منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني (ج1)
الصفات المشتركة بين الإمام المهدي(ع) واليماني
لقد تكاثرت الروايات الواردة في بيان صفات ونعوت اليماني، وهو بذلك يشابه جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من حيث تعرف أهل الكتاب من اليهود والنصارى عليه بما لديهم من وصفه في كتبهم وهذا ما أكده القرآن بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }( ).
وهذا ما سيحدث مع اليماني الموعود، حيث ان صفاته موجودة عند المسلمين في كتبهم ولكنه لدى الشيعة لا يصرح كونه اليماني ، فإن الشيعة لم يتعرفوا على هذه الحقيقة لأنهم كانوا يظنون أن كل الروايات التي ذكرت المهدي تخص الإمام الحجة بن الحسن، على الرغم من وجود تناقض صريح وواضح في حال تطبيق هذه المواصفات على الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد بينا وسنبين أكثر هذه الروايات التي تدل على وجود مهديين لا مهدي واحد، ولم يتعرف الشيعة على هذه الحقيقة إلا في وقت نزول هذا الكتاب.
فكما كانت أمة موسى وأمة عيسى (عليهما السلام) هم أهل الحق والدين الحقيقي وهم عباد الرحمن وهم الموحدون في ذلك الزمان الذي كثر فيه الشرك بالله عز وجل، فكذلك في يومنا هذا فإن الكثير من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذين يجدون ذكر المهدي واليماني وصفاتهم وعلاماتهم مكتوبة عندهم في كتبهم نقلاً عن أئمتهم (عليهم السلام).
لذا فإن الكثير منهم وللأسف الشديد سوف ينكرون اليماني ويكذبون دعوته كما انكرت الأمم السابقة من قبل أنبياءهم ورسلهم.
ولإثبات الحجة على مثل هؤلاء الناس ومن هم على شاكلتهم ولغرض بيان ومعرفة الداعي (اليماني) الحقيقي ولقطع الطريق على من يدعي انه اليماني أو غيره سوف نستعرض الآن صفة اليماني الموعود وكما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام).
1- صفات الوجه
إن هناك صفات للوجه الخاصة باليماني تختلف عما هو عليه من صفة وجه الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا ما ذكرته الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
أ- لون الوجه
الرواية الأولى واردة عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقد روى محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن منذر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أبيه عن جده ( عليهم الصلاة والسلام ) قال: ( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)على المنبر، يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( أعلام الورى ص465).
الرواية الثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) في صفة اليماني قال:
( ....أبلج...)( الحلوي للفتاوي ج2 ص147، يوم الخلاص ص58). والأبلج في اللغة الأبيض الحسن الواسع الوجه.( )
وهذا ما ينطبق على صفة اليماني.
الرواية الثالثة واردة عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: ( واضح الجبين أبيض الوجه...)( - كمال الدين وتمام النعمة ص380)
عن يعقوب بن منقوش: ( واضح الجبين أبيض الوجه..)( كمال الدين وتمام النعمة ص385 ، النجم الثاقب ص102 ).
ومن هنا يتبين ان اليماني الداعي أبيض الوجه مشرب بحمرة.
أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن روايات أهل البيت (عليهم السلام) تصفه بأنه أسمر مشرب بحمرة وهناك عدة روايات تشير إلى ذلك.
الرواية الأولى عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم..)( بحار الأنوار ج43، غيبة الطوسي ص187). والآدم هو الأسمر ومأخوذ من الأدمة وهي السمرة. والأدمة في الناس هي شربة من سواد، وسمي آدم من اللون لأنه خلق من أدمة الأرض وهو لونها(كتاب العين ج8 ص342، يوم الخلاص ص58).
أما الرواية الثانية عن أبي الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام):
( انه بعثه إلى المدائن وأخبره انه عند عودته سيجده قد استشهد (عليه السلام) وإن الإمام من بعده من تكون فيه علامات منها: (ويخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي فخرج وجئت فكان كما قال فقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( الصراط المستقيم ج2 ص256).
ومن هنا يتبين أن الإمام المهدي (عليه السلام) أسمر مشرب بحمرة عكس اليماني وزيره الذي صفته أبيض مشرب بحمرة.
وعليه فالروايات تتحدث عن مهديين وليس عن مهدي واحد.
أما من حيث نور الوجه فتذكر الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن اليماني حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته أي إن نور وجهه يبدأ من منتصف الوجه إلى أعلاه.
فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عن اليماني:
( حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه )( بحار الأنوار ج51 ص36، غيبة الطوسي ص281).
في حين أن الإمام المهدي (عليه السلام) تصفه الروايات الشريفة أن نوره لا يقتصر على جزء من الوجه إنما نور في كل وجهه.
فقد ورد عن حذيفة بن اليمان عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي.... كأنه كوكب دري )( بحار الأنوار ج51 ص80، الصواعق المحرقة ص164).
وأما الرواية الثالثة فهي عن الإمام الرضا (عليه السلام) والتي يصف فيها الإمام المهدي (عليه السلام): ( هو شبيهي عليه جلابيب النور تتوقد بشعاع القدس موصوف باعتدال الخلق ونضارة اللون يشبه رسول الله في الخلق )( منتخب الأثر ص422، بشارة الإسلام ص164).
كما إن الروايات تصف المهدي (عليه السلام) بأنه حسن الوجه كما ورد في قول الإمام علي (عليه السلام) بإسناده عن إسماعيل بن عباد بإسناد متصل بالإمام علي (عليه السلام) إنه ذكر الإمام المهدي (عليه السلام) وقال إنه من ولد الحسين (عليه السلام)... أجلى الجبين)( بحار الأنوار ج51 ص131).
ومن هنا يتبين أن اليماني يتركز نوره في الجزء الأعلى من وجهه وتحديداً ما علا سواد لحيته إلى رأسه مع حسن الوجه.
أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن النور يغطي وجهه الشريف كله لأن الكوكب الدري في اللغة هو الثاقب المضيء كالدر، مفرده در وهي اللآلئ العظام(المنجد ق1 ص209).
بل ان النور يجلله ويغطيه بأكمله كما وصفه الإمام الرضا (عليه السلام).
ب - ملامح الوجه
هناك فارقاً واختلافاً بين الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره الداعي اليماني في لون البشرة والوجه أو هيئة الوجه فإن هناك اختلاف وفارق في ملامح الوجه وحواسه من عين وأنف وأسنان...الخ .
فقد ورد في مواصفات السيد اليماني انه كبير العينين وإنهما تتلألأن كأنهما درتان، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف اليماني: (... أعين...)( يوم الخلاص ص58)
وقد ورد في معاجم اللغة إن الأعين هو واسع العينين بيّن العين.
أما الرواية الثانية عن يعقوب بن منقوش: ( واضح الجبين ابيض الوجه دري المقلتين )( النجم الثاقب ص102، كمال الدين ص385).
أي إن عيني السيد اليماني بناءاً على ذلك عظيمة أو كبيرة متلألأة كالدر.
في حين ان الروايات الشريفة تصف عيني الإمام (عليه السلام) بأنهما مستديرتان سوداوان. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال..أدعج...)( الحاوي للفتاوي ج2 ص147، الملاحم والفتن ص58). والأدعج يعني شدة سواد العين(كتاب العين ج1 ص219).
وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( الغائر العينين )( بحار الأنوار ج51 ص40، غيبة النعماني ص215
).
وقد وردت عبارة: ( غائر العينين من السهر )( يوم الخلاص ص57).
ومن هنا يتبين إن عينا اليماني الموعود واسعة كبيرة متلألأة أي إن البياض هو الغالب عليها بوصفه دري المقلتين، أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن عيناه مستديرتان سوداوان ولذا عبرت عنها الرواية الشريفة بعبارة أدعج أي إن السواد هو الغالب عليها.
أما وصف أسنان كل منهما فالروايات تذكر صفة أسنان اليماني بالقول: ( وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار..)( ).
وبما إن الروايات عبرت عنه بأن أسنانه كالمنشار فهذه كناية عن كون أسنانه متراصة كأنها منشار وهي سليمة من الكسر والأعوجاج وتكون واضحة عند الكلام، ووصفها بالمنشار لفرض نشر الخشب، والخشب ورد ذكره في القرآن كناية عن المنافقين في قوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }( ).
ولعل في ذلك نكتة لطيفة فيما عبرت عنه الروايات من حدة أسنان السيد اليماني كالمنشار، وهذا يرمز إلى أن السيد اليماني سوف يكون شديداً وغليظا على الكفار والمنافقين وفقهاء السوء وإنه سوف يطحن هؤلاء بأمر الإمام المهدي (عليه السلام).
أما وصف أسنان الإمام (عليه السلام) بأنه منفرج الأسنان فقد ورد في رواية الإمام العسكري الآنفة الذكر المروية عن أبي الأديان وجاء في بعض منها: ( فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه ).
كما هو حال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان من مواصفاته أفلج الثنايا(بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270).
فضلاً عن ذلك فإن هناك مواصفات أخرى ذكرتها المصادر للإمام المهدي(عليه السلام) فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( رجل أجلى الجبين أقنى الأنف...)( بحارالأنوار ج51 ص76، غيبة النعماني ص247، يوم الخلاص ص54).
وهي من مواصفات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)( بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270).
وفي روية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال:
( افرق الثنايا أبلج واضح الجبين )( منتخب الأثر ص165 ، يوم الخلاص ص57).
كما ورد في صفاته (عليه السلام) إن حاجبيه عاليان معقودان فقد جاء عن الإمام الباقر أنه قال: (مشرف الحاجبين)( يوم الخلاص 58).
وفي رواية ثالثة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:
( ذلك المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بأبي.... المقرون الحاجبين...)( فلاح السائل ص200).
كما ورد في وصفه (عليه السلام) أنه كث اللحية أقبل أي في عينيه قُبل يقال رجل أقبل أي كأنه ينظر إلى طرف أنفه(المنجد ق1 ص607).
وقيل الأسود العين فقد ورد عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث
عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( ...المهدي أقبل ...)( بحار الأنوار ج52 ص252، غيبة النعماني ص304).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام):
(... المهدي أقبل...هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر...)( بشارة الإسلام ص220 ، منتخب الأثر 186 ، يوم الخلاص ص54).
كما ورد أنه كث اللحية في الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( أكحل العين كث اللحية...)( يوم الخلاص ص54
) ، وأغلب هذه الصفات اتصف بها الإمام المهدي (عليه السلام) ولا يتصف بها السيد اليماني، وهذا يعني إن هناك اختلاف في مواصفات كل منهما، إذن فالروايات تتحدث عن شخصين وليس شخص واحد كما ذهب إليه بعض الباحثين في قضية المهدي (عليه السلام).
2
يتبع
الصفات المشتركة بين الإمام المهدي(ع) واليماني
لقد تكاثرت الروايات الواردة في بيان صفات ونعوت اليماني، وهو بذلك يشابه جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من حيث تعرف أهل الكتاب من اليهود والنصارى عليه بما لديهم من وصفه في كتبهم وهذا ما أكده القرآن بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }( ).
وهذا ما سيحدث مع اليماني الموعود، حيث ان صفاته موجودة عند المسلمين في كتبهم ولكنه لدى الشيعة لا يصرح كونه اليماني ، فإن الشيعة لم يتعرفوا على هذه الحقيقة لأنهم كانوا يظنون أن كل الروايات التي ذكرت المهدي تخص الإمام الحجة بن الحسن، على الرغم من وجود تناقض صريح وواضح في حال تطبيق هذه المواصفات على الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد بينا وسنبين أكثر هذه الروايات التي تدل على وجود مهديين لا مهدي واحد، ولم يتعرف الشيعة على هذه الحقيقة إلا في وقت نزول هذا الكتاب.
فكما كانت أمة موسى وأمة عيسى (عليهما السلام) هم أهل الحق والدين الحقيقي وهم عباد الرحمن وهم الموحدون في ذلك الزمان الذي كثر فيه الشرك بالله عز وجل، فكذلك في يومنا هذا فإن الكثير من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذين يجدون ذكر المهدي واليماني وصفاتهم وعلاماتهم مكتوبة عندهم في كتبهم نقلاً عن أئمتهم (عليهم السلام).
لذا فإن الكثير منهم وللأسف الشديد سوف ينكرون اليماني ويكذبون دعوته كما انكرت الأمم السابقة من قبل أنبياءهم ورسلهم.
ولإثبات الحجة على مثل هؤلاء الناس ومن هم على شاكلتهم ولغرض بيان ومعرفة الداعي (اليماني) الحقيقي ولقطع الطريق على من يدعي انه اليماني أو غيره سوف نستعرض الآن صفة اليماني الموعود وكما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام).
1- صفات الوجه
إن هناك صفات للوجه الخاصة باليماني تختلف عما هو عليه من صفة وجه الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا ما ذكرته الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
أ- لون الوجه
الرواية الأولى واردة عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقد روى محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن منذر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أبيه عن جده ( عليهم الصلاة والسلام ) قال: ( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)على المنبر، يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( أعلام الورى ص465).
الرواية الثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) في صفة اليماني قال:
( ....أبلج...)( الحلوي للفتاوي ج2 ص147، يوم الخلاص ص58). والأبلج في اللغة الأبيض الحسن الواسع الوجه.( )
وهذا ما ينطبق على صفة اليماني.
الرواية الثالثة واردة عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: ( واضح الجبين أبيض الوجه...)( - كمال الدين وتمام النعمة ص380)
عن يعقوب بن منقوش: ( واضح الجبين أبيض الوجه..)( كمال الدين وتمام النعمة ص385 ، النجم الثاقب ص102 ).
ومن هنا يتبين ان اليماني الداعي أبيض الوجه مشرب بحمرة.
أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن روايات أهل البيت (عليهم السلام) تصفه بأنه أسمر مشرب بحمرة وهناك عدة روايات تشير إلى ذلك.
الرواية الأولى عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم..)( بحار الأنوار ج43، غيبة الطوسي ص187). والآدم هو الأسمر ومأخوذ من الأدمة وهي السمرة. والأدمة في الناس هي شربة من سواد، وسمي آدم من اللون لأنه خلق من أدمة الأرض وهو لونها(كتاب العين ج8 ص342، يوم الخلاص ص58).
أما الرواية الثانية عن أبي الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام):
( انه بعثه إلى المدائن وأخبره انه عند عودته سيجده قد استشهد (عليه السلام) وإن الإمام من بعده من تكون فيه علامات منها: (ويخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي فخرج وجئت فكان كما قال فقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( الصراط المستقيم ج2 ص256).
ومن هنا يتبين أن الإمام المهدي (عليه السلام) أسمر مشرب بحمرة عكس اليماني وزيره الذي صفته أبيض مشرب بحمرة.
وعليه فالروايات تتحدث عن مهديين وليس عن مهدي واحد.
أما من حيث نور الوجه فتذكر الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن اليماني حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته أي إن نور وجهه يبدأ من منتصف الوجه إلى أعلاه.
فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عن اليماني:
( حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه )( بحار الأنوار ج51 ص36، غيبة الطوسي ص281).
في حين أن الإمام المهدي (عليه السلام) تصفه الروايات الشريفة أن نوره لا يقتصر على جزء من الوجه إنما نور في كل وجهه.
فقد ورد عن حذيفة بن اليمان عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي.... كأنه كوكب دري )( بحار الأنوار ج51 ص80، الصواعق المحرقة ص164).
وأما الرواية الثالثة فهي عن الإمام الرضا (عليه السلام) والتي يصف فيها الإمام المهدي (عليه السلام): ( هو شبيهي عليه جلابيب النور تتوقد بشعاع القدس موصوف باعتدال الخلق ونضارة اللون يشبه رسول الله في الخلق )( منتخب الأثر ص422، بشارة الإسلام ص164).
كما إن الروايات تصف المهدي (عليه السلام) بأنه حسن الوجه كما ورد في قول الإمام علي (عليه السلام) بإسناده عن إسماعيل بن عباد بإسناد متصل بالإمام علي (عليه السلام) إنه ذكر الإمام المهدي (عليه السلام) وقال إنه من ولد الحسين (عليه السلام)... أجلى الجبين)( بحار الأنوار ج51 ص131).
ومن هنا يتبين أن اليماني يتركز نوره في الجزء الأعلى من وجهه وتحديداً ما علا سواد لحيته إلى رأسه مع حسن الوجه.
أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن النور يغطي وجهه الشريف كله لأن الكوكب الدري في اللغة هو الثاقب المضيء كالدر، مفرده در وهي اللآلئ العظام(المنجد ق1 ص209).
بل ان النور يجلله ويغطيه بأكمله كما وصفه الإمام الرضا (عليه السلام).
ب - ملامح الوجه
هناك فارقاً واختلافاً بين الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره الداعي اليماني في لون البشرة والوجه أو هيئة الوجه فإن هناك اختلاف وفارق في ملامح الوجه وحواسه من عين وأنف وأسنان...الخ .
فقد ورد في مواصفات السيد اليماني انه كبير العينين وإنهما تتلألأن كأنهما درتان، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف اليماني: (... أعين...)( يوم الخلاص ص58)
وقد ورد في معاجم اللغة إن الأعين هو واسع العينين بيّن العين.
أما الرواية الثانية عن يعقوب بن منقوش: ( واضح الجبين ابيض الوجه دري المقلتين )( النجم الثاقب ص102، كمال الدين ص385).
أي إن عيني السيد اليماني بناءاً على ذلك عظيمة أو كبيرة متلألأة كالدر.
في حين ان الروايات الشريفة تصف عيني الإمام (عليه السلام) بأنهما مستديرتان سوداوان. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال..أدعج...)( الحاوي للفتاوي ج2 ص147، الملاحم والفتن ص58). والأدعج يعني شدة سواد العين(كتاب العين ج1 ص219).
وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( الغائر العينين )( بحار الأنوار ج51 ص40، غيبة النعماني ص215
).
وقد وردت عبارة: ( غائر العينين من السهر )( يوم الخلاص ص57).
ومن هنا يتبين إن عينا اليماني الموعود واسعة كبيرة متلألأة أي إن البياض هو الغالب عليها بوصفه دري المقلتين، أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن عيناه مستديرتان سوداوان ولذا عبرت عنها الرواية الشريفة بعبارة أدعج أي إن السواد هو الغالب عليها.
أما وصف أسنان كل منهما فالروايات تذكر صفة أسنان اليماني بالقول: ( وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار..)( ).
وبما إن الروايات عبرت عنه بأن أسنانه كالمنشار فهذه كناية عن كون أسنانه متراصة كأنها منشار وهي سليمة من الكسر والأعوجاج وتكون واضحة عند الكلام، ووصفها بالمنشار لفرض نشر الخشب، والخشب ورد ذكره في القرآن كناية عن المنافقين في قوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }( ).
ولعل في ذلك نكتة لطيفة فيما عبرت عنه الروايات من حدة أسنان السيد اليماني كالمنشار، وهذا يرمز إلى أن السيد اليماني سوف يكون شديداً وغليظا على الكفار والمنافقين وفقهاء السوء وإنه سوف يطحن هؤلاء بأمر الإمام المهدي (عليه السلام).
أما وصف أسنان الإمام (عليه السلام) بأنه منفرج الأسنان فقد ورد في رواية الإمام العسكري الآنفة الذكر المروية عن أبي الأديان وجاء في بعض منها: ( فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه ).
كما هو حال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان من مواصفاته أفلج الثنايا(بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270).
فضلاً عن ذلك فإن هناك مواصفات أخرى ذكرتها المصادر للإمام المهدي(عليه السلام) فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( رجل أجلى الجبين أقنى الأنف...)( بحارالأنوار ج51 ص76، غيبة النعماني ص247، يوم الخلاص ص54).
وهي من مواصفات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)( بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270).
وفي روية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال:
( افرق الثنايا أبلج واضح الجبين )( منتخب الأثر ص165 ، يوم الخلاص ص57).
كما ورد في صفاته (عليه السلام) إن حاجبيه عاليان معقودان فقد جاء عن الإمام الباقر أنه قال: (مشرف الحاجبين)( يوم الخلاص 58).
وفي رواية ثالثة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:
( ذلك المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بأبي.... المقرون الحاجبين...)( فلاح السائل ص200).
كما ورد في وصفه (عليه السلام) أنه كث اللحية أقبل أي في عينيه قُبل يقال رجل أقبل أي كأنه ينظر إلى طرف أنفه(المنجد ق1 ص607).
وقيل الأسود العين فقد ورد عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث
عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( ...المهدي أقبل ...)( بحار الأنوار ج52 ص252، غيبة النعماني ص304).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام):
(... المهدي أقبل...هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر...)( بشارة الإسلام ص220 ، منتخب الأثر 186 ، يوم الخلاص ص54).
كما ورد أنه كث اللحية في الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( أكحل العين كث اللحية...)( يوم الخلاص ص54
) ، وأغلب هذه الصفات اتصف بها الإمام المهدي (عليه السلام) ولا يتصف بها السيد اليماني، وهذا يعني إن هناك اختلاف في مواصفات كل منهما، إذن فالروايات تتحدث عن شخصين وليس شخص واحد كما ذهب إليه بعض الباحثين في قضية المهدي (عليه السلام).
2
يتبع
تعليق