منقول من موسوعة القائم ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني) ج1
اليماني شبيه عيسى (ع)
لقد ذكرنا أن للإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً بنبي الله موسى (عليه السلام) وهو من بني إسرائيل والروايات التي أشرنا إليها تشير إلى أن جسم الإمام إسرائيلي.
فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: ( هو شبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام).... )( منتخب الأثرص422، بشارة الإسلام ص164).
وفي رواية ثانية عن مواصفات الإمام (عليه السلام): ( ذلك المهدي من آل محمد.. المبدح البطن المقرون الحاجبين.. أسمر اللون يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل..)( فلاح السائل ص200).
أما مواصفات موسى (عليه السلام) فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال:
( رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً ادم طوالاً جعداً كأنه من رجال شبوه، ورأيت عيسى بن مريم رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس )( بحار الأنوار ، ج13 ، ص3).
وفي رواية: ( موسى فرج طويل سبط..). وفي رواية : ( طويل جعد آدم )( قصص الراوندي ص153). وهذه الصفات تشبه صفات الإمام المهدي (عليه السلام) التي ذكرناها آنفاً.
اما في ما يخص الشبه بينه (عليه السلام) وبين جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والذي يكون من الناحيتين الخلقية والخُلقية هو ما جاء في الرواية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( يخرج رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي وخلقه خلقي ، فيملأها عدلاً وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً )( معجم الملاحم والفتن ، ج1 ، ص86) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (سلام الله عليهم) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وهو أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة في الأمم حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( ).
والذي يظهر من الأخبار في صفة الإمام المهدي (عليه السلام) انه شبيه موسى بن عمران (عليه السلام) وشبيه جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان الذي له شبه من عيسى بن مريم (عليه السلام) ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل هو وزيره المهدي اليماني الذي هو من ذرية علي (عليه السلام).
فقد ورد في صفته: (إن القائم من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم...)( بحار الأنوار ج52 ص225 ، غيبة النعماني ص145).
وجاء في الرواية التي نقلها الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها: ( ان القائم المهدي من ولد علي عليهما السلام، أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ....)( غيبة النعماني ص 149).
والروايات الواردة عن عيسى بن مريم تصفه بالقول: ( عيسى رجل أحمر...ربعة )( قصص الراوندي ص153).
ولو لاحظنا صفات اليماني الواردة، في الروايات لوجدناها مشابهة لصفات عيسى (عليه السلام)، بل الظاهر ان اليماني هو شبيه عيسى (عليه السلام).
حيث ان من صفة اليماني والتي ذكرناها انه مربوع القامة ابيض الوجه مع حمرة طويل الشعر مسترسل كما ان اليماني يظهر في الثلاثين من عمره كما ظهر عيسى بن مريم في نفس هذا العمر، حينما أعلن دعوته، وهذا المعنى ليس غريباً فقد تحدث القرآن عن الشبيه وذكر ان لعيسى شبيه بحيث ان بني إسرائيل لم يميزوه عن النبي عيسى (عليه السلام) قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }( ).
كما ان العلم الحديث قد اثبت امكان إيجاد الشبيه.
فقد اكتشف علم الوراثة والجينات بأن هناك أطلس كامل للجينات البشرية يحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية، بحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأ البشري وهو ادم (عليه السلام).
فالجينات الموجودة في الناس اليوم هي مجموعة الجينات الوراثية الواصلة إليهم من آبائهم وأجدادهم في القرون الأولى، ولو نضدت هذه الجينات في مولود في زماننا هذا بنفس التنضيد لأحد آبائه في القرون الأولى لكان المولود شبيه لذلك الشخص الذي وجد قبل آلاف السنين مثلاً، بل انه يصعب على الآخرين التمييز بينهما لو أمكن وشوهد الاثنان معاً.
وبناءاً على هذا فليس غريباً ان يكون اليماني شبيه لعيسى (عليه السلام) في آخر الزمان كما كان لعيسى شبيه في زمن ظهوره (عليه السلام) بل إنني على اعتقاد ان اليماني يصعب تمييزه عن النبي عيسى (عليه السلام) لقوة الشبه بينهما.
ورب سائل يسأل إذا كان المسيح الذي سيرجع في آخر الزمان والذي يصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام) هو ليس عيسى بن مريم (عليه السلام) بل هو السيد اليماني فما هي الغاية من تسميته بهذا الاسم وذكر كل تلك العلامات تحت هذا المسمى ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول إن الله سبحانه وتعالى عندما رفع عيسى (عليه السلام) بروحه ومن ثم قبضها حتى إن كثيراً من المسلمون ظنوا إن الرفع هو جسدي أو مادي،
حيث رفع الله روحه ليدخرها لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) فمن المعلوم أن النصارى في آخر الزمان هم أمة عظيمة من حيث العدد فضلاً عن تطورهم العلمي والثقافي، حيث يخرج من بينهم من هم ألد أعداء الإمام المهدي (عليه السلام)، إلا أن الله عز وجل بإرجاع روح عيسى (عليه السلام) إلى شخص يشبه هيئته وسمته، فإنه بذلك يجعله حجة عليهم لكي يتبعوا الحق والمتمثل بالإمام المهدي (عليه السلام) وهذا بالفعل ما أكدته الروايات التي تشير إلى أن المسيحيين عندما يرون عيسى (عليه السلام) أي اليماني المسدد بروحه، وهو يصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام) فإن الكثير منهم يدخلون في الدين الإسلامي وذلك لتأثرهم بعيسى وموقفه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إن عيسى يقوم حال مجيئه بعد الإمام (عليه السلام) إلى القدس بعقد هدنة مع النصارى لوضع أوزار الحرب، والتي ستنقضها بطبيعة الحال الدول الغربية المسيحية آنذاك.
وبهذين الموقفين يكون قد دخل الكثير من النصارى إلى الإسلام ووقوفهم إلى جانب الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته، بينما قد حد من خطورة الدول الغربية نوعاً ما بهذه الهدنة وجعلها بنفس الوقت حجة عليهم كي يستسلموا ويسلموا للإمام المهدي (عليه السلام) دون قتال وفي ذلك حقناً لدمائهم، بيد إنهم يضيعون تلك الفرصة من أيديهم.
وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا المعنى حيث ورد: ( ومن يشك في القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض وبه عيسى بن مريم يحتج على نصارى الروم والصين..)( بحار الأنوار ج52 ص225 ، غيبة النعماني ص145
).
ومن الواضح هنا أن اليماني كونه مسدد بروح عيسى (عليه السلام) فإنه يحتج على النصارى، وقد قال في الرواية إن الذي يحتج هو عيسى (عليه السلام) وذلك لأن السيد اليماني المسدد بروح عيسى (عليه السلام) هو الذي سيحتج على النصارى.
وعليه يتضح لنا إن الداعي اليماني هو شبيه عيسى (عليه السلام) وعند خروجه سترجع روح عيسى (عليه السلام) لتسدده، وإن ذلك ما قصده أهل البيت (عليه السلام) بنزول عيسى بن مريم في آخر الزمان وصلاته خلف الإمام المهدي (عليه السلام) أي إنهم قصدوا روح عيسى التي تسدد الداعي ولم يقصدوا شخص عيسى (عليه السلام) نفسه.
وذلك لأنهم سموا ذلك الشخص باسم روحه وذلك كما فعل الإمام علي (عليه السلام) بقوله:
لعباية الأسدي ( قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو متكى وأنا قائم عليه، لأبنين بمصر منبرا، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه، قال: قلت له: يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني)( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 59
).
فإنه (عليه السلام) أراد بهذا القول شخص من ولده وقد أشار إليه بكناية روحه هو (عليه السلام) وذلك لأن الظرف يحتم ذلك حيث إن تسميتهم اليماني بعيسى كناية عن روحه التي تسدده، وذلك حجة على النصارى من قومهم من جهة وحفاظاً على سرية الشخصية الداعي من جهة أخرى، وإيهام الناس بأنها شخصيات متعددة من قبيل اليماني والخراساني وعيسى والحسني وغيرها، وذلك لأهمية وعظم المسؤولية الملقاة على الداعي وتعدد أدواره.
اليماني شبيه عيسى (ع)
لقد ذكرنا أن للإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً بنبي الله موسى (عليه السلام) وهو من بني إسرائيل والروايات التي أشرنا إليها تشير إلى أن جسم الإمام إسرائيلي.
فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: ( هو شبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام).... )( منتخب الأثرص422، بشارة الإسلام ص164).
وفي رواية ثانية عن مواصفات الإمام (عليه السلام): ( ذلك المهدي من آل محمد.. المبدح البطن المقرون الحاجبين.. أسمر اللون يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل..)( فلاح السائل ص200).
أما مواصفات موسى (عليه السلام) فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال:
( رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً ادم طوالاً جعداً كأنه من رجال شبوه، ورأيت عيسى بن مريم رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس )( بحار الأنوار ، ج13 ، ص3).
وفي رواية: ( موسى فرج طويل سبط..). وفي رواية : ( طويل جعد آدم )( قصص الراوندي ص153). وهذه الصفات تشبه صفات الإمام المهدي (عليه السلام) التي ذكرناها آنفاً.
اما في ما يخص الشبه بينه (عليه السلام) وبين جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والذي يكون من الناحيتين الخلقية والخُلقية هو ما جاء في الرواية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( يخرج رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي وخلقه خلقي ، فيملأها عدلاً وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً )( معجم الملاحم والفتن ، ج1 ، ص86) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (سلام الله عليهم) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وهو أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة في الأمم حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( ).
والذي يظهر من الأخبار في صفة الإمام المهدي (عليه السلام) انه شبيه موسى بن عمران (عليه السلام) وشبيه جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان الذي له شبه من عيسى بن مريم (عليه السلام) ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل هو وزيره المهدي اليماني الذي هو من ذرية علي (عليه السلام).
فقد ورد في صفته: (إن القائم من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم...)( بحار الأنوار ج52 ص225 ، غيبة النعماني ص145).
وجاء في الرواية التي نقلها الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها: ( ان القائم المهدي من ولد علي عليهما السلام، أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ....)( غيبة النعماني ص 149).
والروايات الواردة عن عيسى بن مريم تصفه بالقول: ( عيسى رجل أحمر...ربعة )( قصص الراوندي ص153).
ولو لاحظنا صفات اليماني الواردة، في الروايات لوجدناها مشابهة لصفات عيسى (عليه السلام)، بل الظاهر ان اليماني هو شبيه عيسى (عليه السلام).
حيث ان من صفة اليماني والتي ذكرناها انه مربوع القامة ابيض الوجه مع حمرة طويل الشعر مسترسل كما ان اليماني يظهر في الثلاثين من عمره كما ظهر عيسى بن مريم في نفس هذا العمر، حينما أعلن دعوته، وهذا المعنى ليس غريباً فقد تحدث القرآن عن الشبيه وذكر ان لعيسى شبيه بحيث ان بني إسرائيل لم يميزوه عن النبي عيسى (عليه السلام) قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }( ).
كما ان العلم الحديث قد اثبت امكان إيجاد الشبيه.
فقد اكتشف علم الوراثة والجينات بأن هناك أطلس كامل للجينات البشرية يحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية، بحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأ البشري وهو ادم (عليه السلام).
فالجينات الموجودة في الناس اليوم هي مجموعة الجينات الوراثية الواصلة إليهم من آبائهم وأجدادهم في القرون الأولى، ولو نضدت هذه الجينات في مولود في زماننا هذا بنفس التنضيد لأحد آبائه في القرون الأولى لكان المولود شبيه لذلك الشخص الذي وجد قبل آلاف السنين مثلاً، بل انه يصعب على الآخرين التمييز بينهما لو أمكن وشوهد الاثنان معاً.
وبناءاً على هذا فليس غريباً ان يكون اليماني شبيه لعيسى (عليه السلام) في آخر الزمان كما كان لعيسى شبيه في زمن ظهوره (عليه السلام) بل إنني على اعتقاد ان اليماني يصعب تمييزه عن النبي عيسى (عليه السلام) لقوة الشبه بينهما.
ورب سائل يسأل إذا كان المسيح الذي سيرجع في آخر الزمان والذي يصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام) هو ليس عيسى بن مريم (عليه السلام) بل هو السيد اليماني فما هي الغاية من تسميته بهذا الاسم وذكر كل تلك العلامات تحت هذا المسمى ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول إن الله سبحانه وتعالى عندما رفع عيسى (عليه السلام) بروحه ومن ثم قبضها حتى إن كثيراً من المسلمون ظنوا إن الرفع هو جسدي أو مادي،
حيث رفع الله روحه ليدخرها لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) فمن المعلوم أن النصارى في آخر الزمان هم أمة عظيمة من حيث العدد فضلاً عن تطورهم العلمي والثقافي، حيث يخرج من بينهم من هم ألد أعداء الإمام المهدي (عليه السلام)، إلا أن الله عز وجل بإرجاع روح عيسى (عليه السلام) إلى شخص يشبه هيئته وسمته، فإنه بذلك يجعله حجة عليهم لكي يتبعوا الحق والمتمثل بالإمام المهدي (عليه السلام) وهذا بالفعل ما أكدته الروايات التي تشير إلى أن المسيحيين عندما يرون عيسى (عليه السلام) أي اليماني المسدد بروحه، وهو يصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام) فإن الكثير منهم يدخلون في الدين الإسلامي وذلك لتأثرهم بعيسى وموقفه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إن عيسى يقوم حال مجيئه بعد الإمام (عليه السلام) إلى القدس بعقد هدنة مع النصارى لوضع أوزار الحرب، والتي ستنقضها بطبيعة الحال الدول الغربية المسيحية آنذاك.
وبهذين الموقفين يكون قد دخل الكثير من النصارى إلى الإسلام ووقوفهم إلى جانب الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته، بينما قد حد من خطورة الدول الغربية نوعاً ما بهذه الهدنة وجعلها بنفس الوقت حجة عليهم كي يستسلموا ويسلموا للإمام المهدي (عليه السلام) دون قتال وفي ذلك حقناً لدمائهم، بيد إنهم يضيعون تلك الفرصة من أيديهم.
وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا المعنى حيث ورد: ( ومن يشك في القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض وبه عيسى بن مريم يحتج على نصارى الروم والصين..)( بحار الأنوار ج52 ص225 ، غيبة النعماني ص145
).
ومن الواضح هنا أن اليماني كونه مسدد بروح عيسى (عليه السلام) فإنه يحتج على النصارى، وقد قال في الرواية إن الذي يحتج هو عيسى (عليه السلام) وذلك لأن السيد اليماني المسدد بروح عيسى (عليه السلام) هو الذي سيحتج على النصارى.
وعليه يتضح لنا إن الداعي اليماني هو شبيه عيسى (عليه السلام) وعند خروجه سترجع روح عيسى (عليه السلام) لتسدده، وإن ذلك ما قصده أهل البيت (عليه السلام) بنزول عيسى بن مريم في آخر الزمان وصلاته خلف الإمام المهدي (عليه السلام) أي إنهم قصدوا روح عيسى التي تسدد الداعي ولم يقصدوا شخص عيسى (عليه السلام) نفسه.
وذلك لأنهم سموا ذلك الشخص باسم روحه وذلك كما فعل الإمام علي (عليه السلام) بقوله:
لعباية الأسدي ( قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو متكى وأنا قائم عليه، لأبنين بمصر منبرا، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه، قال: قلت له: يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني)( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 59
).
فإنه (عليه السلام) أراد بهذا القول شخص من ولده وقد أشار إليه بكناية روحه هو (عليه السلام) وذلك لأن الظرف يحتم ذلك حيث إن تسميتهم اليماني بعيسى كناية عن روحه التي تسدده، وذلك حجة على النصارى من قومهم من جهة وحفاظاً على سرية الشخصية الداعي من جهة أخرى، وإيهام الناس بأنها شخصيات متعددة من قبيل اليماني والخراساني وعيسى والحسني وغيرها، وذلك لأهمية وعظم المسؤولية الملقاة على الداعي وتعدد أدواره.
تعليق