العدو الثالث لصاحب الرايات السود المشرقية هو أمريكا وإسرائيل
منقول من كتاب صاحب الرايات السود سر الاسرار
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
يلاحظ المتتبع للأحداث السياسية في منطقة حركة الامام المهدي (عليه السلام) التركيز الكبير من قبل أمريكا وحلفائها على الدول الداخلة ضمن نطاق منطقة الظهور الشريف حيث أنهم يرمون بكل ثقلهم للسيطرة عليها ، وذلك لأن اعداء المهدي (عليه السلام) قد تيقنوا بأن عصرنا هذا هو عصر المخلّص الذي طالما انتظرناه ، لذلك فإنهم أعدوا العدة لخنق هذه المنطقة وتطويقها من خلال إشعالها بفتن واضطرابات مختلفة ، وبالتالي امكانية السيطرة عليها بشكل مباشر أو غير مباشر ، فقد ذكرت الاحاديث والروايات المعصومية الدول التي تكون لها أدوار محورية ومهمة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) وهي كالآتي : ( العراق - ايران - السعودية - اليمن - بلاد الشام - مصر - ) فالعراق هو العاصمة التي يتخذها المهدي (عليه السلام) لدولة العدل الإلهي ، ومنه تظهر عصائب العراق المنصورة ، وفيه يكون بناء اللّبنات الاساسية للتمهيد الأولي لدعوة الإمام عن طريق الممهد الرئيسي له السيد اليماني ومن العراق ستخرج نواة دعوة الإمام المهدي الـ45 رجلا .
أما إيران فإن لها دور رئيسي في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) حيث ستكون انطلاقة الرايات السود منها ، تلك الرايات التي أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) باللحاق بها ولو حبواً على الثلج لأن فيها نصرة المهدي (عليه السلام) ، وإن في ايران أيضاً رجال الطالقان هؤلاء الرجال الذين وصفهم الأئمة المعصومين (عليه السلام) بالكنوز الذين هم لا من ذهب ولا من فضة بل هم رجال قلوبهم كزبر الحديد مدّخرين لنصرة المهدي (عليه السلام) ، لذلك نرى اليوم تكالب الدول الكبرى على إيران لفرض حصار اقتصادي عليها أو توجيه ضربات عسكرية ضدها بحجة الملف النووي ، وفي ذات الوقت فإن أمريكا تسعى إلى إثارة الفتن الداخلية بين فئات الشعب الايراني المتنوع لتضعف ايران او ان يكون لها يد في التحكم فيها ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فسيعود جميع مكرم الى مصلحة الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره السيد اليماني القحطاني .
أما السعودية فإن لها مدخلية مهمة في هذه القضية الكونية ، فمن المعروف إن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم ثائراً من بيت الله الحرام وقد استطاعت أمريكا والدول الغربية ربط السعودية بمعاهدات تسليحية ودفاع مشترك وما شابه ذلك من قيود ،فملأت أمريكا دول الخليج بما فيها السعودية بقواعد عسكرية برية وبحرية . واليمن لا يقل دورها أهمية عن مثيلاتها من الدول ، فيكون فيها ممهدون ومناصرون لدعوة المهدي (عليه السلام) وهي اليوم تعيش نفس الحال الذي تعيشه دول الخليج فهي أيضاً سائرة في ركاب الإدارة الأمريكية شأنها شأن دول الخليج التي ذكرناها ، فالقواعد العسكرية الأجنبية تكون وسيلة ضغط مضافة إلى وسائل عديدة تتبعها أمريكا مع الأنظمة العربية الخانعة.
والروايات الشريفة لم تغفل عن ارسال اليهود والنصارى في آخر الزمان جيوش لمحاصرة لمنطقة الظهور، فقد أشار النبي وأهل بيته في أكثر من رواية إلى ان هدف هذه الجيوش هو القضاء على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) عند انطلاقها.
فقد جاء عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال وبكل صراحة ان اليهود عند اقتراب قيام الإمام المهدي سيأتون إلى منطقة الظهور لإنشاء دولتهم والسيطرة على المنطقة بالكامل فقال ما نصه : ( وستأتي اليهود من الغرب لإنشاء دولتهم بفلسطين، قال الناس يا أبا الحسن أين تكون العرب آنذاك ؟ قال تكون مفككة القوى والعرى غير متكاتفة وغير مترادفة )( - عقائد الإمامة ص270).
وسبب انشاء دولتهم في منطقة ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) لاعتقاد اليهود بان المسيح الذي ينتظرونه سيخرج من تلك البقعة في آخر الزمان , ويعتقدون أيضاً ان المسيح الدجال ( الإمام المهدي بنظرهم ) يظهر في نفس المنطقة (الشرق الأوسط ) ولأجل استقبال المسيح انشأوا دولتهم، ولأجل القضاء على الإمام وعلى وزير حاصروا المنطقة بجيوشهم .
وقد اصابوا بتحديد مكان قيام المسيح عند رجعته ( منطقة الشرق الأوسط ) , لكنهم اخطأوا بموقف المسيح (عليه السلام) الذي سيتخذه عند قيامه , فالذي لم يصيبوه هو ان المسيح عند قيامه سيكون في صف الإمام المهدي (عليه السلام) وليس في صفهم , كما إشارة الروايات الشريفة.
ووردت ايضاً عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) روايات ذكر فيها هذه الجيوش ومحاصرتها منطقة ظهور دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) , وكان (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في آخر لحظات حياته يحذر المسلمين من هذه الجيوش التي سيكون هدفها القضاء على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) عند انطلاقها .
فخطر هذه الجيوش على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) جعلته (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو في مرضه الذي مات فيه يحذر المسلمين ويأمرهم ان يخرجوهم من منطقة الظهور , فقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب )( جواهر الكلام ج21 ص289) وهذا أمر صريح من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلى أمته بإخراج اليهود من جزيرة العرب ( منطقة الظهور ) , واليهود المقصودين في كلام النبي ليس عامة معتنقي ديانة اليهودية , بل المقصود هي الجيوش التي سـتأتي إلى جزيرة العرب في آخر الزمان لأجل محاربة دعوة الإمام (عليه السلام) , والا فأن عوام اليهود والنصارى كانوا يجاورون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , ولم يخرجهم بل كان يبرهم ويحميهم .
ولما كانت هذه الأمة عاصية لأوامر نبيها صارت ارض العرب اليوم مرتعا لليهود والنصارى بل صاروا هم المسيطرين على مقدرات العرب ومتحكمين بهم لذلك ستكون مهمة طرد اليهود من أرض العرب على يد وزير الإمام المهدي السيد القحطاني اليماني فقد جاء في معاني الأخبار : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى عن صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي قال : (سمعت أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وهو متكى وأنا قائم عليه: لأبنين بمصر منبرا ، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا ، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه ، قال : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال : هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني )( - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 59 – 60 ).
وفي هذا النص أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى أنه هو من سيخرج اليهود والنصارى من أرض العرب ولكنه قال بأن الذي يقوم بهذه المهمة رجل من ذريته وليس هو بلحمه ودمه وفي هذه الرواية إشارة واضحة لموضوع الرجعة الروحية التي ارسى قواعد فهمها السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وزير الإمام المهدي فوزير الإمام المهدي هو من سيكون مسددا بروح الإمام علي (عليه السلام) ويقوم بهذه المهمة ومعنى التسديد والتأييد ما أشارت اليه نصوص عديدة منها قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانهمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَان وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْانهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إن حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( - المجادلة22 ) .
في هذه الآية الشريفة دليل واضح على مبدأ التسديد والتأييد للمؤمنين المخلصين.
كما ورد في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (عليه السلام) ما فيه دلالة صريحة على مبدأ التسديد والتأييد حيث ورد في الدعاء : (....ووفقني لطاعة من سددني ، ومتابعة من أرشدني ، اللهم صل على محمد وآله وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح وأجزي من هجرني بالبر .......).
وقد دلت الأحاديث والروايات الشريفة على مبدأ التسديد والتأييد فعن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله يقول:
(إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم وليخملن حتى يقال مات أو هلك بأي وادٍ سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي قال فبكيت، ثم قلت فكيف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة في الصدفة فقال يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت نعم فقال والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)( - الكافي ج1 ص336 .
وعن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال لي:
(إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً) ( - الكافي ج2 ص268.) .
وعن الحسن بن خالد عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال للحسين (عليه السلام):
(التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل قال الحسين (عليه السلام) فقلت يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن فقال (عليه السلام) أي والذي بعث محمداً بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت منها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه)(- بحار الأنوار ج51 ص110 ).
وعن الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) يقول:
( فإن ابني هذا هو القائم من بعدي والذي يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) بالتعمير والغيبة حتى تقسوا القلوب لطول الأمد ولا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان وأيده بروح منه )( - بحار الأنوار ج51 ص224.
وعن أبي عبد الله ( عليه السلام) أنه قال:
( والله لتمحصن والله لتطيرن يميناً وشمالاً حتى لا يبقى منكم إلا كل امرئ اخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه)( - غيبة النعماني ص33) .
فهذه الأحاديث الشريفة دليل واضح على مبدأ التسديد والتأييد بالأرواح، والرجعة الروحية تنطلق من هذا المبدأ (التسديد والتأييد) وبهذا فإن جذورها عميقة ومنطلقة من القرآن والسنة الشريفة ولا مجال لرفضها أو ردها أو التشكيك بها.
ولا نعني بالتسديد او الرجعة الروحية بعض المفاهيم الباطلة مثل الحلول والتناسخ والاتحاد فكل هذه المعاني معاني باطلة ولا يمكن القول بها .
إن دور الوزارة للنبي والامام المهدي صلوات الله عليهما دور مهم فالوزير دائما تلقى عليه مهام واعباء كبيرة يكون من خلالها هو المحرك والمحور للدعوة الإلهية .
وقد توهم الكثير من المفكرين والباحثين في ان أمريكا واسرائيل تبحثان عن الإمام المهدي (عليه السلام) حصراً, وهذا أمر تخالفه الروايات الشريفة , كما سيتضح , بل الحقيقة ان أمريكا تبحث عن الممهد للإمام وجامع انصاره ومؤسس جيشه قبل قيامه وهو السيد اليماني الموعود وعن الإمام المهدي (عليه السلام) في نفس الوقت فهي مستعدة للقضاء على اي حركة تحت هذا العنوان المبارك عنوان الرجل الموعود، بل انها انتجت افلام عديدة حول هذا الموضوع وحاولت ان تحشد الرأي العام ضد هذا الرجل الإلهي قبل مقدمه .
ان الإمام لا يخرج الا عندما يؤسس له وزيره اليماني الموعود جيش ذا عدة وعدد يتمكن من حمايته (عليه السلام) , ويتمكن من هزم اقوى جيوش العالم , وهذا ما اكده الابرار (عليهم السلام) في رواياتهم الكثيرة , فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون )( كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 210 - 211).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( إِذَا اجْتَمَعَ للإمام عِدَّةُ أهل بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير )( - مستدرك الوسائل ج28 ص 78
عن أبى بصير ، قال : قال أبوعبد الله (عليه السلام) : ( لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة ، قلت : وكم تكملة الحلقة ؟ قال : عشرة آلاف ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ) ( - الغيبة للنعماني ص320).
), فشرط ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) اكتمال هذا الجيش , ولا خروج للإمام المهدي (عليه السلام) دون اكتماله .
والسبب في عدم ظهور الإمام الا بتوفر هذا الشرط ,كما اشرنا هو قوة وكثرة اعدائه وتربصهم به للقضاء عليه اذا قام , و لا يستطيع الإمام دون وجود هذا الجيش ان يواجه اعدائه عسكرياً , اما اذا اكتمل , فلا يمكن لأعدائه الوصول اليه , بل مع وجود هذا الجيش سيحرر كل الأرض من الظلمة والطواغيت .
وهذا الأمر لا يجهله من لديه ملف كامل عن الإمام المهدي (عليه السلام) لا تنقصه الا صورة شخصية للإمام (عليه السلام) كما قال السيد محمد صادق الصدر في موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) , فهم يعرفون ان ظهوره الأول يكون في العراق فلهذا جاؤوا إلى العراق بحثاً عنه , ولم يخرجوا من العراق إلا بعد أن جعلوا فيها حكومة عميلة لهم , وطيعة لأوامرهم وقد جربوا هذه الحكومة أكثر من مرة في تعاملهم مع من يدعي ان له اتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) وان كانوا فرق ضلالة .
فوجدوا ان هذه الحكومة ستفعل اللازم اذا ظهر أمر الإمام المهدي (عليه السلام) , فالأمر الذي تريده أمريكا هو منهج هذه الحكومة في التعامل مع كل من يذكر أنه متصل بالإمام المهدي (عليه السلام) وما ابادتهم للفرقة الضالة المسماة جند السماء إلا دليل على ان أمريكا حين خرجت وضعت لها بديل يفعل ما ستفعله هي اذا ظهرت دعوة الإمام المهدي في العراق ، ومع هذا كله فالسفارات المليئة بالجنود والمنتشرة في كل المحافظات ايضاً تراقب الوضع على الساحة ناهيك عن الجيوش المتمركزة قريباً من العراق , والتي هي ايضاً في حالة ترقب وجهوزية لأجل القضاء على اي شخص يوصلهم إلى الإمام المهدي (عليه السلام) .
يتبع لطفآ
منقول من كتاب صاحب الرايات السود سر الاسرار
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
يلاحظ المتتبع للأحداث السياسية في منطقة حركة الامام المهدي (عليه السلام) التركيز الكبير من قبل أمريكا وحلفائها على الدول الداخلة ضمن نطاق منطقة الظهور الشريف حيث أنهم يرمون بكل ثقلهم للسيطرة عليها ، وذلك لأن اعداء المهدي (عليه السلام) قد تيقنوا بأن عصرنا هذا هو عصر المخلّص الذي طالما انتظرناه ، لذلك فإنهم أعدوا العدة لخنق هذه المنطقة وتطويقها من خلال إشعالها بفتن واضطرابات مختلفة ، وبالتالي امكانية السيطرة عليها بشكل مباشر أو غير مباشر ، فقد ذكرت الاحاديث والروايات المعصومية الدول التي تكون لها أدوار محورية ومهمة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) وهي كالآتي : ( العراق - ايران - السعودية - اليمن - بلاد الشام - مصر - ) فالعراق هو العاصمة التي يتخذها المهدي (عليه السلام) لدولة العدل الإلهي ، ومنه تظهر عصائب العراق المنصورة ، وفيه يكون بناء اللّبنات الاساسية للتمهيد الأولي لدعوة الإمام عن طريق الممهد الرئيسي له السيد اليماني ومن العراق ستخرج نواة دعوة الإمام المهدي الـ45 رجلا .
أما إيران فإن لها دور رئيسي في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) حيث ستكون انطلاقة الرايات السود منها ، تلك الرايات التي أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) باللحاق بها ولو حبواً على الثلج لأن فيها نصرة المهدي (عليه السلام) ، وإن في ايران أيضاً رجال الطالقان هؤلاء الرجال الذين وصفهم الأئمة المعصومين (عليه السلام) بالكنوز الذين هم لا من ذهب ولا من فضة بل هم رجال قلوبهم كزبر الحديد مدّخرين لنصرة المهدي (عليه السلام) ، لذلك نرى اليوم تكالب الدول الكبرى على إيران لفرض حصار اقتصادي عليها أو توجيه ضربات عسكرية ضدها بحجة الملف النووي ، وفي ذات الوقت فإن أمريكا تسعى إلى إثارة الفتن الداخلية بين فئات الشعب الايراني المتنوع لتضعف ايران او ان يكون لها يد في التحكم فيها ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فسيعود جميع مكرم الى مصلحة الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره السيد اليماني القحطاني .
أما السعودية فإن لها مدخلية مهمة في هذه القضية الكونية ، فمن المعروف إن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم ثائراً من بيت الله الحرام وقد استطاعت أمريكا والدول الغربية ربط السعودية بمعاهدات تسليحية ودفاع مشترك وما شابه ذلك من قيود ،فملأت أمريكا دول الخليج بما فيها السعودية بقواعد عسكرية برية وبحرية . واليمن لا يقل دورها أهمية عن مثيلاتها من الدول ، فيكون فيها ممهدون ومناصرون لدعوة المهدي (عليه السلام) وهي اليوم تعيش نفس الحال الذي تعيشه دول الخليج فهي أيضاً سائرة في ركاب الإدارة الأمريكية شأنها شأن دول الخليج التي ذكرناها ، فالقواعد العسكرية الأجنبية تكون وسيلة ضغط مضافة إلى وسائل عديدة تتبعها أمريكا مع الأنظمة العربية الخانعة.
والروايات الشريفة لم تغفل عن ارسال اليهود والنصارى في آخر الزمان جيوش لمحاصرة لمنطقة الظهور، فقد أشار النبي وأهل بيته في أكثر من رواية إلى ان هدف هذه الجيوش هو القضاء على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) عند انطلاقها.
فقد جاء عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال وبكل صراحة ان اليهود عند اقتراب قيام الإمام المهدي سيأتون إلى منطقة الظهور لإنشاء دولتهم والسيطرة على المنطقة بالكامل فقال ما نصه : ( وستأتي اليهود من الغرب لإنشاء دولتهم بفلسطين، قال الناس يا أبا الحسن أين تكون العرب آنذاك ؟ قال تكون مفككة القوى والعرى غير متكاتفة وغير مترادفة )( - عقائد الإمامة ص270).
وسبب انشاء دولتهم في منطقة ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) لاعتقاد اليهود بان المسيح الذي ينتظرونه سيخرج من تلك البقعة في آخر الزمان , ويعتقدون أيضاً ان المسيح الدجال ( الإمام المهدي بنظرهم ) يظهر في نفس المنطقة (الشرق الأوسط ) ولأجل استقبال المسيح انشأوا دولتهم، ولأجل القضاء على الإمام وعلى وزير حاصروا المنطقة بجيوشهم .
وقد اصابوا بتحديد مكان قيام المسيح عند رجعته ( منطقة الشرق الأوسط ) , لكنهم اخطأوا بموقف المسيح (عليه السلام) الذي سيتخذه عند قيامه , فالذي لم يصيبوه هو ان المسيح عند قيامه سيكون في صف الإمام المهدي (عليه السلام) وليس في صفهم , كما إشارة الروايات الشريفة.
ووردت ايضاً عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) روايات ذكر فيها هذه الجيوش ومحاصرتها منطقة ظهور دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) , وكان (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في آخر لحظات حياته يحذر المسلمين من هذه الجيوش التي سيكون هدفها القضاء على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) عند انطلاقها .
فخطر هذه الجيوش على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) جعلته (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو في مرضه الذي مات فيه يحذر المسلمين ويأمرهم ان يخرجوهم من منطقة الظهور , فقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب )( جواهر الكلام ج21 ص289) وهذا أمر صريح من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلى أمته بإخراج اليهود من جزيرة العرب ( منطقة الظهور ) , واليهود المقصودين في كلام النبي ليس عامة معتنقي ديانة اليهودية , بل المقصود هي الجيوش التي سـتأتي إلى جزيرة العرب في آخر الزمان لأجل محاربة دعوة الإمام (عليه السلام) , والا فأن عوام اليهود والنصارى كانوا يجاورون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , ولم يخرجهم بل كان يبرهم ويحميهم .
ولما كانت هذه الأمة عاصية لأوامر نبيها صارت ارض العرب اليوم مرتعا لليهود والنصارى بل صاروا هم المسيطرين على مقدرات العرب ومتحكمين بهم لذلك ستكون مهمة طرد اليهود من أرض العرب على يد وزير الإمام المهدي السيد القحطاني اليماني فقد جاء في معاني الأخبار : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى عن صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي قال : (سمعت أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وهو متكى وأنا قائم عليه: لأبنين بمصر منبرا ، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا ، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه ، قال : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال : هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني )( - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 59 – 60 ).
وفي هذا النص أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى أنه هو من سيخرج اليهود والنصارى من أرض العرب ولكنه قال بأن الذي يقوم بهذه المهمة رجل من ذريته وليس هو بلحمه ودمه وفي هذه الرواية إشارة واضحة لموضوع الرجعة الروحية التي ارسى قواعد فهمها السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وزير الإمام المهدي فوزير الإمام المهدي هو من سيكون مسددا بروح الإمام علي (عليه السلام) ويقوم بهذه المهمة ومعنى التسديد والتأييد ما أشارت اليه نصوص عديدة منها قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانهمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَان وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْانهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إن حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( - المجادلة22 ) .
في هذه الآية الشريفة دليل واضح على مبدأ التسديد والتأييد للمؤمنين المخلصين.
كما ورد في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (عليه السلام) ما فيه دلالة صريحة على مبدأ التسديد والتأييد حيث ورد في الدعاء : (....ووفقني لطاعة من سددني ، ومتابعة من أرشدني ، اللهم صل على محمد وآله وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح وأجزي من هجرني بالبر .......).
وقد دلت الأحاديث والروايات الشريفة على مبدأ التسديد والتأييد فعن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله يقول:
(إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم وليخملن حتى يقال مات أو هلك بأي وادٍ سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي قال فبكيت، ثم قلت فكيف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة في الصدفة فقال يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت نعم فقال والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)( - الكافي ج1 ص336 .
وعن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال لي:
(إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً) ( - الكافي ج2 ص268.) .
وعن الحسن بن خالد عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال للحسين (عليه السلام):
(التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل قال الحسين (عليه السلام) فقلت يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن فقال (عليه السلام) أي والذي بعث محمداً بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت منها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه)(- بحار الأنوار ج51 ص110 ).
وعن الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) يقول:
( فإن ابني هذا هو القائم من بعدي والذي يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) بالتعمير والغيبة حتى تقسوا القلوب لطول الأمد ولا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان وأيده بروح منه )( - بحار الأنوار ج51 ص224.
وعن أبي عبد الله ( عليه السلام) أنه قال:
( والله لتمحصن والله لتطيرن يميناً وشمالاً حتى لا يبقى منكم إلا كل امرئ اخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه)( - غيبة النعماني ص33) .
فهذه الأحاديث الشريفة دليل واضح على مبدأ التسديد والتأييد بالأرواح، والرجعة الروحية تنطلق من هذا المبدأ (التسديد والتأييد) وبهذا فإن جذورها عميقة ومنطلقة من القرآن والسنة الشريفة ولا مجال لرفضها أو ردها أو التشكيك بها.
ولا نعني بالتسديد او الرجعة الروحية بعض المفاهيم الباطلة مثل الحلول والتناسخ والاتحاد فكل هذه المعاني معاني باطلة ولا يمكن القول بها .
إن دور الوزارة للنبي والامام المهدي صلوات الله عليهما دور مهم فالوزير دائما تلقى عليه مهام واعباء كبيرة يكون من خلالها هو المحرك والمحور للدعوة الإلهية .
وقد توهم الكثير من المفكرين والباحثين في ان أمريكا واسرائيل تبحثان عن الإمام المهدي (عليه السلام) حصراً, وهذا أمر تخالفه الروايات الشريفة , كما سيتضح , بل الحقيقة ان أمريكا تبحث عن الممهد للإمام وجامع انصاره ومؤسس جيشه قبل قيامه وهو السيد اليماني الموعود وعن الإمام المهدي (عليه السلام) في نفس الوقت فهي مستعدة للقضاء على اي حركة تحت هذا العنوان المبارك عنوان الرجل الموعود، بل انها انتجت افلام عديدة حول هذا الموضوع وحاولت ان تحشد الرأي العام ضد هذا الرجل الإلهي قبل مقدمه .
ان الإمام لا يخرج الا عندما يؤسس له وزيره اليماني الموعود جيش ذا عدة وعدد يتمكن من حمايته (عليه السلام) , ويتمكن من هزم اقوى جيوش العالم , وهذا ما اكده الابرار (عليهم السلام) في رواياتهم الكثيرة , فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون )( كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 210 - 211).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( إِذَا اجْتَمَعَ للإمام عِدَّةُ أهل بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير )( - مستدرك الوسائل ج28 ص 78
عن أبى بصير ، قال : قال أبوعبد الله (عليه السلام) : ( لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة ، قلت : وكم تكملة الحلقة ؟ قال : عشرة آلاف ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ) ( - الغيبة للنعماني ص320).
), فشرط ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) اكتمال هذا الجيش , ولا خروج للإمام المهدي (عليه السلام) دون اكتماله .
والسبب في عدم ظهور الإمام الا بتوفر هذا الشرط ,كما اشرنا هو قوة وكثرة اعدائه وتربصهم به للقضاء عليه اذا قام , و لا يستطيع الإمام دون وجود هذا الجيش ان يواجه اعدائه عسكرياً , اما اذا اكتمل , فلا يمكن لأعدائه الوصول اليه , بل مع وجود هذا الجيش سيحرر كل الأرض من الظلمة والطواغيت .
وهذا الأمر لا يجهله من لديه ملف كامل عن الإمام المهدي (عليه السلام) لا تنقصه الا صورة شخصية للإمام (عليه السلام) كما قال السيد محمد صادق الصدر في موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) , فهم يعرفون ان ظهوره الأول يكون في العراق فلهذا جاؤوا إلى العراق بحثاً عنه , ولم يخرجوا من العراق إلا بعد أن جعلوا فيها حكومة عميلة لهم , وطيعة لأوامرهم وقد جربوا هذه الحكومة أكثر من مرة في تعاملهم مع من يدعي ان له اتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) وان كانوا فرق ضلالة .
فوجدوا ان هذه الحكومة ستفعل اللازم اذا ظهر أمر الإمام المهدي (عليه السلام) , فالأمر الذي تريده أمريكا هو منهج هذه الحكومة في التعامل مع كل من يذكر أنه متصل بالإمام المهدي (عليه السلام) وما ابادتهم للفرقة الضالة المسماة جند السماء إلا دليل على ان أمريكا حين خرجت وضعت لها بديل يفعل ما ستفعله هي اذا ظهرت دعوة الإمام المهدي في العراق ، ومع هذا كله فالسفارات المليئة بالجنود والمنتشرة في كل المحافظات ايضاً تراقب الوضع على الساحة ناهيك عن الجيوش المتمركزة قريباً من العراق , والتي هي ايضاً في حالة ترقب وجهوزية لأجل القضاء على اي شخص يوصلهم إلى الإمام المهدي (عليه السلام) .
يتبع لطفآ
تعليق