نحن في زمن ظهور صاحب الرايات السود
من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وزير الامام المهدي
الذي دعانا إلى تأليف هذا الكتاب , تحقق العلامات الكبيرة المقترنة زماناً بظهور صاحب الرايات السود , فبعد تحقق هذه العلامات المهمة شعرنا بوجوب تبيين أمر الرايات السود ومواصفات صاحبها , حتى يكون المؤمن المنتظر على بصيرة من أمره ويكون طريق إمام الزمان (عليه السلام) واضح لا لبس فيه , وفي نفس الوقت نسد الباب بوجه المدعين الكذبة لهذه الشخصية العظيمة الذين سيتحينون الفرص لتقمص دور هذه الشخصية التي ذكرت في القرآن وعلى لسان النبي محمد وآله (عليهم السلام) , وامن العلامات الكبيرة والمهمة التي تتزامن أو تسبق بوقت قريب ظهور صاحب الرايات السود هن ثلاثة اثنان تحققتا وواحدة على أعتاب التحقق، فكل الناس اليوم ينتظرون تحقق هذه العلامة التي بعدها يكون فرج ال محمد (عليهم السلام) , فتخرج الرايات السود من المشرق وهذه العلامات هي :
أولاً : حكومة بني أمية الثانية
صرحت روايات كثيرة وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن بني أمية سيتجدد حكمهم قبل قيام القائم , وأكدت الروايات على أن انقطاع ملكهم علامة لحكم دولة بني العباس الثانية الذين سيتجدد حكمهم قبل قيام القائم , فكما انتهى حكم الامويين الأوائل فجاء بعدهم حكم بني العباس كذلك سيكون سقوط حكم بني أمية علامة على قيام حكم بني العباس الثاني ، وحكمهم يكون أيضاً علامة على ظهور صاحب الرايات السود , فبعد ان يستلم العباسيين الحكم بعد سقوط خصمهم الامويين سيحكمون العراق ويتمادون في ظلم الناس وخداعهم ، كما سياتي في سياق البحث ثم يقع بينهم اختلاف يكون على أثره قيام راية الحق من خراسان .
نأتي الآن إلى الدليل على تجدد حكم بني أمية وأنهم قد حكموا العراق وانتهى حكمهم.
الرواية الأولى : وعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال اذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف أهل الشرق وأهل الغرب بل وأهل قبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد )( - غيبة النعماني ص270).
الإمام الباقر (عليه السلام) عد اختلاف بني أمية علامة على سقوط ملكهم, ثم يأتي من بعدهم بني العباس فيختلفون أيضاً فيذهب ملكهم بسبب الخلاف الذي يجعل قوتهم تضعف, وفي قول الإمام الباقر ( فإذا اختلفوا ذهب ملكهم ) يدل على ان هذه الحكومة هي الثانية لبني العباس لان الأولى لم يختلفوا بل سقط حكمهم بيد الاتراك, أما دولة بني العباس الثانية فيقع فيما بينهم اختلاف شديد, فيكون هو السبب لدخول السفياني والخراساني صاحب الرايات السود عليهم فينتهي حكمهم , فالنتيجة تكون ان لبني أمية حكومتان والثانية تسقط قبل قيام القائم.
الرواية الثانية : في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال : ( كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين ، كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان)( - عيون اخبار الرضا ج1 ص53).
ان المرواني الذي أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه ليس المرواني الذي حكم في عهد الإمام السجاد (عليه السلام) , بل هذا المرواني شخص آخر بدليل أن انقطاع ملك المرواني الأول لم تشيد قصور حول قبل أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) بل حتى في زمان العباسيين كان قبر الإمام يحرث ويطلق عليه الماء من قبل العباسيين لتضييع ملامح القبر الشريف ، فهم يتصورون أنه باختفاء القبر تبرد روح الثورة في قلوب الشيعة الاحرار الذين يلهمهم قبر الإمام الحسين روح الثورة على الطغاة، وكربلاء لم تشهد على مدى حكم الامويين والعباسيين بناء قصور حول قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) , بل قصراً واحداً لم يبنى قرب القبر الشريف , ما يؤكد أن المرواني المقصود هو شخص يحكم في آخر الزمان ويكون سقوط حكمه قريب من قيام القائم (عليه السلام) بدليل قول الإمام علي في نفس الرواية ( كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان ).
هنا الإمام علي (عليه السلام) يشير إلى أن عند انقطاع ملك المرواني سيخرج الناس أفواجاً أفواجاً إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وسيأخذون معهم المحامل إلى الزيارة , وهذا الأمر حصل عند سقوط الطاغية صدام, وكلمة محامل فيها إشارة إلى المواكب التي خرجت من كل محافظات العراق إلى كربلاء لتنصب المواكب على كل الطرق المؤدية إلى مداخل كربلاء لتقدم الماء والطعام للزوار , وهذا ما حصل بالفعل بعد سقوط الطاغية صدام , فكان سقوطه بعد العاشر من محرم سنة ( 2003 ) وقبل مناسبة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) , ففرح الناس فرحاً شديداً وخرجوا إلى كربلاء بمحاملهم (مواكب) كما وصف الإمام علي (عليه السلام) , وفي الرواية الثالث سنثبت بشكل مفصل ان حكم صدام هو حكم بني أمية الثاني.
الرواية الثالثة : حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر ، قال : حدثني تبيع ابن امرأة كعب عن كعب ، قال : ( ملك بني أمية مائة عام ، لبني مروان من ذلك نيف وستون عاما لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه بأيديهم ثم يريدون سده فلا يستطيعونه كلما سدوه من ناحية أنهدم من ناحية ، يفتتحون بميم ويختمون بميم ، ولا يذهب ملكهم حتى يخلع خليفة منهم فيقتل ويقتل حملاه)( - الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس ص 79).
ان تحقق هذه الرواية هو اكبر دليل على صدقها , فهذه الرواية من أعجب الروايات التي تكلمت عن آخر الزمان , فقد انطبقت على أرض الواقع بشكل عجيب ودقيق , فقد ذكرت هذه الرواية مقتل حاكم بني أمية مع حملاه واذا نظرنا إلى تاريخ سقوط آخر حكام بني أمية وهو مروان لم ينقل لنا التاريخ أنه قتل مع ولديه , بل هذا الأمر ينطبق على صدام وولديه فقط , فصدام قبل مقتله خلع من الحكم وبقى فترة من الزمن مختبئ ثم بعد ذلك امسكوا به وقتلوه , ما يؤكد صدق الرواية لأنها قالت يخلع وبعد ذلك يقتل ولم تذكر الرواية مقتله فقط أو خلعه بل الأمرين ذكرتهما معاً , ما يؤكد الدقة العجيبة في الرواية من تنبئها الدقيق بما حدث لحاكم بني أمية "صدام وولديه .
اما الدليل الآخر على ان صدام هو آخر حكام بني أمية قول الرواية ( بني أمية يفتحون بميم ويختمون بميم ) فأول حرف من اسم حاكم بني أمية يبتدأ بميم وهو ما ينطبق على معاوية فأول حرف من اسمه " ميم " أما آخر حرف من اسم آخر حاكم بني أمية فهو ما ينطبق على صدام لان آخر حرف من اسمه "ميم"
ان حكم بني أمية تجدد مرة ثانية وانقطع بسقوط حكم صدام وعليه يجب ان يحكم بني العباس مرة أخرى كما اخبرونا ال محمد (عليهم السلام).
ثانيا: حكومة بني العباس الثانية تحكم العراق قبل القائم
الدليل على تجدد حكم بني العباس:
الرواية الأولى : ورد في كتاب مناقب آل أبي طالب ( ابن شهر آشوب - ج 3 - ص 85) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال : ( يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلاهما ضلالة ان أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلها ) هنا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يثبت أن لبني العباس رايتان أي حكمين.
الرواية الثانية : الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس - ص 89 عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن عبد الله بن أبي الأشعث ، قال : ( تخرج لبني العباس رايتان ، إحداهما أولها نصر ، وآخرها وزر ، لا تنصروها لا نصرها الله ، والأخرى أولها وزر ، وآخرها كفر ، لا تنصروها لا نصرها الله) فالحكومة الثانية لبني العباس تكون أشد كفراً من الأولى لأنها تحارب وزير الإمام المهدي صاحب الرايات السود.
الرواية الثالثة : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ( مُلك بني العباس عسر لا يسر فيه دولتهم لو اجتمعوا عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلان لن يزيحوه ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم ويسلط الله عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ مُلكهم لا يمر بمدينة إلا هدها ولا نعمة إلا أزالها , الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به )( - غيبة النعماني ص258).
يبين الإمام علي (عليه السلام) هنا بأن حكم بني العباس الثاني يسقطه صاحب الرايات السود , فهو يخرج من حيث بدأ مُلكهم " اي ايران " ومعلوم ان السياسيين الذين يحكمون العراق الآن كان اغلبهم في إيران " الشرق " باعتبارها كانت راعية لفئات عديدة من المعارضين لنظام صدام ، وبعد ان يسقط صاحب الرايات السود ملكهم يتيح الله سبحانه له حكم العراق بعد سقوط العباسيين , وهو قول الإمام علي (عليه السلام) (ويسلط الله عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ مُلكهم لا يمر بمدينة إلا هدها ولا نعمة إلا أزالها , الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به ) وبعدما يملك صاحب الرايات السود العراق يقوم القائم (عليه السلام) فيسلم له الراية والجيش ويكون على مقدمته وهو قول الإمام علي (عليه السلام): (فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به ).
ثالثا: سقوط حكم الشام وخروج السفياني
اثبتنا فيما مر تجدد حكم بني أمية وكيفية انقضاءه، وصدام هو من مثل حكمهم , واثبتنا ان العباسيين يأتون بعده ويحكمون العراق وهم من يحكم العراق في هذا الزمان , بقي علينا أن نبين علامة مهمة ونحن على أعتاب تحققها وهي سقوط حكم الشام وظهور السفياني الملعون , فسقوط الحكم العباسي يكون على يد السفياني والخراساني , والإمام الباقر (عليه السلام) بين كيفية هلاك العباسيين على يد صاحب الرايات السود من جهة والسفياني من جهة أخرى قائلاً : ( لابد لبني فلان أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما أنهما لا يبقون منهم أحداً )(- بحار الأنوار ج52 ص231).
فالحكومة العباسية لو حاربها أهل السماء وأهل الأرض لا يستطيعون اسقاطها , وسقوطها لا يكون حتى يقوم السفياني الملعون , والإمام الرضا (عليه السلام) وضح هذا الأمر فقد جاء عن البطائني قال ( زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوماً لي لو ان أهل السموات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني )(- بحار الانوار ج52 ص250 ).
والسفياني لا يظهر حتى تخرب الشام وتنزل الروم الرملة فقد جاء عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إذَا اخْتَلَفَ الرُّمْحَانِ بِالشَّامِ، لَمْ تَنْجَلِ إلاّ عَنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ اللّهِ. قِيلَ: وَمَا هِيَ يا أمير المؤَمنين؟ قالَ: رَجْفَةٌ تَكُونُ بالشَّامِ، يَهْلِكُ فِيها أكثر مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، يَجْعَلُها اللّهُ رَحْمَةً للمُؤمِنينَ وَعَذَاباً عَلى الكافِرينَ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا إلى أَصْحابِ البَراذِينَ الشُّهبِ المحذُوفَةِ، والرَّايَاتِ الصُّفْرِ، تُقْبِلُ مِنَ المَغْرِبِ حَتَّى تَحُلُّ بِالشّام، وَذَلِكَ عنْدَ الجَزَعِ الاَكْبَـرِ والمَوتِ الاَحْمَرِ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا خَسْفَ قَرْيةٍ مِنْ دِمَشْقَ يُقالُ لَهَا حَرَسْتَا. فإِذا كانَ ذَلِكَ، خَرَجَ ابْنُ آكِلَةِ الاَكْبادِ مِنَ الوادِي اليَابِسِ)( غيبة الطوسي ص461).
فخروج السفياني يكون بعد ان يختلف أهل الشام فاذا اختلفوا تكون رجفة هو الاضطراب الكبير يسقط على اثره مئة الف وقد تكون ضربة عسكرية شديدة وبعد الرجفة ينزل الروم أصحاب الرايات الصفر إلى الشام يتدخلون لإنقاذ الموقف ولكنهم لا ينجحون في مهمتهم فيتراجعون ويقوى بعدها أمر السفياني وحينما يقترب من دمشق يهرب بشار الأسد وبعد ذلك يسيطر السفياني الملعون على بلاد الشام والشامات الخمسة ثم يزحف نحو العراق ويسقط الحكومة العباسية التي تحكم العراق, واختلاف رمحين في الشام هو ما نشهده الان من اختلاف صنفين من الشاميين فنصف مع الحاكم بشار والنصف الآخر ضده مع المعارضة وإن تعددت اسماء فصائلها. لذلك على جميع المنتظرين التاهب للامر وتطوير انفسهم علميا على وجه الخصوص من خلا مطالعة اقوال اهل البيت وعدم اتباع اي رجل دين لان هذا الامر مرتبط بالامامة التي يحرم التقليد فيها
من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وزير الامام المهدي
الذي دعانا إلى تأليف هذا الكتاب , تحقق العلامات الكبيرة المقترنة زماناً بظهور صاحب الرايات السود , فبعد تحقق هذه العلامات المهمة شعرنا بوجوب تبيين أمر الرايات السود ومواصفات صاحبها , حتى يكون المؤمن المنتظر على بصيرة من أمره ويكون طريق إمام الزمان (عليه السلام) واضح لا لبس فيه , وفي نفس الوقت نسد الباب بوجه المدعين الكذبة لهذه الشخصية العظيمة الذين سيتحينون الفرص لتقمص دور هذه الشخصية التي ذكرت في القرآن وعلى لسان النبي محمد وآله (عليهم السلام) , وامن العلامات الكبيرة والمهمة التي تتزامن أو تسبق بوقت قريب ظهور صاحب الرايات السود هن ثلاثة اثنان تحققتا وواحدة على أعتاب التحقق، فكل الناس اليوم ينتظرون تحقق هذه العلامة التي بعدها يكون فرج ال محمد (عليهم السلام) , فتخرج الرايات السود من المشرق وهذه العلامات هي :
أولاً : حكومة بني أمية الثانية
صرحت روايات كثيرة وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن بني أمية سيتجدد حكمهم قبل قيام القائم , وأكدت الروايات على أن انقطاع ملكهم علامة لحكم دولة بني العباس الثانية الذين سيتجدد حكمهم قبل قيام القائم , فكما انتهى حكم الامويين الأوائل فجاء بعدهم حكم بني العباس كذلك سيكون سقوط حكم بني أمية علامة على قيام حكم بني العباس الثاني ، وحكمهم يكون أيضاً علامة على ظهور صاحب الرايات السود , فبعد ان يستلم العباسيين الحكم بعد سقوط خصمهم الامويين سيحكمون العراق ويتمادون في ظلم الناس وخداعهم ، كما سياتي في سياق البحث ثم يقع بينهم اختلاف يكون على أثره قيام راية الحق من خراسان .
نأتي الآن إلى الدليل على تجدد حكم بني أمية وأنهم قد حكموا العراق وانتهى حكمهم.
الرواية الأولى : وعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال اذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف أهل الشرق وأهل الغرب بل وأهل قبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد )( - غيبة النعماني ص270).
الإمام الباقر (عليه السلام) عد اختلاف بني أمية علامة على سقوط ملكهم, ثم يأتي من بعدهم بني العباس فيختلفون أيضاً فيذهب ملكهم بسبب الخلاف الذي يجعل قوتهم تضعف, وفي قول الإمام الباقر ( فإذا اختلفوا ذهب ملكهم ) يدل على ان هذه الحكومة هي الثانية لبني العباس لان الأولى لم يختلفوا بل سقط حكمهم بيد الاتراك, أما دولة بني العباس الثانية فيقع فيما بينهم اختلاف شديد, فيكون هو السبب لدخول السفياني والخراساني صاحب الرايات السود عليهم فينتهي حكمهم , فالنتيجة تكون ان لبني أمية حكومتان والثانية تسقط قبل قيام القائم.
الرواية الثانية : في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال : ( كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين ، كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان)( - عيون اخبار الرضا ج1 ص53).
ان المرواني الذي أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه ليس المرواني الذي حكم في عهد الإمام السجاد (عليه السلام) , بل هذا المرواني شخص آخر بدليل أن انقطاع ملك المرواني الأول لم تشيد قصور حول قبل أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) بل حتى في زمان العباسيين كان قبر الإمام يحرث ويطلق عليه الماء من قبل العباسيين لتضييع ملامح القبر الشريف ، فهم يتصورون أنه باختفاء القبر تبرد روح الثورة في قلوب الشيعة الاحرار الذين يلهمهم قبر الإمام الحسين روح الثورة على الطغاة، وكربلاء لم تشهد على مدى حكم الامويين والعباسيين بناء قصور حول قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) , بل قصراً واحداً لم يبنى قرب القبر الشريف , ما يؤكد أن المرواني المقصود هو شخص يحكم في آخر الزمان ويكون سقوط حكمه قريب من قيام القائم (عليه السلام) بدليل قول الإمام علي في نفس الرواية ( كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان ).
هنا الإمام علي (عليه السلام) يشير إلى أن عند انقطاع ملك المرواني سيخرج الناس أفواجاً أفواجاً إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وسيأخذون معهم المحامل إلى الزيارة , وهذا الأمر حصل عند سقوط الطاغية صدام, وكلمة محامل فيها إشارة إلى المواكب التي خرجت من كل محافظات العراق إلى كربلاء لتنصب المواكب على كل الطرق المؤدية إلى مداخل كربلاء لتقدم الماء والطعام للزوار , وهذا ما حصل بالفعل بعد سقوط الطاغية صدام , فكان سقوطه بعد العاشر من محرم سنة ( 2003 ) وقبل مناسبة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) , ففرح الناس فرحاً شديداً وخرجوا إلى كربلاء بمحاملهم (مواكب) كما وصف الإمام علي (عليه السلام) , وفي الرواية الثالث سنثبت بشكل مفصل ان حكم صدام هو حكم بني أمية الثاني.
الرواية الثالثة : حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر ، قال : حدثني تبيع ابن امرأة كعب عن كعب ، قال : ( ملك بني أمية مائة عام ، لبني مروان من ذلك نيف وستون عاما لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه بأيديهم ثم يريدون سده فلا يستطيعونه كلما سدوه من ناحية أنهدم من ناحية ، يفتتحون بميم ويختمون بميم ، ولا يذهب ملكهم حتى يخلع خليفة منهم فيقتل ويقتل حملاه)( - الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس ص 79).
ان تحقق هذه الرواية هو اكبر دليل على صدقها , فهذه الرواية من أعجب الروايات التي تكلمت عن آخر الزمان , فقد انطبقت على أرض الواقع بشكل عجيب ودقيق , فقد ذكرت هذه الرواية مقتل حاكم بني أمية مع حملاه واذا نظرنا إلى تاريخ سقوط آخر حكام بني أمية وهو مروان لم ينقل لنا التاريخ أنه قتل مع ولديه , بل هذا الأمر ينطبق على صدام وولديه فقط , فصدام قبل مقتله خلع من الحكم وبقى فترة من الزمن مختبئ ثم بعد ذلك امسكوا به وقتلوه , ما يؤكد صدق الرواية لأنها قالت يخلع وبعد ذلك يقتل ولم تذكر الرواية مقتله فقط أو خلعه بل الأمرين ذكرتهما معاً , ما يؤكد الدقة العجيبة في الرواية من تنبئها الدقيق بما حدث لحاكم بني أمية "صدام وولديه .
اما الدليل الآخر على ان صدام هو آخر حكام بني أمية قول الرواية ( بني أمية يفتحون بميم ويختمون بميم ) فأول حرف من اسم حاكم بني أمية يبتدأ بميم وهو ما ينطبق على معاوية فأول حرف من اسمه " ميم " أما آخر حرف من اسم آخر حاكم بني أمية فهو ما ينطبق على صدام لان آخر حرف من اسمه "ميم"
ان حكم بني أمية تجدد مرة ثانية وانقطع بسقوط حكم صدام وعليه يجب ان يحكم بني العباس مرة أخرى كما اخبرونا ال محمد (عليهم السلام).
ثانيا: حكومة بني العباس الثانية تحكم العراق قبل القائم
الدليل على تجدد حكم بني العباس:
الرواية الأولى : ورد في كتاب مناقب آل أبي طالب ( ابن شهر آشوب - ج 3 - ص 85) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال : ( يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلاهما ضلالة ان أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلها ) هنا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يثبت أن لبني العباس رايتان أي حكمين.
الرواية الثانية : الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس - ص 89 عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن عبد الله بن أبي الأشعث ، قال : ( تخرج لبني العباس رايتان ، إحداهما أولها نصر ، وآخرها وزر ، لا تنصروها لا نصرها الله ، والأخرى أولها وزر ، وآخرها كفر ، لا تنصروها لا نصرها الله) فالحكومة الثانية لبني العباس تكون أشد كفراً من الأولى لأنها تحارب وزير الإمام المهدي صاحب الرايات السود.
الرواية الثالثة : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ( مُلك بني العباس عسر لا يسر فيه دولتهم لو اجتمعوا عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلان لن يزيحوه ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم ويسلط الله عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ مُلكهم لا يمر بمدينة إلا هدها ولا نعمة إلا أزالها , الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به )( - غيبة النعماني ص258).
يبين الإمام علي (عليه السلام) هنا بأن حكم بني العباس الثاني يسقطه صاحب الرايات السود , فهو يخرج من حيث بدأ مُلكهم " اي ايران " ومعلوم ان السياسيين الذين يحكمون العراق الآن كان اغلبهم في إيران " الشرق " باعتبارها كانت راعية لفئات عديدة من المعارضين لنظام صدام ، وبعد ان يسقط صاحب الرايات السود ملكهم يتيح الله سبحانه له حكم العراق بعد سقوط العباسيين , وهو قول الإمام علي (عليه السلام) (ويسلط الله عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ مُلكهم لا يمر بمدينة إلا هدها ولا نعمة إلا أزالها , الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به ) وبعدما يملك صاحب الرايات السود العراق يقوم القائم (عليه السلام) فيسلم له الراية والجيش ويكون على مقدمته وهو قول الإمام علي (عليه السلام): (فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به ).
ثالثا: سقوط حكم الشام وخروج السفياني
اثبتنا فيما مر تجدد حكم بني أمية وكيفية انقضاءه، وصدام هو من مثل حكمهم , واثبتنا ان العباسيين يأتون بعده ويحكمون العراق وهم من يحكم العراق في هذا الزمان , بقي علينا أن نبين علامة مهمة ونحن على أعتاب تحققها وهي سقوط حكم الشام وظهور السفياني الملعون , فسقوط الحكم العباسي يكون على يد السفياني والخراساني , والإمام الباقر (عليه السلام) بين كيفية هلاك العباسيين على يد صاحب الرايات السود من جهة والسفياني من جهة أخرى قائلاً : ( لابد لبني فلان أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما أنهما لا يبقون منهم أحداً )(- بحار الأنوار ج52 ص231).
فالحكومة العباسية لو حاربها أهل السماء وأهل الأرض لا يستطيعون اسقاطها , وسقوطها لا يكون حتى يقوم السفياني الملعون , والإمام الرضا (عليه السلام) وضح هذا الأمر فقد جاء عن البطائني قال ( زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوماً لي لو ان أهل السموات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني )(- بحار الانوار ج52 ص250 ).
والسفياني لا يظهر حتى تخرب الشام وتنزل الروم الرملة فقد جاء عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إذَا اخْتَلَفَ الرُّمْحَانِ بِالشَّامِ، لَمْ تَنْجَلِ إلاّ عَنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ اللّهِ. قِيلَ: وَمَا هِيَ يا أمير المؤَمنين؟ قالَ: رَجْفَةٌ تَكُونُ بالشَّامِ، يَهْلِكُ فِيها أكثر مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، يَجْعَلُها اللّهُ رَحْمَةً للمُؤمِنينَ وَعَذَاباً عَلى الكافِرينَ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا إلى أَصْحابِ البَراذِينَ الشُّهبِ المحذُوفَةِ، والرَّايَاتِ الصُّفْرِ، تُقْبِلُ مِنَ المَغْرِبِ حَتَّى تَحُلُّ بِالشّام، وَذَلِكَ عنْدَ الجَزَعِ الاَكْبَـرِ والمَوتِ الاَحْمَرِ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا خَسْفَ قَرْيةٍ مِنْ دِمَشْقَ يُقالُ لَهَا حَرَسْتَا. فإِذا كانَ ذَلِكَ، خَرَجَ ابْنُ آكِلَةِ الاَكْبادِ مِنَ الوادِي اليَابِسِ)( غيبة الطوسي ص461).
فخروج السفياني يكون بعد ان يختلف أهل الشام فاذا اختلفوا تكون رجفة هو الاضطراب الكبير يسقط على اثره مئة الف وقد تكون ضربة عسكرية شديدة وبعد الرجفة ينزل الروم أصحاب الرايات الصفر إلى الشام يتدخلون لإنقاذ الموقف ولكنهم لا ينجحون في مهمتهم فيتراجعون ويقوى بعدها أمر السفياني وحينما يقترب من دمشق يهرب بشار الأسد وبعد ذلك يسيطر السفياني الملعون على بلاد الشام والشامات الخمسة ثم يزحف نحو العراق ويسقط الحكومة العباسية التي تحكم العراق, واختلاف رمحين في الشام هو ما نشهده الان من اختلاف صنفين من الشاميين فنصف مع الحاكم بشار والنصف الآخر ضده مع المعارضة وإن تعددت اسماء فصائلها. لذلك على جميع المنتظرين التاهب للامر وتطوير انفسهم علميا على وجه الخصوص من خلا مطالعة اقوال اهل البيت وعدم اتباع اي رجل دين لان هذا الامر مرتبط بالامامة التي يحرم التقليد فيها