[COLOR="DarkGreen"]الأدلة على صدق اليماني الموعود صاحب أهدى الرايات
لما كان اليماني الموعود صاحب دعوة حيث يقوم بدعوة الناس الى نصرة الامام المهدي(ع)، كان لابد له من أدلة على صدق تلك الدعوة، خاصة وان الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة قد بينت لنا ظهور الكثير من رايات الضلالة والانحراف في ذلك الزمان.
أضف إلى ذلك أن علماء السوء وفقهاء الضلالة سوف يقفون بوجه دعوة الداعي كما أخبرتنا كلمات أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين).
إذن فلابد لليماني من إظهار الأدلة الوافية التي تثبت صحة تلك الدعوة، التي يقيم من خلالها الحجة على من يسمع بتلك الدعوة، وانطلاقاً من هذه النقطة، نورد أهم الأدلة التي نحتمل أن يأتي بها اليماني لإثبات دعوته على شكل أطروحات، ونقوم بنقاش كل أطروحة على حدة، فنذكر أهم ما يرافق تلك الأطروحات من نقاط ضعف وقوة ويبقى الحكم للقارئ المنصف.
الأطروحة الأولى:
(العلم بالفقه والأصول)
يعتقد بعض الشيعة ان اليماني الموعود يظهر كمجتهد ويكون أعلم الناس بالفقه والأصول عند ذلك يبدأ بجمع المقلدين الذين يصنع منهم قاعدة وأنصاراً للإمام المهدي (عليه السلام).
والحقيقة إن هذا الكلام مما لا دليل عليه فلم تذكر لنا الأحاديث والروايات الشريفة ان اليماني الموعود يكون مجتهداً أو إنه يكون أعلم الناس بالفقه والأصول.
ثم إن الفقه والأصول من العلوم الكسبية التي يمكن تحصيلها من قبل أي شخص بغض النظر عن كون هذا الشخص متصلاً بالإمام أو غير متصل بل بغض النظر عن كونه مؤمن أو فاسق ، برّ أو فاجر فإن كل واحد من هؤلاء يمكن أن يكون مجتهداً ويمكن أن يكون أعلم من غيره بالفقه والأصول.
وهذا ما يؤكده المحقق الخوئي في تعليقه على شرط الإيمان في مرجع التقليد حيث يقول: ( لم يدلنا دليل لفظي معتبر على شرطية الإيمان في المقلد بل مقتضى الإطلاق في الأدلة والسيرة العقلائية عدم الأعتبار لأن حجية الفتوى في الأدلة اللفظية غير مقيدة بالإيمان ولا بالإسلام كما إن السيرة جارية على الرجوع إلى العالم مطلقاً سواء كان واجداً للإيمان أو الإسلام أم لم يكن)(التنقيح في العروة الوثقى ج1 ص220).
والتاريخ يحدثنا عن الكثير من المنحرفين الذين وصلوا إلى درجات عالية في هذه العلوم، فليس كل مجتهد صالح وليس كل عالم مؤمن، بل إن الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) تحدثنا عن ظهور الكثير من علماء السوء وفقهاء الضلالة الذين يقفون بوجه المهدي (عليه السلام) ويتأولون عليه كتاب الله ويكذبون ممهديه وأنصاره والروايات في هذا الصدد كثيرة
ثم إن ما يقوله البعض من ان اليماني يكون أعلم الناس بالفقه والأصول فإن هذه الدعوى أخص من المدعى، فاليماني يدّعي الاتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) ويدّعي أنه رسوله والممهد له ووزيره وهذه المقامات كلها مقامات إلهية تحتاج إلى أدلة من سنخها وليست غريبة عنها أو أخص منها.
فعلم الفقه والأصول من العلوم الكسبية والتحصيلية كما قلنا وهي من تعليم البشر وباستطاعة كل أحد تعلمها وتحصيلها، فلا يمكن أن نستدل بها على دعوة إلهية.
ثم إن المعلوم لدينا أن اليماني يأخذ توجيهاته من الإمام (عليه السلام) نفسه كما أشارت الروايات الشريفة وأكد الكثير من الباحثين في كتبهم وأبحاثهم فما حاجته عندها للاجتهاد أو الفقه والأصول خاصة إذا ما علمنا أن جميع المجتهدين يعملون وفق أحكام ظاهرية ظنية وليست واقعية، واليماني يعمل وفق أحكام واقعية يأخذها من الإمام (عليه السلام) نفسه.
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( القائم إمام ابن إمام يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه )(معجم احاديث الإمام المهدي ج3 ص417).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن مسائل الفقه وأحكام الشريعة تؤخذ منه قبل قيامه (عليه السلام) وليس من غيره، واليماني هو من يكون الواسطة في إيصال هذه الأحكام إلى أنصاره، فغير صحيح أن نفرض ان اليماني مجتهداً مع علمنا أنه متصلاً بالإمام (عليه السلام).
فأما أن يعمل اليماني وفق الاستنباط وتكون أحكامه ظنية وهذا غير صحيح أو أنه يكون متصلاً بالإمام (عليه السلام) ويأخذ الأحكام الشرعية منه (عليه السلام)، لذلك ستكون تلك الأحكام واقعية حتماً وعندها لا يحتاج إلى الاجتهاد والاستنباط والعمل وفق الأحكام الظاهرية الظنية وهذا هو الصحيح.
إذن فمسألة كون اليماني يكون مجتهداً ويكون اعلم الناس بالفقه والأصول ليس صحيحاً إطلاقاً، فهذه الأطروحة إذن غير صحيحة ولا يمكن أن نعول عليها في معرفة اليماني أو نعتبرها دليلاً على صدق دعواه.
يتبعOLOR]
لما كان اليماني الموعود صاحب دعوة حيث يقوم بدعوة الناس الى نصرة الامام المهدي(ع)، كان لابد له من أدلة على صدق تلك الدعوة، خاصة وان الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة قد بينت لنا ظهور الكثير من رايات الضلالة والانحراف في ذلك الزمان.
أضف إلى ذلك أن علماء السوء وفقهاء الضلالة سوف يقفون بوجه دعوة الداعي كما أخبرتنا كلمات أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين).
إذن فلابد لليماني من إظهار الأدلة الوافية التي تثبت صحة تلك الدعوة، التي يقيم من خلالها الحجة على من يسمع بتلك الدعوة، وانطلاقاً من هذه النقطة، نورد أهم الأدلة التي نحتمل أن يأتي بها اليماني لإثبات دعوته على شكل أطروحات، ونقوم بنقاش كل أطروحة على حدة، فنذكر أهم ما يرافق تلك الأطروحات من نقاط ضعف وقوة ويبقى الحكم للقارئ المنصف.
الأطروحة الأولى:
(العلم بالفقه والأصول)
يعتقد بعض الشيعة ان اليماني الموعود يظهر كمجتهد ويكون أعلم الناس بالفقه والأصول عند ذلك يبدأ بجمع المقلدين الذين يصنع منهم قاعدة وأنصاراً للإمام المهدي (عليه السلام).
والحقيقة إن هذا الكلام مما لا دليل عليه فلم تذكر لنا الأحاديث والروايات الشريفة ان اليماني الموعود يكون مجتهداً أو إنه يكون أعلم الناس بالفقه والأصول.
ثم إن الفقه والأصول من العلوم الكسبية التي يمكن تحصيلها من قبل أي شخص بغض النظر عن كون هذا الشخص متصلاً بالإمام أو غير متصل بل بغض النظر عن كونه مؤمن أو فاسق ، برّ أو فاجر فإن كل واحد من هؤلاء يمكن أن يكون مجتهداً ويمكن أن يكون أعلم من غيره بالفقه والأصول.
وهذا ما يؤكده المحقق الخوئي في تعليقه على شرط الإيمان في مرجع التقليد حيث يقول: ( لم يدلنا دليل لفظي معتبر على شرطية الإيمان في المقلد بل مقتضى الإطلاق في الأدلة والسيرة العقلائية عدم الأعتبار لأن حجية الفتوى في الأدلة اللفظية غير مقيدة بالإيمان ولا بالإسلام كما إن السيرة جارية على الرجوع إلى العالم مطلقاً سواء كان واجداً للإيمان أو الإسلام أم لم يكن)(التنقيح في العروة الوثقى ج1 ص220).
والتاريخ يحدثنا عن الكثير من المنحرفين الذين وصلوا إلى درجات عالية في هذه العلوم، فليس كل مجتهد صالح وليس كل عالم مؤمن، بل إن الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) تحدثنا عن ظهور الكثير من علماء السوء وفقهاء الضلالة الذين يقفون بوجه المهدي (عليه السلام) ويتأولون عليه كتاب الله ويكذبون ممهديه وأنصاره والروايات في هذا الصدد كثيرة
ثم إن ما يقوله البعض من ان اليماني يكون أعلم الناس بالفقه والأصول فإن هذه الدعوى أخص من المدعى، فاليماني يدّعي الاتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) ويدّعي أنه رسوله والممهد له ووزيره وهذه المقامات كلها مقامات إلهية تحتاج إلى أدلة من سنخها وليست غريبة عنها أو أخص منها.
فعلم الفقه والأصول من العلوم الكسبية والتحصيلية كما قلنا وهي من تعليم البشر وباستطاعة كل أحد تعلمها وتحصيلها، فلا يمكن أن نستدل بها على دعوة إلهية.
ثم إن المعلوم لدينا أن اليماني يأخذ توجيهاته من الإمام (عليه السلام) نفسه كما أشارت الروايات الشريفة وأكد الكثير من الباحثين في كتبهم وأبحاثهم فما حاجته عندها للاجتهاد أو الفقه والأصول خاصة إذا ما علمنا أن جميع المجتهدين يعملون وفق أحكام ظاهرية ظنية وليست واقعية، واليماني يعمل وفق أحكام واقعية يأخذها من الإمام (عليه السلام) نفسه.
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( القائم إمام ابن إمام يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه )(معجم احاديث الإمام المهدي ج3 ص417).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن مسائل الفقه وأحكام الشريعة تؤخذ منه قبل قيامه (عليه السلام) وليس من غيره، واليماني هو من يكون الواسطة في إيصال هذه الأحكام إلى أنصاره، فغير صحيح أن نفرض ان اليماني مجتهداً مع علمنا أنه متصلاً بالإمام (عليه السلام).
فأما أن يعمل اليماني وفق الاستنباط وتكون أحكامه ظنية وهذا غير صحيح أو أنه يكون متصلاً بالإمام (عليه السلام) ويأخذ الأحكام الشرعية منه (عليه السلام)، لذلك ستكون تلك الأحكام واقعية حتماً وعندها لا يحتاج إلى الاجتهاد والاستنباط والعمل وفق الأحكام الظاهرية الظنية وهذا هو الصحيح.
إذن فمسألة كون اليماني يكون مجتهداً ويكون اعلم الناس بالفقه والأصول ليس صحيحاً إطلاقاً، فهذه الأطروحة إذن غير صحيحة ولا يمكن أن نعول عليها في معرفة اليماني أو نعتبرها دليلاً على صدق دعواه.
يتبعOLOR]
تعليق