(علماء السوء المضلين في آخر الزمان) يشترون الضلالة بالهدى
قال تعالى { ُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{16} مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ{17} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} البقرة -ذكر المفسرون في تصنيفاتهم أن هذه الآيات تخص الكافرين والمنافقين ، وهذا القول لا ينسجم مع السياق العام لهذه الآيات المباركات ، حيث أن المولى عز وجل يذكر هؤلاء الذين إشتروا الضلالة بالهدى فيمثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنوره . فهم كان عندهم هدى أول الأمر لكن ذلك الهدى ذهب بإستبدالهم الضلالة به ، والدليل على إنهم كذلك ما مثلهم به عز وجل في الآية التي تلتها ، وإلا فإن الذي لا يملك الهدى من المؤكد ليس لديه نور الهداية أصلاً ، أي بمعنى آخر لو كان المقصود من ذلك الكافرين أو المنافقين لما مثلهم الله تعالى بهذا المثل في هذه الآية ، لأن الكافر والمنافق يعيشان في ظلمانية مستمرة ، ولا يمتلكان النور الذي يهتديان به حتى يذهبه الله منهما فيتركهما في الظلمات . إن الكثير من المنحرفين الذين وقفوا بوجه الحق بعد أن أصبحوا جنوداً لإبليس لم يكونوا منحرفين إبتدائاً بل إنهم كانوا مقربين من جهة الحق . وقد ذكر لنا التاريخ الأمثلة العديدة التي تؤكد ذلك ، ولكننا لو أجرينا إحصائية لجميع الشخصيات التي انحرفت بعد أن كانت في طريق الهداية لوجدنا سببين رئيسيين يمثلان الدافع الأساسي لذلك الإنحراف ألا وهما الحسد والطمع . ويتبين من الآية الكريمة أعلاه بأن هؤلاء المنحرفين قاموا بشراء الضلالة بالهدى ، والمشتري هو المقبل على البائع فيكون راغباً في شراء السلعة فإنهم كانوا في طريق الهداية قبل الانحراف وكانوا قد قاموا بدعوة الناس إلى الحق . لكن السؤال هنا : لماذا قال ذهب الله بنورهم ولم يقل بنارهم في الآية المذكورة ؟ والجواب : لأن النار تمثل الدعوة إلى الحق ، والنور هو خاص ومتعلق بهم ، وهذا ينطبق على الذين إنقلبوا وتقهقروا على أعقابهم بعد موت رسول الله (ص) . قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144 -فهؤلاء الذين كانوا مع رسول الله (ص) مصدّقين لدعوته ومعه في أمره ، انقلبوا بعد وفاته فذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون . فمثلاً كأن شيخاً من الأخيار يأتي إلى قرية أو مدينة معينة فينشر الدين ' ثم يغتر بالمال والجاه فينحرف عن طريق الحق فينحدر في طريق الباطل فيذهب الله بنوره ويتركه متخبطاً في الظلمات . وقد ورد عن إبراهيم عن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن قول الله تعالى {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ } فقال إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم إنهم لا يرجعون عن الكفر والضلالة منعهم المعاونة واللطف ، وخلّى بينهم وبين إختيارهم) تفسير البرهان . وينطبق ذلك أيضاً على بعض ( علماء السوء المضلين في آخر الزمان ) ونقول بعضهم لأن قسم منهم أصلاً منافقين ودجالين واتخذوا من الدين ستاراً وكما أوضحنا ذلك في بحوث سابقة ، فهؤلاء المنحرفين يشترون الضلالة بالهدى أي أنهم يستحوذ عليهم الشيطان فيكونون من حزبه . قال تعالى : {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المجادلة19 . وقبل أن يشتروا طريق الضلالة بالهدى يمرون بمرحلة صراع نفسي يخيّرون أنفسهم بين هذين الأمرين ، كما فعل الشمر اللعين قبل أن ينخرط في جيش الشيطان ويقاتل الحسين (ع) وهو الذي كان أحد تلامذة أمير المؤمنين (ع) ومقاتلاً تحت لوائه ، وقد فقد عينه في معركة صفين ، ومر الشمر بهذا الصراع النفسي الذي قرر بعده سلوك طريق الباطل ومحاربة الحق فاشترى الضلالة بالهدى ونتيجة للصراع النفسي الذي مر به ذلك اللعين كان تصرفه قوياً وطاغياً في مواجهة الحق ، فلذلك أجرم بالحسين (ع) عند قتله . وبعد أن يختار علماء السوء والضلالة في آخر الزمان طريق محاربة المهدي ودعوته سيكون تصرفهم قوياً في مواجهته بعد تكذيبهم لدعوته فيلبسون الحق بالباطل ويخلطون الأوراق على أتباعهم المصابين بعمى القلب والعين ، وكل ذلك حسدا منهم وطمعاً في الاحتفاظ بمناصبهم الزائلة . قال عز وجل : وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ{41} وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{42} البقرة . ويتجلى رد فعلهم القوي في مواجهة المهدي (ع) فيجيشوا الجيوش لمقاتلته فينتقم منهم شر انتقام ، فقد ورد في كتاب نور الأنوار للمحدث ابو الحسن المرندي : ( فإذا خرج القائم من كربلاء واراد النجف والناس حوله قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه فيقول الذين من حوله من المنافقين إنه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة خرج منه من باب النخيلة محاذياً قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فقتلهم جميعاً فلا ينجى منهم أحد ) نور الأنوار ج3 ص345.
قال تعالى { ُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{16} مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ{17} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} البقرة -ذكر المفسرون في تصنيفاتهم أن هذه الآيات تخص الكافرين والمنافقين ، وهذا القول لا ينسجم مع السياق العام لهذه الآيات المباركات ، حيث أن المولى عز وجل يذكر هؤلاء الذين إشتروا الضلالة بالهدى فيمثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنوره . فهم كان عندهم هدى أول الأمر لكن ذلك الهدى ذهب بإستبدالهم الضلالة به ، والدليل على إنهم كذلك ما مثلهم به عز وجل في الآية التي تلتها ، وإلا فإن الذي لا يملك الهدى من المؤكد ليس لديه نور الهداية أصلاً ، أي بمعنى آخر لو كان المقصود من ذلك الكافرين أو المنافقين لما مثلهم الله تعالى بهذا المثل في هذه الآية ، لأن الكافر والمنافق يعيشان في ظلمانية مستمرة ، ولا يمتلكان النور الذي يهتديان به حتى يذهبه الله منهما فيتركهما في الظلمات . إن الكثير من المنحرفين الذين وقفوا بوجه الحق بعد أن أصبحوا جنوداً لإبليس لم يكونوا منحرفين إبتدائاً بل إنهم كانوا مقربين من جهة الحق . وقد ذكر لنا التاريخ الأمثلة العديدة التي تؤكد ذلك ، ولكننا لو أجرينا إحصائية لجميع الشخصيات التي انحرفت بعد أن كانت في طريق الهداية لوجدنا سببين رئيسيين يمثلان الدافع الأساسي لذلك الإنحراف ألا وهما الحسد والطمع . ويتبين من الآية الكريمة أعلاه بأن هؤلاء المنحرفين قاموا بشراء الضلالة بالهدى ، والمشتري هو المقبل على البائع فيكون راغباً في شراء السلعة فإنهم كانوا في طريق الهداية قبل الانحراف وكانوا قد قاموا بدعوة الناس إلى الحق . لكن السؤال هنا : لماذا قال ذهب الله بنورهم ولم يقل بنارهم في الآية المذكورة ؟ والجواب : لأن النار تمثل الدعوة إلى الحق ، والنور هو خاص ومتعلق بهم ، وهذا ينطبق على الذين إنقلبوا وتقهقروا على أعقابهم بعد موت رسول الله (ص) . قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144 -فهؤلاء الذين كانوا مع رسول الله (ص) مصدّقين لدعوته ومعه في أمره ، انقلبوا بعد وفاته فذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون . فمثلاً كأن شيخاً من الأخيار يأتي إلى قرية أو مدينة معينة فينشر الدين ' ثم يغتر بالمال والجاه فينحرف عن طريق الحق فينحدر في طريق الباطل فيذهب الله بنوره ويتركه متخبطاً في الظلمات . وقد ورد عن إبراهيم عن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن قول الله تعالى {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ } فقال إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم إنهم لا يرجعون عن الكفر والضلالة منعهم المعاونة واللطف ، وخلّى بينهم وبين إختيارهم) تفسير البرهان . وينطبق ذلك أيضاً على بعض ( علماء السوء المضلين في آخر الزمان ) ونقول بعضهم لأن قسم منهم أصلاً منافقين ودجالين واتخذوا من الدين ستاراً وكما أوضحنا ذلك في بحوث سابقة ، فهؤلاء المنحرفين يشترون الضلالة بالهدى أي أنهم يستحوذ عليهم الشيطان فيكونون من حزبه . قال تعالى : {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المجادلة19 . وقبل أن يشتروا طريق الضلالة بالهدى يمرون بمرحلة صراع نفسي يخيّرون أنفسهم بين هذين الأمرين ، كما فعل الشمر اللعين قبل أن ينخرط في جيش الشيطان ويقاتل الحسين (ع) وهو الذي كان أحد تلامذة أمير المؤمنين (ع) ومقاتلاً تحت لوائه ، وقد فقد عينه في معركة صفين ، ومر الشمر بهذا الصراع النفسي الذي قرر بعده سلوك طريق الباطل ومحاربة الحق فاشترى الضلالة بالهدى ونتيجة للصراع النفسي الذي مر به ذلك اللعين كان تصرفه قوياً وطاغياً في مواجهة الحق ، فلذلك أجرم بالحسين (ع) عند قتله . وبعد أن يختار علماء السوء والضلالة في آخر الزمان طريق محاربة المهدي ودعوته سيكون تصرفهم قوياً في مواجهته بعد تكذيبهم لدعوته فيلبسون الحق بالباطل ويخلطون الأوراق على أتباعهم المصابين بعمى القلب والعين ، وكل ذلك حسدا منهم وطمعاً في الاحتفاظ بمناصبهم الزائلة . قال عز وجل : وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ{41} وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{42} البقرة . ويتجلى رد فعلهم القوي في مواجهة المهدي (ع) فيجيشوا الجيوش لمقاتلته فينتقم منهم شر انتقام ، فقد ورد في كتاب نور الأنوار للمحدث ابو الحسن المرندي : ( فإذا خرج القائم من كربلاء واراد النجف والناس حوله قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه فيقول الذين من حوله من المنافقين إنه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة خرج منه من باب النخيلة محاذياً قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فقتلهم جميعاً فلا ينجى منهم أحد ) نور الأنوار ج3 ص345.