منقول من موسوعة القائم ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)
يهود المدينة في عصر الظهور
بعد أن تبين لنا ان العجم يمثلون الأوس والخزرج في عصر الظهور حيث سيكونون أنصار القضية المهدوية إلى جانب المهاجرين إليهم من خارج إيران فعليه يجب أن يكون هنالك يهود يقطنون إيران يقومون بتكذيب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) ويصدون الناس عن نصرتها وذلك كما كان الحال على عهد الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) عند هجرته إلى يثرب حيث يوجد فيها اليهود المتنفذين من أصحاب الأموال والسلطة والذين كانوا يكنون العداوة له وللمسلمين ولا يتورعون عن إظهارها في كل مناسبة.
وهذا بعينه ما سيحصل مع دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) حيث سيكن يهود إيران العداء لتلك الدعوة محاولين القضاء عليها بشتى السبل، وان الفرق بين الماضي والحاضر أن يهود الأمس هم من بني إسرائيل، أما يهود إيران في آخر الزمان فهم فقهاء السوء من المسلمين في آخر الزمان الذين يكونون مسلمين في الظاهر بيد ان أفعالهم تشبه أفعال اليهود مما يؤدي إلى انسحاب هذه التسمية عليهم وسيقوم الإمام المهدي بالقضاء عليهم مثلما فعل جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) مع يهود المدينة من قبل ولا سيما بعد تآمرهم على قتله فيما بينهم، ونتيجة للشبه بين الدعوتين المحمدية والمهدوية سيقوم يهود إيران في آخر الزمان من فقهاء السوء بمعاداة ومحاربة دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) والمتمثلة بأنصاره من المهاجرين والأنصار وبصاحب دعوته السيد اليماني حيث يتفقون مع فقهاء السوء المضلين في الكوفة وهؤلاء سيمثلون قريش آخر الزمان إلا أن الله عز وجل سينتقم من كلا الطرفين من يهود المدينة (ايران) ومن قريش مكة (الكوفة) بيد صاحب دعوته ومن ثم يأتي العقاب والعذاب الإلهي على يد الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه المقدس.فقهاء السوء يهود امة محمد (ص) في آخر الزمان
قبل البدء بالكلام عن يهود المدينة في عصر الظهور، لابد أن نقوم أولاً بإثبات وجود اليهود في امة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ومن المسلمين أنفسهم من الذين تكون أفعالهم متشابهة لأفعال اليهود من بني إسرائيل ثم نعكف بعدها على تقديم الأدلة والقرائن التي تشير إلى ان اصدق مصادق هؤلاء اليهود هم فقهاء السوء الذين يتواجدون في آخر الزمان في ايران.
ولو جئنا إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) نجدها تشير إلى أن هؤلاء اليهود من المسلمين والتي تكون سيرتهم الباطنية بالدرجة الأولى موافقة لسيرة اليهود وذلك وفق قاعدة من أحب عمل قوم أشرك فيه معهم، وذلك من حيث أن المسلمين اخذوا يحذون حذو اليهود في معاداة أنبيائهم وأوصيائهم بمخالفة نهجهم فضلاً عن التحريف المادي والمعنوي لما ورد عنهم وغيرها من الأمور، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى متابعة المسلمين للأمم السابقة ولاسيما من اليهود من ناحية سيرتهم وأعمالهم، ومنها على سبيل المثال ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن جده الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قال: (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولاتخطئكم سنة بني إسرائيل )( ).
وكما ورد عن سلمان المحمدي رضوان الله عليه أنه سمع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يقول: (لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباع بباع )( ). وغيرها من الروايات التي تؤكد هذا المعنى والتي يتبين من خلالها فئات واقسام اليهود في أمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) حسب أفعالهم.
القسم الأول:
المسلمين ظاهراً والذين عبر عنهم أهل البيت (عليهم السلام) باليهود هم قاطع وتارك الصلاة وذلك من حيث أن الصلاة هي عمود الدين وبها يعرف ويفرق المسلم عن غيره حيث ورد عن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قوله: (سلموا على اليهود والنصارى ولا تسلموا على يهود أمتي، قيل ومن يهود أمتك يا رسول الله، قال قاطعي الصلاة)( ).
وجاء عنه: (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: (ومن ترك صلاة لا يرجو ثوابها ولا يخاف عقابها فلا ابالي ليموت يهودياً او نصرانياً او مجوسياً)( ).
وهذا الكلام لتارك الصلاة الظاهرية أما الصلاة الباطنية هي ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن تركها كان من يهود الأمة حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان المحمدي:
(يا سلمان قال الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة فالصبر محمد، والصلاة ولايتي ، ولذلك قال: وإنها لكبيرة، ولم يقل وإنهما، ثم قال: ( إلا على الخاشعين ) فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي)( ).
فولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هي ولاية الإمام المهدي (عليه السلام) فمن تركها كان من يهود هذه الأمة.
القسم الثاني:
هم من أبغض أهل البيت (عليهم السلام) وجحد حقهم لأنهم (عليم السلام) أئمة مفترضي الطاعة حيث أن المسلمين من هذه الناحية يشبهون اليهود في تكذيبهم لأنبيائهم ورسلهم وأوصيائهم كما هو حال بني إسرائيل مع موسى وهارون (عليهم السلام).
عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: (أيها الناس من ابغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا، قال يا رسول الله وان شهد الشهادتين قال (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) نعم )( ).
وورد عن أبي حمزة عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (منا الإمام المفروض طاعته من جحده مات يهودياً أو نصرانياً والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله عز وجل آدم إلا وفيها إمام يهتدي به إلى الله حجة على العباد ومن تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على الله)( ).
ويبدو إن تأكيد الروايات على إن كل مبغض لأهل البيت من المسلمين وجاحداً بطاعتهم هو من يهود الأمة الإسلامية وذلك لسببين:
الأول:
إن اليهود قد كذبوا وآذوا رسلهم وأنبيائهم وجحدوا طاعتهم رغم ورود البشارات عليهم بمقدمهم فمثلاً بالنسبة لموسى (عليه السلام) كان قد بشر به يوسف بني إسرائيل لكي يخلصهم من العذاب الذي سيلحق بهم ويعني به عذاب فرعون لهم، ومع ذلك فقد كذب به أكثر بني إسرائيل وكذلك مع نبي الله عيسى (عليه السلام) نجد أن الأمر يتكرر مرة أخرى في الأمة الإسلامية وذلك من حيث إن المسلمين قد ابغضوا أهل البيت (عليهم السلام) وجحدوا إمامتهم رغم ورود التأكيد على إمامتهم سواءً في القرآن وذلك بقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }( ) أو بالأحاديث النبوية الشريفة التي نصت على إمامة الإمام علي (عليه السلام) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعد، كحديث الغدير الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) من كنت مولاه فعلي مولاه، أو حديث الثقلين الذي أشار فيه الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه مخلف في هذه الأمة الثقلين وهم القرآن وأهل بيته حيث لم تحفظ أمته وصيته فيهما، فأما القرآن فقد مزقه الوليد بن عبد الملك بمسمع ومرأى من المسلمين، ناهيك عن تحريف معانيه. وأما العترة فقد لاحقوهم وقتلوهم وصلبوهم وكذبوا إمامتهم وأزالوهم عن مراتبهم في قيادة الأمة وسيستمر هذا الحال حتى قيام الإمام المهدي (عليه السلام) الذي سيكذب الناس به وبدعوته وحتى يقولون له ارجع يا أبن فاطمة لا حاجة لنا فيك( ).
السبب الثاني:
لتشبههم باليهود هو لشدة عداوة اليهود للمؤمنين أكثر من النصارى وذلك لقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }( ).
ونحن نعلم ان على رأس المؤمنين في امة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) هم آل محمد (عليهم السلام) وهم المقصودين بالمؤمنين، وبذلك يكون المسلمون كاليهود في بغضهم للمؤمنين (أهل البيت عليهم السلام) وبذلك يصدق أن يقال عنهم أنهم يهود الأمة( ).
ونجد إن في نفس سياق هذا القسم من يهود الأمة الإسلامية، إن كل من أبغض الإمام علي (عليه السلام) وآذاه يموت يهودياً أو نصرانياً فعن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه تكلم مع الإمام علي(عليه السلام) فقال له: (من احبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً فقال جابر بن عبد الله الأنصاري يا رسول الله وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال يا جابر كلمة يحتجزون بها أن لا تسفك دمائهم وتؤخذ أموالهم ...)( ).
ونلاحظ إن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قد جعل من آذى الإمام (عليه السلام) صنفين، صنف يبعث يهودياً والآخر نصرانياً، ويبدو لنا إن السبب في ذلك يعود إلى درجة بغض وعداء ذلك الشخص للإمام علي (عليه السلام) والأئمة المعصومين من بعده بطبيعة الحال، وذلك من حيث إن اشد الناس عداوةً للذين آمنوا كما قلنا اليهود، أما النصارى فيكونون بدرجة اقل وعليه يكون كل مسلم شهد أن لا اله إلا الله ليحجز به دمه لا عن يقيناً تاماً وكان شديد العداء والأذى للإمام علي (عليه السلام) يبعثه الله يوم القيامة يهوديا أما إذا كان قليل العداء والأذى له فيبعث نصرانياً..
يتبع لطفاً
يهود المدينة في عصر الظهور
بعد أن تبين لنا ان العجم يمثلون الأوس والخزرج في عصر الظهور حيث سيكونون أنصار القضية المهدوية إلى جانب المهاجرين إليهم من خارج إيران فعليه يجب أن يكون هنالك يهود يقطنون إيران يقومون بتكذيب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) ويصدون الناس عن نصرتها وذلك كما كان الحال على عهد الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) عند هجرته إلى يثرب حيث يوجد فيها اليهود المتنفذين من أصحاب الأموال والسلطة والذين كانوا يكنون العداوة له وللمسلمين ولا يتورعون عن إظهارها في كل مناسبة.
وهذا بعينه ما سيحصل مع دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) حيث سيكن يهود إيران العداء لتلك الدعوة محاولين القضاء عليها بشتى السبل، وان الفرق بين الماضي والحاضر أن يهود الأمس هم من بني إسرائيل، أما يهود إيران في آخر الزمان فهم فقهاء السوء من المسلمين في آخر الزمان الذين يكونون مسلمين في الظاهر بيد ان أفعالهم تشبه أفعال اليهود مما يؤدي إلى انسحاب هذه التسمية عليهم وسيقوم الإمام المهدي بالقضاء عليهم مثلما فعل جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) مع يهود المدينة من قبل ولا سيما بعد تآمرهم على قتله فيما بينهم، ونتيجة للشبه بين الدعوتين المحمدية والمهدوية سيقوم يهود إيران في آخر الزمان من فقهاء السوء بمعاداة ومحاربة دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) والمتمثلة بأنصاره من المهاجرين والأنصار وبصاحب دعوته السيد اليماني حيث يتفقون مع فقهاء السوء المضلين في الكوفة وهؤلاء سيمثلون قريش آخر الزمان إلا أن الله عز وجل سينتقم من كلا الطرفين من يهود المدينة (ايران) ومن قريش مكة (الكوفة) بيد صاحب دعوته ومن ثم يأتي العقاب والعذاب الإلهي على يد الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه المقدس.فقهاء السوء يهود امة محمد (ص) في آخر الزمان
قبل البدء بالكلام عن يهود المدينة في عصر الظهور، لابد أن نقوم أولاً بإثبات وجود اليهود في امة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ومن المسلمين أنفسهم من الذين تكون أفعالهم متشابهة لأفعال اليهود من بني إسرائيل ثم نعكف بعدها على تقديم الأدلة والقرائن التي تشير إلى ان اصدق مصادق هؤلاء اليهود هم فقهاء السوء الذين يتواجدون في آخر الزمان في ايران.
ولو جئنا إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) نجدها تشير إلى أن هؤلاء اليهود من المسلمين والتي تكون سيرتهم الباطنية بالدرجة الأولى موافقة لسيرة اليهود وذلك وفق قاعدة من أحب عمل قوم أشرك فيه معهم، وذلك من حيث أن المسلمين اخذوا يحذون حذو اليهود في معاداة أنبيائهم وأوصيائهم بمخالفة نهجهم فضلاً عن التحريف المادي والمعنوي لما ورد عنهم وغيرها من الأمور، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى متابعة المسلمين للأمم السابقة ولاسيما من اليهود من ناحية سيرتهم وأعمالهم، ومنها على سبيل المثال ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن جده الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قال: (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولاتخطئكم سنة بني إسرائيل )( ).
وكما ورد عن سلمان المحمدي رضوان الله عليه أنه سمع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يقول: (لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباع بباع )( ). وغيرها من الروايات التي تؤكد هذا المعنى والتي يتبين من خلالها فئات واقسام اليهود في أمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) حسب أفعالهم.
القسم الأول:
المسلمين ظاهراً والذين عبر عنهم أهل البيت (عليهم السلام) باليهود هم قاطع وتارك الصلاة وذلك من حيث أن الصلاة هي عمود الدين وبها يعرف ويفرق المسلم عن غيره حيث ورد عن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قوله: (سلموا على اليهود والنصارى ولا تسلموا على يهود أمتي، قيل ومن يهود أمتك يا رسول الله، قال قاطعي الصلاة)( ).
وجاء عنه: (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: (ومن ترك صلاة لا يرجو ثوابها ولا يخاف عقابها فلا ابالي ليموت يهودياً او نصرانياً او مجوسياً)( ).
وهذا الكلام لتارك الصلاة الظاهرية أما الصلاة الباطنية هي ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن تركها كان من يهود الأمة حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان المحمدي:
(يا سلمان قال الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة فالصبر محمد، والصلاة ولايتي ، ولذلك قال: وإنها لكبيرة، ولم يقل وإنهما، ثم قال: ( إلا على الخاشعين ) فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي)( ).
فولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هي ولاية الإمام المهدي (عليه السلام) فمن تركها كان من يهود هذه الأمة.
القسم الثاني:
هم من أبغض أهل البيت (عليهم السلام) وجحد حقهم لأنهم (عليم السلام) أئمة مفترضي الطاعة حيث أن المسلمين من هذه الناحية يشبهون اليهود في تكذيبهم لأنبيائهم ورسلهم وأوصيائهم كما هو حال بني إسرائيل مع موسى وهارون (عليهم السلام).
عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: (أيها الناس من ابغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا، قال يا رسول الله وان شهد الشهادتين قال (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) نعم )( ).
وورد عن أبي حمزة عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (منا الإمام المفروض طاعته من جحده مات يهودياً أو نصرانياً والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله عز وجل آدم إلا وفيها إمام يهتدي به إلى الله حجة على العباد ومن تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على الله)( ).
ويبدو إن تأكيد الروايات على إن كل مبغض لأهل البيت من المسلمين وجاحداً بطاعتهم هو من يهود الأمة الإسلامية وذلك لسببين:
الأول:
إن اليهود قد كذبوا وآذوا رسلهم وأنبيائهم وجحدوا طاعتهم رغم ورود البشارات عليهم بمقدمهم فمثلاً بالنسبة لموسى (عليه السلام) كان قد بشر به يوسف بني إسرائيل لكي يخلصهم من العذاب الذي سيلحق بهم ويعني به عذاب فرعون لهم، ومع ذلك فقد كذب به أكثر بني إسرائيل وكذلك مع نبي الله عيسى (عليه السلام) نجد أن الأمر يتكرر مرة أخرى في الأمة الإسلامية وذلك من حيث إن المسلمين قد ابغضوا أهل البيت (عليهم السلام) وجحدوا إمامتهم رغم ورود التأكيد على إمامتهم سواءً في القرآن وذلك بقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }( ) أو بالأحاديث النبوية الشريفة التي نصت على إمامة الإمام علي (عليه السلام) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعد، كحديث الغدير الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) من كنت مولاه فعلي مولاه، أو حديث الثقلين الذي أشار فيه الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه مخلف في هذه الأمة الثقلين وهم القرآن وأهل بيته حيث لم تحفظ أمته وصيته فيهما، فأما القرآن فقد مزقه الوليد بن عبد الملك بمسمع ومرأى من المسلمين، ناهيك عن تحريف معانيه. وأما العترة فقد لاحقوهم وقتلوهم وصلبوهم وكذبوا إمامتهم وأزالوهم عن مراتبهم في قيادة الأمة وسيستمر هذا الحال حتى قيام الإمام المهدي (عليه السلام) الذي سيكذب الناس به وبدعوته وحتى يقولون له ارجع يا أبن فاطمة لا حاجة لنا فيك( ).
السبب الثاني:
لتشبههم باليهود هو لشدة عداوة اليهود للمؤمنين أكثر من النصارى وذلك لقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }( ).
ونحن نعلم ان على رأس المؤمنين في امة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) هم آل محمد (عليهم السلام) وهم المقصودين بالمؤمنين، وبذلك يكون المسلمون كاليهود في بغضهم للمؤمنين (أهل البيت عليهم السلام) وبذلك يصدق أن يقال عنهم أنهم يهود الأمة( ).
ونجد إن في نفس سياق هذا القسم من يهود الأمة الإسلامية، إن كل من أبغض الإمام علي (عليه السلام) وآذاه يموت يهودياً أو نصرانياً فعن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه تكلم مع الإمام علي(عليه السلام) فقال له: (من احبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً فقال جابر بن عبد الله الأنصاري يا رسول الله وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال يا جابر كلمة يحتجزون بها أن لا تسفك دمائهم وتؤخذ أموالهم ...)( ).
ونلاحظ إن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قد جعل من آذى الإمام (عليه السلام) صنفين، صنف يبعث يهودياً والآخر نصرانياً، ويبدو لنا إن السبب في ذلك يعود إلى درجة بغض وعداء ذلك الشخص للإمام علي (عليه السلام) والأئمة المعصومين من بعده بطبيعة الحال، وذلك من حيث إن اشد الناس عداوةً للذين آمنوا كما قلنا اليهود، أما النصارى فيكونون بدرجة اقل وعليه يكون كل مسلم شهد أن لا اله إلا الله ليحجز به دمه لا عن يقيناً تاماً وكان شديد العداء والأذى للإمام علي (عليه السلام) يبعثه الله يوم القيامة يهوديا أما إذا كان قليل العداء والأذى له فيبعث نصرانياً..
يتبع لطفاً
تعليق