من هو شعيب بن صالح
منقول من
موسوعة القائم من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
شعيب بن صالح شخصية عسكرية ورد ذكرها في الروايات الشريفة الواردة عن أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) حيث ارتبط ذكرها بالقتال وقيادة الجيوش فهو من القادة الذين يمارسون دوراً مهماً في القضية المهدوية .
ويعتقد البعض من الباحثين أن شعيب هو من ضمن الشخصيات الخراسانية إلا أن هذا الأمر غير صحيح فشعيب عربي وهناك عدة أدلة على ذلك منها كونه مولى لبني تميم(بنو تميم : إحدى أكبر القبائل العربية المعروفة )، بما تعنيه هذه الكلمة من معاني .
وهذا لا يعني أن شعيب ليس له تحرك في خراسان، فهو من الشخصيات التي برز دورها القيادي بعد تأسيس اليماني لجيشه حيث يجعله القائد العام لقواته ويستمر كذلك حتى يقوم الإمام المهدي (عليه السلام) فيكون شعيب قائد قوات الإمام المهدي (عليه السلام) .
فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ( يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال ويأتي من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم )(الملاحم والفتن ص53 ) .
والمقصود بالشاب الذي من بني هاشم هو اليماني، فهو من يقاتل السفياني في الكوفة ويهزمه كما هو معلوم، وهو من وصفته الروايات بكونه شاب موفق ابن ثلاثين سنة.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة )( بحار الأنوار ج52 ص287 ) .
وليس لشعيب دوراً في الدعوة والتمهيد فهو ليس له باعاً في ذلك إنما يكون دوره عسكرياً ليس إلا، ولم يكن ليوفق لذلك المنصب الإلهي المهم لولا صدقه وإخلاصه وحبه وولائه لأهل البيت (عليهم السلام) ومعارضته ورفضه لما تقوم به الحكومات الإسلامية من الظلم بكافة أشكاله .
فهو وإن كان كما نعتقد ليس قائداً عسكرياً معروفاً لأحد الجيوش التابعة لإحدى الدول الإسلامية إلا انه قد يكون قد مارس القيادة لفترة طويلة ولديه من الخبرة والشجاعة والصلابة والإخلاص ما يؤهله للقيام بهذه المسؤولية الضخمة ويبدو أنه مارس الحرب والقتال ضد جهات منحرفة وباطلة وحكومات جائرة .
وقد ذكر هذا الرجل في مجموعة من الروايات المعصومية الشريفة :
( يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم( في البرهان : من بني تميم مخزوم ) كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض وراياتهم سود يكون مقدمة المهدي لا يلقاه أحد إلا قتله )( الملاحم لأبن حماد ص53 ) .
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: ( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح فيلتقي هو والسفياني بباب أصطخر فتكون ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه)(كنز العمالج14 ص588 ) .
وكذلك ورد: ( يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح سقى الله بلاد شعيب بالراية السوداء المهدية بنصر الله وكلمته حتى يبايع المهدي بين الركن والمقام)( الملاحم لأبن حماد ص137).
السلام على شعيب الذي نصره الله على أمته
لم يختلف حال نبي الله شعيب (عليه السلام) عن حال باقي الأنبياء (عليهم السلام) فقد كُذب واتُهم من قبل قومه فكان يدعوهم إلى الاستقامة والصلاح وعدم الإفساد في الأرض ولكنهم كانوا يردون دعوته ويصدونها ولا يقبلون قوله وقد استضعفوه كثيراً ولكنه لم ينثني في دعوته لهم ولما ايس منهم ايده الله بنصره حيث وقعت بهم الصيحة قال تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }(هود94 ).
وكان شعيب يوصي قومه دائماً ببقية الله عز وجل قال تعالى حكاية عن شعيب {بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }( هود86).
وجاء في التفاسير الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير هذه الآية إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو بقية الله تبارك وتعالى وهو الذي إذا ظهر قرأ هذه الآية المباركة ولكن التساؤل هنا هل كان شعيب (عليه السلام) يشير إلى الإمام المهدي (عليه السلام) يا ترى أم ماذا ؟
في الواقع إن شعيب (عليه السلام) كان يشير إلى المفهوم وليس إلى المصداق فقد كان يشير إلى مفهوم الهداية والصراط المستقيم والصلاح الذي لا يكون إلا على يد الإمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان، فإن شعيب النبي (عليه السلام) كان يريد من قومه العمل بالهداية والابتعاد عن طريق الغواية والضلال والعمل وفق طريق الحق المستقيم.
فان هناك علاقة بين هذا النبي المنصور وبين الإمام الحسين (عليه السلام) الذي قتل من قبل أمته التي خذلته.
وجاء في الروايات المعصومية الشريفة إن الإمام الحسين (عليه السلام) سمي بالمنصور لأن الله قد نصره على أمته حيث انتصر دم الحسين (عليه السلام) على سيف يزيد وانتصرت مبادئ الحسين (عليه السلام) التي آمن بها وقاتل من اجلها على ضلال الأمة وانحرافها وهذا ما نراه اليوم واضحاً حيث ان ذكر الحسين (عليه السلام) ضل خالداً عبر التاريخ وتناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل وانطمس ذكر أولئك الملعونين فلم يعودوا يذكرون الا باللعن عليهم.
ويكتمل الارتباط بالإمام المهدي (عليه السلام) وارث أبيه الحسين ووارث الأنبياء (عليهم السلام) فإن الإمام المهدي (عليه السلام) هو المصداق الحقيقي الذي أشار إليه شعيب (عليه السلام).
فقد جاء في الرواية الواردة عن الباقر(عليه السلام) في حديث له قال: (....وجاءت صيحة من السماء بان الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فإذا خرج اسند ظهره إلى الكعبة واجتمع عليه ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً وأول ما ينطق به هذه الآية ( بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنون ) ثم يقول أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال السلام عليك يا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبوداً إلا الله عز وجل من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه ويؤمن به )( إكمال الدين ج2 ص330)
وعن ابي عبد الله (عليه السلام): (سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟ فقال: لا ذلك اسم سمى الله به أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يسم أحدا قبله ولا سمي به بعده إلا كافر. قلت: جعلت فداك كيف يسلم عليه ؟ قال (عليه السلام): يقولون السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين )(الكافي ج1ص411 ).
وعن الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) في حديث له قال: ( وعليه تجتمع هذه الامة ثم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) ثم قال نحن بقية الله )( إكمال الدين ج2ص382).
ووفق ما طرحنا في موضوع الرجعة الروحية فإن شعيب بن صالح سوف يكون دوره في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) مشابه لدور حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه ويتصف بصفاته، فكما كان حمزة رجل قتال ولم يكن يعتني بأمور الدين وينجذب إلها فسيكون الشخص الذي يمثل شعيب بن صالح كذلك، فيصدق الدعوة المباركة ويكون قائداً لجيش الإمام المهدي (عليه السلام) كما كان حمزة فيكون شعيب بن صالح هو حمزة في عصر الظهور.
تعليق