إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصفات المشتركة بين الإمام المهدي(ع) واليماني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصفات المشتركة بين الإمام المهدي(ع) واليماني

    منقول من موسوعة القائم ج1

    الصفات المشتركة بين الإمام المهدي(ع) واليماني
    اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون للداعي إلى الحق صفات وعلامات خاصة دالة عليه ليعرفه الناس بها وبالتالي يهتدون إليه إذا ما أعلن عن نفسه ودعوته، كما يكون مانعاً وحاجزاً لهم من الإنجرار وراء المدعين هذا المقام المهم زوراً من أصحاب الدعوات الضالة التي تخرج قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام).
    فأحد علامات التمييز بين ( داعي الحق ) و ( داعي الضلال) هو الصفات المتوفرة في داعي الحق، وهذا ليس بالأمر الجديد أو المستغرب، فالأمم السابقة كانت تنتظر دعاتها وأنبياءها وتتطلع إليهم وتعرفهم عن طريق صفاتهم، فها هو نبي الله موسى (عليه السلام) ضج بنو إسرائيل مما أصابهم من الظلم من فرعون وأعوانه وكانوا يتطلعون إلى النبي الذي يخلصهم من ذلك فلما رآه أحد الشيوخ عرفه بصفته.
    وقد تكرر ذلك في عهد النبي عيسى بن مريم (عليه السلام)، حينما عرفه رجل منهم وهو صغير في المهد بالصفة التي كان يعرفها عنه وبما توسم فيه من تلك الصفة.
    أما النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقد وردت الكثير من الأحاديث التي تصف كيفية تعرف علماء اليهود والنصارى عليه ومعرفتهم له عن طريق الصفات المكتوبة عندهم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في التوراة والإنجيل( ).
    وبما إن دعوة المهدي لها شبه بدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فإن الداعي إلى الإمام المهدي (عليه السلام) له صفات وعلامات دالة عليه والتي ذكرها النبي وأهل بيته (عليهم السلام) في رواياتهم .
    وقد تكاثرت الروايات الواردة في بيان صفات ونعوت اليماني، وهو بذلك يشابه جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من حيث تعرف أهل الكتاب من اليهود والنصارى عليه بما لديهم من وصفه في كتبهم وهذا ما أكده القرآن بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }( ).
    وهذا ما سيحدث مع اليماني الموعود، حيث ان صفاته موجودة عند المسلمين في كتبهم ولكنه لدى الشيعة لا يصرح كونه اليماني ، فإن الشيعة لم يتعرفوا على هذه الحقيقة لأنهم كانوا يظنون أن كل الروايات التي ذكرت المهدي تخص الإمام الحجة بن الحسن، على الرغم من وجود تناقض صريح وواضح في حال تطبيق هذه المواصفات على الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد بينا وسنبين أكثر هذه الروايات التي تدل على وجود مهديين لا مهدي واحد، ولم يتعرف الشيعة على هذه الحقيقة إلا في وقت نزول هذا الكتاب.
    فكما كانت أمة موسى وأمة عيسى (عليهما السلام) هم أهل الحق والدين الحقيقي وهم عباد الرحمن وهم الموحدون في ذلك الزمان الذي كثر فيه الشرك بالله عز وجل، فكذلك في يومنا هذا فإن الكثير من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذين يجدون ذكر المهدي واليماني وصفاتهم وعلاماتهم مكتوبة عندهم في كتبهم نقلاً عن أئمتهم (عليهم السلام).
    لذا فإن الكثير منهم وللأسف الشديد سوف ينكرون اليماني ويكذبون دعوته كما انكرت الأمم السابقة من قبل أنبياءهم ورسلهم.
    ولإثبات الحجة على مثل هؤلاء الناس ومن هم على شاكلتهم ولغرض بيان ومعرفة الداعي (اليماني) الحقيقي ولقطع الطريق على من يدعي انه اليماني أو غيره سوف نستعرض الآن صفة اليماني الموعود وكما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام).
    1- صفات الوجه
    إن هناك صفات للوجه الخاصة باليماني تختلف عما هو عليه من صفة وجه الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا ما ذكرته الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
    أ- لون الوجه
    الرواية الأولى واردة عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقد روى محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن منذر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أبيه عن جده ( عليهم الصلاة والسلام ) قال: ( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)على المنبر، يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( ).
    الرواية الثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) في صفة اليماني قال:
    ( ....أبلج...)( ). والأبلج في اللغة الأبيض الحسن الواسع الوجه.( )
    وهذا ما ينطبق على صفة اليماني.
    الرواية الثالثة واردة عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: ( واضح الجبين أبيض الوجه...)( )
    عن يعقوب بن منقوش: ( واضح الجبين أبيض الوجه..)( ).
    ومن هنا يتبين ان اليماني الداعي أبيض الوجه مشرب بحمرة.
    أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن روايات أهل البيت (عليهم السلام) تصفه بأنه أسمر مشرب بحمرة وهناك عدة روايات تشير إلى ذلك.
    الرواية الأولى عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم..)( ). والآدم هو الأسمر ومأخوذ من الأدمة وهي السمرة. والأدمة في الناس هي شربة من سواد، وسمي آدم من اللون لأنه خلق من أدمة الأرض وهو لونها( ).
    أما الرواية الثانية عن أبي الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام):
    ( انه بعثه إلى المدائن وأخبره انه عند عودته سيجده قد استشهد (عليه السلام) وإن الإمام من بعده من تكون فيه علامات منها: (ويخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي فخرج وجئت فكان كما قال فقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( ).
    ومن هنا يتبين أن الإمام المهدي (عليه السلام) أسمر مشرب بحمرة عكس اليماني وزيره الذي صفته أبيض مشرب بحمرة.
    وعليه فالروايات تتحدث عن مهديين وليس عن مهدي واحد.
    أما من حيث نور الوجه فتذكر الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن اليماني حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته أي إن نور وجهه يبدأ من منتصف الوجه إلى أعلاه.
    فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عن اليماني:
    ( حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه )( ).
    في حين أن الإمام المهدي (عليه السلام) تصفه الروايات الشريفة أن نوره لا يقتصر على جزء من الوجه إنما نور في كل وجهه.
    فقد ورد عن حذيفة بن اليمان عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي.... كأنه كوكب دري )( ).
    وأما الرواية الثالثة فهي عن الإمام الرضا (عليه السلام) والتي يصف فيها الإمام المهدي (عليه السلام): ( هو شبيهي عليه جلابيب النور تتوقد بشعاع القدس موصوف باعتدال الخلق ونضارة اللون يشبه رسول الله في الخلق )( ).
    كما إن الروايات تصف المهدي (عليه السلام) بأنه حسن الوجه كما ورد في قول الإمام علي (عليه السلام) بإسناده عن إسماعيل بن عباد بإسناد متصل بالإمام علي (عليه السلام) إنه ذكر الإمام المهدي (عليه السلام) وقال إنه من ولد الحسين (عليه السلام)... أجلى الجبين)( ).
    ومن هنا يتبين أن اليماني يتركز نوره في الجزء الأعلى من وجهه وتحديداً ما علا سواد لحيته إلى رأسه مع حسن الوجه.
    أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن النور يغطي وجهه الشريف كله لأن الكوكب الدري في اللغة هو الثاقب المضيء كالدر، مفرده در وهي اللآلئ العظام( ).
    بل ان النور يجلله ويغطيه بأكمله كما وصفه الإمام الرضا (عليه السلام).
    ب - ملامح الوجه
    هناك فارقاً واختلافاً بين الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره الداعي اليماني في لون البشرة والوجه أو هيئة الوجه فإن هناك اختلاف وفارق في ملامح الوجه وحواسه من عين وأنف وأسنان...الخ .
    فقد ورد في مواصفات السيد اليماني انه كبير العينين وإنهما تتلألأن كأنهما درتان، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف اليماني: (... أعين...)( )
    وقد ورد في معاجم اللغة إن الأعين هو واسع العينين بيّن العين.
    أما الرواية الثانية عن يعقوب بن منقوش: ( واضح الجبين ابيض الوجه دري المقلتين )( ).
    أي إن عيني السيد اليماني بناءاً على ذلك عظيمة أو كبيرة متلألأة كالدر.
    في حين ان الروايات الشريفة تصف عيني الإمام (عليه السلام) بأنهما مستديرتان سوداوان. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال..أدعج...)( ). والأدعج يعني شدة سواد العين( ).
    وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( الغائر العينين )( ).
    وقد وردت عبارة: ( غائر العينين من السهر )( ).
    ومن هنا يتبين إن عينا اليماني الموعود واسعة كبيرة متلألأة أي إن البياض هو الغالب عليها بوصفه دري المقلتين، أما الإمام المهدي (عليه السلام) فإن عيناه مستديرتان سوداوان ولذا عبرت عنها الرواية الشريفة بعبارة أدعج أي إن السواد هو الغالب عليها.
    أما وصف أسنان كل منهما فالروايات تذكر صفة أسنان اليماني بالقول: ( وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار..)( ).
    وبما إن الروايات عبرت عنه بأن أسنانه كالمنشار فهذه كناية عن كون أسنانه متراصة كأنها منشار وهي سليمة من الكسر والأعوجاج وتكون واضحة عند الكلام، ووصفها بالمنشار لفرض نشر الخشب، والخشب ورد ذكره في القرآن كناية عن المنافقين في قوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }( ).
    ولعل في ذلك نكتة لطيفة فيما عبرت عنه الروايات من حدة أسنان السيد اليماني كالمنشار، وهذا يرمز إلى أن السيد اليماني سوف يكون شديداً وغليظا على الكفار والمنافقين وفقهاء السوء وإنه سوف يطحن هؤلاء بأمر الإمام المهدي (عليه السلام).
    أما وصف أسنان الإمام (عليه السلام) بأنه منفرج الأسنان فقد ورد في رواية الإمام العسكري الآنفة الذكر المروية عن أبي الأديان وجاء في بعض منها: ( فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه ).
    كما هو حال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان من مواصفاته أفلج الثنايا( ).
    فضلاً عن ذلك فإن هناك مواصفات أخرى ذكرتها المصادر للإمام المهدي(عليه السلام) فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( رجل أجلى الجبين أقنى الأنف...)( ).
    وهي من مواصفات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)( ).
    وفي روية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال:
    ( افرق الثنايا أبلج واضح الجبين )( ).
    كما ورد في صفاته (عليه السلام) إن حاجبيه عاليان معقودان فقد جاء عن الإمام الباقر أنه قال: (مشرف الحاجبين)( ).
    وفي رواية ثالثة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:
    ( ذلك المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بأبي.... المقرون الحاجبين...)( ).
    كما ورد في وصفه (عليه السلام) أنه كث اللحية أقبل أي في عينيه قُبل يقال رجل أقبل أي كأنه ينظر إلى طرف أنفه( ).
    وقيل الأسود العين فقد ورد عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث
    عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( ...المهدي أقبل ...)( ).
    وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام):
    (... المهدي أقبل...هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر...)( ).
    كما ورد أنه كث اللحية في الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( أكحل العين كث اللحية...)( ) ، وأغلب هذه الصفات اتصف بها الإمام المهدي (عليه السلام) ولا يتصف بها السيد اليماني، وهذا يعني إن هناك اختلاف في مواصفات كل منهما، إذن فالروايات تتحدث عن شخصين وليس شخص واحد كما ذهب إليه بعض الباحثين في قضية المهدي (عليه السلام).


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة الزعفران; الساعة 27-12-09, 07:58 PM.

  • #2


    2- مواصفات الشعر
    إن اليماني الموعود تختلف مواصفات شعره عن مواصفات شعر الإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد في وصف شعر اليماني بأنه ذا شعر طويل مسترسل وليس بالخشن.
    فقد ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في صفة اليماني: ( هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه...)( ).
    وفي رواية أخرى: ( والشعر يسيل على منكبيه )( ).
    أما بالنسبة للإمام المهدي (عليه السلام) فهو عكس ذلك فشعره مائل إلى القصر وفيه تجعد أو تكسر وليس مسترسل، فقد جاء في صفته (عليه السلام): ( في شعره قطط...)( ).
    وفي رواية أخرى: ( شعر رأسه قطط... )( ).
    والقطط في اللغة من قط قططاً وقطاطة، قطاطة الشعر أي كان قصير جعداً أو قصير الشعر جعد( ).
    ومن هنا يتبين إن اليماني شعره طويل مسترسل يسيل على منكبيه، أما الإمام المهدي (عليه السلام) فشعره قصير جعد.
    ويبدو من ظاهر الروايات إن كل من الإمام المهدي (عليه السلام) واليماني الموعود فيه داء الحزاز في رأسه، والحزاز كما ورد في احد المعاجم اللغوية (القشرة الرأس).
    فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفي وصف الإمام المهدي (عليه السلام): ( ذلك المشرب بحمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين.. برأسه حزاز...)( ).
    في حين إن هناك رواية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) يصف فيها اليماني: ( صاحبك المبدح البطن ثم الحزاز برأسه أبن الأراوع رحم الله فلاناً )( ).
    ويبدو إن نسبة الحزاز في رأس اليماني أكثر من نسبته في رأس الإمام (عليه السلام) بلحاظ وجود (ألف لام ) التعريف في بيان وصف الحزاز في رأس اليماني مما يوحي بتركيزه وكثرته.
    3- طول وقصر القامة
    لقد أشارت الروايات الشريفة التي تتحدث عن اليماني إلى انه مربوع القامة ليس بالطويل ولا بالقصير ومن هذه الروايات:
    الرواية الأولى عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (..هو شاب مربوع حسن الوجه...)( ).
    الرواية الثانية وردت في بيان طول قامته: ( شاب مربوع القامة...)( ).
    الرواية الثالثة جاء فيها في صفة اليماني: ( كفص بان أو قضيب ريحان ليس بالطويل ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة...)( ).
    الرواية الرابعة الواردة في صفة اليماني أيضاً تقول: ( وجهه مثل فلقة قمر لا بالخرق ولا بالنزق ولا بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق محدود القامة..)( ).
    أما بالنسبة للإمام المهدي (عليه السلام) فإن المصادر تذكره بأن له شبه برجال بني إسرائيل والمعروف إن رجال بني إسرائيل يتصفون بطول القامة مما يعني إن الإمام (عليه السلام) يتصف أيضاً بطول القامة، وهناك عدة روايات تشير إلى هذا المعنى.
    الرواية الأولى عن حذيفة بن اليمان عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي...)( ).
    وفي رواية أخرى وردت عبارة : ( اللون لون عربي والجسم جسم إسرائيلي )( ).
    أما الرواية الثانية عن أبي إمامة الباهلي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال واصفاً الإمام المهدي (عليه السلام): ( وجهه كوكب دري.. عليه عباءتان قطوانيتان كأنه من رجال بني إسرائيل يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك )( ).
    ومن هنا يتبين لنا إن الإمام المهدي (عليه السلام) مائل إلى الطول بينما السيد اليماني مربوع لا بالطويل ولا بالقصير.

    4 – المواصفات الجسدية الأخرى
    كما ورد في صفات اليماني الأخرى عدة روايات منها رواية تقول: ( واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شتن الكفين معطوف الركبتين..)( ).
    كما ورد في صفة اليماني أيضاً: ( صاحبك المبدح البطن ثم الحزاز برأسه أبن الأراوع رحم الله فلاناً )( ).
    وفي رواية: ( المبدح البطن المشرب بحمرة..)( ).
    ومن صفات اليماني أيضاً كما ورد في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين...)( ).
    أما بالنسبة لصفات الإمام المهدي (عليه السلام) فهناك عدة روايات أيضاً منها ما ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال في ذكر الإمام المهدي: ( إنه من ولد الحسين ضخم البطن أذيل الفخذين أبلج الثنايا..)( ).
    وفي رواية ثانية عن الإمام الكاظم (عليه السلام) في وصف الإمام المهدي (عليه السلام): ( بأبي المبدح البطن المقرون الحاجبين...)( ).
    كما ورد في وصفه أيضاً: ( أحمش الساقين بعيد ما بين المنكبين...)( ).
    ومن الصفات الأخرى الدالة على اليماني هو وجود الشامات في جسده وهذا ما أكدت عليه روايات أهل البيت (عليهم السلام). فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في وصف اليماني: ( بالقائم علامات شامة في رأسه وداء الحزاز برأسه وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر تحت كتفه مثل ورقة الأس )( ).
    وفي رواية: ( بظهره شامتان شامة على لون جلده وشامة على لون شامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)...)( ).
    وكذلك من صفات الإمام المهدي (عليه السلام) وجود شامات في جسده المقدس فقد جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله في صفة المهدي (عليه السلام): ( أكحل العينين وكث اللحية على خده الأيمن خال..)( ).
    وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( في خده الأيمن خال أسود...)( ).
    وفي رواية أخرى: ( على خده خال كأنه كوكب دري )( ).
    وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ( المهدي أقبل أجعد هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر صاحب الشامة والعلامة...)( ).
    وفي رواية أخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام) يذكر إن له شامة بفخذه حيث قال: ( أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم البطن أذيل الفخذين أبلج الثنايا بفخذه الأيمن شامة )( ).
    وفي رواية أخرى: ( أقنى أجلى في كتفه علامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)...)( ).
    ومن هذه الصفات يتبين لنا إن هناك مهديان تذكرهما الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أحدهما الإمام المهدي الحجة بن الحسن (عليه السلام) والثاني وزيره اليماني ( الداعي ) وهو صاحب دعوته المباركة.

    5- من ناحية العمر
    هناك اختلاف من ناحية العمر بين الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره اليماني فكل منهما يظهر في عمر يخالف عمر الآخر وهذا ما أكدته الروايات التالية:
    أ- الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر في عمر الأربعين
    تشير الروايات الشريفة إلى ان الإمام المهدي (عليه السلام) عند ظهوره يكون على هيئة شاب في عمر الأربعين.
    فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( المهدي من ولدي أبن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري..)( ).
    وكما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أيضاً أنه قال: ( يخرج المهدي وهو أبن أربعين سنة كأنه رجل من بني إسرائيل )( ).
    وفي الرواية الثالثة عن أحمد بن علي الأنصاري عن الهروي قال: (قلت للرضا (عليه السلام) ما علامة القائم (عليه السلام) منكم إذا خرج؟ قال علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى إن الناظر إليه يحسبه أبن ربعين سنة أو دونها وإن من علامته أن لايهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يأتي أجله )( ).
    وقد ورد في الروايات ما يدل على أن الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه المقدس يظهر على هيئة الشباب بينما الناس يتوقعونه على هيئة شيخ كبير.
    فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً)( ).
    وفي رواية الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إن في صاحب الزمان شبهاً من يونس رجوعه في غيبته بشرخ الشباب )( ).

    ب- اليماني يظهر في عمر الثلاثين
    تشير الروايات إلى أن اليماني يظهر في عمر ثلاثين ويكون شاباً، فقد ورد عن محمد بن إسماعيل بن عمر بن علي بن الحسن عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( القائم من ولدي يعمر عمر خليل الرحمن يقوم في الناس وهو ابن ثلاثين سنة..)( ).
    وجاء عن الصادق (عليه السلام) أيضاً: ( إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق أبن ثلاثين سنة )( ). وفي رواية ثالثة تصفه فيها بالشاب فعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( هو شاب مربوع)..)( ).
    ومن هنا يتبين إن الروايات تتحدث عن المهديين اثنين أحدهما هو اليماني الموعود الذي يظهر في الثلاثين من العمر والآخر الإمام المهدي والذي يظهر وهو على هيئة الأربعين من العمر.

    تعليق


    • #3
      [السلام عليكم اخي الزعفران وفقك الله عزوجل على هذه الموظيع القيمة وانار بصيرتك لروئية الامام المهدي عليه السلام ونصرته هناك بعض الاخوة يعتقدون في مراجعهم انه اليماني حتى انهم سألوه يومأ فاجاب (ادعوا لي ان اكون كذالك ) فكيف ياترى جهل هذا المراجع هذه الروايات التي لاتطابقه بشى لامن قريب ولابعيد وهناك ايضأ صفات ايضأ اختص بها سيدي ومولاي اليماني عليه السلام مثل العلوم التي تكون دليله على صدق دعوته وبعض الروايات التي تنهي عن تسميته نرجوا منك التطرق اليها لتكون درعا صادأ بوجه كل من يدعي هذا الادعى ولم تنطبق عليه تلك الصفات التي ذكرها الرسول الاكرم واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين وسلم تسليما

      تعليق


      • #4
        منقول من موسوعة القائم (ج1)
        النهي عن التسمية (اليماني)
        ان المتتبع للأخبار الواردة عن أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم) يجد الكثير من تلك الأخبار تنهى عن تسمية صاحب هذا الأمر، وتذكر عدة أسباب لذلك النهي، وسوف نذكر بعض أهم تلك الأخبار وذكر الإشكالات الواردة عليها ومحاولة حل تلك الإشكالات ان وجدت وسنبدأ بذكر تلك الأخبار سائلين المولى تبارك وتعالى التأييد والسداد:
        1) عن أبي خالد الكابلي قال: لما قضى علي بن الحسين (عليه السلام) دخلت على محمد بن علي (عليه السلام) فقلت له: ( جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وانسي به ووحشتي من الناس.
        قال: صدقت يا أبا خالد تريد ماذا ؟
        قلت: جعلت فداك، لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده.
        قال فتريد ماذا يا أبا خالد ؟ قلت أريد ان تسميه لي حتى اعرفه باسمه.
        فقال: سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به احد، ولو كنت محدثاً به احد لحدثتك، ولقد سألتني عن أمر لو ان بني فاطمة عرفوه حرصوا على ان يقطعوه بضعة بضعة(غيبة النعماني ص300).
        2) عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: ( اخبرني عن المهدي ما اسمه ؟
        فقال: أما اسمه فإن حبيبي عهد إلي ان لأحدث باسمه حتى يبعثه الله.
        قال: اخبرني عن صفته.
        قال: هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بابي ابن خيرة الإماء )( بحار الانوار ، ج1 ، ص365).
        وقد ذكرنا عدت إشكالات وتساؤلات حول هذه الرواية، منها:
        1- إن اسم الإمام المهدي (عليه السلام) كان قد ذكره الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بكثرة وفي أوقات متعددة في خطبه وفي إقامته وسفره وفي مجالس خاصة وعامة حتى امتلأت كتب المسلمين بأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن الإمام المهدي (عليه السلام).
        وكان في اغلب تلك الأحاديث يذكر اسمه فمرة يقول (اسمه اسمي وكنيته كنيتي) وأخرى يقول اسمه (محمد) وما إلى ذلك فما معنى ان عمر بن الخطاب يسأل عن اسم (المهدي) وهو من الناس الذين كانوا يلازمون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ؟.
        ثم كيف لنا ان نتصور ان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أمرني ان لا أحدث باسمه وقد تحدث باسمه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكان الاسم معروفاً عند المسلمين وقد ذكره أمير المؤمنين (عليه السلام) في أكثر من موضع كما ان الأئمة الأطهار (عليهم السلام) قد ذكروا اسم المهدي (عليه السلام) في روايات كثيرة نقلت عنهم (عليهم السلام).
        2- ما معنى ان شخص كأبي خالد الكابلي وهو من أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام) والملازمين له، والمنقطعين إليه وهو أيضاً من أصحاب الإمام محمد الباقر (عليه السلام) لا يعرف اسم صاحب هذا الأمر.
        3- لماذا لم يذكر الإمام السجاد (عليه السلام) اسم صاحب هذا الأمر لأبي خالد واكتفى بان ذكر صفاته فقط ؟
        4- لماذا قال الإمام الباقر (عليه السلام) في معرض إجابته لأبي خالد انه لا يتحدث بهذا الأمر ولو كان بالإمكان ذلك لأخبره باسم صاحب هذا الأمر.
        5- ثم ما معنى ان بني فاطمة لو عرفوا باسم صاحب هذا الأمر لقطعوه بضعة بضعة فهل ان بني فاطمة لا يعرفون اسم الإمام المهدي يا ترى أم ماذا ؟!
        والحقيقة ان هذه التساؤلات صحيحة وهي إشكالات محكمة لا يمكن ردها إذا ما حملت هذه الأخبار على الإمام المهدي (عليه السلام) نفسه، فإن اسم الإمام المهدي (عليه السلام) معروف ومذكور ومصرح به من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
        فالأحاديث والروايات التي ذكرت ذلك كثيرة لا يسعنا إحصائها أو ذكرها ولا بأس بذكر شيء منها مع مراعاة الاختصار:
        عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخُلقاً تكون له غيبة صغرى تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملا الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً )( ينابيع المودة، ص493).
        وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها:
        ( الا وان المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا وهو الشاهد بالحق وخليفة الله على خلقه اسمه كاسم جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ابن الحسن ابن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي)( معجم الملاحم والفتن ، ج4 ، ص327).
        وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال:
        ( الخلف من ولدي وهو المهدي اسمه محمد وكنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان )( المهدي الموعود المنتظر ، ج1 ، ص285).
        ومما يدل على ان اسم الإمام المهدي (عليه السلام) معروفاً لو انك سالت عامة الناس عن اسمه لأجابوك، كما ان الشاهد على ذلك ما حصل من اعتقاد بعض الشيعة والذين عرفوا بالكيسانية، بأن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي وذلك لان اسمه على اسم النبي وهو محمد فقد ذهبوا إلى القول بإمامته وانه هو (المهدي الذي يطلب بدم الحسين (عليه السلام).
        كما ان ما حصل من اعتقاد البعض من ان محمد بن عبد الله (ذو النفس الزكية) هو الإمام المهدي لان اسمه اسم النبي واسم أبيه اسم والد النبي شاهد آخر على ان الناس كانت تعرف جيداً اسم الإمام المهدي (عليه السلام).
        إذن فإن الروايات الواردة في النهي عن تسمية المهدي صاحب هذا الأمر لا يمكن حملها على الإمام المهدي (عليه السلام).
        واما ما ذهب إليه بعض العلماء والفقهاء والباحثين والكتاب من كتابة اسم الإمام بصورة حروف غير ممزوجة هكذا ( م ح م د ) تحاشياً للنهي الوارد حسب اعتقادهم في تسمية الإمام المهدي (عليه السلام) فهو شيء غريب وعجيب فلا ادري ما معنى هذا ؟
        أليس قد أصبح اسم الإمام واضحاً وعندما يراه الآخرين يدركون جيداً ان معنى هذه الحروف هي (محمد)، ثم انهم من أين عرفوا اسم الإمام (عليه السلام) لو ان اسمه كان خفياً ولم يصرح به الأئمة (عليهم السلام) وكان منهياً عن ذكره، كما في الروايات التي حملوها على الإمام المهدي (عليه السلام) فكتبوه بهذه الصورة (م ح م د) التي تعني محمد وهذا مما يدل بوضوح على أنهم يعرفون جيداً اسم الإمام (عليه السلام).
        وبعد هذا أقول ان هذه الطائفة من الروايات التي تتحدث عن النهي عن ذكر اسم المهدي صاحب هذا الأمر، إنما هي خاصة بشخص آخر غير الإمام المهدي (عليه السلام)، وهو المسمى في بعض الروايات بصاحب هذا الأمر والمهدي والقائم وهو السيد اليماني، وسوف نوضح كل اسم أو لقب من هذه الألقاب وكيفية انطباقها على غير الإمام المهدي (عليه السلام) فالظاهر ان اليماني يعرف بأسم رمزي ولا يعرف باسمه الحقيقي وقد منع كل من يعرف اسمه الحقيقي من ذكره وتسميته به.
        ومما يدل على ذلك أيضاً هو ما جاء في الخبر الثاني المروي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) حيث طلب عمر بن الخطاب من أمير المؤمنين (عليه السلام) ان يصف له المهدي بعد ان امتنع عن ذكر اسمه فقال في صفته :
        ( هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ) .
        وهذه الصفات لا تنطبق على الإمام المهدي (عليه السلام) فإن الإمام (عليه السلام) طويل القامة وليس مربوع والإمام أيضاً جعد الشعر وليس حسن الشعر، كما ان شعر الإمام ليس بالطويل والموصوف في الرواية موصوف بطول شعره واسترساله.
        التعديل الأخير تم بواسطة الزعفران; الساعة 26-12-09, 06:08 PM.

        تعليق


        • #5
          الأدلة على صدق اليماني الموعود صاحب أهدى الرايات

          لما كان اليماني الموعود صاحب دعوة حيث يقوم بدعوة الناس الى نصرة الامام المهدي(ع)، كان لابد له من أدلة على صدق تلك الدعوة، خاصة وان الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة قد بينت لنا ظهور الكثير من رايات الضلالة والانحراف في ذلك الزمان.
          أضف إلى ذلك أن علماء السوء وفقهاء الضلالة سوف يقفون بوجه دعوة الداعي كما أخبرتنا كلمات أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين).
          إذن فلابد لليماني من إظهار الأدلة الوافية التي تثبت صحة تلك الدعوة، التي يقيم من خلالها الحجة على من يسمع بتلك الدعوة، وانطلاقاً من هذه النقطة، نورد أهم الأدلة التي نحتمل أن يأتي بها اليماني لإثبات دعوته على شكل أطروحات، ونقوم بنقاش كل أطروحة على حدة، فنذكر أهم ما يرافق تلك الأطروحات من نقاط ضعف وقوة ويبقى الحكم للقارئ المنصف.

          الأطروحة الأولى:
          (العلم بالفقه والأصول)

          يعتقد بعض الشيعة ان اليماني الموعود يظهر كمجتهد ويكون أعلم الناس بالفقه والأصول عند ذلك يبدأ بجمع المقلدين الذين يصنع منهم قاعدة وأنصاراً للإمام المهدي (عليه السلام).
          والحقيقة إن هذا الكلام مما لا دليل عليه فلم تذكر لنا الأحاديث والروايات الشريفة ان اليماني الموعود يكون مجتهداً أو إنه يكون أعلم الناس بالفقه والأصول.
          ثم إن الفقه والأصول من العلوم الكسبية التي يمكن تحصيلها من قبل أي شخص بغض النظر عن كون هذا الشخص متصلاً بالإمام أو غير متصل بل بغض النظر عن كونه مؤمن أو فاسق ، برّ أو فاجر فإن كل واحد من هؤلاء يمكن أن يكون مجتهداً ويمكن أن يكون أعلم من غيره بالفقه والأصول.
          وهذا ما يؤكده المحقق الخوئي في تعليقه على شرط الإيمان في مرجع التقليد حيث يقول: ( لم يدلنا دليل لفظي معتبر على شرطية الإيمان في المقلد بل مقتضى الإطلاق في الأدلة والسيرة العقلائية عدم الأعتبار لأن حجية الفتوى في الأدلة اللفظية غير مقيدة بالإيمان ولا بالإسلام كما إن السيرة جارية على الرجوع إلى العالم مطلقاً سواء كان واجداً للإيمان أو الإسلام أم لم يكن)(التنقيح في العروة الوثقى ج1 ص220).

          والتاريخ يحدثنا عن الكثير من المنحرفين الذين وصلوا إلى درجات عالية في هذه العلوم، فليس كل مجتهد صالح وليس كل عالم مؤمن، بل إن الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) تحدثنا عن ظهور الكثير من علماء السوء وفقهاء الضلالة الذين يقفون بوجه المهدي (عليه السلام) ويتأولون عليه كتاب الله ويكذبون ممهديه وأنصاره والروايات في هذا الصدد كثيرة
          ثم إن ما يقوله البعض من ان اليماني يكون أعلم الناس بالفقه والأصول فإن هذه الدعوى أخص من المدعى، فاليماني يدّعي الاتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) ويدّعي أنه رسوله والممهد له ووزيره وهذه المقامات كلها مقامات إلهية تحتاج إلى أدلة من سنخها وليست غريبة عنها أو أخص منها.
          فعلم الفقه والأصول من العلوم الكسبية والتحصيلية كما قلنا وهي من تعليم البشر وباستطاعة كل أحد تعلمها وتحصيلها، فلا يمكن أن نستدل بها على دعوة إلهية.
          ثم إن المعلوم لدينا أن اليماني يأخذ توجيهاته من الإمام (عليه السلام) نفسه كما أشارت الروايات الشريفة وأكد الكثير من الباحثين في كتبهم وأبحاثهم فما حاجته عندها للاجتهاد أو الفقه والأصول خاصة إذا ما علمنا أن جميع المجتهدين يعملون وفق أحكام ظاهرية ظنية وليست واقعية، واليماني يعمل وفق أحكام واقعية يأخذها من الإمام (عليه السلام) نفسه.
          فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( القائم إمام ابن إمام يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه )(معجم احاديث الإمام المهدي ج3 ص417).
          فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن مسائل الفقه وأحكام الشريعة تؤخذ منه قبل قيامه (عليه السلام) وليس من غيره، واليماني هو من يكون الواسطة في إيصال هذه الأحكام إلى أنصاره، فغير صحيح أن نفرض ان اليماني مجتهداً مع علمنا أنه متصلاً بالإمام (عليه السلام).
          فأما أن يعمل اليماني وفق الاستنباط وتكون أحكامه ظنية وهذا غير صحيح أو أنه يكون متصلاً بالإمام (عليه السلام) ويأخذ الأحكام الشرعية منه (عليه السلام)، لذلك ستكون تلك الأحكام واقعية حتماً وعندها لا يحتاج إلى الاجتهاد والاستنباط والعمل وفق الأحكام الظاهرية الظنية وهذا هو الصحيح.
          إذن فمسألة كون اليماني يكون مجتهداً ويكون اعلم الناس بالفقه والأصول ليس صحيحاً إطلاقاً، فهذه الأطروحة إذن غير صحيحة ولا يمكن أن نعول عليها في معرفة اليماني أو نعتبرها دليلاً على صدق دعواه
          وستاتيك باقي الأطروحات
          التعديل الأخير تم بواسطة الزعفران; الساعة 26-12-09, 06:06 PM.

          تعليق


          • #6
            الأطروحة الثانية
            (إقامة المعجزة)
            قد يعتقد البعض إن أقوى الأدلة وأهمها على الإطلاق في كل الدعوات الإلهية هي إقامة المعجزة مستندين في ذلك إلى دعوات الأنبياء (عليهم السلام)، فهم يقولون إن لكل صاحب دعوة معجزة، فقد أقام الأنبياء (عليهم السلام) المعاجز لأقوامهم فلابد في كل صاحب دعوة إلهية أن يقيم المعجزة لقومه، كما فعل إبراهيم وصالح ويونس وأيوب وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وكما فعل أوصياء الأنبياء من بعد موتهم.
            والحقيقة وقبل البدء في نقاش هذه الأطروحة لابد من إثبات أمر مهم، وهو أن المعجزة يجريها الله عز وجل على أيدي أنبياءه (عليهم السلام) وليس بالضرورة أن يكون لكل نبي معجزة فهذا نبي الله نوح (عليه السلام) لم يؤيده الله بالمعجزة أثناء فترة دعوته.
            وأما من يقول ان الطوفان هو معجزة نوح (عليه السلام) فإننا نقول: نعم، كان الطوفان معجزة إلا أنه ليس دليلاً من أجل إثبات صحة دعوة نوح (عليه السلام) بل هو عقاب من المولى عز وجل للكافرين الذين رفضوا التصديق والإيمان بدعوته (عليه السلام) وإلا فإن المؤمنين قد آمنوا بتلك الدعوة قبل وقوع الطوفان بزمن طويل، ولما وقع الطوفان لم يؤمن أحد غير أولئك المؤمنين، ولا توجد آية أو رواية تدل على أن نوح (عليه السلام) أقام المعجزة لقومه غير معجزة الطوفان التي قلنا أنها عقاب للكافرين ليس إلا.
            أما نبي الله هود (عليه السلام) فيحدثنا القرآن انه لم يأت بمعجزة إطلاقاً فقد طلب منه قومه ذلك إلا أنه قال لهم بأن ذلك بيد الله عز وجل قال تعالى : {قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }( )هود 53.
            كما إن هناك الكثير من الأنبياء ليس لديهم معجزة كالنبي لوط (عليه السلام) مثلاً وإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وغيرهم (عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم)، إذن فمسألة أن لكل نبي معجزة غير صحيحة إنما المعجزات بيد الله يأتي بها متى يشاء ويؤيد بها من يشاء ، قال تعالى:
            {وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }(العنكبوت 50).
            إذن فالمسألة ليست منوطة بيد النبي إنما الأمر بيد الله عز وجل فهو يأتي بالمعجزة ويقيمها متى شاء فيقيم بها الحجة على الكافرين والمعاندين، ولو رجعنا واستقرأنا سيرة الأنبياء لوجدنا أن جميع من طلب منهم المعجزة هم من المعاندين والكافرين بدعوات الأنبياء، وحينما أقام الله لهم المعاجز على أيدي أنبياءه لم يزدهم ذلك إلا إعراضاً عن الحق وعناداً وكفراً، قال تعالى:
            {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ}الانعام 2
            وقال ايضاً {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }(الحجر 14).
            ولو نظرنا إلى المؤمنين فإننا نجد أن الأعم الأغلب منهم قد آمنوا من دون معجزة.
            ثم إننا نؤمن بالمقولة التي جاء فيها: (إن لكل مقام مقال) وقد اتفق العقلاء على أن المعجزة تكون بما يناسب زمانها، فقد كانت معجزة موسى (عليه السلام) العصا التي تكون حية بإذن الله عز وجل لأن السحر كان منتشراً في ذلك الزمان.
            وقد كانت معجزة عيسى (عليه السلام) شفاء المرضى وإحياء الموتى لأن الطب كان منتشراً ومعروفاً بشكل واسع، وكانت معجزة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) القرآن بما فيه من بلاغة وحسن بيان، وذلك لأن الشعر والبلاغة كانا منتشرين ومعروفان بشكل واضح.
            أما من يعتقد أن الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر بالمعجزات فهذا غير صحيح لأن المعجزات لا تجري إلا على يد الأنبياء (عليهم السلام) أما بالنسبة للأوصياء فإنما يؤيدهم الله عز وجل بالكرامات.
            وهناك فرق بين المعجزات والكرامات، فالمعجزة تأتي لإعجاز الخصم وردعه وهي تأتي في مقام الاحتجاج وإقامة الحجة قبل وقوع العذاب، أما بالنسبة للأوصياء فإن الله عز وجل يؤيدهم بالكرامات، لتطمئن لهم نفوس الناس فتتصاعد عندها درجات الإيمان والولاء لشخص الوصي.
            لذلك فالوارد أن المولى تبارك وتعالى يؤيد وليه المهدي (عليه السلام) بالكرامات كما أيد غيره من الأوصياء (عليهم السلام) لا أن الله عز وجل يقيم على يديه المعاجز كما يعتقد البعض، ثم إن العلماء قد قرروا ان المعجزة لا تأتي إلا عند انحصار إقامة الحق بها، أما إذا كانت الأسباب الطبيعية منتجة للمطلوب وهو إقامة الحجة فلا داعي عندها لإقامة المعجزة ..
            أما فيما يخص صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) اليماني الموعود فلا نجد ولا رواية واحدة تدل على أن الله عز وجل يقيم على يديه المعجزات، نعم فإن من المحتمل أن الله يؤيده بالكرامات إلا ان الأحاديث والروايات الشريفة لم تشير إلى ذلك ومن هنا يتبين لنا أن هذه الأطروحة لا يمكن التعويل عليها في معرفة الداعي وصدق دعواه.


            الأطروحة الثالثة :
            (العلم بعظائم الأمور)
            في جميع الأشياء توجد أشياء عظيمة، فالعلم فيه عظائم والموجودات فيها عظائم والكتب فيها كتب عظيمة، فكتاب الله عز وجل فيه قرآن عظيم وهكذا.
            ويعتقد البعض ان اليماني الموعود يأتي بالعظائم، وقبل معرفة هذه العظائم لابد من معرفة صحة هذا الرأي فهل له ما يؤيده من أحاديث وروايات وردت عن النبي أو الأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
            والحقيقة إننا لو رجعنا إلى الأحاديث والراويات التي تحدثت عن أمر المهدي (عليه السلام) نجد أنها ذكرت هذا الأمر ودلت عليه.
            فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر، قال: ( سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) الكافي ج1 ص340 ، إثبات الهداة ج3 ص445 ، بحار الأنوار ج52 ص157 ، غيبة النعماني ص178 .
            .
            إذن فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا أن المعيار في معرفة أي داعي هو سؤاله عن العظائم وليس عن شيء آخر، فما هي العظائم يا ترى ؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن نتوصل لإجابته.
            والحقيقة لا يمكن تعيين العظائم ما لم نرجع إلى كتاب الله عز وجل وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وروايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والمعلوم أن كتاب الله عز وجل هو أعظم هذه العظائم فقد وصفه المولى تبارك وتعالى بالعظمة، قال تعالى:
            {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}الحجر 87.
            فكل ما يتعلق بالقرآن من أسرار وخفايا يكون عظيماً حتماً.
            أما لو عدنا إلى الأحاديث والروايات الشريفة نجد أنها ذكرت أن الرجعة من عظائم الأمور فمعرفتها تعني معرفة أمر من الأمور العظام.
            فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها.
            فقال : إن هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه، وقد قال الله عز وجل:
            { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه } - بحار الأنوار ج53 ص40 .

            وعن حمران قال: ( سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها، فقال: إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأتي أوانه، قال الله: { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه } ) - تفسير العياشي ج2 ص122 .
            .
            فمن هاتين الروايتين الشريفتين يتبين لنا واضحاً أن الرجعة من عظائم الأمور، ومن هاتين الروايتين أيضاً يتأكد لنا أن التأويل من عظائم الأمور وذلك لأن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) عندما سئلا عن الرجعة في الروايتين ذكر التأويل ، والواضح من كلامهما (عليهما السلام) أن الرجعة تكون على نحو التأويل وليس على النحو المتعارف والفهم والفكر التقليدي السائد.
            أما بالنسبة لأشباه الرجعة والتي هي أيضاً من عظائم الأمور فهي توضيح خروج دابة الأرض، ونزول عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وأمر الإمام المهدي وخروجه كل هذه الأمور هي من الأمور العظام والداعي لابد أن يكون عالماً بكل هذه العظائم بحيث لو سئل عنها أو ما يتعلق بها لأجاب.
            والواجب علينا كمكلفين ومنتظرين لأمر الإمام (عليه السلام)، أن نسأل كل من يدعي أنه نائب المهدي أو رسوله أو مبعوثه أو الداعي إلى نصرته عن هذه العظائم كما أمرنا أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين).
            وهناك أمور أخرى عديدة لابد من توفرها في شخص الداعي لتكون أدلة على صدق دعواه منها :

            تعليق


            • #7
              حُسن الخلق
              اتصف الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والأولياء والصالحين بحسن الخلق والآيات التي تشير إلى ذلك كثيرة، وخير الناس وأحسنهم خُلقاً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى نزل فيه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}( ).
              ثم يأتي من بعده أهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، ولابد أن يكون في كل داعي للحق حسن الخلق وصفات حميدة يمتاز بها عن غيره ويعرف بها بين الناس قبل دعوته ليكون حجة عليهم.
              فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يُعرف بين أهل مكة بالصادق الأمين، وكذلك الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
              إذن فلابد أن يكون اليماني معروفاً بين الناس بحسن الخُلق والصفات الحميدة والعبرة في ذلك حتماً تكون قبل الدعوة وليس بعدها، لأنه بعد الدعوة سيتهم بالكذب والسحر والجنون وغيرها كما اتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بذلك فبعد أن كان يسمى الصادق الأمين راح أهل مكة يسمونه بعد الدعوة (بالكذاب الأشر)، قال تعالى: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }( ).

              الدعوة للإمام المهدي (عليه السلام)
              فاليماني الموعود كما جاء ذكره في الروايات يدعو إلى الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم ...) - غيبة النعماني ص264 .
              ).
              فكما هو واضح من الرواية الشريفة أن اليماني يدعو للمهدي (عليه السلام) الذي عبر عنه الإمام الباقر (عليه السلام) بكلمة (صاحبكم)، وهذه الصفة المهمة يجب توفرها في من يدّعي أنه اليماني خاصة إذا ما علمنا أن الكثير من الدعاة الكاذبين سيظهرون قبل قيام الإمام (عليه السلام).
              وإن كل واحد منهم يقوم بالدعوة إلى نفسه، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه ) - الإرشاد ص358 .
              .
              وهذا هو المائز في الحقيقة بين الداعي الحقيقي وبين الدعاة الكاذبين، فالمائز والفارق هو أن الأول يدعو للإمام (عليه السلام) بينما تكون دعوة الآخرين لأنفسهم وإن ادعوا خلاف ذلك.
              الدعوة إلى الحق والطريق المستقيم
              يمتاز اليماني بأنه يدعو إلى الحق أي أنه يدعو إلى الكثير من الأمور الحقة في زمن كثر فيه الباطل، كما أن اليماني يدعو إلى طريق مستقيم واضح متصل بالإمام (عليه السلام)، وسيأتي تفصيل ذلك إنشاء الله.
              يكون اليماني مؤيداً بالرؤيا وشهادة غيره له
              فالظاهر أن المولى تبارك وتعالى يؤيد دعوة اليماني بالرؤيا، كما كان شأن الدعوات الإلهية.
              المقصود من ذلك أن البعض ممن يسمعون بتلك الدعوة يعطيهم الله عز وجل الرؤيا التي تدل على صدق تلك الدعوة وصدق الداعي، بل تكون بعض الرؤى صريحة في صحة الدعوة وصدق الداعي والله أعلم بحقيقة الحال.

              تعليق


              • #8
                بارك الله عزوجل فيك وجعلك من جند الامام عليه السلام وأود ان يكون منتدى خاص حول الروايات التي تخص اليماني المنصور

                تعليق


                • #9
                  إن لكل شيء اثر وهذا هو اثر أولياء الله الحقيقيين

                  تعليق

                  يعمل...
                  X