إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلمان المحمدي في عصر الظهور الشريف (موسوعة القائم -ج2- للسيد القحطاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلمان المحمدي في عصر الظهور الشريف (موسوعة القائم -ج2- للسيد القحطاني

    سلمان المحمدي في عصر الظهور الشريف (موسوعة القائم -ج2- للسيد القحطاني)

    كان سلمان المحمدي (رضوان الله تعالى عليه) ابن لأحد ملوك الفرس وكان والده مهتماً به كثيراً وقد قام بتعليمه علوماً مختلفة حيث عيّن له معلمين يقومون على تعليمه وتربيته واطلاعه على حضارات الأمم ودياناتها ، ونتيجة لكل ذلك وبعد أن عرف سلمان الكثير ، أعرض عن الدنيا وانشغل بالعلم والعبادة ، وفي أحد الأيام أراد والده ان يزوّجه وكان سلمان رافضاً للزواج منشغلاً عنه بالمعرفة والتعلّم ، ولكن والده أصر على ذلك فاضطر سلمان للهرب واتجه إلى بلاد الشام ، وهناك تعرّف على بعض النصارى وتعلم منهم الدين المسيحي حتى وصل به الامر أن يكون التلميذ الاول لأحد أكبر علمائهم.
    ولمّا مات هذا العالم التحق بأمره الى رجل آخر ليأخذ منه باقي علوم الدين المسيحي ويكون في خدمته ثم إن هذا العالم النصراني توفي بعد فترة فالتحق بأمره الى شخص ثالث لايوجد غيره من يحمل علوم الدين المسيحي وفعلاً حصل ذلك والتحق به سلمان وكان تلميذاً وخادماً لذلك العالم النصراني.
    لقد كان هؤلاء الرهبان الثلاثة رجال صالحين ويعرفون النبي الذي يأتي بعد عيسى المسيح (عليه السلام) بوصفه وصفته وقد أخبروا سلمان عنه ووصفوه له بصفة بينة وبعد بضع سنوات قضاها سلمان في خدمة الراهب النصراني الثالث ، دنت الوفاة من ذلك الراهب عند ذلك سأله سلمان إلى من يأمره بالتوجه ليأخذ منه العلم والمعرفة فأخبره ذلك الراهب بأنه لايوجد بعده أحد يأمره بالذهاب اليه لكنه أخبره بأن هذا الزمان هو زمن ظهور النبي العربي المذكور في التوراة والإنجيل.
    وأمره بأن يتوجه إلى تهامة للبحث عنه ، لأنه موجود في كتبهم أنه يخرج من تلك الأرض وذكر له علامات وأوصاف يتحلّى بها ذلك النبي ، وبعد أن فارق ذلك الراهب الحياة اتجه سلمان مع قافلة يريد بها مكة وكان في القافلة رجال مشركين يعملون المنكر فنهاهم سلمان عن ذلك ، ولكنهم قاموا بضربه واتخذوه عبداً لهم وباعوه عندما وصلوا إلى بعض اليهود في المدينة ولما وصل سلمان خبر الدعوة الإسلامية وظهور النبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم تسليماً) جاء الى النبي وتعرّف عليه وطلب من النبي أن يريه ظهره فرأى العلامات التي ذكرها له الرهبان ورأى خاتم النبوة في كتفه فأسلم وآمن وبلغ مبلّغاً لم يبلغه أحداً من الصحابة.
    حتى قال عنه رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم تسليماً) : (سلمان منّا أهل البيت) عيون أخبار الرضا ج1 ص 70.
    وقال : (لا تقولوا سلمان الفارسي بل قولوا سلمان المحمدي) شرح القصيدة الرائية ص86.
    وقد كان سلمان من حواريي الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاصّته من أصحابه وقد قال عنه أئمة الهدى صلوات الله عليهم اجمعين (الإيمان عشر درجات وسلمان في الدرجة العاشرة منه) تنزيه الشيعة الاثني عشرية عن الشبهات الواهية ص 565.

    فإن سلمان المحمدي في عصر الظهور سوف يخرج من بلاد خراسان وسوف يؤمن بصاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) بعد أن يتعرّف عليه ويرى العلامات الموجودة فيه والدالة عليه ويبدو أنه سيداً علوياً ومؤيداً بروح سليمان ممن يرجع مع المهدي (عليه السلام).

    فقد روى المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (يخرج مع القائم (ع) من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر يكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً) الإرشاد ج2 ص 386.
    وقد أثبتنا أن تلك الرجعة روحية (راجع منتدى الرجعة بخصوص هذا المفهوم) التي يؤيد بها أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) ، فـ (روح سلمان) سوف ترجع لتؤيد ذلك السيد الذي يخرج من خراسان والذي هو السيد القزويني الذي يظهر في قزوين.

    فقد روي عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم تسليماً) أنه قال : (يخرج بقزوين رجل اسمهُ اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفاً) بحار الانوار ج 52 ص 213
    فمن ذلك اطلق الرسول الكريم (صل الله عليه وآله وسلم تسليماً) تلك الكلمة فإننا نعتقد كما قلنا إن سلمان في عصر الظهور يكون سيداً علوياً من نسل الرسول الكريم (صل الله عليه وآله وسلم تسليماً) وإذا أردنا التعرف على سلمان في عصر الظهور الشريف فلا بد لنا من الرجوع الى شخصية سلمان في عصر الرسالة الإسلامية ، فقد كان رضوان الله عليه متعلماً وباحثاً عن الرسول الذي يكون آخر الرسل وخاتم الأنبياء وكذلك يكون السيد القزويني سلمان في عصر الظهور حيث إنه من المتوقع أن يكون شخصاً متعلماً وباحثاً عن الدعوة المهدوية آخر الدعوات الإلهية وعن صاحبها.
    وأن هذا السيد الذي يخرج من خراسان تلك البلاد التي خرج منها سلمان يكون عارفاً بوصف اليماني وصفته التي جاء ذكرها في الروايات والأخبار الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فعن أبي بصير قال أبو عبدالله (عليه السلام) : (يا أبا محمد بالقائم علامتان شامة في رأسه وداء الحزاز في رأسه ، تحت كتفه الأيسر ورقة مثل ورقة الاس) غيبة النعماني ص224.
    كما أن السيد الذي يكون مسدداً ومؤيداً بروح سلمان رضوان الله عليه يكون عالم عرفاني والظاهر إن عنده اتصال وإن كان بنسبة قليلة بالإمام المهدي (عليه السلام) لأنه يكون صادقاً في بحثه عن الإمام (ع) كما كان لسلمان ذلك الاتصال بالملكوت فقد كان يرى بعض الرؤى التي تقوده الى اتباع الحق وأهله.
    كما أن ذلك السيد القزويني يكون لديه أطلاع ومعرفة وإلمام بالكتب القديمة والحديثة التي تصف قضية الإمام المهدي(عليه السلام) وتتحدث عنها وتصف أصحابه وممهديه وأنصاره ، كما كان سلمان مُطلعاً على الكتب القديمة وخاصة التوراة والإنجيل التي تصف وتتحدث عن النبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم تسليماً) وأتباعه وأصحابه وأنصاره ، ولابد أن يكون ذلك السيد جليل القدر ومطاع في قومه كما كان سلمان في قومه ابناً لأحد ملوك فارس.
    وبهذا يتبّين لنا وجه العلاقة بين سلمان ذلك الرجل الذي ترك الدنيا والملك وتوجه في طلب العلم والمعرفة الإلهية والذي صار خادماً عند الرهبان كل ذلك لأجل الوصول إلى الداعي الذي يقوم في مكة بأمر الله والذي يدعو إلى دين جديد يكون خاتماً للأديان السماوية ، ويبحث عن ذلك النبي الأُمي الذي يكون خاتماً للأنبياء وبين ذلك السيد الذي يخرج من نفس الأرض التي خرج منها سلمان والذي سوف يترك الدنيا والأهل ويخرج باحثاً عن صاحب دعوة المهدي (عليه السلام) وعن ذلك الدين الجديد الذي يأتي به الإمام المهدي (عليه السلام)

    الموضوع منقول من : موسوعة القائم / الجزء -2- / حرب القائم
    من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .
يعمل...