( الطوفان )
من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
بعد أن أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه نوح (عليه السلام) إلى قومه وأمره الله أن ينذرهم ويدعوهم إلى التوحيد الخالص، كما جاء في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ}( هود 25 -26 )، وقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(نوح1 ).
فتصدى قوم نوح لدعوته وجابهوه بالرفض والتكذيب والفرار منه ومن دعوته، قال تعالى: {قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارا}( نوح 4 -5 ) وكذلك جوبهت دعوته بالتكبر والاستكبار والإصرار والعناد وعدم التسليم له ولدعوته واستمر في دعوته مدة تسعمائة وخمسون سنة ولكنهم لم يؤمنوا به.
فقال نوح (عليه السلام) { رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }( نوح26 )، عندئذ جاء أمر الله تعالى ووقع العذاب على قوم نوح نتيجة لتكذيبهم فأهلكهم بطوفان الماء بعد أن صعد نوح والمؤمنين بدعوته إلى السفينة التي أمره الله تعالى أن يصنعها قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }(هود40 ).
ولما كان الأمام المهدي (عليه السلام) له سنة من نوح فلابد أن يقع الطوفان الذي يكون به هلاك كل أعداء الأمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان وكل الرادين عليه وعلى دعوته الشريفة، ولكن طوفان الأمام المهدي هو طوفان من الفتن والابتلاءات التي فيها هلاك الكافرين والمنافقين.
عن الأمام أبي عبد الله (عليه السلام) في كلام طويل له قال: (ثم يسير المهدي (عليه السلام) إلى الكوفة وينزل مابين الكوفة والنجف إلى أن قال: ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها الا بالسيف.......)( إلزام الناصب في اثبات الحجة الغائب ج2 ص230 )، وفي هذه الرواية دليل واضح لا يقبل الشك بأنه هناك طوفان من الفتن والابتلاءات في زمان الأمام المهدي (عليه السلام).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (أنه عند انقطاع من الزمان وظهور الفتن رجل يقال له المهدي يكون عطائه هنيئا)(كشف الغمة ج3 ص271 ) ، فأصبح واضحاً ومعروفا أن الفتن التي تسبق قيام الأمام المهدي سوف تكون كثيرة وقوية في كل بقاع العالم وخصوصا العالم الإسلامي في منطقة الظهور المقدس للأمام المهدي (عليه السلام) التي ستشهد الكثير من المحن والابتلاءات، وصدق الشاعر عندما قال:
طوفان آل محمــد في الأرض غرق جهلها
وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة وأهلــها
فأقبض لكفك عـروة لا تخشى منها فصلـها
وهذا يؤكد أن معنى طوفان الفتن كان معروفا حتى عند عامة الناس، إذن فإن الطوفان سنة جارية في المهدي (عليه السلام) وسيهلك الكافرين والمنافقين من أعداء الحق وأعداء المهدي المنتظر (عليه السلام) وسوف لن ينجو منه إلا من صدق بدعوة الإمام (عليه السلام) وبناء على هذا، فلا بد أن تكون للإمام المهدي (عليه السلام) سفينة النجاة لتحمل المؤمنين على ظهرها فتجنبهم من الفتن كما كان لنوح (عليه السلام) سفينة حملت المؤمنين وأنجتهم من طوفان الماء.
من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
بعد أن أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه نوح (عليه السلام) إلى قومه وأمره الله أن ينذرهم ويدعوهم إلى التوحيد الخالص، كما جاء في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ}( هود 25 -26 )، وقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(نوح1 ).
فتصدى قوم نوح لدعوته وجابهوه بالرفض والتكذيب والفرار منه ومن دعوته، قال تعالى: {قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارا}( نوح 4 -5 ) وكذلك جوبهت دعوته بالتكبر والاستكبار والإصرار والعناد وعدم التسليم له ولدعوته واستمر في دعوته مدة تسعمائة وخمسون سنة ولكنهم لم يؤمنوا به.
فقال نوح (عليه السلام) { رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }( نوح26 )، عندئذ جاء أمر الله تعالى ووقع العذاب على قوم نوح نتيجة لتكذيبهم فأهلكهم بطوفان الماء بعد أن صعد نوح والمؤمنين بدعوته إلى السفينة التي أمره الله تعالى أن يصنعها قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }(هود40 ).
ولما كان الأمام المهدي (عليه السلام) له سنة من نوح فلابد أن يقع الطوفان الذي يكون به هلاك كل أعداء الأمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان وكل الرادين عليه وعلى دعوته الشريفة، ولكن طوفان الأمام المهدي هو طوفان من الفتن والابتلاءات التي فيها هلاك الكافرين والمنافقين.
عن الأمام أبي عبد الله (عليه السلام) في كلام طويل له قال: (ثم يسير المهدي (عليه السلام) إلى الكوفة وينزل مابين الكوفة والنجف إلى أن قال: ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها الا بالسيف.......)( إلزام الناصب في اثبات الحجة الغائب ج2 ص230 )، وفي هذه الرواية دليل واضح لا يقبل الشك بأنه هناك طوفان من الفتن والابتلاءات في زمان الأمام المهدي (عليه السلام).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (أنه عند انقطاع من الزمان وظهور الفتن رجل يقال له المهدي يكون عطائه هنيئا)(كشف الغمة ج3 ص271 ) ، فأصبح واضحاً ومعروفا أن الفتن التي تسبق قيام الأمام المهدي سوف تكون كثيرة وقوية في كل بقاع العالم وخصوصا العالم الإسلامي في منطقة الظهور المقدس للأمام المهدي (عليه السلام) التي ستشهد الكثير من المحن والابتلاءات، وصدق الشاعر عندما قال:
طوفان آل محمــد في الأرض غرق جهلها
وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة وأهلــها
فأقبض لكفك عـروة لا تخشى منها فصلـها
وهذا يؤكد أن معنى طوفان الفتن كان معروفا حتى عند عامة الناس، إذن فإن الطوفان سنة جارية في المهدي (عليه السلام) وسيهلك الكافرين والمنافقين من أعداء الحق وأعداء المهدي المنتظر (عليه السلام) وسوف لن ينجو منه إلا من صدق بدعوة الإمام (عليه السلام) وبناء على هذا، فلا بد أن تكون للإمام المهدي (عليه السلام) سفينة النجاة لتحمل المؤمنين على ظهرها فتجنبهم من الفتن كما كان لنوح (عليه السلام) سفينة حملت المؤمنين وأنجتهم من طوفان الماء.
تعليق