منقول من موسوعة القائم (من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)
الحسين (ع) ويوم الفتح
إن القرآن يبشر بيوم الفتح ويذكره في جملة من الآيات الشريفة، وقد ذهبت آراء المفسرين بعيداً في شرح الآيات المتعلقة بيوم الفتح والتي فسروها بحوادث حدثت في زمان مضى فعطلوا كثيراً من آيات القرآن خلافاً لنظرية تجدد القرآن.
والحق إن أئمة الهدى (صلوات الله عليهم) قد فسروا الكثير من آيات الفتح بقيام القائم وإقامته لدولة العدل الإلهي التي وعد الله بها عباده .
ومن آيات الفتح قوله تعالى : {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ انه كَانَ تَوَّاباً} التي فسرها الكثير من المفسرين بأنها: ( فتح مكة وهذه بشارة ومعجزة لأنها إخبار بالغيب وقد وقع )( تفسير عبد الله شبر ص568).
وفي تفسير الصافي (تفسير الصافي ج5 ص387
) قال الفيض الكاشاني: ( والفتح فتح مكة ) .
وهذا تفسير ضيق للقرآن، فإن نصر الله لم يأت بعد والناس لم يدخلوا في دين الله أفواجاً ولا يكون ذلك إلا في دولة قائم آل محمد، حيث يظهر الله دينه على الدين كله ولو كره الكافرون.
ولو لاحظنا ما فسروا به قوله تعالى: { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ }( ).
وقد فسرها القمي في تفسيره قائلاً: ( هو مثل ضرب الله في الرجعة والقائم (عليه السلام) فلما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين وهذه معطوفة على قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } )( تفسير الصافي ج4 ص160).
فهو إذن قد فسر يوم الفتح بقيام القائم (عليه السلام).
وكذلك في قوله تعالى : { فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }( ).
وقد أكدت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) إن هذا الفتح هو ما يكون في عصر ظهور الإمام وانهزام الكافرين أمامه وهناك ينطبق قوله تعالى: { وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً }( ) ، فإن دخول الناس واعتناقهم لدين الإسلام لم يكن ولا يكون إلا في دولة الإمام المهدي (عليه السلام).
ومما يؤيد ذلك ما جاء في الدعاء المأثور وهو دعاء الندبة الوارد عن الإمام الحجة (عليه السلام) حيث ورد فيه:
( أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى ) وهذه الفقرة التي تناشد الإمام الغائب (عليه السلام) وتصفه بأنه صاحب يوم الفتح فيومه (سلام الله عليه) هو يوم الفتح.
ولا تجتمع الناس على دين واحد إلا ببركة الإمام (عليه السلام) ، فكل أهل دين أو ملة ينتظرون منقذاً ومصلحاً يقيم العدل فيهم، فالمسلمون ينتظرون المهدي، سواء من قال بولادته وغيبته أو من قال بأنه يولد في آخر الزمان، وأما المسيحيون فينتظرون رجوع عيسى (عليه السلام) واليهود ينتظرون رجوع نبي الله إيليا ليجعلهم أسياد العالم كما يعتقدون .
وقد ورد في مختصر البصائر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل: ( وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم (عليه السلام) كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية فالمسلمون يومئذ أهل صواب ...)( المعجم الموضوعي ص719) .
ومما يؤكد حصول الفتح في زمن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ما جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة )( المعجم الموضوعي ص534) .
كذلك ورد في تسمية العام الذي يكون فيه بدأ الثورة المهدوية بعام الفتح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( سألته عن رجب قال ذلك شهر كانت الجاهلية تعظمه - إلى أن قال- قلت جمادي قال : فيها الفتح من أولها إلى آخرها )( بحار الأنوار ج52 ص272).
وعن ابن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
( في قول الله عز وجل {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} يوم الفتح تفتح الدنيا على القائم ولا ينفع أحد التقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً، وبهذا الفتح مؤمناً، فذلك الذي ينفعه إيمانه ويعظم عند الله قدره وشانه وتزخرف له يوم البعث جنانه وتحجب عنه نيرانه وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين وذريته الطيبين (عليهم السلام) )( تأويل الآيات ج2 ص445) .
إلى غير ذلك من الروايات التي تثبت حصول الفتح الحقيقي في زمن ظهور القائم من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) .
وإذا كان النصر العسكري للإمام المهدي (عليه السلام) على الحكومات الظالمة والقوى العالمية المتجبرة هو من مظاهر هذا الفتح فإن الفتح الحقيقي هو دخول الناس بأجمعهم إلى الإسلام ببركة الإمام المهدي (عليه السلام)، بعد ظهور أمره وانتشاره في كل أرجاء المعمورة.
فلا يعبد يومئذ إلا الله ولا يبقى إلا الدين الخالص. فهذا هو الفتح الحقيقي الذي تقصده الآية: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجا} وما أشارت إليه الروايات الشريفة.
وهنا نتساءل ما علاقة الإمام الحسين (عليه السلام) بيوم الفتح وما معنى قوله في ما روي عن زين العابدين (عليه السلام) في أمر تخلف محمد بن الحنفية وبعض بني هاشم عن كربلاء قال:
كتب أبي الحسين (عليه السلام): ( من كان معنا فقد أدرك الشهادة ومن لم يكن معنا لم يبلغ الفتح )( دلائل الامامة ص188).
فما هو هذا الفتح الذي قصده سيد الشهداء (عليه السلام)، ونحن نعرف أن معركة الطف انتهت بإبادة معسكر الحسين (عليه السلام) وأصحابه، بحيث لم يخرج منهم إلا الإمام زين العابدين (عليه السلام) والنسوة والأطفال، وكانت الفترة الزمنية التي تلت ذلك فترة تجبّر وظلم أموي لأتباع أهل البيت إذ كان شعار بني أمية (لعنهم الله): ( لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية ) .
ولو كان يقصد معركة الطف لكان يجب أن يقول: ( ومن لم يكن معنا لم يدرك الشهادة ).
ولكنه قال: ( لم يبلغ الفتح ) فما علاقة الحسين وأصحابه بالفتح ؟ قد يقول قائل إن الفتح هو يوم القيامة يوم يحشر الناس للحساب ويقتص المظلوم من الظالم.
ويرد على ذلك إن يوم القيامة غير خاص بالحسين وأصحابه بل كل ولد آدم ستحشر فيثاب المحسن ويعاقب المسيء، ولو كان الأمر كذلك فلماذا اختص بالإمام الحسين (عليه السلام) ؟
وما حال من كان قد سبق من المسلمين الذين كانوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) ؟ وما حال من تلاه من الأئمة واصحابهم المطيعين لهم .
وكيف يكون أصحاب الحسين (عليه السلام) الذين استشهدوا بين يديه قد أدركوا الفتح ومن تخلف عن نصرته لم يدرك الفتح ؟
كل هذه التساؤلات يكون جوابها إن الفتح الذي أراده الإمام الحسين (عليه السلام) هو سيطرة الإمام المهدي (عليه السلام) وقيام دولة العدل الإلهي.
وإدراك هذا الفتح بالنسبة له ولأصحابه هو في رجعته ورجعة أصحابه رجعة روحية ليكونوا مسدِدِين ومؤيدين لأنصار الإمام المهدي (عليه السلام) وخصوصاً وزيره الذي يبايعه ويسلمه الأمر.
الذي تصفه الروايات بأنه : ( أهدى الرايات ، يهدي إلى صاحبكم ويهدي إلى الحق).
الحسين (ع) ويوم الفتح
إن القرآن يبشر بيوم الفتح ويذكره في جملة من الآيات الشريفة، وقد ذهبت آراء المفسرين بعيداً في شرح الآيات المتعلقة بيوم الفتح والتي فسروها بحوادث حدثت في زمان مضى فعطلوا كثيراً من آيات القرآن خلافاً لنظرية تجدد القرآن.
والحق إن أئمة الهدى (صلوات الله عليهم) قد فسروا الكثير من آيات الفتح بقيام القائم وإقامته لدولة العدل الإلهي التي وعد الله بها عباده .
ومن آيات الفتح قوله تعالى : {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ انه كَانَ تَوَّاباً} التي فسرها الكثير من المفسرين بأنها: ( فتح مكة وهذه بشارة ومعجزة لأنها إخبار بالغيب وقد وقع )( تفسير عبد الله شبر ص568).
وفي تفسير الصافي (تفسير الصافي ج5 ص387
) قال الفيض الكاشاني: ( والفتح فتح مكة ) .
وهذا تفسير ضيق للقرآن، فإن نصر الله لم يأت بعد والناس لم يدخلوا في دين الله أفواجاً ولا يكون ذلك إلا في دولة قائم آل محمد، حيث يظهر الله دينه على الدين كله ولو كره الكافرون.
ولو لاحظنا ما فسروا به قوله تعالى: { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ }( ).
وقد فسرها القمي في تفسيره قائلاً: ( هو مثل ضرب الله في الرجعة والقائم (عليه السلام) فلما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين وهذه معطوفة على قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } )( تفسير الصافي ج4 ص160).
فهو إذن قد فسر يوم الفتح بقيام القائم (عليه السلام).
وكذلك في قوله تعالى : { فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }( ).
وقد أكدت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) إن هذا الفتح هو ما يكون في عصر ظهور الإمام وانهزام الكافرين أمامه وهناك ينطبق قوله تعالى: { وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً }( ) ، فإن دخول الناس واعتناقهم لدين الإسلام لم يكن ولا يكون إلا في دولة الإمام المهدي (عليه السلام).
ومما يؤيد ذلك ما جاء في الدعاء المأثور وهو دعاء الندبة الوارد عن الإمام الحجة (عليه السلام) حيث ورد فيه:
( أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى ) وهذه الفقرة التي تناشد الإمام الغائب (عليه السلام) وتصفه بأنه صاحب يوم الفتح فيومه (سلام الله عليه) هو يوم الفتح.
ولا تجتمع الناس على دين واحد إلا ببركة الإمام (عليه السلام) ، فكل أهل دين أو ملة ينتظرون منقذاً ومصلحاً يقيم العدل فيهم، فالمسلمون ينتظرون المهدي، سواء من قال بولادته وغيبته أو من قال بأنه يولد في آخر الزمان، وأما المسيحيون فينتظرون رجوع عيسى (عليه السلام) واليهود ينتظرون رجوع نبي الله إيليا ليجعلهم أسياد العالم كما يعتقدون .
وقد ورد في مختصر البصائر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل: ( وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم (عليه السلام) كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية فالمسلمون يومئذ أهل صواب ...)( المعجم الموضوعي ص719) .
ومما يؤكد حصول الفتح في زمن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ما جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة )( المعجم الموضوعي ص534) .
كذلك ورد في تسمية العام الذي يكون فيه بدأ الثورة المهدوية بعام الفتح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( سألته عن رجب قال ذلك شهر كانت الجاهلية تعظمه - إلى أن قال- قلت جمادي قال : فيها الفتح من أولها إلى آخرها )( بحار الأنوار ج52 ص272).
وعن ابن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
( في قول الله عز وجل {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} يوم الفتح تفتح الدنيا على القائم ولا ينفع أحد التقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً، وبهذا الفتح مؤمناً، فذلك الذي ينفعه إيمانه ويعظم عند الله قدره وشانه وتزخرف له يوم البعث جنانه وتحجب عنه نيرانه وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين وذريته الطيبين (عليهم السلام) )( تأويل الآيات ج2 ص445) .
إلى غير ذلك من الروايات التي تثبت حصول الفتح الحقيقي في زمن ظهور القائم من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) .
وإذا كان النصر العسكري للإمام المهدي (عليه السلام) على الحكومات الظالمة والقوى العالمية المتجبرة هو من مظاهر هذا الفتح فإن الفتح الحقيقي هو دخول الناس بأجمعهم إلى الإسلام ببركة الإمام المهدي (عليه السلام)، بعد ظهور أمره وانتشاره في كل أرجاء المعمورة.
فلا يعبد يومئذ إلا الله ولا يبقى إلا الدين الخالص. فهذا هو الفتح الحقيقي الذي تقصده الآية: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجا} وما أشارت إليه الروايات الشريفة.
وهنا نتساءل ما علاقة الإمام الحسين (عليه السلام) بيوم الفتح وما معنى قوله في ما روي عن زين العابدين (عليه السلام) في أمر تخلف محمد بن الحنفية وبعض بني هاشم عن كربلاء قال:
كتب أبي الحسين (عليه السلام): ( من كان معنا فقد أدرك الشهادة ومن لم يكن معنا لم يبلغ الفتح )( دلائل الامامة ص188).
فما هو هذا الفتح الذي قصده سيد الشهداء (عليه السلام)، ونحن نعرف أن معركة الطف انتهت بإبادة معسكر الحسين (عليه السلام) وأصحابه، بحيث لم يخرج منهم إلا الإمام زين العابدين (عليه السلام) والنسوة والأطفال، وكانت الفترة الزمنية التي تلت ذلك فترة تجبّر وظلم أموي لأتباع أهل البيت إذ كان شعار بني أمية (لعنهم الله): ( لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية ) .
ولو كان يقصد معركة الطف لكان يجب أن يقول: ( ومن لم يكن معنا لم يدرك الشهادة ).
ولكنه قال: ( لم يبلغ الفتح ) فما علاقة الحسين وأصحابه بالفتح ؟ قد يقول قائل إن الفتح هو يوم القيامة يوم يحشر الناس للحساب ويقتص المظلوم من الظالم.
ويرد على ذلك إن يوم القيامة غير خاص بالحسين وأصحابه بل كل ولد آدم ستحشر فيثاب المحسن ويعاقب المسيء، ولو كان الأمر كذلك فلماذا اختص بالإمام الحسين (عليه السلام) ؟
وما حال من كان قد سبق من المسلمين الذين كانوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) ؟ وما حال من تلاه من الأئمة واصحابهم المطيعين لهم .
وكيف يكون أصحاب الحسين (عليه السلام) الذين استشهدوا بين يديه قد أدركوا الفتح ومن تخلف عن نصرته لم يدرك الفتح ؟
كل هذه التساؤلات يكون جوابها إن الفتح الذي أراده الإمام الحسين (عليه السلام) هو سيطرة الإمام المهدي (عليه السلام) وقيام دولة العدل الإلهي.
وإدراك هذا الفتح بالنسبة له ولأصحابه هو في رجعته ورجعة أصحابه رجعة روحية ليكونوا مسدِدِين ومؤيدين لأنصار الإمام المهدي (عليه السلام) وخصوصاً وزيره الذي يبايعه ويسلمه الأمر.
الذي تصفه الروايات بأنه : ( أهدى الرايات ، يهدي إلى صاحبكم ويهدي إلى الحق).
تعليق