إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشابه بين أفعال وأقوال قريش آخر الزمان مع قريش أول الزمان

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشابه بين أفعال وأقوال قريش آخر الزمان مع قريش أول الزمان

    منقول من موسوعة القائم (من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)


    التشابه بين أفعال وأقوال قريش آخر الزمان مع قريش أول الزمان

    المبحث الأول :
    أوجه الشبه من خلال المنظور القرآني
    لقد وردت عدة آيات قرآنية تشير بظاهرها إلى موقف قريش من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومحاربتهم له وعدم التصديق بدعوته، إلا أنها بالباطن تشير إلى موقف قريش آخر الزمان من الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته من جهة وكما توضح مواقف الإمام (عليه السلام) منهم وأنه سينتقم منهم شر انتقام من جهة أخرى.
    وقد سبق أن أشرنا إلى بعض الآيات القرآنية والتي تصف مواقف قريش آخر الزمان وسنتناول الآن ماهية تلك المواقف، ومنها تفسير قوله تعالى :
    {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} من حيث أن قريش كادوا الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والإمام علي والزهراء (عليهما السلام) إلا أن الله عز وجل يمهلهم إلى قيام القائم (عليه السلام) فينتقم منهم شر انتقام أي من قريش ثم بني أمية وثم عامة الناس( ) .
    قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}( ).
    وقد سبق وأشرنا أن تأويل هذه الآية هو قتل الإمام المهدي (عليه السلام) لذراري قتلة الحسين (عليه السلام) والذين يقف في مقدمتهم أبناء القبائل القريشية ثم من أنضم إليهم من عامة الناس.
    قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}( ).
    وكما هو معلوم إن للقرآن ظاهر وباطن بحيث أن كل آية من آياته لها تفسير ظاهر وذلك حسب التنزيل ولها تفسير باطن يتجدد في كل زمان لينطبق عليه ذلك الحكم أو ذلك التفسير في هذه الآية أو تلك، وذلك لأن القرآن جاء للناس كافة في العصور كافة وإلى يوم القيامة وليس مختص بصدر الإسلام فحسب، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار.
    وعلى هذا الأساس إن الآية الآنفة الذكر من حيث التنزيل أشارت إلى قريش وكيف أنهم بدلوا نعمة الله كفراً وذلك بعدم موالاتهم للأئمة (عليهم السلام)، أما من حيث التفسير الباطني فإنها أيضاً تشير إلى قريش آخر الزمان من أسلافهم الذين يبدلون نعمة الله أيضاً وذلك بخروجهم على إمام عصرهم وهو الإمام المهدي (روحي له الفداء) ومحاربته.
    فهم بذلك يكفرون بهذه النعمة بعد أن كانوا مؤمنين بها ظاهراً ونعني بهم قريش المتواجدين في الكوفة على وجه الخصوص، فضلاً عن بني أمية والمتمثلين بحركة السفياني ومن لف لفيفه.
    وقد جاء في تفسير هذه الآية كما ورد عن زيد ابن الشحام أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: ( قلت له بلغني أن أمير المؤمنين (عليه السلام) سئل عنها، فقال: عنى بذلك الأفجران من قريش، أمية ومخزوم، فأما مخزوم فقتلها الله يوم بدر، وأما أمية فتمتعوا إلى حين، فقال: أبو عبد الله (عليه السلام): عنى والله بها قريش قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ونصبوا له الحرب)( ) .
    وجاء في تفسيرها أيضاً عن عمرو بن سعيد أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عنها فقال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) {الذين بدلوا نعمة الله...}، قال: فقال: ما تقولون في ذلك؟ فقال: نقول هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، فقال: بلى هي قريش قاطبة، إن الله خاطب نبيه فقال إني فضلت قريشاً على العرب وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولاً فبدلوا نعمتي وكذبوا رسولي )( ) .
    وإن قريش آخر الزمان سيكذبون ويكفرون بالإمام المهدي (عليه السلام) تلك النعمة التي سيتمها الله عز وجل على العالم بأسره في قيامه المقدس وذلك بعد أن آمنوا بها قولاً وليس فعلاً، وذلك بدليل قول الإمام الصادق (عليه السلام) إن الله عز وجل خاطب الرسول في قريش قاطبة ولم يقل قريش أول الزمان المتواجدين في عصره فقط.
    حيث قال لهم إن الله أتم نعمته عليهم بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فضلاً عن الأئمة (عليهم السلام)، والذين أشار إليهم الصادق (عليه السلام) ضمناً بقوله: أتممت عليهم نعمتي، والذي يشير بدوره إلى قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}( ).
    وكما هو معلوم أن تفسير هذه النعمة في هذه الآية هو ولاية الإمام علي (عليه السلام) والتي نزلت في يوم غدير خم.
    فقريش آنذاك آمنت وبايعت الإمام علي (عليه السلام) ظاهراً ولكنهم نكثوا البيعة باطناً وأعلنوا ذلك بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كذلك بايع أهل الكوفة الحسين (عليه السلام) ظاهراً ولكنهم نكثوا بيعتهم باطناً وأعلنوا ذلك بخروجهم على الحسين في كربلاء.
    والتاريخ يعيد نفسه مع قريش آخر الزمان فهم يوالون الإمام المهدي (عليه السلام) ظاهراً، ولكنهم حينما يجدوا أن هذا الولاء يضرب مصالحهم يقفون ضده وينكرون ولايته عليهم ويقولون له يابن فاطمة ارجع ليس لنا بك حاجة.
    والدليل الآخر على ان هذه الآية تشير إلى قريش آخر الزمان الذين منهم بنو أمية هو إشارة الإمام الصادق (عليه السلام) إن الله انتقم من بني مخزوم أو المغيرة يوم بدر بيد أن بني أمية تمتعوا إلى حين، أي تمتعوا فإن مصيركم نار جهنم كما أشار إلى ذلك الصادق (عليه السلام).
    تلك النار سيدخلونها بضربة من سيف القائم (عليه السلام) كما هو حال أقرانهم الذين دخلوها بسيف الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يوم بدر .
    قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ}( ) .
    فجاء في تفسيرها أن الإمام المهدي (عليه السلام): (يحدث حدثاً فتقول قريش اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية فلو كان محمديا أو علوياً ما فعل ذلك)( ).
    قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ* أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}( ) .
    حيث ورد في سبب نزول هذه الآيات أن الرسول محمد (صلى لله عليه وآله وسلم) خطب المسلمين وعلى رأسهم قريش بمنى وحذرهم من أن يعودوا كفار بعده وفيهم الأئمة الهاديين إمام بعد إمام (عليهم السلام) .
    فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قد خطبهم في حجة الوداع بمنى، فقال: (لا ألفيتكم ترجعون بعدي كفار يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم. ثم التفت إلى خلفه فقال أو علياً ثلاثاً.
    فرأينا أن جبرائيل غمره وانزل على اثر ذلك :
    فإما نذهب بك منتقمون بعلي بن أبي طالب فاستمسك بالذي أوحي إليك من أمر علي إنك على صراط مستقيم، وإن علياً لعلم الساعة وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون عن محبة علي بن أبي طالب )( ).
    وقد ورد أن الله عز وجل انتقم منهم بيد الإمام علي (عليه السلام) يوم الجمل. إلا أن هذا الانتقام جزئي وليس شامل، وأن الانتقام الشامل يكون على يد الإمام القائم (عليه السلام) كما جاء في الخبر نتيجة عداء قريش لأهل البيت (عليهم السلام) هذا فضلاً عن عداءهم لله.
    أما الدليل على بقاء هذه الفئة الضالة من المسلمين والذين يقف في مقدمتهم سادة قريش الذين نقضوا ولاية الإمام علي (عليه السلام) كما أسلفنا جيلاً بعد جيل حتى آخر الزمان، ثم أن الذكر الذي أشارت إليه الآية أعلاه الذي سوف يسأل عنه المسلمون كافة وفي كل الأزمنة هو كل إمام من الأئمة الاثنا عشر المعصومين (عليهم السلام أجمعين) في عصره، بمعنى آخر أن في زمان كل إمام ستكون هناك فئة من المسلمين من قريش وغيرهم سوف تنصب العداء لذلك الإمام وهم سيسألون عن ولايته.
    فعن زرارة أنه سأل الإمام الباقر عن تفسير الآية، فقال: ( إيانا عنى ونحن والله أهل الذكر ونحن المسؤولون )( ).
    قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى}( ) .
    عن عمار بن مروان أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن تفسير أولي النهى عن الآية أعلاه، فأجابه (عليه السلام) قائلاً:
    ( نحن والله أولي النهى ...فنحن أولي النهى الذي انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله، فنحن قوام الله على خلقه وخزائنه على دينه نخزنه ونستره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى أذن له في الهجرة وجهاء المشركين، فنحن على منهاج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى يأذن الله لنا بإظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عوداً كما ضربهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بدءاً)( ).
    ويتبين لنا من خلال ظاهر الرواية وجود قريش في آخر الزمان يكفرون بعد إيمانهم فيحاربهم الإمام المهدي (عليه السلام) عندما يأذن الله له بإظهار دينه بالسيف، وذلك كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من قبل.
    وهنا نجد أن الإشارة إلى قريش وأفعالهم في آخر الزمان والتي تشبه أفعال أسلافهم وردت ضمنا وذلك بدلالة لفظ مشركي عهد الرسول وهم قريش الذين ضربهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) على الإسلام ابتداءً بعد هجرته، والذين سيُضربون في آخر الزمان على الإسلام الحقيقي وفي هذا إشارة إلى وجود امتداد لهم في آخر الزمان.
    وهذا القول ينطبق على الإمام المهدي (عليه السلام) والذي سيضربهم في آخر الزمان لأن الإمام الصادق (عليه السلام) هنا أشار إليه بدلالة قوله إن ذلك يحدث عندما يأذن لدينهم بالظهور بالسيف، لأنه عبر انهم (عليهم السلام) سيضربون المشركين عودا على الدين وهو يقصد ضرب الإمام الثاني عشر (عليه السلام) لأنه (عليه السلام) منهم وآخرهم.
    المبحث الثاني: أوجه الشبه في ضوء الروايات التاريخية
    سنكتفي هنا بروايتين تؤكدان تكذيب قريش آخر الزمان بالمهدي ودعوته. فبالنسبة لتكذيب هؤلاء له وتنكرهم لشخصه بعدما يروا من شدته في ذاته وقتله الكثيرين منهم ومن غيرهم هو ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له جاء فيها :
    (يفرج الله البلاء برجل من بيتي ...ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفاً ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف هرجاً هرجاً يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر حتى تود قريش لو أن لها مفازة بالدنيا وما فيها أن يروني ...حتى يقولوا ما هذا من قريش لو كان هذا من قريش ومن ولد فاطمة لرحمنا ...)( ).
    أما بخصوص محاربتهم له فورد عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إن القائم (عليه السلام) يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، فإن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة ، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه )( ).
    وهكذا يتبين لنا أن قريش سوف يقومون بتكذيب ومحاربة الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك كما فعل أسلافهم من قريش مع أجداده (عليهم السلام أجمعين).
    فالإمام المهدي (عليه السلام) لا يسير مع قريش بسيرة أجداده لأنهم (عليهم السلام) ساروا معهم بالمن والكف محافظة على بيضة الدين ولأنهم يعلمون أنه سيظهرون أي قريش على شيعتهم، أما الإمام (عليه السلام) فلا يخاف ذلك لأنه سيقضي على كل ظالم وجائر على وجه الأرض ويظهر الدين الإسلامي على الدين كله ولو كره والمشركون والكافرون ( ).
    أما بالنسبة للرواية الثانية التي تذكر إنه يلاقي في حربه اشد مما لاقى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي جاء إلى الناس وهم يعبدون الحجارة فدعاهم إلى عبادة الله عز وجل فحاربوه.
    ثم إننا إذا أمعنا النظر في الروايات والأخبار التاريخية نجد أن الفئات التي تحارب الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته، هي نفس الفئات التي حاربت ونصبت العداء لأجداده (عليهم السلام) من قبل .

  • #2
    بارك الله فيك اخي موضوع اكثر من رائع
    اين الطالب بدم المقتول بكربلاء

    تعليق


    • #3
      سبحان الله على التشابه الكبير
      موضوعك قيم اخي الاشتر بوركت اخي
      (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

      تعليق

      يعمل...
      X