معنى الضلالة والهدى
من كتاب
فرق الضلالة في عصر الظهور
(من فكر السيد القحطاني)
الضلالة لغةً:ضد الهدى[الباطل].((فضلّ:ضلالاً وضلالة ضد اهتدى, أي جارَ عن دين أو حق أو طريق فهو ضال.وضل الطريق أو عنه أي لمالناس,إليه.ويُقال:ْ:ما يُضلُ فيه الناس, والضلالة:الهلاك))(1).وفي لسان العرب لأبن منظور:قال أبو المنصور:الضلالة في كلام العرب ضد الهداية والإرشاد.يُقال:أضللت فلاناً إذا وجهته للضلال عن الطريق, وإياه أراد لبيد:
مَنْ هداهُ سبلَ الخيرِ اهتدى ناعم البالِ, ومَنْ شاء أَضَلّ
وفي الحديث:سيكون عليكم أمةُ إن عصيتموهم ضَللْتم, يُريد بمعصيتهم:الخروج عليهم وشق عصا المسلمين.
وقوله في التنزيل العزيز(رَبِ إنهُنَّ ا ضّلَلْن كثيراً من الناس)أي ضلوا بسببها, لأن الأصنام لا تفعل شيء ولا تعقل.وفي التنزيل العزيز(إن المجرمين في ضلالٍ وسُعرٍ)أي في هلاك.
أما الضلالة كاصطلاح فمعناها الانهماك في الباطل والانحراف عن جادة الحق والصواب.ومن كلام سيد الأوصياء صلوات الله عليه وعليهم في بيان جذور فتنة الضلالة يقول(إنما بدءُ الفتنِ أهواءٌ تُتبعْ, وأحكامُ تُبتدع, يُخالَفُ فيها كتاب الله, ويتولى عليها رجالاً رجالاً, على غير دينِ الله.فلو أنّ الباطل خَلَصَ من مِزاج الحق لم يَخَف على المرتادين(2),ولو أن الحق خلص من لَبسِ الباطل,انقطعت عنه ألسُنُ المعاندين,ولكن يؤخذ من هذا ضِغثُ,ومن هذا ضغثُ,فيمزجان! فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه, وينجو الذين سَبقتْ لَهم من الله الحسنى))(3).
أما الهدى:هو ضد الضلال.وقد هداه, يهديه, هدى, وهداية:بَصّرهُ سبيل الرشاد وقادهُ باتجاه الصواب.ويأتي الهدى بمعنى الدلالة والدعوة والبينة.وتفرد الله عز وجل بالهدى الذي يُفيد معنى التوفيق.(4) فجميع الأنبياء والرسل والأولياء صلوات الله عليهم أجمعين كانت رسالتهم الإلهية هدي الناس وإبعادهم عن جادة الضلالة والهلاك.وقد تحمل رسولنا الكرم(ص)-وبعده الأئمة الأطهار عليهم السلام- مسؤولية هداية الناس إلى الإسلام والأخذ بأيديهم إلى ربوع الأيمان, ولم يتوانَ ولم ينكل في عمله, وعانى في سبيل نجاة الناس من الضلالة وهدايتهم إلى سبل الرشاد شتى صنوف الأذى والبلاء.فقد جاء النبي الأكرم بالهدى وبما أزال عن الناس اللبس وأظهر ما كان خافياً بحقيقته وجعل الناس يدركون طبيعة الأوثان التي كانت تضلهم وإنها لا تنفع ولا تضر وإن الابتعاد عن عقيدة التوحيد خسران في الدنيا وعذابٌ في الآخرة.وسوف يجمع الأمام المهدي(ع) كافة الديانات في الدين الإسلامي الواحد الشامل, وهو الذي سيظهر الله عز وجل به دين الحق علي الدين كله رغم أنوف الظالمين, ذلك الدين القيم الداعي إلى التوحيد.قال تعالى(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(1).فالإمام المهدي(ع) هو جامع الكلمة على التقوى, والقائم(ع) بقيامه يدعو الناس إلى الإسلام الجديد الذي قد دُثِرَ نتيجة لابتعاد الناس عن الدين الحق وحصول الضلالة, فيهديهم القائم(ع) لهذا الأمر المضلول عنه.فقد روى محمد بن عجلان عن أبي عبد الله(ع) قال(إذا قام القائم(ع) دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دُثر وضل عنه الجمهور وإنما سُمي القائم مهدياً لقيامه بالحق))(2).
وأخرج الخوارزمي بسنده عن سيدنا أبي عبد الله الحسين(ع)قال(سمعتُ جدي رسول الله (ص)يقول:من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتولى عليّ بن أبي طالب وذريته وأهل بيته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدهم, فأنهم لن يُخرجوكم من باب الهدى إلى الضلالة))(3).
(1) سورة التوبة(الآية:33)
(2) بحار الأنوار .ج51 ص30.
(3) المناقب للخوارزمي.ص44-45.
من كتاب
فرق الضلالة في عصر الظهور
(من فكر السيد القحطاني)
الضلالة لغةً:ضد الهدى[الباطل].((فضلّ:ضلالاً وضلالة ضد اهتدى, أي جارَ عن دين أو حق أو طريق فهو ضال.وضل الطريق أو عنه أي لمالناس,إليه.ويُقال:ْ:ما يُضلُ فيه الناس, والضلالة:الهلاك))(1).وفي لسان العرب لأبن منظور:قال أبو المنصور:الضلالة في كلام العرب ضد الهداية والإرشاد.يُقال:أضللت فلاناً إذا وجهته للضلال عن الطريق, وإياه أراد لبيد:
مَنْ هداهُ سبلَ الخيرِ اهتدى ناعم البالِ, ومَنْ شاء أَضَلّ
وفي الحديث:سيكون عليكم أمةُ إن عصيتموهم ضَللْتم, يُريد بمعصيتهم:الخروج عليهم وشق عصا المسلمين.
وقوله في التنزيل العزيز(رَبِ إنهُنَّ ا ضّلَلْن كثيراً من الناس)أي ضلوا بسببها, لأن الأصنام لا تفعل شيء ولا تعقل.وفي التنزيل العزيز(إن المجرمين في ضلالٍ وسُعرٍ)أي في هلاك.
أما الضلالة كاصطلاح فمعناها الانهماك في الباطل والانحراف عن جادة الحق والصواب.ومن كلام سيد الأوصياء صلوات الله عليه وعليهم في بيان جذور فتنة الضلالة يقول(إنما بدءُ الفتنِ أهواءٌ تُتبعْ, وأحكامُ تُبتدع, يُخالَفُ فيها كتاب الله, ويتولى عليها رجالاً رجالاً, على غير دينِ الله.فلو أنّ الباطل خَلَصَ من مِزاج الحق لم يَخَف على المرتادين(2),ولو أن الحق خلص من لَبسِ الباطل,انقطعت عنه ألسُنُ المعاندين,ولكن يؤخذ من هذا ضِغثُ,ومن هذا ضغثُ,فيمزجان! فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه, وينجو الذين سَبقتْ لَهم من الله الحسنى))(3).
أما الهدى:هو ضد الضلال.وقد هداه, يهديه, هدى, وهداية:بَصّرهُ سبيل الرشاد وقادهُ باتجاه الصواب.ويأتي الهدى بمعنى الدلالة والدعوة والبينة.وتفرد الله عز وجل بالهدى الذي يُفيد معنى التوفيق.(4) فجميع الأنبياء والرسل والأولياء صلوات الله عليهم أجمعين كانت رسالتهم الإلهية هدي الناس وإبعادهم عن جادة الضلالة والهلاك.وقد تحمل رسولنا الكرم(ص)-وبعده الأئمة الأطهار عليهم السلام- مسؤولية هداية الناس إلى الإسلام والأخذ بأيديهم إلى ربوع الأيمان, ولم يتوانَ ولم ينكل في عمله, وعانى في سبيل نجاة الناس من الضلالة وهدايتهم إلى سبل الرشاد شتى صنوف الأذى والبلاء.فقد جاء النبي الأكرم بالهدى وبما أزال عن الناس اللبس وأظهر ما كان خافياً بحقيقته وجعل الناس يدركون طبيعة الأوثان التي كانت تضلهم وإنها لا تنفع ولا تضر وإن الابتعاد عن عقيدة التوحيد خسران في الدنيا وعذابٌ في الآخرة.وسوف يجمع الأمام المهدي(ع) كافة الديانات في الدين الإسلامي الواحد الشامل, وهو الذي سيظهر الله عز وجل به دين الحق علي الدين كله رغم أنوف الظالمين, ذلك الدين القيم الداعي إلى التوحيد.قال تعالى(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(1).فالإمام المهدي(ع) هو جامع الكلمة على التقوى, والقائم(ع) بقيامه يدعو الناس إلى الإسلام الجديد الذي قد دُثِرَ نتيجة لابتعاد الناس عن الدين الحق وحصول الضلالة, فيهديهم القائم(ع) لهذا الأمر المضلول عنه.فقد روى محمد بن عجلان عن أبي عبد الله(ع) قال(إذا قام القائم(ع) دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دُثر وضل عنه الجمهور وإنما سُمي القائم مهدياً لقيامه بالحق))(2).
وأخرج الخوارزمي بسنده عن سيدنا أبي عبد الله الحسين(ع)قال(سمعتُ جدي رسول الله (ص)يقول:من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتولى عليّ بن أبي طالب وذريته وأهل بيته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدهم, فأنهم لن يُخرجوكم من باب الهدى إلى الضلالة))(3).
(1) سورة التوبة(الآية:33)
(2) بحار الأنوار .ج51 ص30.
(3) المناقب للخوارزمي.ص44-45.