كيفية معرفة دعوة الامام المهدي(عليه السلام) ونصرتها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
سنناقش في هذا البحث كيفية معرفة راية الحق من بين الرايات المشبتهه التي اخبرنا عنها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فأن آل البيت (صلوات الله عليهم) ومن مقتضى تبليغهم للرسالة ومن مقتضى عدل الله (سبحانه وتعالى) انهم يبينون كل ما يحتاج اليه الفرد المؤمن ونص وصية رسول الله محمد (ص) حينما قال بوصيته المشهورة «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ»
اذاً الامر منوط بإتباع الثقلين لكي ينجو الانسان من الضلالة بمعنى ان الانسان اذا اراد ان يهتدي الى طريق الحق عليه الرجوع الى الثقلين وبإعتبار اننا نعيش عصر الظهور الشريف وهناك رايات ضلالة ورايات مشتبهه فلا بد من وجود راية الحق اذاً لابد ان آل البيت ( عليهم السلام) قد بينوا كيفية معرفة راية الحق وتمييزها من بين رايات الضلالة هذا امراً بديهياً سواء كان هذا الامر عقلياً او شرعياً ولايمكن النقاش فيه بالتالي اذا كانت هنالك ادلة قد وضعها وثبتها اهل البيت (ع) وجدهم النبي محمد (ص) فلا بد ان يكون هذا الدليل هو المتبع في معرفة راية الحق ويجب ان نفتش ونبحث عن الاحاديث التي تشير الى مايُعرف به الداعي الحقيقي فعندما ننظر نظرة شمولية للروايات نجد هذا الشيء موجود وقبل ان نشير اليها في هذا البحث نقول ان المدعين الدجالين الذين انتحلوا مقام الامام المهدي (عج) وانتحلوا مقام اليماني الموعود كلهم كان دليلهم ليس معتمداً على روايات اهل البيت (عليهم السلام ) بل كانوا يخترعون دليل خاص لانفسهم من عصارة عقلوهم القاصرة وكلها اجتهادات ما انزل الله بها من سلطان وبالتالي ان هذه الادلة التي وضعها واكدها اهل البيت (ع) لايمكن ان توجد في اي انسان ماعدى الداعي الحقيقي وبما اننا نعيش في عصر الضهور فان هناك امور يجب الالتفات اليها وهي ان الروايات التشريعية والعقائدية مثل وحدانية الله سبحانه وتعالى والامامة والنبوة ...الخ كلها لا يوجد تضارب فيها ولا تحتوي اي رمزية الا ما ندر الا اذا كانت هنالك بطون او رواية مخالفة لرواية فتكون الرواية الاخرى موضوعة او مكذوبة على اهل البيت (ع) وروايات التشريع ايضاً كذلك ، اما روايات عصر الظهور ففيها اسرار والغاز ورموز وضعها محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) متعمدين لماذا ؟ لاننا في عصر الظهور ولو كانت الصورة المختصة بالداعي واضحه ولايوجد فيها هذه الرمزية وهذا التستر على شخصية الداعي وعلى قضية الامام المهدي (عج) في اخر الزمان لكان هناك عدة ثغرات او عدة مشاكل وكوارث ستقع، فتكون الاستفادة من هذه الرمزية في حماية شخصية الداعي لاننا نعلم ان اعداء الامام المهدي (ع) سواء كانوا من المؤسسات الدينية السنية او الشيعية او كانوا من قوى الاستكبار العالمي كلها متربصة بالامام المهدي (ع) حتى انه ورد (لو ان بني فاطمة عرفوا بأسمه لقطعوه بضعة بضعة).
فعن أبي خالد الكابلي أنه سأل الامام الباقر (عليه السلام) عن اسم صاحب الامر فقال (عليه السلام): (سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أمراً، ولو كنت محدّثاً به أحداً لحدّثتك، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمه عرفوه، حرصوا على أن يقطّعوه بضعة بضعة) (غيبه النعماني 300 الطوسي 333 بحار الانوار ج52).
ونحن نعلم كيف ان امريكا وقوى الاستكبار العالمي استهدفت كل دعوة مهدوية شكت وتصورت انها هي الدعوة الحقيقية واستهدفتها بالسلاح والقتل لذلك من مقتضى الحكمة لابد ان تُخفى حقيقة هذه الدعوة عن عموم الناس ولابد لهذه الرموز ان يكون لها صاحب يستطيع ان يفكها* ، هذا احد الوجوه للفائدة من هذه الرمزية او الاسرار التي وضعت في النصوص .
اما الوجه الاخر هو لحماية دعوة الامام المهدي (ع) من انتحالها من قبل الدجالين والكاذبين فلو كانت القضية واضحة لكان الدجال ممكن ان يتقمص هذه الشخصية ويدعي هذه الامور فعندما يأتي الدجال هنالك كثير من المفاصل لايمكن الاحاطة بها وبالتالي يدعي الأدعاء وتكون له ثغرات كثيرة وظهره يكون مكشوف للبحث العلمي فهذه ايضا الفائدة الثانية في قضية وجود الرمزية في روايات اهل البيت (ع) في ما يخص روايات عصر الظهور .نضرب امثلة على ذلك نجد ان اهل البيت (ع) عندما يتحدثون عن اخر الزمان وعن شخصية الامام المهدي روحي له الفدى مرة يقولون انه يخرج في عمر الثلاثين ومرة يقولون انه يخرج في عمر الاربعين ، مرة يقولون ان الرايات السود تأتي من قبل المشرق فاذا جاءت الرايات السود من قبل المشرق فأنصروها فأن فيها خليفة الله المهدي بينما روايات اخرى تشير الى ان الامام المهدي (ع) يخرج من مكة المكرمة وهناك روايات تقول ان الامام المهدي (ع) هو ابن السيدة نرجس (ع) بنت قيصر ملك الروم بينما روايات اخرى تقول انه ابن امه سوداء وروايات تقول ان القائم (ع) يقوم من خُراسان بينما روايات تقول انه يقوم بين الركن والمقام وهناك روايات تقول ان المهدي شبيه موسى بن عمران لونه لون عربي يعني اسمر وجسمه جسم اسرائيلي يعني ضخم لان بني اسرائيل كانوا يمتازون بضخامة اجسامهم بينما روايات اخرى تقول ان المهدي اشبه الناس بعيسى بن مريم (عليه السلام) وكما نعلم من خلال احديث آل محمد (ع) ان عيسى (ع) كان ابيض اللون وصفاته تختلف اختلافا تاما عن الصفات الامام المهدي (ع) ونجد مثلاً روايات تتكلم عن من سيسلم الراية الى الامام المهدي (ع) في الكوفة فالروايات مرة تقول ان الامام الحسين هو من يسلم الراية ومرة تقول انه الفتى الحسني ومرة تقول ان عيسى ابن مريم من سيسلم الراية ونجد روايات تقول النصوص ان الذي يخلف الامام المهدي هو الحسين ايضا ومرة تقول انه عيسى ابن مريم ومرة تقول انه القحطاني ومرة تقول انهم اثنى عشر مهدياً من شيعتنا .
فاهل البيت (ع) قد أرجأوا موضوع الرجعة و معرفته وأجله الى آخر الزمان ، فقد قال الله تعالى (ولما يأتهم تأويله ) ومسألة الرجعة تكون على وجه التأويل ، وقد يستشكل علينا احد ويقول هناك من كتب في الرجعة كالاحسائي وغيره وتقولون انه لم يتوصل احد لمعرفة الرجعة؟ نجيب عليه ونقول ان الشيخ الاحسائي كتب كتاب الرجعة وهو كتاب عبارة ادلة وايات تشير الى الرجعة في اخر الزمان ولكنه لم يقل كيف ستكون الرجعة ونحن قلنا ان هناك روايات تقول ان اول من يتبع المهدي هم رسول الله محمد والامام علي(عليهم الصلاة والسلام) وقلنا ان اول الراجعين هو الحسين (عليه السلام) وسيسلم الراية الى الامام المهدي ويكون طائعا تحت امره فالاشكالات من هذا القبيل لم يستطع احد ان يبين كيفية الرجعة وقالوا ان الائمة يرجعون وتنتهي المسألة اما كيفية رجعتهم وماهي الالية وماهي الاجوبة على هذه الاشكالات حول الرجعة فلم يجيب احد عليها لا احسائي ولا حتى السيد الصدر الذي لديه كراس صغير يتحدث عن الرجعة الذي يحتوي فقط ادلة واثباتات ولكنهم لم يبينوا كيفة الرجعة .
والطرف الاخر وهم المذهب السني فهم لا يؤمنون بالرجعة فهذه المسألة موجهه للشيعة كي يفهموا ماهية الرجعة لانها من العقائد المهمة لدى المذهب الشيعي ، فالرجعة مدخرة لصاحب الامر اليماني الموعود كي يثبت احقيته فان اهل البيت قالوا يُعرف الداعي في اخر الزمان بالرجعة ولذلك عد الامام الصادق عليه السلام الرجعة من الامور العظام والداعي يُعرف بعظائم الامور* وكذلك ورد عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يرجع في احديهما إلى أهله والأخرى يقال: هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله).
هذا النص لايشمل الامام المهدي (عليه السلام) لان الامام المهدي عندما غاب غيبته الاولى لم يرجع الى اهله ووقعت الغيبة الثانية وفي الغيبة الثانية يقال عنه هلك في اي واد سلك فالشيعة لايعتقدون ان الامام ميت لذلك ان المقصود هنا هو اليماني الموعود الذي يأتي ثم يغيب والامام الصادق يقول : (إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)* اذاً لابد ان يأتي اليماني اولا ثم يبين عظائم الامور وبعد ذلك يغيب او يقال فيه مات او هلك عند ذلك تبقى الناس مترقبة و يوجد نص اخر يقول (اذا غاب علمكم من بين اظهركم فتوقعوا الفرج من تحت اقدامكم) فهذه الروايات لاتتحدث عن الامام المهدي (ع) لانه غاب قبل الف وخمس وثمانين سنة تقريباً واما قول الى من تحت اقدامك فمعناها قرب الفرج فأذا غاب اليماني لابد ان نتوقع الفرج اكثر.
فيتبين إن صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) لديه علم التأويل والباطن لأنه بقر الحديث (شقه) واستخراج ما بباطنه أي تأويله وكذلك باستطاعته الإجابة عن عظائم الأمور التي لا يستطيع احد الإجابة عليها إلا من هو متصل بالإمام (عليه السلام) ومن عظائم الأمور هي الرجعة فقد جاء في الرواية الشريفة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز وجل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
فمسألة الرجعة حار بها العلماء ولم يستطيعوا فكها لانها مدخرة لليماني الموعود كما قال الله عز وجل (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) لذلك ان الدليل الاول الذي يمتاز به*الداعي اليماني القحطاني هو استطاعته ان يفك رموز الرجعة فالسيد ابي عبد الله الحسين القحطاني قد أثبت ان الرجعة هي رجعة روحية وليست مادية وهذا الرأي لم يسبق لأحد من العلماء ان قاله أو ذهب إليه والسيد القحطاني هو الشخص الوحيد الذي طرحه وأثبت صحته بالأدلة والبراهين في حين وقف العلماء والباحثين عاجزين أمام مسألة الرجعة وبين ضرورة الاعتقاد بها وعدم امكان رفضها وبين الكثير من الروايات التي اتصفت بالرمزية والتي لم يستطيع العلماء فكها ومعرفة أسرارها وتأويلها وحملها البعض منهم على ظاهرها فصار هذا الأمر مدعاة للسخرية والاتهام بأن ديننا دين خرافة وأساطير .
فحل السيد القحطاني كل الاشكالات الموجودة في موضوع الرجعة حتى الاشكال الذي طرحناه في الرواية التي تقول بأن اول من يتبع القائم هم رسول الله والامام علي (ع) وحتى قضية تسليم الراية وخلافة المهدي وحتى كيفية ان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) هو خاتم الانبياء فكيف تقول الروايات عن نزول عيسى ابن مريم (ع) وقد ختمت النبوة بالنبي الخاتم محمد (ص) فكيف يرجع نبي اخر؟ فأدوار الانبياء (عليهم السلام) انتهت لذلك ان السيد القحطاني حل هذا الاشكال وطرح موضوع علمي في قضية الرجعة الروحية حيث قال بأن الرجعة لم تكن مادية وانما ستكون رجعة روحية ومعنى روحية ليس معناها الحلول والتناسخ وغيرها من المصطلحات الباطلة .وتجدون كل مايتعلق بطرح الرجعة الروحية في كتابه الرجعة الروحية وايضاً موجود هذا الطرح في موسوعة القائم (عج) من فكر السيد القحطاني فكل الشيعة وعلمائهم كانوا يقولون ان الرجعة ستكون مادية في اخر الزمان ولذلك انصدموا مع كثير من المعاني التي لايمكن ان تنساق مع الرجعة المادية وقد طرحوا اطروحتان وقالوا بأن الرجعة مادية وقد قمنا بابطالها واذا كان لديهم طرح ثالث لمسألة الرجعة المادية فليتفضلوا ؟ حيث قال السيد القحطاني في صحيفة القائم اطروحتان للرجعة نطالب العلماء بأطروحه ثالثة لكي يمكن قبولها بالعقول او يمكن قبولها بالنصوص فكل العلماء والفقهاء لم يردوا على هذا الموضوع منذ ستة عشر سنه او اكثر اما مسألة عظائم الامور هي ليست فقط الرجعة لانه الرواية تقول (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها) اي ان هناك امور تشبه الرجعة من العظائم وعظائم الامور كثيرة ومن العظائم هو القران قال الله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالقرآن الْعَظِيمَ ) وايضا الاشكالات التي وجهت للقران لم يستطيع الفقهاء ان يحلوها ولا المفسرين* ونحن نعلم إن الفكرة المترسخة عند عامة المشتغلين بعلوم القرآن من الشيعة والسنة إن لفظ (الكتاب) يعني (القرآن) وكلمة (ذكر) معناه (القران) و (الفرقان) معناه (القران) كل هذه المعاني تنطبق على مصداق واحد الذي هو المصحف الشريف الذي يحتوي على مئة واربع عشر سورة بينما نجد ان القران يقول بأن الفرقان اتياناه لموسى وهارون (عليهم السلام) والذكر نزل على انبياء اخرين غير النبي الخاتم محمد (ص) بينما في الثقافة الثابته بأن القران اختص به النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فكيف يستقيم ذلك وهذه الامور ايضا لم يستطع احد ان يبينها او يتوصل اليها الى ان جاء السيد القحطاني بهذه المفردة من عظائم الامور وبينها بعلمه بكتاب الله وعلمه بالقران قال الله سبحانه وتعالى (رسول من الله يتلوا صحف مطهرة فيها كتبٌ قيمة ) في داخل الصحف المطهرة هناك كتب قيمة فقد اثبتنا وفق نظرية تجزئة القرآن و بمقتضى ما توصلنا إليه من تتبع آيات القرآن والتدبر فيها ، ان كتاب الله المنزل على نبيه المرسل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو حاوي على أكثر من قرآن وأكثر من كتاب يجمعها كلها المصحف الشريف .فهو (الكتاب الجامع ) الذي يحتوي على (قران كريم وكتاب كريم و قران مجيد وكتاب مجيد وقران حكيم وكتاب حكيم والفرقان وكتاب الذكر وكتاب المثاني وكتاب المحكم وكتاب المتشابه ، ولكل قران وكتاب من هذه الكتب خصوصية تميزه عن غيره. يتبع 👇
بسم الله الرحمن الرحيم
سنناقش في هذا البحث كيفية معرفة راية الحق من بين الرايات المشبتهه التي اخبرنا عنها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فأن آل البيت (صلوات الله عليهم) ومن مقتضى تبليغهم للرسالة ومن مقتضى عدل الله (سبحانه وتعالى) انهم يبينون كل ما يحتاج اليه الفرد المؤمن ونص وصية رسول الله محمد (ص) حينما قال بوصيته المشهورة «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ»
اذاً الامر منوط بإتباع الثقلين لكي ينجو الانسان من الضلالة بمعنى ان الانسان اذا اراد ان يهتدي الى طريق الحق عليه الرجوع الى الثقلين وبإعتبار اننا نعيش عصر الظهور الشريف وهناك رايات ضلالة ورايات مشتبهه فلا بد من وجود راية الحق اذاً لابد ان آل البيت ( عليهم السلام) قد بينوا كيفية معرفة راية الحق وتمييزها من بين رايات الضلالة هذا امراً بديهياً سواء كان هذا الامر عقلياً او شرعياً ولايمكن النقاش فيه بالتالي اذا كانت هنالك ادلة قد وضعها وثبتها اهل البيت (ع) وجدهم النبي محمد (ص) فلا بد ان يكون هذا الدليل هو المتبع في معرفة راية الحق ويجب ان نفتش ونبحث عن الاحاديث التي تشير الى مايُعرف به الداعي الحقيقي فعندما ننظر نظرة شمولية للروايات نجد هذا الشيء موجود وقبل ان نشير اليها في هذا البحث نقول ان المدعين الدجالين الذين انتحلوا مقام الامام المهدي (عج) وانتحلوا مقام اليماني الموعود كلهم كان دليلهم ليس معتمداً على روايات اهل البيت (عليهم السلام ) بل كانوا يخترعون دليل خاص لانفسهم من عصارة عقلوهم القاصرة وكلها اجتهادات ما انزل الله بها من سلطان وبالتالي ان هذه الادلة التي وضعها واكدها اهل البيت (ع) لايمكن ان توجد في اي انسان ماعدى الداعي الحقيقي وبما اننا نعيش في عصر الضهور فان هناك امور يجب الالتفات اليها وهي ان الروايات التشريعية والعقائدية مثل وحدانية الله سبحانه وتعالى والامامة والنبوة ...الخ كلها لا يوجد تضارب فيها ولا تحتوي اي رمزية الا ما ندر الا اذا كانت هنالك بطون او رواية مخالفة لرواية فتكون الرواية الاخرى موضوعة او مكذوبة على اهل البيت (ع) وروايات التشريع ايضاً كذلك ، اما روايات عصر الظهور ففيها اسرار والغاز ورموز وضعها محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) متعمدين لماذا ؟ لاننا في عصر الظهور ولو كانت الصورة المختصة بالداعي واضحه ولايوجد فيها هذه الرمزية وهذا التستر على شخصية الداعي وعلى قضية الامام المهدي (عج) في اخر الزمان لكان هناك عدة ثغرات او عدة مشاكل وكوارث ستقع، فتكون الاستفادة من هذه الرمزية في حماية شخصية الداعي لاننا نعلم ان اعداء الامام المهدي (ع) سواء كانوا من المؤسسات الدينية السنية او الشيعية او كانوا من قوى الاستكبار العالمي كلها متربصة بالامام المهدي (ع) حتى انه ورد (لو ان بني فاطمة عرفوا بأسمه لقطعوه بضعة بضعة).
فعن أبي خالد الكابلي أنه سأل الامام الباقر (عليه السلام) عن اسم صاحب الامر فقال (عليه السلام): (سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أمراً، ولو كنت محدّثاً به أحداً لحدّثتك، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمه عرفوه، حرصوا على أن يقطّعوه بضعة بضعة) (غيبه النعماني 300 الطوسي 333 بحار الانوار ج52).
ونحن نعلم كيف ان امريكا وقوى الاستكبار العالمي استهدفت كل دعوة مهدوية شكت وتصورت انها هي الدعوة الحقيقية واستهدفتها بالسلاح والقتل لذلك من مقتضى الحكمة لابد ان تُخفى حقيقة هذه الدعوة عن عموم الناس ولابد لهذه الرموز ان يكون لها صاحب يستطيع ان يفكها* ، هذا احد الوجوه للفائدة من هذه الرمزية او الاسرار التي وضعت في النصوص .
اما الوجه الاخر هو لحماية دعوة الامام المهدي (ع) من انتحالها من قبل الدجالين والكاذبين فلو كانت القضية واضحة لكان الدجال ممكن ان يتقمص هذه الشخصية ويدعي هذه الامور فعندما يأتي الدجال هنالك كثير من المفاصل لايمكن الاحاطة بها وبالتالي يدعي الأدعاء وتكون له ثغرات كثيرة وظهره يكون مكشوف للبحث العلمي فهذه ايضا الفائدة الثانية في قضية وجود الرمزية في روايات اهل البيت (ع) في ما يخص روايات عصر الظهور .نضرب امثلة على ذلك نجد ان اهل البيت (ع) عندما يتحدثون عن اخر الزمان وعن شخصية الامام المهدي روحي له الفدى مرة يقولون انه يخرج في عمر الثلاثين ومرة يقولون انه يخرج في عمر الاربعين ، مرة يقولون ان الرايات السود تأتي من قبل المشرق فاذا جاءت الرايات السود من قبل المشرق فأنصروها فأن فيها خليفة الله المهدي بينما روايات اخرى تشير الى ان الامام المهدي (ع) يخرج من مكة المكرمة وهناك روايات تقول ان الامام المهدي (ع) هو ابن السيدة نرجس (ع) بنت قيصر ملك الروم بينما روايات اخرى تقول انه ابن امه سوداء وروايات تقول ان القائم (ع) يقوم من خُراسان بينما روايات تقول انه يقوم بين الركن والمقام وهناك روايات تقول ان المهدي شبيه موسى بن عمران لونه لون عربي يعني اسمر وجسمه جسم اسرائيلي يعني ضخم لان بني اسرائيل كانوا يمتازون بضخامة اجسامهم بينما روايات اخرى تقول ان المهدي اشبه الناس بعيسى بن مريم (عليه السلام) وكما نعلم من خلال احديث آل محمد (ع) ان عيسى (ع) كان ابيض اللون وصفاته تختلف اختلافا تاما عن الصفات الامام المهدي (ع) ونجد مثلاً روايات تتكلم عن من سيسلم الراية الى الامام المهدي (ع) في الكوفة فالروايات مرة تقول ان الامام الحسين هو من يسلم الراية ومرة تقول انه الفتى الحسني ومرة تقول ان عيسى ابن مريم من سيسلم الراية ونجد روايات تقول النصوص ان الذي يخلف الامام المهدي هو الحسين ايضا ومرة تقول انه عيسى ابن مريم ومرة تقول انه القحطاني ومرة تقول انهم اثنى عشر مهدياً من شيعتنا .
فاهل البيت (ع) قد أرجأوا موضوع الرجعة و معرفته وأجله الى آخر الزمان ، فقد قال الله تعالى (ولما يأتهم تأويله ) ومسألة الرجعة تكون على وجه التأويل ، وقد يستشكل علينا احد ويقول هناك من كتب في الرجعة كالاحسائي وغيره وتقولون انه لم يتوصل احد لمعرفة الرجعة؟ نجيب عليه ونقول ان الشيخ الاحسائي كتب كتاب الرجعة وهو كتاب عبارة ادلة وايات تشير الى الرجعة في اخر الزمان ولكنه لم يقل كيف ستكون الرجعة ونحن قلنا ان هناك روايات تقول ان اول من يتبع المهدي هم رسول الله محمد والامام علي(عليهم الصلاة والسلام) وقلنا ان اول الراجعين هو الحسين (عليه السلام) وسيسلم الراية الى الامام المهدي ويكون طائعا تحت امره فالاشكالات من هذا القبيل لم يستطع احد ان يبين كيفية الرجعة وقالوا ان الائمة يرجعون وتنتهي المسألة اما كيفية رجعتهم وماهي الالية وماهي الاجوبة على هذه الاشكالات حول الرجعة فلم يجيب احد عليها لا احسائي ولا حتى السيد الصدر الذي لديه كراس صغير يتحدث عن الرجعة الذي يحتوي فقط ادلة واثباتات ولكنهم لم يبينوا كيفة الرجعة .
والطرف الاخر وهم المذهب السني فهم لا يؤمنون بالرجعة فهذه المسألة موجهه للشيعة كي يفهموا ماهية الرجعة لانها من العقائد المهمة لدى المذهب الشيعي ، فالرجعة مدخرة لصاحب الامر اليماني الموعود كي يثبت احقيته فان اهل البيت قالوا يُعرف الداعي في اخر الزمان بالرجعة ولذلك عد الامام الصادق عليه السلام الرجعة من الامور العظام والداعي يُعرف بعظائم الامور* وكذلك ورد عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يرجع في احديهما إلى أهله والأخرى يقال: هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله).
هذا النص لايشمل الامام المهدي (عليه السلام) لان الامام المهدي عندما غاب غيبته الاولى لم يرجع الى اهله ووقعت الغيبة الثانية وفي الغيبة الثانية يقال عنه هلك في اي واد سلك فالشيعة لايعتقدون ان الامام ميت لذلك ان المقصود هنا هو اليماني الموعود الذي يأتي ثم يغيب والامام الصادق يقول : (إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)* اذاً لابد ان يأتي اليماني اولا ثم يبين عظائم الامور وبعد ذلك يغيب او يقال فيه مات او هلك عند ذلك تبقى الناس مترقبة و يوجد نص اخر يقول (اذا غاب علمكم من بين اظهركم فتوقعوا الفرج من تحت اقدامكم) فهذه الروايات لاتتحدث عن الامام المهدي (ع) لانه غاب قبل الف وخمس وثمانين سنة تقريباً واما قول الى من تحت اقدامك فمعناها قرب الفرج فأذا غاب اليماني لابد ان نتوقع الفرج اكثر.
فيتبين إن صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) لديه علم التأويل والباطن لأنه بقر الحديث (شقه) واستخراج ما بباطنه أي تأويله وكذلك باستطاعته الإجابة عن عظائم الأمور التي لا يستطيع احد الإجابة عليها إلا من هو متصل بالإمام (عليه السلام) ومن عظائم الأمور هي الرجعة فقد جاء في الرواية الشريفة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز وجل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
فمسألة الرجعة حار بها العلماء ولم يستطيعوا فكها لانها مدخرة لليماني الموعود كما قال الله عز وجل (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) لذلك ان الدليل الاول الذي يمتاز به*الداعي اليماني القحطاني هو استطاعته ان يفك رموز الرجعة فالسيد ابي عبد الله الحسين القحطاني قد أثبت ان الرجعة هي رجعة روحية وليست مادية وهذا الرأي لم يسبق لأحد من العلماء ان قاله أو ذهب إليه والسيد القحطاني هو الشخص الوحيد الذي طرحه وأثبت صحته بالأدلة والبراهين في حين وقف العلماء والباحثين عاجزين أمام مسألة الرجعة وبين ضرورة الاعتقاد بها وعدم امكان رفضها وبين الكثير من الروايات التي اتصفت بالرمزية والتي لم يستطيع العلماء فكها ومعرفة أسرارها وتأويلها وحملها البعض منهم على ظاهرها فصار هذا الأمر مدعاة للسخرية والاتهام بأن ديننا دين خرافة وأساطير .
فحل السيد القحطاني كل الاشكالات الموجودة في موضوع الرجعة حتى الاشكال الذي طرحناه في الرواية التي تقول بأن اول من يتبع القائم هم رسول الله والامام علي (ع) وحتى قضية تسليم الراية وخلافة المهدي وحتى كيفية ان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) هو خاتم الانبياء فكيف تقول الروايات عن نزول عيسى ابن مريم (ع) وقد ختمت النبوة بالنبي الخاتم محمد (ص) فكيف يرجع نبي اخر؟ فأدوار الانبياء (عليهم السلام) انتهت لذلك ان السيد القحطاني حل هذا الاشكال وطرح موضوع علمي في قضية الرجعة الروحية حيث قال بأن الرجعة لم تكن مادية وانما ستكون رجعة روحية ومعنى روحية ليس معناها الحلول والتناسخ وغيرها من المصطلحات الباطلة .وتجدون كل مايتعلق بطرح الرجعة الروحية في كتابه الرجعة الروحية وايضاً موجود هذا الطرح في موسوعة القائم (عج) من فكر السيد القحطاني فكل الشيعة وعلمائهم كانوا يقولون ان الرجعة ستكون مادية في اخر الزمان ولذلك انصدموا مع كثير من المعاني التي لايمكن ان تنساق مع الرجعة المادية وقد طرحوا اطروحتان وقالوا بأن الرجعة مادية وقد قمنا بابطالها واذا كان لديهم طرح ثالث لمسألة الرجعة المادية فليتفضلوا ؟ حيث قال السيد القحطاني في صحيفة القائم اطروحتان للرجعة نطالب العلماء بأطروحه ثالثة لكي يمكن قبولها بالعقول او يمكن قبولها بالنصوص فكل العلماء والفقهاء لم يردوا على هذا الموضوع منذ ستة عشر سنه او اكثر اما مسألة عظائم الامور هي ليست فقط الرجعة لانه الرواية تقول (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها) اي ان هناك امور تشبه الرجعة من العظائم وعظائم الامور كثيرة ومن العظائم هو القران قال الله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالقرآن الْعَظِيمَ ) وايضا الاشكالات التي وجهت للقران لم يستطيع الفقهاء ان يحلوها ولا المفسرين* ونحن نعلم إن الفكرة المترسخة عند عامة المشتغلين بعلوم القرآن من الشيعة والسنة إن لفظ (الكتاب) يعني (القرآن) وكلمة (ذكر) معناه (القران) و (الفرقان) معناه (القران) كل هذه المعاني تنطبق على مصداق واحد الذي هو المصحف الشريف الذي يحتوي على مئة واربع عشر سورة بينما نجد ان القران يقول بأن الفرقان اتياناه لموسى وهارون (عليهم السلام) والذكر نزل على انبياء اخرين غير النبي الخاتم محمد (ص) بينما في الثقافة الثابته بأن القران اختص به النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فكيف يستقيم ذلك وهذه الامور ايضا لم يستطع احد ان يبينها او يتوصل اليها الى ان جاء السيد القحطاني بهذه المفردة من عظائم الامور وبينها بعلمه بكتاب الله وعلمه بالقران قال الله سبحانه وتعالى (رسول من الله يتلوا صحف مطهرة فيها كتبٌ قيمة ) في داخل الصحف المطهرة هناك كتب قيمة فقد اثبتنا وفق نظرية تجزئة القرآن و بمقتضى ما توصلنا إليه من تتبع آيات القرآن والتدبر فيها ، ان كتاب الله المنزل على نبيه المرسل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو حاوي على أكثر من قرآن وأكثر من كتاب يجمعها كلها المصحف الشريف .فهو (الكتاب الجامع ) الذي يحتوي على (قران كريم وكتاب كريم و قران مجيد وكتاب مجيد وقران حكيم وكتاب حكيم والفرقان وكتاب الذكر وكتاب المثاني وكتاب المحكم وكتاب المتشابه ، ولكل قران وكتاب من هذه الكتب خصوصية تميزه عن غيره. يتبع 👇
تعليق