من هو الذي له سنه من يوسف السجن والتقية
وردت الكثير من الاخبار والروايات المعصومية الشريفة التي تحكي لنا عن صاحب الأمر وكيف ان له سنن من الأنبياء عليهم السلام فقد ورد عن ابي بصير: (سمعت ابا جعفر الباقر(ع) يقول: في صاحب هذا الأمر سنة من اربعة انبياء : سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) - الى ان قال - قلت فما سنة يوسف؟ قال :السجن والغيبة ...) وعن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر يقول: (في صاحب الامر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد(ص) واما من موسى فخائف يترقب واما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى واما من يوسف فالسجن والتقية واما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين اثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية اشهر ولايزال يقتل اعداء الله حتى يرضي الله، قلت: وكيف يعلم ان الله عز وجل قد رضي قال يلقي الله عز وجل في قلبه الرحمة) .
ومن هاتين الروايتين يتبين لنا ان لصاحب الامر سنة من يوسف (ع) وهي السجن والغيبة او السجن والتقية ولكن الحق ان هذه الروايات يصعب حملها على الامام المهدي (ع) وذلك لانه من غير الممكن ان يسجن الامام (ع) او ان الامام (ع) يمارس التقية فان الامام المهدي(ع) لا يظهر حتى يكون له جيشا وانصارا وقاعدة معدة قبل ظهوره الشريف(ع) فهو كما جاء في الروايات ومنها هاتين الروايتين ان للامام (ع) سنة من جده المصطفى وهي القيام بالسيف فعن الامام الصادق(ع) : (لا يخرج الا في اولي قوة وما يكون اولي القوة اقل من عشرة الاف) وعنه ايضا(ع) : (لا يخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال(ع) عشرة الاف) .
وهذا مما لا يحتاج للاستدلال عليه . كما انه قد جاء في الروايات ان العلة من الغيبة ان لا تكون في عنق الامام بيعة لاحد فلو ان الامام (ع) يخرج ويسجن او يمارس التقية كان لابد ان تكون في عنقه بيعة سواء كان لاحد الحكام والطغاة او احدى الدول او ان هناك من يبايعه او يعاهده فعن ابراهيم بن عمر اليماني قال سمعت ابا جعفر(ع) يقول: (لا يقوم القائم ولاحد في عنقه بيعة) وعن هشام بن سالم عن ابي عبد الله(ع) قال: (يقوم القائم (ع) وليس لاحد في عنقه عقد ولاعهد ولا بيعة) وعن اسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان : (واما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول: (يا ايها الذين امنو لا تسالوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم) انه لم يكن احد من ابائي الا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعه لاحد من الطواغيت في عنقي...) .
واما ما ذهب اليه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حيث قال تعليقا على الرواية التي تذكر ان لصاحب الامر سنه من يوسف وهي السجن والغيبة (هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا- فان قيل- صاحبكم لم يسجن في الحبس -قلنا- لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لانه بحيث لا يوصل اليه ولا يعرف شخصه على التعيين فكانه مسجون) ولكنني اقول لو كان المراد من السجن في الرواية هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي لما صح ان يقول الامام(ع) في الرواية السجن والغيبة والامام (ع) كما لا يخفى من افصح الناس وابلغهم وكان الاصح ان يقول الغيبة فقط ولا يحتاج الى ذكر السجن لو كان المقصود من السجن هو الغيبة كما ذكر الشيخ كما ان من الواضح ان السجن غير الغيبة كما عليه ظاهر اللفظ وان الواو تقتضي المغايرة اي ان السجن غير الغيبة وهما امران لا امرا واحد . وهذا ايضا يجري على الرواية الثانية التي تقول ان لصاحب الامر سنة من يوسف السجن والتقية وهذه الرواية ان دلت على شيء فانها تدل على ان التقية تكون في السجن والا لو كان المقصود من السجن هو الغيبة وان التقية هي الغيبة ايضا لكان في الكلام خلل واضح وهو مما لا يجوز في كلام المعصوم(ع) فلا يصح ان يقال ان السجن معناه الغيبة والتقية معناها الغيبة لان النتيجة سوف تكون هكذا (الغيبة والغيبة) وهذا مما لايصح نسبته الى الامام (ع) كما قلنا لانه من اللغوا في الكلام، اذن فلابد من ان المقصود من السجن غير الغيبة كما ان المقصود من التقية غير ذلك ايضا. والحق ان الكثير من السنن التي وردت انها تجري على صاحب الامر انما يجري منها على صاحب دعوة الامام(ع) والممهد له وهو وزيره اليماني فان الذي يجري على الوكيل يجري على الاصيل فلو قام شخص ما بالاساءة لوكيل احد العلماء كانت تلك الاساءة لذلك العالم حتما لان الوكيل يكون ممثلا لذلك العالم كما ان الاساءة لوزير احد رؤساء الدول انما تعني الاساءة لرئيس تلك الدولة لا محالة .
اذن فسجن وزير الامام(ع) هو في الواقع سجن للامام (ع) وتكذيب قول وزير الامام ورد دعوته هو تكذيب للامام وعدم قبول امره -وبالعودة لقصة يوسف (ع) والتأمل فيها نجد ان يوسف(ع) قد غاب عن اهله كما انه قد سجن ايضا ، فانه لم يغيب فقط حتى يعبر عن غيبته بالسجن بل انه قد مر بالامرين فقد عاش وطرا من حياته في مصر غائبا عن اهله ثم بعد ذلك تعرض للسجن بسبب ما شوهد عليه انه (ع) على غير دين الملك فان يوسف (ع) لم يسجن كما يعتقد الكثيرون وذهب اليه المفسرون نتيجة قصته مع زوجة العزيز بل ان سجنه كان بسبب ما قامت به زوجة العزيز من الاخبار عنه وانه يدين لغير دين الملك وذلك تبين من خلال الايات القرآنية التي تذكر لنا قصة يوسف (ع) بسبب ما جرى من كيد زليخا زوجة العزيز لان التهمة قد ازيلت من يوسف لما شهد الشاهد من اهلها فقد قال تعالى((فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ، يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين)) ومن الايات يتبين ان الخطأ لزم زوجة العزيز وان يوسف قد ثبتت برائته ولكن زليخا زوجة العزيز هددت يوسف بالسجن ان لم يفعل ما تريد ولما رأت منه انه لا يستجيب لها اخبرت الملك بانه على غير دينه فما كان من الملك الا ان وضع الجواسيس على يوسف ولما ثبت له ذلك القاه في السجن قال تعالى(( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه حتى حين)) فاي ايات تلك التي رأوها فان قيل ما جرى مع زوجة العزيز فليس هناك شاهد على ادانة يوسف (ع) مع زليخا حاشاه من ذلك وانما الايات كانت شاهده له كقد القميص من الدبر ولكن الحق ان المقصود بالايات هو رؤيتهم لعبادة يوسف(ع) وكيف تختلف عن عبادتهم وحصول الشواهد لديهم بان يوسف على غير دينهم مما حدا بالملك ان يسجنه وهنا يقوم يوسف بالتقية في السجن حيث بدأ عندما دخل السجن بالعمل بالتقية وذلك باظهار انه على دين الملك وان ما نسب اليه من انه على غير دين الملك ليس صحيحاَ . وبهذا يتبين لنا ان التقية التي مارسها يوسف(ع) كانت في السجن وهنا نصل الى نتيجة ان الذي يسجن هو وزير الامام المهدي(ع) وليس الامام(ع) وان وزير الامام يمارس التقية في السجن حيث انه يسجن نتيجة دعوته للامام(ع) وفي السجن يظهر لهم انه ترك ذلك الامر حتى يأمنوا منه ويثقوا به فيخرج من السجن كما خرج يوسف (ع) وان السجن سوف يكون في ايران وذلك لان يوسف قد سجن في نفس البلد الذي اصبح حاكما له بعد خروجه من السجن وان من الثابت لدينا ان وزير الامام المهدي (ع) سوف يحكم ايران قبل قيام الامام (ع) .فان الامام المهدي(ع) لايحكم قبل ان يتم سيطرته على الكرة الارضية كلها ويكون حاكما لها وخليفة الله فيها ولم يرد ان الامام(ع) يحكم بلد واحد والدليل على ذلك ماجاء في الحديث الشريف عن رسول الله(ص) قالاذا رايتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فاتوها ولو حبوا على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي .) والمقصود كما بينا سابقا من ان خليفة الله المهدي ليس الامام(ع) لان الرايات السود تخرج قبل قيام الامام(ع) كما ان الامام(ع) يخرج من مكة لا من خراسان ولكن المقصود هو السيد اليماني حيث انه هو الخليفة الذي يستخلف قبل قيام الامام(ع) في خراسان ويقود الرايات السود باتجاه الكوفة لفتحها وطرد جيش السفياني منها وقد جاء من ضمن تسميات اليماني انه يلقب بالمهدي ايضا كما جاء في الرواية(يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة) وقد ذكر الشيخ علي الكوراني في كتابه معجم احاديث الامام المهدي(ع)في الجزء الاول منه (فالاقرب فيه عندنا ان وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة اشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة او كريمة) .
اذن المهدي المقصود في الرواية هو وزير الامام المهدي(ع) الذي يدعى اليماني كما جاء في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس (امير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله انس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولاذا هو ولكنه خليفة يماني وقال ايضا (انه يماني قرشي وانه امير الغضب)).فان اليماني بالنظر الى الرواية الاخيره خليفة وبالنظر الى الرواية التي قبلها هو مهدي فعليه تكون النتيجة انه خليفة الله المهدي وقد ورد عن ابي جعفر(ع) قالان صاحب هذا الامر فيه شبه من يوسف بن امة سوداء ، يصلح الله له امره في ليلة) اي انه بعد ان كان سجينا في تلك الدولة يخرج فيكون حاكما عليها كما حصل ذلك مع نبي الله يوسف(ع).
واخيرا اختم هذا البحث بما جاء عن امير المؤمنين(ع) حيث قال: (يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس- الى ان قال- ويخرج قبله رجل من اهل بيته باهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر يقتل ويمثل ويتوجه الى بيت المقدس)فمن هذه الرواية الشريفة الواردة من امير المؤمنين(ع) يتبين لنا ان هناك شخصا يخرج قبل الامام المهدي(ع) من اهل بيته اي انه سيدا علويا يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر وبالعودة الى الرواية التي ذكرناها في بداية البحث الوارده عن ابي بصير عن ابي جعفر(ع) التي ورد في اخرها (واما من محمد(ص) فالقيام بسيرته وتبيين اثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية اشهر ولا يزال يقتل اعداء الله حتى يرضى الله) يتضح لنا ان المقصود في الروايتين شخصا واحدا يخرج قبل الامام المهدي(ع) يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر يقتل اعداء الله وتجري عليه سنن الانبياء ة منها سنة يوسف السجن والغيبة والتقية وهو وزير الامام(ع).
وردت الكثير من الاخبار والروايات المعصومية الشريفة التي تحكي لنا عن صاحب الأمر وكيف ان له سنن من الأنبياء عليهم السلام فقد ورد عن ابي بصير: (سمعت ابا جعفر الباقر(ع) يقول: في صاحب هذا الأمر سنة من اربعة انبياء : سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) - الى ان قال - قلت فما سنة يوسف؟ قال :السجن والغيبة ...) وعن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر يقول: (في صاحب الامر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد(ص) واما من موسى فخائف يترقب واما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى واما من يوسف فالسجن والتقية واما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين اثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية اشهر ولايزال يقتل اعداء الله حتى يرضي الله، قلت: وكيف يعلم ان الله عز وجل قد رضي قال يلقي الله عز وجل في قلبه الرحمة) .
ومن هاتين الروايتين يتبين لنا ان لصاحب الامر سنة من يوسف (ع) وهي السجن والغيبة او السجن والتقية ولكن الحق ان هذه الروايات يصعب حملها على الامام المهدي (ع) وذلك لانه من غير الممكن ان يسجن الامام (ع) او ان الامام (ع) يمارس التقية فان الامام المهدي(ع) لا يظهر حتى يكون له جيشا وانصارا وقاعدة معدة قبل ظهوره الشريف(ع) فهو كما جاء في الروايات ومنها هاتين الروايتين ان للامام (ع) سنة من جده المصطفى وهي القيام بالسيف فعن الامام الصادق(ع) : (لا يخرج الا في اولي قوة وما يكون اولي القوة اقل من عشرة الاف) وعنه ايضا(ع) : (لا يخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال(ع) عشرة الاف) .
وهذا مما لا يحتاج للاستدلال عليه . كما انه قد جاء في الروايات ان العلة من الغيبة ان لا تكون في عنق الامام بيعة لاحد فلو ان الامام (ع) يخرج ويسجن او يمارس التقية كان لابد ان تكون في عنقه بيعة سواء كان لاحد الحكام والطغاة او احدى الدول او ان هناك من يبايعه او يعاهده فعن ابراهيم بن عمر اليماني قال سمعت ابا جعفر(ع) يقول: (لا يقوم القائم ولاحد في عنقه بيعة) وعن هشام بن سالم عن ابي عبد الله(ع) قال: (يقوم القائم (ع) وليس لاحد في عنقه عقد ولاعهد ولا بيعة) وعن اسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان : (واما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول: (يا ايها الذين امنو لا تسالوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم) انه لم يكن احد من ابائي الا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعه لاحد من الطواغيت في عنقي...) .
واما ما ذهب اليه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حيث قال تعليقا على الرواية التي تذكر ان لصاحب الامر سنه من يوسف وهي السجن والغيبة (هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا- فان قيل- صاحبكم لم يسجن في الحبس -قلنا- لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لانه بحيث لا يوصل اليه ولا يعرف شخصه على التعيين فكانه مسجون) ولكنني اقول لو كان المراد من السجن في الرواية هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي لما صح ان يقول الامام(ع) في الرواية السجن والغيبة والامام (ع) كما لا يخفى من افصح الناس وابلغهم وكان الاصح ان يقول الغيبة فقط ولا يحتاج الى ذكر السجن لو كان المقصود من السجن هو الغيبة كما ذكر الشيخ كما ان من الواضح ان السجن غير الغيبة كما عليه ظاهر اللفظ وان الواو تقتضي المغايرة اي ان السجن غير الغيبة وهما امران لا امرا واحد . وهذا ايضا يجري على الرواية الثانية التي تقول ان لصاحب الامر سنة من يوسف السجن والتقية وهذه الرواية ان دلت على شيء فانها تدل على ان التقية تكون في السجن والا لو كان المقصود من السجن هو الغيبة وان التقية هي الغيبة ايضا لكان في الكلام خلل واضح وهو مما لا يجوز في كلام المعصوم(ع) فلا يصح ان يقال ان السجن معناه الغيبة والتقية معناها الغيبة لان النتيجة سوف تكون هكذا (الغيبة والغيبة) وهذا مما لايصح نسبته الى الامام (ع) كما قلنا لانه من اللغوا في الكلام، اذن فلابد من ان المقصود من السجن غير الغيبة كما ان المقصود من التقية غير ذلك ايضا. والحق ان الكثير من السنن التي وردت انها تجري على صاحب الامر انما يجري منها على صاحب دعوة الامام(ع) والممهد له وهو وزيره اليماني فان الذي يجري على الوكيل يجري على الاصيل فلو قام شخص ما بالاساءة لوكيل احد العلماء كانت تلك الاساءة لذلك العالم حتما لان الوكيل يكون ممثلا لذلك العالم كما ان الاساءة لوزير احد رؤساء الدول انما تعني الاساءة لرئيس تلك الدولة لا محالة .
اذن فسجن وزير الامام(ع) هو في الواقع سجن للامام (ع) وتكذيب قول وزير الامام ورد دعوته هو تكذيب للامام وعدم قبول امره -وبالعودة لقصة يوسف (ع) والتأمل فيها نجد ان يوسف(ع) قد غاب عن اهله كما انه قد سجن ايضا ، فانه لم يغيب فقط حتى يعبر عن غيبته بالسجن بل انه قد مر بالامرين فقد عاش وطرا من حياته في مصر غائبا عن اهله ثم بعد ذلك تعرض للسجن بسبب ما شوهد عليه انه (ع) على غير دين الملك فان يوسف (ع) لم يسجن كما يعتقد الكثيرون وذهب اليه المفسرون نتيجة قصته مع زوجة العزيز بل ان سجنه كان بسبب ما قامت به زوجة العزيز من الاخبار عنه وانه يدين لغير دين الملك وذلك تبين من خلال الايات القرآنية التي تذكر لنا قصة يوسف (ع) بسبب ما جرى من كيد زليخا زوجة العزيز لان التهمة قد ازيلت من يوسف لما شهد الشاهد من اهلها فقد قال تعالى((فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ، يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين)) ومن الايات يتبين ان الخطأ لزم زوجة العزيز وان يوسف قد ثبتت برائته ولكن زليخا زوجة العزيز هددت يوسف بالسجن ان لم يفعل ما تريد ولما رأت منه انه لا يستجيب لها اخبرت الملك بانه على غير دينه فما كان من الملك الا ان وضع الجواسيس على يوسف ولما ثبت له ذلك القاه في السجن قال تعالى(( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه حتى حين)) فاي ايات تلك التي رأوها فان قيل ما جرى مع زوجة العزيز فليس هناك شاهد على ادانة يوسف (ع) مع زليخا حاشاه من ذلك وانما الايات كانت شاهده له كقد القميص من الدبر ولكن الحق ان المقصود بالايات هو رؤيتهم لعبادة يوسف(ع) وكيف تختلف عن عبادتهم وحصول الشواهد لديهم بان يوسف على غير دينهم مما حدا بالملك ان يسجنه وهنا يقوم يوسف بالتقية في السجن حيث بدأ عندما دخل السجن بالعمل بالتقية وذلك باظهار انه على دين الملك وان ما نسب اليه من انه على غير دين الملك ليس صحيحاَ . وبهذا يتبين لنا ان التقية التي مارسها يوسف(ع) كانت في السجن وهنا نصل الى نتيجة ان الذي يسجن هو وزير الامام المهدي(ع) وليس الامام(ع) وان وزير الامام يمارس التقية في السجن حيث انه يسجن نتيجة دعوته للامام(ع) وفي السجن يظهر لهم انه ترك ذلك الامر حتى يأمنوا منه ويثقوا به فيخرج من السجن كما خرج يوسف (ع) وان السجن سوف يكون في ايران وذلك لان يوسف قد سجن في نفس البلد الذي اصبح حاكما له بعد خروجه من السجن وان من الثابت لدينا ان وزير الامام المهدي (ع) سوف يحكم ايران قبل قيام الامام (ع) .فان الامام المهدي(ع) لايحكم قبل ان يتم سيطرته على الكرة الارضية كلها ويكون حاكما لها وخليفة الله فيها ولم يرد ان الامام(ع) يحكم بلد واحد والدليل على ذلك ماجاء في الحديث الشريف عن رسول الله(ص) قالاذا رايتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فاتوها ولو حبوا على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي .) والمقصود كما بينا سابقا من ان خليفة الله المهدي ليس الامام(ع) لان الرايات السود تخرج قبل قيام الامام(ع) كما ان الامام(ع) يخرج من مكة لا من خراسان ولكن المقصود هو السيد اليماني حيث انه هو الخليفة الذي يستخلف قبل قيام الامام(ع) في خراسان ويقود الرايات السود باتجاه الكوفة لفتحها وطرد جيش السفياني منها وقد جاء من ضمن تسميات اليماني انه يلقب بالمهدي ايضا كما جاء في الرواية(يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة) وقد ذكر الشيخ علي الكوراني في كتابه معجم احاديث الامام المهدي(ع)في الجزء الاول منه (فالاقرب فيه عندنا ان وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة اشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة او كريمة) .
اذن المهدي المقصود في الرواية هو وزير الامام المهدي(ع) الذي يدعى اليماني كما جاء في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس (امير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله انس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولاذا هو ولكنه خليفة يماني وقال ايضا (انه يماني قرشي وانه امير الغضب)).فان اليماني بالنظر الى الرواية الاخيره خليفة وبالنظر الى الرواية التي قبلها هو مهدي فعليه تكون النتيجة انه خليفة الله المهدي وقد ورد عن ابي جعفر(ع) قالان صاحب هذا الامر فيه شبه من يوسف بن امة سوداء ، يصلح الله له امره في ليلة) اي انه بعد ان كان سجينا في تلك الدولة يخرج فيكون حاكما عليها كما حصل ذلك مع نبي الله يوسف(ع).
واخيرا اختم هذا البحث بما جاء عن امير المؤمنين(ع) حيث قال: (يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس- الى ان قال- ويخرج قبله رجل من اهل بيته باهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر يقتل ويمثل ويتوجه الى بيت المقدس)فمن هذه الرواية الشريفة الواردة من امير المؤمنين(ع) يتبين لنا ان هناك شخصا يخرج قبل الامام المهدي(ع) من اهل بيته اي انه سيدا علويا يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر وبالعودة الى الرواية التي ذكرناها في بداية البحث الوارده عن ابي بصير عن ابي جعفر(ع) التي ورد في اخرها (واما من محمد(ص) فالقيام بسيرته وتبيين اثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية اشهر ولا يزال يقتل اعداء الله حتى يرضى الله) يتضح لنا ان المقصود في الروايتين شخصا واحدا يخرج قبل الامام المهدي(ع) يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر يقتل اعداء الله وتجري عليه سنن الانبياء ة منها سنة يوسف السجن والغيبة والتقية وهو وزير الامام(ع).
تعليق