كتاب
اليماني اهدى الرايات والملتوي عليه من اهل النار
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
إن الإنسان ليقف عاجزاً حينما يحاول الكتابة عن شخصية مهمة ، خاصة إذا كانت تلك الشخصية شخصية إلهية كاليماني الموعود الممهد الرئيسي للإمام المهدي (عليه السلام) الذي جاء ذكره على لسان الأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) في رواياتهم التي نقلها لنا أصحابهم وحواريهم .
إن هذه الشخصية لتستمد أهميتها ومقامها من القضية التي تحملها ، أي أنها تستمد أهميتها من الإمام المهدي (عليه السلام) ، ومن قضيته وأمره المبارك (صلوات الله وسلامه عليه) ، بل إن أهمية هذا الشخص تتمثل في كونه صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) والقائم بالأمر قبل قيامه (عليه السلام) والذي يقوم بهداية الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
في وقت تظهر فيه رايات الضلالة وتكثر فيه طرق الانحراف والعياذ بالله ، وتتسع فيه هوة الخلاف والاختلاف بين المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص بسبب ما يقوم به علماء السوء المضلين الذين يخرجون في آخر الزمان حيث يقومون بزرع وإثارة الفتنة والاختلاف ليس بين المسلمين فحسب بل بين أبناء المذهب الواحد كما صرح بذلك الأئمة المعصومين (عليهم السلام) .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن مالك بن ضمرة أنه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
( يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ( وشبك أصابعة وأدخل بعضها في بعض ) ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما عند ذلك من خير !.
قال : الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد )( إثبات الهداة ج3 ؛ غيبة النعماني ) .
وعن عميرة بنت نفيل ، قالت : سمعت الحسين بن علي (عليه السلام) يقول :
( لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض ، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضاً .
فقلت له : ما في ذلك الزمان من خير .
فقال الحسين (عليه السلام) : الخير كله في ذلك الزمان ، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله )( غيبة الطوسي ) .
وجاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال :
( لا يكون ذلك الأمر حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يلعن بعضكم بعضاً وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين )( بحار الأنوار ج52 ) .
وعن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال :
( ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين ، وحتى لا يبقى منكم - أو قال من شيعتي- إلا كالكحل في العين ، أو الملح في الطعام )(غيبة النعماني ) .
ومن هنا وحيث تبرز الحاجة إلى وجود راية هدى تدعو وتقود الناس إلى الحق والطريق المستقيم وشخص ليس له هم إلا الدعوة إلى الحق ونصرة المهدي (عليه السلام) ويصل بأتباعه إلى حيث رضا الله عز وجل ونصرة وليه المنتظر ، الذي يقيم الله تعالى على يديه الشريفتين دولة العدل الإلهي تلك الدولة التي لطالما حلمت الشعوب أن تراها ، حيث ينتصف للمظلوم من الظالم وينشر العدل والقسط ويقضى على الظلم والجور .
كما جاء في الحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( المهدي من ولدي أسمه أسمي وكنيته كنيتي وهو أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً ،تكون له غيبة وحيرة في الأمم حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( ينابيع المودة ) .
ولما كان من المعلوم لدى الجميع إن الإمام المهدي عليه السلام لا يخرج إلا من مكة المكرمة معلناً عن قيامه المقدس وثورته المباركة ضد الظلم والظالمين وأعداء الإسلام والمسلمين ، وإن شخصه غير معروف لدى الناس ، فلا بد أن يسبق خروجه وقيامه المقدس ظهور دعوة له على يدي الممهد الرئيسي له ، اليماني الموعود .
ليهيئ له جيشاً وأنصاراً ، وقاعدة يكون قيامه على أساسها .
وهذا ما دلت عليه الروايات المعصومية الشريفة كالرواية الواردة عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال :
( للقائم خمس علامات : ظهور السفياني ، واليماني ، والصيحة من السماء ، وقتل النفس الزكية ، والخسف في البيداء )( عقد الدرر ؛ إثبات الهداة ج3 ؛ بحار الأنوار ج52 ؛ غيبة النعماني ) .
وجاء أيضاً عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) إنه قال في رواية طويلة : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )( غيبة النعماني ؛ معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) ج3 ) .
فمن هاتين الروايتين يتبين لنا واضحاً إن ظهور اليماني يسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام) كما يتبين لنا إن اليماني هو القائم بدعوة الإمام عليه السلام وهو صاحب أمره ورايته المباركة فإن ، رايته كما عبر عنها الإمام الباقر أهدى الرايات ، والمقصود بالراية كما هو واضح الدعوة .
هذا ما أكده سماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر (أعلى الله مقامه) في كتابه تاريخ ما بعد الظهور ص422 حيث قال :
( والمقصود من ( راية الحق ) دعوة المهدي (عليه السلام) العامة المتمثلة بالأطروحة العادلة الكاملة ) انتهى كلام السيد (قدس سره) .
فدعوة اليماني إذن أهدى الدعوات على الإطلاق ، وهذا يتبين واضحاً من خلال فقرات الرواية المتقدمة وهذه الرواية الشريفة قد بينت مقام اليماني وعظمة أمره حيث نرى تأكيد الإمام الباقر (عليه السلام) ، على إن راية اليماني أهدى الرايات .
فقد ذكر هذه الفقرة ثلاث مرات في الرواية بل نجده يؤكد على إن راية اليماني هي أهدى الرايات بلا منازع ، كما تبين لنا من نفس الرواية الشريفة تأكيد الإمام أبي جعفر عليه السلام على إن اليماني صاحب دعوة الإمام المهدي عليه السلام ، حيث ذكر كلمة يدعو مرتين في الرواية .
فقد قال في المرة الأولى ( يدعو إلى صاحبكم ) وقال في الأخرى ( يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) .
كما إننا نرى تأكيده (عليه السلام) على ضرورة ووجوب التحاق الناس بدعوة اليماني ، بل إنه حرم الالتواء عليه ، و أكد على إن الملتوي عليه من أهل النار ، وهذا المعنى خطر للغاية ، وإن دل على شيء فإنه يدل على إن راية اليماني هي راية الإمام المهدي (عليه السلام) وإن اليماني متصلٌ بالإمام المهدي (سلام الله عليه) اتصالاً مباشراً ، ومن هنا تظهر أهمية هذا القائد الموعود وأهمية دعوته وحركته المباركة .
ولما كان أمر اليماني بهذه الخطورة ودعوته بهذه الأهمية ؟ أفليس من الواجب التعرف عليه وعلى شخصيته وحركته ودعوته وصفاته وكيفية خروجه وظهور حركته ودعوته ومكانها وما إلى ذلك ؟ .
خاصة وإن معرفة اليماني والالتحاق بدعوته تقود إلى معرفة الإمام والوصول إلى أمره المقدس عليه السلام ، والفوز بنصرته التي تقود إلى إحدى الحسنيين ، أما الشهادة بين يديه وأما التشرف بخدمته في دولته الإلهية .
ومن هنا شرعنا على بركة الله عز وجل بتأليف هذا الكتاب الذي نسعى ونطمح أن يكون الأول من نوعه حيث لم يسبق أن كتب أحد عن هذه الشخصية بهذا التفصيل ، ولم يتوصل أحد إلى كشف الكثير من الرموز التي تحيط بهذه الشخصية .
كما لم ينسب لأحد أن بين هذه الحقائق المتعلقة بهذا الرجل الموعود الذي ظلت شخصيته خافية وغامضة عن الأعم الأغلب من الباحثين والكتاب بسبب ما أحيطت به هذه الشخصية الإلهية من ضبابية ورمزية حيث لم يرد ذكر اليماني بهذه الصفة إلا في القليل من الروايات الشريفة التي ذكرنا بعضها .
ونحن في الواقع لم يكن باستطاعتنا أن نصل إلى نتائج مهمة وحقائق كانت خافية لولا ما كشفه لنا سماحة السيد القحطاني من ستر وحجب ضربت من دون هذه الشخصية .
ولولا فكه لكثير من الرموز التي أحيطت بها الكثير من الأخبار التي تحدثت عن اليماني لما استطعنا أن نكتشف ونتوصل إلى هذه الحقائق المهمة التي سطرناها في ثنايا هذا الكتاب .
إن هذا الكتاب جاء ليلبي رغبة القارئ المنتظر لأمر المهدي (عليه السلام) وظهور دعوته ، ويسد النقص الكبير الحاصل في معرفة هذه الشخصية القيادية المهمة الذي يعاني منه الأعم الأغلب من جمهور المنتظرين لظهور دعوة الحق ، وشروق نورها الذي يجلي عنا ظلمة الليل الذي دام طويلا ، والذي ظل فيه المتطلع لأمر الإمام المهدي (عليه السلام) ينتظر طويلاً عسى أن يلوح الفجر ، فيلتمس طريق الحق والهداية حتى شروق الشمس المهدوية عندها يبصر الإنسان طريق الخلاص واضحاً من دون أي لبس .
إن هذا الكتاب يقودك أيها القارئ المنتظر لأمر إمامك المهدي (عله السلام) الوصول للغاية المرجوة إذا كان ذلك مبتغاك ، فتتعرف فيه على قضيته (عليه السلام) ، وسوف تتعرف على الممهد الرئيسي للإمام (عليه السلام) ووزيره وصاحب دعوته والقائم بأمره ، الذي ما إن تمسكت به واتبعت منهجه ومبدأه ، فإنك حتماً سوف تصل إلى إمامك المنتظر وتحضى عندها بنصرته ورضاه إن شاء الله تعالى .
فهلم معي أيها القارئ الضمآن عبر صفحات هذا الكتاب لعذب ماء معين نأخذه من عين صافية لا تنضب تدفق ماءها ليروي العطاشى لقضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
لتكملة قرأة الكتاب اتبع الرابط التالي
http://noon-52.com/vb/ali/books/prot...9%88%D8%AF.htm
اليماني اهدى الرايات والملتوي عليه من اهل النار
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
إن الإنسان ليقف عاجزاً حينما يحاول الكتابة عن شخصية مهمة ، خاصة إذا كانت تلك الشخصية شخصية إلهية كاليماني الموعود الممهد الرئيسي للإمام المهدي (عليه السلام) الذي جاء ذكره على لسان الأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) في رواياتهم التي نقلها لنا أصحابهم وحواريهم .
إن هذه الشخصية لتستمد أهميتها ومقامها من القضية التي تحملها ، أي أنها تستمد أهميتها من الإمام المهدي (عليه السلام) ، ومن قضيته وأمره المبارك (صلوات الله وسلامه عليه) ، بل إن أهمية هذا الشخص تتمثل في كونه صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) والقائم بالأمر قبل قيامه (عليه السلام) والذي يقوم بهداية الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
في وقت تظهر فيه رايات الضلالة وتكثر فيه طرق الانحراف والعياذ بالله ، وتتسع فيه هوة الخلاف والاختلاف بين المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص بسبب ما يقوم به علماء السوء المضلين الذين يخرجون في آخر الزمان حيث يقومون بزرع وإثارة الفتنة والاختلاف ليس بين المسلمين فحسب بل بين أبناء المذهب الواحد كما صرح بذلك الأئمة المعصومين (عليهم السلام) .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن مالك بن ضمرة أنه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
( يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ( وشبك أصابعة وأدخل بعضها في بعض ) ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما عند ذلك من خير !.
قال : الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد )( إثبات الهداة ج3 ؛ غيبة النعماني ) .
وعن عميرة بنت نفيل ، قالت : سمعت الحسين بن علي (عليه السلام) يقول :
( لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض ، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضاً .
فقلت له : ما في ذلك الزمان من خير .
فقال الحسين (عليه السلام) : الخير كله في ذلك الزمان ، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله )( غيبة الطوسي ) .
وجاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال :
( لا يكون ذلك الأمر حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يلعن بعضكم بعضاً وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين )( بحار الأنوار ج52 ) .
وعن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال :
( ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين ، وحتى لا يبقى منكم - أو قال من شيعتي- إلا كالكحل في العين ، أو الملح في الطعام )(غيبة النعماني ) .
ومن هنا وحيث تبرز الحاجة إلى وجود راية هدى تدعو وتقود الناس إلى الحق والطريق المستقيم وشخص ليس له هم إلا الدعوة إلى الحق ونصرة المهدي (عليه السلام) ويصل بأتباعه إلى حيث رضا الله عز وجل ونصرة وليه المنتظر ، الذي يقيم الله تعالى على يديه الشريفتين دولة العدل الإلهي تلك الدولة التي لطالما حلمت الشعوب أن تراها ، حيث ينتصف للمظلوم من الظالم وينشر العدل والقسط ويقضى على الظلم والجور .
كما جاء في الحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( المهدي من ولدي أسمه أسمي وكنيته كنيتي وهو أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً ،تكون له غيبة وحيرة في الأمم حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( ينابيع المودة ) .
ولما كان من المعلوم لدى الجميع إن الإمام المهدي عليه السلام لا يخرج إلا من مكة المكرمة معلناً عن قيامه المقدس وثورته المباركة ضد الظلم والظالمين وأعداء الإسلام والمسلمين ، وإن شخصه غير معروف لدى الناس ، فلا بد أن يسبق خروجه وقيامه المقدس ظهور دعوة له على يدي الممهد الرئيسي له ، اليماني الموعود .
ليهيئ له جيشاً وأنصاراً ، وقاعدة يكون قيامه على أساسها .
وهذا ما دلت عليه الروايات المعصومية الشريفة كالرواية الواردة عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال :
( للقائم خمس علامات : ظهور السفياني ، واليماني ، والصيحة من السماء ، وقتل النفس الزكية ، والخسف في البيداء )( عقد الدرر ؛ إثبات الهداة ج3 ؛ بحار الأنوار ج52 ؛ غيبة النعماني ) .
وجاء أيضاً عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) إنه قال في رواية طويلة : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )( غيبة النعماني ؛ معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) ج3 ) .
فمن هاتين الروايتين يتبين لنا واضحاً إن ظهور اليماني يسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام) كما يتبين لنا إن اليماني هو القائم بدعوة الإمام عليه السلام وهو صاحب أمره ورايته المباركة فإن ، رايته كما عبر عنها الإمام الباقر أهدى الرايات ، والمقصود بالراية كما هو واضح الدعوة .
هذا ما أكده سماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر (أعلى الله مقامه) في كتابه تاريخ ما بعد الظهور ص422 حيث قال :
( والمقصود من ( راية الحق ) دعوة المهدي (عليه السلام) العامة المتمثلة بالأطروحة العادلة الكاملة ) انتهى كلام السيد (قدس سره) .
فدعوة اليماني إذن أهدى الدعوات على الإطلاق ، وهذا يتبين واضحاً من خلال فقرات الرواية المتقدمة وهذه الرواية الشريفة قد بينت مقام اليماني وعظمة أمره حيث نرى تأكيد الإمام الباقر (عليه السلام) ، على إن راية اليماني أهدى الرايات .
فقد ذكر هذه الفقرة ثلاث مرات في الرواية بل نجده يؤكد على إن راية اليماني هي أهدى الرايات بلا منازع ، كما تبين لنا من نفس الرواية الشريفة تأكيد الإمام أبي جعفر عليه السلام على إن اليماني صاحب دعوة الإمام المهدي عليه السلام ، حيث ذكر كلمة يدعو مرتين في الرواية .
فقد قال في المرة الأولى ( يدعو إلى صاحبكم ) وقال في الأخرى ( يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) .
كما إننا نرى تأكيده (عليه السلام) على ضرورة ووجوب التحاق الناس بدعوة اليماني ، بل إنه حرم الالتواء عليه ، و أكد على إن الملتوي عليه من أهل النار ، وهذا المعنى خطر للغاية ، وإن دل على شيء فإنه يدل على إن راية اليماني هي راية الإمام المهدي (عليه السلام) وإن اليماني متصلٌ بالإمام المهدي (سلام الله عليه) اتصالاً مباشراً ، ومن هنا تظهر أهمية هذا القائد الموعود وأهمية دعوته وحركته المباركة .
ولما كان أمر اليماني بهذه الخطورة ودعوته بهذه الأهمية ؟ أفليس من الواجب التعرف عليه وعلى شخصيته وحركته ودعوته وصفاته وكيفية خروجه وظهور حركته ودعوته ومكانها وما إلى ذلك ؟ .
خاصة وإن معرفة اليماني والالتحاق بدعوته تقود إلى معرفة الإمام والوصول إلى أمره المقدس عليه السلام ، والفوز بنصرته التي تقود إلى إحدى الحسنيين ، أما الشهادة بين يديه وأما التشرف بخدمته في دولته الإلهية .
ومن هنا شرعنا على بركة الله عز وجل بتأليف هذا الكتاب الذي نسعى ونطمح أن يكون الأول من نوعه حيث لم يسبق أن كتب أحد عن هذه الشخصية بهذا التفصيل ، ولم يتوصل أحد إلى كشف الكثير من الرموز التي تحيط بهذه الشخصية .
كما لم ينسب لأحد أن بين هذه الحقائق المتعلقة بهذا الرجل الموعود الذي ظلت شخصيته خافية وغامضة عن الأعم الأغلب من الباحثين والكتاب بسبب ما أحيطت به هذه الشخصية الإلهية من ضبابية ورمزية حيث لم يرد ذكر اليماني بهذه الصفة إلا في القليل من الروايات الشريفة التي ذكرنا بعضها .
ونحن في الواقع لم يكن باستطاعتنا أن نصل إلى نتائج مهمة وحقائق كانت خافية لولا ما كشفه لنا سماحة السيد القحطاني من ستر وحجب ضربت من دون هذه الشخصية .
ولولا فكه لكثير من الرموز التي أحيطت بها الكثير من الأخبار التي تحدثت عن اليماني لما استطعنا أن نكتشف ونتوصل إلى هذه الحقائق المهمة التي سطرناها في ثنايا هذا الكتاب .
إن هذا الكتاب جاء ليلبي رغبة القارئ المنتظر لأمر المهدي (عليه السلام) وظهور دعوته ، ويسد النقص الكبير الحاصل في معرفة هذه الشخصية القيادية المهمة الذي يعاني منه الأعم الأغلب من جمهور المنتظرين لظهور دعوة الحق ، وشروق نورها الذي يجلي عنا ظلمة الليل الذي دام طويلا ، والذي ظل فيه المتطلع لأمر الإمام المهدي (عليه السلام) ينتظر طويلاً عسى أن يلوح الفجر ، فيلتمس طريق الحق والهداية حتى شروق الشمس المهدوية عندها يبصر الإنسان طريق الخلاص واضحاً من دون أي لبس .
إن هذا الكتاب يقودك أيها القارئ المنتظر لأمر إمامك المهدي (عله السلام) الوصول للغاية المرجوة إذا كان ذلك مبتغاك ، فتتعرف فيه على قضيته (عليه السلام) ، وسوف تتعرف على الممهد الرئيسي للإمام (عليه السلام) ووزيره وصاحب دعوته والقائم بأمره ، الذي ما إن تمسكت به واتبعت منهجه ومبدأه ، فإنك حتماً سوف تصل إلى إمامك المنتظر وتحضى عندها بنصرته ورضاه إن شاء الله تعالى .
فهلم معي أيها القارئ الضمآن عبر صفحات هذا الكتاب لعذب ماء معين نأخذه من عين صافية لا تنضب تدفق ماءها ليروي العطاشى لقضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
لتكملة قرأة الكتاب اتبع الرابط التالي
http://noon-52.com/vb/ali/books/prot...9%88%D8%AF.htm