إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل الاول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل الاول

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حركة
    الشهيد الصدر(قدس)
    هي الحركة
    الصغرى للامام المهدي(ع)


    من فكر:
    (السيد أبو عبد الله الحسين القحطاني)


    الإهداء

    إلى سيدي ومولاي الذي غاب وصبر طيلة هذه السنوات الى الامام المظلوم الى من ننتظره صباح ومساء اليك سيدي ياحجة الله يا صاحب العصر والزمان والى روح السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) الذي قدم نفسه قرباناً لدين الله عز وجل اهدي هذا الجهد المتواضع .
    المقدمة
    كان السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) ومازال شعلة انارت للكثيرين طريق الحق والهداية ومهدت الطريق بوجه الامام المهدي(عليه السلام) وانصاره اننا ندرك ان سماحته (اعلى الله مقامه) وعلى يقين من ذلك قد رفع حجر كبير كان يسد الطريق الذي يربطنا بامام زماننا الحجة بن الحسن(عليه السلام) وذلك الحجر هو القدسية التي كان يحاط بها رجال الدين وفقهاء الحوزة العلمية التي اعمت عيون الناظرين والمنتظرين للامام المهدي(عليه السلام) وقد حجب ذلك الحجر رؤية الطريق كله فكنا لانرى ماخلقه وقد كان للسيد (قدس) الفضل الكبير في ازالة ذلك الحجر ليمتد نور ابصارنا فننظر لكل الطريق ونتعرف على الحقيقة التي ضلت غائبة عنا وعن اجيال من الناس سبقتنا وانني حين اكتب هذا البحث الذي اثبت من خلاله الشبه الكبير بين حركة السيد الشهيد(قدس)وبين حركة الامام المهدي(عليه السلام) لا اريد القول انه (رضوان الله عليه)كان معصوماً او انه كان متصلاً بالامام المهدي (عليه السلام) اتصالاً مباشراً .
    او أنه (قدس) هو وحده يمثل الحق كل الحق ولايوجد غيره من يدعو الى الحق كما قد يتصور البعض حين قراءته لهذا البحث ولكنني حينما شرعت بكتابة هذا البحث كنت ومازلت على يقين واعتقاد تام من انه (قدس) لم يأت بكل الحق بل جاء ببعض الحق لانه(قدس) كان اول الممهدين في عصرنا هذا للامام المهدي (عليه السلام) سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر واول الممهدين حتماً ليس كالامام المهدي (عليه السلام) الذي يأتي بالحق كله كما ان بقية الممهدين له(عليه السلام) يأتون بالحق ولكن تكون نسبته عندهم حسب قربهم من الامام (عليه السلام) فكلما كان الممهد قريب عهد بالامام (عليه السلام) تكون حركته ودعوته أوسع وأشمل ممن سبقه ،كما كان من شأن السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) حيث كانت حركته مقتصرة على الجانب العلمي اضافة الى حربه ضد الطغاة والتنديد بهم ولكن السيد محمد صادق الصدر(قدس) حينما اتى كانت حركته اشمل واوسع من حركته السيد محمد باقر الصدر(قدس) ، وقد شملت جوانب عديدة ومختلفة ، وهذا المعنى يظهر واضحاً في دعوات الانبياء والرسل (عليه السلام) فأن دعوات الانياء (عليه السلام) تختلف من دعوة الى اخرى فهناك دعوة الى فئة معينة أو قوم معينين وهناك دعوة أوسع من تلك وهكذا كما أن رسالات الرسل تختلف من حيث الطرح والاتساع والاقتصار فرسالة ابراهيم (عليه السلام) ليست كرسالة نوح (عليه السلام) ورسالة موسى ليست كرسالة أبراهيم ورسالة عيسى ليست كرسالة موسى (عليه السلام) ورسالة محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ليست كرسالة عيسى (عليه السلام) فان الرسالات في تكامل الى أن تمت وكملت برسالة النبي الخاتم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) التي جاءت اشمل وأكمل من كل الرسالات بل هي أعمق في بعدها كذلك كان الدين الاسلامي هو الدين الخاتم وأن الله عز وجل أراد ان يظهره على الدين كله قال تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33. كما ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي اراده المولى تبارك وتعالى هو دين الاسلام قال تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}فقد فضل المولى تبارك وتعالى الدين الاسلامي على الدين كله كما فضل النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم )على جميع الانبياء والرسل كما انه فضل بعض النبيين على بعض قال تعالى {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ }الاسراء 55. كذلك الحالة بالنسبة للدعاة والممهدين للامام المهدي(عليه السلام) حيث يكون التمهيد له (عليه السلام) بالتدريج شيئاً فشيئاً . كما إنني لاقول أنه (قدس) لايخطأ فهو ليس معصوماً ولكنني اعتقد ان سماحته رضوان الله عليه كان مسدداً من الامام المهدي (عليه السلام) او من سيدنا الخضر (عليه السلام) وكان مؤيداً بتأيد الله تبارك وتعالى وهذا مايظهر من خلال مسيرته وحركته كما سيتبين في الصفحات القادمة من هذا البحث كما إن الهدف من هذا البحث في الواقع تعريف الناس بقضية الامام المهدي(عليه السلام) وبالمثال الذي يفهمه عامة الناس فضلاً عن خاصتهم والحقيقة انني على اعتقاد من ان حركة السيد الشهيد(قدس)هي مثال مصغر لحركة الامام المهدي(عليه السلام) ودعوته فمن اراد ان يفهم دعوة الامام المهدي(عليه السلام) ويتعرف عليها عليه ان يفهم حركة السيد الشهيد(قدس) ويتأملها جيداً . وهذا هو الهدف الاول من البحث اما في مايخص الهدف الثاني فهو اظهار فضل السيد الشهيد(قدس) ومدى علاقته بالامام المهدي(عليه السلام) وفاء لدمائه الزاكية التي اريقت في سبيل الحق والهداية والتمهيد لسيدنا ومولانا الامام المهدي(عليه السلام) والحمد لله رب العالمين .


    قيامه بعد موته
    يتصور الكثيرين ان الموت هو الموت المادي فقط لكن كم من الاحياء من هم اموات في الواقع وهذا المعنى يظهر ايضاً من كلام النبي يوسف (عليه السلام) حيث قال : (( السجن مقبرة الاحياء )) فكم من حي في السجون قد مات ذكره واندرس امره ونسيه الناس ولم يعودوا يذكرونه فهو حي ولكنه في عداد الاموات والمنسيين كما نسي الاموات فالموت أذن على قسمين موت مادي وموت معنوي ومنه ما اصيب به الانبياء (عليهم السلام) وبعض الناس .
    فلقد مات الكثير من الانبياء والقادة نتيجة ما وجه لهم من اتهامات وتسقيط في المجتمعات حيث قتلت شخصياتهم بين الناس وعادة ما يكون ذلك في بداية دعواتهم الى ان يفتح الله لهم فمرة يموت ذلك النبي او هذا القائد معنوياً نتيجة ما قام به المجتمع من تكذيب له ورد دعوته وعدم قبوله واتهامه بشتى الاتهامات فلا تظهر دعوته ولا تنتشر ولا تتخذ مداها بين الناس ، فيكون النبي او القائد حينئذ في عداد الاموات والمنسيين حيث تقتل شخصيته ويموت ذكره الى ان يفتح الله عز وجل له فيحيا ذكره من جديد بين الناس .
    وهذا ما مر به الكثير من الانبياء والرسل (عليهم السلام) وكذلك يمر به اكثر الداعين الى الحق فأنهم حيث اول ما يبدؤن دعواتهم يُكذبون ويُتهمون فتقتل شخصياتهم ويموت ذكرهم الى ان يفتح الله لهم .
    وهذا ما وقع مع الامام المهدي (عليه السلام) حيث مات ذكره بين الناس اثناء غيبته فكان من المنسيين الى ان يأتي اليوم الذي يفتح الله عز وجل له وتكثر انصاره ومريديه .
    وهذا الامر بعينه وقع مع سماحة السيد الشهيد الصدر (قدس) .
    فقد كان (قدس) من طلبة البحث الخارج المتفوقين والمتميزين والمشتغلين فكان يحضر درس البحث الخارج عند اعلم العلماء في وقته السيد محمد باقر الصدر (قدس) وكان من الطلبة الاوائل في حضور درس السيد (قدس) كما انه كان يحضر درس السيد الخوئي (قدس) وكان ايضا من المتفوقين في الدرس وكان ينظر اليه من قبل اساتذته وزملائه في الدرس نظرة ملؤها الاعجاب بذكائه ونباهته وتفوقه العلمي على باقي اقرانه من طلبة البحث الخارج انذاك . وكان السيد محمد باقر الصدر (قدس) يامل فيه ان يكون مجتهدا بارعا . واستمر الحال بالسيد الشهيد هكذا حتى بدأت الامور تسوء يوما بعد يوم فقد بدأت حكومة الطاغية صدام ( لعنه الله ) بمضايقة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس ) وراحت تعتقل كل من يتقرب من السيد او يحضر درسه فتفرق طلبة البحث الخارج ولم يعد يحضر الدرس يومها الا قلة قليلة ومنهم السيد الشهيد محمد صادق الصدر ( قدس ) وبعد اعتقال سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) واستشهاده فيما بعد اشتد الامر على سماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس) حيث فرضت عليه الاقامة الجبرية ووضعوا نقطة للامن بباب داره ولم يسمح لع بالخروج الا مرة واحدة في الشهر حيث يخرج لزيارة قبر امير المؤمنين (عليه السلام) واستلام راتبه ، واستمر هذا الحال لسنوات طويلة ، فبعد ان كان (قدس) من الطلبة المعروفين والمتميزين وبعد ان كاد نجمه يلمع كأحد العلماء الذين يشار لهم بالبنان اختفى وافل نجمه ونسي ذكره وخفي امره فلا يكاد يذكره ذاكر ولم يعد يعرف فقد مات ذكره وهو حي فكان لا يستطيع ان يمارس عمله كاحد ابرز المجتهدين والعاملين على خدمة المذهب والدين وما ان حانت الفرصة بعد الانتفاضة الشعبانية ، فقد بدأ صدام وجلاوزته بأستخدام سياسة جديدة مع ابناء المذهب الشيعي حيث قام ظاهرا باعطائهم بعض الحريات . انتهز السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس) وبذكائه المعهود هذه الفرصة وعاد الى الساحة العلمية من جديد ولكن ليس كطالب هذه المرة بل عاد ليعلن عن اجتهاده ويعرض نفسه كمرجع للمسلمين وشيئا فشيئا بدأت مرجعيته بالانتشار بين الناس وبدأت تتسع يوما بعداخر حتى سطع نجمه من جديد وظهر ذكرة وانتشر بين الناس وعلى ذكره كمرجعا وقائداً فاعلن عن ثورة فكرية ونهضة علمية احدثت ضجة في الاوساط العلمية والثقافية والحوزوية ، بل وصل الامر ان العامة لا تكاد تنسى ذكره فظهر ذكره على افواه المحقين والمبطلين وهكذا يكون امر القائم (عليه السلام) حيث دلت الروايات الواردة عن الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .
    ان القائم(عليه السلام) يقوم بعد موت ذكره بين الناس حيث تكون غيبة وحيرة فلا يكاد يذكره ذاكر فيموت ذكره بين الناس ، وهذا ما ورد في الرواية الواردة عن الامام محمد الجواد (عليه السلام) ........ان من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له: يبن رسول الله ولم سمي القائم ؟ قال : لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد اكثر القائلين بأمامته. فقلت له : ولم سمي المنتظر ؟ فقال : لأن له غيبة يكثر آياتها ويطول امدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجوا فيه المسلمون ) الاكمال ص361 والواقع ان هذا الامر وقع مع سماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس) كما بينا . وهذه في الواقع نقطة من نقاط الشبه بين حركة السيد الشهيد وبين حركة الامام المهدي (عليه السلام) . فان حركة السيد(رحمه الله) حركة ومثالا ًصغيرا لحركة الامام (عليه السلام) فلا تستغرب اذا من ظهور حركة الامام المهدي (عليه السلام) بهذه الكيفية حيث تبدأ دعوة الامام وحركته بالظهور شيئاً فشيئاً وتبدأ بالانتشار والاتساع وتأخذ صداها بين الناس حتى يظهر ذكر الامام(عليه السلام) على افواه المحقين والمبطلين .
    عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
    من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
    الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

  • #2
    السلام على الشهيد الصدر الممهد

    محمد الصدر حاربهُ المنتحلين لحب أهل البيت قبل غيرهم فقتلوه ولا زالوا يقتلوه ليومنا هذا

    أحسنت على هذا البحث القيّـم
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      بحث قيم ومهم وفقتم جميعا

      تعليق


      • #4
        حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل الثاني

        انصار الصدر وانصار القائم
        بالرجوع الى الوراء حيث دعوات الانبياء والاوصياء عليهم السلام نجد ان الصفة الغالبة في انصارهم هي كونهم من عامة الناس لا من خاصتهم كما انهم من المستضعفين في اقوامهم واممهم وهذا المعنى يظهر واضحاً في القران فقد قال تعالى حكاية عن قوم نوح (عليه السلام) { فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }هود 27 .
        كما ان موسى (عليه السلام) لم يتبعه الا بني اسرائيل وهم كما نعلم مستضعفين يعملون عند فرعون وملائه قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5.
        وكذلك بالنسبة الى عيسى (عليه السلام) فلم يؤمن به الا المستضعفين والفقراء والمساكين فقد كذبه رجال الكنيسة واتهموه وحاربوه وحاولوا قتله مرات عديدة واما بالنسبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يؤمن به الا العبيد والمساكين من اهل مكة وهذا مما لا يخفى ولا يحتاج لمزيدمن الايضاح .
        اما بالنسية لكبار قريش من اهل مكة فلم يؤمنوا به (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يقبلوه بل كذبوا ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً وحاربوه وأتهموه .
        وهذا الحسين(عليه السلام) لم ينصره الا سبعين رجلاً وكذلك بالنسبة للأمام المهدي(عليه السلام) فقد دلت الايات والروايات انه لا ينصره الا المستضعفين ، فقد جاء في تفسير قوله تعالى{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5.
        فقد ورد عن الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين انها في القائم واصحابه فهم المستضعفون الذين يرثون الارض ، وهذا في الواقع ديدن الدعوات الالهية فغالباً ما يكون انصار تلك الدعوات من المستضعفين ومن عامة الناس . وكذلك الحال بالنسبة لحركة السيد الشهيد الصدر (قدس) فأن الاعم الاغلب من انصاره كانوا من المستضعفين ومن عامة الناس لا خاصتهم فقد وقف الخاصة بوجهه وكذبوه وردوا دعوته ولم يقبلوا بمرجعيته كما ان الاعم الاغلب في انصاره كانوا من الشباب والقليل منهم كان من كبار السن.
        وبعد ان ظهر (قدس) من جديد وطرح نفسه كمرجع وقائد للمسلمين بدأت مرجعيته بالانتشار والاتساع شيئاً فشيئاً وقد بدأ هذا الانتشار بين اوساط الشباب من المؤمنين حتى راح الشباب يقلدون السيد جماعات حيث وجدوا في شخصه المثال الحقيقي للقائد الثائر على وضع مأساوي استمر لعقود طويلة من الرتابة والانغلاق في وسط معين لا يكاد يتعدى المدارس الدينية والمساجد التي يرتادها طلبة العلوم الدينية لأخذ الدروس الحوزوية فيها ، فقد احدث ((قدس)) ثورة فكرية ونهضة توعوية فظهرت المرجعية الدينية على يديه بحلة جديدة زاهية تعكس للأخرين الدور القيادي والسياسي لها فضلاً عن كونها مرجعية فقهية يرجع اليها الناس في احكام دينهم من حلال وحرام وغيرهما ، لقد تفاعل الشباب مع هذه المرجعية الجديدة والقيادة الثورية التي عبرت وتحدثت عن ما تنطوي عليه قلوب الفئة الشباب التي هي عبارة عن براكين من الحمم تريد من يفجرها فقد توافقت افكار هؤلاء الشباب وتطلعاتهم مع خطى السيد الشهيد ((قدس )) التي سار عليها ، ومع النهج الذي اتخذه وراح يعمل على اساسه ، وبدأ انصاره يكثرون يوماً بعد اخر ، لقد كان لحركة السيد الشهيد (( قدس )) تلك الحركة التي غيرت الكثير من المفاهيم وكشفت زيف الكثير من الادعاءات والاقنعة ورفعت من النفوس تلك القدسية التي لا واقع لها ولا اسا ، الاثر البالغ في تغيير المجتمع وبألاخص الشباب الذين لم يجدوا في الواقع من يحمل الامهم ويشعر بمعاناتهم ويعبر عما في ظمائرهم وعما انطوت عليه سرائرهم فكان سبباً في ابتعادهم عن الدين والمتدينين الذين إنغلقوا على انفسهم كأن الدين لهم وحدهم لا يشاركهم فيه غيرهم لقد وجد اولئك الشباب ضالتهم في شخص السيد وفكره فبدأوا بالالتحاق به والالتفاف حوله فقد وجدوا فيه الاب الروحي الذي يحمل كل ما يقع على ابناءه ويصيبهم فقد كان (قدس) ذلك القائد الذي يحمل على عاتقه كل طموح الشباب وتطلعاتهم لقد كان اغلبية انصاره من الشباب ، وكان القلة من انصاره من باقي الفئات العمرية كما ذكرنا وهذا بعينه يكون مع القائم(عليه السلام) حيث يكون اكثر اصحابه وانصاره من الشباب الذين يمتلكون تلك الروح الثورية التي تسعى دائماً من اجل التغيير وقلب الواقع المريض الذي تعاني منه اكثر الاديان ، لقد ذكرت الروايات الواردة عن ائمة الهدى (( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين )) فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : ( ان اصحاب القائم شباب لا كهل فيهم الا كالكحل في العين او كالملح في الزاد واقل الزاد الملح ) غيبة النعماني ص316 فمن هذه الرواية الشريفة يظهر لنا واضحاً ان الاعم الاغلب من اصحاب القائم (عليه السلام) هم من الشباب ما عدا قلة قليلة يكونون كهولاً ، وهذ المعنى يظهر ايضاً في الرواية الواردة عن الامام الصادق (عليه السلام): ( بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام اذ توافوا الى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد فيصبحون بمكة ) غيبة النعماني ص316 . ان نقطة الشبه هذه لا يمكن لأحد ان ينكرها فأن جميع من شهد ظهور مرجعية السيد الشهيد ((قدس )) وحركته المباركة رأى بأم عينه ان الاعم الاغلب من انصاره (قدس) كانوا من الشباب والقليل منهم كانوا كهول ، وقد بينت لنا الروايات المعصومية الشريفة ان اصحاب القائم (عليه السلام) وانصاره هم من الشباب وان القليل منهم كانوا كهول وهذه نقطة اخرى من نقاط التشابه بين الحركتين .
        عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
        من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
        الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

        تعليق


        • #5
          احسنتي اختي العزيزة
          السلام على بقية الله في ارضه

          تعليق


          • #6
            السلام على السيد الصدرالشهيد -قدس-

            ونشكر هذا الفكر فكر السيد القحطاني -

            فكر كله نور وضياء -
            عن رسول الله (ص) قال (سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الارض عدلا كما ملأت ضلما وجورا ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ماهو دونه) الملاحم والفتن

            تعليق


            • #7
              حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل الثالث

              شاب وهو شيخ
              ما من ثورة من الثورات ولا حركة من الحركات الا واعتمدت في ظهورها وقيامها ونشؤها على الشباب وهذا الامر شائع ومعروف لا يخفى على الباحثين والمثقفين وذلك لأن الشباب في الواقع هم القاعدة الحقيقية في التغيير والتجديد والتي يعتمد عليها كل القادة والمفكرين في ثوراتهم وحركاتهم وذلك لأن الشباب في الغالب قليلي الارتباط بالدنيا وزخرفها وزبرجها وخاصة الغير متزوجين منهم فلا اطفال يتعلقون بهم ولا زوجة تمنعهم ولا اسرة تحول بينهم وبين طموحهم واهدافهم لذلك نجد ان غالبية انصار الانبياء والدعوات الالهية والثورات والحركات الاصلاحية كانوا شباباً وفتياناً ولكن ومن خلال الواقع فأننا نجد ان بعض كبار السن قد حافظوا على هذه الروحية الشبابية الفتية وضلت ملازمة لهم وهم في اواخر سني حياتهم فلم يتعلقوا بالدنيا ولم يتمسكوا بها بل تجدهم تواقين للتضحية وحب التغيير والتجدد ومن هذه النماذج التي حملت هذا المعنى وضل ملازماً لهم طيلة سنوات عمرهم .
              هو سماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر (( اعلى الله مقامه )) فقد كان يحمل روحية الشباب وشجاعتهم واندفاعهم ونشاطهم وحبهم للتغيير والاتيان بكل ما هو جديد ومفيد وهذاما يشهد به العدو قبل الصديق حتى عابوا عليه (( رحمة الله عليه )) ذلك ، فقالوا عنه ان وكلائه كلهم شباب وان اتباعه ومقلديه اكثرهم شباب وانه لا يزوره الا الشباب وما الى ذلك من الاقاويل والافتراءات التي يراد منها الحط من قدره ومقامه ومهابته في نفوس الناس ، وفي الواقع انه ((قدس)) كان يجالس الشباب ويستمع لهم ويتحدث معهم ويستمع الى همومهم ومشاكلهم ، ويحاول حلها لهم فقد كان يجلس معهم كأنه احدهم ولم يكن الفارق في العمر عائقاً في طريقه لأنه في الحقيقة كان شاباً ولكنه بصورة شيخ كبير كان ((قدس )) يعتمد على الشباب لانهم يحملون روح الثورة والتغير لقد اراد ان يصنع من اولئك الشباب قاعدة للتغير والتجديد والنهضة الفكرية والعقائدية التي كان يسعى لايجادها ، كما انه (( قدس )) كان يدرك ان الشباب هم اداة التغيير المعول عليها في إصلاح المجتمع المسلم ، لقد كان (قدس) شاباً في روحه وفي بدنه وفي نفسه وهذه الخصلة والصفة موجودة في القائم(عليه السلام) كما دلت على ذلك الاخبار المروية عن الائمة الطاهرين (( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين )) حيث ان القائم يخرج حينما يخرج في صورة شاب موفق كما جاء في الرواية عن ابي عبد الله الصادق(عليه السلام) قال : ( لو قد قام القائم(عليه السلام) لأنكره الناس لانه يرجع اليهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً ) غيبة النعماني ص211 .وعن(عليه السلام) ايضاً انه قال : ( وان من اعظم البلية ان يخرج اليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً ) غيبة النعماني ص189 .
              وعنه(عليه السلام) انه قال : ( ..... ويظهر وهو شاب ، قال المفضل : يا سيدي يعود شاباً او يظهر في شيبته ؟ فقال(عليه السلام): سبحان الله وهل يعرف ذلك ؟ يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء اذا جائه الامر من الله تعالى مجده وجل ذكره ) بحار الانوار ج53 ص7 . فمن هذه الرواية المعصومية الشريفة يتبين لنا واضحاً ان القائم (عليه السلام) يظهر بصورة شاب موفق والناس يحسبونه شيخاً كبيراً وهذا ما كانت تراه الناس في شخص السيد الصدر ((قدس )) حيث كانوا يرون السيد انه شيخاً كبيراً ولكنه في الواقع كان شاباً يحمل روح الشباب بين جنبيه كان نشيطاً في عمله كالشاب وكانت روح التغيير والتجديد فيه كأنه شاب طموح يريد الثورة على واقعه المريض . وهذه النقطة في الواقع نقطة اخرى من نقاط الشبه بين حركة السيد الشهيد الصدر((قدس)) وبين حركة الامام المهدي (عليه السلام) وبالاخص في شخص السيد وشخص القائم(عليه السلام) وهذا في الواقع يثبت لنا ان حركته (قدس) مثالاً اراد المولى تبارك وتعالى لفت نظر الناس الذين يؤمنون بظهور الامام المهدي (عليه السلام) اليه لكي يحصلوا على المعرفة المطلوبة في تلك القضية الكونية .


              هدم المراقد والابنية
              في زمان كثر فيه الجهل وقلت فيه المعرفة والتعليم والثقافة الاسلامية وبالاخص الشيعية منها وفي مجتمع عاش ظلمات الجهل ولم يبصر الحق والحقيقة انتشرت الكثير من الامور هنا وهناك وهي خالية من الحقيقة ولا تمت اليها بصلة بل هي بعيدة كل البعد عن الواقع الاسلامي الذي اراده المولى تبارك وتعالى وبشر به النبي الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) وسعى لأجل تحقيقه الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .
              ومن هذه الامور ما قام به البعض مستغلين حب الانسان العراقي وبالاخص الشيعي لأهل البيت ( عليهم السلام ) واحترام الناس واجلالهم وتقديسهم للسادة من ال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) فقاموا بتشييد بعض الابنية ونسبوها الى بعض اولاد الائمة الطاهرين سلام الله عليهم ، كما ان هؤلاء البعض قاموا ايضاً بتشييد بعض الابنية الاخرى لبعض السادة العلويين وكل ذلك لأجل المنفعة والمصلحة الدنيوية التي كان الهدف منها هو الكسب المادي فقط وراحوا من اجل الترويج لزيارة تلك الاماكن يؤلفون القصص والاساطير وينسبون بعض الكرامات التي قالوا انها تصدر من تلك الابنية ونتيجة لتلك الافعال وغيرها يقوم الكثير من الناس بزيارة تلك الاماكن والمراقد والمقامات التي لا صحة لها ولا واقع ولا اساس سوى ما قام به اولئك المنتفعين الذين شيدوا تلك المراقد والمقامات والابنية من قصص واساطير قاموا بتأليفها .
              واعرضوا عن زيارة مراقد الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ومقامات الاولياء والصالحين .
              وهذا حتماً ما يريده الشيطان ولا يرتضيه الرحمن وقد كان نتيجة الجهل المضيق في الثقافة الاسلامية الذي عانى منه الشيعة في العراق والذي ما كان ليحصل لولا قعود رجال الدين عن واجبهم وعدم معالجتهم لما يمر به المجتمع الشيعي من انحرافات ومزالق كانت سبباً في ابتعاده عن الواقع الاسلامي الاصيل لذا وبعد ان اخذت مرجعية السيد الشهيد (قدس) بالاتساع والانتشار وكثر اتباعه ومقلديه وانصاره قام بأعمال كثيرة ومختلفة ومهمة من قبيل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ما فسد من امر الامة حيث قام ومن باب النهي عن المنكر واماتت البدعة بهدم بعض المراقد التي تنسب لبعض السادة العلويين والمغتسلات التي غسل فيهاسادة كانوا معروفين في مناطقهم وكان هدم السيد لهذه المراقد والابنية هدماً معنوياً ولو كان (قدس) مبسوط اليد لقام بهدم تلك المراقد والابنية لا محاله لأنها في الواقع مبتدعه وليس لها صحة او واقع وقد اشار السيد الشهيد ((قدس)) الى اصحاب تلك المراقد وقال انهم لا يرجعون الى الائمة وعليه فان على المؤمنين ان لا يزوروا تلك المراقد وعلى الاقل انه غير ثابت انتسابهم لأل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما انه (( قدس )) نهى عن زيارة المغتسلات التي يقوم بها العامة من الناس حيث يذهبون الى تلك المغتسلات ليتبركون بها ويقدمون النذور لها وقد استغلت عوائل اولئك السادة الذين ماتوا فقاموا ببناء تلك المغتسلات وارادوا من ورائها الانتفاع والكسب المادي مستغلين جهل الناس ، الا ان الكثير من الناس قد عارضوا هذا العمل الذي قام به السيد من دون حجة لهم في ذلك ولم يعلموا ان هذا العمل سوف يقوم به القائم (عليه السلام) حيث يهدم بعض المساجد والمنار كما جاء في الاخبار والروايات الواردة عن الاوصياء الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : ( اذا قام القائم (عليه السلام) هدم المسجد الحرام حتى يرده الى اساسه وحول المقام الى الموضع الذي كان فيه .........) الوافي ج2 ص113 – وعن ابي بصير ايضاً عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( ان القائم اذا قام رد البيت الحرام الى اساسه ومسجد الرسول الى اساسه ومسجد الكوفة الى اساسه ) الكافي ج4 ص543 – وعن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) ايضاً قال : ( القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده الى اساسه ، ومسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الى اساسه ، ويرد البيت الى موضعه واقامه على اساسه ، وقطع ايدي بني شيبة السراق وعلقها على الكعبة ) غيبة الطوسي ص282 – وعن المفضل بن عمر عن الامام الصادق (عليه السلام) قال المفضل : يا سيدي فما يصنع بالبيت ؟ قال : ينقضه فلا يدع منه الا القواعد التي هي اول بيت وضع للناس ببكة في عهد ادم عليه السلام والذي رفعه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام منها والذي بني بعدهما لم يبنه نبي ولا وصي ثم يبنيه كما يشاء الله وليعفين اثار الظالمين بمكة والمدينة والعراق وسائر الاقاليم وليهدمن مسجد الكوفة وليبنيه على بنيانه الاول وليهدمن القصر العتيق ملعون ملعون من بناه ) بحار الانوار ج53 ص11 – وعن ابي بصير عن الامام الباقر (عليه السلام) انه قال : ( اذا قام القائم (عليه السلام) سار الى الكوفة فهدم بها اربعة مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف الاهدمها وجعلها جماء ، ووسع الطريق الاعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وابطل الكنف والميازيب الى الطرقات ولا يترك بدعة الا ازالها ولا سنة الا اقامها .....) الارشاد ص365 – وعن دواد بن قاسم الجعفري قال كنت عند ابي محمد(( يعني العسكري)) (عليه السلام) فقال : ( اذا قام القائم يهدم المنار والمقاصير التي في المساجد فقلت في نفسي : لأي معنى هذا ؟ فأقبل علي ، فقال : معنى هذا انها محدثة مبتدعة لم يبنيها نبي ولا حجة ) الغيبة للشيخ ص123 – وبهذا يظهر لنا واضحاً الشبه بين فعل السيد الصدر (قدس) وبين فعل القائم(عليه السلام) والحقيقة انني كلما اقرا هذه الرواية الواردة عن العترة الطاهرة (( سلام الله عليهم )) اتسأل لماذا ذن نبني المساجد بهذه الطريقة المبتدعة التي لا ترضي الله عز وجل ولا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا الائمة (عليهم السلام) ونحن نعلم ان الامام المهدي (عليه السلام) سوف يهدمها ولماذا نصرف الاموال الطائلة في رفع المنارات وبناءها والامام لا يرضى بذلك وسيقوم بهدمها ؟!! .

              من فكرالسيد القحطاني
              عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
              من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
              الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

              تعليق


              • #8
                حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل الرابع الغربلة والتمحيص

                الغربلة والتمحيص
                في هذه الحياة المليئة بالمصاعب والابتلاءات والمحن لا يستطيع السير فيها الا من خاض غمارها وخبرها وخبرته وضل واقفاً بوجه المصاعب والتحديات التي تفرضها عليه لم يعبأ لظروفها القاسية ومن هنا فلا يستطيع مواجهة الصعوبات والابتلاءات الا من نزل الى ساحتها وخاض غمارها اما من بقي متهيباً او خائفاً منها فلن يجد للأستمرار فيها من سبل لأن الحياة تحتاج الى من جربها وواجه الكثير من مصاعبها ومحنها لكي يستمر وهذا الحال في الواقع يسري في كل قضية وخاصة القضايا الالهية منها فلا بد لأهلها وانصارها من تجربة قد خاضوها واستعدوا لتحمل المصاعب والابتلاءات التي تواجههم اثناء سيرهم في تلك القضية فأن من لم يكن مستعداً لذلك ومتهيئاً له لن يستطيع حتماً من الاستمرار في تلك القضية حيث يكون معرضاً بين الحين والاخر لتركها او الابتعاد عنها ، فعلى امتداد الزمن واختلاف الظروف تظهر الكثير من الدعوات والحركات بين الحين والاخر ولكن الاعم الاغلب من تلك الدعوات والحركات تكون مدعومة بشتى انواع الدعم فان الكثير من المرجعيات قامت على اساس قد عد ووضع لها قبل ظهورها ولكن تظهر بعض المرجعيات او الحركات والتي تكون نادرة جداً فتبداً امرها على نفسها من دون أي نوع من انواع الدعم المادي او المعنوي لقد ابتدأ السيد الصدر (( قدس )) حركته ومرجعيته هكذا فلم يمهد له احد المراجع السابقين او يدعمه لا مال تقوم عليه تلك المرجعية الفتية لا انصار الا قلة من الشباب وهكذا بدأ الصراع بين ان اكون او لا اكون لقد كان (( قدس )) مؤمناً بتلك المقولة التي كان يرددها دائماً (( ما كان لله ينمو )) وفعلاً حصل ذلك فبعد سنوات من الصراع مع تلك الظروف الصعبة التي وقفت بوجه ذلك الرجل الذي طرح نفسه كقائداً جديداً للمجتمع وحاولت ثنيه عن تلك المهمة وذلك الهدف الذي كان يسعى لأجل تحقيقه وبيانه لقد كانت مهمته صعبة جداً وكذلك مهمة انصاره ومقلديه فهي صعبة ايضاً حيث مروا بصعوبات كثيرة وكبيرة فقد واجهوا المجتمع الذي كان رافضاً لهم ولفكرهم وميولهم بل كان في بعض الاحيان متهماً لهم وفي احيان اخرى حاكماً عليهم فقد كان المجتمع يصف انصار السيد الصدر ((قدس)) بالمنحرفين والضالين وما الى ذلك من التسميات والاتهامات التي لا تمت الى الحق بصلة لقد كانت هذه المرحلة هي نوع من انواع الغربلة والتمحيص فمن كان مؤمناً حقاً بفكر السيد الشهيد الصدر (قدس) وقيادته واحقيته استمر ولم تثنه تلك الاتهامات والمصادمات ومن كان متأرجحاً ومشككاً فأنه وقع في المراحل الاولى من سير تلك الحركة وانحرف عنها الى طريق اخر وهكذا استمر الحال بانصاره ومقلديه فكلما ازدادت مرجعيته انتشاراً واتساعاً ازدادت المصاعب والمتاعب وازداد التمحيص بين صفوف الانصار والمقلدين ثم ان السيد (قدس) وفوق كل ذلك لم يترك انصاره على هذا الحال فقد كان يأمرهم ببعض التكاليف والافعال من قبيل اقامة النوافل وبالاخص صلاة الليل وكان يأمرهم بالسير مشياً على الاقدام لزيارة المولى ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ومن قبيل الجلوس تحت اشعة الشمس عند اقامة صلاة الجمعة وكان يأمرهم بالتأسي بالحسين (عليه السلام) الذي بقي جسده تحت حرارة الشمس لمدة ثلاثة ايام حسب نعبير السيد (( قدس )) وكان يدعو انصاره دائماً الى قول الحق والعمل به مهما كان الحال ، والصدق في كل الاحوال لقد قام السيد بغربلة اصحابة وتمحيصهم وتمييزهم وهذا العمل بعينه سيكون مع انصار القائم واصحابه كما دلت على ذلك الاحاديث والروايات ، فقد جاء في الرواية الواردة عن عبد الله بن ابي يعفور قال : سمعت ابا عبد الله يقول : ( ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب . قلت : جعلت فداك ، كم مع القائم من العرب ؟ قال : شيء يسير . فقلت : والله من يصف هذا الامر منهم لكثير فقال : لا بد للناس من ان يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ، ويخرج من الغربال خلق كثير ) غيبة النعماني ص212- وعن ابي بصير قال : ( سمعت ابا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول : والله لتميزن ، والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح ) بحار الانوار ج52 ص114 – وعن ابي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : ( هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون اليه اعناقكم حتى تمحصوا ، هيهات ولا يكون الذي تمدون اليه اعناقكم حتى تميزوا ، ولا يكون الذي تمدون اليه اعناقكم حتى تغربلوا ..) غيبة النعماني ص217 – وبهذا يتبين لنا واضحاً ان أصحاب الامام المهدي (عليه السلام) وانصاره لا يتوفقون لصحبته ونصرته الا بعد غربلة وتمحيص وتمييز حيث لا يبقى الا من كتب الله له النصرة ولن تنتهي غربلتهم وتمحيصهم بل تبقى مستمرة حتى بعد قيام الامام المهدي (عليه السلام) وكما اكدته الروايات وهذا هو ديدن اهل الحق فهم في امتحان واختبار دوماً وكل ذلك من اجل تصفيتهم وتنقيتهم وتزكيتهم . وهذا شبه اخر بين حركة السيد الشهيد (قدس)كما هو واضح وبين حركة القائم (عليه السلام) .

                من فكر السيد ابوعبدالله الحسين القحطاني
                عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                تعليق


                • #9
                  حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل السادس

                  اقامته لبعض الفرائض المعطلة
                  بعد ان ابتعد المسلمون عن زمن الرسول الكريم ( صلى الله عليه واله وسلم ) وبعد ان استولى بني امية وبني العباس على خلافة الدولة الاسلامية وفرضوا قيود شديدة على الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ونصبوا انفسهم كقادة وائمة للمسلمين بدأ الانحراف في الشريعة شيئاً فشيئاً وراح المسلمون يبتعدون عن مباديء الدين الاسلامي الحنيف مما تسبب ذلك في تعطيل بعض الفرائض التي اوجبها الله عز وجل علينا والذي ساعد على ذلك هو منع السلطات الحاكمة الائمة عليهم السلام من اداء مهامهم التي انيطت بهم فقد حالوا بينهم وبين اقامة تلك الفرائض وهكذا فقد عطلت فرائض وحرفت احكام وبدأت حقيقة الاسلام تختفي وتحل محلها بعض الاحكام والاراء المنحرفة التي جاء بها بعض العلماء فتبعهم عليها علماء اخرون حتى اصبحت تلك الاحكام من المسلمات عند المسلمين ولكن الله تبارك وتعالى لم يترك دينه على هذا الحال فأنه ما بين الحين والاخر يرسل بعض الرجال الصالحين والعلماء العاملين ممن يقوم بتجديد الدين واعادته الى طريقه الصحيح وجادته المستقيمة وان كان ذلك بقدر معين حتى يقوم قائم ال محمد ( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ) فيعيد للأسلام حقيقته البيضاء الناصعة ويرده الى الصراط المستقيم ويقيم الفرائض المعطلة ويميت البدع ويحيي السنن .
                  ومن هؤلاء الرجال الصالحين والعلماء العاملين الذين اعادوا للأسلام هيبته وعزته واقام بعض الفرائض المعطلة هو سماحة السيد الشهيد الصدر ( قدس ) فقد قام من بين كل العلماء والمراجع في العراق ولاجيال متعاقبة بأقامة صلاة الجمعة المقدسة التي احياها بعد ان كانت معطلة حتى بالنسبة للدروس الفقهية فقد احيا السيد الصدر (( اعلى الله مقامه )) هذه الفريضة المهمة التي ضلت معطلة طويلاً رغم اهميتها في الواقع الاسلامي ولقد تحمل (رحمه الله ) في سبيل احياءها الكثير ، فقد وجهت اليه ((قدس)) شتى الاتهامات ، ولكن ذلك لم يثنيه عن تحقيق ما سعى اليه من اقامة تلك الفريضة العبادية السياسية التي استطاع من خلالها ربط الناس والمجتمع بقيادته وجعل من منبرها منبراً للامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح ومحاربة الظلم والظالمين ومواجهة الطغاة والمتجبرين ، وقد اتخذ من مسجد الكوفة المعظم محلاً لأقامة تلك الفريضة المباركة التي انتفع بها المؤمنون منفعة وايما منفعة ، لقد كان ولصلاة الجمعة سبب في تغيير المجتمع وتحوله من حالة ضياع وانحراف الى حالة من الوعي الديني والهداية فقد تحولت مدن كاملة في ليلة وضحاها من حال الى حال ومن وضع كان في الواقع والحسابات يصعب معه تصديق او قبول فكرة التحول تلك والانتقالة السريعة ما لم نكن عشناها ولمسناها وشاهدناها بأم اعيننا . ان التحول الذي نتحدث عنه والذي لمسه الجميع خاصة اولئك الذين كانوا يقطنون في تلك المدن التي كان ينظر لها رجال الدين فضلاً عن غيرهم نظرة يأس نتيجة ما يشاهدونه من افعال بعيدة عن الدين الاسلامي الحنيف والمذهب الشيعي ، واستطيع القول ان التحول الذي حصل في تلك المدن هو كتحويل اسم مدينة الصدر من الاسم الذي اطلق عليها سابقاً (( مدينة صدام )) لعنة الله عليه الى مدينة الصدر وشتان ما بين الاثنين هكذا في الحقيقة كان التحول الذي احدثه سماحة السيد الشهيد (( قدس )) وراح اهالي تلك المدن وغيرها يؤمنون بمرجعية ويدخلون في حركته ((قدس)) جماعات جماعات حتى راحت تلك الجماهير الفتية في ايمانها التي حملت على عاتقها تلك القضية والحركة التوعوية ((قدس)) تأتي في ايام الجمع عند الصباح الباكر لمسجد الكوفة المعظم لأجل الحصول على مكان قريب يستطيعون من خلاله رؤية وجه السيد الشهيد ((قدس)) الذي كان يبعث في نفوس الرائين له القوة والايمان ويبعث على الراحة والاطمئنان ولكن سرعان ما تبدد تلك الامنيات الجملية عندما يصلون الى المسجد ويجدون انه قد امتلأ من المصلين فيضطرون الى الصلاة في الشوارع والساحات المحيطة بالمسجد لأن المسجد كان لا يسع المصلين لكثرتهم وهذا ما سوف يقع بعينه مع الامام المهدي(عليه السلام) فقد ذكرت لنا الروايات الشريفة الواردة عن ابائه الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ان الامام المهدي عليه السلام حينما يدخل الكوفة يقيم صلاة الجمعة في الاسبوع الاول من دخوله لها فيصلي بالناس ويحيي تلك الفريضة المعطلة من جديد ولكن الناس سوف لن تجد مكانا لتصلي فيه لانه لا يسع المصلين انذاك فيأمر عندها الامام (عليه السلام) بأن يبني مسجد له الف باب يتسع للمصلين من كل انحاء العالم ويبدأ هو وبيده الشريفة فيختط لهم مسجداً كما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر قال : سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول : ( ان قائمنا اذا قام اشرقت الارض بنور ربها – الى ان قال – ويبني في ظهر الكوفة مسجداً له الف باب وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء ...) غيبة الطوسي ص280 – ثم ان الذي يظهر من الروايات الشريفة ان هذا المسجد على سعته فأنه لا يسع الناس ايضاً فيضطر عندها الامام (عليه السلام) لأن يبني مسجداً اخراً في الحيرة يكون له خمسمائة باب ويجعل فيه خليفة له ليصلي بالناس وهذا ما جاء في الرواية الواردة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) حيث خرج الى الحيرة فقال : ( لتصلن هذه بهذه واومى بيده الى الكوفة والحيرة – حتى يباع الذراع فيما بينها بدينار وليبنين بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله فرجه لان مسجد الكوفة ليضيق عنهم ....) التهذيب ج3 ص253 . وهذه في الواقع نقطة اخرى من نقاط الشبه ولا يقف الامرعند هذا الحد فان صلاة الجمعة لها علاقة وطيدة بالامام المهدي (عليه السلام) فان معنى الصلاة هو الصلة وهي الصلة مع الامام المهدي(عليه السلام) فلا قبول لصلاتنا اذا لم تكن لنا بالامام صلة تربطنا به كما لا يخفى واما بالنسبة الى الجمعة فهو اليوم الذي يقوم فيه الامام (عليه السلام) وهو يوم الجمع الذي يجتمع فيه اصحاب الامام المهدي(عليه السلام) لقد نادى السيد الشهيد (( أعلى الله مقامه )) لأقامة صلاة الجمعة وقد تم ذلك وهذا هو الشيء الظاهر الذي اراده سماحة السيد ولكن الشيء الباطني والحقيقي الذي كان ((قدس)) يسعى له هو تأسيس قاعدة جماهيرية للامام المهدي(عليه السلام) وهذا مطابق لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9 وهذا هو المعنى الظاهري للاية الشريفة لكن معنى الاية الباطني وتأويلها هو النداء لنصرة الامام المهدي(عليه السلام) والاتصال به في يوم قيامه المقدس يوم الجمعة فأنظر عزيزي القارئ للتسديد الإلهي الذي كان يرافق سماحة السيد الشهيد (( قدس سره الشريف )) .


                  من فكر السيد ابوعبدالله الحسين القحطاني
                  عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                  من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                  الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                  تعليق


                  • #10
                    السلام على السيد الصدر -قدس-

                    والسلام على القائم -ع-

                    العجل العجل العجل

                    تعليق


                    • #11
                      حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع-الفصل السابع

                      فقه الفضاء وغزو الفضاء
                      ثبت عند الكثير من الكتاب والباحثين ان الكثير من الاكتشافات الحديثة والعلوم المتطورة التي ظهرت في زماننا اليوم لم تكن سوى اكتشافات قد اهملت او عجزت العقول عن حملها في وقتها ولكن لما حدث التطور واتسعت العلوم وانتشرت ظهرت تلك العلوم والنظريات على الساحة العلمية وسميت بالاكتشافات الحديثة الا انها في الواقع كانت قد اكتشفت منذ زمن بعيد وبالضبط منذ الصدر الاول للأسلام حيث اشار الى قسم منها الرسول الكريم ( صلى الله عليه واله وسلم ) وذكرها امير المؤمنين علي عليه السلام فقد تطرق عليه السلام في الكثير من خطبه وكلامه الى تلك الاكتشافات وتتحدث عنها ولكنه ترك الخوض فيها وتفصيلها الى وقتها حيث لم تكن العقول قد تفتحت واتسعت بعد فأن الائمة ( عليهم السلام ) كانوا لا يتحدثون عن تلك العلوم لأن الناس لم تكن مهيئة بعد لأستقبالها وحملها فقد جاء في وصية امير المؤمنين ( عليهم السلام ) لحذيفة بن اليمان قال : ( يا حذيفة لا تحدث الناس بما لا يعرفون فيطغوا او يكفروا ، ان من العلم صعب شديد محملة لو حملته الجبال عجزت عن حمله ، ان علمنا اهل البيت مستنكر يبطل ويقتل راوية ويساء الى من يتلوه بغياً وحسداً ) عن كتاب ماذا قال علي عن اخر الزمان ص297 .
                      ومن تلك المجالات التي ضلت خافية على البشرية حتى وقت قريب هو الفضاء الذي يحيط بنا والذي ضل خافياً علينا حتى زمان قريب ولكن امير المؤمنين( عليه السلام ) قد سبق العلماء في هذا المجال وتحدث عن الاقمار الصناعية والمركبات الفضائة والمراكب والبوارج البحرية فقد ورد عنه ( عليه السلام ) : ( ..... وتكون لهم عيون تتلصلص من فوق السحاب وجوار بالبحار كالاعلام ....) ماذا قال علي عن اخر الزمان ص224 .
                      ففي الرواية اشارة واضحة من امير المؤمنين ( عليه السلام ) الى الاقمار الصناعية التي تستخدم في التجسس والى السفن والبوارج البحرية التي تستخدم كأساطيل في الحروب .
                      ومن هذه الرواية نرى كيف ان اهل البيت ( عليهم السلام ) قد سبقوا غيرهم في هذا المجال ، وبناء على ذلك ولما كان في علم الله عز وجل والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه ان الانسان سوف يصل الفضاء وينتقل عبر المحيطات كان لا بد من الخوض في هذه لمجالات خاصة وقد تطورت العلوم واتسعت وبدأ الانسان يتنقل ويسافر عبر المحيطات بل بدأ الانسان يصعد الى الفضاء الخارجي اما من اجل العمل او لأجل الاستطلاع والترفيه كما دعت بعض محطات الفضاء الى ذلك .
                      ولكننا لم نر من العلماء والفقهاء الاسلاميين من يخوض في هذا المجال ويتحدث عن تكليف الانسان اذا ما سافر الى الفضاء غير السيد الشهيد الصدر (قدس ) فقد كان اول من كتب عن فقه الفضاء من العلماء المتاخرين ولم يسبقه الى ذلك احد من العلماء او الباحثين وقد الف في ذلك كتاباً اسماه فقه الفضاء وقد تناول في هذا الكتاب مسائل مهمة ومعقدة في الغاية من الدقة والتحليل وتحدث فيه عن عدد من المواضيع تعتبر من المواضيع الاساسية في علم الفقه ، ان هذا البحث في الواقع يدل على سعة افق السيد الصدر(قدس) وغزارة علمه ، وقد تكلم (قدس) في هذا الكتاب بين علم الفقه والعلم الحديث باسلوب يدل على قوة الثقافة العامة لدى سماحته (قدس) ، كما ان هذا البحث ((فقه الفضاء)) يثبت لنا ان الدين الاسلامي هو دين كوني وليس خاصاً بالارض فقط بل اننا نستطيع القول ان الدين الاسلامي هو دين لكل المجرة وليس للارض فقط . كما ان هذا الكتاب يعتبر قفزة نوعية في المسائل المستحدثة . وقد كتب العلماء المعاصرين عن تلك المسائل لكن لم يتطرق احد منهم الى ذكر هذا الموضوع المهم والحساس وتبقى الاشارة التي تركها السيد الشهيد (قدس) في هذا الكتاب القيم هي اهم مافيه بحسب رأيي فقد حاول سماحته (قدس) لفت انظار الناس الى شيء هو في غاية الاهمية يتعلق في امر غيبي ومستقبلي وهو غزو الامام المهدي(عليه السلام) للفضاء حيث يستشف ذلك من كلامه في النقطة خامساً من المقدمة والتي قال فيهاان بعض مسائل هذا الفقه وان لم تكن (عملية) خلال العصر الحاضر لعدم وصول المستوى الصناعي الى هذا الحد كسكن البشرية في جرم خارج المجموعة الشمسية . او اللقاء المباشر من المخلوقات او السكان الأصليين لاي جرم سماوي . الا ان كثيراً من فروعه هي محل ابتلاء فعلاً . يعني كونها تطبيقات معاشة . ويحمل همها عدد من المسلمين لايستهان به . مضافاً الى امكان تحقق بعض الفروع الاخرى في القريب العاجل نسبياً من الدهر . من يدري؟ ) انتهى كلام السيد – وبالنظر الى العبارة الاخيرة من كلامه ((قدس)) نرى الاشارة واضحة حول قضية الامام المهدي(عليه السلام) وغزوه للفضاء في القريب العاجل على حد تعبيره .
                      لقد ذكر لنا اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كما جاء في رواياتهم الشريفة ان الامام المهدي عليه السلام يقوم بغزو الفضاء وينشر الدين الاسلامي هناك يتصدى للكثير من المخلوقات الفضائية التي تحاول الاعتداء على اهل الارض وقد يستغرب البعض من هذا الكلام ويتسأل هل ان هناك خلق غيرنا في المجرة ياترى ؟ حتى نتكلم عن غزو الامام المهدي(عليه السلام) للفضاء ، والصحيح انه قد دلت الاخبار المروية عن ائمة الهدى (عليهم السلام) على وجود خلقا غيرنا فقد جاء في الرواية الشريفة عن امير المؤمنين(عليه السلام) انه قالهذه النجوم التي في السماء فهي مدائن مثل المدائن التي في الارض).
                      وجاء في الحديث الشريف عن النبي(صلى الله عليه وسلم) في معنى قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12 قال:- وفي كل ارض ادم مثل ادمكم ونوح مثل نوحكم وابراهيم مثل ابراهيمكم) دائرة المعارف ومعجم البلدان- وعن ابن عباس قال سبع ارضين في كل ارض نبي كنبيكم وادم كادمكم ونوح كنوحكم) بحار الانوار - وبهذا يتبين لنا امرين مهمين هما:-
                      الامر الاول :- وجود مخلوقات فضائية وعوالم غير هذا العالم الذي نعيش فيه.
                      الامر الثاني:- ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته(عليهم السلام) قد سبقوا غيرهم في اكتشاف وجود مخلوقات في الفضاء وعوالم غير عالمنا هذا .
                      والواقع وحسب علمي ان تلك العوالم لم يصل لها الدين الاسلامي بعد وسوف يكون ذلك على يد الامام المهدي(عليه السلام) كما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الباقر(عليه السلام)ذخر لصاحبكم الصعب ، قال : قلت وما الصعب ؟ قال:من سحاب فيه رعد وبرق وصاحبكم يركبه ، اما انه سيركب السحاب ويرقى في الاسباب اسباب السماوات السبع والارضين السبع خمس عوامر واثنتان خراب) بصائر الدرجات – فالذي يظهر من هذه الرواية عدة امور:-
                      الامر الاول: ان الامام المهدي(عليه السلام) يستخدم مركبات فضائية متطورة جداً عبر عنها في الرواية بالصعب او السحاب وكان ذلك مما يلائم فهم الناس انذاك .
                      الامر الثاني: وجود عوامر غير الارض أي ان فيها حياة وخلق واثنان خراب.
                      الامر الثالث: ان الامام المهدي(عليه السلام) يقوم بغزو تلك العوامر كما يظهر من الرواية ولايكون ذلك حتماً الا لحكمة وفائدة يريدها الامام(عليه السلام) ولعلها هي نشر الدين الاسلامي في تلك العوالم والله العالم .
                      وبهذا تنكشف لنا نقطة مهمة اخرى من نقاط الشبه بين حركة السيد الشهيد وبين حركة الامام المهدي(عليه السلام).


                      من فكر السيد القحطاني
                      عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                      من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                      الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                      تعليق


                      • #12
                        حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل التاسع

                        الاصلاح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
                        كانت دعوات الانبياء والرسل والاوصياء والاولياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين قائمة على اساس الاصلاح اصلاح المجتمعات من الانحرافات التي كان الناس يقعون بها من وقت الى اخر بل ان تلك الدعوات لم تكن مالم يكن هناك انحراف وضلال يمر به قوم او امة معينة لذلك يبعث الله الانبياء والرسل مصلحين ومنقذين للناس من تلك الانحرافات يهدون الناس الى طريق الحق والهدى ويقومون لهم موازين جديدة تقييهم من الانحراف والضلال اذا ما عملوا وفقاً لها وعلى اساسها وهكذا كلما انحرفت امة وابتعدت عن الميزان الالهي والعمل به بعث الله عز وجل اليهم رسولاً منهم او اقام لهم نبياً من بينهم او ان الاوصياء لذلك النبي يحاولون اعادة الناس الى الطريق المستقيم الذي اراده الله عز وجل لهم ولكن ولما ختم الله عز وجل النبوة بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) واستمر من بعده اوصيائه عليهم السلام هادين للناس وداعين الى الله والى صراط مستقيم حتى جاء وعد ربك وغيب الله تبارك وتعالى وليه الامام المهدي ( عليه السلام ) كان لابد ان يخرج بين الحين والاخر هداة وقادة من الذين يجتبيهم الله عز وجل لنصرة دينه من الاولياء والصالحين والدعاة العاملين ليقوم بالامر ويدعو الناس الى طريق الحق والهدى وينبههم من طرق ابليس اللعين ومزالقه واهوائه المنحرفة فيظهر الله تبارك وتعالى بين الحين والاخر من يقوم بهذه المهمة فكان من هؤلاء الذين ظهروا ليدعوا الناس الى الحق والهداية السيد محمد الصدر اعلى الله مقامه فقد كانت حركته في واقعها حركة اصلاحية حاول فيها ومنذ البداية تغير واقع المجتمع المتردي الذي كان يلفظ انفاسه الاخيرة لولا ظهور السيد وحركته على الساحة التي اعادة التوازن من جديد ولكن شيئاً فشيئاً . فبعد سنوات من الظلم والجور التي عاشها المجتمع العراقي تحت وطأة نظام الطاغية صدام الذي جعل المساجد فارغة الا من قبل بعض الشيوخ المسنين والذين لايتجاوزن اصابع اليد في المسجد الواحد بل ان اكثر الناس انذاك لايعلمون من تعاليم دينهم الا القليل وابتعدوا عن الدين والتدين فكثر الفسق والفساد والانحراف في المجتمع ولم يكن للحوزة العلمية يومها دوراً بارزاً او مؤثراً ولكن ما ان ظهر السيد على الساحة الحوزوية حتى بدأ الاصلاح يدب في المجتمع العراقي يوماً بعد اخر لقد قام (قدس) بربط الناس بالحوزة العلمية وبدأ بمحاولة النزول الى المجتمع لاصعود المجتمع الى القادة او العلماء لان ذلك في الواقع لم يجد نفعاً فقد كانت الحوزة التقليدية تسير وفق هذا المنطق الا انها بقيت وعلى مدى مئات السنين منطوية على نفسها تعيش في عزلة عن المجتمع وهو لم يتعلم منها شيئاً . لقد احدث السيد (قدس) بعمله هذا تغيراً خطيراً وقفزة لم تروق للكثيرين داخل المجتمع الحوزوي بل اثارت سخطهم وبغضهم له (قدس) ولكنه اثبت للجميع ان ما قام به هو الصحيح وان مادونه كان خطاً كبيراً تسبب في ضياع المجتمع والناس وانتشار الفساد والظلم وابتعادهم عن الحوزة العلمية والمرجعية الدينية لقد نجح (قدس) في ربط الناس بالشخص القائد وقد انحنى له المجتمع اجلالاً لما رأوه من حرصه المتواصل على فائدة الناس ومنفعتهم والذي قد يتسبب له في خطر واضح لقد أعجب الجماهير هذا المرجع الجديد الذي اعتلى منبر الكوفة ذلك المنبر الذي ظل يإن ويبكي منذ ان اصيب امير المؤمنين(عليه السلام) حتى خروج حفيد علي(عليه السلام) (محمد الصدر) الذي راح يجفف دموع ذلك المنبر الشريف فقد جعل منه منبراً لإصلاح المجتمع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لقد اعاد السيد الشهيد (قدس) الى الكوفة واقعها الذي عاشته في زمن خلافة امير المؤمنين(عليه السلام) والذي تسعى له في زمن الامام المهدي(عليه السلام) الذي سوف يتخذ منها عاصمة دولته العالمية ويجعل من مسجدها ملتقى لملايين البشر حيث يقوم باحياء صلاة الجمعة من جديد ويعتلي منبر الكوفة من جديد فيجعل منه منبراً للاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يشهد الزمان الذي تخرج فيه دعوة الامام المهدي(عليه السلام) انتشار الظلم والجور والفساد وامتلاء الارض بهذه الامور لذا فانه (عليه السلام) حينما يخرج سيقوم باصلاح المجتمع والناس وانهاء الظلم والفساد وقتل الظالمين والمفسدين في الارض فيعيد للحياة طعمها ويقضي على تلك المظاهر التي تأبها الفطرة السليمة . ولا يرتضيها الله عزوجل ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ان حركة السيد الشهيد في الواقع تحكي لنا عن حركة الامام المهدي(عليه السلام) ودعوته وتكشف لنا عن حقيقتها وماهيتها وهذه فائدة عظيمة نتعرف عليها من خلال تلك الحركة المباركة له (رضوان الله عليه) ولقد تحدث لنا في كتابه موسوعة الامام المهدي في الجزء الثالث منه عن تلك الاصلاحات والمنجزات التي يقوم بها الامام المهدي(عليه السلام) حيث قال: ((وحيث كان وجود الخير والصلاح في البشرية كلها ناتجاً من جهود الامام المهدي(عليه السلام) وتعاليمه وقوانينه ، كان نسبة مقتل ابليس اليه امراً صحيحاً . وانما كان مقتله في مسجد الكوفة - على مانطق به – لان هذا المسجد بصفته احد المراكز المهمة في العاصمة العالمية : الكوفة ، سيكون هو منطلق تعاليم المهدي(عليه السلام) ونشر هدايته على العالم )) لاحظ عزيزي القارئ مايصدر عن الامام المهدي(عليه السلام) من اصلاح ويكون منطلق ذلك الاصلاح من مسجد الكوفة كما كان ذلك من قبل السيد الشهيد(قدس).


                        من فكر السيد ابوعبدالله الحسين القحطاني
                        عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                        من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                        الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                        تعليق


                        • #13
                          حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل العاشر

                          الاسلام الجديد
                          ان من اشد ما تلا قيه الدعوات والحركات حين ظهورها يكون نتيجة الطرح الجديد والافكار والمفاهيم والنظريات الجديدة حتى لو كانت توافق العقل والمنطق وذلك لأن الانسان بطبعه يأنس بالمحسوسات ويستوحش وينكر الامور الغائبة عن ذهنه وعقله والتي يعتاد رؤيتها او سماعها في واقعه ومحيطه الذي يعيش فيه فقد كان اغلب الناس يعيشون على اساطير ليس لها واقع سوى انهم ورثوها من ابائهم حتى باتت كأنها حقيقة وواقع لا يستطيعون العيش من دونه فكانت تلك الاساطير تحول بينهم وبين معرفة الحقيقة والوصول الى طريق الهداية بل كان العائق والسبب الرئيسي في محاربة الامم للأنبياء هو ارثهم الذي ورثوه من ابائهم قال تعالى {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22
                          وهذا الامر نفسه سيكون عائقاً وسبباً رئيسياً في تخلي الناس عن نصرة الامام المهدي(عليه السلام)لأنهم سوف يواجهن بأشياء جديدة وامور غيبية غريبة عن واقعهم الذي كانوا يعيشونه والذين اعتادوا عليه ووجدوا عليه ابائهم لأن من الثابت والوارد في الروايات ان المهدي(عليه السلام)يأتي باسلام جديد وامر جديد وبنفس هذا السبب رفض الناس حركة السيد الصدر (رض) فبعد ان ظهر (قدس) وطرح نفسه كمرجع للمسلمين وبدأت مرجعيته تنتشر شيئاً فشيئاً واخذت قاعدة انصاره ومقلديه بالاتساع ، قام بطرح بعض الاحكام الجديدة والتي لم يعهدها الناس مسبقا ، فقد كان الناس معتادون على حكم معين في مسألة ما ، وقد كان الحكم واحداً لم يتغير لسنوات طويلة وعبر اجيال مختلفة ، ولكن السيد رضوان الله تعالى عليه وحسب ما توصل اليه قام بأصدار احكام جديدة تختلف عن الاحكام السابقة في تلك المواضيع مما اثار حفيضة اغلب الناس من غير مقلديه ، ولم يتقبل الناس هذه الاحكام بل قاموا بأتهامه (قدس) نتيجة لتلك الاحكام الجديدة انهم قالوا وحسب ما سمعنا بأنفسنا (اِن الصدر جابله دين جديد) نعم فقد جاء السيد الشهيد باحكام جديدة واوامر جديدة وقضاء جديد حيث قام (رضوان الله عليه ) باصدار بعض الاحكام الجديدة مثل تحريمه بعض انواع الطرشي ، وقوله بحرمة الاجبان المصنوعة من منفحة حيوانية في بلاد الكفر وقوله بعدم مفطرية السكائر في نهار شهر رمضان أي ان دخان السكَائر ليس من المفطرات ، وحرمة اكل بعض انواع السمك ( كالصبور ) وما الى ذلك من الاحكام الفقهية اما بالنسبة للاوامر المولوية فمن قبيل توجيه امر الى الناس بالسير لزيارة الامام الحسين(عليه السلام)مشياً على الاقدام وامره الى سائقي سيارات الاجرة بعدم اركابهم للنساء السافرات وغير ذلك ومن ابواب القضاء الجديد ، فهو اقامته للمحاكم الشرعية . لقد جاء السيد الشهيد (قدس) فعلاً بدين جديد لم يكن معهودا سابقاً . ولو انه (اعلى الله مقامه) قد امتدت به الحياة لكان قد اتى بأحكام اخرى جديدة غير التي جاء بها ولأصدر عدة أوامر اخرى وطور القضاء والمحاكم الشرعية بصورة افضل وأحسن مما بدأ به لكن القضاء واقع ولا مرد لحكم الله عز وجل واِنا لله واِنا اليه راجعون ، لقد دلت الروايات الواردة عن ائمة الهدى (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الامام المهدي(عليه السلام)يأتي بأسلام جديد وبأمر جديد وبقضاء جديد فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير قال :قال ابو جعفر (عليه السلام) يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد على العرب شديد ، ليس شأنه الا السيف ، ولا يستتيب احد ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ) اثبات الهداة ج3ص540 – وعن ابي حمزة الثمالي قال : سمعت ابا جعفر محمد بن علي(عليه السلام)يقول لو قد خرج قائم ال محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لنصره الله بالملائكة – الى ان قال – يقوم بأمر جديد ، وسنة جديدة ، وقضاء جديد .....) بحار الانوار ج52 ص349 وعن الامام الصادق(عليه السلام)انه قال ( اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق) الوافي ج3 ص113 ـ والحقيقة ان الروايات في ذلك كثيرة نقتصر على هذا القدر منها .فان الامام المهدي (عليه السلام)سوف يدعو الى اسلام جديد والى امرجديد والى قضاء جديد وليس المراد حتما ان الامام(عليه السلام)يدعو الى دين غير الدين الاسلامي بل ان المقصود من ذلك ان يأتي المهدي(عليه السلام)ببعض الاحكام والاوامر والقضاء المختلف عن الواقع المعاش يومها حيث يكون الناس قد اعتادوا على احكام معينة وأوامر وقضاء معين ولسنوات طويلة وقد تكون تلك الاحكام ليست احكاماً واقعية بل هي احكاماً ضنية لم تُصب كبد الحقيقة ، وأستمر العمل بها جيلاً بعد جيل لذا فأن المهدي(عليه السلام)حينما يأتي بأحكام واقعية تخالف تلك الاحكام لا بد ان يراها الناس احكاماً جديدة وأوامر وقضاء جديد لم يسبق لهم ان شاهدوها او سمعوها ، لذلك سوف يواجَه الامام(عليه السلام)نتيجة لتلك الاحكام والاوامر والقضاء الجديد من قبل اغلب الناس وتُرد دعوته ولا يُصدقه الناس لأنهم يرونه قد خالف احكامهم التي يعتقدونها هي الاحكام الصحيحة التي لا يجوز مخالفتها . وهذا الامر كما قدمنا قد وقع مع سماحة السيد الشهيد(قدس) وهذه نقطة جديدة تضاف الى نقاط التشابه بين حركة السيد الشهيد ودعوة الامام المهدي (عليه السلام).
                          عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                          من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                          الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                          تعليق


                          • #14
                            حركة الشهيد الصدر-قدس-هي الحركة الصغرى للامام المهدي-ع- الفصل الحادي عشر

                            دعوة العشائر وجميع المذاهب والملل
                            لم تكن الدعوات الالهية يوماً من الايام مختصرة على فئة من الفئات او انها كانت لطائفة دون اخرى بل ان الدعوات الالهية ومن مقتضى العدل الالهي كانت دوماً وعبر الزمن لكل الناس والبشر للغني والفقير للعالم والجاهل للكبير والصغير وللرجل وللمرأة لشرق الارض وغربها بل انها للكون كله الا انها تخص بقعة من البقاع أو مجتمع من المجتمعات ، نعم فهي تبدا في بقعة معينة ثم بالانتشار والاتساع حسب ما تلاقيه من ردود افعال فمرة تظهر وتنتهي في نفس المكان واخرى تظهر وتنتشر الى اطراف مجاورة وثالثة تتسع لتشمل مساحات اكبر وشعوب اكثر وهكذا الحال حتى يصل بنا الزمان الى صاحبه الامام الحجة بن الحسن (عليه السلام)حيث تكون دعوته وحركته لكل المجتمعات والبلدان لشرق الارض وغربها بل حسب ما دلت عليه الاخبار ان دعوته تمتد لتشمل الفضاء الخارجي والكون حيث تعيش مخلوقات اخرى لم نر ونسمع عنها الا القليل لذلك جاءت دعوة السيد الشهيد (قدس) لتشمل كل فئات وطوائف المجتمع العراقي الذي بدأ حركته فيه ولو قدر لها لأنتشرت دعوته في نطاق اوسع واكبر ، لقد قام سماحة السيد الشهيد (قدس) بدعوة العشائر وشيوخها للتواصل مع المرجعية الدينية وعدم الابتعاد عنها والاعتزال والاكتفاء بالاعراف العشائرية الموضوعة وقد لبى البعض من العشائر وشيوخها هذه الدعوة وقاموا بزيارة سماحته (قدس) وراحوا يسألون عن امور كثيرة ومختلفة فيما تخص العشيرة والفصل وماشابه ذلك كما ومن نفس المنطلق قام بتوجيه الدعوة الى جميع المذاهب والملل لوضع اليد باليد من اجل الاصلاح وتغيير الواقع المرير الذي ضل يعاني منه المجتمع العراقي لعقود طويلة حيث وجه الدعوة الى ابناء المذاهب الاخرى والى المسيحيين والصابئة والغجر وكان ذلك من على منبر الجمعة في الكوفة المقدسة وقد نجح فعلاً (قدس) في ذلك حيث تأثر الكثير من المسيحيين ولبوا تلك الدعوة وقد نجح في هداية بعض العوائل المسيحية الى الدين الاسلامي خاتم الاديان والى الايمان به حتى ان بعض شبابهم دخل الحوزة العلمية للتعلم والدراسة فيها وارتدى الزي الحوزوي ، كما انه دعى الغجر لالتفاف حول المرجعية الدينية وكانت هذه الدعوة الاولى من نوعها فلم نشهد او نسمع ان احد علماء وقادة المسلمين قام بهذا الفعل ودعا الغجر كما فعل سماحته (قدس) وقد اعتبر البعض من رجال الدين في الحوزة العلمية ان ماقام به (اعلى الله مقامه) إساءة للحوزة العلمية والمذهب الشيعي والدين الاسلامي ولكن الحق ان هذه الخطوة التي قام بها سماحته خطوة شجاعة وناجحة وهي ان دلت على شيء فانها تدل على ان هذا السيد ليس رجلاً او عالماً عاديا بل هو رجلاً الهياً وكان في الكثير من افعاله مسدداً وموفقاً والحقيقة ان ما قام به سوف يقوم به الامام المهدي(عليه السلام)كما دلت على ذلك الاخبار والروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فان دعوة الامام(عليه السلام)عالمية لاتخص فئة دون اخرى وهي ليست الى اناس دون اخرين بل هي لكل الناس فهي دعوة للمسلمين سنة وشيعة وهي في نفس الوقت دعوة لكل اصحاب الديانات والمعتقدات والملل والشعوب انها دعوة لاصلاح الارض كلها واصلاح المجتمع باجمعه ثم ان نصرة الامام المهدي(عليه السلام)لاتقتصر على من عرف بالايمان والتدين واشتهر بهما ولا على الشيعة او المسلمين فقط بل هي لكل الناس كما قلنا وهذا مايظهر من الرواية الشريفة الواردة عن ابي عبد الله(عليه السلام)انه قالاذا خرج القائم(عليه السلام)خرج من هذا الامر من كان يرى انه من اهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر) غيبة النعماني ص317. فالذي يظهر من الرواية انه سوف يدخل الكثير من الناس والذين يعتبرون شبه عبدة الشمس والقمر أي انهم ليسوا مسلمين في امر الامام المهدي(عليه السلام)ودعوته المباركة كما انه قد ورد عن عيسى بن مريم(عليه السلام)انه قال رداً على احد الناس الذين قالوا عنه انه يجلس مع الخاطئين قالانما بعثت الى الخطائين) والمعلوم ان لنبي الله عيسى(عليه السلام)دوراً في امر الامام المهدي(عليه السلام)لذلك فان دعوة الامام المهدي(عليه السلام)سوف تستقطب الكثير من الناس سواء كانوا من الشيعة او السنة او من غير المسلمين كما حصل مع دعوة السيد الصدر وحركته التي استقطبت بعض هذه الاصناف من الناس، ثم فيما يخص العشائر فان القائم(عليه السلام)سوف يامر اصحابه بدعوة قبائلهم لنصرته عليه السلام واتباع الحق فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي عبد الله(عليه السلام)انه قاللاتذهب الدنيا-الى ان قال- وحتى يقوم الرجل منكم الى حسبه ونسبه وقبيلته فيدعوهم فان اجابوه والا ضرب اعناقهم)بحار الانوار ج52- وعن امير المؤمنين(عليه السلام)وهو يذكر انصار الامام وجيشه فقال..... اولئك قوم يأتون في اخر الزمان قزع كقزع الخريف الرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة ، اما والله اني لاعرف اميرهم واسمه ومناخ ركابهم...) غيبة النعماني ص311- وبهذا يظهر لنا الشبه بين افعال السيد (قدس) وحركته وبين افعال القائم(عليه السلام)وحركته ودعوته.

                            من فكر السيد ابو عبدالله الحسين القحطاني
                            عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                            من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                            الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                            تعليق


                            • #15
                              اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

                              ((اللهم إني أسألك أن تؤخر أجلي ولاتقبض روحـي

                              حتى أرى سيدي ومولاي صاحب الزمان الحجة أبن

                              الحسن صلوات الله وسلامه عليه))
                              إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X