دولة بني العباس التي تحكم العراق قبل قيام الامام المهدي (ع)
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
تحدثنا في البحوث السابقة حول العقبات* التي تقف بطريق الامام المهدي (عليه السلام) ومن ضمن هذه العقبات التي سنبينها للمنتظرين والناس هي عقبة دولة بني العباس الثانية التي تحكم العراق قبل قيام الامام فمن ضمن الفكر الذي طرحه السيد القحطاني هو مسألة السنن التأريخية التي تجري علينا في آخر الزمان فكثيراً ما ثقف السيد القحطاني المتتبعين لقضية الامام المهدي لمسألة السنن وقال ان للامام المهدي(ع) سنن من الانبياء (عليهم السلام) وان هناك سنن تجري عليه وعلى انصاره وتجري على زمانه ومن السنن التي تجري على القائم هي سنة اعادة دولة بني امية ودولة بني العباس وسنوضح بالادلة كيف ان دولة بني امية ودولة بني العباس تُعاد في آخر الزمان ويكون مجيء دولة بني العباس متزامناً مع مجيء دولة الامام المهدي وكذلك السفياني الملعون ، وان دولة بني امية قد تمثلت بدولة المقبور صدام (لعنه الله) فهم كانوا يكنون العداء العلني لآل البيت (ع) واتباعهم ، وقد ذهب ملكهم على يد الامريكان وعلى يد حكومات جاءت من طرف ايران ودول الغرب وهم حكومات بني العباس ، وفي هذا البحث سنتحدث عن حقيقة وماهية بني العباس وحقيقة الشيصباني الذي هو قائد دولة بني العباس وكذلك حكام بني العباس وما سيفعلونه اتجاه قضية الامام المهدي (ع) واتجاه الداعي واتجاه انصار الامام المهدي (ع) فدولة بني العباس الثانية هي الدولة التي تحكم العراق الان وقد رفعت دولة بني العباس الاولى الراية فكان اولها السفاح واخرها المستعصم فقد رفعوا شعارات بحب آل البيت (ع) والثأر للامام الحسين (ع) وكانوا يقتلون ببني امية واتباعهم تحت عنوان حب الحسين وثأرات الحسين فقد رفعوا هذا الشعار الى انتهاء دولتهم ، والذي نلاحظه من الحكومة الحالية هو رفع نفس هذه الشعارات (شعارات حسينية وشعارات ولائية) ولكنها خالية من المحتوى ولايوجد هناك تطبيق لما اراده آل البيت (ع) وما اراده الامام الحسين (ع) ايضاً فقد تشابهت هذه الدولة مع الراية التي رفعت في الزمن الاول بالظلم فقد كانت دولتهم الاولى دولة ظالمة فكانت بأسم الدين تقتل وتذبح وتسفك الدماء وتجعل الدين غطاء وستار الى جرائمها والدولة الحالية ايضاً قامت بظلم الناس وقتلهم وسجن الناس بدون اي مبرر .
مسألة اخرى نتطرق اليها وهي العسر الذي حدثنا به آل البيت (ع) فقد قالوا ان دولة بني العباس عسر لا يسر فيها. فقد لاحظنا ولاحظ اغلب الناس ان هذه الدولة لم يكن بها متسع من الامان والامن ابداً وفي هذه الدولة بدأوا بالقتل و لحد الان جثث الشباب والشابات ترمى في المزابل وكان سابقا القتل على الهوية عندما بدأت الطائفية التي بسببها حصلت الكثير من الجرائم ناهيك عن ان بغداد اصبحت سوق للمخابرات العالمية في ظلهم نتيجة انتمائهم مرةً الى امريكا ومرةً الى ايران وضل الشعب محتار ما بين هاتين الدولتين الكبيرتين التي تريد كل واحدة منهن ان تسيطر على خيرات هذا البلد وعلى مفاصل هذه الدولة وسنثبت بالاحاديث ماذهبنا اليه في ان هذه الدولة هي دولة بني العباس الثانية التي تأتي في اخر الزمان فعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم) (غيبة النعماني ص 270).
والمعلوم ان دولة بني العباس الاولى لم يختلفوا فيما بينهم وهناك حديث اخر ورد عن البطائني قال: ( زاملتُ أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوما لي: لو إن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسُقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني .
قلت له يا سيدي: أمره من المحتوم ؟
قال: نعم، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال: مُلك بني العباس مكرُ وخداعُ ، يذهب حتى يُقال لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يُقال ما مر به شيء). (غيبة للنعماني ص 302، بحار الانور ج 52 صفحة 250).
وفي هذه الرواية دليل واضح على تجدد حكومة بني العباس لأن من الواضح إن السفياني هو من يخرج على بني العباس ويقضي على حكومتهم. والسفياني كما هو معلوم هو من العلامات الحتمية التي تتحقق وتظهر قبل قيام الإمام (عليه السلام) بفترة قليلة، وهذا مايدل على ما قلناه.
وورد عن الحسن بن أبي إبراهيم قال: قلت للرضا (عليه السلام) أصلحك الله إنهم يتحدثون إن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس.فقال: (كذبوا، إنه لَيقوم وإن سلطانهم لَقائم) (غيبة النعماني ص 315).
وهذا دليل اخر على ان هناك دولة تكون لبني العباس في اخر الزمان وهي اخر الحكومات فالذي يقضي عليهم هو السفياني وتكون اخر الحكومات،*ثم يأتي الوزير والامام المهدي (ع) ويسيطرون على العراق وعلى كل الجزيرة العربية والحجاز وايران وكل الشرق الاوسط سيكون خاضع تخت سيطرة صاحب الرايات السود وامامنا الامام المهدي (ع) .
وايضاً ورد عن ابي جعفر الباقر (ع) قال (لا بد ان يملك بني العباس فاذا ملكوا واختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان هذا من هنا وهذا من ها هنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما اما انهما لا يبقون منهم احدا ابدا ) (غيبة النعماني 267).
يعني ان جيش السفياني يقضي على بني العباس ومن ثم يأتي صاحب الرايات السود ويتم عليهم. وقد يسأل شخص ويقول كأنما تقولون ان الحكومة الحالية هي حكومة بني العباس؟ نقول نعم وان لم نقل ذلك فأنها خيانة للامام المهدي (ع) وخيانة للتمهيد.
وايضاً قد يقول قائل لماذا سميت هذه الدولة ببني العباس؟ نقول من المحتمل ان يكون الوجه الاول يعود الى نسبهم الى العباس عم النبي (ص) فكانت دولة بني العباس من صلب العباس عم النبي هذا الوجه الاول ، اما الوجه الاخر ان يكون السلوك الذي سلكه العباسيين مطابقاً لما يفعلونه في آخر الزمان .ونحب ان نوضح امراً في ما يخص النسب لايمكن ان يكون كل الحكومة عائدة الى العباس عم النبي نسباً لذلك ان احتمال اطلاق عليهم هذه التسمية هو ان نسب الشيصباني هو عباسي يعني من صلب العباس عم النبي (ص) .
وربما يسأل شخص ويقول ماهي مواصفات دولة بني العباس ومالذي دفعكم الى القول بأن الحكومة الحالية هي نفسها حكومة بني العباس ؟ فنقول لقد ذكر السيد القحطاني ان دولة بني العباس الاولى جاءت من خراسان والدولة الحالية ايضاً جاءت من خراسان اذاً هما جاءوا من نفس الاتجاه وايضا ان دولة بني العباس الاولى جاءت بأنقلاب ابو مسلم الخراساني والحكومة الحالية ايضاً قامت بأنقلاب حيث كان لأيران (خراسان) يد في الانقلاب بالاضافة الى امريكا وقد جاءت ايران بعملاء كثيرين وزجتهم في هذه الحكومة بلاصافة الى الضيق الذي وصف في الروايات بانه عسر لا يسر فيه وهو المكر والخداع وهم يقربون البعيد ويبعدون القريب ويخدعون الناس بالاضافة الى انهم كانوا يخلطون الدين بالدنيا وكانوا يعتمدون في دولتهم على المراقص والملاهي والخمور والقمار والكثير من افعال الجاهلية والان نجد الحكومة تنادي بالدين والحسين وبغداد مليئة بالملاهي والمراقص وبيع الخمور والقمار والفساد علناً اضافة الى الفنادق التي تؤوي الفاسدين والمفسدين وكل هذا هو جمع مابين الدين والدنيا فهذه فعلاً كانت في زمن بني العباس الاولى والان اعيدت نفس الاحداث فهم يقولون نحن نستمد دستورنا من القران فنسألهم هل ان القران يدعوا الى شرب الخمور والقمار ووو...الخ؟
فكل هذا هو خلط ما بين الدين والدنيا كما فعل العباسيين في الزمن الاول ويجب ان نستدل بذلك بدليل ولنرى النصوص هل فعلاً هذا الكلام موجود عند آل البيت (عليهم السلام)؟ .
فعن محمد بن الفضيل عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قلت له: جُعلت فداك، بلغنا إن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين، فهل أنتهى إليك من علم ذلك بشيء ؟
قال: أمّا آل جعفر فليس بشيء ولا إلى شيء، وأما آل العباس فإنَّ لهم مُلكا ً مُبطئاً يقربون فيه البعيد ويُبعدون فيه القريب وسلطانهم عسير ليس فيه يسير...)(بحار الانوار ج52 ص 184).
وورد ايضاً عن محمد بن بشير الهمداني قال قلنا لمحمد ابن الحنفية جعلت فداك بلغنا ان لآل فلان راية ولآل جعفر راية فهل عندكم في ذلك شيء قال: اما راية بني جعفر فليست بشيء واما راية بني فلان فأن لهم ملكاً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب عسر ليس فيه يسر)( غيبة النعماني* وغي بحار الانور ج52) .
*وبالنسبة لقولهم بني فلان فهي كناية لبني العباس ويسمونهم بهذا الاسم خوفاً من سلطانهم وليفهمها كل المتتبعين للروايات اذاً هذه الدولة القائمة بين ايدينا هي فعلاً دولة بني العباس الثانية* وهذه صفاتهم ونحن لانفتري عليكم فهذا كلام آل البيت (ع) بحقهم والمصيبة اننا عندما نتتبع الاخبار نجد ان الكل يقول انا لست المقصر فلان هو المقصر فأصحاب الدولة انفسهم يتملصون من المسؤولية فأحدهم يقول ان القتل والظلم والفجور بسبب الحكومة التنفيذية ومجلس الوزراء والاخر يقول السبب هو البرلمان والاخر يقول بسبب الوزراء وكل واحد منهم يرمي بالتهمة على الاخر ولاتعرف اي جهة تحاسب فجعلوا الشعب بتيه وضياع .
وقلنا لو اهل الارض اجتمعوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم ، فهم ليسوا اقوياء بذاتهم لكنهم اقوياء بعامالتهم وبالدول التي تسندهم كأمريكا وايران .
وقد جاء في احد خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (الزوراء وما أدراك بالزوراء، أرض ذات أثل، يشيد فيها البنيان، ويكثر فيها السكان، ويكون فيها مهارم وخُزان، يتخذها ولد العباس موطناً ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، ويكون بها الجور الجائر والحيف المحيف تخدمهم أبناء فارس والروم) (كتاب ارشاد الاذهان العلامة الحلي ج 1 ص 23).
وهناك روايات كثيرة تدل على إن بغداد هي الزوراء حتى إن تلك التسمية أصبحت شائعة ومتعارفة، وفي الوقت ذاته هناك روايات معصومية شريفة تذكر لنا إن الزوراء هي الري (أي طهران) وهذا الأمر معروفا عند المتتبعين لروايات ألائمة الأطهار (عليه السلام) .
فعن المفضل قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام) :
(يا مفضل أتدري أين وقعت دار الزوراء ؟
قلت : الله وحجته أعلم .
قال : اعلم يا مفضل إن في حوالي الري جبلاً أسود تبنى في ذيله بلدة تسمى طهران وهي دار الزوراء التي تكون قصورها كقصور الجنة ونسوانها كالحور العين...).
إن الذي يظهر من الروايات المذكورة أنفا إن مُلك بني العباس يبدأ من خراسان، وهذا يعني إن خراسان تكون خاضعة لبني العباس ثم تكون سيطرتهم بعد ذلك على العراق وبغداد، لذا فان دولة بني العباس في آخر الزمان تشمل خراسان وبغداد، وبهذا نفهم السبب في تسمية بغداد وطهران الزوراء وذلك لأن طهران وبغداد في آخر الزمان كل منهما عاصمة لبني العباس .
ويبقى التمييز بين الاثنين معتمداً على قرائن أخرى يعرف من خلالها القارىء من المقصود في روايات هل هي بغداد أو طهران.
..يتبع 👇
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
تحدثنا في البحوث السابقة حول العقبات* التي تقف بطريق الامام المهدي (عليه السلام) ومن ضمن هذه العقبات التي سنبينها للمنتظرين والناس هي عقبة دولة بني العباس الثانية التي تحكم العراق قبل قيام الامام فمن ضمن الفكر الذي طرحه السيد القحطاني هو مسألة السنن التأريخية التي تجري علينا في آخر الزمان فكثيراً ما ثقف السيد القحطاني المتتبعين لقضية الامام المهدي لمسألة السنن وقال ان للامام المهدي(ع) سنن من الانبياء (عليهم السلام) وان هناك سنن تجري عليه وعلى انصاره وتجري على زمانه ومن السنن التي تجري على القائم هي سنة اعادة دولة بني امية ودولة بني العباس وسنوضح بالادلة كيف ان دولة بني امية ودولة بني العباس تُعاد في آخر الزمان ويكون مجيء دولة بني العباس متزامناً مع مجيء دولة الامام المهدي وكذلك السفياني الملعون ، وان دولة بني امية قد تمثلت بدولة المقبور صدام (لعنه الله) فهم كانوا يكنون العداء العلني لآل البيت (ع) واتباعهم ، وقد ذهب ملكهم على يد الامريكان وعلى يد حكومات جاءت من طرف ايران ودول الغرب وهم حكومات بني العباس ، وفي هذا البحث سنتحدث عن حقيقة وماهية بني العباس وحقيقة الشيصباني الذي هو قائد دولة بني العباس وكذلك حكام بني العباس وما سيفعلونه اتجاه قضية الامام المهدي (ع) واتجاه الداعي واتجاه انصار الامام المهدي (ع) فدولة بني العباس الثانية هي الدولة التي تحكم العراق الان وقد رفعت دولة بني العباس الاولى الراية فكان اولها السفاح واخرها المستعصم فقد رفعوا شعارات بحب آل البيت (ع) والثأر للامام الحسين (ع) وكانوا يقتلون ببني امية واتباعهم تحت عنوان حب الحسين وثأرات الحسين فقد رفعوا هذا الشعار الى انتهاء دولتهم ، والذي نلاحظه من الحكومة الحالية هو رفع نفس هذه الشعارات (شعارات حسينية وشعارات ولائية) ولكنها خالية من المحتوى ولايوجد هناك تطبيق لما اراده آل البيت (ع) وما اراده الامام الحسين (ع) ايضاً فقد تشابهت هذه الدولة مع الراية التي رفعت في الزمن الاول بالظلم فقد كانت دولتهم الاولى دولة ظالمة فكانت بأسم الدين تقتل وتذبح وتسفك الدماء وتجعل الدين غطاء وستار الى جرائمها والدولة الحالية ايضاً قامت بظلم الناس وقتلهم وسجن الناس بدون اي مبرر .
مسألة اخرى نتطرق اليها وهي العسر الذي حدثنا به آل البيت (ع) فقد قالوا ان دولة بني العباس عسر لا يسر فيها. فقد لاحظنا ولاحظ اغلب الناس ان هذه الدولة لم يكن بها متسع من الامان والامن ابداً وفي هذه الدولة بدأوا بالقتل و لحد الان جثث الشباب والشابات ترمى في المزابل وكان سابقا القتل على الهوية عندما بدأت الطائفية التي بسببها حصلت الكثير من الجرائم ناهيك عن ان بغداد اصبحت سوق للمخابرات العالمية في ظلهم نتيجة انتمائهم مرةً الى امريكا ومرةً الى ايران وضل الشعب محتار ما بين هاتين الدولتين الكبيرتين التي تريد كل واحدة منهن ان تسيطر على خيرات هذا البلد وعلى مفاصل هذه الدولة وسنثبت بالاحاديث ماذهبنا اليه في ان هذه الدولة هي دولة بني العباس الثانية التي تأتي في اخر الزمان فعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم) (غيبة النعماني ص 270).
والمعلوم ان دولة بني العباس الاولى لم يختلفوا فيما بينهم وهناك حديث اخر ورد عن البطائني قال: ( زاملتُ أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوما لي: لو إن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسُقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني .
قلت له يا سيدي: أمره من المحتوم ؟
قال: نعم، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال: مُلك بني العباس مكرُ وخداعُ ، يذهب حتى يُقال لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يُقال ما مر به شيء). (غيبة للنعماني ص 302، بحار الانور ج 52 صفحة 250).
وفي هذه الرواية دليل واضح على تجدد حكومة بني العباس لأن من الواضح إن السفياني هو من يخرج على بني العباس ويقضي على حكومتهم. والسفياني كما هو معلوم هو من العلامات الحتمية التي تتحقق وتظهر قبل قيام الإمام (عليه السلام) بفترة قليلة، وهذا مايدل على ما قلناه.
وورد عن الحسن بن أبي إبراهيم قال: قلت للرضا (عليه السلام) أصلحك الله إنهم يتحدثون إن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس.فقال: (كذبوا، إنه لَيقوم وإن سلطانهم لَقائم) (غيبة النعماني ص 315).
وهذا دليل اخر على ان هناك دولة تكون لبني العباس في اخر الزمان وهي اخر الحكومات فالذي يقضي عليهم هو السفياني وتكون اخر الحكومات،*ثم يأتي الوزير والامام المهدي (ع) ويسيطرون على العراق وعلى كل الجزيرة العربية والحجاز وايران وكل الشرق الاوسط سيكون خاضع تخت سيطرة صاحب الرايات السود وامامنا الامام المهدي (ع) .
وايضاً ورد عن ابي جعفر الباقر (ع) قال (لا بد ان يملك بني العباس فاذا ملكوا واختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان هذا من هنا وهذا من ها هنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما اما انهما لا يبقون منهم احدا ابدا ) (غيبة النعماني 267).
يعني ان جيش السفياني يقضي على بني العباس ومن ثم يأتي صاحب الرايات السود ويتم عليهم. وقد يسأل شخص ويقول كأنما تقولون ان الحكومة الحالية هي حكومة بني العباس؟ نقول نعم وان لم نقل ذلك فأنها خيانة للامام المهدي (ع) وخيانة للتمهيد.
وايضاً قد يقول قائل لماذا سميت هذه الدولة ببني العباس؟ نقول من المحتمل ان يكون الوجه الاول يعود الى نسبهم الى العباس عم النبي (ص) فكانت دولة بني العباس من صلب العباس عم النبي هذا الوجه الاول ، اما الوجه الاخر ان يكون السلوك الذي سلكه العباسيين مطابقاً لما يفعلونه في آخر الزمان .ونحب ان نوضح امراً في ما يخص النسب لايمكن ان يكون كل الحكومة عائدة الى العباس عم النبي نسباً لذلك ان احتمال اطلاق عليهم هذه التسمية هو ان نسب الشيصباني هو عباسي يعني من صلب العباس عم النبي (ص) .
وربما يسأل شخص ويقول ماهي مواصفات دولة بني العباس ومالذي دفعكم الى القول بأن الحكومة الحالية هي نفسها حكومة بني العباس ؟ فنقول لقد ذكر السيد القحطاني ان دولة بني العباس الاولى جاءت من خراسان والدولة الحالية ايضاً جاءت من خراسان اذاً هما جاءوا من نفس الاتجاه وايضا ان دولة بني العباس الاولى جاءت بأنقلاب ابو مسلم الخراساني والحكومة الحالية ايضاً قامت بأنقلاب حيث كان لأيران (خراسان) يد في الانقلاب بالاضافة الى امريكا وقد جاءت ايران بعملاء كثيرين وزجتهم في هذه الحكومة بلاصافة الى الضيق الذي وصف في الروايات بانه عسر لا يسر فيه وهو المكر والخداع وهم يقربون البعيد ويبعدون القريب ويخدعون الناس بالاضافة الى انهم كانوا يخلطون الدين بالدنيا وكانوا يعتمدون في دولتهم على المراقص والملاهي والخمور والقمار والكثير من افعال الجاهلية والان نجد الحكومة تنادي بالدين والحسين وبغداد مليئة بالملاهي والمراقص وبيع الخمور والقمار والفساد علناً اضافة الى الفنادق التي تؤوي الفاسدين والمفسدين وكل هذا هو جمع مابين الدين والدنيا فهذه فعلاً كانت في زمن بني العباس الاولى والان اعيدت نفس الاحداث فهم يقولون نحن نستمد دستورنا من القران فنسألهم هل ان القران يدعوا الى شرب الخمور والقمار ووو...الخ؟
فكل هذا هو خلط ما بين الدين والدنيا كما فعل العباسيين في الزمن الاول ويجب ان نستدل بذلك بدليل ولنرى النصوص هل فعلاً هذا الكلام موجود عند آل البيت (عليهم السلام)؟ .
فعن محمد بن الفضيل عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قلت له: جُعلت فداك، بلغنا إن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين، فهل أنتهى إليك من علم ذلك بشيء ؟
قال: أمّا آل جعفر فليس بشيء ولا إلى شيء، وأما آل العباس فإنَّ لهم مُلكا ً مُبطئاً يقربون فيه البعيد ويُبعدون فيه القريب وسلطانهم عسير ليس فيه يسير...)(بحار الانوار ج52 ص 184).
وورد ايضاً عن محمد بن بشير الهمداني قال قلنا لمحمد ابن الحنفية جعلت فداك بلغنا ان لآل فلان راية ولآل جعفر راية فهل عندكم في ذلك شيء قال: اما راية بني جعفر فليست بشيء واما راية بني فلان فأن لهم ملكاً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب عسر ليس فيه يسر)( غيبة النعماني* وغي بحار الانور ج52) .
*وبالنسبة لقولهم بني فلان فهي كناية لبني العباس ويسمونهم بهذا الاسم خوفاً من سلطانهم وليفهمها كل المتتبعين للروايات اذاً هذه الدولة القائمة بين ايدينا هي فعلاً دولة بني العباس الثانية* وهذه صفاتهم ونحن لانفتري عليكم فهذا كلام آل البيت (ع) بحقهم والمصيبة اننا عندما نتتبع الاخبار نجد ان الكل يقول انا لست المقصر فلان هو المقصر فأصحاب الدولة انفسهم يتملصون من المسؤولية فأحدهم يقول ان القتل والظلم والفجور بسبب الحكومة التنفيذية ومجلس الوزراء والاخر يقول السبب هو البرلمان والاخر يقول بسبب الوزراء وكل واحد منهم يرمي بالتهمة على الاخر ولاتعرف اي جهة تحاسب فجعلوا الشعب بتيه وضياع .
وقلنا لو اهل الارض اجتمعوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم ، فهم ليسوا اقوياء بذاتهم لكنهم اقوياء بعامالتهم وبالدول التي تسندهم كأمريكا وايران .
وقد جاء في احد خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (الزوراء وما أدراك بالزوراء، أرض ذات أثل، يشيد فيها البنيان، ويكثر فيها السكان، ويكون فيها مهارم وخُزان، يتخذها ولد العباس موطناً ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، ويكون بها الجور الجائر والحيف المحيف تخدمهم أبناء فارس والروم) (كتاب ارشاد الاذهان العلامة الحلي ج 1 ص 23).
وهناك روايات كثيرة تدل على إن بغداد هي الزوراء حتى إن تلك التسمية أصبحت شائعة ومتعارفة، وفي الوقت ذاته هناك روايات معصومية شريفة تذكر لنا إن الزوراء هي الري (أي طهران) وهذا الأمر معروفا عند المتتبعين لروايات ألائمة الأطهار (عليه السلام) .
فعن المفضل قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام) :
(يا مفضل أتدري أين وقعت دار الزوراء ؟
قلت : الله وحجته أعلم .
قال : اعلم يا مفضل إن في حوالي الري جبلاً أسود تبنى في ذيله بلدة تسمى طهران وهي دار الزوراء التي تكون قصورها كقصور الجنة ونسوانها كالحور العين...).
إن الذي يظهر من الروايات المذكورة أنفا إن مُلك بني العباس يبدأ من خراسان، وهذا يعني إن خراسان تكون خاضعة لبني العباس ثم تكون سيطرتهم بعد ذلك على العراق وبغداد، لذا فان دولة بني العباس في آخر الزمان تشمل خراسان وبغداد، وبهذا نفهم السبب في تسمية بغداد وطهران الزوراء وذلك لأن طهران وبغداد في آخر الزمان كل منهما عاصمة لبني العباس .
ويبقى التمييز بين الاثنين معتمداً على قرائن أخرى يعرف من خلالها القارىء من المقصود في روايات هل هي بغداد أو طهران.
..يتبع 👇
تعليق