إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خفاء نسب الداعي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خفاء نسب الداعي

    [b]منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني ) ج1

    خفاء نسب الداعي
    بالرجوع إلى الروايات الواردة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) والتي تتكلم حول اليماني نجد إنها لم تحدد نسبه، واسمه، وإلى أي القبائل يرجع نسبه.
    وهذا مما قد لاحظه الباحثون والكتاب في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) حيث حاولوا تحديد شخصية اليماني ونسبه, فالمتتبع للروايات التي تتحدث عن القضية المهدوية بشكل عام يمكنه تحديد نسبه بأنه حسني كما سيأتي لاحقاً.
    ولكن نسبه يكون مخفي عن الناس لأنه يكون معروفاً بينهم بأنه من العوام وليس من السادة, وهذا الخفاء في النسب يعود إلى حكمة وإرادة الله والمتعلقة بالمحافظة على شخصية الداعي.
    إن خفاء نسب الداعي اليماني في الحقيقة هي من السنن التي جرت على الأنبياء فضلاً عن الأولياء من أهل البيت (عليه السلام).
    وقد أشارت الرواية إلى سنة خفاء النسب لإبراهيم (عليه السلام) وذلك من خلال خفاء ولادته واعتزال الناس، ولموسى (عليه السلام) من حيث اختفاءه عن أمه وأهله، ولعيسى (عليه السلام) الذي أختلف في نسبه بأنه أبن الله أو إنه ولد من غير أب وهكذا.
    وهذا الحال ينطبق على الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من حيث عدم تصديق دعوته ونبوته لأن الناس كانوا يعتقدون إن نسبه يعود إلى إسحاق (عليه السلام) كما سيأتي.
    ولو عدنا إلى قصص الأنبياء (عليهم السلام) نجد خفاء نسبهم بين الناس حيث إن نبي الله إبراهيم (عليه السلام) عاش في كهف من حين ولادته إلى إن صار شاباً، ثم عاش بعد ذلك عند عمه وكان ينتسب إليه وذلك بسبب خوفه من نمرود آنذاك, حيث ورد في كتب التاريخ:
    ( وكان تارح بن ناحور هو أبو إبراهيم خليل الله في عصر نمرود الجبار... وفي ذلك العصر تعاطى الناس علم النجوم، فحسب المنجمون لنمرود فقالوا له:
    إنه يولد في مملكتك مولود يعيب دينك ويعيب عليه ويهدم أصنامه ويفرق جمعه, فجعل لا يولد في مملكته مولود إلا شق بطنه حتى ولد إبراهيم فستره أبواه وأخفيا أمره وصيراه في مغارة حيث لا يعلم به أحد..ونشأ إبراهيم في زمان نمرود الجبار، فلما خرج من المغارة التي كان فيها قلب طرفه في السماء فلما كملت سنه جعل يعجب إذا رأى قومه يعبدون الأصنام ويقول: أتعبدون ما تنحتون ؟ فيقولون: أبوك علمنا هذا، فيقول: إن أبي لمن الظالمين....)( تاريخ اليعقوبي ج2 ص22).
    وقد ورد إن أبوه هو آزر والذي ذكره الله تعالى بقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }( )
    بيد إن الأصح إن آزر هو عمه, لأنه لا يمكن أن يكون والد نبي ظالماً يعبد الأصنام وكان مع النمرود الجبار, وهذا لا يمكن لأن الأنبياء والأولياء لا يولدون إلا من أصلاب طاهرة وأرحام مطهرة, كما ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)التي جاء فيها:
    ( يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد إنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها...)( بحار الأنوار ج98 ص100).
    ومن المعلوم إن الإمام الحسين (عليه السلام) يرجع نسبه إلى إبراهيم (عليه السلام) فإذا كان آزر هو أبو إبراهيم (عليه السلام) فهو يتنافى مع ما ورد عن المعصومين (عليهم السلام) حول طهارة نسب الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وهذا بدوره يؤيد بأن آزر هو عم إبراهيم الخليل (عليه السلام) وليس والده الذي لا بد أن يكون من الصالحين.
    وإذا عدنا إلى سبب خفاء نشأة إبراهيم (عليه السلام) وولادته ونسبه نجدها متأتية من خوف والديه وخوفه هو فيما بعد من النمرود آنذاك(- تاريخ اليعقوبي ج2 ص22,).
    أما بالنسبة لموسى (عليه السلام) فهو الآخر قد خفي نسبه عن بني إسرائيل وذلك لأن أمه ونتيجة لخوفها من فرعون قد وضعته في التابوت الذي سار به إلى بيت فرعون الذي وجدته زوجته فاتخذاه ولدا.
    وبهذا فقد خفي نسبه على بني إسرائيل مدة طويلة لأنهم كانوا يعرفون موسى بأنه ابن فرعون, وبقي الحال كذلك حتى استطاع أحد الشيوخ التعرف عليه عن طريق صفاته، فعند ذلك عرف بنو إسرائيل من هو وما هو نسبه الحقيقي، فهو النبي الذي وعدهم يوسف (عليه السلام) به وذلك حسبما جاء في الرواية التي ذكر فيها:
    وولد موسى بن عمران بن...........بن لاوي بن يعقوب بمصر في زمان فرعون الجبار.. وكان سحرة فرعون وكهنته قد قالوا له: يولد في هذا الوقت مولود من بني إسرائيل يفسد عليك ملكك ويكون به هلاكك... فأمر فرعون فوضع على كل امرأة حامل من بني إسرائيل حرساً فكانت لا تلد منهن امرأة غلاماً إلا قتل.. وأوحى الله إلى أم موسى أن أعملي تابوت ثم ضعيه فيه
    وأخرجيه ليلاً فاطرحيه في نيل مصر ففعلت ذلك وضربته الريح فطرحته إلى الساحل, فرأته امرأة فرعون فدنت منه حتى أخذته، فلما فتحت التابوت ورأت موسى وقع عليها منه محبة، فقالت لفرعون نتخذه ولدا.. وكان يوسف قد قال لبني إسرائيل: إنكم لن تزالوا في العذاب حتى يأتي غلام جعد من ولد لاوي بن يعقوب يقال له موسى بن عمران.
    فلما طال الأمر على بني إسرائيل ضجوا وأتوا شيخاً منهم فقال لهم: كأنكم به فبينما هم في ذلك إذ وقف عليهم موسى فلما رآه الشيخ عرفه بالصفة فقال له:
    ما اسمك فقال: موسى
    قال:ابن من ؟
    قال: ابن عمران.
    فقام هو والقوم وقبلوا يديه ورجليه واتخذهم شيعة(تاريخ اليعقوبي ج2 ص31).
    وهنا نرى أيضاً ان خفاء نسب موسى (عليه السلام) كان بسبب الخوف من فرعون.
    وهذا الحال ينطبق على عيسى (عليه السلام) حيث إن اليهود كانوا يعتقدون إن النبي المسيح الذي وعدهم به موسى (عليه السلام) سيكون من ذرية هارون (عليه السلام) فلما ولد عيسى (عليه السلام) من غير أب أنكروا عليه أن يكون هو النبي الموعود، لأن عيسى قد خفي نسبه عندهم.
    ولكن في حقيقة الأمر إن نسب عيسى (عليه السلام) يرجع إلى هارون (عليه السلام) من جانب أمه مريم (عليها السلام )، كونها من ذرية هارون (عليه السلام)( تاريخ اليعقوبي ج2 ص67).
    وكذلك الحال بالنسبة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حيث كذبه أهل الكتاب لا سيما اليهود فضلاً عن المشركين بسبب نسبه، حيث كانوا يعتقدون ان النبي الذي بشر به المسيح (عليه السلام) سيكون من ذرية إسحاق (عليه السلام) فلما كان النبي ينتسب إلى بني هاشم الذين ينتسبون بدورهم إلى إسماعيل (عليه السلام) واليهود والمشركون يعرفون ذلك، أدى ذلك إلى رفضهم لنبوته وتكذيبها(بحار الأنوار ج15 ص174 _227، أعلام الورى ص69).
    وهذا ما سيجري مع الداعي في عدم التصديق به وبدعوته لأن له سنة من الأنبياء الأربعة (عليهم السلام) من جانبين.

    الجانب الأول: في خفاء نسبه تماماً عن الناس عندما يأذن الله له في كشف ذلك خوفاً على حياته من طغاة وجبابرة عصره.
    الجانب الثاني: إنه سيواجه تكذيب الناس له بسبب خفاء نسبه ثم ظهوره فجأة، حيث كان معروفاً عند الناس بأنه من العوام ثم يتضح بعد ذلك إنه سيد علوي، فيُكَذب كما كُذب هؤلاء الأنبياء بسبب خفاء نسبهم.
    وإن له سنة من أجداده من ذرية أهل البيت (عليهم السلام) حيث أضطر بعضهم إلى إخفاء نسبهم بسبب جور وطلب الدولة الأموية ومن بعدها الدولة العباسية لهم.
    وخير مثالين على ذلك هو أحمد بن مسلم بن عقيل ( عليهما السلام ) حيث إنه كان حاضراً يوم الطف مع الإمام الحسين (عليه السلام) وكان صغير السن، فعندما هجمت الخيل على مخيم الإمام الحسين (عليه السلام) بعد استشهاده، فر الأطفال إلى البراري وكان أحمد بن مسلم أحدهم، وساقه القدر إلى رئيس أحد القبائل القاطنة في أطراف الكوفة، وطلب إليهم أن يعمل عندهم، وبالفعل أجابوا طلبه لما رأوا فيه من جلالة القدر وحسن الخلقة.
    وبقي يعمل عندهم قرابة أربع سنوات إلى أن سمع بخروج المختار الثقفي ( رضوان الله عليه ) في الكوفة طالباً بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) حيث أخذ يقتل قَتَلَة الإمام (عليه السلام) وذلك بعد محاكمتهم، وعندها كشف أحمد بن مسلم (عليه السلام) عن نسبه الحقيقي لرئيس القبيلة، وأخبره إنه يريد أن يذهب للقاء المختار، أخذ رئيس القبيلة يبكي ويلطم على رأسه وهو يقول له ما هو عذري غداً عندما القى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والإمام علي (عليه السلام) وكان قد استخدمه في العمل عنده.
    ذهب أحمد بن مسلم (عليه السلام) ودخل مجلس المختار فطلب إليه الأخير الجلوس، فأجابه قائلاً أأجلس من حيث أنا أم من حيث أنت ؟ عندها عرف المختار إنه ذو مكانة وشرف وذو منطق.
    فقال له: اجلس من حيث أنت.
    فعندها جاء وجلس بقرب المختار.
    وهنا ازداد الأخير يقيناً إن هذا الفتى ينتسب إلى بيت كريم، فقال له من أنت يا بني ؟ فأخبره بأنه أحمد بن مسلم وكيف إنه هرب في عصر يوم عاشوراء فبكاه المختار ومن كان بمجلسه وصار المجلس أشبه بمجلس عزاء استذكرت فيه الحادثة وواقعة الطف الأليمة.
    ثم إن أحمد بن مسلم طلب منه أن يرسله إلى أمه بالمدينة وبالفعل فعل ذلك(بحار الأنوار ج45 ص45-59، تاريخ اليعقوبي ج2 ص180، مقتل الحسين ص348) ألا لعنة الله على القوم الظالمين من أعداء محمد وآل محمد.
    ونجد إن هذه القصة تكررت كذلك في أيام العباسيين مع القاسم أبن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام).
    يتبين لنا من خلال ذلك إن بعض الناس يضطرون بعض الأحيان إلى أخفاء نسبهم وذلك لخوفهم من طواغيت زمانهم على الأمانة التي يحملونها، وهذا ما يجرى مع اليماني، حيث نجد إن الأئمة (عليهم السلام) لم يتحدثوا عن نسبه أو اسمه أو شخصه بصراحة ووضوح، حتى إنهم أعطوه أكثر من لقب وأكثر من صفة، حتى يظن المتتبع له إن هذه بأجمعها علامات لشخصيات متعددة، لكنها في الحقيقة مجتمعة في شخص واحد، فيأخذ كل لقب واسم مكانه بحسب الدور والمرحلة التي يمارسها الداعي اليماني في القضية المهدوية كما سيأتي. B]

  • #2

    لذلك أخفى أئمة أهل البيت نسب الداعي عن الناس للخطر الذي يحدق به من قبل أعداء الإمام من النواصب وبني العباس وبني أمية والمتمثلين بالسفياني فضلاً عن اليهود والنصارى، والخطر الثاني من جانب قريش آخر الزمان من بني فاطمة ( عليها السلام ) أنفسهم الذين يحسدونه على مكانته وقربه من الإمام، كونه صاحب دعوته والداعي له ووزيره والممهد الرئيسي له.
    وقد وردت رواية صريحة تشير إلى تكذيب الناس لليماني ونسبه وإنهم لا يعرفونه لخفاء نسبه بينهم، حيث جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
    ( في قوله {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } يعني تكذيبهم بقائم آل محمد (عليه السلام) إذ يقول له لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة كما قال مشركوا قريش للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) )( بحار الأنوار ج51 ص61).
    وفي هذه الرواية دلالة واضحة على إن الناس يكذبون نسبه ولا يعرفون إنه من ولد فاطمة ( عليها السلام ) وليس المقصود هنا الإمام المهدي (عليه السلام) لأن الأمام (عليه السلام) معروف عند عامة المسلمين فضلاً عن الشيعة بأنه من ولد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان.
    إذ المقصود بتلك الرواية هو القائم اليماني الذي قلنا إنه يكون معروفاً لدى عامة الناس بأنه من العوام وليس من السادة العلويين الفاطميين، فلذلك عندما يقوم بإظهار نسبه الحقيقي يكذبه الناس لجهلهم به وذلك كتكذيب المشركين لجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من قبل.
    وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن له سنة من جده رسول الله من حيث ان الناس يكذبونه ويقولون له إنك لست سيدا من ذرية سيد الموحدين (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن ذرية الإمام علي وفاطمة الزهراء ( عليهما السلام ) وذلك كما كذب المشركون من قبل بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ونبوته بحجة إنه ليس من ذرية إسحاق (عليه السلام).
    ثم إننا لو حملنا الرواية على ظاهرها وقلنا إن القائم الذي يكذبه الناس ولا يصدقونه من ولد فاطمة (عليها السلام ) هو الإمام المهدي (عليه السلام) وإنه ليس شخصاً آخر غيره فإن هذه الرواية تعارضها رواية أخرى تشير بصراحة إلى إن الناس عند قيام الإمام المهدي (عليه السلام) يكونون على معرفة به وإنه من ولد فاطمة الزهراء (عليه السلام) حتى إن بعضهم يقولون له أرجع يابن فاطمة لا حاجة لنا بك.
    حيث ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) في حديث طويل أنه قال:
    ( إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح يقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف...)( بحار الأنوار ج52 ص338، الإرشاد ج2 ص384).
    وعن أبي الجارود في رواية أخرى عن الباقر (عليه السلام) أنه قال:
    ( سألته متى يقوم القائم ؟ قال : ..... يسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألف من البترية شاكين السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرحوا جباههم وسمروا ساماتهم وعممهم النفاق وكلهم يقولون يابن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر الكوفة....)( دلائل الإمامة ص241).
    وجاء في رواية أخرى عن أبي بصير عن الباقر (عليه السلام) انه قال:
    ( إذا ظهر القائم على نجف الكوفة يخرج إليه قراء أهل الكوفة قد علقوا المصاحف في أعناقهم وأطراف رماحهم شعارهم يا 6621_ يا 247 _ فيقولون لا حاجة لنا فيك يابن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيرا أرجعوا من حيث جئتم فيقتلهم...)( منتخب الأثر ص193).
    ونحن لا نستغرب من معرفة هؤلاء للإمام المهدي (عليه السلام) بأنه من ولد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لأن هناك الكثير من الروايات المتواترة تصرح بذلك(بحار الأنوار ص42، غيبة الطوسي ص187).
    يتضح لنا من ذلك إن القائم المقصود من رواية الإمام الصادق (عليه السلام) الذي يكذب الناس انتسابه لسيدة نساء العالمين ( عليها السلام ) ويعدونه كأساطير الأولين هو ليس القائم المهدي (عليه السلام) كونه معلوم النسب لديهم، بل المقصود به هو القائم اليماني صاحب دعوته والداعي إلى بيعته ونصرته وذلك يكون قبل قيامه المقدس في مكة.
    ولا بد من الإشارة هنا إلى إن مسألة خفاء النسب تبدو مألوفة في آخر الزمان حتى عند أعداء الإمام المهدي (عليه السلام)، من بني العباس الذين يحكمون العراق في آخر الزمان والذي يكون زوال ملكهم علامة من علامات قيام الإمام المهدي (عليه السلام).
    حيث جاء عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال:
    ( يقوم القائم في وتر من السنين واحد ثلاثة خمسة وقال إذا أختلف بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف أهل الشرق وأهل الغرب نعم وأهل القبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحالة حتى ينادي مناد من السماء، فإذا نادى فالنفر النفر فوالله فكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايعه الناس... )( بحار الأنوار ج52 ص235
    ).
    حيث إن هؤلاء العباسيين سيدخلون إلى العراق من خراسان ومعهم الرايات السود لإيهام الناس بأن راياتهم هي الرايات السود التي نبه أهل البيت (عليهم السلام) عليها، حيث جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال:
    ( إذا رأيتم الرايات السود من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج...)( بحار الأنوار ج51 ص82 ، كشف الغمة ج2 ص472).
    كما ان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد أكدوا على دخول رايات سود لبني العباس غير تلك الرايات التي هي على هدى، حيث جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال:
    ( تخرج من الشرق رايات سود لبني العباس ثم يملكون ما شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجل من ولد بني سفيان وأصحابه من قبل المشرق فيؤدون الطاعة إلى المهدي )( الفتن والملاحم ج1 ص85).
    ثم إن هؤلاء سيقومون بإظهار أنفسهم بأنهم دعاة الحق الذي يطلبون عودته إلى أهله من آل محمد، لأنهم سادة علويين، وفي الواقع إنهم ينتسبون إلى بني العباس، هذا بغض النظر كونهم آنذاك ذا معرفة بنسبهم الحقيقي ولكنهم تعمدوا إخفاءه، أو إنهم يجهلون فعلاً به لاختلاط الأنساب ولا سيما في وقت العباسيين الذين قاموا كما مر بنا بقتل العلويين ومطاردتهم وتشريدهم وسجنهم، ثم إنهم أي العباسيين قد ألبسوا بعض خواصهم من العباسيين أنفسهم ومن غيرهم زي السادة العلويين وقاموا بإطفاء هذا النسب عليهم وذلك لغرض إعلامي، من أن العلويين أصبحوا بجانبهم، وكذلك ليغطوا على جرائمهم تجاههم بالبر بهم أي الذين هم ليسوا علويين بالأصل.
    وبالمقابل كان السادة العلويين الحقيقيين، يخفون نسبهم كما هو حال القاسم (عليه السلام) وذلك لضغط العباسيين عليهم، ومحاربتهم من قبلهم ولا سيما السادة الحسنيين الذين قاموا بالعديد من الثورات ضد العباسيين أمثال محمد ذو النفس الذكية وأخوه إبراهيم والحسين بن علي بن الحسن بن أبي طالب وغيرهم، لذلك فقد اختلطت أنسابهم الحقيقية مع انساب بني العباس المزيفة.
    وبذلك تكون مسألة خفاء النسب ليس بالشيء الجديد لأنها من الثوابت التاريخية فنجد إن الكثير من الناس في آخر الزمان سيكذبون بدعوة اليماني حينما يقوم بإعلان دعوته التي هي دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) على الناس كافة وذلك بحجة إنه لم يكن معروفا لديهم بأنه ينتسب إلى فاطمة الزهراء ( عليها السلام ).
    وذلك كما كذب المشركون بدعوة جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من قبل.[/

    تعليق


    • #3
      موفقين بحق الزهراء عليها السلام

      تعليق

      يعمل...
      X