إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فرق الضلالة في عصر الظهور الشريف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرق الضلالة في عصر الظهور الشريف

    فرق الضلالة في عصر الظهور الشريف

    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

    تطرقنا في بحث سابق لفرق الضلالة في عصر الظهور وكان بحثنا حول فرقة (البترية) وتناولنا موضوعها بالتفصيل وخصوصا خروجها من الكوفة التي هي مدينة شيعية ولذلك فانها من ضمن فرق الضلالة من الشيعة التي ستخرج على حكم الامام(ع) واخيرا كيف ان الامام المهدي(ع) سيقضي عليهم جميعا ويصفوا الامر لله وحده به(ع).
    وفي بحثنا هذا سنتطرق لفرقة ضالة اخرى من فرق الضلالة التي سيكون لها موقف الغدر والند للامام المهدي(ع) في الكوفة الا وهي فرقة(المرجئة) كما جاء في الرواية بحديث مفصل يرويه المحدث الثقة عبد الاعلى الحلبي عن امامنا ابي جعفر الباقر(ع) يقول فيه:
    (...حتى اذا صعد النجف قال لاصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون الى الله حتى اذا اصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة جند مجند قلت:
    جند مجند؟ قال:
    اي والله حتى ينتهي الى مسجد ابراهيم (ع)بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج اليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني ، فيقول لاصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم.قال ابو جعفر(ع) ولايجوز والله الخندق منهم مخبر...). وفي هذه الرواية الشريفة بيان واسع ومهم يجدر بنا ان نخوض فيه وهو ان هذه الفرقة المرجئة سيكون خروجها من الكوفة والكوفة كما نعلم هي مدينة شيعية ولذلك ستكون هذه الفرقة من الشيعة الذين سيخرجون على حكم الامام(ع) انما يكونون مرجئة صفة لافعالهم من حيث تاخير وترجي امر ظهور الامام(ع) وتمسكهم برياهم في اطالة زمن الظهور المقدس وابعاد تحققه. وقبل البدا بالخوض في الروايات الشريفة الدالة على خروج المرجئة من الكوفة وافعالها واحوالها لابد من تعريف المرجئة . فالمرجئة هي صفة لعمل قوم اتصفوا بها فاصبحت معبرة عن حالهم . فقد قال الشيخ الطريحي(ره) في مجمع البحرين ومطلع النيرين :
    سموا مرجئة لاعتقادهم ان الله تعالى ارجأ تعذيبهم عن المعاصي اي اخره عنهم . وانه قال: هم الذين يقولون الايمان قولا بلا عمل لانهم يقدمون القول ويؤخرون العمل وانما سميت مرجئة لانهم يؤخرون امر الله ويرتكبون لكبائر وهنا يتبين لنا معنى المرجئة وانها صفة لافعال ومعتقدات حامليه فهم خرجوا عن امر الله بارجائهم وتاخيرهم لامر الله . والان وبعد معرفة معنى المرجئة فلنعلم انهم قد خرجوا في زمن المعصومين سابقا وانتهت بعد ذلك فرقتهم، فكيف ستكون هناك مرجئة في اخر الزمان تخرج على المهدي(ع) وهي ليست من عامة المسلمين بل هي من الشيعة وفي الكوفة بالذات . وهنا حل واحد لهذا الاستفسار وهو ان مرجئة ذلك الزمان هم كانوا من عامة المسلمين ولكنها خرجت على الائمة المعصومين وفي اخر الزمان ستخرج طائفة على المهدي(ع) من الكوفة عاصمة التشيع في العالم وسيكونون بسبب اعتقادهم الذي هو تاخير قيام المهدي(ع) (دين التاخير) سيسمون مرجئة لتشابه صفاتهم مع المرجئة السابقة حيث ان وحدة وطبيعة اعمالهم متشابهة في تاخير وترجيء امر الله تعالى فكما قال ابي عبد الله(ع) :اشهد ان المرجئة على دين الذين (قالوا آرجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين ).
    وفي هذه الرواية تصريح تام من المعصوم(ع) على معنى المرجئة وصفتهم وتشابه افعالهم فهم نفس افعال حاشية فرعون عندما ارادوا المكر مع نبي الله موسى(ع) رغم انهم عاينوا المعجزات بانفسهم ولكن اتهامهم له(ع) بالساحر ومشورتهم لفرعون في تاخير امر دين موسى(ع) فان تاخيرهم لامر موسى(ع) بارجاء الامر حتى مجيء السحرة من جميع المدائن واختبار موسى لانهم على دين التاخير وهذا ماسيحدث مع الامام المهدي(ع) من حيث المعتقد والفعل الذي سيقومون به هؤلاء المرجئة في الكوفة ولذلك سنبين صفات (مرجئة الكوفة) في اخر الزمان :-
    اولا:.
    (ارجاء امر الله وتاخيره وارتكاب الكبائر) وهذا مفهوم جدا حيث ان اهم صفاتهم هم ترجيء امر الله وان امر الله كما نعلم هو الامام المهدي(ع) فقد جاء عن ابي عبد الله(ع) قالان اول من يبايع القائم جبرائيل ينزل عليه في صورة طير ابيض فيبايعه . ثم يضع رجلا على البيت الحرام ورجلا على بيت المقدس. ثم ينادي بصوت رفيع يسمع الخلائق اتى امر الله فلا تستعجلوه) وعن الامام الصادق(ع) في الاية الكريمة ، قال:
    (هو امرنا، امر الله عزوجل..) فهذه الشواهد من اهل البيت(ع) هي مايثبت ان امر الله هو الامام المهدي(ع) فان اصحاب هذه الفرقة سيرجئون تحقيق امر الله في الخروج ويقولون انه لايخرج الان فالدين بخير بل بعد عدة مئات او الاف من السنين ، ....الخ من هذه الاقاويل . وهذا بحد ذاته سيؤدي الى اضلال الناس وتقاعسهم عن امر مولاهم الحق رب العالمين (المهدي(ع)) وبعد فعلهم هذا سيكونون من الخارجين عن رحمة الله ومن الداخلين في غضبه بسبب مكرهم لامر الامام المهدي(ع) وبوقوفهم بوجه دعوة الحق فسيكونون قد اقترفوا اكبر الكبائر بفعلهم هذا لانه لايعبر الا عن انكارهم لامر الله وتاخيرهم لدين المهدي(ع) فكما جاء في الرواية انهم سيدخلون في الكفر ويكونون بافعالهم من الكافرين فعن ابي جعفر(ع)قال في قوله عزوجل (فاذا نقر في الناقور) قال الناقور هو النداء من السماء الا ان وليكم فلان بن فلان القائم بالحق ينادي به جبرائيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم ( فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير) يعني بالكافرين المرجئة الذين كفروا بنعمة الله وبولاية علي بن ابي طالب(ع)) فكيف لايكونون من الكافرين وهم الذين سينكرون ولاية قائم آل محمد ويخرجون عليه . ثانيا:.(التقليد الاعمى) وهذه الصفة هي من اهم ميزات المرجئة حيث ان لكل حركة قيادة ولكل قيادة اتباع وفي ذلك فان المرجئة سيقلدون قيادتهم بشكل اعمى نابع من اعلى درجات الجهل العقائدي والديني وبما ان خروجهم من الكوفة وهي مدينة الفقه فان في اخر الزمان سيقودون الناس (فقهاء السوء والضلالة) فسيقلدهم العوام بلا دليل شرعي ويكون هنا التقليد اعمى لايمت للدين بصلة سوى الوقوف بوجه المعصوم(ع) بسبب العصبية والانحياز الى فقهاء وقيادة السوء غير الشرعية في الكوفة ذلك الزمان فقد جاء عن الشيخ الكليني(ره) :
    (عن محمد بن عبيدة قال:
    قال لي ابو الحسن(ع):
    يامحمد انتم اشد تقليدا ام المرجئة ؟ قال: قلت: قلدنا وقلدوا ، فقال: لم اسالك عن هذا ، فلم يكن عندي اكثر من الجواب الاول ، فقال ابو الحسن(ع) :
    ان المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته وقلدوه وانتم نصبتم رجلا وفرضتم طاعته ثم لم تقلدوه ، فهم اشد منكم تقليدا). ولهذا نرى ان من يقود هذه الفرقة هم فقهاء السوء حيث اخبر المعصوم(ع) صاحبه انهم نصبوا من هو ليس اهل للامر حيث ان الامر للمعصوم وحده فقط وهو للمهدي(ع) في اخر الزمان فقط وليس لمن يستولي على الامر في الكوفة بدلا عن صاحبه الشرعي وهو الامام المهدي(ع) . وان العامة سيقلدون فقهائهم ويقفون بوجه المهدي(ع) في انكار حقه ومحاربة دعوته ، وبما ان الكوفة في التاويل هي مكة فان من يسكن مكة هم قريش ومن تصدى لرسول الله(ص) هم كبراء قريش فان من سيسكن الكوفة هم قريش ومن يقف بوجه المهدي(ع) هم فقهاء قريش لانهم كبراء الكوفة وبذلك نرى ان المهدي(ع) سياتي محاربا لقريش وفقهائها ويقضي عليهم ودلت كثير من الروايات على هذا المضمون فقد جاء عن (امير المؤمنين علي(ع) في شرح الاية(كانهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) قال (ع) :
    كانهم حمر وحش فرت من قسورة اي الاسد حين راته وكذلك المرجئة اذا سمعت بفضل آل محمد تعرت عن الحق ، ثم قال الله تعالى ( بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة) قال(ع) :يريد كل رجل من المخالفين ان ينزل عليهم كتابا من السماء ثم قال تعالى( كلا بل لايخافون الاخرة) قال(ع) : هي دولة القائم ) حيث نعلم ان هذه الاية وصفت سادة قريش وكبرائهم وهي تنطبق على سادة الكوفة وبذلك نرى بان قيادة المرجئة تكون من كبراء القوم كما في قريش فهم سيكونون من كبراء فقهاء السوء في ذلك العصر وان حالهم قد صوره لنا امير المؤمنين(ع) في وصف الله تعالى لهم عند هجوم القائم(ع) عليهم فكانهم حمر وحشية فرت من الاسد حيث ان قطيع الحمير الوحشي هو القطيع الوحيد الذي يتفرق اشتاتا في كل مكان عند هجوم الاسد عليه فلا تبقى صلة بين الحمير والقطيع فان الهروب لايكون جماعي ومنظم بل ان كل فرد من القطيع ينهزم بمفرده تاركين القطيع مشتت وضعيف . فتعسا لهؤلاء القوم الذين سيكونون بهذا الوصف المريع . ثالثاالثقة بالنفس العالية) وبالاحرى وجود (الانا) في النفس والتطبع بالانانية في الاعتقاد والعمل دون الاخذ من اهل المعرفة الحقيقين وهم اهل البيت(ع) الا بظاهر القول وعطف ارائهم على اقوال المعصومين وعطف اهوائهم على الدين، ويحدثنا الامام الباقر(ع) عن هذه الصفة بوضوح تام عما جاء من بشير بن ابي اراكة النبال- حيث قال : قدمت من المدينة انتهيت الى منزل ابي جعفر الباقر(ع) فاذا انا ببغلته مسرجة بالباب ، فجلست حيال الدار ، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة واقبل نحوي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من اهل العراق، قال: من ايها؟ قلت : من اهل الكوفة، فقال من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثة، فقال : وما المحدثة؟ قلت: المرجئة ، فقال: ويح هذه المرجئة الى من يلجؤون غدا اذا قام قائمنا ؟ قلت انهم يقولون: لو قد كان ذلك كنا وانتم في العدل سواء...) ومن هذه الرواية يتبين لنا عظيم (الانا) في النفس ووثوقهم بنفسهم دون الله عزوجل حيث انهم يساوون انفسهم بالائمة المعصومين او بالاحرى بالامام المهدي(ع) اذا خرج حيث ان لقولهم السابق الذكر في الرواية (اي انهم نفس عدالة وحال اهل البيت(ع)) فهم على صواب مثلما اهل البيت(ع) على صواب وكيف لا يحكمون بذلك وهم من يريد تاخير خروج القائم(ع) ولكن نقول اين الثرى من الثريا . رابعاصفة القياس) فعن علي بن ابي طالب(ع) في حديث الاربعمائة قال: ( علموا صبيانكم من علمنا ماينفعهم الله به لاتغلب عليهم المرجئة برايها ولاتقيسوا الدين فان من الدين ما لا يقاس وسياتي اقواما يقيسون فهم اعداء الدين واول من قاس ابليس اياكم والجدال فانه يورث الشك ومن تخلف عنا هلك) وفي هذه الرواية الشريفة بيان هذه الصفة بوضوح حيث ان مسالة القياس تقودنا الى ان من يقيسون هم الفقهاء لان القياس يدخل في المسائل الدينية وهو اشارة الى استخدام العقل في الدين وهو مما حذر منه الامام الصادق(ع) حيث قال ان دين الله لايصاب بالعقول) فهم اذن سيقيسون بعقولهم ومداركهم الشخصية في الدين الحق وهو دين الامام المهدي(ع) فهم لايصيبونه وبذلك سيكونون من المتصدين لامر الله (الامام المهدي) . العاقبة :وبعد ان بينا صفات (مرجئة الكوفة) فلابد ان نبين عاقبتهم على يد الامام(ع) فجاء في الرواية نفسها لبشير بن ابي اراكة النبال قال: قدمت المدينة .....حتى فقال الباقر(ع) : من تاب تاب الله عليه ومن اسر نفاقا فلا يبعد الله غيره ، ومن اظهر شيئا اهرق الله دمه ، ثم قال : يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته ، واومأ بيده الى حلقه ، قلت: انهم يقولون :
    انه اذا كان ذلك استقامة له الامور فلايهريق محجمة دم ، فقال :
    كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وانتم العرق بالعلق ، واومأ بيده الى جبهته ) . وهذا بيان واضح عن باقر اهل البيت(ع) في بيان عاقبة المخالفين من الشيعة(المرجئة) في الكوفة وكيفية قتلهم بالسيف الذي هو اشارة الى الحرب الدموية التي سيقودها القائم(ع) ضدهم في الكوفة حتى يختلط العرق بالدم (العلق) وهذه اشارة واضحة على قوة وجسامة حرب المهدي(ع) معهم حتى يقضي عليهم جميعا . والملفت للنظر عزيزي القارئ ان راي المرجئة في قائم آل محمد(ع) للناس هو انه(ع) سيخرج في استقامة من امره فلا يريق قطرة دم وهذا توهيم للناس وتشبيه لعقيدتهم بالامام المهدي(ع) على خلاف الواقع الذي تنقله الروايات الشريفة لاهل البيت(ع) ويقولون انه ياتي رحمة ومسالم ولايحتاج الى السيف فيامن المجتمع من سلطة القائم وحربه لانه الرجل الذي سياتي الى الكوفة حاملا الود حسب اراهم وفي قول اخر ان الدين بخير فلا داعي لان ياتي الامام الى الكوفة محاربا ونحن نقول لهم( يرونه بعيدا ونراه قريبا)(ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب).
يعمل...
X