إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دور ووظيفة الداعي للإمام صاحب الرايات السود المشرقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دور ووظيفة الداعي للإمام صاحب الرايات السود المشرقية

    دور ووظيفة الداعي للإمام صاحب الرايات السود المشرقية

    من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وزير الامام المهدي

    في هذا المستوى سنثبت ان التمويه الذي ضرب على شخصية وزير الإمام صاحب الرايات السود من قبل أهل البيت (عليهم السلام) كان سببه معرفتهم المسبقة بشدة أعداءه وكثرتهم , فكانت هذه الضبابية التي أحاطت بشخصيته لحمايته من أجل القيام بالدعوة المباركة للإمام المهدي (عليه السلام), وقبل الشروع في تبيان هذا الأمر , أحب أن اشير إلى أمر مهم وهو طبيعة وظيفة الإمام ووظيفة وزيره صاحب الرايات السود , فلكل منهما دور مختلف عن الآخر كما وضح الأئمة (عليهم السلام) ذلك في رواياتهم , فمعرفة أدوارهم تساعد على فهم جانب من الضبابية المضروبة على شخصية صاحب الرايات السود كما سيتضح فيما بعد.
    ان وظيفة الإمام المهدي (عليه السلام) تختلف عن وظيفة وزيره صاحب الرايات السود , فالأئمة (عليهم السلام) اكدوا على أن الإمام سيقوم محاسباً لا داعياً , وصاحب الرايات السود سيكون داعي عند قيامه لا محاسباً إلى حين وقت قيامه, فالإمام المهدي سيمثل القيامة الصغرى أو الساعة الصغرى ,وعند قيامه سيحاسب الخلائق , أما القيامة الكبرى فسيكون المحاسب فيها هو الله سبحانه , فالإمام المهدي (عليه السلام) هو المنتقم الذي توعد الله سبحانه به الظالمين , وعند قيامه (عليه السلام) ترفع التوبة , فلا تقبل توبة العبد اذا لم يتوب قبل قيامه ,وهذا ما أشار إليه الأئمة (عليهم السلام) في رواياتهم فقد جاء عن المفضل أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) قائلاً : ( هل للمأمور المنتظر المهدي (عليه السلام) من وقت يعلمه الناس ؟ فقال (عليه السلام) : ما شاء الله ان يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ، قلت يا سيدي ولم ذاك ؟ قال (عليه السلام) : لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى فيها " يسألونك عن الساعة ايان مرساها قال انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض " وهي الساعة التي قال الله " يسألونك عن الساعة ايان مرساها " وقال " عنده علم الساعة " ولم يقل أنها عند احد ، وقال "فهل ينظرون إلا الساعة تأتيتهم بغتة فقد جاء اشراطها " وقال " اقتربت الساعة وانشق القمر })( بشارة الإسلام ص352).
    فتسمية الإمام بالساعة إشارة إلى طبيعة وظيفته , فكما ان الله سبحانه سيحاسب عباده يوم القيامة , فكذلك الإمام المهدي (عليه السلام) سيحاسب الخلائق بأمر الله في القيامة الصغرى.
    أرسل الله الرسل إلى عباده في الدنيا لكي تكون له الحجة عليهم , فلا حساب إلا بعد إلقاء الحجة , وعلى هذا الأساس سوف يحاسبهم الله يوم القيامة , فكذلك الإمام المهدي (عليه السلام) سوف لا يحاسب الناس إلا عند القاء الحجة عليهم والحجة تكون بإرسال الرسل إليهم وهذا ما أكده الأئمة (عليهم السلام) في رواياتهم.
    وصاحب الرايات السود هو من سيكون رسول الإمام إلى الناس وهو من سيمثل حجة الإمام على الناس اذا قام، لذلك ورد في الحديث أن الملتوي عليه من أهل النار , فالوزير سيكون داعيا لا محاسباً وسيكون بمثابة الرحمة للناس كما كان رسول الله (عليه السلام) عند قيامه , فمن التحق به نجا وامن من عقاب الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه , ومن لم يلتحق به قتل بسيف الإمام عند قيامه.
    وحركة صاحب الرايات السود مصداق لقوله تعالى { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } ومن سنن الله في عباده الأولين والآخرين ان لا يعذب قوم حتى يبعث إليهم رسولاً يحذرهم وينذرهم , وبما أن القائم يقوم غاضبا فيصب العذاب على اعداءه كما قال الإمام الصادق فلابد ان يسبق العذاب رسول يحذر الناس وينذرهم من قيام القيامة الصغرى , وسندرج الروايات الشريفة التي بين الأئمة (عليهم السلام) من خلالها وظيفة الإمام المهدي (عليه السلام) :
    فعن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: ( قلت له: صالح من الصالحين سمه لي - أريد القائم (عليه السلام) - ، فقال : اسمه اسمي . قلت : أيسير بسيرة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : هيهات هيهات يا زرارة ، ما يسير بسيرته . قلت : جعلت فداك ، لم ؟ قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سار في أمته بالمن كان يتألف الناس ، والقائم يسير بالقتل ، بذاك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا ، ويل لمن ناواه )( - كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 236 - 239).
    نرى أن الإمام الباقر في حديثه فرق بين سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وسيرة القائم (عليه السلام) فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان رحمة لأنه سار بالمن , اما القائم (عليه السلام) فهو سيقوم محاسباً لا داعياً , ويسير بالقتل لا يستتيب احد , وإن أراد شخص ان يتوب عند قيام القائم لا يقبل الإمام منه توبته بل يقتله إن لم يكون مع الحق وفي جهته, ولا يعذره الإمام ان اراد المعذرة أو التوبة , لان الحجة القيت عليه على يده وزيره صاحب الرايات السود فلم يستجيب له.
    عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ، أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ، ولا يعطيها إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم )(غيبة النعماني ص238 ).
    فقد أعطى الإمام الباقر (عليه السلام) في حديثة صورة واضحة لسيرة الإمام المهدي (عليه السلام) , وفرق بين سيرته وسيرة جده (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , فلا تشابه بين سيرة الإمام وسيرة ابائه , ولهذا السبب سيستنكر اقرب الناس إليه ما يفعله عند قيامه من القتل لأعداء الله , والإمام الباقر (عليه السلام) لعلمه بسيرة الإمام وعلمه ايضاً بظنون الناس , حذر في كلامه , من يظن ان الإمام حين يخرج يكون خروجه كخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أو كخروج أمير المؤمنين (عليه السلام) بل قال بصريح العبارة ان الإمام سيبعثه الله نقمة وليس رحمة.
    وجاء عن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال ( إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن الله بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) رحمة ويبعث القائم نقمة )( - الكافي ج8 ص233).
    فالاختلاف واضح بين السيرتين , سيرة القائم وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فالإمام سيكون نقمة وليس من شأنه الا السيف كما وصف الأئمة (عليهم السلام) وهذا لا يكون الا عندما يرسل الإمام رسوله الذي سيكون بمثابة الرحمة كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وذلك في طور الدعوة والتبليغ أما بعد القيام فلا رحمة لان الله سبحانه لا يعذب قوم حتى يبعث اليهم من يحذرهم وينذرهم , فمن التحق به نجى ومن التوى عليه كان من أهل النار وسيف القائم هو باب من ابواب النار لأعداء الله.
    عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر(عليه السلام) : (يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلا السيف ، ولا يستتيب أحدا ، ولا تأخذه في الله لومة لائم )( غيبة النعماني ص238).
    وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( ما تستعجلون بخروج القائم ، فوالله ما لباسه إلا الغليظ ، ولا طعامه إلا الجشب ، وما هو إلا السيف ، والموت تحت ظل السيف)(غيبة النعماني ص239 ).
    فمن هذه الروايات نعرف ان الإمام سيقوم محاسب لا يستتيب احد وهو الشمس الخارجة من مغربها وحين خروجه ترفع التوبة.
    فإن الداعي اليماني ستكون له دعوة كدعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , والإمام الصادق (عليه السلام) في هذه الرواية يبين لابي بصير سيرة وزير الإمام قائلاً : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء، فقال: يا أبا محمد، إذا قام القائم (عليه السلام) استأنف دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله)( - البحار: ج52 ص367 ).
    نكتفي بهذه الطائفة من الروايات التي بينت وظيفة الإمام ووظيفة صاحب الرايات السود (القائم من خراسان ) , ففي وقت خروج الداعي سيكون باب التوبة مفتوح لكل الناس ، وبعد قيام القائم الإمام المهدي (عليه السلام) يغلق باب التوبة فمن لم يصدق بوزير الإمام لا يستحق التوبة ابداً , ولذلك قال الأئمة ان الملتوي على صاحب الرايات السود اليماني الموعود من أهل النار , ما يعطي فهم واضح ان راية وزير الإمام هي راية المهدي ومن لم ينصرها قبل قيامه هلك , ويكون مصيره القتل والذهاب إلى النار , كما قال الإمام الباقر (عليه السلام).
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة
يعمل...
X