السيد القحطاني مجدد العلوم الالهية الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحدثنا في البحث السابق عن عدة علوم ونظريات طرحها لنا السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني، اما اليوم سوف نسلط الضوء على موضوع في غاية الاهمية، فموضوع بحثنا اليوم سيكون عن الرجعة، هذا الموضوع الذي وصفه اهل البيت (ع) بأنه من عظائم الامور.
في الحقيقة ان اهل البيت (عليهم السلام) هم الذين وضعوا الاهمية لموضوع الرجعة، واولوها اهمية كبيرة من خلال الروايات المستفيضة ومن خلال توصياتهم، ويستذكرنا قول الامام الصادق (عليه السلام) عندما قال:" ليس منا من لم يقل بمتعتنا، ويؤمن برجعتنا"، فهذا النص موجود عند اغلب مصادر
الشيعة، وبالتالي جعل الامام الصادق (ع) معيارا للشخص الموالي وهو ان يؤمن بالرجعة.
ونحن نعلم ان الطرف الآخر ( اهل السنة) لا يؤمنون بالرجعة، وهذا الاهتمام يجعل الانسان امام خيار وهو انه لا بد ان يكون مؤمنا بها، فاذا كان امرا مفترض ان نؤمن به فكيف بنا ان لا نعلم به، لذلك نلاحظ ان العلماء والفقهاء لم يستطيعوا ان يضعوا آلية واضحة للرجعة، وهم فقط قالوا بان هناك روايات وآيات تشير للرجعة، اما كيفية الرجعة لم يستطع احد من العلماء ان يتوصل الى كيفيتها لحد هذا اليوم.
لذلك نلاحظ ان وزير الامام المهدي السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني اكد على هذا الامر في الابحاث؛ لارتباط الرجعة بكثير من مفاصل قضية الامام المهدي (ع) بل نستطيع القول بانه لا يمكن التعرف على قضية الامام
المهدي (عليه السلام) اذا لم يكن فاهما لآلية الرجعة. لذا يحق لنا القول بان قضية الرجعة هي من الامور المختصة لشخصية الداعي للامام المهدي (ع) لان اهل البيت (عليهم السلام) لم يبينوا كيفية الرجعة، فقالوا عن الرجعة وتكلموا عنها ووردت روايات كثيرة، لكنهم لم يبينوا تفاصيلها وارجأوا ذلك
الى اخر الزمان، وقد ورد في الحديث: "عن حماد عن زرارة قال سألت أبا عبد
الله (ع) عن هذه الأمور العظام من الرجعة و أشباهها فقال إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه و قد قال الله عز و جل (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)، فوقت تاويله لم يأتي في ذلك الزمان، اما في زمن عصر الظهور والذي بدأت فيه دعوة السيد
القحطاني ، فلا بد ان ياتي بها الداعي ويكون عالما فيها.
وفي الحقيقة ان الرجعة هي من الامور التي تثبت صحة ومصداقية دعوة الداعي وليست هي الوحيدة فقد تحدثنا في الابحاث السابقة عن احد العلوم التي جاء بها السيد القحطاني والتي ارجعنا الى زمن المعصومين وكيف تتفجر العلوم منهم، علوم لم يسبق لاحد التعرف عليها، وايضا العلوم التي جاء بها
السيد القحطاني تشير الى مصداقية شخصية الداعي، وكذلك الصفات الجسمانية
والشكلية التي اشار اليها اهل البيت( عليهم السلام) يجب ان لا نغفل عنها،
فلا بد ان يكون الداعي هو صورة منطبقة تامة عن ما قالوه اهل البيت (عليهم
السلام) لذا ينبغي ان لا يفتقر الداعي الى جانب من الجوانب المهمة التي
وضعها اهل البيت (عليهم السلام ) وبالتالي ان اهل البيت قد اعطونا الصورة فعندما ياتي الداعي لا بد ان يكون مجسدا لهذه الصورة.
ان امر الرجعة يعتبر مفصل مهم والذي يتحدث عنه لابد ان يكون متصلاً بالسماء او بالمعصوم (عليه السلام) لان الرجعة هي من عظائم الامور وهذا ما قاله اهل البيت (عليهم السلام) سنستشهد الان بروايات تثبت هذا
المطلب ،وتثبت ايضا انه لا بد ان ياتي بها الداعي في آخر الزمان:
الرواية الاولى وردت عن زرارة قال (سألت أبا عبد الله (ع) عن هذه الأمور العظام من الرجعة و أشباهها فقال إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز و جل بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ"). فهنا في هذا الحديث يسأله عن الرجعة
ولم يجب عنها، وهذا يثبت لنا ان الرجعة هي من عظائم الامور وان اهل البيت(عليهم السلام) لم يبينوه، وكيف نثبت ان الرجعة مرتبطة بالداعي وكيف نثبت ان الرجعة لا بد
ان ياتي بها الداعي للامام المهدي عليه السلام؟ سوف نثبت لكم ذلك ايضا
من خلال النص التالي "عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: لصاحب هذا الامر غيبتان: إحداهما يرجع منها إلى أهله والأخرى يقال:
هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: إذا ادعاها مدعٍ فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله" فان لقب (صاحب الامر) من الممكن ان ينطبق
على الامام المهدي (عليه السلام) ومن الممكن كذلك ان ينطبق على شخصية وزير
الامام المهدي (عليه السلام) ولكن في هذا الحديث فانه ينطبق على الوزير بدليل ان الغيبة الاولى للامام المهديعندما انتهت لم يرجع الى اهله، وقد صدرت
مكاتبة من السفير الرابع تبين ان الغيبة التامة قد وقعت، وفي الغيبة الاخرى(اي الكبرى) ونحن نعتقد بان الامام المهدي حي ولا يمكن ان نقول بانه مات اوهلك، ومن يعتقد بأنه مات فقد انقطعت عقيدته عن الائمةالاثنى عشر (ع) ويصبح في موضع غير صحيح، فالشيعة جميعهم يؤمنون بان الامام المهدي لا يموت حتى يملا الارض قسطا وعدلا، ـ وعليه فان لقب"صاحب هذا الامر" في هذه الرواية تنطبق على وزير الامام السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني.
والسيد القحطاني مر بهذه السنة ، فدخل السجن والقي القبض عليه بسبب تبليغه دعوة الامام المهدي (ع) وبعد هذه الغيبة التي سجن فيها رجع الى اهله، اما في الغيبة الثانية فقد وقع عليه القتل فعلا، فالناس يقولون فيه مات او هلك في اي واد سلك ، وقد وردت مفردة في النص السابق وهو: إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله"، يعني ان هذا الشخص الذي قيل فيه مات او هلك ينبغي ان يأتي بالعظائم، وعندما غاب فما هو الحل
او ماذا نصنع يا ابن رسول الله؟، فالحل هو انه لا بد ان يأتي صاحب هذا الامر بامر الرجعة التي هي من عظائم الامور .
نحن نتبع قول اهل البيت (عليهم السلام) وماقالوه لنا هو حجة علينا، ووردت بداية وقوع الرجعة في نصوص كثيرة، نذكر منها ما يلي:"عن أبي الجارود عمن سمع عليا (ع) يقول: (العجب كل العجب بين جمادى و رجب فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه فقال ثكلتك أمك و أي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فإذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك أو أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ
أَكْثَرَ نَفِيراً"
وهنا حدد الامام (عليه السلام) بان الرجعة ستقع بين جمادى ورجب، و اشاروا
اهل البيت كذلك بان الرجعة لها اوقات مختلفة تقع كذلك في طور دعوة الامام
المهدي (عليه السلام) وبعد قيامه، وهذه الاوقات يكون فيها رجعة ، وكل رجعة
مختصة حسب الظروف التي تمر فيها دعوة الامام المهدي، ويستحضرنا هنا الدجال
احمد البصري الذي يدعي كذبا وزورا انه اليماني الموعود وانه كذلك وزير
الامام المهدي (عليه السلام) فتكلم عن الرجعة بكلام متناقض جدا، فقال بان:" الرجعة غير خاضعة للزمان او المكان وتكون في غير هذا العالم" .
فنقول له اولا: قد حدد الامام وقت حدوث الرجعة وقال بانها ستكون بين جمادى ورجب، وهنا يتبين لنا بانها خاضعة للزمان، وقال كذلك "يتخللون سكك الكوفة" كما في النص التالي: "ليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد (ص) كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف
هام الأموات و الأحياء و الثقلين جميعا فيا عجبا و كيف لا أعجب من أموات
يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد تخللوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة و جبابرتهم و أتباعهم من جبارة الأولين و الآخرين حتى ينجز الله ما
وعدهم".
فهنا حدد الامام المكان ، وبالتالي اصبحت الرجعة لها زمان ولها مكان، وهذا يدل على ان هذا الرجل تخبط كثيراً في امر الرجعة ولا يفقه منها شيء.
وان قضية الرجعة مقفلة على كل المدعين ولا يستطيع احد ان ياتي بتفاصيلها، فاهل البيت (عليهم السلام) قد بينوا لنا انه لا بد ان يكون من مختصات الداعي معرفته بالرجعة، فاصبح الدجال البصري اضحوكة للناس عندما تحدث عن الرجعة وايضا يلفت نظرنا قول آخر للبصري عندما قال " بانه هو الذي صلب بدل
المسيح، وهو الذي شبه لهم ثم رجع الى هذه الدنيا".وبالتالي اسس قانون للرجعة بانها تكون في سماء ثانية غير هذه السماء، وفي
عالم آخر غير خاضع للزمان والمكان، فكيف حضر في هذا الوقت وفي هذا المكان!!! حتى ان الانسان البسيط عندما يطرح عليه هذا الامر يستغرب ويقول كيف بانسان يقول بتناقض واضح مثل هذا ، والامر الاخر يقول البصري: " انا ابن الامام المهدي ع" ، فاما ان يكون هو ابن الامام المهدي (ع) وقد ولد بالاسباب الطبيعية، واما ان يكون عائدا من زمن المسيح بجسده وروحه، وبالتالي يكون
والديه من ذلك العالم (اي زمن المسيح) .
والدجال احمد الحسن اتى من ام واب معروفان في البصرة، فكيف رجع؟؟؟ وهذه
الاشكالات واضحة ولا نريد ان يتحول هذا البحث الى نقض دعوة الدجال احمد
البصري، وقد وضحنا دجل هذا الانسان في ابحاث سابقة وكذلك في صحيفة
القائم منذ عام 2003 الفضل يرجع الى الله سبحانه وتعالى والى السيد القحطاني وزير الامام المهدي (عليه السلام) وكذلك قمنا بكتابة كتاب (الرد المبين) ووزعناه باعداد كبيرة في كافة انحاء العراق، وكان الناس قبل
ان ينشر هذا الكتاب لا يعرفون كيفية الرد عليه، فمرة يقول لديه وصية ومرة يقول انه الامام الثاني عشر ومرة يقول انه الامام الثالث عشر، وعندما كتبنا هذا الكتاب ووزعناه في الاسواق والشوارع والمحلات، فإن الناس عرفوا حقيقته، وعرفوا كذلك انه دجال،حتى انه بعض المكاتب اغلقت ، وبعض الحسينيات التابعة له هجمت عليها الناس وطردوهم.
لذلك ان علم السيد القحطاني يعتبر دعامة وصرح مهم لهدم جميع دعوات المبطلين من امثال البصري وغيره.
ان الامر الذي منع العلماء والمختصين من تبيين حقيقة الرجعة هو وجود روايات كثيرة يرونها من الوهلة الاولى انها متضاربة؛ فيرون روايات تحدثت على انها في المشرق والاخرى في المغرب، ولم يستطيعوا الربط بين هذه الروايات فتصوروا بان الرجعة في آخر الزمان ستكون رجعة مادية، وهذا الشيء خطأ.
فلو سلمنا جدلا بان الرجعة مادية ، فهناك امور كثيرة تنقض هذا الافتراض، فهنا رواية تقول:" إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، فأما ما سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب"، وهذا يعني انه من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا سيرجع الى الدنيا في زمن المهدي (عليه السلام) وبالتالي فان المجرمين والكفار والاعداء سيكونون في صف السفياني، واما المؤمنين سيكونون في صف جيش الامام المهدي(عليه السلام).
ونحن هنا امام خيارين ، اما ان تكون الرجعة مادية كما افترضها العلماء، وانها تكون على وجه الاعجاز فيخرج الراجعون من قبورهم وينضمون الى جيش الامام (ع)، وبالتالي سيكون لدى جيش الامام المهدي (ع) علم بان هؤلاء سينضمون له.وكذلك من جهة اخرى، فانهم لا بد ان يتعلموا استخدام الاجهزة المتطورة لانهم كانوا يقاتلون في ذلك الزمان بالسيف، وايضا لا بد ان يتعلموا التعامل
مع التقنيات الرقمية الجديدة والمركبات وكل هذه الامور سوف تحدث في الراجعين المؤمنين على وجه المعجزة.
اما الطرف الآخر وهو الجيش السفياني فإنه لا يؤمن بفكرة الرجعة، وهنا نطرح سؤال للقائلين بالرجعة المادية على وجه الاعجاز وهو:هل سيجرى الله المعجزة على الاشخاص الكافرين؟، و هل يجري الله المعجزة على يد اعداء الامام المهدي ع؟ فنقول ان هذا الامر غير ممكن وبالتالي ان هذا الطرح سيتم نقضه...يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحدثنا في البحث السابق عن عدة علوم ونظريات طرحها لنا السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني، اما اليوم سوف نسلط الضوء على موضوع في غاية الاهمية، فموضوع بحثنا اليوم سيكون عن الرجعة، هذا الموضوع الذي وصفه اهل البيت (ع) بأنه من عظائم الامور.
في الحقيقة ان اهل البيت (عليهم السلام) هم الذين وضعوا الاهمية لموضوع الرجعة، واولوها اهمية كبيرة من خلال الروايات المستفيضة ومن خلال توصياتهم، ويستذكرنا قول الامام الصادق (عليه السلام) عندما قال:" ليس منا من لم يقل بمتعتنا، ويؤمن برجعتنا"، فهذا النص موجود عند اغلب مصادر
الشيعة، وبالتالي جعل الامام الصادق (ع) معيارا للشخص الموالي وهو ان يؤمن بالرجعة.
ونحن نعلم ان الطرف الآخر ( اهل السنة) لا يؤمنون بالرجعة، وهذا الاهتمام يجعل الانسان امام خيار وهو انه لا بد ان يكون مؤمنا بها، فاذا كان امرا مفترض ان نؤمن به فكيف بنا ان لا نعلم به، لذلك نلاحظ ان العلماء والفقهاء لم يستطيعوا ان يضعوا آلية واضحة للرجعة، وهم فقط قالوا بان هناك روايات وآيات تشير للرجعة، اما كيفية الرجعة لم يستطع احد من العلماء ان يتوصل الى كيفيتها لحد هذا اليوم.
لذلك نلاحظ ان وزير الامام المهدي السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني اكد على هذا الامر في الابحاث؛ لارتباط الرجعة بكثير من مفاصل قضية الامام المهدي (ع) بل نستطيع القول بانه لا يمكن التعرف على قضية الامام
المهدي (عليه السلام) اذا لم يكن فاهما لآلية الرجعة. لذا يحق لنا القول بان قضية الرجعة هي من الامور المختصة لشخصية الداعي للامام المهدي (ع) لان اهل البيت (عليهم السلام) لم يبينوا كيفية الرجعة، فقالوا عن الرجعة وتكلموا عنها ووردت روايات كثيرة، لكنهم لم يبينوا تفاصيلها وارجأوا ذلك
الى اخر الزمان، وقد ورد في الحديث: "عن حماد عن زرارة قال سألت أبا عبد
الله (ع) عن هذه الأمور العظام من الرجعة و أشباهها فقال إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه و قد قال الله عز و جل (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)، فوقت تاويله لم يأتي في ذلك الزمان، اما في زمن عصر الظهور والذي بدأت فيه دعوة السيد
القحطاني ، فلا بد ان ياتي بها الداعي ويكون عالما فيها.
وفي الحقيقة ان الرجعة هي من الامور التي تثبت صحة ومصداقية دعوة الداعي وليست هي الوحيدة فقد تحدثنا في الابحاث السابقة عن احد العلوم التي جاء بها السيد القحطاني والتي ارجعنا الى زمن المعصومين وكيف تتفجر العلوم منهم، علوم لم يسبق لاحد التعرف عليها، وايضا العلوم التي جاء بها
السيد القحطاني تشير الى مصداقية شخصية الداعي، وكذلك الصفات الجسمانية
والشكلية التي اشار اليها اهل البيت( عليهم السلام) يجب ان لا نغفل عنها،
فلا بد ان يكون الداعي هو صورة منطبقة تامة عن ما قالوه اهل البيت (عليهم
السلام) لذا ينبغي ان لا يفتقر الداعي الى جانب من الجوانب المهمة التي
وضعها اهل البيت (عليهم السلام ) وبالتالي ان اهل البيت قد اعطونا الصورة فعندما ياتي الداعي لا بد ان يكون مجسدا لهذه الصورة.
ان امر الرجعة يعتبر مفصل مهم والذي يتحدث عنه لابد ان يكون متصلاً بالسماء او بالمعصوم (عليه السلام) لان الرجعة هي من عظائم الامور وهذا ما قاله اهل البيت (عليهم السلام) سنستشهد الان بروايات تثبت هذا
المطلب ،وتثبت ايضا انه لا بد ان ياتي بها الداعي في آخر الزمان:
الرواية الاولى وردت عن زرارة قال (سألت أبا عبد الله (ع) عن هذه الأمور العظام من الرجعة و أشباهها فقال إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز و جل بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ"). فهنا في هذا الحديث يسأله عن الرجعة
ولم يجب عنها، وهذا يثبت لنا ان الرجعة هي من عظائم الامور وان اهل البيت(عليهم السلام) لم يبينوه، وكيف نثبت ان الرجعة مرتبطة بالداعي وكيف نثبت ان الرجعة لا بد
ان ياتي بها الداعي للامام المهدي عليه السلام؟ سوف نثبت لكم ذلك ايضا
من خلال النص التالي "عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: لصاحب هذا الامر غيبتان: إحداهما يرجع منها إلى أهله والأخرى يقال:
هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: إذا ادعاها مدعٍ فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله" فان لقب (صاحب الامر) من الممكن ان ينطبق
على الامام المهدي (عليه السلام) ومن الممكن كذلك ان ينطبق على شخصية وزير
الامام المهدي (عليه السلام) ولكن في هذا الحديث فانه ينطبق على الوزير بدليل ان الغيبة الاولى للامام المهديعندما انتهت لم يرجع الى اهله، وقد صدرت
مكاتبة من السفير الرابع تبين ان الغيبة التامة قد وقعت، وفي الغيبة الاخرى(اي الكبرى) ونحن نعتقد بان الامام المهدي حي ولا يمكن ان نقول بانه مات اوهلك، ومن يعتقد بأنه مات فقد انقطعت عقيدته عن الائمةالاثنى عشر (ع) ويصبح في موضع غير صحيح، فالشيعة جميعهم يؤمنون بان الامام المهدي لا يموت حتى يملا الارض قسطا وعدلا، ـ وعليه فان لقب"صاحب هذا الامر" في هذه الرواية تنطبق على وزير الامام السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني.
والسيد القحطاني مر بهذه السنة ، فدخل السجن والقي القبض عليه بسبب تبليغه دعوة الامام المهدي (ع) وبعد هذه الغيبة التي سجن فيها رجع الى اهله، اما في الغيبة الثانية فقد وقع عليه القتل فعلا، فالناس يقولون فيه مات او هلك في اي واد سلك ، وقد وردت مفردة في النص السابق وهو: إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله"، يعني ان هذا الشخص الذي قيل فيه مات او هلك ينبغي ان يأتي بالعظائم، وعندما غاب فما هو الحل
او ماذا نصنع يا ابن رسول الله؟، فالحل هو انه لا بد ان يأتي صاحب هذا الامر بامر الرجعة التي هي من عظائم الامور .
نحن نتبع قول اهل البيت (عليهم السلام) وماقالوه لنا هو حجة علينا، ووردت بداية وقوع الرجعة في نصوص كثيرة، نذكر منها ما يلي:"عن أبي الجارود عمن سمع عليا (ع) يقول: (العجب كل العجب بين جمادى و رجب فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه فقال ثكلتك أمك و أي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فإذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك أو أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ
أَكْثَرَ نَفِيراً"
وهنا حدد الامام (عليه السلام) بان الرجعة ستقع بين جمادى ورجب، و اشاروا
اهل البيت كذلك بان الرجعة لها اوقات مختلفة تقع كذلك في طور دعوة الامام
المهدي (عليه السلام) وبعد قيامه، وهذه الاوقات يكون فيها رجعة ، وكل رجعة
مختصة حسب الظروف التي تمر فيها دعوة الامام المهدي، ويستحضرنا هنا الدجال
احمد البصري الذي يدعي كذبا وزورا انه اليماني الموعود وانه كذلك وزير
الامام المهدي (عليه السلام) فتكلم عن الرجعة بكلام متناقض جدا، فقال بان:" الرجعة غير خاضعة للزمان او المكان وتكون في غير هذا العالم" .
فنقول له اولا: قد حدد الامام وقت حدوث الرجعة وقال بانها ستكون بين جمادى ورجب، وهنا يتبين لنا بانها خاضعة للزمان، وقال كذلك "يتخللون سكك الكوفة" كما في النص التالي: "ليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد (ص) كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف
هام الأموات و الأحياء و الثقلين جميعا فيا عجبا و كيف لا أعجب من أموات
يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد تخللوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة و جبابرتهم و أتباعهم من جبارة الأولين و الآخرين حتى ينجز الله ما
وعدهم".
فهنا حدد الامام المكان ، وبالتالي اصبحت الرجعة لها زمان ولها مكان، وهذا يدل على ان هذا الرجل تخبط كثيراً في امر الرجعة ولا يفقه منها شيء.
وان قضية الرجعة مقفلة على كل المدعين ولا يستطيع احد ان ياتي بتفاصيلها، فاهل البيت (عليهم السلام) قد بينوا لنا انه لا بد ان يكون من مختصات الداعي معرفته بالرجعة، فاصبح الدجال البصري اضحوكة للناس عندما تحدث عن الرجعة وايضا يلفت نظرنا قول آخر للبصري عندما قال " بانه هو الذي صلب بدل
المسيح، وهو الذي شبه لهم ثم رجع الى هذه الدنيا".وبالتالي اسس قانون للرجعة بانها تكون في سماء ثانية غير هذه السماء، وفي
عالم آخر غير خاضع للزمان والمكان، فكيف حضر في هذا الوقت وفي هذا المكان!!! حتى ان الانسان البسيط عندما يطرح عليه هذا الامر يستغرب ويقول كيف بانسان يقول بتناقض واضح مثل هذا ، والامر الاخر يقول البصري: " انا ابن الامام المهدي ع" ، فاما ان يكون هو ابن الامام المهدي (ع) وقد ولد بالاسباب الطبيعية، واما ان يكون عائدا من زمن المسيح بجسده وروحه، وبالتالي يكون
والديه من ذلك العالم (اي زمن المسيح) .
والدجال احمد الحسن اتى من ام واب معروفان في البصرة، فكيف رجع؟؟؟ وهذه
الاشكالات واضحة ولا نريد ان يتحول هذا البحث الى نقض دعوة الدجال احمد
البصري، وقد وضحنا دجل هذا الانسان في ابحاث سابقة وكذلك في صحيفة
القائم منذ عام 2003 الفضل يرجع الى الله سبحانه وتعالى والى السيد القحطاني وزير الامام المهدي (عليه السلام) وكذلك قمنا بكتابة كتاب (الرد المبين) ووزعناه باعداد كبيرة في كافة انحاء العراق، وكان الناس قبل
ان ينشر هذا الكتاب لا يعرفون كيفية الرد عليه، فمرة يقول لديه وصية ومرة يقول انه الامام الثاني عشر ومرة يقول انه الامام الثالث عشر، وعندما كتبنا هذا الكتاب ووزعناه في الاسواق والشوارع والمحلات، فإن الناس عرفوا حقيقته، وعرفوا كذلك انه دجال،حتى انه بعض المكاتب اغلقت ، وبعض الحسينيات التابعة له هجمت عليها الناس وطردوهم.
لذلك ان علم السيد القحطاني يعتبر دعامة وصرح مهم لهدم جميع دعوات المبطلين من امثال البصري وغيره.
ان الامر الذي منع العلماء والمختصين من تبيين حقيقة الرجعة هو وجود روايات كثيرة يرونها من الوهلة الاولى انها متضاربة؛ فيرون روايات تحدثت على انها في المشرق والاخرى في المغرب، ولم يستطيعوا الربط بين هذه الروايات فتصوروا بان الرجعة في آخر الزمان ستكون رجعة مادية، وهذا الشيء خطأ.
فلو سلمنا جدلا بان الرجعة مادية ، فهناك امور كثيرة تنقض هذا الافتراض، فهنا رواية تقول:" إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، فأما ما سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب"، وهذا يعني انه من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا سيرجع الى الدنيا في زمن المهدي (عليه السلام) وبالتالي فان المجرمين والكفار والاعداء سيكونون في صف السفياني، واما المؤمنين سيكونون في صف جيش الامام المهدي(عليه السلام).
ونحن هنا امام خيارين ، اما ان تكون الرجعة مادية كما افترضها العلماء، وانها تكون على وجه الاعجاز فيخرج الراجعون من قبورهم وينضمون الى جيش الامام (ع)، وبالتالي سيكون لدى جيش الامام المهدي (ع) علم بان هؤلاء سينضمون له.وكذلك من جهة اخرى، فانهم لا بد ان يتعلموا استخدام الاجهزة المتطورة لانهم كانوا يقاتلون في ذلك الزمان بالسيف، وايضا لا بد ان يتعلموا التعامل
مع التقنيات الرقمية الجديدة والمركبات وكل هذه الامور سوف تحدث في الراجعين المؤمنين على وجه المعجزة.
اما الطرف الآخر وهو الجيش السفياني فإنه لا يؤمن بفكرة الرجعة، وهنا نطرح سؤال للقائلين بالرجعة المادية على وجه الاعجاز وهو:هل سيجرى الله المعجزة على الاشخاص الكافرين؟، و هل يجري الله المعجزة على يد اعداء الامام المهدي ع؟ فنقول ان هذا الامر غير ممكن وبالتالي ان هذا الطرح سيتم نقضه...يتبع
تعليق