إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقهاء السوء هم عناكب عصر الظهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقهاء السوء هم عناكب عصر الظهور

    فقهاء السوء هم عناكب عصر الظهور

    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

    بعد أن أشرنا إلى المعنى المقصود من هذا المثل القرآني البليغ وهو أن الفقهاء وعلماء السوء يمثلون العنكبوت الذي ابتليت به الأمة . سنقوم هنا بعون الله تعالى بمقارنة بين العنكبوت وعلماء السوء وسنثبت من خلال هذه المقارنة انطباق صفات العنكبوت مع صفات المرجع مثلما انطبقت صفات النحل مع المؤمنين وصفات النمل مع الكافرين وصفات الذباب مع المنافقين وستكون هذه المقارنة على شكل نقاط : -
    1- يستخدم العنكبوت شبكة خاصة يقوم بتثبيتها بعدة أطراف ليحتوي بها المكان الذي ينصب شباكه فيه ويكون نصب هذه الشبكة من خلال مد الخيوط بين النقاط الرئيسية للشبكة على أطراف المكان ثم ينسج خيوطه بين هذه الخيوط فتتكون الشبكة .
    هذه الطريقة تشابه الطريقة التي يستخدمها المرجع في اصطياد الناس الغافلون عما يراد بهم ليستولي على أموال الخمس والزكاة بعدما أقنع الناس بأنه هو من يتوجب دفع هذه الأموال إليه ، فهو يوزع وكلائه في أطراف المدن فيسيطر بذلك على جميع مفاصل البلد فتتكون عنده شبكة عنكبوتية كاملة من الوكلاء الذين ينسجون حبالهم وخيوطهم وحيلهم للإيقاع بالناس والاستيلاء على أموال الخمس منهم. وهؤلاء الوكلاء ينتشرون في كل بلاد العالم وهذه الصفة التي شابهت صفة العنكبوت الذي يعيش في كل بقاع الأرض ولا يقتصر وجوده في مكان معين فهو في الصحارى والغابات والهضاب والسهول وفي الأماكن الباردة والحارة والجافة وفي كل مكان مثلما صارت مكاتب العلماء ووكلائهم في كل بقاع الأرض بل وحتى في دول الغرب .
    2- للعناكب زوج من القرون الكلابية يستخدمها للإمساك بالفريسة، وتوجد فتحة على رأس كل ناب ترتبط بغدد السم، الذي ينساب في جسم الفريسة عند اللدغ فيشلها أو يقتلها .
    القرون تشير او ترمز إلى العلم، فالفقيه من المؤكد أن لديه علم بغض النظر عن صحته فالفقهاء يتنافسون في الأعلمية فيما بينهم ليفوزوا بالألقاب والمقلدين، وهذه القرون تمتاز بأن فيها السم الذي يقوم بقتل الفريسة أو شل حركتها أي أن العلم الذي يمتلكه الفقهاء يكون علماً ضاراً باطلا يؤدي بالإنسان إلى موت إيمانه وبصيرة قلبه ، فعلم الأصول الذي تعتمد عليه الحوزات العلمية من العلوم الوضعية الباطلة التي أسسها المخالفون والتي يستعمل فيها القياس والاجتهاد والآراء الباطلة. إذن هذه القرون التي وجدت في العنكبوت ترمز للعلم الذي يحمله الفقيه وذلك وفق علم التأويل.
    3- للعنكبوت أربعة أزواج من الأرجل متصلة مع الرأس الصدري وتتكون كل رجل من سبع مفاصل، وينتهي المفصل الأخير في كثير من العناكب بمخلبين أو ثلاثة تحيط بها وسادة من الشعر تسمى المقشة الشعرية الصغيرة وهي تساعد العنكبوت على التعلق بالأسطح الناعمة، وعلى المشي على الأسقف والجدران .
    ترمز كثرة الأرجل المتصلة برأس العنكبوت إلى كثر الاعوان والحواشي التي يستعين بها المرجع الفقيه على أموره وقضاء حوائجه والتسلط على الآخرين والوصول إلى غاياته المريضة اينما كانت وبأي مكان وهؤلاء الأعوان غالبا ما يكونون سيئي الخلق فهم لا يعاملون الناس بأسلوب طيب وخاصة المحتاجين منهم ، وقد شاهد جميع من وقف على أبواب المرجعيات كيف تتعامل حواشي الفقهاء مع الفقراء والمساكين حينما يأتون لطلب رغيف العيش فيواجهوهم بالكلام الجارح ، وهذه الأخلاق الذميمة تقابل ما يوجد في تلك الأرجل من مخالب تصيب الفريسة بالجروح القاتلة.
    4- تمتاز العناكب بوجود العيون في أعلى الرأس ويختلف عدد العيون من نوع لآخر وتمتاز الأنواع الناسجة منها بضعف البصر على العكس من الأنواع الصيادة التي لا تصيد باستخدام الشباك فيكون بصرها قوياً .
    هذا الفارق في قوة البصر بين العناكب الناسجة والصيادة يذكرنا بوجود علماء وفقهاء على نوعين النوع الأول الناسج وهو يقابل الفقيه الذي يقوم بنصب الوكلاء الذي يجمعون له أموال الخمس ويكون انتشار هؤلاء الوكلاء إنتشاراً عنكبوتيا في المناطق والمجتمعات أما العناكب الصيادة التي لا تستخدم الشباك والتي تكون قليلة جداً قياساً بالعناكب الناسجة ، فهذه تشابه الفقهاء الذين ليس لديهم مقلدون وليس لديهم وكلاء بين الناس.
    والصنفين يوجد بينهما فارق مهم وهو قوة البصر، فالبصر يكون ضعيف جداً لدى العناكب الناسجة دون الصيادة فهل تعلمون أحبتي لماذا ؟ إن قوة البصر هنا ترمز وتشير إلى قوة البصيرة، فالفقهاء النساجون أصحاب الوكلاء والمرجعيات الذين يجمعون أموال الخمس يأكلونها دون وجه حق، أي انهم يستولون ويسرقون أموال ليست من حقهم، أي انهم يأكلون الحرام، فأموال الخمس التي استولى عليها الفقهاء هي ملك للإمام المهدي (عليه السلام) وحينما استحلوها صاروا قد اكلوا الحرام.
    فقد ورد من خبر أبي الحسن الأسدي عن أبيه المروي عن الاكمال ، قال : ( ورد على توقيع من محمد بن عثمان العمري ابتداء لم يتقدمه سؤال ، بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من مالنا درهما إلى أن قال : فقلت : في نفسي إن ذلك في كل من استحل محرما ، فأي فضيلة في ذلك للحجة ، فوالله لقد نظرت بعد ذلك التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل من أكل من مالنا درهما حراما ، قال الخزاعي : وأخرج إلينا أبو علي الأسدي هذا التوقيع حتى نظرنا فيه وقرأناه )( - جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج 16 - ص 162) .
    فهذا الأكل الحرام والأموال الحرام التي يأكلها الفقهاء أدت إلى ضعف بصيرتهم وهذا السبب الذي سيجعلهم لا يرون الحق وهذا ما أشار إليه الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء حينما قال ( هؤلاء قوم امتلأت بطونهم حراما فطبع على قلوبهم ) .
    5- تسطو على العناكب أنواع مختلفة من الزنابير ، تحملها بعد الفتك بها وتطعم بها يرقاناتها . بينما يقوم نوع آخر من الزنابير بوضع بيوضه في جوف العنكبوت بعد أن يكون قد شلها بلسعة منه لتكبر اليرقانة في جوف العنكبوت إلى أن يكبر ويخرج إلى الحياة . فالزنبور هنا يمثل القوى العظمى المتسلطة وهذه العملية التي يقوم بها الزنبور تذكرنا بما تقوم به القوى المستكبرة من زرع عملائها السريين في داخل الحوزات العلمية ليخرج إلينا من جوف هذه الحوزات التي ينظر اليها الناس بقدسية يخرج منها الزنابير ( الأعداء ) فيظن الناس أن هؤلاء رجال صالحون ولكنهم في الحقيقة أعداء قد تربوا في أحضان مؤسستنا الدينية لكي يقضوا على الدين وأهل الدين.
    6- إن من أهم ما يمتاز به العنكبوت هو وهن بيته لقول الله تعالى : { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} وهذا ما تمتاز به المؤسسة الدينة التي يتصور الناس بأنها كيان ضخم وكبير وأنه ملاذهم وملجأهم من عاديات الزمان ومخاطر الآفات التي تعصف بالأديان ، ولكن الناس غفلوا على أن هذه المؤسسة التي لجأوا إليها بنيت من الباطل والخداع والكذب فعلم الأصول الذي يعتبر العمود الفقري للمؤسسة الدينية علم باطل اسسه الشافعي وتبعه الشيباني وهم من أهل السنة الذين يرى علماء الشيعة بأنهم أناس منحرفون عقائدياً، فكيف جاز لهم الأخذ منهم فكل علم لم يصدر من أهل البيت فهو باطل ، يذكر ذلك السيد محمد باقر الصدر – وهو من أعلام الأصوليين – في قوله : ﴿فإن التأريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الإمامي ، حتى إنه يقال : إن علم الأصول على الصعيد السني دخل في دور التصنيف في أواخر القرن الثاني ، إذ ألف في الأصول كل من الشافعي المتوفى سنة ﴿182﴾ ه‍ ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة ﴿189﴾ ه‍ بينما قد لا نجد التصنيف الواسع في علم الأصول على الصعيد الشيعي إلا في أعقاب الغيبة الصغرى أي في مطلع القرن الرابع﴾﴿ المعالم الجديدة للأصول - السيد محمد باقر الصدر - ص54﴾.
    إن هذا العلم الوضعي الباطل استخدم فيه الكثير من القواعد والأسس التي هدمت الدين وصارت الأمة بسببها مختلفة ومتناحرة حتى أبناء المذهب الواحد الشيعي ترى الخلافات وصلت بينهم في بعض الأحيان إلى التصادم والقتل والقتال ناهيك عن اختلافهم في الفتيا، فلا تجد مجتهدين أو فقيهين متفقين في فتاواهم فهل حكم الله متعدد ام واحد!.
    وقد ذم الإمام علي (عليه السلام) هذا الاختلاف الذي وقع بينهم بقوله (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعاً وإلآههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد . أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه . أم نهاهم عنه فعصوه . أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه . أم كانوا شركاء له . فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى أم أنزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول ﴿ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾ فيه تبيان كل شيء وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضاً وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً﴾ . وإن القرآن ظاهره أنيق . وباطنه عميق . لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به)﴿ - نهج البلاغة - خطب الإمام علي ﴿ع﴾ - ج 1 - ص 54 - 55﴾.
    فالقياس والاجتهاد مقابل النص واستعمال العقول في وضع الأحكام وهجر القرآن وعدم الاعتماد عليه في استخراج الحكم الشرعي وغيرها من الأمور هي التي مزقت الدين وكل ذلك بسبب ما يخرج من أولئك العناكب القابعين في دورهم ويرمون شباكهم الواهية على الناس، أما الأدهى من ذلك فهو قولهم (إن اختلاف أمتي رحمة)هذا عندما تسالهم عن الأختلاف الموجود في الفتوى ولا أعلم أي رحمة عندما يختلف المسلمون فبعض الفتاوى يكون المدار فيها بين أمرين في أحدهما ارتكاب المحرم من زنا او ربا او غيرها فنجد الفقهاء مختلفين حتى في مثل هذه المسائل فبعضهم يحلل وبعضهم يحرم فاذا جاء الاثنين أمام رب العزة من أجل الحساب فمن سيكون المذنب ومن هو المحسن وهل ستنجي المسيء المذنب فتوى الفقيه الذي جعله يسقط في الذنب {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}. واذا كان اختلاف الفقهاء رحمة فاجتماعهم وتوافقهم نقمة وفق ذلك !!!
    فالنتيجة إن اختلاف الفقهاء في الفتوى جعل الناس يرتكبون المعاصي ويقعون في المحرمات كل هذه الأمور الفاسدة والمنحرفة والباطلة هي التي تمثل هذا البيت النخر الوهن الذي تصور الناس ان أهله الذرية المباركة من آل محمد ولكنه في الحقيقة بيت العنكبوت أفلا تعقلون.
    7- إن رجال الدين هؤلاء اتخذهم الناس أولياء بدعوى باطلة لا أساس لها من الصحة باعتبارهم نواب الإمام فقد سرق الفقهاء مقام الإمام المهدي (عليه السلام) والقابه ومنها لقب ( ولي أمر المسلمين ) فصدق الناس هذا القول واتخذوهم اولياء فانطبقت عليه الآية والمثل قال تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا}.
    فالمراجع الذين اتخذهم الناس أولياء وهم ليسوا في الحقيقة أولياء لله، فصار الناس بسبب ذلك مثلهم كمثل الذي اتخذ بيت العنكبوت بيتا له . فهل يستطيع هؤلاء ان يسكنوا في بيت العنكبوت الوهن الذي لا يقي من الحر ولا البرد ولا الأخطار .
    بل إن من يتخذ بيت العنكبوت سكناً له سيكون هالكاً لأن العنكبوت ليس لديه ضوابط ولا مروءة ولا ورع عن فعل أي منكر وقبيح فالعنكبوت يأكل حتى زوجه وفي أفضل حالات العلاقة الزوجية وهي التلاقح، فكيف سيكون حال باقي زوار هذا البيت !
    من المؤكد بأنه سيفترس دينهم ويسلبهم أرواح الإيمان . لذلك فقد وبخ الله تعالى هؤلاء الناس باتخاذهم هذا البيت الوهن الذي لم يأمرهم أن يلجؤوا إليه بل أمرهم باللجوء إلى أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
    عن أبي إسحاق الهمداني قال حدثني أبو المعتمر قال سمعت أبا ذر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ( إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها غرق إنما مثل أهل بيتي فيكم باب حطة من دخله غفر له ومن لم يدخل لم يغفر له فإنها ليست من فئة تبلغ مائة إلى يوم القيمة إلا أنا أعرف ناعقها وسايقها وعلم ذلك عند أهل بيتي يعلمه كبيرهم وصغيرهم )( - بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 317).قال أبو عبد الله (ع)اياك والرئاسة واياك وان تطأ اعقاب الرجال فقلت جعلت فداك : اما الرئاسه فقد عرفتها واما ان اطا اعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي الا مما وطئت اعقاب الرجال .فقال ليس حيث تذهب . اياك ان تنصب رجل دون الحجة فتصدقه في كل ماقال. بحار الانوار ج/2 ص83
    8- إن رجال الدين وفقهاء السوء المضلين قد صاروا متكبرين في الأرض بعد أن كانوا مستضعفين ، فاليوم نرى إن المرجع صار ممن تكبّر في الأرض فلا أحد يصل إليه والحرس والحواشي تحيط به والناس يقبلون يديه منحنين كأنهم عبيد عنده، وهذه الأفعال التي لم يكن حتى أهل البيت يقبلوها على أنفسهم ، فصار هؤلاء أكثر الناس أموالاً بعد أن استولوا على أموال الإمام من الخمس ، لذلك فقد شابهوا بهذا الحال قارون وفرعون وهامان قال تعالى في سياق الآيات التي تتحدث عن العنكبوت { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} فقارون عرف بكثرة الأموال وهو ما يتمتع به المراجع في هذا الزمان، فقد أصبح المرجع تجبى له الأموال من كافة أصقاع الأرض وأصبحوا يتلذذون وحواشيهم بالنعمة والبيوت الفارهة والسيارات الباهضة الثمن فصاروا مثل قارون .
    9- اتخاذ الناس للمراجع أرباباً فالآية الشريفة التي ارتبطت بمثل العنكبوت تتحدث عن فرعون الذي ادعى الربوبية وهذا ما وقع معناه في مسالة التقليد لمراجع الدين . ولا نقصد بذلك أن يعبد أحدهم ويُتخذ إلها بل إن هؤلاء المراجع صار الناس طائعين لهم وهذه الطاعة هي نوع من أنواع الشرك والعبودية لغير الله تعالى:
    فعن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان) ( الكافي - الشيخ الكليني - ج 6 - ص 434)
    وهذه الطاعة المطلقة للفقيه ومرجع التقليد هي عين الطاعة التي ذمها أهل البيت حينما اتبع اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم حينما أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال، فاختلاف الفقهاء في الفتيا في الحقيقة يشير الى وجود أحكام غير صحيحة فأما أن يكون حكم هذا الفقيه حق أو من خالفه من الفقهاء، لأن حكم الله واحد فلا يمكن أن تكون المسالة حلال وحرام في نفس الوقت، لذلك فقد أشار أهل البيت (عليه السلام) إلى هذا النوع من الربوبية حينما فسروا قوله تعالى: ﴿ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ﴾﴿ - سورة التوبة آية 31
    قال الصادق (عليه السلام): ﴿أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون﴾﴿ - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 53﴾
    فقد انطبقت صفة اتخاذ المراجع أرباباً مع فرعون الذي ادعى الربوبية والذي قرن ذكره مع ذكر العنكبوت فسبحان من أحكم هذا الترابط بين فرعون أول الزمان وفرعون وفراعنة آخر الزمان من خلال القرآن وأمثال القرآن .
    10- أما هامان الذي قرن ذكره مع مثل العنكبوت ففيه رمزية إلى إعانة الظالمين والركون إليهم وهو ما تقوم به الحوزات وخاصة في آخر الزمان من الوقوف إلى جنب الحكومات والقادة الظالمين بعد أن حثوا الناس على انتخابهم والوقوف إلى جنبهم على الرغم من أن السلاطين والحكام هم أذناب الاستعمار وعمال الشيطان وظالمي الشعب والناس .
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة
يعمل...
X