إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة الكوفة بالأنبياء أولي العزم (عليهم السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة الكوفة بالأنبياء أولي العزم (عليهم السلام)

    منقول من موسوعة القائم ج3 ( من فكر السيد القحطاني )



    علاقة الكوفة بالأنبياء أولي العزم (عليهم السلام)
    إن الأنبياء أولي العزم هم كل من نوح وإبراهيم وموسى وعيسى والرسول محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وهم أصحاب الرسالة العامة لكل الناس، ولهم علاقة بالكوفة وهذا ما نستشفه من كلام الأئمة (عليهم السلام) وذلك في معرض حديثهم عن فضل زيارة الإمام علي(عليه السلام).
    فعن المفضل بن عمر الجعفي، انه دخل على الإمام الصادق (عليه السلام)، فأخبره أنه يحب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له الإمام (عليه السلام): ( هل تعرف فضل زيارته ؟
    فقلت: لا يابن رسول الله إلا أن تعرفني ذلك .
    قال: إذا زرت أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فأخذ نوح (عليه السلام) التابوت فدفنه في الغري وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديساً وأتخذ عليه إبراهيم خليلاً وأتخذ محمداً حبيباً وجعله للنبيين مسكناً فوالله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب فإنك زائر الآباء الأولين ومحمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين، وإن زائره تفتح له أبواب السماء عند عودته فلا تكن عند الخير نواماً )( ) .
    ويتبين من النص المتقدم إن لكل من الأنبياء أولي العزم علاقة بالغري وهي ظهر الكوفة، لأن الكوفة عادة لا تنحصر بالكوفة ومسجدها فقط بل تطلق على المناطق المحيطة بها.

    علاقة إبراهيم (ع) بالكوفة
    إن الكوفة كانت مسكناً لإبراهيم (عليه السلام) وعلى ظهرها في جبل الغري اتخذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم خليلاً فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، ومحمدا صلى الله عليه وآله حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا) ( ).
    والعلة المرادة هنا إنه كان يكثر من الاختلاء بالله سبحانه وتعالى على هذه الأرض. أما عن الأسباب الأخرى التي من أجلها اتخذه الله إبراهيم (عليه السلام) خليلاً فهي متعددة، فقد جاء عن الإمام الرضا (عليه السلام): ( إنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً لأنه لم يردّ أحداً قط، ولم يسأل أحداً غير الله عز وجل)( ).
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ( إنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً لكثرة سجوده على الأرض )( ).
    أما عن الإمام العسكري (عليه السلام) فقد قال: ( إنما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلاً لكثرة صلواته على محمد وآل محمد )( ).
    وعن الرسول محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) قال: (ما اتخذ الله إبراهيم خليلاً إلا لإطعامه الطعام وصلواته بالليل والناس نيام)( ).
    فالكثير من الصفات التي تحلّى بها إبراهيم (عليه السلام) من حيث عدم مسألته إلا من الله وكثرة سجوده وعبادته ستنطبق على رجل يأتي من ذريته وهو الإمام المهدي (عليه السلام) الذي سيستخلف في الأرض وسيحكم في نفس الأرض التي اتخذ الله بها إبراهيم خليلاً فالإمام المهدي (عليه السلام) منقطع إلى الله تعالى واتخذ الله خليلاً في غيبته.
    أما من ناحية العبادة فبطبيعة الحال إن أهل البيت (عليهم السلام) لا يقاس بهم أحد ومن ضمن ذلك عبادتهم وصلاتهم بالليل، وهي أحد العلامات الدالة على أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) الثلاثمائة وثلاث عشر حيث ورد بأنهم ليوث في النهار رهبان في الليل .
    ونحن نعلم إن جل أصحاب الإمام من أهل الكوفة موطن أبيهم إبراهيم (عليه السلام)( ). وقد بينا آنفاً إن إبراهيم (عليه السلام) هو الذي أشترى الأرض التي بين الغري والكوفة، وذلك للفضل الذي ستؤول إليه في آخر الزمان.
    فضلاً عن إن قبر إبراهيم (عليه السلام) يقع في الكوفة أيضاً ومن خلال ذلك يجب أن نعرف إن وجود ذلك القبر في الكوفة له دلائل ومصاديق عديدة لما سيجري بعده، من حيث إن وجوده (عليه السلام) هناك يمثل وجود الإمامة فيها، لأنه سيأتي من ذريته من هو رمز هذه الإمامة وأصلها وهو الإمام علي (عليه السلام) ثم يأتي من بعده من يتولى الإمامة والخلافة على الأرض كلها وهو الإمام المهدي (عليه السلام) .
    كما إن له علاقة بتكسير الأصنام، فإبراهيم أول من كسر الأصنام في العراق وبما إنه يمثل منطلق خطي النبوة والإمامة فالذي كسّر الأصنام في مكة هو نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وسيأتي من ذريته من يكسر أصنام العراق في آخر الزمان كما فعل جده إبراهيم (عليه السلام).

    موسى وعيسى (عليهما السلام) وعلاقتهما بالكوفة
    إن الله سبحانه وتعالى كلف موسى (عليه السلام) بحمل رسالته ونشرها عندما كلمه على طور سيناء وهو ظهر الكوفة وقد خاطبه عز وجل بقوله تعالى: { إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى }( ) .
    وهذا أمر مهم جداً يشير إلى قداسة هذه البقعة والتي تعتبر مهد لكل الديانات السماوية العالمية والتي منها الديانة اليهودية. كما إن هناك الكثير من نقاط الشبه بين نبي الله موسى (عليه السلام) وبين الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يتخذ الكوفة منطلقاً لدعوته من ناحية خفاء الولادة ، ومن ناحية خروجه خائفاً يترقب، وذلك إشارة إلى خروجه ووزيره السيد اليماني من المدينة المنورة إلى مكة وذلك عند دخول جيش السفياني إلى المدينة لطلب الإمام (عليه السلام) وقتله .
    فضلاً عن الشبه من ناحية الغيبة وتيه بني إسرائيل من بعده، وكذلك الحال مع الإمام المهدي (عليه السلام) وغيبته وتيه أمته بصورة عامة وشيعته بصورة خاصة في تلك الغيبة. فسيخرج ومعه مواريث الأنبياء ومنها خاتم سليمان وعصى موسى.
    وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن الرسالة المحمدية هي الامتداد لجميع الرسالات السماوية والخاتمة لها، وإن الإمام المهدي (عليه السلام) سيظهر لتطبيق هذه الرسالة من على ظهر الكوفة .
    ونفس الكلام الذي قيل على نبي الله موسى (عليه السلام) ينطبق على نبي الله عيسى (عليه السلام)، حيث إن الكوفة كانت محل ولادته (عليه السلام) فقد جاء عن حفص بن غياث قال: ( رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى الكوفة فتوضئ عندها ثم ركع وسجد وأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم أستند إلى نخلة فدعا بدعوات ثم قال: يا حفص إنها والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم (عليها السلام): {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } )( ).
    وقد جاء في التفاسير الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) عن قوله تعالى { وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }( ).
    عن أبي سعيد الإسكافي عن الإمام أبي جعفر الباقر(عليه السلام) انه قال:
    ( قال أمير المؤمنين (عليه السلام) .... الربوة الكوفة والقرار المسجد والمعين الفرات )( ).
    وعلى هذا الأساس تكون ولادة عيسى (عليه السلام) في الكوفة لها معنى كبير من ناحية امتداد الرسالة السماوية، ومن ناحية ارتباطها بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) من حيث إن ولادة أمر الإمام المهدي سيكون على يد عيسى بن مريم (عليه السلام).

    النبي محمد (ص) وعلاقته بالكوفة
    ورد في النص الآنف الذكر والذي يذكر الغري وإنه قطعة من جبل، وإنه عليه أتخذ الرسول محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حبيباً كما في الرواية الآنفة الذكر.
    ولا يمكن حمل النص على الظاهر من حيث إنه لم يرد في التاريخ ما يشير إلى ان الله سبحانه وتعالى أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هناك.
    ولكن من الممكن تأويل الرواية على أنها كناية عن رسالة الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انطلقت من الكوفة وإلى الكوفة، وقد سبق أن أشرنا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم (عليه السلام) هناك لعلة وجود الأنوار الخمسة (عليهم السلام) في ظهره.
    ونحن نعلم جيداً إن الأرض بأسرها بما فيها الكوفة لم يخلقها الله عز وجل إلا لأجل محبة أهل الكساء (عليهم السلام) ، والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في مقدمتهم ، فهو أشرف المخلوقات على الإطلاق ، لأنه خلق من نور الله سبحانه وتعالى .
    فلذلك كانت الكوفة أول بقعة على وجه الأرض تستقبل نور المعصومين (عليهم السلام) وتتقبل ولايتهم، والتي هي كمال الدين الإسلامي الخاتم للأديان الذي جاء به الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والمنزل عليه من قبل الله تعالى( ).
    كما إن الكوفة ستكون المحل الذي ستظهر فيه دعوة هذا الدين الباطنية، ومنها يكون انطلاقه إلى العالم بأسره، وذلك على يد ابن رسول الله المسمى والمكنى باسمه الإمام المهدي (عليه السلام).
    وقد تشرفت الكوفة بنزول خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فيها، حيث ورد إنه في ليلة المعراج نزل في الكوفة وصلى في مسجدها بل إن قسم من الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) إن مسجد الكوفة كان المكان الذي عرج منه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلى السماء.
    وإن كانت الكوفة لم تحضى بشرف احتضان الرسالة المحمدية من حيث التنزيل، فسيتسنى لها ذلك من حيث التأويل في آخر الزمان. لذلك قال عنها الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الإيمان)( ).
يعمل...
X