إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( صـنـع السـفـيـنـة ) من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( صـنـع السـفـيـنـة ) من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)

    ( صـنـع السـفـيـنـة )

    من سنـن المهدي من نوح (عليهما السلام)


    من فـكـر الــسيـد ابـي عبــد اللــه الحـسيــــن القــحـطــانـي

    بعد فترة من بعثة نبي الله نوح (عليه السلام) ودعوته لقومه بترك عبادة الأصنام والتوجه لعبادة الله الواحد الأحد الذي خلقهم وأعطاهم كل شيء، واجه نوح (عليه السلام) الرفض والتكذيب والتعذيب وعدم القبول بهذه الدعوة، فأمره الله سبحانه وتعالى بصنع تلك السفينة حيث قال في محكم كتابه: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }(هود37 ) فامتثل نوح لأمر الله تعالى وقام بصنع السفينة بعد أن علمه جبرائيل (عليه السلام) كيفية صنعها كما جاء في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( أمره الله تعالى أن ينحت السفينة وأمر جبرائيل (عليه السلام) أن يعلمه، فقدر طولها في الأرض ألفا ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعا، فقال يا رب من يعينني على اتخاذها، أوحى الله إليه ناد في قومك، من أعانني عليها ونجر منها شيئا وصار ما ينجره ذهبا وفضة فنادى نوح فيهم بذلك، فأعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون يتخذ سفينة في البر )(قصـص الأنبياء للجزائري ص 101 ).
    وقد أستمر نوح (عليه السلام) في صنع السفينة مدة مائتي سنة كما جاء في الأمالي بإسناده إلى الأمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: ( عاش نوح (عليه السلام) الفين وخمسمائة سنة منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم ومئتا سنة في عمل السفينة.....)(قصص الأنبياء للجزائري ص94 ).
    وبعد أن استنفذ نوح كل السبل والطرق في دعوته لقومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام وما تعرض له من التكذيب والرفض وحتى الضرب على يد قومه لدرجة كانت تسيل مسامعه دما ولا يعقل شيئا مما صنع به فيرمى به مغشيا على باب داره لذلك أوحى الله إليه: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }( هود36 ).
    عندها جاء دعاء نبي الله نوح على قومه {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }(نوح26 ) فعندها نزل العذاب على قوم نوح وأغرقهم بالطوفان استجابة لدعاء نبيه واستحقاقا لهم لعدم قبولهم دعوته.
    وهذا الأمر سوف يقع مع الأمام المهدي (عليه السلام) ومع دعوته قبل ظهوره (عليه السلام) باعتبار أن الأمام المهدي له سنة من نبي الله نوح (عليه السلام)
    فإن السفينة التي سيقوم الأمام المهدي (عليه السلام) بصنعها هي بالتأكيد ليست كتلك السفينة التي صنعها نوح (عليه السلام) من الخشب وإنما هي سفينة الدعوة والهداية والنجاة والأمان لأهل الأرض المؤمنين بالأمام (عليه السلام) وبدعوته قبل ظهوره وقيامه المقدس والتي ستطفوا على طوفان الفتن والابتلاءات والمحن فلا يمكن أن ينحرف من ركبها ولا يضل بل سوف ينجو ولا يقع في طوفان الفتن، فقد ورد عن الأمام علي بن الحسين (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان يدعوا عند الزوال بهذا الدعاء (اللهم صلي على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم بهم لاحق )( مصباح المتهجد ص45 ).
    وجاء في الحديث أن الحسن البصري كتب إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) (أما بعد فإنكم معاشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة ......)(أعلام الدين ص306 ).
    فنرى من خلال الأحاديث والروايات بأن آل محمد هم سفن النجاة والهداية فلا ينجو إلا من تمسك بهم وركب سفينتهم ليأمن من طوفان الفتن التي تحدث في كل زمان ومكان، فالإمام المهدي هو من يمثل سفينة النجاة في عصر الظهور الشريف الذي تعيشه البشرية الآن، فقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( اعلموا أن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها خلق كثير وأن سفينة نجاتها آل محمد علي هذا وولده)(- بحار الأنوار ج17 ص24 ).
    وعن أبي ذر الغفاري قال: ( سمعت رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول: من قاتلني في الأولى على (التنزيل) وقاتل أهل بيتي في الثانية على التأويل حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجال، إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك)(بحار الأنوار ج23 ص120 ) .
    وعن الأمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زج في النار)(عيون أخبار الرضا ج1 ص30 ).
    يتبين لنا من هذا كله انه لابد أن تكون للمهدي سفينة كسفينة نوح ولكنها ستكون سفينة هدى وهداية وهي دعوته (عليه السلام) ولابد أن تصنع تلك السفينة (الدعوة) في الكوفة كما كان صنع سفينة نوح في الكوفة.
    فعن المفضل بن عمر قال: ( كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة أيام قدم على أبي العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد رحمه الله – إلى أن قال – قال فأوحى الله إليه يا نوح اصنع الفلك وأوسعها وعجل بعملها بأعيننا ووحينا فعمل نوح السفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها)(بحار الأنوار ج97 ص385 ).
    لذا أصبح من الواضح ومما لاشك فيه إن دعوة المهدي لابد أن تبدأ من الكوفة ومنها ستنطلق إلى العالم أجمع وهي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق في بحر الفتن والانحرافات والضلالة.

  • #2
    اللهم نسألك بحق محمد وال محمد ان لا تحرمنا من الركوب بسفينة النجاة المتمثلة بالدعوة والهداية والنجاة

    احسنت النشر موضوع راقي
    يابن الحسن روحي فداك فمتى ترانا ونراك

    تعليق

    يعمل...
    X