سفياني السيف
منقول من كتاب (اسرار عصر الظهور ) من فكر السيد القحطاني
وهو السفياني الذي تتحدث عنه الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) وهو العدو الأكبر والرئيسي للإمام المهدي (عليه السلام) والذي يظهر قبيل قيامه وهذا السفياني يعود نسبه إلى بني أمية كما مر.
وسفياني السيف هذا هو الذي يمثل أبو سفيان في عصر الظهور الشريف والذي يولد من رحم النواصب وسيضطلع بالدور الثاني الذي قام به أبو سفيان بن حرب في عداءه للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ودعوته المحمدية والمتمثل بالدور العسكري، حيث سيقوم بذات الدور الذي قام به جده أبو سفيان من باب مقاومته الدعوة المهدوية وعداءه لصاحبها السيد اليماني وهو في الواقع عداء للإمام المهدي (عليه السلام) وسيعمل على مقاومة الدعوة المهدوية عسكرياً ومادياً ويجتهد في القضاء عليها وعلى أصحابها بالعمل العسكري وبقوة السلاح، بل إنه سيصب جام غضبه على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ولا سيما من أهل العراق وهذا ما سنتناوله في الصفحات اللاحقة من هذا البحث.
وما ينبغي معرفته إن ظهور السفياني يعد من المحتوم الذي لا بد منه شأنه شان الداعي اليماني الذي يعد من المحتوم أيضاً، وهو أمر طبيعي فالحق لا بد أن يظهر إمامه باطل يحاول ثنيه عن مسيرته وتقدمه، وهذا الشيء واكب مسيرة الإنسان من لدن آدم (عليه السلام).
وقد تعددت الروايات التي تشير إلى السفياني وحركته كونه أحد العلامات الحتمية لقيام الإمام المهدي (عليه السلام) منها قول الإمام زين العابدين (عليه السلام): ( إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون القائم إلا بسفياني)(بحار الانوار ج 182).
ولما سئل الإمام الباقر(عليه السلام): ( هل السفياني من المحتوم ؟ قال: نعم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من آل محمد محتوم )(يوم الخلاص ص597).
وفي رواية عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن أمر السفياني من المحتوم وخروجه في رجب )(بحار الانوار ج52 ص204).
اسمه ونسبه
أما بالنسبة للسفياني ونسبه فكما هو واضح من اللقب إنه ينتمي إلى نسل أبو سفيان وتحديداً من نسل معاوية ومن ولد يزيد بن معاوية على وجه الخصوص، حيث إن السفياني يمثل أبو سفيان نسباً وفعلاً أي إن نسبه يعود إليه، فضلاً عن إن أفعاله المعادية للإمام المهدي (عليه السلام) وشيعته وأهل البيت (عليهم السلام) تشبه أعمال جده أبو سفيان وباقي أجداده من بني أمية المعادية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، والذي يبدو إن شهرة نسبه قد غطى على اسمه الذي تعددت أسماءه والتي يبدو إن أكثرها أسماء رمزية كما سيأتي.
وقد وردت عدة روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) وعن غيرهم تشير إلى اسم السفياني ونسبه معاً.
الرواية الأولى: وردت عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس .. اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبو سفيان ..)(بحار الانوار ص52 ص205).
كما جاء في رواية أخرى عن الإمام علي (عليه السلام) حيث سأله جماعة من أهل الكوفة عن اسم السفياني فقال: ( اسمه حرب بن عنبسة بن مرة بن كليب بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد وهو من نسل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ...)(الزام الناصب ج2 ص169).
وجاء أيضاً عن ابن عباس عمن حدثه عن محمد بن جعفر عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( السفياني من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)(الفتن لابن حماد ج1 ص279).
وغيرها من الروايات التي تشير إلى نفس ذلك المعنى، فيتبين لنا إن السفياني يعود نسبه إلى أبي سفيان بن حرب ومن ذلك قد أخذ لقبه.
أما بالنسبة لأسمائه فضلاً عما ذكرته الروايتين الآنفتي الذكر فقد وردت عدة روايات تذكر اسمه فقط دون نسبه، فقد جاء عن كعب أنه قال: ( يملك حمل امرأة اسمه عبد الله بن يزيد وهو الأزهر بن الكلبية أو الزهري بن الكليبة المشوه السفياني)(الفتن لابن حماد ج1 ص279).
وجاء في رواية أخرى عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن كعب أيضاً أنه قال: (اسم السفياني عبد الله )(الفتن لابن حماد ج1 ص281).
وجاء في رواية أخرى: ( أما السفياني فاسمه عروة واسم أبيه محمد وكنيته أبو عنبسة )(شرح احقاق الحق للمرعشي ج29 هامش ص339).
وبذلك نجد تعدد أسماء السفياني بين عثمان وحرب وعروة وعبد الله، ولعل اسم عثمان يعد أشهرها حيث ورد في الروايات عند حدوث الصيحة والتي ينادى فيها باسم المهدي (عليه السلام) في فجر ليلة الثالث والعشرون من شهر رمضان من السماء، ويقابله نداء أرضي عصر ذلك اليوم باسم عثمان وإن الحق في شيعته وفي ذلك إشارة إلى السفياني حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : (...والنداء من المحتوم ... قال وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون )(بحار الانوار ج 52 ص305).
ولو تمعنا في هذه الأسماء فلربما تكون أسماء رمزية عن شخصية السفياني، بدليل إن هذه الأسماء أصبحت قديمة وغير متداولة كعنبسة وحرب.
بدليل ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) يؤكد على عدم أهمية معرفة اسم السفياني في مسألة خروجه، وتكون علامات ذلك هي الأهم، مما يدل على إن تلك الأسماء لا تساعد كثيراً في التعرف على شخصيته، فلو كانت تلك الأسماء هي أسمائه لسهل التعرف عليه من خلالها عند خروجه ولكن يبدو إنها أسماء رمزية لا يعرف حقيقتها إلا المعصومون (عليهم السلام) أو من يفيضون عليه كالداعي اليماني والذي لا بد أن يعرفه حق المعرفة لأنه هو من سيقوم بمواجهته.
جاء عن عبد الله بن أبي منصور عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اسم السفياني فقال: وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج ..)(كمال الدين وتمام النعمة ص651).
أما عن أمه فهي امرأة كلبية من بني كلب، وهي أحد القبائل التي كانت تعتنق النصرانية في أيام معاوية بن أبي سفيان، وتزوج منها معاوية وهي ميسون الكلبية وهي أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
وقد وردت عدة روايات تشير إلى إن السفياني أمه كلبية منها ما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة كلب )(مجمع الزوائد ج7 ص 314).
وهكذا نجد إن السفياني يشبه أسلافه حتى من حيث نسب أمه الذي يعود لبني كلب كما هو حال جده يزيد بن معاوية.
صفاته
أما من حيث الصفات فنجد إن السفياني يشبه صفات جده أبو سفيان تحديداً وبني أمية عموماً من حيث امتيازهم بضخامة الهامة وتشوه الخلقة(الدابة والنهاية ج8 ص118) .
فلو تتبعنا الروايات بشكل عام نجدها تشير إلى أن السفياني رجل أشقر ربعة عظيم الهامة وفي وجهه أثر الجدري أعور العين وفي رواية إذا نظرت إليه حسبته أعور، وجاء في عينه أيضاً إنه أخوص وفي أخرى إن فيها نكت بيضاء تظهر إن أمالت عينه مشوه الخلقة.
وقد جاء ذكر صفاته في عدة روايات.
الرواية الأولى: عن علي (عليه السلام) أنه قال: ( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان...)(بحار الانوار ج52 ص205).
الرواية الثانية: ( السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار الجدري وبعينه نكتة بياض....)(الفتن لابن حماد ص280).
الرواية الثالثة: عن ابن مسعود أنه قال: ( يتحرك بإيليا رجل أعور العين فيكثر الهرج ويحل السبا وهو الذي يبعث جيشاً إلى المدينة )(الفتن لابن حماد ص283).
ومن المعلوم إن الذي يبعث جيشاً إلى المدينة هو السفياني.
الرواية الرابعة: عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (يخرج رجل من ولد أبي سفيان في الوادي اليابس في رايات حمر دقيق الساعدين والساقين طويل العنق شديد الصفرة ...)(الفتن لابن حماد ص166).
الرواية الخامسة: عن أرطأة أنه قال: ( ثم يخرج رجل آخر منهم ... مشوه الخلقة مصفح الرأس حمش الساعدين غاير العينين في زمانه تكون هدة)(الفتن لابن حماد ص166).
ونجد إن صفات السفياني هذه تتطابق كلياً مع مواصفات جده أبو سفيان بن حرب خلا بعض الفروقات، حيث ورد في صفات أبو سفيان، إنه رجل ربعة ذا هامة عظيمة أعور العين حيث فقأت عينه يوم الطائف وبقى كذلك إلى أن فقأت عينه الأخرى يوم اليرموك، حيث ورد: ( وشهد أبو سفيان حنيناً وفقأت عينه يوم الطائف فلم يزل أعور العين حتى فقأت عينه يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها .. وكان ربعة دحداحاً ذا هامة عظيمة ...)(الاستيعاب ج4 ص1680 ).
ونجد إن الرواية حينما تذكر إنه شهد معركة حنين مسلماً فهذا هو الإسلام الظاهري وليس الإسلام الحقيقي ومواقفه وكلامه المعادي للإسلام والمسلمين يشهد على ذلك (الاستيعاب ج4 ص 1680 ).
وكذلك ورد عن أبي بكير أنه قال: ( كان معاوية طويلاً أبيض ... إذا ضحك إنقلبت شفته العليا ...)(البداية والنهاية ج8 ص118).
وجاء عن محمد بن سعيد عن ابن أبي سيف أنه قال: ( نظر أبو سفيان يوماً إلى معاوية وهو غلام فقال لهند هذا عظيم الرأس وإنه لخليق أن يسود قومه ...)(البداية والنهاية ج8 ص118).
إذن يتبين لنا مما تقدم إن السفياني الذي يعود نسبه إلى أبو سفيان يشبهه من حيث الصفات الجسمية، وهذا من الجوانب التي تؤيد أن السفياني هو أبو سفيان في عصر الظهور المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) .
منقول من كتاب (اسرار عصر الظهور ) من فكر السيد القحطاني
وهو السفياني الذي تتحدث عنه الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) وهو العدو الأكبر والرئيسي للإمام المهدي (عليه السلام) والذي يظهر قبيل قيامه وهذا السفياني يعود نسبه إلى بني أمية كما مر.
وسفياني السيف هذا هو الذي يمثل أبو سفيان في عصر الظهور الشريف والذي يولد من رحم النواصب وسيضطلع بالدور الثاني الذي قام به أبو سفيان بن حرب في عداءه للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ودعوته المحمدية والمتمثل بالدور العسكري، حيث سيقوم بذات الدور الذي قام به جده أبو سفيان من باب مقاومته الدعوة المهدوية وعداءه لصاحبها السيد اليماني وهو في الواقع عداء للإمام المهدي (عليه السلام) وسيعمل على مقاومة الدعوة المهدوية عسكرياً ومادياً ويجتهد في القضاء عليها وعلى أصحابها بالعمل العسكري وبقوة السلاح، بل إنه سيصب جام غضبه على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ولا سيما من أهل العراق وهذا ما سنتناوله في الصفحات اللاحقة من هذا البحث.
وما ينبغي معرفته إن ظهور السفياني يعد من المحتوم الذي لا بد منه شأنه شان الداعي اليماني الذي يعد من المحتوم أيضاً، وهو أمر طبيعي فالحق لا بد أن يظهر إمامه باطل يحاول ثنيه عن مسيرته وتقدمه، وهذا الشيء واكب مسيرة الإنسان من لدن آدم (عليه السلام).
وقد تعددت الروايات التي تشير إلى السفياني وحركته كونه أحد العلامات الحتمية لقيام الإمام المهدي (عليه السلام) منها قول الإمام زين العابدين (عليه السلام): ( إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون القائم إلا بسفياني)(بحار الانوار ج 182).
ولما سئل الإمام الباقر(عليه السلام): ( هل السفياني من المحتوم ؟ قال: نعم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من آل محمد محتوم )(يوم الخلاص ص597).
وفي رواية عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن أمر السفياني من المحتوم وخروجه في رجب )(بحار الانوار ج52 ص204).
اسمه ونسبه
أما بالنسبة للسفياني ونسبه فكما هو واضح من اللقب إنه ينتمي إلى نسل أبو سفيان وتحديداً من نسل معاوية ومن ولد يزيد بن معاوية على وجه الخصوص، حيث إن السفياني يمثل أبو سفيان نسباً وفعلاً أي إن نسبه يعود إليه، فضلاً عن إن أفعاله المعادية للإمام المهدي (عليه السلام) وشيعته وأهل البيت (عليهم السلام) تشبه أعمال جده أبو سفيان وباقي أجداده من بني أمية المعادية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، والذي يبدو إن شهرة نسبه قد غطى على اسمه الذي تعددت أسماءه والتي يبدو إن أكثرها أسماء رمزية كما سيأتي.
وقد وردت عدة روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) وعن غيرهم تشير إلى اسم السفياني ونسبه معاً.
الرواية الأولى: وردت عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس .. اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبو سفيان ..)(بحار الانوار ص52 ص205).
كما جاء في رواية أخرى عن الإمام علي (عليه السلام) حيث سأله جماعة من أهل الكوفة عن اسم السفياني فقال: ( اسمه حرب بن عنبسة بن مرة بن كليب بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد وهو من نسل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ...)(الزام الناصب ج2 ص169).
وجاء أيضاً عن ابن عباس عمن حدثه عن محمد بن جعفر عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( السفياني من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)(الفتن لابن حماد ج1 ص279).
وغيرها من الروايات التي تشير إلى نفس ذلك المعنى، فيتبين لنا إن السفياني يعود نسبه إلى أبي سفيان بن حرب ومن ذلك قد أخذ لقبه.
أما بالنسبة لأسمائه فضلاً عما ذكرته الروايتين الآنفتي الذكر فقد وردت عدة روايات تذكر اسمه فقط دون نسبه، فقد جاء عن كعب أنه قال: ( يملك حمل امرأة اسمه عبد الله بن يزيد وهو الأزهر بن الكلبية أو الزهري بن الكليبة المشوه السفياني)(الفتن لابن حماد ج1 ص279).
وجاء في رواية أخرى عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن كعب أيضاً أنه قال: (اسم السفياني عبد الله )(الفتن لابن حماد ج1 ص281).
وجاء في رواية أخرى: ( أما السفياني فاسمه عروة واسم أبيه محمد وكنيته أبو عنبسة )(شرح احقاق الحق للمرعشي ج29 هامش ص339).
وبذلك نجد تعدد أسماء السفياني بين عثمان وحرب وعروة وعبد الله، ولعل اسم عثمان يعد أشهرها حيث ورد في الروايات عند حدوث الصيحة والتي ينادى فيها باسم المهدي (عليه السلام) في فجر ليلة الثالث والعشرون من شهر رمضان من السماء، ويقابله نداء أرضي عصر ذلك اليوم باسم عثمان وإن الحق في شيعته وفي ذلك إشارة إلى السفياني حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : (...والنداء من المحتوم ... قال وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون )(بحار الانوار ج 52 ص305).
ولو تمعنا في هذه الأسماء فلربما تكون أسماء رمزية عن شخصية السفياني، بدليل إن هذه الأسماء أصبحت قديمة وغير متداولة كعنبسة وحرب.
بدليل ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) يؤكد على عدم أهمية معرفة اسم السفياني في مسألة خروجه، وتكون علامات ذلك هي الأهم، مما يدل على إن تلك الأسماء لا تساعد كثيراً في التعرف على شخصيته، فلو كانت تلك الأسماء هي أسمائه لسهل التعرف عليه من خلالها عند خروجه ولكن يبدو إنها أسماء رمزية لا يعرف حقيقتها إلا المعصومون (عليهم السلام) أو من يفيضون عليه كالداعي اليماني والذي لا بد أن يعرفه حق المعرفة لأنه هو من سيقوم بمواجهته.
جاء عن عبد الله بن أبي منصور عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اسم السفياني فقال: وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج ..)(كمال الدين وتمام النعمة ص651).
أما عن أمه فهي امرأة كلبية من بني كلب، وهي أحد القبائل التي كانت تعتنق النصرانية في أيام معاوية بن أبي سفيان، وتزوج منها معاوية وهي ميسون الكلبية وهي أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
وقد وردت عدة روايات تشير إلى إن السفياني أمه كلبية منها ما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة كلب )(مجمع الزوائد ج7 ص 314).
وهكذا نجد إن السفياني يشبه أسلافه حتى من حيث نسب أمه الذي يعود لبني كلب كما هو حال جده يزيد بن معاوية.
صفاته
أما من حيث الصفات فنجد إن السفياني يشبه صفات جده أبو سفيان تحديداً وبني أمية عموماً من حيث امتيازهم بضخامة الهامة وتشوه الخلقة(الدابة والنهاية ج8 ص118) .
فلو تتبعنا الروايات بشكل عام نجدها تشير إلى أن السفياني رجل أشقر ربعة عظيم الهامة وفي وجهه أثر الجدري أعور العين وفي رواية إذا نظرت إليه حسبته أعور، وجاء في عينه أيضاً إنه أخوص وفي أخرى إن فيها نكت بيضاء تظهر إن أمالت عينه مشوه الخلقة.
وقد جاء ذكر صفاته في عدة روايات.
الرواية الأولى: عن علي (عليه السلام) أنه قال: ( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان...)(بحار الانوار ج52 ص205).
الرواية الثانية: ( السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار الجدري وبعينه نكتة بياض....)(الفتن لابن حماد ص280).
الرواية الثالثة: عن ابن مسعود أنه قال: ( يتحرك بإيليا رجل أعور العين فيكثر الهرج ويحل السبا وهو الذي يبعث جيشاً إلى المدينة )(الفتن لابن حماد ص283).
ومن المعلوم إن الذي يبعث جيشاً إلى المدينة هو السفياني.
الرواية الرابعة: عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (يخرج رجل من ولد أبي سفيان في الوادي اليابس في رايات حمر دقيق الساعدين والساقين طويل العنق شديد الصفرة ...)(الفتن لابن حماد ص166).
الرواية الخامسة: عن أرطأة أنه قال: ( ثم يخرج رجل آخر منهم ... مشوه الخلقة مصفح الرأس حمش الساعدين غاير العينين في زمانه تكون هدة)(الفتن لابن حماد ص166).
ونجد إن صفات السفياني هذه تتطابق كلياً مع مواصفات جده أبو سفيان بن حرب خلا بعض الفروقات، حيث ورد في صفات أبو سفيان، إنه رجل ربعة ذا هامة عظيمة أعور العين حيث فقأت عينه يوم الطائف وبقى كذلك إلى أن فقأت عينه الأخرى يوم اليرموك، حيث ورد: ( وشهد أبو سفيان حنيناً وفقأت عينه يوم الطائف فلم يزل أعور العين حتى فقأت عينه يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها .. وكان ربعة دحداحاً ذا هامة عظيمة ...)(الاستيعاب ج4 ص1680 ).
ونجد إن الرواية حينما تذكر إنه شهد معركة حنين مسلماً فهذا هو الإسلام الظاهري وليس الإسلام الحقيقي ومواقفه وكلامه المعادي للإسلام والمسلمين يشهد على ذلك (الاستيعاب ج4 ص 1680 ).
وكذلك ورد عن أبي بكير أنه قال: ( كان معاوية طويلاً أبيض ... إذا ضحك إنقلبت شفته العليا ...)(البداية والنهاية ج8 ص118).
وجاء عن محمد بن سعيد عن ابن أبي سيف أنه قال: ( نظر أبو سفيان يوماً إلى معاوية وهو غلام فقال لهند هذا عظيم الرأس وإنه لخليق أن يسود قومه ...)(البداية والنهاية ج8 ص118).
إذن يتبين لنا مما تقدم إن السفياني الذي يعود نسبه إلى أبو سفيان يشبهه من حيث الصفات الجسمية، وهذا من الجوانب التي تؤيد أن السفياني هو أبو سفيان في عصر الظهور المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) .