الصفات الجسدية للإمام المهدي (ع) ولوزيره صاحب الرايات السود
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
في هذا الفصل سنبين بعد طلب العون من الله سبحانه , مواصفات الإمام المهدي (عليه السلام) ومواصفات وزيره صاحب الرايات السود السيد اليماني , فإن معرفة الصفات الجسدية لها دور كبير ومهم في معرفة شخصية الوزير صاحب الرايات السود.
ولم يرسل الله سبحانه من نبي أو وصي إلى أمته الا وفرض عليه ان يبشرهم قبل وفاته بمجيء النبي الذي يأتي بعده وأوصاه بأن يبين الادلة التي يأتي بها , حتى يتم التعرف عليه من قبل المنتظرين له , فقضية التبشير بالموعود سنة الله فرضها على انبيائه , نأخذ كمثال النبي ادم (عليه السلام) , فعندما حضرته الوفاة أوصى خليفته هبة الله ان يبشر بالموعود الذي يأتي بعده ويبين صفاته ودلائل نبوته فقد جاء عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( فلما دنا أجل آدم (عليه السلام)، أوحى الله إليه: أن يا آدم إني متوفيك ورافع روحك إلي يوم كذا وكذا، فأوص إلى خير ولدك، وهو هبتي الذي وهبته لك، فأوص إليه، وسلم إليه ما علمناك من الأسماء، والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي، ويقضي بحكمي، أجعله حجة لي على خلقي )(البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص: 276 ).
من كلام الإمام الباقر (عليه السلام) يستفاد أمران الأول : إن الحجة لابد ان يشير الى الذي يأتي بعده , والأمر الثاني إن الدليل على صدق دعوة الحجة هو العلم بدلالة قول الإمام الباقر (عليه السلام) (وسلم إليه ما علمناك من الأسماء، والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي، ويقضي بحكمي)( ). فبالعلم الإلهي يعرف الحجة الحقيقي , لان العلم حاوي على أوامر الله ونواهيه وحلاله وحرامه ونظامه الذي به يحكم النبي الخلائق, وما من نبي أو وصي إلا وكان العلم الإلهي سلاحه ودليله.
وأوصى الله سبحانه أنبياءه بأمر آخر مهم اضافة إلى العلم , وهو ايضاح الصفات الجسدية للنبي أو الوصي الموعود , وهذه ايضاً سنة من سنن الله المفروضة على أنبياءه (عليهم السلام) فما من نبي أو وصي إلا وبين صفات الحجة الذي يأتي بعده , ونأخذ على سبيل المثال "والامثلة كثيرة " النبي يوسف (عليه السلام) " وكيفية تبشيره بالنبي موسى (عليه السلام) وكيف أنه (عليه السلام) بين صفاته الجسدية لبني اسرائيل بشكل دقيق , فقد جاء عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ( إن يوسف بن يعقوب (صلوات الله عليهما) حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب، وهم ثمانون رجلا فقال: إن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم، و يسومونكم سوء العذاب، وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوي بن يعقوب، اسمه موسى بن عمران (عليه السلام) غلام طويل، جعد، آدم، فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران، و يسمي عمران ابنه موسى )( - تفسير العياشي ج1 ص306).
ومن هذه الرواية الشريفة نفهم أمر مهم وهو ان الله سبحانه فرض على أنبياءه (عليهم السلام) عندما تحضر احدهم الوفاة ان يبين صفات النبي الذي يأتي من بعده , فكشف الصفات الجسدية للحجة اللاحق يغلق الباب بوجه المدعين الدجلة الكاذبين من ان يتقمصوا دور الحجة الموعود.
وكذلك حصل هذا الأمر مع النبي عيسى (عليه السلام) وكيفية تبشيره بالنبي الموعود محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , فقد بين النبي عيسى (عليه السلام) لبني اسرائيل صفات النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الجسدية وخصائصه بل حتى الدابة التي يركبها ذكرها لأجل تسهيل معرفته من قبل المؤمنين اذا قام .
وما هذا الاهتمام من قبل الله سبحانه بتبيان صفات الموعود إلا لأجل ان يتعرف عليه الناس عند ظهوره فيصدقوا دعوته , فقضية تبيان الصفات الجسدية للحجة الموعود تعتبر بمثابة الرحمة المهداة من قبل الرحمن الرحيم لعباده حتى يسهل عليهم تمييزه والالتحاق به دون عناء , ومن جانب آخر يتم من خلال المعرف المسبقة لصفات الحجة الحقيقي اجتناب الدجالين الذين ينتحلون شخصيات الأنبياء وأوصيائهم, اما اذا لم يبين الله لنبيه صفات خليفته والنبي بدوره لا يبين لأمته هذه الصفات فسيتم اضلال المنتظرين من قبل كل دجال غوي , فلولا ان بين الأنبياء صفات النبي الموعود لتم اضلال الناس، ولما نجى احد من شباك الدجالين الذين يتهيؤون عند حصول فراغ في الساحة بعد غياب الحجة من اجل ان يتصدروا للأمر ويقدموا انفسهم للناس على أنهم هم الحجة الذي ينتظرونه , فذكر صفات النبي أو الوصي الموعود قبل مجيئه كان العامل المساعد والاهم والاقوى على كشف زيف المدعين الكذبة وعامل مساعد من جهة أخرى لمعرفة الحجة الحقيقي والالتحاق به , فهل هناك نعمة اعظم من هذه النعمة التي من بها المنان علينا وعلى الامم الذين سبقونا.
واخبرتنا الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) عن الدجالين الذين كانوا قبل قيام كل حجة يقدمون انفسهم للناس على أنهم هم المقصودين بالموعود فقد جاء عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: (ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل، كلهم يدعي أنه موسى بن عمران- فبلغ فرعون أنهم يرجفون به، ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته و سحرته: إن هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام ، الذي يولد العالم في بني إسرائيل، فوضع القوابل على النساء، وقال: لا يولد العام غلام إلا ذبح، ووضع على أم موسى (عليه السلام) قابلة )( كمال الدين وتمام النعمة ص147) .
مع ان النبي يوسف (عليه السلام) ذكر مواصفات النبي موسى, الا ان هذا الأمر لم يردع الدجالين من ان ينتحلوا شخصية الموعود فكيف سيكون الحال إذن لو لم توجد صفات ومميزات للمنقذ الذي تنتظره كل أمة !؟.
فتصور اخي القارئ الكريم الوضع بعد رحيل النبي أو الوصي اذا لم يبين مواصفات الموعود الذي سيأتي من بعده, فماذا سيفعل الدجالين عندها , فمع وجود النصوص التي تبين الصفات الدقيقة للحجة الموعود , تقمص الدجالين دور هذه الشخصية , فلولا ذكر الصفات الجسدية وذكر ادلته من قبل النبي يوسف لما نجى من هذه الفتنة من بني اسرائيل احد.
وقضيته الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته من سنخ قضايا الأنبياء والأوصياء ودعواتهم , كيف لا وهو متمم شرائعهم وهو من سيرجع الإسلام الحقيقي الذي بشر به كل الأنبياء ودعوا إليه , فقد جاء عن أحمد بن الحسن بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن عطاء المكي ، عن شيخ من الفقهاء - يعني أبا عبد الله ( (عليه السلام) ) - قال : (سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديدا )( - كمال الدين وتمام النعمة ص147).
فالإمام المهدي (عليه السلام) هو امتداد طبيعي للأنبياء والأوصياء وهو ممثلهم جميعاً , فقد اهتم المولى سبحانه بقضية بتبيان صفات الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , كما اهتم بذكر صفات الأنبياء وأوصيائهم (عليه السلام) من قبل , ولم يقتصر الأمر على الإمام وانصاره بل حتى أعداء الإمام تم اعطاء صفاتهم , قبل قيامهم , ومن طالع الروايات الشريفة يجد أثار هذا الاهتمام واضحة, فلا تخلوا شخصية من الشخصيات المعادية للإمام الا وقد نالها الاهتمام الكبير من قبل الأئمة (عليهم السلام) حتى بينوا بشكل عجيب ملامح هذه الشخصيات المعادية للإمام ولقضيته , ما جعل هذه الشخصيات واضحة المعالم وبينة الملامح لمن أراد الحق وبحث عنه.
وشخصية الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره اهم عند الله سبحانه من شخصيات " السفياني والشيصباني والدجال وغيرهم " فلذلك أوجب الله سبحانه على الأئمة (عليهم السلام) , ان يبينوا للناس صفاتهم , لكي يتعرف عليهم المؤمنون عند ظهورهم .
وتبيين الأئمة لصفات الإمام المهدي (عليه السلام) وصفات صاحب الرايات السود وزيره قبل قيامهما يكون بمثابة دليل آخر يضاف إلى دليل العلم على صدقهم وقوة دعوتهم.
وأن اقوى ضربة وجهت من قبل أهل البيت (عليهم السلام) للدجالين الذين سيدعون أنهم هم الموعود ذكر المواصفات الجسدية للإمام ولوزيره , وهذا الأمر ينفع المؤمنين على وجه الخصوص فمعرفتهم بمواصفات الإمام ووزيره سيحصنهم من ان يقعوا فريسة سهلة بشباك الدجالين .
نبدأ على بركة الله بذكر الصفات الجسدية للإمام المهدي (عليه السلام) والصفات الجسدية لوزيره صاحب الرايات السود السيد اليماني.
يتبع لطفآ
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
في هذا الفصل سنبين بعد طلب العون من الله سبحانه , مواصفات الإمام المهدي (عليه السلام) ومواصفات وزيره صاحب الرايات السود السيد اليماني , فإن معرفة الصفات الجسدية لها دور كبير ومهم في معرفة شخصية الوزير صاحب الرايات السود.
ولم يرسل الله سبحانه من نبي أو وصي إلى أمته الا وفرض عليه ان يبشرهم قبل وفاته بمجيء النبي الذي يأتي بعده وأوصاه بأن يبين الادلة التي يأتي بها , حتى يتم التعرف عليه من قبل المنتظرين له , فقضية التبشير بالموعود سنة الله فرضها على انبيائه , نأخذ كمثال النبي ادم (عليه السلام) , فعندما حضرته الوفاة أوصى خليفته هبة الله ان يبشر بالموعود الذي يأتي بعده ويبين صفاته ودلائل نبوته فقد جاء عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( فلما دنا أجل آدم (عليه السلام)، أوحى الله إليه: أن يا آدم إني متوفيك ورافع روحك إلي يوم كذا وكذا، فأوص إلى خير ولدك، وهو هبتي الذي وهبته لك، فأوص إليه، وسلم إليه ما علمناك من الأسماء، والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي، ويقضي بحكمي، أجعله حجة لي على خلقي )(البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص: 276 ).
من كلام الإمام الباقر (عليه السلام) يستفاد أمران الأول : إن الحجة لابد ان يشير الى الذي يأتي بعده , والأمر الثاني إن الدليل على صدق دعوة الحجة هو العلم بدلالة قول الإمام الباقر (عليه السلام) (وسلم إليه ما علمناك من الأسماء، والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي، ويقضي بحكمي)( ). فبالعلم الإلهي يعرف الحجة الحقيقي , لان العلم حاوي على أوامر الله ونواهيه وحلاله وحرامه ونظامه الذي به يحكم النبي الخلائق, وما من نبي أو وصي إلا وكان العلم الإلهي سلاحه ودليله.
وأوصى الله سبحانه أنبياءه بأمر آخر مهم اضافة إلى العلم , وهو ايضاح الصفات الجسدية للنبي أو الوصي الموعود , وهذه ايضاً سنة من سنن الله المفروضة على أنبياءه (عليهم السلام) فما من نبي أو وصي إلا وبين صفات الحجة الذي يأتي بعده , ونأخذ على سبيل المثال "والامثلة كثيرة " النبي يوسف (عليه السلام) " وكيفية تبشيره بالنبي موسى (عليه السلام) وكيف أنه (عليه السلام) بين صفاته الجسدية لبني اسرائيل بشكل دقيق , فقد جاء عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ( إن يوسف بن يعقوب (صلوات الله عليهما) حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب، وهم ثمانون رجلا فقال: إن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم، و يسومونكم سوء العذاب، وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوي بن يعقوب، اسمه موسى بن عمران (عليه السلام) غلام طويل، جعد، آدم، فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران، و يسمي عمران ابنه موسى )( - تفسير العياشي ج1 ص306).
ومن هذه الرواية الشريفة نفهم أمر مهم وهو ان الله سبحانه فرض على أنبياءه (عليهم السلام) عندما تحضر احدهم الوفاة ان يبين صفات النبي الذي يأتي من بعده , فكشف الصفات الجسدية للحجة اللاحق يغلق الباب بوجه المدعين الدجلة الكاذبين من ان يتقمصوا دور الحجة الموعود.
وكذلك حصل هذا الأمر مع النبي عيسى (عليه السلام) وكيفية تبشيره بالنبي الموعود محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , فقد بين النبي عيسى (عليه السلام) لبني اسرائيل صفات النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الجسدية وخصائصه بل حتى الدابة التي يركبها ذكرها لأجل تسهيل معرفته من قبل المؤمنين اذا قام .
وما هذا الاهتمام من قبل الله سبحانه بتبيان صفات الموعود إلا لأجل ان يتعرف عليه الناس عند ظهوره فيصدقوا دعوته , فقضية تبيان الصفات الجسدية للحجة الموعود تعتبر بمثابة الرحمة المهداة من قبل الرحمن الرحيم لعباده حتى يسهل عليهم تمييزه والالتحاق به دون عناء , ومن جانب آخر يتم من خلال المعرف المسبقة لصفات الحجة الحقيقي اجتناب الدجالين الذين ينتحلون شخصيات الأنبياء وأوصيائهم, اما اذا لم يبين الله لنبيه صفات خليفته والنبي بدوره لا يبين لأمته هذه الصفات فسيتم اضلال المنتظرين من قبل كل دجال غوي , فلولا ان بين الأنبياء صفات النبي الموعود لتم اضلال الناس، ولما نجى احد من شباك الدجالين الذين يتهيؤون عند حصول فراغ في الساحة بعد غياب الحجة من اجل ان يتصدروا للأمر ويقدموا انفسهم للناس على أنهم هم الحجة الذي ينتظرونه , فذكر صفات النبي أو الوصي الموعود قبل مجيئه كان العامل المساعد والاهم والاقوى على كشف زيف المدعين الكذبة وعامل مساعد من جهة أخرى لمعرفة الحجة الحقيقي والالتحاق به , فهل هناك نعمة اعظم من هذه النعمة التي من بها المنان علينا وعلى الامم الذين سبقونا.
واخبرتنا الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) عن الدجالين الذين كانوا قبل قيام كل حجة يقدمون انفسهم للناس على أنهم هم المقصودين بالموعود فقد جاء عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: (ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل، كلهم يدعي أنه موسى بن عمران- فبلغ فرعون أنهم يرجفون به، ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته و سحرته: إن هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام ، الذي يولد العالم في بني إسرائيل، فوضع القوابل على النساء، وقال: لا يولد العام غلام إلا ذبح، ووضع على أم موسى (عليه السلام) قابلة )( كمال الدين وتمام النعمة ص147) .
مع ان النبي يوسف (عليه السلام) ذكر مواصفات النبي موسى, الا ان هذا الأمر لم يردع الدجالين من ان ينتحلوا شخصية الموعود فكيف سيكون الحال إذن لو لم توجد صفات ومميزات للمنقذ الذي تنتظره كل أمة !؟.
فتصور اخي القارئ الكريم الوضع بعد رحيل النبي أو الوصي اذا لم يبين مواصفات الموعود الذي سيأتي من بعده, فماذا سيفعل الدجالين عندها , فمع وجود النصوص التي تبين الصفات الدقيقة للحجة الموعود , تقمص الدجالين دور هذه الشخصية , فلولا ذكر الصفات الجسدية وذكر ادلته من قبل النبي يوسف لما نجى من هذه الفتنة من بني اسرائيل احد.
وقضيته الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته من سنخ قضايا الأنبياء والأوصياء ودعواتهم , كيف لا وهو متمم شرائعهم وهو من سيرجع الإسلام الحقيقي الذي بشر به كل الأنبياء ودعوا إليه , فقد جاء عن أحمد بن الحسن بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن عطاء المكي ، عن شيخ من الفقهاء - يعني أبا عبد الله ( (عليه السلام) ) - قال : (سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديدا )( - كمال الدين وتمام النعمة ص147).
فالإمام المهدي (عليه السلام) هو امتداد طبيعي للأنبياء والأوصياء وهو ممثلهم جميعاً , فقد اهتم المولى سبحانه بقضية بتبيان صفات الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , كما اهتم بذكر صفات الأنبياء وأوصيائهم (عليه السلام) من قبل , ولم يقتصر الأمر على الإمام وانصاره بل حتى أعداء الإمام تم اعطاء صفاتهم , قبل قيامهم , ومن طالع الروايات الشريفة يجد أثار هذا الاهتمام واضحة, فلا تخلوا شخصية من الشخصيات المعادية للإمام الا وقد نالها الاهتمام الكبير من قبل الأئمة (عليهم السلام) حتى بينوا بشكل عجيب ملامح هذه الشخصيات المعادية للإمام ولقضيته , ما جعل هذه الشخصيات واضحة المعالم وبينة الملامح لمن أراد الحق وبحث عنه.
وشخصية الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره اهم عند الله سبحانه من شخصيات " السفياني والشيصباني والدجال وغيرهم " فلذلك أوجب الله سبحانه على الأئمة (عليهم السلام) , ان يبينوا للناس صفاتهم , لكي يتعرف عليهم المؤمنون عند ظهورهم .
وتبيين الأئمة لصفات الإمام المهدي (عليه السلام) وصفات صاحب الرايات السود وزيره قبل قيامهما يكون بمثابة دليل آخر يضاف إلى دليل العلم على صدقهم وقوة دعوتهم.
وأن اقوى ضربة وجهت من قبل أهل البيت (عليهم السلام) للدجالين الذين سيدعون أنهم هم الموعود ذكر المواصفات الجسدية للإمام ولوزيره , وهذا الأمر ينفع المؤمنين على وجه الخصوص فمعرفتهم بمواصفات الإمام ووزيره سيحصنهم من ان يقعوا فريسة سهلة بشباك الدجالين .
نبدأ على بركة الله بذكر الصفات الجسدية للإمام المهدي (عليه السلام) والصفات الجسدية لوزيره صاحب الرايات السود السيد اليماني.
يتبع لطفآ
تعليق