إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المهدي والإسلام الجديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المهدي والإسلام الجديد

    من فكر السيد القحطاني

    الحلقة الأولى :
    المهدي والاسلام الجديد


    ورد في الاخبار الصادرة عن اهل البيت النبوي الائمة المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين بان الامام المهدي (ع) ياتي بكتاب جديد وامر جديد وقضاء جديد ودعاء جديد فقد جاء عن عبد الله بن عطاء ، قال : (سالت ابا جعفر الباقر (ع) ، فقلت : اذا قام القائم (ع) باي سيرة يسير في الناس ، فقال : يهدم ماقبله كما صنع رسول الله (ص) ويستانف الاسلام جديدا ) . وعن ابي بصير قال : قال ابو جعفر(ع) (يقوم القائم بامر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد ...) وعن ابي حمزة الثمالي في رواية طويلة قال : سمعت ابا جعفر محمد بن علي (ع) يقول : لو قد خرج القائم آل محمد (ص) - الى ان قال - يقوم بامرا جديد ، وسنة جديدة ، وقضاء جديد ...) عن عبد الله بن عطاء المكي عن شيخ الفقهاء - يعني ابا عبد الله (ع) - قال : سالت عن سيرة المهدي ، كيف سيرته ؟ فقال : ( يصنع كما صنع رسول الله (ص) يهدم ماكان قبله كما هدم رسول الله (ص) امر الجاهلية ، ويستانف الاسلام جديدا ) .
    من هذه الروايات المعصومية الشريفة يتبين لنا ان للامام المهدي (ع) دعوة اسلامية جديدة واحكاما اسلامية جديدة وكتابا جديدا وقضاء جديد فكما ورد عن ابي جعفر الباقر (ع) في رواية طويلة (... ويحكم بين اهل التوراة بالتوراة ، وبين اهل الانجيل بالانجيل ، وبين اهل الزبور بالزبور ، وبين اهل القرآن بالقرآن ...) وعن ابي جعفر (ع) قال : يقضي القائم (ع) بقضايا ينكرها بعض اصحابه ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء ادم (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم ، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء ابراهيم (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم ، ثم يقضى الرابعة وهو قضاء محمد (ص) فلا ينكرها احد عليه .
    ومن هذه الروايات الشريفة يتبين لنا ان للامام المهدي (ع) دعوة وان هذه الدعوة جديدة بالنسبة لوقت ظهوره علما انها لاتختلف في مضمونها وطرحها عن الدعوة المحمدية الاسلامية والدين المحمدي الاسلامي الذي جاء به رسول الله (ص) ولكن التساؤل الذي يتردد في داخلي ان الامام المهدي (ع) كما سمعت وقرأت يقوم بالسيف من مكة المكرمة في يوم الجمعة العاشر من محرم الحرام وقد وردت الروايات الكثيرة الصادرة عن ائمة الهدى (ع) تؤكد هذا المعنى وتصرح به فقد ورد عن محمد بن مسلم قال : سالت ابا جعفر (ع) عن القائم (عج) اذا قام باي سيرة يسير في الناس ؟ فقال بسيرة ما سار به رسول الله (ص) حتى يظهر الاسلام ، قلت : وما سيرة رسول الله (ص) ؟ قال : ابطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل ،
    وكذلك القائم (ع) اذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان ايدي الناس ويستقبل بهم العدل . وكما يظهر من الرواية الشريفة ان الامام المهدي (ع) يبطل ما كان من امرالدين في زمن الغيبة المعبر عنه في الرواية الهدنة وما ذلك الا بسبب الانحراف الذي اصاب الدين حيث ان المتدينين في اخر الزمان ينحرفون بالدين بعيدا عما اتى به رسول الله (ص) من تعاليم سماوية اصلية لذا فان ما ياتي به الامام (ع) حتما سيكون جديدا بالنسبة الى مجتمع لم يتعود على هذه الاحكام المختلفة عن الاحكام والتعاليم التي اعتادوا عليها وعملوا بها وفقا لراي علمائهم. وما يؤكد المعنى الذي ذكرناه من ان القائم (ع) يقوم بالسيف ما ورد عن الحسن بن هارون قال كنت عند ابي عبد الله (ع) جالسا فساله معلى بن خنيس ايسير القائم بخلاف سيرة علي (ع) ؟ قال : نعم ، وذلك ان عليا (ع) سار بالمن والكف لانه علم ان شيعته سيظهر عليهم وان القائم اذا قام سار فيهم بالسيف والسبي ، وذلك انه يعلم ان شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا ) .
    وعن زرارة ، عن ابي جعفر (ع) قال : ( قلت له ( صالح من الصالحين)) سمه لي اريد القائم (ع) فقال : اسمه اسمي ، قلت : ايسير بسيرة محمد (ص) ؟ قال : هيهات هيهات يازرارة مايسير بسيرته . قلت : جعلت فداك لما ؟ قال : ان رسول الله (ص) سار في امته بالمن (باللين) كان يتالف الناس ، والقائم يسير بالقتل ، بذاك امرا في الكتاب الذي معه ان يسير بالقتل ولايستتيب احدا ، ويل لمن ناواه .
    وعن محمد بن مسلم قال : سمعت ابا جعفر (ع) يقول : لو يعلم الناس ما يصنع القائم اذا خرج لاحب اكثرهم ان لايرونه مما يقتل من الناس اما انه لايبدا الا بقريش فلا ياخذ منها الا السيف ، ولا يعطيها الا السيف حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم .
    وعن امير المؤمنين (ع) يقول : يخرج الله الفتن برجل منا يسومهم خسفا لايعطيهم الا السيف يضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر حرجا حتى يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة (ع) ولو كان من ولدها لرحمنا يعري بني العباس وبني امية .
    وعن رفيد مولى بن هبيرة قال : قلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك ياابن رسول الله يسير القائم بسيرة علي بن ابي طالب (ع) في اهل السواد ؟ فقال : لا يارفيد ان علي بن ابي طالب سار في اهل السواد بما في الجفر الابيض وان القائم يسير في العرب بما في الجفر الاحمر ، قال : قلت : جعلت فداك وما الجفر الاحمر ؟ قال : فامر اصبعه على حلقه فقال : هكذا يعني الذبح . ثم قال يارفيد ان لكل اهل بيت نجيبا شاهدا عليهم شافعا لامثالهم .
    وعن ابي عبد الله (ع) قال : اذا خرج القائم (ع) لم يكن بينه وبين العرب والفرس الا السيف لاياخذها الا بالسيف ولا يعطيها الابه وهناك الكثير من الروايات بهذا الصدد نكتفي بهذا القدر من اخبارهم (سلام الله عليهم) وبعد ان تبين ان الامام المهدي (ع) عند قيامه المقدس لايستخدم اسلوبا سوى القتل والذبح ولايقبل توبة من لم يؤمن به قبل قيامه ويتبع مهديه ويكون من انصاره ولكن ثمة تساؤل اخر وهو لما تبين ان الامام المهدي (ع) لايقوم الا بالسيف اذا كيف ورد في الروايات ان الامام يستانف دعاءا جديدا ؟ وانه يدعوا الى اسلام جديد وامرا جديد وكتابا جديد فمتى تكون هذه الدعوة ياترى ؟ وكيف تكون ؟ وماهي ماهية تلك الدعوة ؟ وكل ذلك نجيب عليه انشاء الله في السطور التالية فان للامام المهدي (ع) دعوة قبل قيامه مشابهة لدعوة جده رسول الله (ص) من ناحية المراحل التي تمر بها وكيفية ظهورها واعلانها فعن ابي بصير ، عن كامل عن ابي جعفر (ع) انه قال ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى امرا جديد كما دعا اليه رسول الله (ص) وان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء )
    وعن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( الاسلام بدا غريبا ، وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء فقلت ، اشرح لي هذا ، اصلحك الله . فقال : مما يستانف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (ص)
    ونكتفي بهذا العدد من الروايات مراعاة للاختصار فان دعوة الامام المهدي (ع) كما يتضح من الروايات الشريفة عن اهل بيت العصمة (ع) مشابهه لدعوة جده رسول الله (ص) من حيث ظهورها واعلانها وانتشارها والمراحل التي تمر بها وبعد ان تبين ذلك اقول : لابد من معرفة ماهية الدعوة ومراحلها التي تمر بها فقد مرت الدعوة الاسلامية المحمدية بعدة مراحل فالمرحلة الاولى وهي (الدعوة السرية) والمرحلة الثانية (الدعوة العلنية) ثم تاتي مرحلة (الهجرة) ثم (الفتح) فهذه هي المراحل التي مرت بها دعوة رسول الله (ص) وقبل الخوض في تلك المراحل لابد من معرفة ماهية دعوة الامام المهدي (ع) فاقول :


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة الزعفران; الساعة 24-04-11, 08:15 PM.

  • #2

    ماهية الدعوة :- ان دعوة النبي محمد (ص) (الدعوة الاسلاميه) كانت مبتنية على امور متعددة واهمها وجوهرها (التوحيد) فقد كان الناس يعبدون الاصنام التي صنعوها من الخشب والحجارة وكانوا يؤمنون بان تلك الاصنام لها مدخلية في حياتهم فقد كانوا يعتقدون بان تلك الاصنام تقربهم من الله زلفى فالحقيقة انهم كانوا مشركين وان قريش كانت تشرك عبادة الاصنام مع عبادة الله فقد كانوا مؤمنين بوجود الله ويعتقدون ان وراء هذه الاصنام هو الله بدليل قولهم ( باسمك اللهم ) وما يؤكد هذا المعنى ايضاً قوله تعالى { … ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ...} الزمر3 لذا فان الدعوة المحمدية الاسلامية جاءت لكي تدعوا الى التوحيد حيث لاعبادة ولاطاعة الا لله الواحد الاحد الفرد الصمد ونبذ عبادة الاصنام وترك الاشراك بالله جل وعلا وهكذا يتبين لنا ان الامام المهدي (ع) يدعوا الى التوحيد كما دعا جده رسول الله (ص) وبين ذلك الروايات اهل البيت (ع) ويظهر من ذلك ان الامام المهدي (ع) يخرج في زمان يكون اهله مشركين يعبدون الاصنام فقد ذكر هذا المعنى في رويات الائمة الاطهار ليس المعنى في ذلك عبادة الاصنام المصنوعة من الخشب والحجارة ولكن عبادة الاصنام البشرية.
    فقد ورد في الروايات عن ابي جارود عن ابي جعفر (ع) في قوله تعالى {اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون الله } واما احبارهم ورهبانهم فانهم اطاعوهم واخذوا بقولهم واتبعوا ما امروهم به ودانوا بهم بما دعوهم اليه فاتخذوهم ارباباً بطاعتهم لهم وتركهم ما امر الله وكتبه ورسوله فنبذوه وراء ظهورهم وما امرهم به الاحبار والرهبان اتبعوه واطاعوهم وعصوا الله ) تفسير القمي ج1ص288 .
    وعن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) في قوله تعالى { اتخذوا احبارهم ..} قال :اما والله ماصاموا لهم ولا صلوا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم . تفسير العياشي ج2ص86
    وفي نفس المصدر عن ابي بصير قال : قال ابو عبد الله (ع) ( مادعوهم الى عبادة انفسهم ولو دعوهم الى عبادة انفسهم ما اجابوهم ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فكانوا يعبدونهم من حيث لايشعرون ) نفس المصدر
    وروي هذا المعنى في عدة مصادر كما في مجمع البيان ج3 وتفسير البرهان ج2 وتفسير الصافي ج2 وتفسير نور الثقلين ج2 وتفسير الميزان ج9
    اذن فقد تبين من خلال هذه الروايات ان طاعة العلماء في كل شيء وهم المعرضون للخطأ كما يقرون بذلك على انفسهم هي عبادة من دون الله وطاعة من دون الله فهم بذلك يكونون كالاصنام ولكن بشكل اخر فهم اصنام بشرية فقد وردة ايضاً عن العقيل بن يسار قال سمعت ابا عبد الله يقول : ( ان قائمنا اذا قام استقبل من جهل الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . قلت وكيف ذاك ؟ قال : ان رسول الله (ص) اتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة ، وان قائمنا اذا قام اتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به … ) وهذا مما يؤكد قولنا فقد جعل الامام الصادق الذين يتأولون الكتاب على الامام (ع) من العلماء المظلين في قبال الاصنام ونزلهم منزلة الاصنام كما لايخفى ما روي عن رسول الله (ص) ( لاتقوم الساعة حتى تلحق قبائل من امتي بالمشركين وهي تعبد الاوثان ) وعن الامام امير المؤمنين (ع) في رواية طويلة يذكر فيها علامات الامام المهدي (ع) قال : ( … وقتل الاصلع صبرا في بيعة الاصنام ) وفي هذه الرواية عدة من علامات الامام (ع) اي انها تكون قريبة من زمن القيام المقدس ومعنى ان هناك اصنام في ذلك الوقت تعبد وانها اصنام بشرية وذلك يظهر من كلمة ( بيعة) فان الاصنام الحجرية كما هو معروف لاتؤخذ لها البيعة انما البيعة للبشر كما هو معلوم ثم ان عبادة الاصنام الحجرية انقرضت واختفت وبعد ان تبين ذلك ثبت لنا بما لايقبل الشك ان الزمن الذي يظهر فيه المهدي (ع) يكون فيه الناس مشركين منحرفين عن تعاليم الدين الحنيف وان كانوا يعتقدون انهم مؤمنين متدينين لكن الحق خلاف ذلك لذا فان دعوة المهدي (ع) تتركز على التوحيد ونبذ الشرك وترك عبادة الاصنام وهم الناس الذين يطاعون من دون الله والامام (ع) وبهذا تم بيان ماهية الدعوة . وندخل في مراحل الدعوة :
    الدعوة السرية :- فقد بدات دعوة النبي محمد (ص) بهذه المرحلة حيث اتخذت الدعوة الجانب السري فبدأ رسول الله (ص) بالدعوة بشكل فردي يلتقي ببعض الافراد من اهل مكة ويبشرهم بنبوته واستمر على هذا الحال ثلاث سنوات تقريبا وهذه المرحلة تمر بها معضم الدعوات وخاصة دعوات الحق فلابد من كسب الانصار وتقوية الشوكة وثم ياتي بعد ذلك الاعلان لان الاعلان بشكل مباشر يتسبب بجهض تلك الدعوات لذلك وبعد ان علم رسول الله (ص) انه لايخرج من مكة غير من امن به خلال هذه السنوات الثلاث وبعد ان صنع من اولئك النفر القليل الذين اتبعوه وصدقوه قوم موحدون اقوياء لا تاخذهم في الله لومة لائم اشداء في الحق اخبرهم بوجوب اعلان الدعوة وعليهم ان يستعدوا لذلك . وهكذا فان دعوةالامام المهدي (ع) لابد ان تمر بهذه المرحلة وهي مرحلة الدعوة السرية لكسب الانصار واعدادهم وصنع قوم موحدون في تلك المجتمعات المشركة لان الامام (ع) كما لايخفى على احد لايستطيع ان يظهر بصورة مباشرة من دون وجود انصار ويعلن ان الامام (ع) لان في ذلك خطر عليه وهو الامام المعد لاقامة العدل فلابد اذن من اتخاذ الجانب السري في بث الدعوة ولابد ان يكون ذلك في مكان مشابه للمكان الذي بدات به دعوة الرسول (ص) لامن حيث الموقع الجغرافي ولكن من حيث ان يكون ذلك المكان تتوجه اليه انظار المسلمين وخاصة الشيعة المنتظرين للامام (ع) ويكون محلا للعبادة ومهوى قلوب الشيعة ولابد ان تبدا الدعوة لكبار وقادة المجتمع الشيعي لابعوام الناس فقد بدا رسول الله (ص) في قريش وهم سادة العرب كما هو معلوم وسادة اهل مكة وزعمائها قال تعالى ( وانذر عشيرتك الاقربين ) وكذا بالنسبة للمهدي (ع) فانه يبدا بعشيرته وهم الشيعة بصورة عامة والعلماء بصورة خاصة اي لابد ان تبدا دعوة الامام في الوسط العلمي لكي تعرف بين الناس وتظهر قوتها لان عوام الناس يمكن ان يخدعوا لكن اهل العلم لايمكن خداعهم بسهولة

    تعليق

    يعمل...
    X