( القياس )
من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
من الملاحظ أن مبدأ القياس ظهر أولا عندما خلق الله آدم (عليه السلام) وأمر الملائكة بالسجود له تنفيذا لأمره تعالى حيث قال عز من قائل: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }( البقرة آية 34 )، حيث اعتمد إبليس عليه اللعنة على مبدأ القياس وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين متفاخرا بنفسه بعد ما عرف أن النار أفضل من الطين، ولو علم إبليس ما جعل الله في خلق آدم وذريته لم يفتخر عليه، لذا جاء أمر الله بإنزال العقاب الذي يستحقه نتيجة لامتناعه عن تنفيذ أمر الله بالسجود لآدم (عليه السلام) بأن جعله من الصاغرين كما في قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ* قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}( الأعراف12-13 ).
وكما هو معلوم إن الإمام المهدي يأتي بدين جديد وقضاء جديد، فقد جاء عن أبي بصير قال: قال الأمام أبي جعفر (عليه السلام): ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم)(غيبة النعماني ص 239 ).
من تلك الرواية نرى أن الأمام المهدي سوف يأتي إلينا بأحكام شرعية غريبة في نظر فقهاء آخر الزمان وهي الأحكام الشرعية الخالصة والنابعة من جوهر القرآن بلا تحريف أو إضافة أو نقصان والتي ستكون جديدة على مسامع الناس لأنهم عاشوا وتربوا على خلافها بما سمعوا من فقهاءهم واعتادوا عليه لسنوات طويلة معهم لأنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي المحمدي ولجئوا إلى الأحكام الظاهرية الظنية العقلية، كل ذلك نتيجة استعمال مبدأ القياس والحكم الظني من قبل فقهاء آخر الزمان في استنباط الأحكام الشرعية.
ولا يفوتنا أن نذكر بأنهم في ظاهر الأمر يرفضون مبدأ القياس ويقولون بعدم جوازه ولكنهم في حقيقة الأمر يستعملونه في إطلاق الأحكام الشرعية من حيث يشعرون أو لا يشعرون، كونه يتناسب ومصالحهم الدنيوية والشخصية، وأنهم لن يقفوا عند هذا الحد بل سوف يصلون إلى أبعد من ذلك باستعمالهم مبدأ القياس مع الأمام المهدي (عليه السلام) ويقيسون أنفسهم بالأمام المهدي (عليه السلام) ويعتقدون انهم أفضل منه وأكثر علما وحسبا وأعلى مقاما، لذلك سيقفون بوجهه ووجه دعوته ويحاربون كل من يقف معه.
وقد يجد البعض إن في هذا الكلام غرابة فنقول إن الإمام لو كان معروفاً عند قيامه فسوف يؤمن الناس به، لما صرحت به الروايات الشريفة بأن أنصاره قلة من المستضعفين وان أكثر الناس سوف يقفون بوجهه (عليه السلام) نتيجة اتباعهم فقهاء السوء المضلين في آخر الزمان ويقولون بأن هذا الرجل مفتري ويجب قتاله وحربه فلا يصدقون ولا يعتقدون بصحة دعواه ويعتقدون أنهم أفضل منه ويقيسون أنفسهم به وأنهم أكثر أتباعاً وأموالا وشرفاً وحسباً ونسباً منه ، فهو رجل بسيط وليس معه إلا القلة القليلة من الأنصار والأتباع المستضعفين ولهذا سوف يقع ما ذكرنا وينتفي عند ذلك الإستغراب والتعجب.
من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
من الملاحظ أن مبدأ القياس ظهر أولا عندما خلق الله آدم (عليه السلام) وأمر الملائكة بالسجود له تنفيذا لأمره تعالى حيث قال عز من قائل: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }( البقرة آية 34 )، حيث اعتمد إبليس عليه اللعنة على مبدأ القياس وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين متفاخرا بنفسه بعد ما عرف أن النار أفضل من الطين، ولو علم إبليس ما جعل الله في خلق آدم وذريته لم يفتخر عليه، لذا جاء أمر الله بإنزال العقاب الذي يستحقه نتيجة لامتناعه عن تنفيذ أمر الله بالسجود لآدم (عليه السلام) بأن جعله من الصاغرين كما في قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ* قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}( الأعراف12-13 ).
وكما هو معلوم إن الإمام المهدي يأتي بدين جديد وقضاء جديد، فقد جاء عن أبي بصير قال: قال الأمام أبي جعفر (عليه السلام): ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم)(غيبة النعماني ص 239 ).
من تلك الرواية نرى أن الأمام المهدي سوف يأتي إلينا بأحكام شرعية غريبة في نظر فقهاء آخر الزمان وهي الأحكام الشرعية الخالصة والنابعة من جوهر القرآن بلا تحريف أو إضافة أو نقصان والتي ستكون جديدة على مسامع الناس لأنهم عاشوا وتربوا على خلافها بما سمعوا من فقهاءهم واعتادوا عليه لسنوات طويلة معهم لأنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي المحمدي ولجئوا إلى الأحكام الظاهرية الظنية العقلية، كل ذلك نتيجة استعمال مبدأ القياس والحكم الظني من قبل فقهاء آخر الزمان في استنباط الأحكام الشرعية.
ولا يفوتنا أن نذكر بأنهم في ظاهر الأمر يرفضون مبدأ القياس ويقولون بعدم جوازه ولكنهم في حقيقة الأمر يستعملونه في إطلاق الأحكام الشرعية من حيث يشعرون أو لا يشعرون، كونه يتناسب ومصالحهم الدنيوية والشخصية، وأنهم لن يقفوا عند هذا الحد بل سوف يصلون إلى أبعد من ذلك باستعمالهم مبدأ القياس مع الأمام المهدي (عليه السلام) ويقيسون أنفسهم بالأمام المهدي (عليه السلام) ويعتقدون انهم أفضل منه وأكثر علما وحسبا وأعلى مقاما، لذلك سيقفون بوجهه ووجه دعوته ويحاربون كل من يقف معه.
وقد يجد البعض إن في هذا الكلام غرابة فنقول إن الإمام لو كان معروفاً عند قيامه فسوف يؤمن الناس به، لما صرحت به الروايات الشريفة بأن أنصاره قلة من المستضعفين وان أكثر الناس سوف يقفون بوجهه (عليه السلام) نتيجة اتباعهم فقهاء السوء المضلين في آخر الزمان ويقولون بأن هذا الرجل مفتري ويجب قتاله وحربه فلا يصدقون ولا يعتقدون بصحة دعواه ويعتقدون أنهم أفضل منه ويقيسون أنفسهم به وأنهم أكثر أتباعاً وأموالا وشرفاً وحسباً ونسباً منه ، فهو رجل بسيط وليس معه إلا القلة القليلة من الأنصار والأتباع المستضعفين ولهذا سوف يقع ما ذكرنا وينتفي عند ذلك الإستغراب والتعجب.
تعليق