إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سُنة عبادة الأصنام :/الحلقة الاولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سُنة عبادة الأصنام :/الحلقة الاولى

    سُنة عبادة الأصنام :بحث مستوحى من فكر السيد القحطاني بقلم تلامذته
    نشأت العبادة عند البشر منذ القدم فكان آدم ﴿عليه السلام﴾ أول العابدين وكان المولى تبارك وتعالى أول من عُبد، فهو المعبود المطلق في هذا الكون . إلا أن البشرية بعد وفاة آدم ﴿عليه السلام﴾ بدأت تنحرف شيئاً فشيئاً عن عبادة الله عز وجل وراح كل قوم يجعلون أو يصنعون لهم إلهاً يتقربون إليه ويقدموا القرابين والنذور وكل هذا بدسيسة من إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ فقد أغواهم بحبائله وهم لم يقصروا في طاعته والإنقياد لأوامره .
    لقد ذكرت الأخبار الواردة عن أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ أسرار عبادة الأصنام عند بني البشر والتي تعود إلى فترات بعيدة من التأريخ وإلى القصة التي وقعت في ذلك العهد القديم التي تحكي عن بدء عبادة الأصنام والتي كان محورها الأول وأصلها هو الإنسان نفسه .

    فقد روي عن الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ انه قال : ﴿إن إبليس اللعين هو أول من صور صورة على مثل آدم ﴿عليه السلام﴾ ليفتن به الناس ويضلهم عن عبادة الله تعالى، وكان ود في ولد قابيل، وكان خليفة قابيل على ولده وعلى من بحضرتهم في سفح الجبل يعظمونه ويسودونه فلما أن مات ود جزع عليه أخوته وخلّف عليهم ابناً يقال له سواع فلم يغن غنا أبيه منهم فأتاهم إبليس في صورة شيخ فقال : قد بلغني ما أصبتم به من موت ود عظيمكم، فهل لكم أن أصور لكم على مثال ود صورة تستريحون إليها وتستأنسون بها ؟ قالوا: أفعل، فعمد الخبيث إلى ألانك فأذابه حتى صار مثل الماء . ثم صور لهم مثال صورة ود في بيته فتدافعوا على الصورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها، وأحب سواع أن يكون التعظيم والسجود له، فوثب على صورة ود فحطمها حتى لم يدع منها شيئاً وهموا بقتل سواع، فوعظهم وقال : أنا أقوم لكم بما كان يقوم به ودا وأنا ابنه، فإن قتلتموني لم يكن لكم رئيس ، فمالوا إلى سواع بالطاعة والتعظيم .
    فلم يلبث سواع أن مات وخلف ابنا يقال له : يغوث فجزعوا على سواع فأتاهم إبليس وقال : أنا الذي صورت لكم صورة ود فهل لكم أن اجعل لكم مثال سواع ؟ على وجه أن لا يستطيع أحداً أن يغيره .
    قالوا : فأفعل ، فعمد إلى عمود فنجره ونصبه لهم في منزل سواع، وإنما سمي ذلك العمود خلافاً لأن إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود قالوا : فسجدوا له وعظموه وقالوا ليغوث : ما نأمنك على هذا الصنم ان تكيده كما كاد أبوك مثال ود ، فوضعوا على البيت حرّاساً وحاجباً ثم كانوا يأتون الصنم في يوم واحد ويعظمونه أشد ما كانوا يعظمون سواع ، فلما رأى ذلك يغوث قتل الحرس والحجاب ليلاً وجعل الصنم رميماً ، فلما بلغ ذلك أقبلوا ليقتلوه فتوارى منهم إلى أن طلبوه ورأسوه وعظموه .

    ثم مات وخلف ابناً له يعوق فأتاه إبليس فقال : قد بلغني موت يغوث وأنا جاعل لكم مثاله في شيء لا يقدر احد إن يغيره قالوا : فأفعل ، فعمد الخبيث إلى حجر جرع ابيض فنقره بالحديد حتى صور لهم مثال يغوث، فعظموه اشد مما مضى وبنوا عليه بيتاً من حجر وتبايعوا أن لا يفتحوا باب ذلك البيت إلا في رأس كل سنة وسميت البيعة يومئذٍ ، بأنهم تبايعوا وتعاقدوا عليه فأشتد ذلك على يعوق ، فعمد إلى ربطه وسحبه فألقاها في الحاير ثم رماها بالنار ليلاً فأصبح القوم وقد احترق البيت والصنم والحرس ونظروا الصنم ملقى فجزعوا وهموا بقتل يعوق .
    فقال لهم إن قتلتم رئيسكم فسدت أموركم فكفوا فلم يلبث أن مات يعوق وخلف ابناً يقال له نسرا حتى أتاهم إبليس فقال : بلغني موت عظيمكم فأنا جاعل لكم يعوق على أن لا يبلى . فقالوا : أفعل فعمد إلى الذهب وأوقد عليه النار حتى صار كالماء وعمل مثالاً من الطين على صورة يعوق ثم افرغ الذهب فيه ونصبه لهم في ديرهم ، وأشتد ذلك على نسر ولم يقدر على دخول تلك الدير فأنحاز عنهم في فرقة قليلة من إخوته يعبدون نسرا والآخرون يعبدون الصنم حتى مات نسر وظهرت نبوة إدريس فبلغه حال القوم وإنهم يعبدون جسماً على مثال يعوق وان نسراً كان يعبد من دون الله فصار إليهم بمن معه حتى نزل مدينة نسر وهم فيها فهزمهم وقتل من قتل وهرب من هرب فتفرقوا في البلاد وأمروا بالصنم فحمل وألقي في البحر فاتخذت كل فرقة منهم صنماً وسموها بأسمائهم فلم يزالوا بعد ذلك قرناً بعد قرن لا يعرفون إلا تلك الأسماء .

    ثم ظهرت نبوة نوح ﴿عليه السلام﴾ فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك ما كانوا يعبدون من الأصنام فقال : بعضهم لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعا ًولا يغوث ويعوق ونسراً﴾﴿ ﴾
    تبين للقارئ الكريم مما تقدم إن عبادة الأصنام دارت أول الأمر حول الإنسان بدليل أن الناس أول من اتخذوا الأصنام كانت على أشكال أو صور عظمائهم وساداتهم لتكون لهم أنسا ولفقدهم عزاءً وليذكروا أولئك العظماء بهم حتى تطور الأمر بمرور الأيام فقاموا بعبادة تلك الأصنام .
    كان المساعد الأول لهذا التطور هو إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ أو بعبارة أدق دس إليهم عبادة أولئك العظماء بشيء من العسل عن طريق شغل أذهانهم بتلك الأصنام التي صنعها لهم وجعلهم يعكفوا على عبادتها وتعظيمها وتقديسها دون عبادة الله الواحد الأحد .
    ولا يتصور الإنسان انه يستطيع فهم طرق إبليس اللعين ومعرفة حيله فإن حيل هذا اللعين تتغير بمرور الزمن إلا أن هدفه واحد وهو شغل الناس عن عبادة الله فتارة يصنع صنماً من خشب وتارة من حجارة وهذا في بادئ الأمر عندما كان الإنسان ذو عقلية محدودة فبعد أن بدأت طبقة من المجتمع تفهم إستحالة كون الصنم الحجري أو الخشبي هو الخالق أو يقرب إلى الخالق ونتيجة لهذا الفهم بدأ إبليس بالتفكير بصنم جديد يلهي العباد عن عبادة الله ونجح في هذه المهمة أيضاً فقد أتخذ إبليس اللعين خدعة جديدة لتكوين صنم من البشر يضعه بين الناس يأمرهم وينهاهم وهذا الصنم يختلف اختلافاً جذرياً عن سابقه حيث أن الأصنام الجديدة التي صنعها إبليس لها ألسن تتكلم ولها أذان تسمع لأنها أصنام بشرية بقلوب حجرية .
    أستخدم إبليس هذه الأصنام مع اليهود والنصارى واستطاع أن يجلب الناس لعبادتهم من دون الله قال تعالى : ﴿ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ﴾﴿ ﴾

    إن هذه الأصنام الجديدة لم يصلي لها الناس ولم يصوموا لها بل اطاعوها فيما يغضب الله حين احلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدهم الناس من حيث لا يشعرون ولذلك قال الصادق ﴿عليه السلام﴾ : ﴿أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون﴾﴿ ﴾
    إن هذه النوعية من الأصنام استمرت إلى يومنا هذا وستستمر إلى ظهور القائم ﴿عليه السلام﴾ فقد أتخذ كثيراً من الناس في زماننا هذا أصنام بمختلف الأشكال فمنها أفكار يؤمن بها أصحابها فتشغلهم عن ذكر الله وعبادته ومنها بل وأخطرها ما تمثلت بشخصيات ورموز كبيرة في المجتمع المسلم أضحت تعبد من دون الله تعالى وهي في منافسة مستمرة فيما بينها للحصول على المكانة المتقدمة والمنزلة الرفيعة لتكون الصنم رقم واحد في المجتمع وأن هذه الرموز التي أتخذها الناس أصنام مسموعة الكلام بل ويضحي الناس بأموالهم وأنفسهم في سبيل نصرتهم والإنقياد لهم وهذا تطور كبير قد أحدثه إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ في هذه الأصنام الجديدة .
    (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)
يعمل...
X