سنن المهدي(ع) من الأنبياء (ع)
الحلقة الأولى
ولد الأنبياء وعاشوا وماتوا وهم يصبون ويتطلعون إلى ذلك اليوم الذي تنعم فيه البشرية بالسعادة والآمن والصلاح ، ذلك اليوم الذي كان هدفهم الأسمى في سيرهم نحو مرضاة الله عز وجل ذلك ((اليوم الموعود)) الذي ظل أملاً تنتظره البشرية جيلاً بعد جيل حتى تعاقبت الأجيال ووصل الأمر إلى زماننا هذا ، حيث عم الفساد وانتشر الظلم في كل مكان فلم يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه كما قال الرسول الكريم (ص)نقلاً عن حفيده الصادق(ع) :
((سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ) بحار الأنوار ج52.
لذا فان جميع الأنبياء ينتظرون رؤية هذا اليوم الذي مهدوا له واعدوا له ، فهم ينتظرون ظهور ذلك المصلح والمنقذ ذلك القائد الهاشمي الإمام المهدي ثاني عشر الأوصياء وخاتمهم .
الذي سيكون ممثلاً لكل الأنبياء في ذلك اليوم والذي يجري عليه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيبته و أثناء قيامه وهذا ما صرحت به الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام .
فعن سدير عن أبي عبد الله(ع) قال :
( إن للقائم منا غيبة يطول أمدها .
فقلت له : يا بن رسول الله ولم ذلك ؟
قال (ع) لان الله عز وجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم ، وانه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالى :
((ليركبن طبقاً عن طبق)) أي من كان قبلكم ) بحار الأنوار ج52.
فمن هذه الرواية الشريفة وغيرها الكثير من الروايات يتبين لنا ان للإمام المهدي (ع) سنن من الأنبياء ، وانه (ع) سوف تجري عليه سنن الأنبياء عليهم السلام .
وعن الإمام الباقر(ع) قال :
(في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد(ص) فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن وأما من عيسى فيقال له انه مات ولم يمت وأما من محمد فالسيف ) إكمال الدين ص152.
وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر(ع) يقول :
( في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أتجمعين .
فقلت : ما سنة موسى؟
قال : خائف يترقب .
قلت : وما سنة عيسى؟
فقال: يقال فيه ما قيل في عيسى .
قلت : فما سنة يوسف ؟
قال: السجن والغيبة ، قلت وما سنة محمد(ص)؟
: قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله(ص) إلا انه يبين آثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر هرجاً وهرجاً حتى يرضي الله .
قلت : فكيف يعلم رضا الله؟
قال : يلقي الله في قلبه الرحمة ) غيبة النعماني ص164.
وعن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال :
دخلت على أبي جعفر بن علي الباقر(ع) وأنا أريد أن اسأله عن القائم من آل محمد ، فقال لي مبتدئاً :
( يا محمد بن مسلم إن في القائم من أهل بيت محمد(ص) سنة من الرسل من يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ) الإكمال ص318 .
وعن زين العابدين (ع) قال:
( في القائم سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى، وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما من آدم ونوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة ، واعتزال الناس وأما من موسى فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد(ص) فالخروج بالسيف) الاكمال ص314.
وعن الإمام الحسين(ع) قال:
( في القائم منا سنن من الأنبياء سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم..) الوافي ج2 ص102. فمن هذه الروايات الشريفة الواردة عن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين يظهر لنا واضحاً إن للإمام المهدي(ع) سنن من الأنبياء عليهم السلام وان الإمام (ع) يمر في حال غيبته وأثناء ظهور دعوته وخروجه بعدة مراحل يشابه فيها بعض الأنبياء عليهم السلام ، بل انه يكون ممثلاً للأنبياء عليهم السلام في تلك الحقبة الزمنية أو ذلك الحدث وتلك الظروف .
فالإمام المهدي عليه السلام ينتقل وعبر مراحل غيبته وأثناء ظهور دعوته إلى أن يصل الوقت إلى قيامه بعدة أدوار لعدة أنبياء حتى يصل الدور عند قيامه ليكون ممثلاً لجده رسول الله(ص) حيث إن الإمام (ع) يكون في الظاهر عند قيامه المهدي(ع) وفي الباطن محمد(ص) .
حيث يكون ممثلاً آنذاك لرسول الله(ص) .
وبذلك نعرف إجماع الروايات على إن سنة المهدي من جده رسول الله (ص) هي القيام بالسيف فان الدور يكون متشابهاً ومتفقاً فكما قام .
رسول الله(ص) بالسيف سيقوم المهدي(ع) كذلك بالسيف ثم إن دور الرسول (ص) يأتي عندما تتهيأ الفرصة للإمام المهدي (ع) بالقيام و إعلان الثورة .
واعلم انه في نفس الوقت الذي يمر به الإمام (ع) عبر عدة مراحل يكون قائماً فيها مقام الأنبياء ويكون ممثلاً لهم كذلك بالنسبة لهذه الأمة .
حيث تمر بعده مراحل و أدوار ففي نفس الوقت الذي تجري فيه سنة آدم (ع) على الإمام (ع) .
فان الأمة تمر بنفس المرحلة التي مر بها قوم آدم(ع) وعندما تجري على المهدي(ع) سنة إبراهيم (ع) فان الأمة يكون حالها آنذاك حال قوم إبراهيم (ع) وعندما يكون الإمام(ع) ممثلاً لجده المصطفى(ص) وتجري سنته عليه تعيش الأمة الإسلامية مرحلة الجاهلية الثانية وعبادة الأصنام ولكنها هذه المرة أصنام بشرية .
إذن فانه كما واجه محمد (ص) اؤلئك القوم بالسيف يواجه المهدي أمته بالسيف بإحقاق الحق ونشر المحمدية البيضاء والإسلام الجديد في كل أنحاء العالم .
وهذا المعنى يظهر واضحاً في الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار(ع) .
فعن الرسول(ص) قال:
( لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولاتخطؤن طريقتهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبُ لدخلتموه .
قالوا: اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟
قال(ص) : فمن اعني لينقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الإمامة وآخره الصلاة ) تفسير القمي ج2ص413.
ويظهر واضحا من هذا الحديث الشريف إن ما يجري في الأمم السابقة يجري في أمة محمد(ص) من أهم الأمور و أخطرها إلى أتدق التفاصيل واقلها وكل ما قامت به الأمم من تكذيب أنبيائهم وقتلهم إياهم سيجري في هذه الأمة من دون اختلاف .
والحمد لله رب العالمين.
الحلقة الأولى
ولد الأنبياء وعاشوا وماتوا وهم يصبون ويتطلعون إلى ذلك اليوم الذي تنعم فيه البشرية بالسعادة والآمن والصلاح ، ذلك اليوم الذي كان هدفهم الأسمى في سيرهم نحو مرضاة الله عز وجل ذلك ((اليوم الموعود)) الذي ظل أملاً تنتظره البشرية جيلاً بعد جيل حتى تعاقبت الأجيال ووصل الأمر إلى زماننا هذا ، حيث عم الفساد وانتشر الظلم في كل مكان فلم يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه كما قال الرسول الكريم (ص)نقلاً عن حفيده الصادق(ع) :
((سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ) بحار الأنوار ج52.
لذا فان جميع الأنبياء ينتظرون رؤية هذا اليوم الذي مهدوا له واعدوا له ، فهم ينتظرون ظهور ذلك المصلح والمنقذ ذلك القائد الهاشمي الإمام المهدي ثاني عشر الأوصياء وخاتمهم .
الذي سيكون ممثلاً لكل الأنبياء في ذلك اليوم والذي يجري عليه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيبته و أثناء قيامه وهذا ما صرحت به الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام .
فعن سدير عن أبي عبد الله(ع) قال :
( إن للقائم منا غيبة يطول أمدها .
فقلت له : يا بن رسول الله ولم ذلك ؟
قال (ع) لان الله عز وجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم ، وانه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالى :
((ليركبن طبقاً عن طبق)) أي من كان قبلكم ) بحار الأنوار ج52.
فمن هذه الرواية الشريفة وغيرها الكثير من الروايات يتبين لنا ان للإمام المهدي (ع) سنن من الأنبياء ، وانه (ع) سوف تجري عليه سنن الأنبياء عليهم السلام .
وعن الإمام الباقر(ع) قال :
(في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد(ص) فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن وأما من عيسى فيقال له انه مات ولم يمت وأما من محمد فالسيف ) إكمال الدين ص152.
وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر(ع) يقول :
( في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أتجمعين .
فقلت : ما سنة موسى؟
قال : خائف يترقب .
قلت : وما سنة عيسى؟
فقال: يقال فيه ما قيل في عيسى .
قلت : فما سنة يوسف ؟
قال: السجن والغيبة ، قلت وما سنة محمد(ص)؟
: قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله(ص) إلا انه يبين آثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر هرجاً وهرجاً حتى يرضي الله .
قلت : فكيف يعلم رضا الله؟
قال : يلقي الله في قلبه الرحمة ) غيبة النعماني ص164.
وعن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال :
دخلت على أبي جعفر بن علي الباقر(ع) وأنا أريد أن اسأله عن القائم من آل محمد ، فقال لي مبتدئاً :
( يا محمد بن مسلم إن في القائم من أهل بيت محمد(ص) سنة من الرسل من يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ) الإكمال ص318 .
وعن زين العابدين (ع) قال:
( في القائم سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى، وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما من آدم ونوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة ، واعتزال الناس وأما من موسى فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد(ص) فالخروج بالسيف) الاكمال ص314.
وعن الإمام الحسين(ع) قال:
( في القائم منا سنن من الأنبياء سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم..) الوافي ج2 ص102. فمن هذه الروايات الشريفة الواردة عن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين يظهر لنا واضحاً إن للإمام المهدي(ع) سنن من الأنبياء عليهم السلام وان الإمام (ع) يمر في حال غيبته وأثناء ظهور دعوته وخروجه بعدة مراحل يشابه فيها بعض الأنبياء عليهم السلام ، بل انه يكون ممثلاً للأنبياء عليهم السلام في تلك الحقبة الزمنية أو ذلك الحدث وتلك الظروف .
فالإمام المهدي عليه السلام ينتقل وعبر مراحل غيبته وأثناء ظهور دعوته إلى أن يصل الوقت إلى قيامه بعدة أدوار لعدة أنبياء حتى يصل الدور عند قيامه ليكون ممثلاً لجده رسول الله(ص) حيث إن الإمام (ع) يكون في الظاهر عند قيامه المهدي(ع) وفي الباطن محمد(ص) .
حيث يكون ممثلاً آنذاك لرسول الله(ص) .
وبذلك نعرف إجماع الروايات على إن سنة المهدي من جده رسول الله (ص) هي القيام بالسيف فان الدور يكون متشابهاً ومتفقاً فكما قام .
رسول الله(ص) بالسيف سيقوم المهدي(ع) كذلك بالسيف ثم إن دور الرسول (ص) يأتي عندما تتهيأ الفرصة للإمام المهدي (ع) بالقيام و إعلان الثورة .
واعلم انه في نفس الوقت الذي يمر به الإمام (ع) عبر عدة مراحل يكون قائماً فيها مقام الأنبياء ويكون ممثلاً لهم كذلك بالنسبة لهذه الأمة .
حيث تمر بعده مراحل و أدوار ففي نفس الوقت الذي تجري فيه سنة آدم (ع) على الإمام (ع) .
فان الأمة تمر بنفس المرحلة التي مر بها قوم آدم(ع) وعندما تجري على المهدي(ع) سنة إبراهيم (ع) فان الأمة يكون حالها آنذاك حال قوم إبراهيم (ع) وعندما يكون الإمام(ع) ممثلاً لجده المصطفى(ص) وتجري سنته عليه تعيش الأمة الإسلامية مرحلة الجاهلية الثانية وعبادة الأصنام ولكنها هذه المرة أصنام بشرية .
إذن فانه كما واجه محمد (ص) اؤلئك القوم بالسيف يواجه المهدي أمته بالسيف بإحقاق الحق ونشر المحمدية البيضاء والإسلام الجديد في كل أنحاء العالم .
وهذا المعنى يظهر واضحاً في الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار(ع) .
فعن الرسول(ص) قال:
( لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولاتخطؤن طريقتهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبُ لدخلتموه .
قالوا: اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟
قال(ص) : فمن اعني لينقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الإمامة وآخره الصلاة ) تفسير القمي ج2ص413.
ويظهر واضحا من هذا الحديث الشريف إن ما يجري في الأمم السابقة يجري في أمة محمد(ص) من أهم الأمور و أخطرها إلى أتدق التفاصيل واقلها وكل ما قامت به الأمم من تكذيب أنبيائهم وقتلهم إياهم سيجري في هذه الأمة من دون اختلاف .
والحمد لله رب العالمين.
تعليق