منقول من الموسوعة القرآنية
من فكر السيد القحطاني سلسلة الأطوار الكونية
1- (يوم المهدي)
طرحنا بين أيديكم نظرية الترابط الثلاثي بين القرآن والإنسان والكون ويتفرع منها لكل صورة أو أمراًً كبيراًَ صورة مصغرة تحكي عنه أو تمثله في مرحلة من مراحله ، وإن الصور الموجودة في عالمنا هذا (عالم الملك) لها ما بإزائها أو يماثلها في عالم الملكوت ولكن بحقيقة أخرى وبوجوه مختلفة ، وكما إن كل آية في القرآن خاضعة للتأويل , أي إن لها انطباقات مختلفة بحسب الضروف والمقتضيات فكذا الصور في عالمنا أيضاً تحكي وتعكس حقائق أخرى تشير إليها .
ومما نبحثه في هذه السطور هو (اليوم) ونبدأ من مرحلة الظلام ما قبل الفجر وذلك حتى آخر مرحلة وهي الغروب :
المرحلة الأولى ( الليل )
{وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }(يس37. ) وهذه المرحلة تمثل انسلاخ النهار وهم أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بعد غيبته ، وفي هذه المرحلة يعم الظلام على الكون وتنتشر فيه رجال الظلام ، والشر هو واضح بعد غيبته (عليه السلام).
وبما إن الله لا يترك الخلق بدون مصدر هداية ، ففي هذه المرحلة يكون الدور للقمر وهو وزير الإمام المهدي كما إن القمر وزير الشمس في الليل .
والجدير بالذكر إنه على أول الوجوه في التأويل إن الشمس هو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والقمر علي (عليه السلام) , ثم في الانطباق الثاني بعد غياب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يكون تأويل المهدي الشمس ووزيره والقمر وهكذا.
ولا بد من الإشارة إلى إن ليس كل الناس التي تسير في الليل تهتدي بنور القمر بل قلة من الناس يوفقون لذلك.
المرحلة الثانية (الفجر الكاذب)
ويمثل مرحلة المدعين للتمهيد كذباً للإمام المهدي (عليه السلام) أو الارتباط به ويكون نورهم كاذباً وسرعان ما يذهب ويزول لتعود الظلمة وكأنه لم يبزغ شيئاًَ ، وهناك روايات عديدة تؤكد ظهور مدعين يدّعون الانتماء والتمهيد له (عليه السلام) .
منها ما جاء عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا ، وتظهر الحمرة في السماء ، وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض حتى يظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم يدعون لولدي وهم براء من ولدي ، تلك عصابة رديئة أخلاقهم ، على الأشرار مسلطة ، وللجبابرة مفتنة ، وللملوك مبيرة ، تظهر في سواد الكوفة ، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب ، رث الدين ، لا خلاق له ، مهجن زنيم عتل تداولته أيدي العواهر من الأمهات من شر نسل لا سقاها الله المطر في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء والعلم الأخضر ، أي يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت ، ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة وخراب دار الفراعنة ...)(غيبة النعماني ص50 ).
والجدير بالذكر هنا إن هؤلاء وإن كانوا كاذبين إلا إن حركتهم تلفت وتنبه إلى الفجر الصادق الذي ينتظره المنتظرون .
المرحلة الثالثة (الفجر الصادق )
وهنا تبدأ مرحلة التمهيد الحقيقية للإمام المهدي (عليه السلام) ويكون ضوءها ممتداً على الأفق ثم يبدأ شيئاً فشيئاً بالوضوح حتى يتبين لطلاب الحق والمنتظرين لهذا الفجر ، فيتبين لهم الخيط الأبيض (الدعوة الحقيقية الصادقة ) من الخيط الأسود (دعوات الباطل ) كرجال الدين المزيفين .
وهنا لابد للمؤذنين أن يؤذنوا في الناس لكي ينتبه من نام عن نصرة إمامه ، فنصرة الإمام (عليه السلام) هي الصلاة فهي الوصل بين العبد وربه ، فهو السبب المتصل بين أهل الأرض وأهل السماء كما ورد في دعاء الندبة (أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء ) .
والآية {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ }(الحج 27 )
والاذان يكون على أنواع فكل مؤذن يؤذن على طاقته وفي مقامه ، والمتعارف إنه ليس كل الناس تدرك صلاة الصبح وتوفق لها ، فالذين يصلون الليل هم من يصلون أولاً لأنهم اعتادوا التزام صلاة الفجر وهو من يلطف به الله لعمل عمل فيه مرضاته .
وقد ذكر أهمية ترقب الإمام المهدي المخلص ( عليه السلام) في الإنجيل والترقب أشير إليه بصيغة السهر والإنتظار فقد جاء في إنجيل لوقا :
) لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت بيعوا مالكم واعطوا صدقة . اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا ينفد في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقد وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقت طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين .
الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم وإن أتى في الهزيع الثاني أو أتى في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا فطوبى لأولئك العبيد . وإنما اعلموا هذا إنه لو عرف رب البيت في أي ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب . فكونوا أنتم إذن مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان(لوقا 39:12. ) .
المرحلة الرابعة (الشروق)
وهي مرحلة اشراقته (عليه السلام) على الأرض وبث ضوءه على الخلق ، وجاء اسم الشروق لأنه يكون بداية ظهوره على أهل الشرق وهذا ثابت في الروايات وخصوصاًَ العراق فعنده تحط الرحال ( اللهم أرنا الطلعة البهية ووفقنا لنصرته في عافية من ديننا ) وفي هذه المرحلة تزول جنود الظلام الذين استفحلوا في الليل وتبدأ جنود الحق تقوى وتنتشر .
يتبع
من فكر السيد القحطاني سلسلة الأطوار الكونية
1- (يوم المهدي)
طرحنا بين أيديكم نظرية الترابط الثلاثي بين القرآن والإنسان والكون ويتفرع منها لكل صورة أو أمراًً كبيراًَ صورة مصغرة تحكي عنه أو تمثله في مرحلة من مراحله ، وإن الصور الموجودة في عالمنا هذا (عالم الملك) لها ما بإزائها أو يماثلها في عالم الملكوت ولكن بحقيقة أخرى وبوجوه مختلفة ، وكما إن كل آية في القرآن خاضعة للتأويل , أي إن لها انطباقات مختلفة بحسب الضروف والمقتضيات فكذا الصور في عالمنا أيضاً تحكي وتعكس حقائق أخرى تشير إليها .
ومما نبحثه في هذه السطور هو (اليوم) ونبدأ من مرحلة الظلام ما قبل الفجر وذلك حتى آخر مرحلة وهي الغروب :
المرحلة الأولى ( الليل )
{وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }(يس37. ) وهذه المرحلة تمثل انسلاخ النهار وهم أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بعد غيبته ، وفي هذه المرحلة يعم الظلام على الكون وتنتشر فيه رجال الظلام ، والشر هو واضح بعد غيبته (عليه السلام).
وبما إن الله لا يترك الخلق بدون مصدر هداية ، ففي هذه المرحلة يكون الدور للقمر وهو وزير الإمام المهدي كما إن القمر وزير الشمس في الليل .
والجدير بالذكر إنه على أول الوجوه في التأويل إن الشمس هو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والقمر علي (عليه السلام) , ثم في الانطباق الثاني بعد غياب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يكون تأويل المهدي الشمس ووزيره والقمر وهكذا.
ولا بد من الإشارة إلى إن ليس كل الناس التي تسير في الليل تهتدي بنور القمر بل قلة من الناس يوفقون لذلك.
المرحلة الثانية (الفجر الكاذب)
ويمثل مرحلة المدعين للتمهيد كذباً للإمام المهدي (عليه السلام) أو الارتباط به ويكون نورهم كاذباً وسرعان ما يذهب ويزول لتعود الظلمة وكأنه لم يبزغ شيئاًَ ، وهناك روايات عديدة تؤكد ظهور مدعين يدّعون الانتماء والتمهيد له (عليه السلام) .
منها ما جاء عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا ، وتظهر الحمرة في السماء ، وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض حتى يظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم يدعون لولدي وهم براء من ولدي ، تلك عصابة رديئة أخلاقهم ، على الأشرار مسلطة ، وللجبابرة مفتنة ، وللملوك مبيرة ، تظهر في سواد الكوفة ، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب ، رث الدين ، لا خلاق له ، مهجن زنيم عتل تداولته أيدي العواهر من الأمهات من شر نسل لا سقاها الله المطر في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء والعلم الأخضر ، أي يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت ، ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة وخراب دار الفراعنة ...)(غيبة النعماني ص50 ).
والجدير بالذكر هنا إن هؤلاء وإن كانوا كاذبين إلا إن حركتهم تلفت وتنبه إلى الفجر الصادق الذي ينتظره المنتظرون .
المرحلة الثالثة (الفجر الصادق )
وهنا تبدأ مرحلة التمهيد الحقيقية للإمام المهدي (عليه السلام) ويكون ضوءها ممتداً على الأفق ثم يبدأ شيئاً فشيئاً بالوضوح حتى يتبين لطلاب الحق والمنتظرين لهذا الفجر ، فيتبين لهم الخيط الأبيض (الدعوة الحقيقية الصادقة ) من الخيط الأسود (دعوات الباطل ) كرجال الدين المزيفين .
وهنا لابد للمؤذنين أن يؤذنوا في الناس لكي ينتبه من نام عن نصرة إمامه ، فنصرة الإمام (عليه السلام) هي الصلاة فهي الوصل بين العبد وربه ، فهو السبب المتصل بين أهل الأرض وأهل السماء كما ورد في دعاء الندبة (أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء ) .
والآية {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ }(الحج 27 )
والاذان يكون على أنواع فكل مؤذن يؤذن على طاقته وفي مقامه ، والمتعارف إنه ليس كل الناس تدرك صلاة الصبح وتوفق لها ، فالذين يصلون الليل هم من يصلون أولاً لأنهم اعتادوا التزام صلاة الفجر وهو من يلطف به الله لعمل عمل فيه مرضاته .
وقد ذكر أهمية ترقب الإمام المهدي المخلص ( عليه السلام) في الإنجيل والترقب أشير إليه بصيغة السهر والإنتظار فقد جاء في إنجيل لوقا :
) لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت بيعوا مالكم واعطوا صدقة . اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا ينفد في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقد وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقت طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين .
الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم وإن أتى في الهزيع الثاني أو أتى في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا فطوبى لأولئك العبيد . وإنما اعلموا هذا إنه لو عرف رب البيت في أي ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب . فكونوا أنتم إذن مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان(لوقا 39:12. ) .
المرحلة الرابعة (الشروق)
وهي مرحلة اشراقته (عليه السلام) على الأرض وبث ضوءه على الخلق ، وجاء اسم الشروق لأنه يكون بداية ظهوره على أهل الشرق وهذا ثابت في الروايات وخصوصاًَ العراق فعنده تحط الرحال ( اللهم أرنا الطلعة البهية ووفقنا لنصرته في عافية من ديننا ) وفي هذه المرحلة تزول جنود الظلام الذين استفحلوا في الليل وتبدأ جنود الحق تقوى وتنتشر .
يتبع
تعليق