نقلا عن كتاب سقيفة الغيبة ( من فكر السيد القحطاني )
سُـــنة الاختــــلاف :
لم تسلم أمة من الأمم من الاختلاف والتناحر والارتداد وقد شهد اليهود والنصارى أنواع الاختلاف فيما بينهم وكان الاختلاف دائماً ما يحدث بعد أن تأتيهم الآيات ويتبين لهم الحق .
لقد انقسم أتباع الديانات الثلاثة إلى فرق شتى واحزاب متنافرة ولم يكن يجمعهم إلا قشور الديانة التي ينتمون إليها أما التفاصيل فقد اختلفوا فيها أيما اختلاف وقد ذكر تفرقهم الإمام أبي جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ حين قال : ﴿ ... إن اليهود تفرقوا من بعد موسى ﴿عليه السلام﴾ على إحدى وسبعين فرقة منها فرقة في الجنة وسبعون فرقة في النار وتفرقت النصارى بعد عيسى ﴿عليه السلام﴾ على إثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار وتفرقت هذه الأمة بعد نبيها ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة ...﴾﴿ ﴾.
ولا يخفى أن الفرقة المحقة هي الفرقة المستضعفة على مر العصور والتي ينظر إليها نظرة الاستخفاف والاستهزاء وهذا الأمر يتبين لكل من درس التأريخ دراسة غير منحازة مسبقاً .
إن الاختلاف الذي ورد في الكتاب الكريم يتحدث عن وقوعه بعد مجيء العلم أو البينات وقد ذكر الله تعالى اختلاف بني إسرائيل في أكثر من آية منها قوله تعالى : ﴿ وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾﴿ ﴾
إن وقوع الاختلاف عبر التأريخ وعند جميع الأديان دائماً ما يحدث عند حملة العلم فَهُم أهل الإشكالات والمعمعات ولا تمضي فترة إلا ورأيتهم يتحزبون ويتخندقون فقد اختلف اليهود إلى فرق شتى منهم الكتبة والفريسيون والصدوقيون وغيرهم ولكل فرقة أحبار يتزعمونها ويضيفون وقوداً للفرقة وكان الوقود الذي يستخدموه هو الآراء التي يتبنونها والتي تخالف الفرق الأخرى فكل جيل تراه يأتي بأفكار تجعله يبتعد أكثر فأكثر عن الفرق الأخرى وكل فرقة تنسب التهم لاختها أو تتأول كلام الفرق الأخرى أو تأخذ كلام الفرق الأخرى وتعرضه على نصوصهم المقدسة وتكشف زيف ادعاءاتهم علما بانه ما من فرقة فعلت هذا الشيء مع نفسها وهذا هو حال البشر حيث يهتم على الدوام بعيوب الآخرين تاركاً عيوبه دون أن يعالجها .
بعد رحيل موسى وهارون ﴿عليهما السلام﴾ جعل الله النور في ذرية هارون النبي ﴿عليه السلام﴾ فظهر من هذه الذرية الأنبياء الصالحين ﴿عليهم السلام﴾ وكانوا أهلاً لتفسير الشريعة وقد جعلهم الله القدوة لبني إسرائيل وقد ذكرت التوراة ما هذا نصه : ﴿وكلم الرب هارون قائلا " : خمرا " ومسكرا " لا تشرب أنت وبنوك معك . . . للتميز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر . ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلم الرب بها بين موسى﴾﴿ ﴾
إلا أن بني إسرائيل لم يسغ لهم هذا الأمر لأنهم أعتادوا على العصيان والتمرد وقد قادتهم هذه العادة إلى التفرق والانقلاب على أبناء هارون النبي ﴿عليه السلام﴾ حتى قتلوا الكثير من الأنبياء والربانيون ولفترة طويلة وهم على هذه الحالة﴿ ﴾ وقد ذكر الكتاب الكريم هذا الفساد والاختلاف في أكثر من آية منها قوله تعالى : ﴿.. وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾﴿ ﴾
إن اختلافهم من بعد ما جاءهم العلم أدى إلى ضياع الكثير من الهدى وبدل وأخفي الكثير مما ترك آل موسى وآل هارون ﴿عليهم السلام﴾ وهم على هذه الحال بعث الله تعالى لهم طالوت ملكا عليهم جائهم بالبينات والعلامات قال تعالى : ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾﴿ ﴾
لم يكتفِ بني إسرائيل بهذه العلامات والبينات حتى أختلفوا وتفرقوا بعد عهد سليمان ﴿عليه السلام﴾ وهم كانوا معترضين حتى على نبوة داوود وسليمان ﴿عليهما السلام﴾ إلا أن القوة هي التي كانت تخيفهم من الكلام .
إن الظروف التي تلت عهد سليمان النبي ﴿عليه السلام﴾ ساعدت بني إسرائيل على أظهار اختلافهم الذي كانوا يخفونه فأختلفوا فيما بينهم وافترقوا إلى مذاهب شتى وفرق متناحرة حتى بعث الله المسيح عيسى بن مريم ﴿عليهما السلام﴾ فدعاهم إلى الرجوع إلى الدين والشريعة فوجدوا أمره غريباً عنهم لأنهم أعتادوا على شريعة قد وضعوها لأنفسهم مما جعلهم ينظرون إلى شريعة عيسى ﴿عليه السلام﴾ بأنها دين غريب عنهم وفي أغلب أوامره متناقض عما في أيديهم مما جعلهم يشنون الغارات عليه حتى انتهى بهم الأمر إلى محاولة قتله كما قتلوا من سبقه من الأنبياء وهذه المسألة يحسنون صنعها إلا أن الله شاء أن يخلصه من أيديهم ويرفعه إليه .
إن الاختلاف لم ينتهي بعد رفع المسيح ﴿عليه السلام﴾ بل ازداد حدة بمرور الزمن فنشأت المذاهب والفرق في الديانة النصرانية وإلى يومنا هذا حيث نجد أتباع المسيح ﴿عليه السلام﴾ ينتهون إلى مذاهب مختلفه في الطرح والأسلوب .
إن سُنة الاختلاف هذه لم تسلم منها الأمة الإسلامية فما أن رحل النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ حتى انقلب القوم على اعقابهم وأرتد جمع غفير منهم واختلف آخرون حتى قتلوا اولاد رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ من أهل بيته الطاهرين وقتلوا الكثير من الصحابة الصالحين وهجروا اخرين ونشأت الفتن والمذاهب وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون .
إن سُنة الاختلاف هذه مستمرة إلى ظهور الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ والاختلاف بنوعين : الأول وهو الاختلاف في الشريعة وهذا الأمر قد وقع بالفعل في الأمة الإسلامية حتى لم تسلم مسألة من مسائل الشريعة من الاختلاف كما سيأتي بالتفصيل . أما النوع الثاني وهو الاختلاف في تصديق النبي وهذه سُنة جارية مع جميع الأنبياء والمرسلين وستكون في أوجها مع الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ حتى أن رايته سيلعنها أهل المشرق والمغرب وسيكذبه الكثير الكثير من الناس فقد جاء عن الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ أنه قال : ﴿ إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب...﴾﴿ ﴾.
إن هذا اللعن والعداء سيكون بتحريض من فقهاء السوء في ذلك الزمان وكما قاتل الأحبار المسيح ﴿عليه السلام﴾ من قبل فهذه السُنن لا بد من وقوعها وقد ذكرت الأحاديث أن شر الفقهاء هم فقهاء آخر الزمان حيث سيكونون سبباً للفتن فقد جاء عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ انه قال : ﴿... فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود﴾﴿ ﴾.
إن مسألة الاختلاف في قبول الأنبياء والصالحين من عدمها من السُنن التي مرت بجميع الأمم إلا أن اقواها كما ذكرنا ستكون مع الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ ولو رجعنا إلى كلمة ﴿أختلفوا﴾ لوجدناها قد وردت في الكتاب الكريم تسع مرات وفي هذا العدد دلالة على شدة اختلاف الناس في أمر التاسع من ذرية الحسين ﴿عليه السلام﴾ وهو القائم من آل محمد .
سُـــنة الاختــــلاف :
لم تسلم أمة من الأمم من الاختلاف والتناحر والارتداد وقد شهد اليهود والنصارى أنواع الاختلاف فيما بينهم وكان الاختلاف دائماً ما يحدث بعد أن تأتيهم الآيات ويتبين لهم الحق .
لقد انقسم أتباع الديانات الثلاثة إلى فرق شتى واحزاب متنافرة ولم يكن يجمعهم إلا قشور الديانة التي ينتمون إليها أما التفاصيل فقد اختلفوا فيها أيما اختلاف وقد ذكر تفرقهم الإمام أبي جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ حين قال : ﴿ ... إن اليهود تفرقوا من بعد موسى ﴿عليه السلام﴾ على إحدى وسبعين فرقة منها فرقة في الجنة وسبعون فرقة في النار وتفرقت النصارى بعد عيسى ﴿عليه السلام﴾ على إثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار وتفرقت هذه الأمة بعد نبيها ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة ...﴾﴿ ﴾.
ولا يخفى أن الفرقة المحقة هي الفرقة المستضعفة على مر العصور والتي ينظر إليها نظرة الاستخفاف والاستهزاء وهذا الأمر يتبين لكل من درس التأريخ دراسة غير منحازة مسبقاً .
إن الاختلاف الذي ورد في الكتاب الكريم يتحدث عن وقوعه بعد مجيء العلم أو البينات وقد ذكر الله تعالى اختلاف بني إسرائيل في أكثر من آية منها قوله تعالى : ﴿ وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾﴿ ﴾
إن وقوع الاختلاف عبر التأريخ وعند جميع الأديان دائماً ما يحدث عند حملة العلم فَهُم أهل الإشكالات والمعمعات ولا تمضي فترة إلا ورأيتهم يتحزبون ويتخندقون فقد اختلف اليهود إلى فرق شتى منهم الكتبة والفريسيون والصدوقيون وغيرهم ولكل فرقة أحبار يتزعمونها ويضيفون وقوداً للفرقة وكان الوقود الذي يستخدموه هو الآراء التي يتبنونها والتي تخالف الفرق الأخرى فكل جيل تراه يأتي بأفكار تجعله يبتعد أكثر فأكثر عن الفرق الأخرى وكل فرقة تنسب التهم لاختها أو تتأول كلام الفرق الأخرى أو تأخذ كلام الفرق الأخرى وتعرضه على نصوصهم المقدسة وتكشف زيف ادعاءاتهم علما بانه ما من فرقة فعلت هذا الشيء مع نفسها وهذا هو حال البشر حيث يهتم على الدوام بعيوب الآخرين تاركاً عيوبه دون أن يعالجها .
بعد رحيل موسى وهارون ﴿عليهما السلام﴾ جعل الله النور في ذرية هارون النبي ﴿عليه السلام﴾ فظهر من هذه الذرية الأنبياء الصالحين ﴿عليهم السلام﴾ وكانوا أهلاً لتفسير الشريعة وقد جعلهم الله القدوة لبني إسرائيل وقد ذكرت التوراة ما هذا نصه : ﴿وكلم الرب هارون قائلا " : خمرا " ومسكرا " لا تشرب أنت وبنوك معك . . . للتميز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر . ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلم الرب بها بين موسى﴾﴿ ﴾
إلا أن بني إسرائيل لم يسغ لهم هذا الأمر لأنهم أعتادوا على العصيان والتمرد وقد قادتهم هذه العادة إلى التفرق والانقلاب على أبناء هارون النبي ﴿عليه السلام﴾ حتى قتلوا الكثير من الأنبياء والربانيون ولفترة طويلة وهم على هذه الحالة﴿ ﴾ وقد ذكر الكتاب الكريم هذا الفساد والاختلاف في أكثر من آية منها قوله تعالى : ﴿.. وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾﴿ ﴾
إن اختلافهم من بعد ما جاءهم العلم أدى إلى ضياع الكثير من الهدى وبدل وأخفي الكثير مما ترك آل موسى وآل هارون ﴿عليهم السلام﴾ وهم على هذه الحال بعث الله تعالى لهم طالوت ملكا عليهم جائهم بالبينات والعلامات قال تعالى : ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾﴿ ﴾
لم يكتفِ بني إسرائيل بهذه العلامات والبينات حتى أختلفوا وتفرقوا بعد عهد سليمان ﴿عليه السلام﴾ وهم كانوا معترضين حتى على نبوة داوود وسليمان ﴿عليهما السلام﴾ إلا أن القوة هي التي كانت تخيفهم من الكلام .
إن الظروف التي تلت عهد سليمان النبي ﴿عليه السلام﴾ ساعدت بني إسرائيل على أظهار اختلافهم الذي كانوا يخفونه فأختلفوا فيما بينهم وافترقوا إلى مذاهب شتى وفرق متناحرة حتى بعث الله المسيح عيسى بن مريم ﴿عليهما السلام﴾ فدعاهم إلى الرجوع إلى الدين والشريعة فوجدوا أمره غريباً عنهم لأنهم أعتادوا على شريعة قد وضعوها لأنفسهم مما جعلهم ينظرون إلى شريعة عيسى ﴿عليه السلام﴾ بأنها دين غريب عنهم وفي أغلب أوامره متناقض عما في أيديهم مما جعلهم يشنون الغارات عليه حتى انتهى بهم الأمر إلى محاولة قتله كما قتلوا من سبقه من الأنبياء وهذه المسألة يحسنون صنعها إلا أن الله شاء أن يخلصه من أيديهم ويرفعه إليه .
إن الاختلاف لم ينتهي بعد رفع المسيح ﴿عليه السلام﴾ بل ازداد حدة بمرور الزمن فنشأت المذاهب والفرق في الديانة النصرانية وإلى يومنا هذا حيث نجد أتباع المسيح ﴿عليه السلام﴾ ينتهون إلى مذاهب مختلفه في الطرح والأسلوب .
إن سُنة الاختلاف هذه لم تسلم منها الأمة الإسلامية فما أن رحل النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ حتى انقلب القوم على اعقابهم وأرتد جمع غفير منهم واختلف آخرون حتى قتلوا اولاد رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ من أهل بيته الطاهرين وقتلوا الكثير من الصحابة الصالحين وهجروا اخرين ونشأت الفتن والمذاهب وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون .
إن سُنة الاختلاف هذه مستمرة إلى ظهور الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ والاختلاف بنوعين : الأول وهو الاختلاف في الشريعة وهذا الأمر قد وقع بالفعل في الأمة الإسلامية حتى لم تسلم مسألة من مسائل الشريعة من الاختلاف كما سيأتي بالتفصيل . أما النوع الثاني وهو الاختلاف في تصديق النبي وهذه سُنة جارية مع جميع الأنبياء والمرسلين وستكون في أوجها مع الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ حتى أن رايته سيلعنها أهل المشرق والمغرب وسيكذبه الكثير الكثير من الناس فقد جاء عن الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ أنه قال : ﴿ إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب...﴾﴿ ﴾.
إن هذا اللعن والعداء سيكون بتحريض من فقهاء السوء في ذلك الزمان وكما قاتل الأحبار المسيح ﴿عليه السلام﴾ من قبل فهذه السُنن لا بد من وقوعها وقد ذكرت الأحاديث أن شر الفقهاء هم فقهاء آخر الزمان حيث سيكونون سبباً للفتن فقد جاء عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ انه قال : ﴿... فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود﴾﴿ ﴾.
إن مسألة الاختلاف في قبول الأنبياء والصالحين من عدمها من السُنن التي مرت بجميع الأمم إلا أن اقواها كما ذكرنا ستكون مع الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ ولو رجعنا إلى كلمة ﴿أختلفوا﴾ لوجدناها قد وردت في الكتاب الكريم تسع مرات وفي هذا العدد دلالة على شدة اختلاف الناس في أمر التاسع من ذرية الحسين ﴿عليه السلام﴾ وهو القائم من آل محمد .
تعليق