سنته من إبراهيم // الإمامة
قال تعالى مخاطباً نبيه إبراهيم {وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124.
فإبراهيم هو أول من خصه المولى تبارك وتعالى بالإمامة بالمعنى الاصطلاحي ، فقد جعله الله إماما للناس وذلك في أواخر عمره الشريف ، وان الإمامة منصب عظيم ، لا يمكن الحصول عليه بسهولة ويسر.
ولما علم الله من إبراهيم (ع) مدى جده واجتهاده في سبيل نصرة الدين وبذله كل شيء من اجل الله وإحياء التوحيد ونبذ الشرك وجهاده ومجاهدته لأجل ذلك كله ، اختاره الله لذلك المنصب العظيم ، وقد طلب إبراهيم ذلك المنصب لذريته ولكن الله قال { لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } ، فقد جعل الله الإمامة في ذرية إبراهيم (ع) ، وهم الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وعصموا من الخطأ والزلل .
لذا فأن الإمامة كانت في محمد وآل محمد فهم ذرية إبراهيم (ع) .
وخاتم الأئمة هو المهدي (ع) ، فأن الإمامة التي بدأت من إبراهيم مروراً برسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) الأئمة واحداً بعد آخر .
وصلت إلى المهدي (ع) فكما هو واضح إنها ابتدأت بإبراهيم وختمت بالمهدي .
هكذا تجري السنن الإلهية كجريان الليل والنهار إن سنن الأنبياء والرسل عليهم السلام والتي مرت بهم وجرت عليهم ستجري كلها مع الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه هو الممثل الوحيد الباقي عنهم ، فهو بقية الله في أرضه وهو بقية الله محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، والذي خرج النص عليه من أبيه الحسن العسكري (ع) بل انه خرج من رسول الله (ص) والإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبناءهم البررة .
حيث تواترت الأحاديث والروايات الشريفة في النص على إمامته مكن الله له في الأرض .
أضف إلى ذلك كله تصريح المولى عز وجل في كتابه الكريم بإمامته حيث قال عز وجل :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 .
وقد جاء في معاني الأخبار للشيخ الصدوق وعن الحسكاني في شواهد التنزيل عن المفضل عن الصادق عليه السلام انه قال :
( ان رسول الله (ص) نظر إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام فبكى وقال :
( انتم المستضعفون بعدي ، فقال المفضل : ما معنى ذلك )
قال عليه السلام : ( معناه إنكم الأئمة بعدي ، إن الله عز وجل يقول :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة ) .
فأن هذه الآية الشريفة كما أكد الإمام الصادق عليه السلام نص صريح في إمامة الإمام المهدي مكن الله له في الأرض .
حيث ذكره المولى في كتابه كما ذكر من قبل جده إبراهيم عليه السلام ، حينما نصبه للناس إماما .
فأن الله عز وجل سوف يختم الإمامة بالمهدي عليه السلام كما افتتحها بإبراهيم سلام الله عليه .
ان هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه ما هي إلا ختم ونهاية للمشروع الإلهي العظيم الذي بدأ فعلاً من زمن نبي الله إبراهيم (ع) الذي قاده وسار به حتى وصل الأمر إلى رسول الله (ص) والأئمة من بعده واحداً تلو الآخر.
وسوف يستمر هذا المشروع العظيم إلى آخره لحظة في حياة القائد العظيم الذي يمثل جميع الرسالات والذي هو في الواقع امتداداً لجميع الدعوات التي جاء بها الأنبياء عليهم السلام ، وجاهد من اجلها الأوصياء سلام الله عليهم أجمعين .
ان الإمام المهدي عليه السلام هو خاتم جميع تلك الدعوات وهو المطبق والمنفذ الحقيقي لها .
حيث ان عصره سوف يكون عبارة عن عصارة جهود مائة و أربعة وعشرين ألف نبي .
سوف يقيم صلوات الله عليه ما لم يستطع أن يقيمه من سبقه من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وسوف يكون أمام كل الخلائق من دون استثناء وبلا منازع .
من فكرالسيدابوعبدالله الحسين القحطاني
قال تعالى مخاطباً نبيه إبراهيم {وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124.
فإبراهيم هو أول من خصه المولى تبارك وتعالى بالإمامة بالمعنى الاصطلاحي ، فقد جعله الله إماما للناس وذلك في أواخر عمره الشريف ، وان الإمامة منصب عظيم ، لا يمكن الحصول عليه بسهولة ويسر.
ولما علم الله من إبراهيم (ع) مدى جده واجتهاده في سبيل نصرة الدين وبذله كل شيء من اجل الله وإحياء التوحيد ونبذ الشرك وجهاده ومجاهدته لأجل ذلك كله ، اختاره الله لذلك المنصب العظيم ، وقد طلب إبراهيم ذلك المنصب لذريته ولكن الله قال { لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } ، فقد جعل الله الإمامة في ذرية إبراهيم (ع) ، وهم الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وعصموا من الخطأ والزلل .
لذا فأن الإمامة كانت في محمد وآل محمد فهم ذرية إبراهيم (ع) .
وخاتم الأئمة هو المهدي (ع) ، فأن الإمامة التي بدأت من إبراهيم مروراً برسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) الأئمة واحداً بعد آخر .
وصلت إلى المهدي (ع) فكما هو واضح إنها ابتدأت بإبراهيم وختمت بالمهدي .
هكذا تجري السنن الإلهية كجريان الليل والنهار إن سنن الأنبياء والرسل عليهم السلام والتي مرت بهم وجرت عليهم ستجري كلها مع الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه هو الممثل الوحيد الباقي عنهم ، فهو بقية الله في أرضه وهو بقية الله محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، والذي خرج النص عليه من أبيه الحسن العسكري (ع) بل انه خرج من رسول الله (ص) والإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبناءهم البررة .
حيث تواترت الأحاديث والروايات الشريفة في النص على إمامته مكن الله له في الأرض .
أضف إلى ذلك كله تصريح المولى عز وجل في كتابه الكريم بإمامته حيث قال عز وجل :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 .
وقد جاء في معاني الأخبار للشيخ الصدوق وعن الحسكاني في شواهد التنزيل عن المفضل عن الصادق عليه السلام انه قال :
( ان رسول الله (ص) نظر إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام فبكى وقال :
( انتم المستضعفون بعدي ، فقال المفضل : ما معنى ذلك )
قال عليه السلام : ( معناه إنكم الأئمة بعدي ، إن الله عز وجل يقول :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة ) .
فأن هذه الآية الشريفة كما أكد الإمام الصادق عليه السلام نص صريح في إمامة الإمام المهدي مكن الله له في الأرض .
حيث ذكره المولى في كتابه كما ذكر من قبل جده إبراهيم عليه السلام ، حينما نصبه للناس إماما .
فأن الله عز وجل سوف يختم الإمامة بالمهدي عليه السلام كما افتتحها بإبراهيم سلام الله عليه .
ان هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه ما هي إلا ختم ونهاية للمشروع الإلهي العظيم الذي بدأ فعلاً من زمن نبي الله إبراهيم (ع) الذي قاده وسار به حتى وصل الأمر إلى رسول الله (ص) والأئمة من بعده واحداً تلو الآخر.
وسوف يستمر هذا المشروع العظيم إلى آخره لحظة في حياة القائد العظيم الذي يمثل جميع الرسالات والذي هو في الواقع امتداداً لجميع الدعوات التي جاء بها الأنبياء عليهم السلام ، وجاهد من اجلها الأوصياء سلام الله عليهم أجمعين .
ان الإمام المهدي عليه السلام هو خاتم جميع تلك الدعوات وهو المطبق والمنفذ الحقيقي لها .
حيث ان عصره سوف يكون عبارة عن عصارة جهود مائة و أربعة وعشرين ألف نبي .
سوف يقيم صلوات الله عليه ما لم يستطع أن يقيمه من سبقه من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وسوف يكون أمام كل الخلائق من دون استثناء وبلا منازع .
من فكرالسيدابوعبدالله الحسين القحطاني
تعليق