إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنن المهدي من آدم (ع) القياس، التسمية، الخلافة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنن المهدي من آدم (ع) القياس، التسمية، الخلافة

    منقول من موسوعة القائم ج2


    سنن المهدي من آدم (ع) القياس، التسمية، الخلافة
    من الملاحظ أن مبدأ القياس ظهر أولا عندما خلق الله آدم (عليه السلام) وأمر الملائكة بالسجود له تنفيذا لأمره تعالى حيث قال عز من قائل: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }( )، حيث اعتمد إبليس عليه اللعنة على مبدأ القياس وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين متفاخرا بنفسه بعد ما عرف أن النار أفضل من الطين، ولو علم إبليس ما جعل الله في خلق آدم وذريته لم يفتخر عليه، لذا جاء أمر الله بإنزال العقاب الذي يستحقه نتيجة لامتناعه عن تنفيذ أمر الله بالسجود لآدم (عليه السلام) بأن جعله من الصاغرين كما في قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ* قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}( ).
    وكما هو معلوم إن الإمام المهدي يأتي بدين جديد وقضاء جديد، فقد جاء عن أبي بصير قال: قال الأمام أبي جعفر (عليه السلام): ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم)( غيبة النعماني ص 239 ).
    من تلك الرواية نرى أن الأمام المهدي سوف يأتي إلينا بأحكام شرعية غريبة في نظر فقهاء آخر الزمان وهي الأحكام الشرعية الخالصة والنابعة من جوهر القرآن بلا تحريف أو إضافة أو نقصان والتي ستكون جديدة على مسامع الناس لأنهم عاشوا وتربوا على خلافها بما سمعوا من فقهاءهم واعتادوا عليه لسنوات طويلة معهم لأنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي المحمدي ولجئوا إلى الأحكام الظاهرية الظنية العقلية، كل ذلك نتيجة استعمال مبدأ القياس والحكم الظني من قبل فقهاء آخر الزمان في استنباط الأحكام الشرعية.
    ولا يفوتنا أن نذكر بأنهم في ظاهر الأمر يرفضون مبدأ القياس ويقولون بعدم جوازه ولكنهم في حقيقة الأمر يستعملونه في إطلاق الأحكام الشرعية من حيث يشعرون أو لا يشعرون، كونه يتناسب ومصالحهم الدنيوية والشخصية، وأنهم لن يقفوا عند هذا الحد بل سوف يصلون إلى أبعد من ذلك باستعمالهم مبدأ القياس مع الأمام المهدي (عليه السلام) ويقيسون أنفسهم بالأمام المهدي (عليه السلام) ويعتقدون انهم أفضل منه وأكثر علما وحسبا وأعلى مقاما، لذلك سيقفون بوجهه ووجه دعوته ويحاربون كل من يقف معه.
    وقد يجد البعض إن في هذا الكلام غرابة فنقول إن الإمام لو كان معروفاً عند قيامه فسوف يؤمن الناس به، لما صرحت به الروايات الشريفة بأن أنصاره قلة من المستضعفين وان أكثر الناس سوف يقفون بوجهه (عليه السلام) نتيجة اتباعهم فقهاء السوء المضلين في آخر الزمان ويقولون بأن هذا الرجل مفتري ويجب قتاله وحربه فلا يصدقون ولا يعتقدون بصحة دعواه ويعتقدون أنهم أفضل منه ويقيسون أنفسهم به وأنهم أكثر أتباعاً وأموالا وشرفاً وحسباً ونسباً منه ، فهو رجل بسيط وليس معه إلا القلة القليلة من الأنصار والأتباع المستضعفين ولهذا سوف يقع ما ذكرنا وينتفي عند ذلك الإستغراب والتعجب.

    2- التسمية
    عن الأمام علي زين العابدين (عليه السلام) أنه قال: ( للقائم منا سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما))( كمال الدين وتمام النعمة ص 314 ).
    فإن للأمام المهدي (عليه السلام) سنة من نبي الله آدم (عليه السلام) من حيث التسمية كون اسم آدم هو من الأسماء المركبة من أمرين فالألف من آدم يدل على الله عز وجل كون حرف الألف فيه إشارة إلى الذات المقدسة، كما جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( ما من حرف إلا وهو اسم من أسماء الله عز وجل، ثم قال أما الألف، فالله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم، والباء الباقي بعد فناء خلقه، وأما التاء فالتواب ......)( بحار الأنوار ج2 ص 319 ).
    ومعنى (الدم) هو الروح أو الحياة وهو الأصل في خلقة آدم (عليه السلام) قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }( )، لأن آدم (عليه السلام) خلق مباشرة من المولى سبحانه وتعالى لأن روحه من روح الله عز وجل، لذا فإن معنى آدم هو الذي خلق من روح الله، والدم هو عبارة عن الماء الذي منه كل شيء حي كما جاء في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }( ) ، بدلالة واضحة أن أصل الحياة هو الدم الذي يعبر عنه بأنه الماء، وبسـبب كون الدم (الماء الملون) يحتوي على العناصر الكيميائية الموجودة فيه فإن الدم يمثل الحالة الظاهرة للخلق والروح تمثل الحالة الباطنية.
    إن الدم يمثل عالم الملك والشهادة، والروح تمثل عالم الملكوت لذلك فهي مرتبطة بالمولى سبحانه وتعالى لأن الملكوت بيد الله عز وجل قال تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }( ).


    3- الخلافة
    لما خلق الله سبحانه وتعالى آدم (عليه السلام) أمر الملائكة بالسجود له تنفيذا وطاعة لأمره فسجد الملائكة كلهم أجمعين إلا إبليس كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }( ).
    فقد جعل المولى تبارك وتعالى صفيه ادم (عليه السلام) خليفة له في أرضه وكان أول خليفة لله عز وجل فقد اصطفاه الله لذلك المنصب الإلهي، فكان الاستغراب بائناً من الملائكة فاستفهموا عن ذلك الأمر فجاءهم جواب المولى تبارك وتعالى {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } وقد كان علم الملائكة بما يقع وما يكون من قتل ابن آدم لأخيه وسفك الدماء في الأرض يعود لأحد احتمالين:
    أن يكون علمهم ذاك من علم الله عز وجل فهو من علمهم ذلك بدليل قوله تعالى حكاية عن الملائكة: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } ( ).
    فالملائكة لا يعلمون شيئاً إلا بتعليم الله عز وجل لهم وهذا واضح من ظاهر الآية.
    والاحتمال الثاني أن يكون علم الملائكة يعود إلى ما رأوه من أفعال النسناس والجن الذين خلقا قبل خلق الإنسان وقد افسدا في الأرض، فتوقع الملائكة حصول نفس الشيء من الإفساد وعدم التسبيح والتقديس للباري جل ذكره. لذلك صدر منهم ما صدر من تساؤل.
    إن الخلافة التي أرادها الله عز وجل قائمة على التسبيح والتقديس أي ملئ الأرض قسطاً وعدلاً وذلك لا يكون إلا من خلال إصلاح النفس وإعدادها فكرياً وعقائدياً وروحياً لإعطاء نتائج ايجابية، فيكون الإنسان مؤثراً في جميع الموجودات في هذا الكون، كما إن العمل السيئ يعكس نتائج سلبية مؤثرة في تلك الموجودات الكونية، وهذا المعنى يظهر واضحاًً من الرواية الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كانت الوحوش والطير والسباع وكل شيء خلق الله عز وجل مختلطاً بعضه ببعض فلما قتل ابن ادم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء الى شكله )( بحار الأنوار ج11 ص236 ).
    فقد نفرت جميع الحيوانات عندما قتل قابيل أخاه هابيل بعدما كانت تلك الحيوانات يعيش بعضها مع البعض الآخر من دون أن يؤذي احدها الآخر أو يفترس بعضها البعض، كما أن الأرض منعت بركتها وخيرها ولم يعد يحصل الإنسان على ما كان يحصل عليه من خير وبركة بعد أن سفكت الدماء وكثر الفساد من الإنسان وبهذا يتبين لنا واضحاً كون الإمام المهدي (عليه السلام) لا يستطيع أن يملأ الأرض قسطاً وعدلا إلا بعد أن يصلح نفوس البشر التي فسدت نتيجة أعمالهم الغير صالحة.
    كما إن معنى التقديس هو نفي الباطل وإزالته وطرد الأنداد والشرك من النفس وبمعنى أدق واشمل هو إماتة الظلم والجور وإزالتهما من الأرض وذلك هو التقديس الذي أشار له القران وهو لا يكون بكماله وتمامه إلا على يد الإمام المهدي (عليه السلام) وفي خلافته ودولته العالمية، لذا فإن المولى سبحانه وتعالى قد خص الإنسان بالخلافة دون الملائكة وذلك لان الإنسان بتسبيحه وتقديسه للمولى عز وجل يصل إلى مقامات تفوق الملائكة، فالإنسان المرضي عند الله عز وجل أفضل من الملائكة. وبهذا يتضح إن الخلافة الإلهية التي أرادها الله هي خلافه الإمام المهدي (عليه السلام) وهو الخليفة الحقيقي لله عز وجل في الأرض فبخلافته يكون التسبيح والتقديس على أتم وجه وافهم صورة فالإمام المهدي (عليه السلام) ورث تلك الخلافة من أبيه آدم (عليه السلام) كما جاء في الروايات الشريفة إن له سنة من ادم (عليه السلام) ومن هذه السنن هو الخلافة في الأرض فإن المولى عز وجل كان عالماً بأن خلافة آدم (عليه السلام) ليست هي الخلافة الحقيقية التي يريدها لأن في علمه أن يقتل الأخ أخاه ويكون الفساد في الأرض ولكنه في الوقت ذاته عالماً بأن الخلافة الحقيقية تكون على يد الإمام المهدي (عليه السلام) حيث لا فساد ولا ظلم ولا جور بل هو عدل وقسط وإحسان وان الخليفة الحقيقي الذي يكون كل ذلك على يديه هو من ذرية ادم (عليه السلام) ومن نسله وقد أودعه الله سبحانه وتعالى في صلب ادم (عليه السلام) وهو المستفاد من قوله تعالى {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } فإنه تبارك وتعالى يصلحهم بظهور المهدي الذي يقيم خلافة الله في الأرض ويكون من ذرية ادم (عليه السلام) وهو ما خفي على الملائكة آنذاك.
    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 22-09-09, 09:30 PM.

  • #2
    4- الإصلاح
    إن وجود البشرية وظهورها على وجه البسيطة كان مع وجود آدم (عليه السلام) أبو البشر حيث انحدرت منه السلالات البشرية، فقد خلق الله عز وجل آدم وعلمه من أمور الحياة ما يواجه به صعوبتها لأنه لم يسبق لآدم أي تجربة - كونه كان في الجنة قبل أن يهبط إلى الأرض- في كافة جوانب الحياة حيث لم تكن أرض مزروعة ولم تكن هناك أي صناعة أو تجارة، فكان آدم (عليه السلام) بحاجة إلى التعليم الإلاهي لكي يستمر بالحياة على وجه الأرض، فنرى من خلال روايات أهل البيت (عليهم السلام) إن آدم (عليه السلام) هو أول من قام باستصلاح الأرض وزراعتها وذلك حينما سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) مما خلق الله الشعير ؟ قال: (إن الله تبارك وتعالى أمر آدم (عليه السلام) أن أزرع مما اختزنت لنفسك حيث جاء جبرائيل (عليه السلام) بقبضة من الحنطة فقبض آدم (عليه السلام) على قبضة وقبضت حواء على قبضة، فقال آدم (عليه السلام) لحواء لا تزرعي أنت فلم تقبل قول آدم، وكان كلما زرع آدم جاء حنطة وكلما زرعت حواء جاء شعيرا)( قصـص الأنبياء – نعمة الله الموسوي الجزائري ص 35 ).
    وفي رواية أخرى عن الأمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ( إنه لما أهبط آدم (عليه السلام) من الجنة إلى الأرض أمره الله بالحرث والزراعة وطرح إليه غرسا لتكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها.....)( قصـص الأنبياء - نعمة الله الموسوي الجزائري ص 55 ) ، لذلك نستشف من قول رسول الله والأمام الصادق عليهما الصلاة والسلام أن آدم هو أول من قام بالاستصلاح والحرث والزراعة التي لم تكن موجودة قبل هبوط آدم من الجنة إلى الأرض، وأول من عمل بالصناعة وأول من وضع القواعد الأساسية للعلوم والمعارف التي تطورت وازدهرت وانتشرت ووصلت إلى زماننا هذا والى أيدينا.
    ولكن بمرور الزمان واختلاف النفوس والغايات نجد أن تلك المعارف والعلوم قد تغيرت واختلفت باختلاف نوايا البشر وأخذت تأخذ مأخذ الشر لأنها استخدمت في مجالات الإفساد والتدمير التي لا تصب في مصلحة البشرية التي أرادها الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى أن المعروف منها اليوم جزء يسير لا يكاد يتجاوز نسبة عشرة بالمئة فقد دلت الروايات أن العلم سبعة وعشرون جزءاً المعروف منها اليوم جزئين وخمسة وعشرين جزء غير معروف سيأتي به الإمام المهدي (عليه السلام) كما في الرواية الشريفة الواردة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام): (العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فأذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً )( ).
    فالأمام المهدي (عليه السلام) له سنة من آدم (عليه السلام) وهي الخلافة وما يترتب على الخليفة من الدور الإصلاحي المهم الذي يقوم به باعتباره آدم آخر الزمان وله سنة من آدم وهي الإصلاح ليقوم ويكمل بعدما قام به آدم من عمليات إصلاحية مهمة في كافة جوانب الحياة بما لديه من علوم إلهية غير معروفة مسبقا ولم تكن في متناول غيره من بني البشر وستشهد الكرة الأرضية ثورة علمية لم يشهدها الكون سابقا ولم يكن الإنسان ليحصل عليها مطلقا إلا عن طريق الأمام المهدي (عليه السلام)، على أن هذه العلوم بمجملها والتي ستساهم في عملية الإصلاح والتطور سوف لن تكون مقتصرة على الأرض فقط بل ستشمل الفضاء الخارجي وما سيرافق ذلك من تطور في مجالات الأسلحة والتكنولوجيا في عصر الأمام المهدي (عليه السلام)، وتطور في مجالات الحياة كافة من إصلاحات زراعية ومشاريع أروائية من باب إحياء الأرض الغير مستغلة وشق الأنهر والجداول.
    وأن الأمام سيقوم بإصلاحات كبيرة وواسعة في المجالات الزراعية والصناعية والتجارة وغيرها ولا نريد الإطالة في هذا المضمار، وتلك الإصلاحات تقف دليلاً على أن الأرض سوف تتبدل وتخرج خيراتها وبركتها وكنوزها في ظل دولة الأمام المهدي (عليه السلام).
    ولا يفوتنا أن نذكر أن عملية الإصلاح هذه مرتبطة ارتباط وثيق ومباشر بإصلاح النفس البشرية للعباد جميعاً وبذلك سوف تعود حالة الود والائتلاف والتراحم بين أفراد الجنس البشري في ظل دولة الأمام المهدي (عليه السلام).



    5- تعليم الأسماء
    لأجل التعرف على هذه السنة للأمام المهدي (عليه السلام) من آدم لابد من التفكر مليا في قول الله عز وجل: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُون}( بحار الأنوار ج 52 ص336 ).
    فما هو الشيء الذي علمه الله عز وجل لآدم (عليه السلام) وما هي تلك الأسماء التي أراد الله معرفتها من آدم دون الملائكة كونه المصطفى من خلقه.
    فقد قال أكثر المفسرين هي أسماء كل شيء، وقال آخرون هي أسماء الله وقال بعضهم أن المولى سبحانه وتعالى علم آدم الحروف وذهب البعض الآخر إلى القول بأن الله عز وجل علم آدم أسماء أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن الرأي الصحيح عندنا هو أن المولى تبارك وتعالى علم آدم كل تلك الأمور المطروحة آنفا من قبل المفسرين، وقد دلت روايات كثيرة معتبرة عن ذلك، إضافة إلى أن الله عز وجل علم آدم (عليه السلام) أسماء المهدي وأصحابه المهديين الثلاثمائة والثلاثة عشر الذين يرثون الأرض ويكونون خلفاء الله عز وجل فيها، ولهذا القول عدة مؤيدات فمن خلال السياق القرآني يتبين لنا أن الآية الكريمة {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} معطوفة على ما قبلها من قوله تعالى: َ{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}( ) لكون المقصود بالخليفة في الآية هو الإمام المهدي (عليه السلام) وليس آدم (عليه السلام) لأن تساءل الملائكة كان صحيحا لأنهم كانوا يعلمون إن ابن آدم يقتل أخاه، فقد قال تعالى حكاية عن الملائكة {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} لأنهم أرادوا بذلك قابيل عندما قتل أخاه هابيل، ولكن الله سبحانه أجابهم بقوله {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} وهو أخبار عما سيؤول إليه الحال في آخر الزمان فقد أخبرهم الله عز وجل بأنهم فعلا يعلمون ما يحصل من الإفساد وسفك الدماء في الأرض الذي يكون من قبل بني آدم ولكنهم لا يعلمون بأن الله قد خلق في صلب آدم (عليه السلام) الخليفة المرتقب والمصطفى من الله دون غيره من البشر الذي سيرث الأرض ومن عليها هو وأصحابه وهم الذين يسبحون الله ويقدسونه وهم الذين لا يعلم بهم الملائكة عند قولهم {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا } أي لم يكن للملائكة علم بالخليفة الذي سيرث الأرض ولا بأصحابه وهو الأمام المهدي (عليه السلام) وأصحابه الثلاثمائة وبضعة عشر رجلا كما أشارت الروايات، وهذا يظهر جليا في قوله تعالى:
    { قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُون}.
    فقول الله سبحانه وتعالى { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} فيه أشارة إلى قوله الأول في الآية (30) من السورة {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} وهو إشارة إلى أن الملائكة لا يعلمون بخلافة الأمام المهدي وأصحابه للأرض وهو الغيب الذي أجمعت عليه الروايات، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}( ) حيث ورد عن يحيى بن أبي قاسم قال: سألت الأمام الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} قال الأمام: (ان المتقين هم علـي وشيعته، والغيب هو الحجة الغائب (عليه السلام))( إلزام الناصب ج1 ص 74 ) ، وشاهد على ذلك قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }( ) حيث جاء في تفسيرها أن الغيب المقصود به هو الأمام الحجة الغائب (عليه السلام)( كمال الدين وتمام النعمة ص320 ).
    إذن يتبين لنا أن الأسماء التي علمها المولى تبارك وتعالى لآدم (عليه السلام) والتي أمر الملائكة أن ينبؤه بها بقوله تعالى {بأسماء هؤلاء} هم أهل البيت (عليهم السلام) بنحو خاص والمهدي وأصحابه بشكل عام لأنهم كما قلنا الغيب الذي علمه الله لآدم (عليه السلام) ومما يؤيد هذا المعنى ويؤكده ما جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والتي يصف فيها المهدي وأصحابه بقوله (عليه السلام): (ألا وأني أعرف أسمائهم وأسماء أمهاتهم، فقام إليه جماعة من أصحابه فقالوا: سألناك بالله يابن عم الرسول تسميهم لنا، وعلمنا بأسمائهم وأمصارهم فقد ذابت قلوبنا من كلامك هذا فقال (عليه السلام): ألا وأن أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال.......)( بشارة الإسلام ص 185 ).
    حيث يظهر من هذه الرواية الشريفة أن المهدي وأصحابه هم المقصودون من هذا الكلام، فالأمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم بأسمائهم وعلم أصحابه بهم لأن علم الأمام من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلم رسول الله هو علم لدني من الله وهو علم من الغيب الذي علمه الله عز وجل للمصطفين من أوليائه من الرسل والأنبياء والأئمة كذلك، وبذلك يتبين لنا أن الأمام المهدي له سنة من آدم باعتباره من ذريته وهو وارث آدم، لذا فإن الله كما علم آدم (عليه السلام) الأسماء في الظاهر فقد علم المهدي تلك الأسماء في الباطن وهو التأويل.

    تعليق


    • #3
      احسنت اخي موضوع جدا مهم

      تعليق


      • #4
        السلام عليك ياصاحب الزمان , السلام عليك ياخليفة الرحمن ,السلام عليك ياشريك القرآن , السلام عليك ياقاطع البرهان ,السلام عليك ياإمام الإنس والجان ,السلام عليك وعلى آبائك الطيبين وأجدادك الطاهرين المعصومين ورحمة الله وبركاته

        السلام عليك في آناء ليلك واطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في ارضه
        إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

        تعليق


        • #5
          احسنت اخي وفقك الله وبارك الله بك
          حـــــجَّة الله أتبــــــقى غائباً عن كلِّ عـين
          فمتى سيفك يتــــــــلو آية الفتح المبـــــين
          والنداء، في السماء، يا لثارات الحسين

          تعليق

          يعمل...
          X