فلسفة الامر الالهي
الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم)
ان البحث في قضية الامام المهدي (ع) هو ضرورة من ضرورات الوصول الى نقطة مهمة من نقاط العبودية الحقة حيث اشار القران الكريم الى اهمية التفكر في ذات الوجود المقدس (الله) وصفاته انتهاء بالمرآة العاكسة لتلك الصفات وهو الامام الحجة (ع) ومن هذا الاساس ارتأينا من المناسب البحث والكشف عن حقائق الظهور الاعظم للامام المنتظر (ع) من خلال احد التجليات الروحية للامر الالهي نحن الان نقوم بتعريف خطوات الظهور المقدس لخليفة الله تعالى على مر السنين المنصرمة ، ومن منطلق الوصول الى شرح معنى الامر الالهي هذا سنبدأ بعونه تعالى كتابة اول الحلقات المتضمنه حقائق التمهيد والممهدون الحاملين لذلك الامر .
ان الكثير من الافراد سواء أكانوا من العلماء او من العامة عندما يتباحثون في قضية الامام المهدي (ع) يتوقفون بتفسير معنى الظهور عند نقطة معينة الا وهي حتى يأتي امر الله تعالى دون معرفة ماهية هذا الامر والادوار الموكلة الى اصحاب الامر ( الممهدون ) في سنين معينة منه .
الامر الالهي :
هو الروحانية المتصرفة من الله تعالى نحو العالم وظهور الحكمة المطلقة التي تقتضي التكليف الظاهر انطلاقاً من سر باطن اساس ومخزون ومنبعث من الامام المهدي (ع) لصاحب الامر تدرجاً نحو الممهدون وبمعنى ادق : هو الروحانية المنبعثة من الله تعالى لتملأ الاجواء حيث تحتوي (الروحانية) على ملائكة خادمة لعوالمها (عوالم الامر) لتقوم هذه الملاكة بالانبعاث الى اصحاب الامر الالهي ( الممهدون) وتسليمهم تكليفاتهم الظاهرة التي تتيح الظهور التام وان من يغذي عوالم ذلك الامر هو الامام المهدي (ع) لانه النقطة التي ينبعث من خلال وجودها غذاء الحياة للامر الموجود على الارض .
شكل الامر الالهي :
(( انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون * انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب ))
هو عبارة عن عصا قائمة تتكون من ثلاث رؤوس مستقيمة : المستقيم الاول : يأخذ نقطة الذات المقدسة تسمى نورانيته بنور الجلال ، المستقيم الثاني : يأخذ نقطة العظمة التي ينبعث منها نور التجلي وهو سر النبي محمد (ص) ، اما المستقيم الثالث فيأخذ نقطة البرهان التي ينبعث منها نور القدرة وهو سر الامام علي (ع) ولها لون مثل لون الظل ولا تظل ما وراءها وهي قائمة في الفراغ ، يظهر شكلها مصغراً في الجو لمن يمتلك امراً الهياً باطناً ، قال رسول الله (ص) : اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل الى جلال العظمة في ثمانين الف سنة ثم سجد لله تعظيماً فتفتق منه نور علي فكان نوري محيطاً بالعظمة ونور علي محيطاً بالقدرة ثم خلق العرش واللوح والشمس والقمر والنجوم وضوء النهار وضوء الابصار والعقل والمعرفة وابصار العباد واسماعهم وقلوبهم من نوري ، ونوري مشتق من نوره ( اي من نور الله تعالى) فنحن الاولون ونحن الاخرون ونحن السابقون ونحن الشافعون ونحن كلمة الله ونحن خاصة الله ونحن احباء الله ونحن وجه الله ونحن امناء الله ونحن خزنة وحي الله وسدنة غيب الله ونحن معدن التنزيل وعندنا معنى التأويل وفي اياتنا هبط جبرائيل ونحن مختلف امر الله ونحن منتهى غيب الله ونحن محال قدس الله ونحن مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة وينابيع النعمة ونحن شرف الامة وسادة الائمة ونحن الولاة والهداة والدعاة والسقاة والحماة وحبنا طريق النجاة وعين الحياة ونحن السبيل والسلسبيل والمنهج القويم والصراط المستقيم من امن بنا امن بالله ومن رد علينا رد على الله ومن شك فينا شك في الله ومن عرفنا عرف الله ومن تولى عنا تولى عن الله ومن تبعنا اطاع الله ونحن الوسيلة الى الله والوصلة الى رضوان الله ولنا العصمة والخلافة والهداية وفينا النبوة والامامة والولاية ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة ونحن كلمة التقوى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى التي من تمسك بها نجا وتمت البشرى .
الشرح:
اطلق الذات كلمة الامر لارادة الخلق فصارت الكلمة نوراً وخلق من ذلك النور النبي محمد (ص) ليكون هو نقطة الانبعاث بالامر ، ثم انشقت النقطة الى قسمين لخلق الحركة بالامر وهو الامام علي (ع) ليكون هو نقطة تكوين الامر ثم انقسمت من كل نقطة من هاتين النقطتين جزءً انزلق بانزلاقة الحوض الى نقطة جامعة حيث امتزجت وكونت فاطمة الزهراء (ع) لتكون هي مادة الكون الاساسية والتي تشكلت وانوجدت من النقطة المحمدية + النقطة العلوية وهي التي تحوي قوانين الخليقة وميزان الارض الام . وعن محمد بن سنان قال كنت عند ابي جعفر الثاني (ع) فقال: ان الله لم يزل فرداً في وحدانيته ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة فمكثوا الف الف دهر ثم خلق الاشياء واشهدهما خلقها واجرى عليهم طاعته وجعل فيهم منه ما شاء وفوض امر الاشياء اليهم مناً منه عليهم فهم يحللون ما شأؤوا ويحرمون ما شأؤوا ولا يفعلون الا ما شاء الله فهذه الديانة التي من تقدمها غرق ومن تأخر عنها محق خذها يا محمد فانها مخزون فأنها من مخزون العلم ومكنونه .
من كل نقطة من هذه النقاط الثلاثة احاطت بها داثرة خاصة فدائرة الرسول (ص) تسمى ( بدائرة العقل الفعال ) ودائرة الامام علي(ع) تسمى ( بدائرة الروح السامية ) ودائرة فاطمة الزهراء (ع) تسمى ( بدائرة النفس الممتزجة ) كل دائرة ينبعث منها اشعاع خارق نحو مكملتها فتكون مثلث العرش ( حكم الله تعالى ) .
والعرش : هو مثلث متساوي الاضلاع قاعدته الى الاعلى وراسه الى الاسفل ، خط القاعدة يسمى بـ( الوتر الفرداني ) وهو محشو بالرقيقة الوترية هذه ( ~ ) التي هي رمز لبحر العلم السماوي لان الله تعالى لا يظهر لاحد سوى هذه الرقيقة المتجلية من عالم الروحانيات الى عالم الموجودات ، ولا يستطيع احد الكشف عنها اي ( ايجادها ، او تحصيل العلم بها) الا من يملك روحانية الامر ( من يحمل الامر الالهي) حيث يتكرر ظل هذه الرقائق ( الموجات) في مثلث العرش وتحت العرش وتحت ساق العرش على شكل بحار ( بحار الله تعالى ) من العلم الباطن والظاهر الممتزج وهناك ثلاث اقوام من الملائكة تتغذى من فيض هذه العلوم وهي :
1- ملائكة العرش : تغذي روحها بالعمل هي الرقيقة الظاهرة ( سر الالف القائم ) ونزولها من دائرة العقل النبي محمد (ص) وجود هذه الاقوام داخل مثلث العرش ( تتخلل بحار العرش ) عملت تلك الملائكة وتعمل في اقامة امر الامام المهدي (ع) نحو العلماء .
2- ملائكة حملة العرش : تغذي روحها بالعمل هي الرقيقة الباطنة ( سر الباء ) ونزولا من دائرة الروح الامام علي (ع) وجود هذه الاعداد موجود تحت العرش ( تتخلل بحار الباء ) وتمهد للامام (ع) روحياً .
3- ملائكة مختلفة او مختلف من الملائكة : تغذي روحها بالعمل هي الرقيقة الممتزجة من العلم الباطن والظاهر ( سر الحروف ) ونزول تلك الرقائق من دائرة النفس الممتزجة فاطمة (ع) وجود هذه الاقوام ( يتخلل بحار الحروف ) الموجودة تحت ساق العرش ، وتنتشر تلك الملائكة في الكونيات بأمر الهي .
ملاحظة : كل الرقائق التي تغذي ارواح تلك الملائكة تأخذ مددها بالحياة من نقطة ( ذات الذات ) الأنا العليا .
في المحصلة نستخرج ثلاث نقاط هي :
1- وجود حوض الكوثر في قعر سر الامر ( سر الزهراء (ع) ) نسبة الدائرة الى دائرتها .
2- بعد تضليل المثلثين الاعلى والاسفل نستخرج كلمة (جم) نتأمل بدقة اكثر نستخرج حرف الباء من اسفل المثلث الاول لدائرة الزهراء (ع) لتكون ثلاث حروف هي ( م ، ج ، ب ) ( مجب ) اي يستجيب الامام المهدي (ع) بالظهر عند الاحاطة بالعلم الجم للامر مع تطابيقه .
3- مثلث العرش يتطبق ظاهراً بأيجاد مثلث برمودا وتغذيته حيث ان سر كمال عقول الحكام وصحو ارواحهم ونقاء نفوسهم تنبعث من هذا المثلث الاساس . انظروا الرسم رقم (1) .,
اضافة: قال الامام علي (ع) انا النقطة التي تحت الباء المبسوطة يعني هو سر الباء المنبعث من دائرة والمستقر في عوالم تحت العرش الذي يمثل اسفله شكل الباء والنقطة حاملة له ، لهذا السبب ابقى الله تعالى الدنيا لأجل وجود المعصوم .
إذا رمت اليوم البعث تنجو من اللظى
ويقبل منك الدين والفرض والسنن
فوال علياً والائمة بعده
نجوم الهدى تنجو من الضيق والمحن
فهم عترةٌ فوض الله امره
اليهم لما قد خصم منه بالمنن
ائمة حق اوجب الله حقهم
وطاعتهم فرض بها الخلق تمتحن
نصحتك ان ترتاب فيهم فتنثني
الى غيرهم من غيرهم في الانام من ؟
فحب علي عده لوليه
يلاقيه عند الموت والقبر والكفن
كذلك يوم البعث لم ينجُ قادم
من النار الا من تولّى ابا الحسن
الدوائر وتصريفاتها :-
كل دائرة من الدوائر الموجودة على عصا الامر لها ثلاث تصريفات ( ظاهرة ، باطنة ، ممتزجة ) فدائرة الرسول (ص) تصريفها الباطن هو حكم الايحاء والذي هو اعلى درجات التلقي يستمد من نقطة مقربة الى الله ( الوحي ) حيث يقوم بايصال رسالة الى فرد نقي بدجة عالية جداً ليكون مسؤولاً عن تنفيذ رسالة الذات الى الملأ وتطبيق امر الهي باطن ، التصريف الظاهر وهو علم القران الكريم ( شيء مادي ملموس ) ، التصريف الممتزج هو سر خلق الحياة ، اما دائرة الامام علي (ع) فلها ثلاث تصريفات ايضاً التصريف الباطن هو حكم الالهام وهو تلقي مباشر وسريع في روح مادية كثيفة من ملائكة باطنة لتطبيق امر الهي باطن ، اما التصريف الظاهر فهو اسناد الرسالة السماوية بدوره الظاهر ، اما التصريف الممتزج فاصبح ابو الائمة (ع) لانه المادة الجامعة لسرهم قال رسول الله (ص) : ( يا علي ان الله اطلعني على ما شاء من غيبه وحياً وتنزيلاً واطلعك عليه الهاماً ) .، وتعريف الامام علي (ع) : هو نورانية مخزونة في عالم البقاء انبثقت وشعت عن الاذن الالهي الاول على شكل خط مستقيم نوري خارق يلاشي بعض مايمر عليه من موجودات خلقية في السماء ترجمت على الارض بهلاك المشركين وهو روح تحمل قوة الهية عالية لقدمها ولقربها من الله تعالى تخرق كل قوانين الحياة وتتواجد بها لانها الروح الفعالة المدركة بعلمانية سابقة للحركة المبثوثة على الارواح في العالم بمعنى ان الروح التي خلق منها الامام علي (ع) هي تعلم بوجوب تحرك هذه المادة فتحركها عن طريق روحها بأعطائها قدرة روحية موزونة نستطيع من هنا تفسير كل خطبه (ع) التي وصفها الزنادقة بادعاءه الربوبية وهم لا يعلمون معنى الربوبية اصلاً ، وفي هذا المضمون اشارة الى غرس الاسرار الروحية عند الممهدون من قبل الامام علي (ع) .
الخلاصة :
لولا وجود الامام علي (ع) لم تخلق العوالم المحيطة بسره ( دائرة الروح ) التي تعمل خدامها “ بوجوب تحريك المواد من فيض مدد الروح الاصلية “ لذا من جحد حقهم فقد تطاول على قدرة الله الازلية الموظفة بهم ، اما دائرة الزهراء (ع) فلها ثلاث تصريفات ايضاً : التصريف الممتزج يحتوي سرها الخاص الذي يأخذ حكم الاحتواء والذي هو استلام الامر واحتوائه وصلة الباطن والظاهر ومزجها لتحصيل سر التكوين الاول ، اما تصريفها الباطن فانه يحتوي سر الامام الحسين (ع) ( حكم التضحية ) : وهو تطبيق السر الباطن على الظاهر باهمال الف الروح لتبقى الف العقل قائمة بذل الروح نحو عالم الغيب ( الشهادة ) لادامة الامر وهذه هي تضحية الامام الحسين (ع) ( ان كان دين محمد لا يستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذني ) . اما تصريفها الظاهر فانها تحتوي سر الامام الحسن (ع) ( حكم الاستخلاف ) : هو تطبيق الامر الباطن بامر ظاهر لتبيان صحة الاستخلاف ( خلافته) وهذا السر يشير الى وراثة الامام المهدي (ع) الخلافة من ابيه (ع) والمعنى بانه موجود حي وبان الامامة متوارثة منهم فقط فقد ظلموا الامام الحسين (ع) بجحدهم حقه في امر الله تعالى ، انظروا الرسم رقم (2) .
ان الاحكام الخمسة المتقدم ذكرها وهي : حكم الايحاء وحكم الالهام وحكم الاحتواء وحكم التضحية وحكم الاستخلاف هي من اسرار العلم المكنون المخزون.
الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم)
ان البحث في قضية الامام المهدي (ع) هو ضرورة من ضرورات الوصول الى نقطة مهمة من نقاط العبودية الحقة حيث اشار القران الكريم الى اهمية التفكر في ذات الوجود المقدس (الله) وصفاته انتهاء بالمرآة العاكسة لتلك الصفات وهو الامام الحجة (ع) ومن هذا الاساس ارتأينا من المناسب البحث والكشف عن حقائق الظهور الاعظم للامام المنتظر (ع) من خلال احد التجليات الروحية للامر الالهي نحن الان نقوم بتعريف خطوات الظهور المقدس لخليفة الله تعالى على مر السنين المنصرمة ، ومن منطلق الوصول الى شرح معنى الامر الالهي هذا سنبدأ بعونه تعالى كتابة اول الحلقات المتضمنه حقائق التمهيد والممهدون الحاملين لذلك الامر .
ان الكثير من الافراد سواء أكانوا من العلماء او من العامة عندما يتباحثون في قضية الامام المهدي (ع) يتوقفون بتفسير معنى الظهور عند نقطة معينة الا وهي حتى يأتي امر الله تعالى دون معرفة ماهية هذا الامر والادوار الموكلة الى اصحاب الامر ( الممهدون ) في سنين معينة منه .
الامر الالهي :
هو الروحانية المتصرفة من الله تعالى نحو العالم وظهور الحكمة المطلقة التي تقتضي التكليف الظاهر انطلاقاً من سر باطن اساس ومخزون ومنبعث من الامام المهدي (ع) لصاحب الامر تدرجاً نحو الممهدون وبمعنى ادق : هو الروحانية المنبعثة من الله تعالى لتملأ الاجواء حيث تحتوي (الروحانية) على ملائكة خادمة لعوالمها (عوالم الامر) لتقوم هذه الملاكة بالانبعاث الى اصحاب الامر الالهي ( الممهدون) وتسليمهم تكليفاتهم الظاهرة التي تتيح الظهور التام وان من يغذي عوالم ذلك الامر هو الامام المهدي (ع) لانه النقطة التي ينبعث من خلال وجودها غذاء الحياة للامر الموجود على الارض .
شكل الامر الالهي :
(( انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون * انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب ))
هو عبارة عن عصا قائمة تتكون من ثلاث رؤوس مستقيمة : المستقيم الاول : يأخذ نقطة الذات المقدسة تسمى نورانيته بنور الجلال ، المستقيم الثاني : يأخذ نقطة العظمة التي ينبعث منها نور التجلي وهو سر النبي محمد (ص) ، اما المستقيم الثالث فيأخذ نقطة البرهان التي ينبعث منها نور القدرة وهو سر الامام علي (ع) ولها لون مثل لون الظل ولا تظل ما وراءها وهي قائمة في الفراغ ، يظهر شكلها مصغراً في الجو لمن يمتلك امراً الهياً باطناً ، قال رسول الله (ص) : اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل الى جلال العظمة في ثمانين الف سنة ثم سجد لله تعظيماً فتفتق منه نور علي فكان نوري محيطاً بالعظمة ونور علي محيطاً بالقدرة ثم خلق العرش واللوح والشمس والقمر والنجوم وضوء النهار وضوء الابصار والعقل والمعرفة وابصار العباد واسماعهم وقلوبهم من نوري ، ونوري مشتق من نوره ( اي من نور الله تعالى) فنحن الاولون ونحن الاخرون ونحن السابقون ونحن الشافعون ونحن كلمة الله ونحن خاصة الله ونحن احباء الله ونحن وجه الله ونحن امناء الله ونحن خزنة وحي الله وسدنة غيب الله ونحن معدن التنزيل وعندنا معنى التأويل وفي اياتنا هبط جبرائيل ونحن مختلف امر الله ونحن منتهى غيب الله ونحن محال قدس الله ونحن مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة وينابيع النعمة ونحن شرف الامة وسادة الائمة ونحن الولاة والهداة والدعاة والسقاة والحماة وحبنا طريق النجاة وعين الحياة ونحن السبيل والسلسبيل والمنهج القويم والصراط المستقيم من امن بنا امن بالله ومن رد علينا رد على الله ومن شك فينا شك في الله ومن عرفنا عرف الله ومن تولى عنا تولى عن الله ومن تبعنا اطاع الله ونحن الوسيلة الى الله والوصلة الى رضوان الله ولنا العصمة والخلافة والهداية وفينا النبوة والامامة والولاية ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة ونحن كلمة التقوى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى التي من تمسك بها نجا وتمت البشرى .
الشرح:
اطلق الذات كلمة الامر لارادة الخلق فصارت الكلمة نوراً وخلق من ذلك النور النبي محمد (ص) ليكون هو نقطة الانبعاث بالامر ، ثم انشقت النقطة الى قسمين لخلق الحركة بالامر وهو الامام علي (ع) ليكون هو نقطة تكوين الامر ثم انقسمت من كل نقطة من هاتين النقطتين جزءً انزلق بانزلاقة الحوض الى نقطة جامعة حيث امتزجت وكونت فاطمة الزهراء (ع) لتكون هي مادة الكون الاساسية والتي تشكلت وانوجدت من النقطة المحمدية + النقطة العلوية وهي التي تحوي قوانين الخليقة وميزان الارض الام . وعن محمد بن سنان قال كنت عند ابي جعفر الثاني (ع) فقال: ان الله لم يزل فرداً في وحدانيته ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة فمكثوا الف الف دهر ثم خلق الاشياء واشهدهما خلقها واجرى عليهم طاعته وجعل فيهم منه ما شاء وفوض امر الاشياء اليهم مناً منه عليهم فهم يحللون ما شأؤوا ويحرمون ما شأؤوا ولا يفعلون الا ما شاء الله فهذه الديانة التي من تقدمها غرق ومن تأخر عنها محق خذها يا محمد فانها مخزون فأنها من مخزون العلم ومكنونه .
من كل نقطة من هذه النقاط الثلاثة احاطت بها داثرة خاصة فدائرة الرسول (ص) تسمى ( بدائرة العقل الفعال ) ودائرة الامام علي(ع) تسمى ( بدائرة الروح السامية ) ودائرة فاطمة الزهراء (ع) تسمى ( بدائرة النفس الممتزجة ) كل دائرة ينبعث منها اشعاع خارق نحو مكملتها فتكون مثلث العرش ( حكم الله تعالى ) .
والعرش : هو مثلث متساوي الاضلاع قاعدته الى الاعلى وراسه الى الاسفل ، خط القاعدة يسمى بـ( الوتر الفرداني ) وهو محشو بالرقيقة الوترية هذه ( ~ ) التي هي رمز لبحر العلم السماوي لان الله تعالى لا يظهر لاحد سوى هذه الرقيقة المتجلية من عالم الروحانيات الى عالم الموجودات ، ولا يستطيع احد الكشف عنها اي ( ايجادها ، او تحصيل العلم بها) الا من يملك روحانية الامر ( من يحمل الامر الالهي) حيث يتكرر ظل هذه الرقائق ( الموجات) في مثلث العرش وتحت العرش وتحت ساق العرش على شكل بحار ( بحار الله تعالى ) من العلم الباطن والظاهر الممتزج وهناك ثلاث اقوام من الملائكة تتغذى من فيض هذه العلوم وهي :
1- ملائكة العرش : تغذي روحها بالعمل هي الرقيقة الظاهرة ( سر الالف القائم ) ونزولها من دائرة العقل النبي محمد (ص) وجود هذه الاقوام داخل مثلث العرش ( تتخلل بحار العرش ) عملت تلك الملائكة وتعمل في اقامة امر الامام المهدي (ع) نحو العلماء .
2- ملائكة حملة العرش : تغذي روحها بالعمل هي الرقيقة الباطنة ( سر الباء ) ونزولا من دائرة الروح الامام علي (ع) وجود هذه الاعداد موجود تحت العرش ( تتخلل بحار الباء ) وتمهد للامام (ع) روحياً .
3- ملائكة مختلفة او مختلف من الملائكة : تغذي روحها بالعمل هي الرقيقة الممتزجة من العلم الباطن والظاهر ( سر الحروف ) ونزول تلك الرقائق من دائرة النفس الممتزجة فاطمة (ع) وجود هذه الاقوام ( يتخلل بحار الحروف ) الموجودة تحت ساق العرش ، وتنتشر تلك الملائكة في الكونيات بأمر الهي .
ملاحظة : كل الرقائق التي تغذي ارواح تلك الملائكة تأخذ مددها بالحياة من نقطة ( ذات الذات ) الأنا العليا .
في المحصلة نستخرج ثلاث نقاط هي :
1- وجود حوض الكوثر في قعر سر الامر ( سر الزهراء (ع) ) نسبة الدائرة الى دائرتها .
2- بعد تضليل المثلثين الاعلى والاسفل نستخرج كلمة (جم) نتأمل بدقة اكثر نستخرج حرف الباء من اسفل المثلث الاول لدائرة الزهراء (ع) لتكون ثلاث حروف هي ( م ، ج ، ب ) ( مجب ) اي يستجيب الامام المهدي (ع) بالظهر عند الاحاطة بالعلم الجم للامر مع تطابيقه .
3- مثلث العرش يتطبق ظاهراً بأيجاد مثلث برمودا وتغذيته حيث ان سر كمال عقول الحكام وصحو ارواحهم ونقاء نفوسهم تنبعث من هذا المثلث الاساس . انظروا الرسم رقم (1) .,
اضافة: قال الامام علي (ع) انا النقطة التي تحت الباء المبسوطة يعني هو سر الباء المنبعث من دائرة والمستقر في عوالم تحت العرش الذي يمثل اسفله شكل الباء والنقطة حاملة له ، لهذا السبب ابقى الله تعالى الدنيا لأجل وجود المعصوم .
إذا رمت اليوم البعث تنجو من اللظى
ويقبل منك الدين والفرض والسنن
فوال علياً والائمة بعده
نجوم الهدى تنجو من الضيق والمحن
فهم عترةٌ فوض الله امره
اليهم لما قد خصم منه بالمنن
ائمة حق اوجب الله حقهم
وطاعتهم فرض بها الخلق تمتحن
نصحتك ان ترتاب فيهم فتنثني
الى غيرهم من غيرهم في الانام من ؟
فحب علي عده لوليه
يلاقيه عند الموت والقبر والكفن
كذلك يوم البعث لم ينجُ قادم
من النار الا من تولّى ابا الحسن
الدوائر وتصريفاتها :-
كل دائرة من الدوائر الموجودة على عصا الامر لها ثلاث تصريفات ( ظاهرة ، باطنة ، ممتزجة ) فدائرة الرسول (ص) تصريفها الباطن هو حكم الايحاء والذي هو اعلى درجات التلقي يستمد من نقطة مقربة الى الله ( الوحي ) حيث يقوم بايصال رسالة الى فرد نقي بدجة عالية جداً ليكون مسؤولاً عن تنفيذ رسالة الذات الى الملأ وتطبيق امر الهي باطن ، التصريف الظاهر وهو علم القران الكريم ( شيء مادي ملموس ) ، التصريف الممتزج هو سر خلق الحياة ، اما دائرة الامام علي (ع) فلها ثلاث تصريفات ايضاً التصريف الباطن هو حكم الالهام وهو تلقي مباشر وسريع في روح مادية كثيفة من ملائكة باطنة لتطبيق امر الهي باطن ، اما التصريف الظاهر فهو اسناد الرسالة السماوية بدوره الظاهر ، اما التصريف الممتزج فاصبح ابو الائمة (ع) لانه المادة الجامعة لسرهم قال رسول الله (ص) : ( يا علي ان الله اطلعني على ما شاء من غيبه وحياً وتنزيلاً واطلعك عليه الهاماً ) .، وتعريف الامام علي (ع) : هو نورانية مخزونة في عالم البقاء انبثقت وشعت عن الاذن الالهي الاول على شكل خط مستقيم نوري خارق يلاشي بعض مايمر عليه من موجودات خلقية في السماء ترجمت على الارض بهلاك المشركين وهو روح تحمل قوة الهية عالية لقدمها ولقربها من الله تعالى تخرق كل قوانين الحياة وتتواجد بها لانها الروح الفعالة المدركة بعلمانية سابقة للحركة المبثوثة على الارواح في العالم بمعنى ان الروح التي خلق منها الامام علي (ع) هي تعلم بوجوب تحرك هذه المادة فتحركها عن طريق روحها بأعطائها قدرة روحية موزونة نستطيع من هنا تفسير كل خطبه (ع) التي وصفها الزنادقة بادعاءه الربوبية وهم لا يعلمون معنى الربوبية اصلاً ، وفي هذا المضمون اشارة الى غرس الاسرار الروحية عند الممهدون من قبل الامام علي (ع) .
الخلاصة :
لولا وجود الامام علي (ع) لم تخلق العوالم المحيطة بسره ( دائرة الروح ) التي تعمل خدامها “ بوجوب تحريك المواد من فيض مدد الروح الاصلية “ لذا من جحد حقهم فقد تطاول على قدرة الله الازلية الموظفة بهم ، اما دائرة الزهراء (ع) فلها ثلاث تصريفات ايضاً : التصريف الممتزج يحتوي سرها الخاص الذي يأخذ حكم الاحتواء والذي هو استلام الامر واحتوائه وصلة الباطن والظاهر ومزجها لتحصيل سر التكوين الاول ، اما تصريفها الباطن فانه يحتوي سر الامام الحسين (ع) ( حكم التضحية ) : وهو تطبيق السر الباطن على الظاهر باهمال الف الروح لتبقى الف العقل قائمة بذل الروح نحو عالم الغيب ( الشهادة ) لادامة الامر وهذه هي تضحية الامام الحسين (ع) ( ان كان دين محمد لا يستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذني ) . اما تصريفها الظاهر فانها تحتوي سر الامام الحسن (ع) ( حكم الاستخلاف ) : هو تطبيق الامر الباطن بامر ظاهر لتبيان صحة الاستخلاف ( خلافته) وهذا السر يشير الى وراثة الامام المهدي (ع) الخلافة من ابيه (ع) والمعنى بانه موجود حي وبان الامامة متوارثة منهم فقط فقد ظلموا الامام الحسين (ع) بجحدهم حقه في امر الله تعالى ، انظروا الرسم رقم (2) .
ان الاحكام الخمسة المتقدم ذكرها وهي : حكم الايحاء وحكم الالهام وحكم الاحتواء وحكم التضحية وحكم الاستخلاف هي من اسرار العلم المكنون المخزون.
تعليق