إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأدلة على وجود أصنام بشرية في آخر الزمان

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأدلة على وجود أصنام بشرية في آخر الزمان

    منقول من موسوعة القائم ج3 ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني )
    الأدلة على وجود أصنام بشرية في آخر الزمان
    لقد تقدمت الإشارة في الصفحات السابقة من هذا البحث إلى وجود أدلة على عبادة الأصنام البشرية ضمن الأدلة القرآنية التي سقناها في بيان لفظة الأصنام والأوثان في القرآن.
    إلا أن هناك أدلة أخرى إبانها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأشاروا إليها عن طريق جملة من الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عنهم (عليهم السلام )وتنقسم هذه الأدلة إلى نوعين :ـ
    النوع الأول:
    هي التي تقف دليلاً على وجود عبادة للأصنام البشرية عن طريق وجود مثل تلكم الأصنام، والتي نعني بها الأشخاص الذين يعبدهم الناس بطاعتهم لهم من دون الله.
    الدليل الأول:
    بارتباط مفهوم العبادة بالطاعة للعلماء والفقهاء، حيث ان الناس بإطاعتهم لهؤلاء والأخذ بأوامرهم ونواهيهم فيكونون قد اتخذوهم أصناما تعبد من دون الله عز وجل .
    حيث ورد في تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ }( ).كما ورد عن أبي بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) انه قال: قال قلت له {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}
    فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون)( ).
    وورد في رواية أخرى عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً أنه قال: ({اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}، قال: ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكنهم أحلوا لهم حلالاً وحرموا عليهم حراماً فأخذوا به فكانوا أربابهم من دون الله )( ).
    وجاء في رواية ثالثة عن أبي الجارود عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: في قوله تعالى: ({اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ} فإنهم أطاعوا وأخذوا بقولهم وأتبعوا ما أمرهم به ودانوا بما دعوهم إليه فيتخذونهم أرباباً بطاعتهم لهم وتركهم أمر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم وما أمرهم به الأحبار والرهبان أتبعوهم وأطاعوهم وعصوا الله ...)( ).
    فنجد إن اليهود والنصارى قد أطاعوا علمائهم من الرهبان والأحبار وانقادوا لهم في كل شيء لا سيما أخذهم الإحكام الشرعية، فعلى هذا الأساس يكون قد عبدوهم من دون الله.
    وبما إن الأمة الإسلامية تحذوا حذو الأمم السابقة ولا سيما بني إسرائيل.
    فقد جاء عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لا تخطؤون طريقهم، ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل)( ).
    فلابد إذن من أن يمر المسلمون في آخر الزمان بما مر به بنو إسرائيل حيث إنهم أي المسلمين سيعبدون علمائهم وفقهائهم من حيث إطاعتهم لهم وأخذهم بآرائهم العقلية التي تخطأ في كثير من الأحيان.
    فيتحول أولئك العلماء والفقهاء إلى أصناماً تعبد وتطاع من دون الله عز وجل وذلك لأن أهل آخر الزمان سينبذون ما جاء به القرآن والأحاديث والروايات الواردة عن أهل بيت نبيهم وراء ظهورهم لجهلهم بها أولاً ولتمسكهم بأقوال فقهاء السوء ثانياً.
    وقد أشار القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام) انه لا بد أن تحذو هذه الأمة حذو الأمم السابقة في عبادة الأصنام، فكما أتخذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله فستجري هذه السنة في هذه الأمة لا محالة.

    الدليل الثاني:
    هو ما روي عن الحسن بن علي بن يقطين عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: (من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبد الله وان كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان)( ).
    وفي ذلك إشارة واضحة إلى عبادة الأصنام البشرية التي هي أناس يطاعون من دون الله، والمعلوم إن الناطق يعبّر به غالباً عن الإنسان، وعليه كل من يصغي إلى إنسان فقد عبده ولكن العبودية تكون مرة لله عز وجل عن طريق الإصغاء للأولياء كالإصغاء اللائمة (عليهم السلام).
    ومرة تكون العبودية للشيطان عن طريق الإصغاء لأعداء الله أو الذين لم تثبت عصمتهم من عامة الناس وهو مصداق عبادة الأصنام البشرية.

    الدليل الثالث:
    عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أيضاً أنه قال: ( يا أبا حمزة أنما يعبد الله من عرف الله فأما من لا يعرف الله فكأنما يعبد غيره هكذا ضالاً.
    قلت: أصلحك الله وما معرفة الله.
    قال: يصدّق الله ويصدّق محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في موالاة علي والإتمام به وبأئمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم ...)( ).
    مما يدل على أن معرفة الله تقتضي التصديق والموالاة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد الموالاة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن ثم المولاة للائمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده ابتداءً من الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وانتهاء بالإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) وان من لا يوالي علياً والأئمة من ولده (عليهم السلام) من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فإنه لا يعرف الله، وبالتالي فإنه سيوالي غيرهم من أئمة الكفر وأشياع الضلال مما يعني أنهم يُعبدون من دون الله، وعليه فعبادة أولئك الأشخاص تعني عبادة أصناما بشرية ودليلاً على وجودها .

    الدليل الرابع:
    هو الفتنة التي كانت تعرف بفتنة اللات والعزى وهي من أشد الفتن في عصر الظهور والقيام المقدس للأمام المهدي (عليه السلام)، فقد ورد عن المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: (...وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه انتقم من أعدائي وهو راحة لأوليائي وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين فيخرج اللات والعزى طريَين فيحرقهما فلفِتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل و السامري)( ).
    وهذا دليل واضح على وجود أصناما من بشر وليس فقط أصناما من حجر مع إمكانية إطلاق أسماء بعض الأصنام على بني البشر أيضاً كما إن أسماء بعض الأصنام كانت لأشخاص كود ويغوث وسواع ونسر،
    والمراد من فتنة العجل والسامري هنا هي فتنة بني إسرائيل حين ذهب نبي الله موسى (عليه السلام) إلى ميقات ربه وكان الذي كان من اتخاذهم العجل وعبادتهم له، وان شبيه ذلك سيحصل في جملة فتن عصر الظهور.

    الدليل الخامس:
    هو ما روي عن أبي حمزة الثمالي الذي سأل الإمام الباقر (عليه السلام) قال: ( أصلحك الله أي شيء أنا إذا عملته استكملت حقيقة الإيمان.
    قال: توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله تكون مع الصادقين كما أمرك الله.
    قال: قلت ومن أولياء الله ومن أعداء الله. فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان من الصادقين كما أمره الله .
    قلت : ومن أعداء الله أصلحك الله .
    قال: الأوثان الأربعة.
    قال : من هم .
    قال : أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية ومن دان بدينهم ...)( ).
    وهذا يعني أيضاً إطلاق لفظ الأوثان على أشخاص من البشر بعينهم، مما يقف دليلاً على وجود أصنام بشرية يعكف الناس على عبادتها.

    الدليل السادس :
    والذي ورد في الإنجيل في بيان قول نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) مخاطباً رجال الشريعة من اليهود ورهبانهم حيث قال: (أيها الكتبة والفقهاء أنكم تضعون على عواتق الآخرين أحمالاً لا يطاق حملها ولكنكم أنفسكم لا تحركونها بإحدى أصابعكم، والحق أقول لكم إن كل شر دخل العالم بوسيلة الشيوخ، قولوا لي من أدخل عبادة الأصنام في العالم إلا طريقة الشيوخ .
    أنه ملك أحب أباه كثيراً وكان أسمه بعلاً، فلما مات الأب أمر أبنه بصنع تمثال شبه أبيه تعزية لنفسه ونصبه في سوق المدينة وأمر بأن يكون كل من أقترب من ذلك التمثال إلى مسافة خمسة عشر ذراعاً في مأمن لا يلحق أحد به أذى على الإطلاق وعليه أخذ الأشرار بسبب الفوائد التي جنوها من التمثال يقدمون له ورداً وزهوراً ثم تحولت هذه الهدايا في زمن قيصر إلى نقود وطعام حتى سموه إلهاً تكريماً له وهذا الشيء تحول من عادة إلى شريعة حتى إن الصنم بعلاً انتشر في هذا العلم كله وقد ندب الله على هذا بواسطة أشعيا قائلاً: (حقاً أن هذا الشعب يعبدني باطلاً لأنهم أبطلوا شريعتي التي أعطاها إياهم عبدي موسى ويتبعون تقاليد شيوخهم)...
    أجاب يسوع: اعلم جيداً انه لا يوجد اليوم تماثيل من خشب في إسرائيل ولكن توجد تماثيل من جسد )( ).
    وهذا دليل آخر على وجود أصنام بشرية جرت الناس على عبادتها وذلك بأتباع فقهاءهم بما يقولون وتقليدهم إياهم تقليداً أعمى.

    النوع الثاني :
    من الأدلة فإنها تنصب على بيان وجود عبادة للأصنام البشرية قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) كما كانت هناك عبادة للأصنام الحجرية قبيل بعثة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهناك عدداً من الشواهد على ذلك .
    الشاهد الأول:
    هو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (وان الساعة لا تقوم حتى تعبد العرب ما كانت تعبد آباؤها...)( ).
    وكما هو معروف إن العرب عبدت الأصنام والأوثان، وقول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) دليل قاطع على عودة العرب إلى عبادة تلكم الأصنام والأوثان، وبما انه لا وجود لأصنام حجر أو خشب أو غيره في الأوساط الإسلامية هذه الأيام فهذا يعني وجود أصنام من بشر.
    وإن هذه العبادة وبهذا الشكل الواسع سيكون في آخر الزمان، دليل ذلك إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قرن بين قيام الساعة وبين عبادة هذه الأصنام كعلامة لقرب قيامها.
    والساعة كما هو معلوم ساعة صغرى هي قيام الإمام المهدي (عليه السلام) والتي تكون قبال الساعة الكبرى التي هي القيامة ويوم القيامة ووقوف الخلائق للحساب بين يدي الله عز وجل.
    والدليل على كون الساعة الصغرى هي قيام الإمام المهدي (عليه السلام) في قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)( ).
    فقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (هي ساعة القائم تأتيهم بغتة)( ).
    وفي رواية عنه (عليه السلام) وقد سأله الكميت: (متى يقوم الحق فيكم، متى يقوم مهديكم ؟ قال (عليه السلام): لقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن ذلك، فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة )( ).


    يتبع يتبع

  • #2

    الشاهد الثاني:
    ما ورد عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) انه قال: (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل )( ).
    وهذا دليل على وجود عبادة للأصنام البشرية التي تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فالرواية صريحة وفيها إطلاق على إن كل من يتصدى لمهمة إمامة المسلمين من الساسة ويأخذ على الناس البيعة له قبل القائم (عليه السلام) فهو طاغوت (أي صنم) لان هذا الشخص أدعى ما لا يحق له وتصدر مكانا ليس له بأهل لأنه ليس بأمام معصوم ولا مخول من قبل الإمام (عليه السلام )، كما يصدق ذلك على غيرهم من قادة وعلماء وفقهاء ورؤساء عشائر ...الخ ممن يطاع في معصية الله والإمام.

    الشاهد الثالث:
    إن قبيل القائم أناساً هم من العلماء يحاججونه في كتاب الله عز وجل، وان الناس ستقوم بأتباعهم جهلاً من دون التفكر، فيكونوا بذلك عباداً لهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون .
    فقد جاء عن عبد الله بن زرارة عن محمد بن مروان عن الفضيل قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام أستقبل من جهلة الناس اشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من جهال الجاهلية .
    فقلت :وكيف ذلك .
    قال :إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة المنقورة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج به عليه ثم قال أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر)( ).
    وفي رواية عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (سمعته يقول إن القائم (عليه السلام) يلقى في حربه ما لم يلقَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة وان القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه )( ).
    وفي هاتين الروايتين عقد الإمام الصادق (عليه السلام) مقارنة بين من عبد الأصنام الحجرية وغيرها في أول زمان أي قبيل بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وبين عبادة الأصنام البشرية في آخر الزمان أي قبيل قيام القائم (عليه السلام).
    وقد جعل من يتأولون القرآن على الإمام المهدي (عليه السلام) وهم العلماء (فقهاء السوء) في قبال الأصنام التي عبدها الناس في عصر النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حيث يجعل الناس في آخر الزمان من علمائهم أصناما يعبدون ويطاعون وتنقاد لهم الناس راضين بأفعالهم عابدين لهم.
    الشاهد الرابع:
    هو ما ذكرته الروايات الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام) من أن القائم (عليه السلام) إذا قام هدم ما كان في الجاهلية من أمور وأبطلها، فقد روي عن عبد الله بن هلال قال: (سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن القائم (عليه السلام) إذا قام بأي سيرة يسير في الناس ؟
    فقال: سيرة ما سار به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى يظهر الإسلام .
    قلت: وما كانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
    قال : أبطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل وكذلك القائم (عليه السلام) أذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل )( ).
    وفي رواية ثانية عن أحمد بن الحسن بن أبان عن عبد الله بن عطاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: (قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته.
    قال : يصنع ما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أمر الجاهلية ويستأنف الإسلام جديدا...)( ).
    ومن المعلوم إن من أهم معالم الجاهلية هو وجود الأصنام وعبادتها فإذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هدم الأصنام وأبطل عبادتها فإن القائم (عليه السلام) أيضاً ستكون في عصره أصنام وسيهدمها ويبطلها.
    عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن قائمنا أذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )( ).
    وفي رواية ثانية عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): ( الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما كان فطوبى للغرباء .
    فقال: يا أبا محمد يستأنف الداعي منا دعاءا جديداً كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، فأخذت بفخذه وقلت أشهد أنك إمامي.
    فقال: انه سيدعي كل أناس بأمامهم أصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار وأصحاب الحجارة بالحجارة )( ).
    ومما لا يخفى إن عبادة الأصنام كانت منتشرة في بداية الدعوة الإسلامية، ولما كانت دعوة المهدي (عليه السلام) لها شبه بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فلا بد والحال هذه أن يسبق دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) ظهور عبادة للأصنام ولكن هذه المرة أصناما بشرية لا حجرية .
    وبما إن دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كانت للتوحيد ونبذ الشرك وعبادة الأصنام فكذلك دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان ستكون دعوة للتوحيد، التوحيد الخالص لله عز وجل.
    وذلك لان الإمام المهدي (عليه السلام) سيكمل ما بدأه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأئمة من بعده من أقامة التوحيد الخالص لله جل وعلا، وذلك أنهم صلوات الله عليهم وبتقدير من الله عز وجل وبعلمه المسبق لم يقيموا التوحيد الخالص لله في أرجاء هذا الكون كله لما مروا به من ظروف وملابسات كانت حائلاً دون ذلك.
    ولكن هذه المهمة ستكون منوط بقائم آل محمد المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي هو خلاصة الأنبياء والأصفياء والأئمة وخاتمهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ودعوته هي خلاصة الدعوات الإلهية من نبي الله آدم (عليه السلام) إلى النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن جاء من بعده من الأئمة الميامين الهادين المهديين إلى الإمام المهدي (عليهم السلام أجمعين) وهو من سيقوم بإزالة الأصنام كلها ونبذ عبادتها وتحطيمها بشكل مطلق وكامل بعون الله تعالى .
    ثم إن الرواية الأخيرة تشير بوضوح إلى إن من عبد الأصنام سواء أكان كوكباً أو حجراً...الخ سيكون هذا الصنم إمامه الذي يدعى به وهكذا سيكون الحال في آخر الزمان وقبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام).

    الشاهد الخامس:
    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال: (... ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي المشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأصنام والأوثان )( ).
    والمشركون كما أوضحنا هم من أشرك عبادة المخلوق سواء كان بشراً أو حجراً أو شجراً...الخ، مع عبادة الله عز وجل، ومنهم من أتخذ الأصنام والأوثان لتقربهم إلى الله عز وجل.
    وهذا ما سيكون في آخر الزمان وقبل قيام الساعة تحديداً أي أنهم يشركون في عبادة الله تعالى، إذ يطيعون أصناما وأوثانا مع طاعتهم لله عز وجل، وهذه الأصنام أصنام من بشر لأنه لا وجود لعبادة الأصنام الحجرية في الأمة الإسلامية.

    الشاهد السادس:
    هو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (لا تقوم الساعة حتى تنصب الأوثان)( ) من المعروف إن نصب الشيء هو إقامته ورفعه يقال نصبت الخيل أذانها أي رفعتها، كما يعني التنصيب يقال نصّب الأمي فلانا أي ولاه منصباً، ونصب له الشرك أظهره له.
    وعليه فإن نصب الأوثان الذي يسبق قيام الساعة بل هو من علاماتها أي نصب ورفع أصنام وأوثان تعبد وتشرك في الطاعة مع الله عز وجل والمعصوم، ولما كان زمان إقامة الأصنام والأوثان الحجرية قد ذهب فهذا يعني إن أصناما وأوثانا بشرية تنصب وترفع ليراها الناس ويعبدوها وبذلك سيستقيم المعنى مع النص، وإذا كانت الأخرى أي إن معنى النصب هو من توالي المنصب فهو الآخر يعني تنصيب أشخاص (أوثان) هم عبارة عن أصنام رفع أمرها ويشاع بين الناس وأتخذها الناس لهم آلهة يعبدونها بإطاعتهم وتسليمهم لها.
    الشاهد السابع:
    ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في بيان قيام الإمام المهدي (عليه السلام) في مكة ثم ذهابه إلى المدينة المنورة واستخراج اللات والعزى واللذان عبر عنها في الرواية التي سنوردها باسم الأزرق وزريق وهما كناية لها. فقد قال الإمام الباقر (عليه السلام): (...ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه على الأرض ثم يخرج الأزرق وزريق لعنهما الله غضين طريين يكلمهما فيجيبانه فيرتاب عند ذلك المبطلون فيقولون يكلم الموتى فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ثم يحرقها بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين ...)( ).
    وهذان هما اللذان عبر عنهما القرآن بالجبت والطاغوت في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا)( ).
    وهذا دليل على إن المقصود بها أناس بعينهما لأن الرواية أشارت إلى هذا المعنى بعبارة (فلان) وهي كلمة تدل على العاقل وهو الإنسان .
    وموضع الشاهد إن الجبت تعني كل ما عبد من دون الله وقيل هي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك ( ). إما الطاغوت فتعني هي الأخرى صنم وهذا ما سنفصله لاحقاً.
    وبالتالي نخلص إلى نتيجة مفادها إن الأزرق وزريق هما الجبت والطاغوت واللذان يعتبر كل منهما صنم وهذا دليل على إن الأصنام في زمن قيام القائم (عليه السلام) أصنام بشرية على شاكلة الأزرق وزريق .
    الشاهد الثامن :
    هو ما ذكره الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان علامات القيام المقدس لصاحب العصر والزمان المهدي المنتظر (عليه السلام) أنه قال: (...وقتل الاسقع صبراً في بيعة الأصنام وخروج السفياني ...)( ).
    وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) انه قال: (... وقتل الاسبغ المظفر صبراً في بيعة الأصنام مع كثير من شياطين الإنس ...)( ).
    والحقيقة انه لا وجود للأصنام الحجرية في عصر الظهور الشريف للإمام المهدي (عليه السلام) لأن المقصود في هذه الرواية هي الأصنام البشرية بقرينة قول الإمام علي (عليه السلام) في الرواية (في بيعة الأصنام) فإن البيعة لا تكون إلا للبشر ولا تكون البيعة للحجارة حتماً مما يقف دليلاً على وجود أصنام بشرية قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام).
    وما معنى عبارة الاسقع إلا دليل أيضاً إن المقصود ببيعة الأصنام هي بيعة الناس لشخص ما، فقد ورد في معاجم اللغة بيان معنى الاسقع (الاسقع هو المتباعد من الأعداء والحسدة، وقيل هو طير كأنه عصفور في ريشه خضرة ورأسه أبيض يكون بقرب الماء، والسوقعة هي من العمامة والرداء والخمار الموضوع الذيل يلي الرأس وهو أسرعه وسخاً، ومسقع كمنبر البليغ أو على الصوت، ومسقع ومصقع بالسين والصاد أي بليغ )( ).
    وهذا يشير إلى شخص بليغ عالي الصوت ويكون صاحب منبر (والمعروف إن المنبر يتخذه العلماء والفقهاء والمراجع لإلقاء خطب الجمعة وغيرها) ويرتدي عمامة في كونه عالماً أو فقيه أو مرجع كبير يكون عدوا لشخص ما وحاسداً أو انه محسود من قبل شخص آخر ومعادي له، وهذا الشخص سيقتل في بيعة الأصنام التي قلنا إنها كناية عنه أشخاص يبايعون شخصية معينة أي أصنام بشرية .

    الشاهد التاسع:
    عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (حتى يقوم منا القائم يقتل مبغضينا ولا يقبل الجزية ويكسر الصليب والأصنام ...)( ).
    إن معنى كسر الأصنام على يد الإمام المهدي (عليه السلام) هو كسر الأصنام البشرية والقضاء عليها وعلى كل من يتبع هذه الأصنام ويقلدها ويطيعها، علماً أن الصليب في أحد معانيه أيضاً يعني الصنم .
    وهذه الأدلة تدل بأجمعها على إن هناك أصناما قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) وهذه الأصنام بشرية وليست حجرية .

    تعليق


    • #3
      اخي الاشتر موضوعك مميز وفي غاية الاهمية في وقتنا الحالي بوركت اخي وفقك الله لكل خير .
      (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

      تعليق


      • #4
        اشكرك اخي الراسل على هذا الاطراء

        تعليق


        • #5
          احسنت اخي الاشتر موضوع قيم ونافع ننتظر منك المزيد
          ميعاد الغايب شيجيبه يايوم يعود من الغيبه

          تعليق


          • #6
            أحسنت اخي على هذهِ الأدلة الصادقة
            عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

            ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
            .

            تعليق


            • #7
              والله أن الادلة على وجود الاصنام في أخر الزمان هي أوضح من الشمس
              بارك الله فيك
              أنشاء الله تكون نهاية الاصنام البشرية قريبة
              هم خونة فجرة والدليل
              قال الامام الصادق (ع) ( إذا خرج القائم ينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلموا فتعساً لهم ولأتباعهم أوَ كان الدين ناقصاً فتمموه أم كان به عوجاً فقوموه ، ....) . إلزام الناصب ج2 ص200
              التعديل الأخير تم بواسطة المؤمن; الساعة 16-01-12, 08:11 PM.
              إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

              تعليق


              • #8
                والله أن الادلة على وجود الاصنام في أخر الزمان هي أوضح من الشمس
                بارك الله فيك
                أنشاء الله تكون نهاية الاصنام البشرية قريبة
                هم خونة فجرة والدليل
                قال الامام الصادق (ع) ( إذا خرج القائم ينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلموا فتعساً لهم ولأتباعهم أوَ كان الدين ناقصاً فتمموه أم كان به عوجاً فقوموه ، ....) . إلزام الناصب ج2 ص200
                إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

                تعليق


                • #9
                  سلمت يداك على هذا النقل المبارك

                  تعليق


                  • #10
                    اشكر مروركم اخوتي الاعزاء

                    تعليق


                    • #11
                      سلمت يمينك اخي الاشتر على الطرح القيم
                      (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليكم اخوتي انا ابحث عن طريق الحق في قضيه الامام المهدي (عج) ماذا يعني الاصنام البشريه

                        تعليق

                        يعمل...
                        X