منقول من موسوعة القائم ( من فكر السيد القحطاني)
فرقة المزْيَدية
سنتعرض الآن إلى فرقة أخرى منحرفة ضالة عن جادة الهدى والصواب وإن إنحرافها الشديد ليس بسبب كونها من الشيعة فقط بل لأنها من جيش السيد الحسني اليماني نفسه الذي يقاتل ويضحي من اجل فتح الكوفة وتسليم الراية للإمام المهدي (عليه السلام) ومبايعته، فيأبى نفر من جيشه تسليم الراية للإمام المهدي (عليه السلام) ويرفضون البيعة له. وهذه الفرقة تسمى (المزيدية) أو (الزيدية) على اختلاف الروايات، ولهذا سنبحث هذه الفرقة بكل تفاصيلها حتى تتبين لنا ماهية الفتنة التي تحصل في جيش السيد الحسني رغم ما قدموه من تضحيات وجهاد في فتح الكوفة.
التسمية
من حيث التسمية فلا فرق أن تكون التسمية ب (المزيَدية) أو(الزيدية) حيث أن هذه التسمية جاءت من معنى أنهم زيدوا في الكتاب وحرفوا به كما نصت الروايات عليه ومما يؤيد هذه التسمية ما جاء عن الأمام الصادق (عليه السلام): (... فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك بابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه، ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفاً أصحاب المصاحف المعروفون ب(الزيدية)، فإنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم. فيختلط العسكران فيقبل المهدي(عليه السلام) على الطائفة المنحرفة فيعضهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدادون إلا طغياناً وكفراً فيأمر بقتلهم فيُقتلون جميعاً، ثم يقول لا صحابه:لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرةً كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها)( ).
وهنا أشارة واضحة من الأمام الصادق (عليه السلام) على إن الزيدية في أخر الزمان حرفوا الكتاب وفشلوا في الاختبار والتمحيص الذي جعله الله عليهم في مبايعة الأمام المهدي (عليه السلام) بعدما كانوا من الجند الذين يمهدون الطريق للإمام المهدي (عليه السلام) تحت راية الداعي، وهذا دليل أخر وواضح على إن الزيدية أو المزيدية في عصر ظهور الأمام المهدي(عليه السلام) وقيامه هم ليسوا طائفة الزيدية في عهد الأمام زين العابدين(عليه السلام) والإمام الباقر (عليه السلام)، بل إن تشابه أفعالهم وطريقة تحديد وتوجيه اعتقادهم وانحرافها لَسبب مهم في إطلاق هذه التسمية.
ونود الإشارة إلى أمر مهم جداً، فمن المعلوم إن من ينصر الإمام المهدي هم الشيعة الأمامية وليست طائفة الزيدية، فهم أساساً لا يعتقدون بالإمامة من بعد الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) واعتقدوا بزيد الشهيد، فكيف لمثل هذه الفرقة أن تكون من أنصار الإمام المهدي وفي جيش الداعي وتضحي من أجل تحرير الكوفة وفتحها، وهي لا تؤمن بإمامة الأئمة عليهم السلام من الإمام الباقر (عليه السلام) إلى الإمام المهدي(عليه السلام).
ان هذه النقاط المهمة في بحث التسمية تقودنا إلى ان تسمية (المزيدية) أو (الزيدية) حسب ما عرفنا سابقاً أنهم زيدوا في الكتاب وتشابهت أفعالهم مع أفعال الطائفة الزيدية.
عدد المنحرفين في هذه الفرقة الضالة
هناك وقفة مهمة في هذا العرض ألا وهو العدد الذي ينحرف ويرفض التسليم للإمام المهدي (عليه السلام) حيث إن الرواية السابقة يذكر فيها أن العدد هو (أربعون ألفا) في حين جاءت روايات الأخرى تشير إلى أن العدد هو(أربعة آلاف) فقد ورد في الكافي عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (....ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها له معقلاً ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يابن رسول الله، من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين(عليه السلام) اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (عليه السلام) وانه ليعرف، وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله فيخرج الحسين (عليه السلام) وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح، مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين(عليه السلام) حتى ينزل بقرب المهدي(عليه السلام) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين(عليه السلام) إلى عسكر المهدي فيقولون أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب المهدي(عليه السلام) هذا مهدي آل محمد (عليه السلام)... فيبايعه الحسين(عليه السلام) وسائر عسكره إلا الأربعة آلف من أصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون (بالزيدية) فإنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم)( ).
والحقيقة إن الذين سوف يرتدون من جيش الداعي والذين يدعون بالزيدية هم (أربعة آلاف) وليس (أربعين ألف) وذلك لأن الرواية الأولى التي ذكرناها هي من الروايات التي فيها تصحيف في بيان عدد الأفراد المرتدين، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى – منطقياً – إن الروايات ذكرت أن جيشه الذي سيفتح الكوفة زهاء سبعين ألف. فهل يٌعقل إن جيش عقائدي وفيهم من الأنصار الذين قلوبهم كزبر الحديد وهم ليوث في النهار ورهبان في الليل يرتد أكثر من نصفهم وهو (أربعين ألف) ؟ فكيف هي تركيبة العقيدة في هؤلاء الذين يحاربون تحت راية الحسني لنصرة المهدي (عليه السلام) ولا يسلمون الراية له (عليه السلام) ويكونون بهذا العدد ؟
صفات الفرقة المزيَدية وتشابهها مع الطائفة الزيدية
أولا: من حيث التسليم إن الزيدية قد سلموا للإمام زين العابدين (عليه السلام) ولكن لم يسلموا للإمام الباقر(عليه السلام) واختاروا زيد بن علي (رض).
في حين إن الزيدية في عصر قيام الأمام المهدي (عليه السلام) يسلمون لليماني ولا يسلمون للإمام المهدي (عليه السلام).
ثانيا: هم من زودوا في الكتاب وحرفوا به ولم يعملوا بما فيه وذلك نتيجة انحرافهم عن مبدأ أهل البيت (عليه السلام) ولم يسلموا لهم ولم يطيعوهم.
ثالثا: إن من المؤكد في ذلك الوقت وجود نسبة من الذين انحرفوا ونسبوا أنفسهم بهتاناً إلى زيد بن على الشهيد (رض) قد شاركوا في ثورة زيد ضد الأمويين ثائرين للحسين (عليه السلام) ولكن قد فشلوا وانحرفوا وضلوا بعد ذلك في الاعتراف والاعتقاد بإمامة الأمام الباقر (عليه السلام) وهذا مشابه لما تذكره الرواية إن جيش السيد اليماني يفتح الكوفة طارداً جيش السفياني منها، فهو يحارب الباطل ولكن بعد إن يستتب الأمر لجيشه في الكوفة يرفض هؤلاء التسليم للإمام المهدي (عليه السلام).
فرقة المزْيَدية
سنتعرض الآن إلى فرقة أخرى منحرفة ضالة عن جادة الهدى والصواب وإن إنحرافها الشديد ليس بسبب كونها من الشيعة فقط بل لأنها من جيش السيد الحسني اليماني نفسه الذي يقاتل ويضحي من اجل فتح الكوفة وتسليم الراية للإمام المهدي (عليه السلام) ومبايعته، فيأبى نفر من جيشه تسليم الراية للإمام المهدي (عليه السلام) ويرفضون البيعة له. وهذه الفرقة تسمى (المزيدية) أو (الزيدية) على اختلاف الروايات، ولهذا سنبحث هذه الفرقة بكل تفاصيلها حتى تتبين لنا ماهية الفتنة التي تحصل في جيش السيد الحسني رغم ما قدموه من تضحيات وجهاد في فتح الكوفة.
التسمية
من حيث التسمية فلا فرق أن تكون التسمية ب (المزيَدية) أو(الزيدية) حيث أن هذه التسمية جاءت من معنى أنهم زيدوا في الكتاب وحرفوا به كما نصت الروايات عليه ومما يؤيد هذه التسمية ما جاء عن الأمام الصادق (عليه السلام): (... فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك بابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه، ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفاً أصحاب المصاحف المعروفون ب(الزيدية)، فإنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم. فيختلط العسكران فيقبل المهدي(عليه السلام) على الطائفة المنحرفة فيعضهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدادون إلا طغياناً وكفراً فيأمر بقتلهم فيُقتلون جميعاً، ثم يقول لا صحابه:لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرةً كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها)( ).
وهنا أشارة واضحة من الأمام الصادق (عليه السلام) على إن الزيدية في أخر الزمان حرفوا الكتاب وفشلوا في الاختبار والتمحيص الذي جعله الله عليهم في مبايعة الأمام المهدي (عليه السلام) بعدما كانوا من الجند الذين يمهدون الطريق للإمام المهدي (عليه السلام) تحت راية الداعي، وهذا دليل أخر وواضح على إن الزيدية أو المزيدية في عصر ظهور الأمام المهدي(عليه السلام) وقيامه هم ليسوا طائفة الزيدية في عهد الأمام زين العابدين(عليه السلام) والإمام الباقر (عليه السلام)، بل إن تشابه أفعالهم وطريقة تحديد وتوجيه اعتقادهم وانحرافها لَسبب مهم في إطلاق هذه التسمية.
ونود الإشارة إلى أمر مهم جداً، فمن المعلوم إن من ينصر الإمام المهدي هم الشيعة الأمامية وليست طائفة الزيدية، فهم أساساً لا يعتقدون بالإمامة من بعد الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) واعتقدوا بزيد الشهيد، فكيف لمثل هذه الفرقة أن تكون من أنصار الإمام المهدي وفي جيش الداعي وتضحي من أجل تحرير الكوفة وفتحها، وهي لا تؤمن بإمامة الأئمة عليهم السلام من الإمام الباقر (عليه السلام) إلى الإمام المهدي(عليه السلام).
ان هذه النقاط المهمة في بحث التسمية تقودنا إلى ان تسمية (المزيدية) أو (الزيدية) حسب ما عرفنا سابقاً أنهم زيدوا في الكتاب وتشابهت أفعالهم مع أفعال الطائفة الزيدية.
عدد المنحرفين في هذه الفرقة الضالة
هناك وقفة مهمة في هذا العرض ألا وهو العدد الذي ينحرف ويرفض التسليم للإمام المهدي (عليه السلام) حيث إن الرواية السابقة يذكر فيها أن العدد هو (أربعون ألفا) في حين جاءت روايات الأخرى تشير إلى أن العدد هو(أربعة آلاف) فقد ورد في الكافي عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (....ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها له معقلاً ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يابن رسول الله، من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين(عليه السلام) اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (عليه السلام) وانه ليعرف، وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله فيخرج الحسين (عليه السلام) وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح، مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين(عليه السلام) حتى ينزل بقرب المهدي(عليه السلام) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين(عليه السلام) إلى عسكر المهدي فيقولون أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب المهدي(عليه السلام) هذا مهدي آل محمد (عليه السلام)... فيبايعه الحسين(عليه السلام) وسائر عسكره إلا الأربعة آلف من أصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون (بالزيدية) فإنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم)( ).
والحقيقة إن الذين سوف يرتدون من جيش الداعي والذين يدعون بالزيدية هم (أربعة آلاف) وليس (أربعين ألف) وذلك لأن الرواية الأولى التي ذكرناها هي من الروايات التي فيها تصحيف في بيان عدد الأفراد المرتدين، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى – منطقياً – إن الروايات ذكرت أن جيشه الذي سيفتح الكوفة زهاء سبعين ألف. فهل يٌعقل إن جيش عقائدي وفيهم من الأنصار الذين قلوبهم كزبر الحديد وهم ليوث في النهار ورهبان في الليل يرتد أكثر من نصفهم وهو (أربعين ألف) ؟ فكيف هي تركيبة العقيدة في هؤلاء الذين يحاربون تحت راية الحسني لنصرة المهدي (عليه السلام) ولا يسلمون الراية له (عليه السلام) ويكونون بهذا العدد ؟
صفات الفرقة المزيَدية وتشابهها مع الطائفة الزيدية
أولا: من حيث التسليم إن الزيدية قد سلموا للإمام زين العابدين (عليه السلام) ولكن لم يسلموا للإمام الباقر(عليه السلام) واختاروا زيد بن علي (رض).
في حين إن الزيدية في عصر قيام الأمام المهدي (عليه السلام) يسلمون لليماني ولا يسلمون للإمام المهدي (عليه السلام).
ثانيا: هم من زودوا في الكتاب وحرفوا به ولم يعملوا بما فيه وذلك نتيجة انحرافهم عن مبدأ أهل البيت (عليه السلام) ولم يسلموا لهم ولم يطيعوهم.
ثالثا: إن من المؤكد في ذلك الوقت وجود نسبة من الذين انحرفوا ونسبوا أنفسهم بهتاناً إلى زيد بن على الشهيد (رض) قد شاركوا في ثورة زيد ضد الأمويين ثائرين للحسين (عليه السلام) ولكن قد فشلوا وانحرفوا وضلوا بعد ذلك في الاعتراف والاعتقاد بإمامة الأمام الباقر (عليه السلام) وهذا مشابه لما تذكره الرواية إن جيش السيد اليماني يفتح الكوفة طارداً جيش السفياني منها، فهو يحارب الباطل ولكن بعد إن يستتب الأمر لجيشه في الكوفة يرفض هؤلاء التسليم للإمام المهدي (عليه السلام).
تعليق