اليماني يبايع الإمام المهدي
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
جاء في الروايات الشريفة الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين ، إن الإمام المهدي لا يقوم من مكة المكرمة حتى يجتمع له أصحابه الثلاثمائة والثلاث عشر في مكة قبل العاشر من محرم الحرام وهو اليوم الذي يقوم فيه المهدي (عليه السلام) ليعلن عن ثورته العالمية الكبرى .
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا إن الإمام (عليه السلام) يقوم من مكة بشرط أن يجتمع له أصحابه فيأخذ منهم البيعة ، والحقيقة إن هؤلاء الأصحاب لا يعرفون شخص المهدي (عليه السلام) إلا إن من بينهم من يعرفه وهو اليماني الموعود والذي قام بجمع هؤلاء الأصحاب وأعدهم وبشرهم بقرب القيام المقدس للمهدي (عليه السلام) .
وبعد أن يعلم هؤلاء الأصحاب عن طريق اليماني أن بأن من المتوقع إن يقوم الإمام (عليه السلام) في وقت قريب كأن يكون شهر محرم من سنتهم تلك يجتمعون في مكة يترقبون ظهور المهدي (ع ) إلا إن الشيء الذي ينقصهم حينها معرفتهم بشخص الإمام (عليه السلام) .
والظاهر والله العالم إن اجتماع هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر يكون قبل مقتل النفس الزكية في الحرم المكي ، والذي يبعثه الإمام المهدي رسولاً منه إلى أهل مكة ليحتج به عليهم .
فعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل إنه قال : ( يقول القائم (عليه السلام) لأصحابه : يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلاً من أصحابه ، فيقول له :
أمضِ إلى أهل مكة ، فقل يا أهل مكة : أنا رسول فلان إليكم وهو يقول : إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلافة ، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين ، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقُهرنا وابتز منا حقنا ، منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا .
فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام ، أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام ، وهو النفس الزكية )( بحار الأنوار ج13 ص180 ) .
وقد دلت الروايات إن قتل النفس الزكية يسبق قيام المهدي مكن الله له في الأرض بخمسة عشر ليلة كما في الرواية الواردة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال :
( ليس بين قيام القائم (عليه السلام) وقتل النفس الزكية أكثر من خمسة عشر ليلة )( الإرشاد ص360 ) .
ونتيجة لعدم معرفتهم بالإمام المهدي (عليه السلام) فإنهم وكما يتبين من الروايات يمر الإمام بهم وهم لا يعرفونه وهذا لا ينفي أن يكون من بينهم من يعرفه (عليه السلام) ، فإن هناك اثنا عشر رجلاً سبق وأن رأوا المهدي (عليه السلام) والتقوا به وهؤلاء هم النقباء وهم وزيره اليماني وأحد عشر نقيباً .
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( لا يقوم القائم (عليه السلام) حتى يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم )(بحار الأنوار ج52 ) .
وسوف يحاول هؤلاء الثلاثمائة وثلاثة عشر تشخيص الإمام وتعيينه بعد أن عجزوا وطال انتظارهم ، وهم يريدون اللقاء بالإمام (عليه السلام) وتأديتهم للبيعة على يديه .
ولما كان في سابق علمهم إن بينهم من رأى الإمام (عليه السلام) ، فإنهم سوف يرجعون إلى هؤلاء النقباء ليرشدوهم إلى الإمام (عليه السلام) ولكن ذلك بعد أن يتنكر الإمام لهم ولا يعرفهم نفسه إلى أن يعلم صدق نواياهم وقوة عزيمتهم وإرادتهم عند ذلك يأذن الإمام لنقباءه بتعريفهم بشخصه .
فقد جاء في الرواية التي نقلها السيد الصدر (قدس سره) في كتابه تاريخ ما بعد الظهور ص244 والتي جاء فيها :
( فيطلبونه فيصيبونه بمكة (أي المهدي) فيقولون له : أنت فلان ابن فلان ؟ فيقول : لا ، بل أنا رجل من الأنصار ، حتى يفلت منهم ، فيصفونه لأهل الخير والمعرفة به فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه ) .
والذي يتضح من هذه الرواية الشريفة إن هؤلاء الأصحاب من شدة حيرتهم وعدم معرفتهم بشخص الإمام يلجئون إلى أولئك الذين سبق لهم أن التقوا به (عليه السلام) وعلى رأس هؤلاء اليماني الموعود وزير المهدي (عليه السلام) .
فهو وبقية النقباء هم (أهل الخير والمعرفة) المذكورين في الرواية المتقدمة والذين يرجعون لهم بقية الأصحاب في معرفة شخص الإمام وإلا لو كان المقصود باهل الخير غير الأصحاب لكان الأولى بهم إن كانوا أهل خير أن ينصروا الإمام (عليه السلام) إلا أن الحق أن المقصود اليماني وباقي النقباء فهم أهل المعرفة به .
وإلا لو كان المقصود بأهل الخير والمعرفة هم غير هؤلاء الأصحاب لما صح وصفهم بذلك .
إذن فاليماني على نحو الخصوص هو من يكون سبباً في جلب هؤلاء الأصحاب وبالتالي تعريفهم بشخص المهدي (صلوات الله وسلامه الله عليه) وهو أول من يبايع الإمام المهدي (عليه السلام) من هؤلاء الأصحاب ثم يدعو الآخرين لبيعته (عليه السلام) .
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
جاء في الروايات الشريفة الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين ، إن الإمام المهدي لا يقوم من مكة المكرمة حتى يجتمع له أصحابه الثلاثمائة والثلاث عشر في مكة قبل العاشر من محرم الحرام وهو اليوم الذي يقوم فيه المهدي (عليه السلام) ليعلن عن ثورته العالمية الكبرى .
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا إن الإمام (عليه السلام) يقوم من مكة بشرط أن يجتمع له أصحابه فيأخذ منهم البيعة ، والحقيقة إن هؤلاء الأصحاب لا يعرفون شخص المهدي (عليه السلام) إلا إن من بينهم من يعرفه وهو اليماني الموعود والذي قام بجمع هؤلاء الأصحاب وأعدهم وبشرهم بقرب القيام المقدس للمهدي (عليه السلام) .
وبعد أن يعلم هؤلاء الأصحاب عن طريق اليماني أن بأن من المتوقع إن يقوم الإمام (عليه السلام) في وقت قريب كأن يكون شهر محرم من سنتهم تلك يجتمعون في مكة يترقبون ظهور المهدي (ع ) إلا إن الشيء الذي ينقصهم حينها معرفتهم بشخص الإمام (عليه السلام) .
والظاهر والله العالم إن اجتماع هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر يكون قبل مقتل النفس الزكية في الحرم المكي ، والذي يبعثه الإمام المهدي رسولاً منه إلى أهل مكة ليحتج به عليهم .
فعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل إنه قال : ( يقول القائم (عليه السلام) لأصحابه : يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلاً من أصحابه ، فيقول له :
أمضِ إلى أهل مكة ، فقل يا أهل مكة : أنا رسول فلان إليكم وهو يقول : إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلافة ، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين ، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقُهرنا وابتز منا حقنا ، منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا .
فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام ، أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام ، وهو النفس الزكية )( بحار الأنوار ج13 ص180 ) .
وقد دلت الروايات إن قتل النفس الزكية يسبق قيام المهدي مكن الله له في الأرض بخمسة عشر ليلة كما في الرواية الواردة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال :
( ليس بين قيام القائم (عليه السلام) وقتل النفس الزكية أكثر من خمسة عشر ليلة )( الإرشاد ص360 ) .
ونتيجة لعدم معرفتهم بالإمام المهدي (عليه السلام) فإنهم وكما يتبين من الروايات يمر الإمام بهم وهم لا يعرفونه وهذا لا ينفي أن يكون من بينهم من يعرفه (عليه السلام) ، فإن هناك اثنا عشر رجلاً سبق وأن رأوا المهدي (عليه السلام) والتقوا به وهؤلاء هم النقباء وهم وزيره اليماني وأحد عشر نقيباً .
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( لا يقوم القائم (عليه السلام) حتى يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم )(بحار الأنوار ج52 ) .
وسوف يحاول هؤلاء الثلاثمائة وثلاثة عشر تشخيص الإمام وتعيينه بعد أن عجزوا وطال انتظارهم ، وهم يريدون اللقاء بالإمام (عليه السلام) وتأديتهم للبيعة على يديه .
ولما كان في سابق علمهم إن بينهم من رأى الإمام (عليه السلام) ، فإنهم سوف يرجعون إلى هؤلاء النقباء ليرشدوهم إلى الإمام (عليه السلام) ولكن ذلك بعد أن يتنكر الإمام لهم ولا يعرفهم نفسه إلى أن يعلم صدق نواياهم وقوة عزيمتهم وإرادتهم عند ذلك يأذن الإمام لنقباءه بتعريفهم بشخصه .
فقد جاء في الرواية التي نقلها السيد الصدر (قدس سره) في كتابه تاريخ ما بعد الظهور ص244 والتي جاء فيها :
( فيطلبونه فيصيبونه بمكة (أي المهدي) فيقولون له : أنت فلان ابن فلان ؟ فيقول : لا ، بل أنا رجل من الأنصار ، حتى يفلت منهم ، فيصفونه لأهل الخير والمعرفة به فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه ) .
والذي يتضح من هذه الرواية الشريفة إن هؤلاء الأصحاب من شدة حيرتهم وعدم معرفتهم بشخص الإمام يلجئون إلى أولئك الذين سبق لهم أن التقوا به (عليه السلام) وعلى رأس هؤلاء اليماني الموعود وزير المهدي (عليه السلام) .
فهو وبقية النقباء هم (أهل الخير والمعرفة) المذكورين في الرواية المتقدمة والذين يرجعون لهم بقية الأصحاب في معرفة شخص الإمام وإلا لو كان المقصود باهل الخير غير الأصحاب لكان الأولى بهم إن كانوا أهل خير أن ينصروا الإمام (عليه السلام) إلا أن الحق أن المقصود اليماني وباقي النقباء فهم أهل المعرفة به .
وإلا لو كان المقصود بأهل الخير والمعرفة هم غير هؤلاء الأصحاب لما صح وصفهم بذلك .
إذن فاليماني على نحو الخصوص هو من يكون سبباً في جلب هؤلاء الأصحاب وبالتالي تعريفهم بشخص المهدي (صلوات الله وسلامه الله عليه) وهو أول من يبايع الإمام المهدي (عليه السلام) من هؤلاء الأصحاب ثم يدعو الآخرين لبيعته (عليه السلام) .
تعليق