إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأسماء والألقاب المشتركة بين الإمام المهدي (ع) واليماني.

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسماء والألقاب المشتركة بين الإمام المهدي (ع) واليماني.

    منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني) ج1


    الأسماء والألقاب المشتركة بين الإمام المهدي (ع) واليماني.
    إن هذا المبحث من المباحث الثقيلة على الذهن والتي تتطلب من القارئ أن يكون مستعداً استعداداً خاصاً لتلقي هذا الموضوع.
    لقد ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) إطلاق تسميات مشتركة على الإمام المهدي (عليه السلام) وعلى السيد اليماني (الداعي)، وان المتتبع لهذه الروايات يجد الفرق واضحاً فيما يجري لهاتين الشخصيتين وما تطلق عليهما من تسميات مشتركة وهي كالآتي:

    1- صاحب الأمر
    هو من الأسماء والألقاب التي تطلق على الإمام المهدي (عليه السلام) ولكن هل هو من مختصاته ولا يصلح أن يطلق على غيره أم يمكن إطلاق هذا اللقب أو التسمية على غيره .
    وللإجابة على ذلك نقول إن الصاحب من صحب وأصحاب وصحبته جمع اصحابه وهو الملازم والمعاشر يقال صاحب أمر الملك أي وزيره وتأتي بمعنى مالك صاحب الشيء مالكه(المنجد ق1 ص416).
    وهذا اللقب أو التسمية أطلقت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والوصي من بعده. فقد ورد في الرواية: ( صاحب الأمر هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والوصي من بعده وينزل إليهما الأمر من فوق )( بحار الأنوار ج57 ص79).
    وقد تسمى بهذا اللقب الإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن الحكيم بن أبي نعيم في حديث مع الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( قلت فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله فقال: يا حكيم كيف أكون أنا وقد بلغت خمساً وأربعين سنة وإن صاحب هذا الأمر أقرب عهداً باللبن مني وأخف على ظهر الدابة )( الكافي ج1 ص536).
    والمقصود به هنا هو الإمام المهدي (عليه السلام) الذي كما سبقت الإشارة إنه يخرج شاب المنظر وانه لا يهرم.
    إلا أن هناك روايات تشير إلى إطلاق هذا اللقب على اليماني وزير الإمام (عليه السلام) وقبل الإشارة إلى هذه الروايات نقول إن الأمر هو الإمام المهدي (عليه السلام) فصاحب الأمر هو وزيره كما هو في المعنى اللغوي ومالك أمر دعوته، وهذا يعني إن السيد اليماني هو صاحب أمر الإمام لأنه وزيره وصاحب دعوته.
    وهناك عدة روايات تقف دليلاً وشاهداً على ذلك نعرض البعض منها هنا منعاً للإطالة والتكرار.
    الدليل الأول:
    هو نهي أهل البيت (عليهم السلام) عن تسمية صاحب الأمر حرصاً على حياته، في حين إن روايات أخرى تصرح باسمه، وهذا يعني إن الشخص الأول الذي اطلق عليه صاحب الأمر هو السيد اليماني أما الشخص الثاني فهو الإمام المهدي (عليه السلام)( يراجع موضوع النهي عن التسمية).
    الدليل الثاني:
    ما يخص مواصفات أمه فإن الروايات تذكر وكما بينا سابقاً إن أم صاحب الأمر أمة سوداء بينما هناك روايات تشير إلى أن أم الإمام المهدي (عليه السلام) رومية وسبقت الإشارة إلى بياض بشرة الروم، هذا يعني إن صاحب الأمر هو اليماني، أما الشخص الثاني فهو الإمام المهدي (عليه السلام)( ).
    الدليل الثالث:
    تذكر الروايات إن صاحب الأمر يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم فقد ورد عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (إن في صاحب هذا الامر شبها من يوسف عليه السلام، قال قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته ؟ قال: فقال لي: وما تنكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه، وهم إخوته، وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد ان يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: أئنك لانت يوسف ؟ قال : أنا يوسف)( الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 336 - 337).
    وكذلك ورد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إن في صاحب هذا الامر سنن من الأنبياء عليهم السلام، سنة من موسى بن عمران، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلوات الله عليهم: فأما سنة من موسى بن عمران فخائف يترقب، وأما سنة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، وأما سنة من يوسف فالستر يجعل الله بينه وبين الخلق حجابا، يرونه ولا يعرفونه ، وأما سنة من محمد صلى الله عليه وآله فيهتدي بهداه ويسير بسيرته)( كمال الدين وتمام النعمة ص 350 - 351.
    ، وهذا ما لا ينطبق على الإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد بحقه أنه لا يرى شخصه فيرى الناس ولا يرونه فقد جاء عن عبد العظيم الحسني عن الإمام علي الهادي (عليه السلام) في حديث له إلى أن قال: (....ومن بعدي الحسن أبني فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ قال فكيف ذلك يا مولاي قال : لأنه لا يرى شخصه .....)( كمال الدين وتمام النعمة ص 350 - 351).
    وكذلك ما جاء عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (للقائم غيبتان يشهد في أحدهما المواسم يرى الناس ولا يرونه)( الكافي ج1 ص339
    ).
    مما يعني إن صاحب الأمر الذي يراه الناس ولا يعرفونه هو اليماني أنما من لا يرى شخصه فهو الإمام المهدي (عليه السلام).
    الدليل الرابع:
    ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( في صاحب هذا الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد ... وأما من يوسف فالسجن ...)( بحار الأنوار ج51 ص218).
    وفي رواية ثانية واردة عن أبي بصير أنه قال: ( قلت فما سنة يوسف ؟ قال: السجن والغيبة )( غيبة النعماني ص164).
    وهذا ما لا ينطبق على الإمام المهدي (عليه السلام) مطلقاً فلم يرد في الروايات أن الإمام المهدي (عليه السلام) سجن أو سوف يسجن، ثم إن الإمام المهدي (عليه السلام) غائب فلا يصح أن يسجن وهو في حال الغيبة التي عبرت عنه الروايات انه لا يرى شخصه، وهذا يعني أن المقصود بصاحب الأمر هنا هو السيد اليماني وان الذي تجري عليه سنة يوسف (عليه السلام) هو السيد اليماني وهو من يسجن.

    الدليل الخامس:
    هو رواية الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: ( إنه لا بد لصاحب هذا الأمر غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه)( علل الشرائع ج1 ص244) ولا يمكن تصور إن الشيعة ترجع عن الإعتقاد بإمامة الإمام المهدي (عليه السلام) نتيجة تلك الغيبة وإن طال الزمان، وهذ يعني إن المقصود في هذه الرواية هو اليماني الذي يغيب ويختفي بعض الوقت كما سنبين لاحقاً ثم يعاود الظهور مرة اخرى وفي أثناء هذه الغيبة يرجع عن الإيمان به وبدعوته الكثير ممن كان قد آمن به قبل غيبته تلك.
    ومن ذلك كله نستنتج إن لقب أو تسمية ( صاحب الأمر ) وإن كانت تطلق على الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) إلا انه أطلق هذا اللقب على وزيره السيد اليماني في بعض الروايات، مما يعني إن الروايات تتحدث عن شخصين اثنين أحدهما الإمام المهدي (عليه السلام) والثاني هو السيد اليماني.

    2- المنصور
    إن هذا اللقب لم يكن مختصاً بالإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأنه قد لقب به قبله نبي الله داود (عليه السلام).
    وبالنسبة للإمام المهدي (عليه السلام) فقد سماه الله عز وجل بالمنصور في القرآن في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }( بحار الأنوار ج51 ص31).
    حيث ورد في تفسير هذه الآية عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنه قال: ( في قوله ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً قال الحسين (عليه السلام) فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً قال: سمى الله المهدي منصوراً (المنصور) كما سمى أحمد ومحمد ومحمود وكما سمى عيسى المسيح (عليه السلام))( بحار الأنوار ج51 ص31).
    كما ورد في تفسير نفس الآية عن الباقر(عليه السلام) في رواية أخرى قوله: ( هو الحسين بن علي قتل مظلوماً ونحن أولياءه والقائم منا إذا قام طلب بثأر الحسين فيقتل حتى يقال: قد أسرف في القتل، وقال المقتول الحسين (عليه السلام) ووليه القائم والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتليه إنه كان منصوراً، فإنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)( - تفسير الفرات ص240).
    وجاء أيضاً عن حمران عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( نحن والله أصحاب الأمر وفينا القائم ومنا السفاح والمنصور وقد قال الله تعالى ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً نحن أولياء الحسين بن علي (عليه السلام) وعلى دينه ...)( بحار الأنوار ج29 ص452).
    بيد انه مع ثبوت إن المنصور هو اسم من اسماء الإمام المهدي (عليه السلام) فإن هذا لا يمنع أن يسمى به شخص آخر وهو وزيره السيد اليماني، وذلك لوجود عدة رويات تشير إلى هذا المعنى.
    حيث ورد عن جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( ويظهر السفياني ... ويبعث بعثاً إلى المدينة ويقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ...)( بحار الأنوار ج52 ص222 ، تفسير العياشي ج1 ص64).
    كما ورد في رواية أخرى عن عبد الله بن عباس أنه قال: ( لنا أهل البيت سبع خصال ما منهن خصلة في الناس ... ومنا قائم آل محمد الذي أكرم الله به نبيه ومنا المنصور ...)( الإرشاد ج1 ص37).
    ومن هاتين الروايتين يتبين لنا أن المنصور يطلق على شخصيتان وليس شخص واحد فبدلالة الرواية التي تذكر ( فيهرب المهدي والمنصور ) فيكون المنصور هنا هو السيد اليماني.
    ومما يؤكد ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: ( وفد على رسول الله أهل اليمن فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): جاء أهل اليمن يبسون بسيساً فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: قوم رقيقة قلوبهم راسخة أيمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين الفاً ينصر خلفي وخلف وصيي )( بحار الأنوار ج36 ص112، غيبة النعماني ص39).
    ونرى إن الرواية هنا صريحة في كون المنصور هو نفسه الداعي اليماني.


    يتبع

  • #2

    3- ولي الله
    لو عدنا إلى هذا اللقب نجده يطلق على كل من يؤمن بالله ويخلص له من صفوة عباده، حيث أطلق هذا اللقب على الأنبياء والأصفياء والأئمة، وأطلق على المؤمنين والمتقون من الناس لقوله تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }( ).
    وقوله: {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }( ).
    فهذا اللقب تشترك به فئة أخرى غير الفئة الذي أختص هذا اللقب بهم وهم أهل البيت (عليهم السلام).
    فبالنسبة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأهل بيته (عليهم السلام) واتباعهم فقد أطلق هذا اللقب في القرآن عليهم وذلك في قوله تعالى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }( ).
    حيث ورد في تفسير هذه الآية عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( ... قلت من أولياء الله ؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر وأومأ إلى جعفر ..)( بحار الأنوار ج27 ص57
    ).
    كما إننا نرى إن هذا اللقب أطلق على فئة من عوام الناس ممن عرفوا بالإيمان في هذه الأمة وغيرها من الأمم حيث ورد عن عيسى (عليه السلام) أنه خاطب حواريه: ( فالتفت عيسى (عليه السلام) إلى الحواريين فقال يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش والنوم على المزابل خير كثير من عافية الدنيا والآخرة )( الكافي ج2 ص38).
    كما نجد إن هذا اللقب أطلق على المؤمنين من الشيعة بدلالة ما ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم قال: أتدرون من أولياء الله قالوا من هم يا أمير المؤمنين فقال هم نحن وأتباعنا ...)( تفسير العياشي ج2 ص124.
    كما جاء ذلك في خطبة له (عليه السلام) وردت عن الأصبغ بن نباتة إن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( أيها الناس أسمعوا قولي وأعقلوا عني فإن الفراق قريب أنا إمام البرية ووصي خير البرية .. ولايتي ولاية الله وشعبه أولياءه ....)( من لا يحضره الفقيه ج4 ص419
    ).
    ولو عدنا إلى الإمام المهدي (عليه السلام) نجده يشترك في هذا اللقب مع آباءه وأجداده (عليهم السلام) كما بينت الروايات السابقة ذلك.
    أما فيما ورد كونه (عليه السلام) ولي الله ما جاء عن ابن محبوب عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( والقائم يومئذ بمكة عند الكعبة مستجيراً بها يقول أنا ولي الله أنا أولى بالله وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ...)( بحار الأنوار ج52 ص305).
    أما بالنسبة للداعي اليماني وهو محور بحثنا فإنه قد لقب بلقب ولي الله وذلك حسب ما ورد عن الصادق (عليه السلام) قوله: ( إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة )( بحار الأنوار ج52 ص287
    ).
    والمقصود بولي الله في هذه الرواية ليس الإمام المهدي (عليه السلام)، وذلك لأنه يقوم وهو ابن اربعين سنة وهذا ما اثبتناه آنفاً، حيث انه ليس من المستغرب أن يطلق هذا اللقب على اليماني كون هذا اللقب قد أطلق على أناس قبله من الحواريين والشيعة الموالين لأهل البيت (عليهم السلام).
    فهذا اللقب لا يختص به شيعة ذلك الزمان فقط بل يخص كل المؤمنين حتى يوم القيامة.
    وبالواقع إن اليماني وبشكل قاطع هو أفضل شيعة آخر الزمان كونه وزير الإمام المهدي (عليه السلام) والمقرب منه وصاحب دعوته إذن من الأجدر أن يطلق عليه هذا اللقب.

    4- نعت صاحبكم
    نجد إن الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) تارة تطلق هذا النعت على الإمام المهدي (عليه السلام) وأخرى تطلقه على اليماني.
    فبالنسبة للروايات التي تطلق نعت صاحبكم على الإمام (عليه السلام) فهي كثير جداً سنورد بعضها على سبيل الإستشهاد، فالرواية الأولى وردت عن أبي خالد الخادم أنه قال: ( ولد لأبي محمد ولد فسماه محمد فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالإنتظار فإذا ملئت الأرض جوراً وظلماً خرج فيملئها قسطاً وعلاً )( بحار الأنوار ج51 ص5).
    والرواية الثانية عن عمرو الأهوازي قال: ( أراني أبو محمد ابنه وقال هذا صاحبكم من بعدي )( الكافي ج1 ص328).
    أما الرواية الثالثة فجاءت عن أبي خالد الكابلي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنه قال: ( يا أبا خالد لتاتين فتن كقطع الليل المظلم ... كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً جبرائيل على يمينه وميكائيل على شماله وإسرافيل أمامه معه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز وجل )( بحار الأنوار ج51 ص135).
    ومن البديهي جداً القول إن المقصود بصاحبكم هنا هو الإمام المهدي (عليه السلام).
    إلا إننا نرى في المقابل روايات اخرى تعطي هذا النعت إلى شخص آخر لا يمكننا حمله على إنه الإمام المهدي (عليه السلام) وبالتالي لا يكون علينا إلا التسليم بأن المقصود به هو الداعي اليماني.
    حيث ورد عن علي بن مهزيار قال انه كتب للإمام ابي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الفرج فكتب إليه: ( إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج )( بحار الأنوار ج51 ص159 ، تقريب المعارف 191).
    وورد أيضاً عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها )( الكافي ج1 ص340).
    وجاء في رواية اخرى عن عمير الحضرمي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) كيف نصنع إذا خرج السفياني، قال تغيب الرجال وجوهها منه وليس على العيال بأس فإذا ظهر على الأكوار الخمسة يعني كور الشام فانفروا إلى صاحبكم )( بحار الأنوار ج52 ص272 ).
    وإذا جئنا إلى هذه الروايات الثلاثة الآنفة الذكر فلا يمكننا حملها على الظاهر بالقول إن المقصود بصاحبكم هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنها لا تنطبق عليه.
    فبالنسبة للرواية الأولى نجد إن الإمام (عليه السلام) قال: إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج، وهنا نجد انه وضع غيبة صاحبكم علامة على الفرج، فإذا قلنا إن غيبة صاحبكم هنا تعني غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) فهي علامة لأي فرج يا ترى، وبمعنى آخر إن الفرج الذي سأل عنه ابن مهزيار هو دون شك هو فرج الإمام المهدي (عليه السلام).
    ثم إننا حتى لو تنزلنا وقبلنا بالرواية على ظاهرها وقلنا إن غيبة صاحبكم أي غيبة الإمام (عليه السلام) نفسه، فنحن نعلم إن الإمام المهدي (عليه السلام) قد غاب عن دار الظالمين منذ حوالي اثنا عشر قرناً من الزمن فأين ذلك الفرج الذي وعد به الإمام (عليه السلام)، لأن السائل عندما سال الإمام (عليه السلام) قال له متى الفرج أي متى حدوثه. فأجابه عندما يغيب صاحبكم فتوقعوا الفرج.
    حيث يتضح من السؤال ومن جوابه إن الفترة القليلة بين غيبة صاحبكم وبين وقوع وحدوث الفرج، وهذا ما لا ينطبق على غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) التي مضى عليها قرون وإلى الآن لم يحصل الفرج بقيامه المقدس.
    أما بالنسبة للرواية الثانية التي تحذر الشيعة إذا بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها، ومن غير الممكن أن نقول إن المقصود بصاحبكم هو الإمام المهدي (عليه السلام)، وذلك لأن الأحاديث في غيبته كثيرة ومتواترة في ذلك، بحيث أصبحت من المعتقدات الشيعية الثابتة منذ القدم وحتى اليوم، وبطبيعة الحال إن الإمام الصادق (عليه السلام) هو من أعلم الناس بها لأنها جاءت عن آباءه وأجداده (عليهم السلام) فعلام هذا التحذير إذن وهو أمر مسلم به قبل أيام الإمام الصادق (عليه السلام).
    ثم إننا لو عدنا وتاملنا قليلاً في قول الإمام الصادق (عليه السلام) الذي يقول فيه إذا بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها، فمعنى كلامه إنه لحد وقته (عليه السلام) لم يبلغهم غيبة وإنه يحذرهم وينبههم إذا بلغهم ذلك فلا ينكرون.
    وهذا الكلام مخالف للواقع تماماً حيث إن الناس جميعاً آنذاك قد بلغهم خبر عن غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) بدليل الكثير من الروايات التي جاءت تشير إليها.
    إذن يكون الإمام الصادق (عليه السلام) قد قصد بصاحبكم غير المعنى الظاهري الذي يراد به المهدي (عليه السلام).
    وهنا لا بد من القول إن المقصود بصاحبكم هنا هو السيد اليماني الذي يحذر الصادق (عليه السلام) من إنه إذا بلغ الشيعة أو الموالين انه سيكون له غيبة عنهم فلا ينكروها، لأنها حقيقية وهذا ما سنثبته في سياق هذا البحث .
    وبالنسبة للرواية الثالثة فمن البداهة بمكان القول إن المقصود بصاحبكم فيها والذي يجب أن ينفر اليه الشيعة بعد قيام السفياني هو ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل المقصود به السيد اليماني، فعندما يخرج السفياني ويسيطر على الكور الخمسة في بلاد الشام وذلك في شهر رجب، يكون الإمام المهدي (عليه السلام) لحد هذه اللحظة غائب عن أنظار الناس إلى أن ياذن الله عز وجل له بالقيام في العاشر من محرم بمكة وذلك بعد شهر رجب بقرابة ستة أشهر.
    فكيف يمكن لأصحابه أن ينفروا اليه وهم لا يعرفون مكانه لأنه لا يزال في حال الغيبة، ثم إنه من الواضح من فحوى الرواية عند قول الإمام علي (عليه السلام) ( إنفروا إلى صاحبكم ) فيها إشارة إلى معرفتهم أياه شخصياً وإلا كيف ينفرون إليه وهم لا يعرفونه.
    وهذا غير ممكن كما سبق أن قلنا لأن الإمام (عليه السلام) يكون في حال الغيبة ولا أحد يعرفه إلا وزيره اليماني لأنه صاحب دعوته.
    وعليه يتبين لنا إن المقصود بصاحبكم الذي لا بد من النفير إليه بعد خروج السفياني هو السيد اليماني الذي يكون ظاهراً آنذاك وله دعوة معروفة قبل خروج السفياني.
    وعليه يكون نعت صاحبكم هو أحد نعوت الداعي اليماني والذي يشترك فيه الإمام المهدي (عليه السلام)، وتكون غيبة اليماني من العلامات التي تدل على قرب القيام المقدس للإمام (عليه السلام).

    تعليق


    • #3
      السلام على قواعد العلم

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي الزعفران على هذا الموضوع النير المضئ حول هذه الشخصيات الآلهيه اسأل الله ان يسدد خطاك
        (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)

        تعليق


        • #5
          جزيت خيراً وأحسنت قيلاً اخي الزعفران على الطرح القيم والعلم النير والذي يمثل قطرة في بحر من علوم السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني
          (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

          تعليق


          • #6

            تعليق

            يعمل...
            X