا ليس مجرد إستنتاج نابع من التفكر وملاحظة ما يقع من تلك الأفعال على الساحة الإسلامية وفي المجتمع الإسلامي بل إن ما يجعلنا متأكدين ومعتقدين من عودة عصر الجاهلية من جديد وهذا يظهر من مفهوم قوله تعالى{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} الأحزاب 33 فإن مفهوم هذه الآية الشريفة يشير الى وجود جاهلية ثانية أو أخرى وقد دلت الأحاديث والأخبار على إن الجاهلية الثانية يكون أوانها قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله) إنه قال [بعثت بين الجاهليتين لآخرهما شر من أولهما ]معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 - وجاء في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين(ع) إنه قال يا قوم أعلموا علماً ييناً إن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم ليس بدون ما أستقبل الرسول من أمر جاهليتكم ، وذلك إن الأمة كلها يومئذ جاهلية إلا من رحم الله )بحار الأنوار ج51 - وقد تحدثنا عن أمر الجاهلية في الأعداد السابقة فمن أراد المزيد فاليراجع . وبعد أن تبين ذلك لابد لنا الآن معرفة المؤودة في عصر الظهور الشريف فأقول إن الكثير من الأفعال التي وقعت في ذلك العصر سواء كانت قبل الدعوة الإسلامية أو بعد ظهورها إنما تكون مصاديقها في عصر الظهور مختلفة شيئاً ما عن مصاديق تلك الأفعال السابقة ، فالربا في عصر الجاهلية الثانية موجود ولا بد أن يظهر وتبدأ الناس بالتعامل به إلا إنه يختلف عن حالته الأولى التي ظهر عليها في الجاهلية الأولى حيث كان الربا يقع في القرض إلا إنه في الجاهلية الثانية شمل عدة تعاملات ودخل في البيع والشراء وغير ذلك من المعاملات ، وهكذا بالنسبة لباقي الأفعال . لذا فإن الموؤدة في عصر الجاهلية يختلف أمرها بعض الشيء عن المؤودة في هذا العصر إلا إن محورها المرأة في كل الأحوال.
إن الموؤدة في زماننا اليوم هي تلك المرآة التي تظلم وتدفن وهي حية ولكن ليس تحت التراب كما كان يفعل أهل الجاهلية الأولى إنما تدفن في هذا العصر في البيوت ، حيث تقبع المرآة القريشية في بيت أبيها الذي يرفض تزويجها إلا من شخص قرشي مثلها وإن لم يتقدم لها سيداً قريشياً فإنها ستبقى من دون زواج حيث يرفض أبيها تزويجها من غير القرشي مهما كانت مكانته وحاله وشأنه وهذا الأمر معروف وموجود بكثرة وشائع في مجتمعاتنا وخاصة الشيعية منها بل إن تلك القبائل القرشية جعلت هذا الأمر من ضمن قوانينها المعتمدة في التعامل أما من يخالف ذلك فإنه سوف يحارب في قبيلته ويكون عاراً عليهم كما يقولون . ولم يقتصر الأمر على السادة من قريش فقط بل تعداه الى عامة الناس حيث ظهر هذا الأمر وانتشر بين الناس في بعض العوائل ذوات الشأن الذين يرفضون كل من يتقدم الى الزواج من بناتهم إلا أن يكون من عائلة غنية وذات مكانة أجتماعية معروفة ، إن هذه الأفعال التي أنتشرت في مجتمعاتنا اليوم لا تمت الى الإسلام بصلة بل هي من أفعال الجاهلية التي نهى عنها الله عز وجل ونها عنها رسوله الكريم محمد (ص) . وإننا كمسلمين ومؤمنين بهذا الدين الحنيف علينا أن نثبت أسلامنا حقاً وأن ننتهي عما نهانا عنه الله ورسوله وعلينا إن نحذر من الدخول في الجاهلية والخوض فيها ، علينا أن نبتعد عن تلك الأفعال التي تبعدنا عن الله ورسوله ودينه القويم . نتمنى أن ينتهي المسلمين عن تلك الأفعال مع علمنا إن نهايتها ونهاية الجاهلية الأخرى لا تكون إلا على يد الإمام المهدي (ع) الذي سيدعو الى أسلام جديد في آخر الزمان كما دلت الأخبار والروايات.
من فكر السيدابوعبدالله الحسين القحطاني
إلا إن الجاهلية قد عادت من جديد في عصرنا هذا وبدأت أفعالها تبرز وتظهر من جديد ، وهذا ليس مجرد إستنتاج نابع من التفكر وملاحظة ما يقع من تلك الأفعال على الساحة الإسلامية وفي المجتمع الإسلامي بل إن ما يجعلنا متأكدين ومعتقدين من عودة عصر الجاهلية من جديد وهذا يظهر من مفهوم قوله تعالى{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} الأحزاب 33 فإن مفهوم هذه الآية الشريفة يشير الى وجود جاهلية ثانية أو أخرى وقد دلت الأحاديث والأخبار على إن الجاهلية الثانية يكون أوانها قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله) إنه قال [بعثت بين الجاهليتين لآخرهما شر من أولهما ]معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 - وجاء في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين(ع) إنه قال يا قوم أعلموا علماً ييناً إن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم ليس بدون ما أستقبل الرسول من أمر جاهليتكم ، وذلك إن الأمة كلها يومئذ جاهلية إلا من رحم الله )بحار الأنوار ج51 - وقد تحدثنا عن أمر الجاهلية في الأعداد السابقة فمن أراد المزيد فاليراجع . وبعد أن تبين ذلك لابد لنا الآن معرفة المؤودة في عصر الظهور الشريف فأقول إن الكثير من الأفعال التي وقعت في ذلك العصر سواء كانت قبل الدعوة الإسلامية أو بعد ظهورها إنما تكون مصاديقها في عصر الظهور مختلفة شيئاً ما عن مصاديق تلك الأفعال السابقة ، فالربا في عصر الجاهلية الثانية موجود ولا بد أن يظهر وتبدأ الناس بالتعامل به إلا إنه يختلف عن حالته الأولى التي ظهر عليها في الجاهلية الأولى حيث كان الربا يقع في القرض إلا إنه في الجاهلية الثانية شمل عدة تعاملات ودخل في البيع والشراء وغير ذلك من المعاملات ، وهكذا بالنسبة لباقي الأفعال . لذا فإن الموؤدة في عصر الجاهلية يختلف أمرها بعض الشيء عن المؤودة في هذا العصر إلا إن محورها المرأة في كل الأحوال.
إن الموؤدة في زماننا اليوم هي تلك المرآة التي تظلم وتدفن وهي حية ولكن ليس تحت التراب كما كان يفعل أهل الجاهلية الأولى إنما تدفن في هذا العصر في البيوت ، حيث تقبع المرآة القريشية في بيت أبيها الذي يرفض تزويجها إلا من شخص قرشي مثلها وإن لم يتقدم لها سيداً قريشياً فإنها ستبقى من دون زواج حيث يرفض أبيها تزويجها من غير القرشي مهما كانت مكانته وحاله وشأنه وهذا الأمر معروف وموجود بكثرة وشائع في مجتمعاتنا وخاصة الشيعية منها بل إن تلك القبائل القرشية جعلت هذا الأمر من ضمن قوانينها المعتمدة في التعامل أما من يخالف ذلك فإنه سوف يحارب في قبيلته ويكون عاراً عليهم كما يقولون . ولم يقتصر الأمر على السادة من قريش فقط بل تعداه الى عامة الناس حيث ظهر هذا الأمر وانتشر بين الناس في بعض العوائل ذوات الشأن الذين يرفضون كل من يتقدم الى الزواج من بناتهم إلا أن يكون من عائلة غنية وذات مكانة أجتماعية معروفة ، إن هذه الأفعال التي أنتشرت في مجتمعاتنا اليوم لا تمت الى الإسلام بصلة بل هي من أفعال الجاهلية التي نهى عنها الله عز وجل ونها عنها رسوله الكريم محمد (ص) . وإننا كمسلمين ومؤمنين بهذا الدين الحنيف علينا أن نثبت أسلامنا حقاً وأن ننتهي عما نهانا عنه الله ورسوله وعلينا إن نحذر من الدخول في الجاهلية والخوض فيها ، علينا أن نبتعد عن تلك الأفعال التي تبعدنا عن الله ورسوله ودينه القويم . نتمنى أن ينتهي المسلمين عن تلك الأفعال مع علمنا إن نهايتها ونهاية الجاهلية الأخرى لا تكون إلا على يد الإمام المهدي (ع) الذي سيدعو الى أسلام جديد في آخر الزمان كما دلت الأخبار والروايات.
من فكر السيدابوعبدالله الحسين القحطاني