ليس للإمام المهدي (ع) أكثر من راية تمثل أمره
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
توهم الكثير من الباحثين والمختصين في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) بشأن تعدد الرايات التي تمثل أمر ودعوة الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , فخلصوا إلى أن هناك رايات عديدة ، كل واحدة منفصلة عن الأخرى ولكنها تصب في مصب واحد وهو خدمة الإمام المهدي (عليه السلام), فسقطوا بتعارض وإشكال, فمنهم من يقول أن الخراساني ممهد للإمام قبل قيامه لكنه أقل رتبة من اليماني , وهناك آخر قال إن الحسني الذي يخرج من إيران له راية منفصلة عن راية الخراساني وراية اليماني , لكنه ممهد ويجب على المكلف مبايعته لأنه يسلم الراية للإمام .
وهم - اي الباحثين - بقولهم هذا ستعترضهم مشكلة كبيرة وهي أن أهل البيت (عليهم السلام) أمروا بعدم الالتواء على راية اليماني وفي نفس الوقت أمروا بنصرة الرايات السود, فهنا سيقع المكلف في أمر محير وأوامر متناقضة فكيف يمكن ان ينجو من النار التي وعد بها أهل البيت لكل من يلتوي على اليماني ، ثم كيف يمكن بنفس الوقت طاعة اهل البيت بنصرة الرايات السود لأنه اذا قلنا بأن راية اليماني ستكون راية مختلفة عن الرايات السود ففي هذه الحالة ستكون الرايات السود ملتوية على اليماني ، بل إن رواية الفتى الحسني تصف الحسني بانه هو من يسلم الراية والأنصار للإمام المهدي (عليه السلام) , فأين ذهبت راية اليماني يا ترى هل تلاشت !!.
ثم لو فرضنا صحة مقولتهم فكيف للمكلف ان يوفق بين هذه الرايات الثلاث والمختلفة والتي لكل واحدة منها قائد وراية , فهل يترك الخراساني ويذهب لليماني كي لا يكون ملتويا عليه، أم يذهب للخراساني ويخذل الحسني الذي أمر اهل البيت بنصرة رايته ام يترك اليماني " الذي من تركه دخل النار " ويذهب إلى الحسني الذي يسلم الراية للإمام المهدي في الكوفة , فكيف ينجوا المكلف من العقاب الذي ينتظره اذا لم يلتحق في وقت واحد ( بالخراساني – واليماني – والحسني ) فهذه معضلة ليس لها حل , فالفقهاء والباحثين بعد هذه الاشكالات تركوا الأمر معلق ولم يبينوا ما على مقلديهم فعله اذا ظهرت هذه الرايات .
ان قول المعصوم قطع الطريق على كل من يعتقد بهذا الاعتقاد حينما قال وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ثم قال والملتوي عليه من أهل النار اي ان كل من لا يلتحق براية اليماني فإنه من أهل النار بمعنى أن جميع الرايات المشتبهة هي رايات ضالة مضلة.
ولو استقرأنا النصوص نجد ان راية اليماني التي اكد عليها أهل البيت ليس لها اي ذكر حين تسليم الراية ولا حتى راية الخراساني فأين ذهبت تلك الرايات يا ترى هل تلاشت ام تراهم قد ارتدوا عن الحق .
ونحن بعون الله سنثبت في طيات البحث كيف أن هذه الرايات الثلاثة هي في الواقع راية واحدة حمل صاحبها عدة القاب ليس إلا .
وهنا سندرج الروايات الصريحة التي تؤكد على ان للإمام المهدي (عليه السلام) راية واحدة فقط تمثله قبل قيامه الشريف وإليكم الروايات :
الدليل الاول : قول الإمام الصادق في ذكر الرايات المشتبهة والتي جميعها تمثل رايات الضلالة التي تخرج معها راية الحق الواحدة فقط.
عن المفضل ابن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : (إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال : مات أو هلك بأي واد سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه ، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ، قال : فبكيت ، فقال ( لي ) : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فقلت : وكيف لا أبكي وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي فكيف نصنع ؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم ، قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)( كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 347).
فهنا اشار الإمام الى وجود رايات مشتبهة ثم بين أن أمر اهل البيت سيكون أبين من الشمس أي ان لأهل البيت جهة واحدة فقط تكون لها القيادة.
الدليل الثاني : جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال : (حتى يتيح الله لنا راية تجيء من المشرق من نصرها نصر ، ومن يشاقها يشاق ، ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه اسمي وخلقه خلقي )( - دلائل الإمامة ص445).
نفهم ان هذه الراية هي راية الإمام المهدي (عليه السلام) , ومجيئها يكون من قبل المشرق , وقول الرسول (حتى يتيح الله لنا راية ) فيه إشارة إلى أن آل محمد (عليهم السلام) لا تنتهي مظلوميتهم إلى أن يرسل الله سبحانه هذه الراية وصاحبها , فمنذ زمان رسول الله وإلى أن يقوم صاحب الراية هم (عليهم السلام) مظلومين مقهورين , لكن بعد هذه الراية سيختلف الأمر , فسيقتل صاحب هذه الراية أعداء آل محمد .
وفي الرواية أمر آخر هو, ان بعد هذه الراية مباشرة يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) وهو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ( ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه اسمي وخلقه خلقي ) فلم يذكر الرسول اي راية أخرى سوى هذه الراية التي تخرج من الشرق (ايران ) فتكون النتيجة المبتنية على ما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , أنه ليس هناك من راية تخرج قبل هذه الراية المشرقية خاصة بأهل البيت (عليهم السلام) بل هذه الراية هي من ينتظرونها لترفع الظلم عنهم فقبل هذه الراية يكون الظلم موجود والحيف واقع عليهم (عليهم السلام) , لكن ما أن ترفع هذه الراية حتى ينتهي زمن الظلم والعدوان على أهل البيت (عليهم السلام) ، وبعد رفع هذه الراية يخرج الإمام المهدي (عليه السلام) .
فلا توجد حسب كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) سوى راية واحدة تمثلهم قبل قيام قائمهم (عليه السلام) ولو كان هناك رايات متعددة فلماذا لم يذكرها في النص فأين ذهبت راية اليماني واين ذهبت راية الحسني ، أليس النص يقول من نصرها نصر ففي هذه الحالة يقع التناقض فمن لا ينصر هذه الراية فلن يكون على الطريق الصحيح وفي نفس الوقت فإن الملتوي على اليماني من اهل النار، اذن لا يمكن النظر إلى هذا النص إلا بالقول ان هذه الراية هي نفسها راية اليماني الذي من ينصره ينصر ومن التوى عليه فهو من أهل النار وهو من سياتي بالرايات السود ويسلمها للإمام وبالتالي هو ايضا الفتى الحسني.
إذن تعدد الاسماء والألقاب لا يعني تعدد الأشخاص وهذه السنة جرت على اهل البيت (عليهم السلام) فقد كان للإمام علي وزير النبي الخاتم عدة القاب كما سيكون لوزير الإمام المهدي عدة القاب أيضاً فالسنن لابد ان تجري كما وعد الله في كتابه { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }.
الدليل الثالث: وعن محمد بن بشر عن محمد بن الحنفية قال : (ان قبل رايتنا راية لآل جعفر وأخرى لآل مرداس)( - الغيبة للنعماني ص302).
وهنا الأمر مماثل لما جاء في الرواية الأولى فأهل البيت (عليهم السلام) راية واحدة فقط لا غير تمثلهم قبل قيام قائمهم (عليه السلام) , ولم تشر الرواية هنا إلى أكثر من راية بل إلى راية واحدة فقط , وبعد ان يقوم القائم يستلم الراية من يد صاحبها ويملا الأرض قسطا وعدلا.
الدليل الرابع: وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا . وأن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءاً وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق . معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثاً فيقاتلون فينصرون فيعطون ما اسألوه فلا يقبلونها حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملئوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج فأنه المهدي) ( - شرح احقاق الحق ج9 ص387).
كما قلنا في الحديث الأول من ان أهل البيت لا يرفع عنهم الظلم والعدوان الا حين يرسل الله سبحانه هذه الراية وصاحبها , وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) (وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق ) يؤكد هذا الأمر , فبعد ان يرسل الله سبحانه صاحب هذه الراية يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) وينتهي الأمر بقيامه (عليه السلام).
الدليل الخامس : عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) في حديث طويل : ( لنا راية من استضل بها كنته ومن سبق إليها فاز ومن تخلف عنها هلك ومن تمسك بها نجا )( - بحار الأنوار ج10 ص89).
والاحاديث الشريفة أعلاه لم تشير إلى تعدد الرايات التي تمثل الإمام قبل قيامه بل هي راية واحدة فقط تمثل الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , ولو كان هناك عدة رايات لما اكد أهل البيت (عليهم السلام) بقولهم لنا راية واتاح الله راية فجميع الألفاظ تشير الى انها راية واحد بل أن راية الإمام المهدي (عليه السلام) تمثل سفينة النجاة التي ستبحر في طوفان الفتن الذي بدأ وسيشتد لذلك لا يمكن ان تكون هناك عدة سفن ولا يمكن أيضاً أن تكون هناك عدة رايات .
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
توهم الكثير من الباحثين والمختصين في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) بشأن تعدد الرايات التي تمثل أمر ودعوة الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , فخلصوا إلى أن هناك رايات عديدة ، كل واحدة منفصلة عن الأخرى ولكنها تصب في مصب واحد وهو خدمة الإمام المهدي (عليه السلام), فسقطوا بتعارض وإشكال, فمنهم من يقول أن الخراساني ممهد للإمام قبل قيامه لكنه أقل رتبة من اليماني , وهناك آخر قال إن الحسني الذي يخرج من إيران له راية منفصلة عن راية الخراساني وراية اليماني , لكنه ممهد ويجب على المكلف مبايعته لأنه يسلم الراية للإمام .
وهم - اي الباحثين - بقولهم هذا ستعترضهم مشكلة كبيرة وهي أن أهل البيت (عليهم السلام) أمروا بعدم الالتواء على راية اليماني وفي نفس الوقت أمروا بنصرة الرايات السود, فهنا سيقع المكلف في أمر محير وأوامر متناقضة فكيف يمكن ان ينجو من النار التي وعد بها أهل البيت لكل من يلتوي على اليماني ، ثم كيف يمكن بنفس الوقت طاعة اهل البيت بنصرة الرايات السود لأنه اذا قلنا بأن راية اليماني ستكون راية مختلفة عن الرايات السود ففي هذه الحالة ستكون الرايات السود ملتوية على اليماني ، بل إن رواية الفتى الحسني تصف الحسني بانه هو من يسلم الراية والأنصار للإمام المهدي (عليه السلام) , فأين ذهبت راية اليماني يا ترى هل تلاشت !!.
ثم لو فرضنا صحة مقولتهم فكيف للمكلف ان يوفق بين هذه الرايات الثلاث والمختلفة والتي لكل واحدة منها قائد وراية , فهل يترك الخراساني ويذهب لليماني كي لا يكون ملتويا عليه، أم يذهب للخراساني ويخذل الحسني الذي أمر اهل البيت بنصرة رايته ام يترك اليماني " الذي من تركه دخل النار " ويذهب إلى الحسني الذي يسلم الراية للإمام المهدي في الكوفة , فكيف ينجوا المكلف من العقاب الذي ينتظره اذا لم يلتحق في وقت واحد ( بالخراساني – واليماني – والحسني ) فهذه معضلة ليس لها حل , فالفقهاء والباحثين بعد هذه الاشكالات تركوا الأمر معلق ولم يبينوا ما على مقلديهم فعله اذا ظهرت هذه الرايات .
ان قول المعصوم قطع الطريق على كل من يعتقد بهذا الاعتقاد حينما قال وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ثم قال والملتوي عليه من أهل النار اي ان كل من لا يلتحق براية اليماني فإنه من أهل النار بمعنى أن جميع الرايات المشتبهة هي رايات ضالة مضلة.
ولو استقرأنا النصوص نجد ان راية اليماني التي اكد عليها أهل البيت ليس لها اي ذكر حين تسليم الراية ولا حتى راية الخراساني فأين ذهبت تلك الرايات يا ترى هل تلاشت ام تراهم قد ارتدوا عن الحق .
ونحن بعون الله سنثبت في طيات البحث كيف أن هذه الرايات الثلاثة هي في الواقع راية واحدة حمل صاحبها عدة القاب ليس إلا .
وهنا سندرج الروايات الصريحة التي تؤكد على ان للإمام المهدي (عليه السلام) راية واحدة فقط تمثله قبل قيامه الشريف وإليكم الروايات :
الدليل الاول : قول الإمام الصادق في ذكر الرايات المشتبهة والتي جميعها تمثل رايات الضلالة التي تخرج معها راية الحق الواحدة فقط.
عن المفضل ابن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : (إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال : مات أو هلك بأي واد سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه ، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ، قال : فبكيت ، فقال ( لي ) : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فقلت : وكيف لا أبكي وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي فكيف نصنع ؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم ، قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)( كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 347).
فهنا اشار الإمام الى وجود رايات مشتبهة ثم بين أن أمر اهل البيت سيكون أبين من الشمس أي ان لأهل البيت جهة واحدة فقط تكون لها القيادة.
الدليل الثاني : جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال : (حتى يتيح الله لنا راية تجيء من المشرق من نصرها نصر ، ومن يشاقها يشاق ، ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه اسمي وخلقه خلقي )( - دلائل الإمامة ص445).
نفهم ان هذه الراية هي راية الإمام المهدي (عليه السلام) , ومجيئها يكون من قبل المشرق , وقول الرسول (حتى يتيح الله لنا راية ) فيه إشارة إلى أن آل محمد (عليهم السلام) لا تنتهي مظلوميتهم إلى أن يرسل الله سبحانه هذه الراية وصاحبها , فمنذ زمان رسول الله وإلى أن يقوم صاحب الراية هم (عليهم السلام) مظلومين مقهورين , لكن بعد هذه الراية سيختلف الأمر , فسيقتل صاحب هذه الراية أعداء آل محمد .
وفي الرواية أمر آخر هو, ان بعد هذه الراية مباشرة يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) وهو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ( ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه اسمي وخلقه خلقي ) فلم يذكر الرسول اي راية أخرى سوى هذه الراية التي تخرج من الشرق (ايران ) فتكون النتيجة المبتنية على ما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , أنه ليس هناك من راية تخرج قبل هذه الراية المشرقية خاصة بأهل البيت (عليهم السلام) بل هذه الراية هي من ينتظرونها لترفع الظلم عنهم فقبل هذه الراية يكون الظلم موجود والحيف واقع عليهم (عليهم السلام) , لكن ما أن ترفع هذه الراية حتى ينتهي زمن الظلم والعدوان على أهل البيت (عليهم السلام) ، وبعد رفع هذه الراية يخرج الإمام المهدي (عليه السلام) .
فلا توجد حسب كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) سوى راية واحدة تمثلهم قبل قيام قائمهم (عليه السلام) ولو كان هناك رايات متعددة فلماذا لم يذكرها في النص فأين ذهبت راية اليماني واين ذهبت راية الحسني ، أليس النص يقول من نصرها نصر ففي هذه الحالة يقع التناقض فمن لا ينصر هذه الراية فلن يكون على الطريق الصحيح وفي نفس الوقت فإن الملتوي على اليماني من اهل النار، اذن لا يمكن النظر إلى هذا النص إلا بالقول ان هذه الراية هي نفسها راية اليماني الذي من ينصره ينصر ومن التوى عليه فهو من أهل النار وهو من سياتي بالرايات السود ويسلمها للإمام وبالتالي هو ايضا الفتى الحسني.
إذن تعدد الاسماء والألقاب لا يعني تعدد الأشخاص وهذه السنة جرت على اهل البيت (عليهم السلام) فقد كان للإمام علي وزير النبي الخاتم عدة القاب كما سيكون لوزير الإمام المهدي عدة القاب أيضاً فالسنن لابد ان تجري كما وعد الله في كتابه { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }.
الدليل الثالث: وعن محمد بن بشر عن محمد بن الحنفية قال : (ان قبل رايتنا راية لآل جعفر وأخرى لآل مرداس)( - الغيبة للنعماني ص302).
وهنا الأمر مماثل لما جاء في الرواية الأولى فأهل البيت (عليهم السلام) راية واحدة فقط لا غير تمثلهم قبل قيام قائمهم (عليه السلام) , ولم تشر الرواية هنا إلى أكثر من راية بل إلى راية واحدة فقط , وبعد ان يقوم القائم يستلم الراية من يد صاحبها ويملا الأرض قسطا وعدلا.
الدليل الرابع: وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا . وأن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءاً وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق . معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثاً فيقاتلون فينصرون فيعطون ما اسألوه فلا يقبلونها حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملئوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج فأنه المهدي) ( - شرح احقاق الحق ج9 ص387).
كما قلنا في الحديث الأول من ان أهل البيت لا يرفع عنهم الظلم والعدوان الا حين يرسل الله سبحانه هذه الراية وصاحبها , وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) (وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق ) يؤكد هذا الأمر , فبعد ان يرسل الله سبحانه صاحب هذه الراية يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) وينتهي الأمر بقيامه (عليه السلام).
الدليل الخامس : عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) في حديث طويل : ( لنا راية من استضل بها كنته ومن سبق إليها فاز ومن تخلف عنها هلك ومن تمسك بها نجا )( - بحار الأنوار ج10 ص89).
والاحاديث الشريفة أعلاه لم تشير إلى تعدد الرايات التي تمثل الإمام قبل قيامه بل هي راية واحدة فقط تمثل الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , ولو كان هناك عدة رايات لما اكد أهل البيت (عليهم السلام) بقولهم لنا راية واتاح الله راية فجميع الألفاظ تشير الى انها راية واحد بل أن راية الإمام المهدي (عليه السلام) تمثل سفينة النجاة التي ستبحر في طوفان الفتن الذي بدأ وسيشتد لذلك لا يمكن ان تكون هناك عدة سفن ولا يمكن أيضاً أن تكون هناك عدة رايات .