المؤاخاة
من فـكـر الــسيـد ابـي عبــد اللــه الحـسيــــن القــحـطــانـي
عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة بأمر من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) تاركين وطنهم وأرضهم التي تربوا وعاشوا فيها تاركين ورائهم ديارهم وأعمالهم وقبائلهم وأهليهم كل ذلك في سبيل الله تبارك وتعالى .
ولم يكن لهم في المدينة بيتا يأويهم أو عملا يكسبون منه قوت يومهم منشغلين بتعليم الناس القرآن وأحكام الدين الإسلامي الجديد وعقائده وأصوله إضافة إلى ما كانت تعانيه المدينة المنورة مدينة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلاف وتناحر بين أهلها من قبيلتي الأوس والخزرج .
كل ذلك ما زال موجودا مع أنهم اسلموا وآمنوا واعتنقوا الدين المحمدي , عندها جاء الأمر بعقد المؤاخاة بينهم فأخذ كل رجل من الأنصار رجلا من المهاجرين وآخاه وقاسمه بيته وماله حتى أن من كان له زوجتين وأخيه ليس له زوجة طلقها على أن تتزوج من أخيه .
لقد آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الجميع إلا عليا (عليه السلام) فقد اختاره الله ورسوله ليكون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخا وعضدا .
وقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ) .
وقد قال له أيضا : ( يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ) .
إن هذا الأمر العظيم لم يحدث في الأمم السابقة إطلاقا ولم يشاهد أهل الأديان ما شاهده المسلمون .
لقد أصبحت الأخوة في ذلك اليوم وما تلته من أيام ليست على حساب النسب أو القبيلة إنما أصبح المائز هو الدين لقد أصبح المسلمون أخوانا في دينهم وإيمانهم قال تعالى :
{ إنما المؤمنون أخوة } .
لقد عاشت الأمة يومها اسمى مراحل الإيثار والتضحية فقد كانت سائدة آنذاك العصبية القبلية وكان الرجل يفتخر بأهله وقبيلته ولكن المولى تبارك وتعالى وببركة الدين الجديد وعلى يدي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي علم الإنسانية كل معاني الخير والإيثار والحب .
وعلى يد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركة تحقق العجب حيث ترك الرجل أمه وأبيه الكافران وترك أخيه وزوجته وهاجر في سبيل الله .
حيث اختار له أهل غير أهله النسبيين وأخوة غير إخوته من أمه وأبيه اختار حياة الفقر والمواجهة على حياة العز والترف والافتخار لأنه أيقن أن ما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الحق من عند الله لأنهم شعروا يومها بإنسانيتهم التي ما عرفوها سابقا .
كل هذا بعينه سيجري على أنصار ومعتنقي الدين الجديد الذي سيأتي به الإمام المهدي (عليه السلام) فعن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( إن قائمنا إذا قال دعى الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله وأن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء )( بحار الأنوار ج13 ) .
ذلك الدين الذي يأتي في آخر الزمان بعد أن عمت الجاهلية البلاد الإسلامية وعصفت بها فإن الناس يومئذ - أي في عصر الظهور الشريف - تعيش جاهلية كما بينا ذلك سابقا .
ومن هنا يتبين لنا حال الناس في ذلك الزمان حيث يكون التفاخر بالأنساب والتعصب للقبلية أو الجهة التي يعمل بها ولها .
كما أن الناس تكون يومها متناحرة مختلفة متباغضة يعادي بعضهم البعض وهذا ما أكدتها الروايات الواردة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) .
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : (...فقلت : لن تروا ما تحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه البعض وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين وحتى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلا كالكحل في العين والملح في الزاد وهو اقل الزاد )(غيبة لنعماني ) .
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( أنى يكون هذا ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك ؟ فقلت : وما استدارة الفلك ؟
فقال: اختلاف الشيعة بينهم )( المصدر نفسه ) .
وعن عميرة بنت نفيل قالت : ( سمعت الحسين بن علي (عليه السلام) يقول : لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض , ويتفل بعضكم في وجوه بعض , ويشهد بعضكم على بعض بالكفر , ويلعن بعضكم بعضا . فقلت له: ما في ذلك الزمان خير ؟ فقال الحسين : الخير كله في ذلك الزمان يقوم قائمنا فيدفع ذلك كله )(غيبة الطوسي ) .
ومن هنا وبعد أن تكون دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) قد خرجت وانتشرت بين الناس وآمن بها بعضهم ولكن الناس حاربوهم وكذبوهم واتهموهم بشتى الاتهامات كما اتهم المسلمون الأوائل من قبل .
ومن هنا يأتي الأمر بالهجرة إلى مدينة المهدي التي هي خراسان وهنا وبعد أن ترك المؤمنون المهاجرون في سبيل الله الأهل والديار وتوجهوا وهاجروا من اجل الدعوة إلى الدين الجديد الذي هو دين المهدي (عليه السلام) .
وبعد أن يحتضنهم الأنصار في إيران يأتي الأمر بالمؤاخاة بين المؤمنين حيث يتقاسمون البيوت والأموال وما إلى ذلك ليعيشوا ويكونوا اخوانا متحابين في الله ونصرة الإمام المهدي (عليه السلام) .
عن بريد العجلي قال :
( قيل لأبي جعفر (عليه السلام) : إن أصحابنا في الكوفة جماعة كثيرة فلو أمرتهم لأطاعوك واتبعوك .
فقال : يجيء احدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته ؟ فقال : لا .
قال : فهم بدمائهم ابخل ثم قال : إن الناس في هدنة نناكحهم ونتوارثهم ونقيم عليهم الحدود ونؤدي الأمانات حتى إذا قام القائم جاءت المزاملة ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه )( بحار الأنوار ج52 ) .
وقد ذكرنا سابقا وهو المعلوم لدى الباحثين والكتاب أن صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) أي الذي يقوم بالدعوة والتمهيد له (عليه السلام)ووزيره اليماني وهو أيضامن المهاجرين إلى خراسان وكذلك جاءت تسميته في بعض الروايات بالخراساني كما في الرواية الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) حيث قال :
( لابد لبني فلان من أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هنا وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما أما أنهم لا يبقون منهم أحدا )( غيبة النعماني ) .
فإن الملقب في هذه الرواية بالخراساني هو نفسه السيد اليماني فهو من يواجه السفياني وبني العباس كما أنه لقب بذلك لخروجه من خراسان بالجيش متجها إلى الكوفة التي هاجر منها فيأتي إليها فاتحا كما جاء من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مكة فاتحا .
وهذا ما تؤكده لنا الرواية الواردة عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان ) .
وبناء على هذا فإن ما كان من أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) في المؤاخاة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أي أن النبي اختار وزيره وابن عمه علي (عليه السلام) أخا له فيكون مع الإمام المهدي (عليه السلام) اليماني حيث أن المهدي (عليه السلام) يختار اليماني أخا له وهذا ما صرحت به الروايات الأخبار.
فقد ورد في معجم الملاحم والفتن ج4 : ( ثم يلي من بعده المضري العماني القحطاني يسير بسيرة أخيه المهدي وعلى يديه تفتح مدينة الروم ) .
وقد ورد في نفس المصدر أيضا :
( يكون من بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان , اخو المهدي في دينه , يعمل بعمله , وهو الذي يفتح مدينة الروم ويصيب غنائمها ) .
والقحطاني هو اليماني كما لا يخفى على الباحثين في أمر الإمام (عليه السلام) وكما يظهر من الأخبار والروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) .
وبذلك سوف يورث الإمام المهدي (عليه السلام) الأخ أخيه ولكن ليس المراد أخيه في النسب إنما أخيه في الدين كما ذكرت ذلك الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أن الله آخا بين الأرواح في الاظلة قبل أن يخلق الأبدان بألفي عام فلو قد قام قائمنا أهل البيت لورث الأخوة الذين آخا بينهم في الاظلة ولم يورث الأخ من الولادة )( البحار ج52 ) .
كما أن ما يؤيد ذلك ما ورد في الأحاديث الشريفة من أن معنى الرحم في الحقيقة هو رحم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) .
من فـكـر الــسيـد ابـي عبــد اللــه الحـسيــــن القــحـطــانـي
عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة بأمر من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) تاركين وطنهم وأرضهم التي تربوا وعاشوا فيها تاركين ورائهم ديارهم وأعمالهم وقبائلهم وأهليهم كل ذلك في سبيل الله تبارك وتعالى .
ولم يكن لهم في المدينة بيتا يأويهم أو عملا يكسبون منه قوت يومهم منشغلين بتعليم الناس القرآن وأحكام الدين الإسلامي الجديد وعقائده وأصوله إضافة إلى ما كانت تعانيه المدينة المنورة مدينة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلاف وتناحر بين أهلها من قبيلتي الأوس والخزرج .
كل ذلك ما زال موجودا مع أنهم اسلموا وآمنوا واعتنقوا الدين المحمدي , عندها جاء الأمر بعقد المؤاخاة بينهم فأخذ كل رجل من الأنصار رجلا من المهاجرين وآخاه وقاسمه بيته وماله حتى أن من كان له زوجتين وأخيه ليس له زوجة طلقها على أن تتزوج من أخيه .
لقد آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الجميع إلا عليا (عليه السلام) فقد اختاره الله ورسوله ليكون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخا وعضدا .
وقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ) .
وقد قال له أيضا : ( يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ) .
إن هذا الأمر العظيم لم يحدث في الأمم السابقة إطلاقا ولم يشاهد أهل الأديان ما شاهده المسلمون .
لقد أصبحت الأخوة في ذلك اليوم وما تلته من أيام ليست على حساب النسب أو القبيلة إنما أصبح المائز هو الدين لقد أصبح المسلمون أخوانا في دينهم وإيمانهم قال تعالى :
{ إنما المؤمنون أخوة } .
لقد عاشت الأمة يومها اسمى مراحل الإيثار والتضحية فقد كانت سائدة آنذاك العصبية القبلية وكان الرجل يفتخر بأهله وقبيلته ولكن المولى تبارك وتعالى وببركة الدين الجديد وعلى يدي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي علم الإنسانية كل معاني الخير والإيثار والحب .
وعلى يد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركة تحقق العجب حيث ترك الرجل أمه وأبيه الكافران وترك أخيه وزوجته وهاجر في سبيل الله .
حيث اختار له أهل غير أهله النسبيين وأخوة غير إخوته من أمه وأبيه اختار حياة الفقر والمواجهة على حياة العز والترف والافتخار لأنه أيقن أن ما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الحق من عند الله لأنهم شعروا يومها بإنسانيتهم التي ما عرفوها سابقا .
كل هذا بعينه سيجري على أنصار ومعتنقي الدين الجديد الذي سيأتي به الإمام المهدي (عليه السلام) فعن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( إن قائمنا إذا قال دعى الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله وأن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء )( بحار الأنوار ج13 ) .
ذلك الدين الذي يأتي في آخر الزمان بعد أن عمت الجاهلية البلاد الإسلامية وعصفت بها فإن الناس يومئذ - أي في عصر الظهور الشريف - تعيش جاهلية كما بينا ذلك سابقا .
ومن هنا يتبين لنا حال الناس في ذلك الزمان حيث يكون التفاخر بالأنساب والتعصب للقبلية أو الجهة التي يعمل بها ولها .
كما أن الناس تكون يومها متناحرة مختلفة متباغضة يعادي بعضهم البعض وهذا ما أكدتها الروايات الواردة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) .
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : (...فقلت : لن تروا ما تحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه البعض وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين وحتى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلا كالكحل في العين والملح في الزاد وهو اقل الزاد )(غيبة لنعماني ) .
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( أنى يكون هذا ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك ؟ فقلت : وما استدارة الفلك ؟
فقال: اختلاف الشيعة بينهم )( المصدر نفسه ) .
وعن عميرة بنت نفيل قالت : ( سمعت الحسين بن علي (عليه السلام) يقول : لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض , ويتفل بعضكم في وجوه بعض , ويشهد بعضكم على بعض بالكفر , ويلعن بعضكم بعضا . فقلت له: ما في ذلك الزمان خير ؟ فقال الحسين : الخير كله في ذلك الزمان يقوم قائمنا فيدفع ذلك كله )(غيبة الطوسي ) .
ومن هنا وبعد أن تكون دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) قد خرجت وانتشرت بين الناس وآمن بها بعضهم ولكن الناس حاربوهم وكذبوهم واتهموهم بشتى الاتهامات كما اتهم المسلمون الأوائل من قبل .
ومن هنا يأتي الأمر بالهجرة إلى مدينة المهدي التي هي خراسان وهنا وبعد أن ترك المؤمنون المهاجرون في سبيل الله الأهل والديار وتوجهوا وهاجروا من اجل الدعوة إلى الدين الجديد الذي هو دين المهدي (عليه السلام) .
وبعد أن يحتضنهم الأنصار في إيران يأتي الأمر بالمؤاخاة بين المؤمنين حيث يتقاسمون البيوت والأموال وما إلى ذلك ليعيشوا ويكونوا اخوانا متحابين في الله ونصرة الإمام المهدي (عليه السلام) .
عن بريد العجلي قال :
( قيل لأبي جعفر (عليه السلام) : إن أصحابنا في الكوفة جماعة كثيرة فلو أمرتهم لأطاعوك واتبعوك .
فقال : يجيء احدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته ؟ فقال : لا .
قال : فهم بدمائهم ابخل ثم قال : إن الناس في هدنة نناكحهم ونتوارثهم ونقيم عليهم الحدود ونؤدي الأمانات حتى إذا قام القائم جاءت المزاملة ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه )( بحار الأنوار ج52 ) .
وقد ذكرنا سابقا وهو المعلوم لدى الباحثين والكتاب أن صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) أي الذي يقوم بالدعوة والتمهيد له (عليه السلام)ووزيره اليماني وهو أيضامن المهاجرين إلى خراسان وكذلك جاءت تسميته في بعض الروايات بالخراساني كما في الرواية الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) حيث قال :
( لابد لبني فلان من أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هنا وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما أما أنهم لا يبقون منهم أحدا )( غيبة النعماني ) .
فإن الملقب في هذه الرواية بالخراساني هو نفسه السيد اليماني فهو من يواجه السفياني وبني العباس كما أنه لقب بذلك لخروجه من خراسان بالجيش متجها إلى الكوفة التي هاجر منها فيأتي إليها فاتحا كما جاء من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مكة فاتحا .
وهذا ما تؤكده لنا الرواية الواردة عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان ) .
وبناء على هذا فإن ما كان من أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) في المؤاخاة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أي أن النبي اختار وزيره وابن عمه علي (عليه السلام) أخا له فيكون مع الإمام المهدي (عليه السلام) اليماني حيث أن المهدي (عليه السلام) يختار اليماني أخا له وهذا ما صرحت به الروايات الأخبار.
فقد ورد في معجم الملاحم والفتن ج4 : ( ثم يلي من بعده المضري العماني القحطاني يسير بسيرة أخيه المهدي وعلى يديه تفتح مدينة الروم ) .
وقد ورد في نفس المصدر أيضا :
( يكون من بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان , اخو المهدي في دينه , يعمل بعمله , وهو الذي يفتح مدينة الروم ويصيب غنائمها ) .
والقحطاني هو اليماني كما لا يخفى على الباحثين في أمر الإمام (عليه السلام) وكما يظهر من الأخبار والروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) .
وبذلك سوف يورث الإمام المهدي (عليه السلام) الأخ أخيه ولكن ليس المراد أخيه في النسب إنما أخيه في الدين كما ذكرت ذلك الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أن الله آخا بين الأرواح في الاظلة قبل أن يخلق الأبدان بألفي عام فلو قد قام قائمنا أهل البيت لورث الأخوة الذين آخا بينهم في الاظلة ولم يورث الأخ من الولادة )( البحار ج52 ) .
كما أن ما يؤيد ذلك ما ورد في الأحاديث الشريفة من أن معنى الرحم في الحقيقة هو رحم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) .
تعليق