من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)
( وراثة الأرض )
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
بعد أن أكمل نوح (عليه السلام) صنع السفينة التي أمره الله تعالى بصنعها ودخول القلة القليلة من المستضعفين من قومه في دعوته وركوبهم السفينة لكي ينجوا من طوفان الماء، كان لابد لإرادة الله سبحانه وتعالى أن تتحقق بأن يورث الأرض ومن عليها لهؤلاء القلة القليلة من المؤمنين بدعوة نوح (عليه السلام) كما جاء في قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }(القصص5 ).
وكذلك ورد في كتاب الله: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }( الأنبياء105 ).
هاتان الآيتان تشيران إلى أن ما يريده الله سبحانه وتعالى هو كائن لا محال بدليل قوله {كتبنا في الزبور} أي أن الأمر لابد أن يتحقق ويكون، في سبيل وراثة الأرض لهؤلاء المستضعفين المؤمنين بدعوة النبي نوح (عليه السلام) مكافأة لهم على صبرهم وإيمانهم وما تحملوه في سبيل الله لتحقيق العدالة الإلهية بوراثة الأرض، لذا فقد أورث الله تبارك وتعالى نبيه نوح (عليه السلام) والمؤمنين به وبرسالته الأرض بعد أن تم إغراق الظالمين والمنافقين والمكذبين بدعوته بالطوفان، فلم ينجوا منهم إلا من آمن بنوح وركب السفينة، حيث أورثهم الله الأرض بعد أن كانوا مستضعفين والذين يسميهم قوم نوح بالأراذل من الناس.
قال الله تعالى حكاية عنهم: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }( هود27 )، فبعد أن كان الكافرون يستهزئون بنوح وأصحابه ويحاولون ثنيهم عن أيمانهم وعقيدتهم وبعد أن كانوا يستضعفونهم ويعذبونهم، جازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن جعلهم خلائف الأرض وحكامها وذلك نتيجة لإيمانهم وصبرهم في سبيل الله والحق والمبادئ الصحيحة التي آمنوا بها وساروا على نهجها واتخذوها منهجا يسيرون عليه في حياتهم.
لذا بعد أن امتلأت الأرض بالماء جراء الطوفان الذي غطى كل شيء وسكون سفينة نوح (عليه السلام) في الكوفة وهو المكان الذي انطلقت منه بعد أن جعلها الله تطوف بمكة المكرمة لتستمر في رحلتها عائدة باتجاه الكوفة.
فإن هذه الأحداث تحكي لنا بوضوح قصة ظهور دعوة المهدي (عليه السلام) في الكوفة بعد أن ينطلق طوفان الفتن فيها، لان ما جرى على نبي الله نوح (عليه السلام) وأصحابه ودعوته يجري على الأمام المهدي ودعوته وأصحابه.
لذا فإن دعوة المهدي سيكون أول ظهورها في الكوفة ولا يتبعها ويلتحق بها ويركب في السفينة (الدعوة) إلا القلة القليلة من المؤمنين والمستضعفين والصابرين والمجاهدين في سبيل الله حيث تسير بهم تلك السفينة ((الدعوة)) منطلقة من الكوفة إلى مكة المكرمة كما سارت سفينة نوح (عليه السلام) قبلها حيث يكون هناك قيام الأمام المهدي (عليه السلام) في مكة بين الركن والمقام ساندا ظهره إلى الكعبة لأجل البيعة، حيث يؤدي أصحاب الأمام المهدي البيعة له وتسير بهم سفينتهم راجعة مرة أخرى إلى الكوفة لكي ترسو فيها تلك السفينة العظيمة ألا وهي دعوة المهدي (عليه السلام) لكي يتخذ الأمام المهدي من الكوفة مقر له وعاصمة لدولته العظيمة ويجعلها منطلقا لفتح بقية دول العالم لتحقيق العدل الإلهي وملء الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا .
أما المؤمنين الذين ركبوا سفينة المهدي (دخلوا في دعوته وجاهدوا معه) فهم الذين سوف يرزقهم الله عز وجل وراثة الأرض وخلافتها ويجعلهم الأمام المهدي (عليه السلام) حكاما في كافة بقاع الأرض، كما أورث الله سبحانه وتعالى نوح وأصحابه من المؤمنين به وبدعوته الأرض بعد أن أنجاهم الله من طوفان الماء الذي هلك به الكافرين والمنافقين من قوم نوح.
لذا يظهر لنا واضحا أن من يرث الأرض هم المؤمنين الصالحين المستضعفين الذين لا يأبه لهم الناس ولا يعرفونهم بل يعتبرونهم من الأراذل ولا قيمة لهم فيجعل الله لهم العاقبة ويجعلهم أئمة وحكاما كما جاء في الأخبار والأحاديث.
( وراثة الأرض )
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
بعد أن أكمل نوح (عليه السلام) صنع السفينة التي أمره الله تعالى بصنعها ودخول القلة القليلة من المستضعفين من قومه في دعوته وركوبهم السفينة لكي ينجوا من طوفان الماء، كان لابد لإرادة الله سبحانه وتعالى أن تتحقق بأن يورث الأرض ومن عليها لهؤلاء القلة القليلة من المؤمنين بدعوة نوح (عليه السلام) كما جاء في قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }(القصص5 ).
وكذلك ورد في كتاب الله: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }( الأنبياء105 ).
هاتان الآيتان تشيران إلى أن ما يريده الله سبحانه وتعالى هو كائن لا محال بدليل قوله {كتبنا في الزبور} أي أن الأمر لابد أن يتحقق ويكون، في سبيل وراثة الأرض لهؤلاء المستضعفين المؤمنين بدعوة النبي نوح (عليه السلام) مكافأة لهم على صبرهم وإيمانهم وما تحملوه في سبيل الله لتحقيق العدالة الإلهية بوراثة الأرض، لذا فقد أورث الله تبارك وتعالى نبيه نوح (عليه السلام) والمؤمنين به وبرسالته الأرض بعد أن تم إغراق الظالمين والمنافقين والمكذبين بدعوته بالطوفان، فلم ينجوا منهم إلا من آمن بنوح وركب السفينة، حيث أورثهم الله الأرض بعد أن كانوا مستضعفين والذين يسميهم قوم نوح بالأراذل من الناس.
قال الله تعالى حكاية عنهم: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }( هود27 )، فبعد أن كان الكافرون يستهزئون بنوح وأصحابه ويحاولون ثنيهم عن أيمانهم وعقيدتهم وبعد أن كانوا يستضعفونهم ويعذبونهم، جازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن جعلهم خلائف الأرض وحكامها وذلك نتيجة لإيمانهم وصبرهم في سبيل الله والحق والمبادئ الصحيحة التي آمنوا بها وساروا على نهجها واتخذوها منهجا يسيرون عليه في حياتهم.
لذا بعد أن امتلأت الأرض بالماء جراء الطوفان الذي غطى كل شيء وسكون سفينة نوح (عليه السلام) في الكوفة وهو المكان الذي انطلقت منه بعد أن جعلها الله تطوف بمكة المكرمة لتستمر في رحلتها عائدة باتجاه الكوفة.
فإن هذه الأحداث تحكي لنا بوضوح قصة ظهور دعوة المهدي (عليه السلام) في الكوفة بعد أن ينطلق طوفان الفتن فيها، لان ما جرى على نبي الله نوح (عليه السلام) وأصحابه ودعوته يجري على الأمام المهدي ودعوته وأصحابه.
لذا فإن دعوة المهدي سيكون أول ظهورها في الكوفة ولا يتبعها ويلتحق بها ويركب في السفينة (الدعوة) إلا القلة القليلة من المؤمنين والمستضعفين والصابرين والمجاهدين في سبيل الله حيث تسير بهم تلك السفينة ((الدعوة)) منطلقة من الكوفة إلى مكة المكرمة كما سارت سفينة نوح (عليه السلام) قبلها حيث يكون هناك قيام الأمام المهدي (عليه السلام) في مكة بين الركن والمقام ساندا ظهره إلى الكعبة لأجل البيعة، حيث يؤدي أصحاب الأمام المهدي البيعة له وتسير بهم سفينتهم راجعة مرة أخرى إلى الكوفة لكي ترسو فيها تلك السفينة العظيمة ألا وهي دعوة المهدي (عليه السلام) لكي يتخذ الأمام المهدي من الكوفة مقر له وعاصمة لدولته العظيمة ويجعلها منطلقا لفتح بقية دول العالم لتحقيق العدل الإلهي وملء الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا .
أما المؤمنين الذين ركبوا سفينة المهدي (دخلوا في دعوته وجاهدوا معه) فهم الذين سوف يرزقهم الله عز وجل وراثة الأرض وخلافتها ويجعلهم الأمام المهدي (عليه السلام) حكاما في كافة بقاع الأرض، كما أورث الله سبحانه وتعالى نوح وأصحابه من المؤمنين به وبدعوته الأرض بعد أن أنجاهم الله من طوفان الماء الذي هلك به الكافرين والمنافقين من قوم نوح.
لذا يظهر لنا واضحا أن من يرث الأرض هم المؤمنين الصالحين المستضعفين الذين لا يأبه لهم الناس ولا يعرفونهم بل يعتبرونهم من الأراذل ولا قيمة لهم فيجعل الله لهم العاقبة ويجعلهم أئمة وحكاما كما جاء في الأخبار والأحاديث.
تعليق